رئيس التحرير: طلعت علوي

«بريكست» في مأزق .. البرلمان البريطاني يطلب تأجيل الانسحاب وجونسون يعارض إعادة التفاوض

الأحد | 20/10/2019 - 10:22 صباحاً
«بريكست» في مأزق .. البرلمان البريطاني يطلب تأجيل الانسحاب وجونسون يعارض إعادة التفاوض



عادت معركة "بريكست" إلى المربع الأول بعدما مني اليوم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بنكسة جديدة بعد فشله في تمرير اتفاق "بريكست" لتترسخ عقدته مع برلمان بلاده، الذي يقف له بالمرصاد.
وتوالت ردود الأفعال في العواصم الأوروبية عقب التصويت الفاشل، فقد دعت المفوضية الأوروبية الحكومة البريطانية للإفصاح عن الخطوات المقبلة بشأن الخروج الأوروبى.
وبحسب "الألمانية"، أفادت مينا أندريفا المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية في تغريدة على تويتر "أن المفوضية تم إحاطتها علما بتصويت مجلس العموم على التعديل، الذي يعرف باسم ليتوين، الذي يعني إرجاء التصويت على اتفاق الخروج .. وسيكون على حكومة المملكة المتحدة إبلاغنا بالخطوات التالية في أقرب وقت ممكن".


من جهتها، رحبت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستيرجن، بفشل رئيس الوزراء البريطاني في تمرير الاتفاق، وغردت ستيرجن على تويتر "ممتاز، أن يخسر جونسون"، وتصر رئيسة الوزراء الاسكتلندية على إجراء استفتاء ثان في اسكتلندا حول استقلالها عن التاج الملكي البريطاني.
وكان الاسكتلنديون قد صوتوا في استفتاء منذ خمسة أعوام بأغلبية بسيطة على استمرار تبعية بلادهم للتاج البريطاني.
وفي فرنسا، اعتبرت الرئاسة الفرنسية أن "إرجاء إضافيا" لـ"بريكست" "ليس في مصلحة أحد"، وذكرت أنه "تم التفاوض على اتفاق، يعود بناء عليه إلى البرلمان البريطاني أن يقول ما إذا كان يوافق عليه أو يرفضه. يجب إجراء تصويت واضح".


وأقر مجلس العموم البريطاني اليوم تعديلا يلزم رئيس الوزراء بوريس جونسون التفاوض مع بروكسل على إرجاء الموعد المقرر لخروج المملكة من الاتحاد الأوروبي في 31 من الشهر الجاري، وهو ما سارع جونسون إلى رفضه.
وبأغلبية 322 صوتا مقابل 306 وافق النواب على التعديل الذي قدمه النائب أوليفر ليتوين، الذي يهدف إلى إتاحة مزيد من الوقت للنواب لمناقشة الاتفاق، الذي أبرمه رئيس الوزراء مع بروكسل دون المخاطرة بحصول "بريكست" "من دون اتفاق" في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.


غير أن رئيس الوزراء سارع إلى إعلان رفضه الطلب من بروكسل إرجاء الموعد المحدد لـ"بريكست"، مؤكدا أن خروج البلاد من الاتحاد سيتم في نهاية العام الجاري.
وقال جونسون "لن أتفاوض مع الاتحاد الأوروبي على تأجيل موعد "بريكست" والقانون لا يلزمني بذلك"، معربا عن أسفه لأن يكون التصويت التاريخي الذي كان متوقعا على الاتفاق قد "أفرغ من مضمونه".


وذكر رئيس الوزراء البريطاني أن الاتفاق لن يؤدي إلى خفض معايير البيئة ولن ينتقص من حقوق العمال، وأن الأمر يدور حول "اتفاق عظيم"، وسط احتجاج كبير ضد الاتفاق بين صفوف المعارضة العمالية للاتفاق.
وقبل 12 يوما فقط من موعد "بريكست"، اجتمع مجلس العموم للتصويت على الاتفاق، الذي تم انتزاعه في اللحظة الأخيرة بعد مفاوضات شاقة بين جونسون وبقية قادة التكتل الأوروبي.


ويفترض لهذا الاتفاق أن يسمح بتسوية شروط الانفصال بعد 46 عاما من العضوية، ما يتيح خروجا هادئا وفترة انتقالية تستمر حتى نهاية 2020 على الأقل.
وكانت الحكومة التي لا تحظى بغالبية في مجلس العموم، بحاجة إلى 320 صوتا لإقرار الاتفاق، وتخشى الأوساط الاقتصادية خروجا بلا اتفاق لأنه يمكن أن يؤدي حسب توقعات الحكومة نفسها، إلى نقص في المواد الغذائية والوقود وحتى الأدوية.
وكانت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، قد أعربت عن تأييدها القوي للاتفاق، الذي توصل إليه خليفتها بوريس جونسون.


وقالت ماي خلال الجلسة الطارئة، التي عقدها مجلس العموم البريطاني، إن من يسعى إلى منع خروج البلاد دون اتفاق، يجب أن يصوت لمصلحة الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة مع التكتل الأوروبي.
وأضافت السياسية المحافظة "تصويت اليوم مهم"، وأن هناك دينا للشعب البريطاني يجب الوفاء به، ويتمثل في إتمام عملية الخروج، وفقا لما كان الشعب قد وافق عليه بأغلبية بسيطة في استفتاء عام 2016.


وهناك منافسة داخلية شرسة بين ماي وجونسون، وكان للأخير تأثير حاسم في إجبار ماي على الاستقالة من رئاسة الحكومة في تموز (يوليو) الماضي.
وبحكم القانون، فإن خسارة جونسون للتصويت البرلماني تجعله ملزما بالتقدم بطلب لتأجيل الانسحاب من الاتحاد الأوروبي إلى ما بعد 31 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.
إلى ذلك، شارك مئات الآلاف من البريطانيين في مسيرة اليوم في لندن للمطالبة باستفتاء جديد حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، معتبرين أن آراءهم تقابل بالتجاهل بينما عقد البرلمان أول جلسة يوم سبت منذ حرب فوكلاند عام 1982 لحسم مصير الانسحاب من التكتل الأوروبي.


ولوح المتظاهرون، الذين سافر بعضهم ساعات للوصول إلى العاصمة من أنحاء مختلفة في المملكة المتحدة، بأعلام الاتحاد الأوروبي تحت سماء صافية حاملين لافتات أبدعوا في كتابتها.
وأغلق الحشد مناطق واسعة من وسط لندن عندما وقف آلاف المتظاهرين في انتظار بدء المسيرة عند هايد بارك بينما وصل آخرون إلى مقر البرلمان.
وقالت هانا بارتون (56 عاما) التي تعمل بعصر التفاح، التي جاءت إلى لندن من وسط انجلترا ولفت جسمها بعلم الاتحاد الأوروبي "أنا غاضبة بشدة لأننا لا نجد من يسمعنا. جميع الاستطلاعات تقريبا تظهر أن الناس الآن يريدون البقاء في الاتحاد الأوروبي. نحن نشعر بأننا لا صوت لنا. هذه كارثة وطنية ننتظر حدوثها وستدمر الاقتصاد".
وحمل كثير من المتظاهرين لافتات بعضها يشبه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بانتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة.


وارتدى البعض أزياء خاصة، وجعلت تلك الأزياء مجموعة من المتظاهرين تبدو كفواكه وخضراوات، وكانت هناك أيضا دمى لسياسيين مثل جونسون ومستشاره الرئيس دومينيك كامنجز.
وعندما قطع المشاركون في المسيرة مسافة في لندن أطلق البعض أصوات صفير وانفجروا في الصياح "أوقفوا "بريكست"، وعزفت فرقة موسيقية لحنا وغنى حشد نشيد الاتحاد الأوروبي.


وأوضح جيمس مكجوري مدير حملة تصويت الشعب التي تنظم المسيرة أنه يجب على الحكومة الاهتمام بغضب مؤيدي الاتحاد الأوروبي وإجراء استفتاء آخر بشأن الخروج من الاتحاد.
وأشار إلى أن "هذا الاتفاق الجديد لا يماثل ما تم التعهد به للشعب، ولذلك فمن الصواب أن الشعب يستحق فرصة أخرى ليقول رأيه".
ويرى مكجوري أنه "لا يمكن أن يكون هناك تعبير عن تغيير إرادة الشعب أفضل من خروج مئات الآلاف إلى الشوارع للمطالبة بالاستماع لهم في الوقت الذي يتخذ فيه الساسة داخل البرلمان قرارا سيؤثر علينا لأجيال".


ويؤيد زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين إجراء استفتاء ثان على الخروج من التكتل، وقال للبرلمان "تصويت اليوم المؤيد للتوصل لاتفاق لن ينهي مشكلة الـ"بريكست". لن يحسم الأمر ويجب أن يكون للناس القول الفصل".

 

aleqt.com

التعليـــقات