رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 21-22 حزيران 2019

السبت | 22/06/2019 - 02:26 مساءاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 21-22 حزيران 2019


في التقرير:
• السفارة الأمريكية لدى إسرائيل تحذر من مظاهرات معادية لأمريكا خلال مؤتمر البحرين
• سجن ضابط وتخفيض رتبته بسبب عدم منع جنوده من التنكيل بفلسطينيين
• نتنياهو: إسرائيل تقف إلى جانب الولايات المتحدة في الأزمة الأخيرة مع إيران
• جهاز "الشاباك" يدّعي إحباط محاولة لإقامة شبكة تجسس إيرانية في إسرائيل
• رئيس الموساد السابق شبتاي شافيت: "ناخبو نتنياهو ناخبو نتنياهو أناس مغفلون"
• الأحزاب العربية الأربعة تعلن عزمها خوض الانتخابات للكنيست ألـ22 في قائمة واحدة
• هنية: إسرائيل تؤجل تنفيذ التفاهمات، ونحن ندخل مرحلة خطيرة
مقالات
• مصير صفقة القرن قد يكون مماثلًا لمصير "هضبة ترامب"
• تأهب البحرين

السفارة الأمريكية لدى إسرائيل تحذر من مظاهرات معادية لأمريكا خلال مؤتمر البحرين
تكتب "هآرتس" على موقعها الإلكتروني، أن السفارة الأمريكية في إسرائيل حذرت، يوم الجمعة، موظفيها من مظاهرات معادية للولايات المتحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، خلال المؤتمر الاقتصادي في البحرين، الأسبوع المقبل. وبحسب بيان السفارة، من المتوقع أن تجري المظاهرات أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، وعلى الموظفين وعائلاتهم الامتناع عن زيارة الضفة الغربية في هذه الأيام.
سجن ضابط وتخفيض رتبته بسبب عدم منع جنوده من التنكيل بفلسطينيين
تكتب "هآرتس" أن المحكمة العسكرية حكمت، يوم الخميس، على ضابط برتبة ملازم، بالسجن لمدة ستين يوما، وتخفيض رتبته إلى ملازم أول، لأنه لم يمنع جنوده في كتيبة "نيتساح يهودا" من ضرب المعتقلين الفلسطينيين. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تسريح الضابط من الجيش بعد إطلاق سراحه من السجن. وقد اعترف الضابط في إطار صفقة الإقرار بالذنب وأدين بجرائم الإهمال والسلوك غير المناسب.
وذكر مكتب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن "الضابط أدين بالامتناع عن أداء واجباته ومسؤوليته لمنع أو وقف العنف الموجه من قبل جنود القوة." ووفقًا للائحة الاتهام المقدمة ضد الضابط، فقد لاحظ أن جنوده كانوا يمارسون العنف الشديد ضد المحتجزين الفلسطينيين الذين تم تقييد أيديهم وعصب عيونهم، ومع ذلك لم يمنعهم من الاستمرار في ضرب المحتجزين".
وكانت المحكمة العسكرية قد حكمت، في مارس الماضي، على الجنود الخمسة المدانين وفق صفقة الإقرار بالذنب، بالتنكيل بمواطنين فلسطينيين. وأدين أحد الجنود بالتنكيل في ظروف خطيرة، وحُكم عليه بالسجن لمدة خمسة أشهر ونصف. وحكمت المحكمة على الجندي الثاني بالسجن لمدة شهرين، بعد أن تم تعريف دوره في التنكيل بأنه "صغير نسبيا". وتم تخفيض رتبتي الجنديين إلى جندي وحُكم عليهما أيضًا، بالسجن مع وقف التنفيذ. وأُدين ثلاثة جنود إضافيين بتهمة التنكيل بالمحتجزين، وحُكم عليهم بالسجن لمدة نصف عام وخفض رتبهم إلى رتبة جندي.
وكان الفلسطينيان، أب وابنه، قد أفادا أثناء استجوابهما من قبل الشرطة العسكرية، بتعرضهما للضرب العنيف. وقال الابن البالغ من العمر 15 عاماً: "طلب مني أحد الجنود أن أقول "بالدم والروح، نفديك يا فلسطين"، وأمروني بمشاهدة كيف يضربون والدي، قالوا لي أنظر إلى والدك. يستحق تلقي الضربات. أنت تمثل بأنك وطني".
وتحدث الابن عن التنكيل به وبوالده بعد إدخالهما إلى السيارة العسكرية، وقال: "لقد تعرضت للضرب في الوجه والصدر والمعدة والساقين، ضربني أربعة جنود بأذرعهم وأرجلهم وأسلحتهم. لقد ضربوني بعقب البنادق على ركبتي وعلى صدري وعلى الفخذين والخصيتين. وعندما خرجت من السيارة كان وجهي منتفخًا. لم أتمكن من فتح عيني اليسرى".
وقال الأب: "في البداية قاموا بضربي بحزام وشتموني، وعندما سألتهم لماذا يضربوني، ضربوني بعقب السلاح، ثم داس أحد الجنود على وجهي وكسر أنفي. نزفت دمًا بشكل مكثف من أنفي خلال السفر. صرخت بهم بأعلى صوتي لماذا تضربوني، فصرخ أحدهم في وجهي بأن اصمت، وضربني على وجهي حتى فقدت وعيي".
نتنياهو: إسرائيل تقف إلى جانب الولايات المتحدة في الأزمة الأخيرة مع إيران
تكتب "يسرائيل هيوم" أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، دعا الدول المُحبة للسلام إلى دعم الولايات المتحدة في الأزمة الأخيرة مع إيران، بعد أن أسقطت هذه الأخيرة طائرة أميركية مسيّرة من دون طيار، وأكد وقوف إسرائيل إلى جانب واشنطن.
وقال نتنياهو في بيان صادر عن ديوان رئاسة الوزراء، يوم الخميس، إنه "خلال الساعات ألـ24 الأخيرة كثفت إيران عدوانها ضد الولايات المتحدة وضدنا جميعاً. أكرر دعوتي لكل الدول المُحبة للسلام للوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في جهودها لوقف العدوان الإيراني. إن إسرائيل تقف مع الولايات المتحدة في هذا الأمر".
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن عن إسقاط طائرة استطلاع أميركية من طراز "غلوبال هوك" بعد اختراقها للمجال الجوي الإيراني بالقرب من مضيق هرمز.
وأكد البنتاغون قيام القوات الإيرانية بإسقاط الطائرة المسيّرة لكنه أكد أنها كانت في الأجواء الدولية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن إيران ارتكبت خطأ جسيماً. وأعلن لاحقًا أنه أمر بضرب إيران لكنه ألغى الأمر قبل عشر دقائق من الموعد المحدد لأن إسقاط طائرة غير مأهولة لا يتسق مع توجيه ضربة ستؤدي إلى مقتل 150 شخصا على الأقل.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذّر من أن أي استخدام للقوة من جانب الولايات المتحدة ضد إيران سيقود إلى كارثة في المنطقة.
جهاز "الشاباك" يدّعي إحباط محاولة لإقامة شبكة تجسس إيرانية في إسرائيل
تكتب "يديعوت احرونوت" أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية سمحت، يوم الخميس، بنشر نبأ قيام جهاز "الشاباك"، بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية، يوم 17 أبريل الماضي، باعتقال المواطن الأردني ثائر شعفوط (32 عاماً)، الذي تعود أصوله إلى مدينة الخليل في الضفة الغربية، بشبهة الدخول إلى البلاد بتعليمات من إيران لإقامة شبكة أعمال تجارية في إسرائيل والضفة تكون غطاء لجمع معلومات استخباراتية ونقلها إلى طهران.
وذكر بيان صادر عن جهاز "الشاباك" أن العلاقة بين شعفوط والاستخبارات الإيرانية بدأت في لبنان حينما التقى عميليْن إيرانييْن يتحدثان العربية. وأشار البيان إلى أن شعفوط اجتمع عدة مرات مع مشغليه في سورية ولبنان خلال السنتين الأخيرتين. وفي أثناء وجوده في إسرائيل بدأ بإجراء اتصالات بجهات في البلاد لمساعدته على القيام بمهمته. وزودت الاستخبارات الإيرانية شعفوط بوسائل اتصالات مشفرة استخدمها للاتصال بها وتلقّي معلومات من خلالها.
وأضاف البيان أن الاستخبارات الإيرانية اعتزمت استخدام شعفوط لتحويل أموال إلى عناصر إرهابية في الضفة الغربية وإسرائيل، وأنه كان ينوي السفر إلى إيران من أجل استكمال تدريباته كجاسوس والمشاركة في دورات متقدمة في مجال التجسس والاستخبارات.
وقدمت النيابة العسكرية الإسرائيلية لائحة اتهام ضد شعفوط إلى المحكمة العسكرية في الضفة الغربية، تنسب إليه تهم التخابر مع العدو، وإقامة علاقات مع تنظيم معادٍ، والتآمر لإدخال أموال العدو إلى المنطقة.
رئيس الموساد السابق شبتاي شافيت: "ناخبو نتنياهو ناخبو نتنياهو أناس مغفلون"
تكتب صحيفة "هآرتس" أن رئيس الموساد السابق، شبتاي شافيت، قال في سياق مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف"، إن "ناخبي نتنياهو هم أشخاص يفتقرون إلى المعرفة ويفتقرون إلى الفهم، وقاعدته السياسية هم أشخاص يصل مستواهم المعياري إلى مستوى العشب". وتطرق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تصريح شافيت، عبر تغريدة على تويتر، وقال: "لقد نعتونا بأننا رعاع، ومقبلو تمائم، "روبوتات"، والآن نحن" أشخاص مغفلون". لا يوجد حد لاستعلاء اليسار على ناخبي الليكود. ردنا سيأتي في صناديق الاقتراع".
وكانت "معاريف" قد نشرت، يوم الخميس، مقاطع من المقابلة مع شافيت، التي تم نشرها لاحقا، في ملحق يوم الجمعة، وأثار تصريحه عاصفة على الشبكات الاجتماعية. وكتب عضو الكنيست عمير بيرتس، المرشح لرئاسة حزب العمل، على موقع تويتر: "شافيت، لديك دور في أمن إسرائيل، لكن الانضمام إلى نادي الاستعلاء ليس هو السبيل. لدينا صراع أيديولوجي ضد يمين سموطريتش ونتنياهو، ويجب أن نكون منارة لوحدة للجماهير التي لم يفتحوا أمامهم الباب لكي يشعروا بأنهم شركاء، أنا أريد هدم الجدران وأن أتأكد من أن الجماهير الجديدة ستكون مفتاح النصر".
وحاول شافيت نفسه، صباح الخميس، شرح أقواله في مقابلة مع راديو الجيش. وقال: "أنا لا أتنكر للاقتباس. تحدثت عن معادلة القيادة والأخلاق وعبرت عن رأيي بأن هذين التناقضين لا يمكن الجسر بينهما".
وفقًا لشافيت، "كل رجل يتمتع بأخلاق حقيقية لا يمكنه قبول قيادة ذات أخلاق متدنية للغاية وأقول ان أي شخص يصوت لزعيم يتمتع بأخلاق متدنية، حسب فهمي ... فإن هذا يعني وجود شائبة ما في أخلاقياته".
الأحزاب العربية الأربعة تعلن عزمها خوض الانتخابات للكنيست ألـ22 في قائمة واحدة
تكتب "هآرتس" أن أعلنت الأحزاب العربية الأربعة، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديمقراطي، والحركة العربية للتغيير والقائمة العربية الموحدة، أعلنت عزمها خوض الانتخابات للكنيست ألـ22 في قائمة واحدة. ومع ذلك فإن ممثلي الأحزاب لم يتوصلوا بعد إلى اتفاق حول ترتيب القائمة، خاصة الأماكن بين 11 و14. وقال الأمين العام للجبهة، منصور دهامشة إنه يفترض التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن حتى 30 حزيران.
وجاء هذا الإعلان في سياق بيان صادر عن الأحزاب الأربعة في ختام الاجتماع الذي عقدوه يوم الخميس، وأكدوا فيه التزامهم الكامل بالقائمة المشتركة كخيار وحيد لخوض الانتخابات وضرورة الإسراع في إتمام تشكيلها للانطلاق في حملة انتخابية قوية لتقوية التمثيل السياسي للجماهير العربية. كما أكدوا أن الأسباب والدوافع لإقامة القائمة المشتركة سنة 2015 لم تنخفض بل زادت، وأن التحديات السياسية المقبلة تحتّم الوحدة.
وأوضح البيان أن المجتمعين ناقشوا آليات صياغة برنامج سياسي للقائمة المشتركة وكذلك برنامج مفصّل للعمل البرلماني وخطة استراتيجية وإدارية، كما بحثوا سبل زيادة المشاركة الشعبية والجماهيرية في عمل القائمة المشتركة، وذلك عبر تشكيل طواقم عمل وطواقم استشارية تساهم في دعم العمل البرلماني.
وأكد المجتمعون أن نتائج الانتخابات الأخيرة شكلت ضربة قوية للعمل السياسي العربي عموماً، وأن هناك ضرورة لاستخلاص العبر منها والعمل على العودة إلى القائمة المشتركة والالتزام بها ليس كخيار للأحزاب فقط بل تلبية لمطلب المجتمع العربي.
وقرر المشاركون في الاجتماع تكثيف جلسات التفاوض للتوصل إلى اتفاق نهائي يشمل البرنامج السياسي وخطة العمل وتركيبة القائمة وهيكليتها التنظيمية. وأكّدوا جميعاً أنهم متفقون على إقامة القائمة المشتركة وأن الحوار والنقاش هو بشأن التفصيلات لضمان نجاح القائمة وتحقيق الأهداف المرجوة منها.
وحسب الصحيفة يسعى كل طرف إلى زيادة تمثيله في القائمة بعضو واحد. ونريد الجبهة ضمان مكان واقعي للمرشح الدرزي، جابر عساقلة، الذي لم يدخل الكنيست في الانتخابات الأخيرة، فيما يريد التجمع ضمان مكان واقعي لمازن غنايم، الذي يعتبره رصيدا انتخابيا. وتطمح العربية للتغيير إلى ضمان تمثيل المرأة وترشيح سندس صالح في أحد الأماكن بين 11 و14، وهناك أيضًا طلب لضمان تمثيل للنقب، والذي غالبًا ما يكون ضمن القائمة العربية الموحدة.
وتريد بعض الأحزاب تحويل قرار تشكيل القائمة إلى لجنة الوفاق التي تم إنشاؤها قبل الانتخابات في عام 2015 وساهمت بشكل كبير في تشكيل القائمة المشتركة. وصرح أحد كبار مسؤولي التجمع لصحيفة هآرتس بأن التوجه إلى لجنة الوفاق سيسمح بجعلها سلمًا لانزال جميع الأحزاب من الشجرة.
وسيُطلب من اللجنة أيضًا أن تدرس إمكانية تخصيص المكان ألـ 15 لمرشح خارجي غير مرتبط بأيٍّ من الأحزاب، بعد سماع أصوات في المجتمع العربي تطالب بذلك. ومع ذلك، فإن بعض ممثلي الأحزاب وخاصة رئيس العربية للتغيير، أحمد الطيبي، يتحفظون من تركيبة اللجنة التي تضم عددًا من الناشطين الاجتماعيين وممثلي اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.
هنية: إسرائيل تؤجل تنفيذ التفاهمات، ونحن ندخل مرحلة خطيرة
تكتب "هآرتس" أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، حذر مما أسماه "المماطلة" من جانب إسرائيل في تنفيذ تفاهمات التهدئة، قائلاً إن "التفاهمات دخلت مرحلة خطيرة". وقال هنية، الذي التقى يوم الخميس بصحفيين أجانب في غزة، إن حماس عملت بجد لتحقيق التفاهمات التي تم التوصل إليها تحت رعاية الأمم المتحدة وقطر، ولكن حتى اليوم لم يشعر المواطن الفلسطيني في قطاع غزة بتنفيذها.
وقال: "سلطات الاحتلال لم تصادق بعد على حرية التنقل على المعابر، وهي تدير سياسة ابتزاز بواسطة مناطق صيد السمك، مما يؤدي إلى تأخير تنفيذ مشاريع الكهرباء وغيرها من المشاريع التي تهدف إلى خلق فرص عمل، وتفرض قيود شديدة على دخول الأموال إلى القطاع".
وأضاف هنية أن الفلسطينيين استخدموا وسيواصلون استخدام الكثير من الأدوات لكسر الحصار، بما في ذلك مسيرات العودة أيام الجمعة بالقرب من السياج الأمني. وقال مسؤول كبير في اللجنة المنظمة لصحيفة هآرتس إن الفلسطينيين لن يكسروا الأدوات في الوقت الحالي، وسيواصلون تنظيم المظاهرات بطريقة غير عنيفة، ويدعون المحتجين إلى الابتعاد عن السياج.
مقالات
مصير صفقة القرن قد يكون مماثلًا لمصير "هضبة ترامب"
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس"، أن مؤتمر البحرين هو ليس ما اعتقدتم. لن يخرج الكثير من السعادة من حفل الزواج هذا، الذي ترفض العروس الفلسطينية حضوره، والعريس الاسرائيلي يصل بصعوبة فيما يريد الضيوف الحفاظ على مستوى منخفض من الظهور قدر الإمكان. كما تظهر الأمور الآن قبل أسبوع على انعقاد المؤتمر الذي بادرت إليه ادارة ترامب، يبدو أنه سيستضيف في الأساس رجال أعمال، بينما سيكون عدد الشخصيات الرفيعة التي ستشارك فيه ضئيلًا.
​معركة الصد التي قامت السلطة الفلسطينية بتفعيلها ضد المؤتمر حققت نجاحا جزئيا، رغم أن الأردن ومصر خضعتا لضغط الولايات المتحدة والسعودية وأعلنتا بأنهما ستشاركان. في هذه الأثناء، المقاطعة الفلسطينية الرسمية هي مقاطعة كاملة. لا توجد أي أنباء عن رجال أعمال من المناطق تجرأوا على مخالفة موقف السلطة وأعلنوا عن المشاركة.
​الفلسطينيون، وكما يبدو فإنهم على حق من وجهة نظرهم، يرفضون الدخول إلى عملية يدور الحديث فيها فقط عن مقابل اقتصادي، في الوقت الذي تم فيه تأجيل النقاش في المعاني السياسية للمبادرة الأمريكية إلى أجل غير مسمى. بما أن رجال طاقم المفاوضات الأمريكي يأتون من عالم العقارات في نيويورك، ربما يجب العودة إلى مثال من التاريخ البعيد لمنهاتن: لا يمكن ضمان أي تقدم سياسي في المنطقة، إذا كان كل ما يبيعونه في البحرين هو القلائد للسكان الأصليين.
لقد خرجت الرياح بدرجة ما من أشرعة الإدارة الأمريكية، في أعقاب إعلان نتنياهو عن إجراء انتخابات جديدة في شهر أيلول. إذا كان هناك احتمال للدفع قدما بالجانب السياسي من صفقة القرن فقد تم إدخاله إلى التجميد العميق حتى اتضاح الوضع السياسي في إسرائيل قبل نهاية السنة. في نفس الوقت يظهر شك معين بأن الأمريكيين استغلوا الأزمة الإسرائيلية لاحتياجاتهم. تأجيل الجدول الزمني يتيح لهم مواصلة إخفاء تفاصيل الخطة، التي يبدو من كل ما تسرب منها حتى الآن، أنها غير ناضجة. ولأن سنة 2020 هي سنة انتخابات رئاسية في أمريكا فربما لن ترى صفقة القرن النور. مثل مهزلة مستوطنة "هضبة ترامب" التي تم تدشينها، ظاهرًا، هذا الأسبوع في هضبة الجولان، في احتفال رسمي لم يكن ليخجل مسرحية لافرايم كيشون، هنا أيضا، انشقت فجوة كبيرة بين الحلم والواقع.
​ما بقي على جدول الأعمال هي الوعود الاقتصادية بمستقبل أفضل للفلسطينيين وجيرانهم، وكذلك مع هذه من الأفضل التعامل بحذر. في بداية ولايته كرئيس أثار ترامب ضجة كبيرة بزيارته للسعودية التي تم خلالها إطلاق وعود بصفقات سلاح بمئات مليارات الدولارات. وحتى الآن تحقق جزء صغير منها. الفلسطينيون، أيضًا، شهدوا مؤتمرات للدول المانحة، التي لم يكن فيها أي علاقة بين الأرقام التي تم إطلاقها في الهواء وبين الأموال التي وصلت في النهاية إلى الميدان.
​دنيس روس، الذي كان من كبار أعضاء طاقم السلام في إدارتي كلينتون وأوباما، حاول في هذا الأسبوع العثور على ضوء في نهاية النفق. روس، العضو في معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأوسط، كتب بأن الهدف الأساسي لمؤتمر البحرين يجب أن يكون تشجيع الاستقرار في الضفة وفي القطاع على خلفية تقليص الرواتب في السلطة والمواجهات التي تنظمها حماس على السياج في قطاع غزة. الخطط الاقتصادية التي سيتم طرحها في البحرين يمكن أن تساعد في ذلك، قال روس، شريطة أن يطرح حق الفلسطينيين بدولة ما. روس محق، لكن المشكلة هي أن الإدارة الأمريكية في هذه الأثناء حذرة من ذلك وكأن الأمر يتعلق بطابو فظيع، في حين أن رجال ترامب يوزعون تلميحات عن دعمهم لضم مناطق ج في الضفة إلى إسرائيل.
​لقد خططت السلطة لإحراج المشاركين في المؤتمر من خلال مظاهرات واضطرابات في المناطق خلال فترة انعقاده. وقام الجيش الاسرائيلي بتعزيز قواته في الضفة على خلفية احتمال حدوث أعمال عنف. في القطاع، في المقابل، برز هذا الأسبوع هدوء معين عند وصول الدفعة الشهرية من الأموال القطرية. في الأسابيع القادمة سيتم إطلاق عدة مشاريع مهمة في مجال الكهرباء والمياه والمجاري في القطاع.
​ولكن أعمال العنف المتواصلة تدل على أن الوضع بعيد عن أن يكون مستقر. حماس تتهم إسرائيل مرات كثيرة بخرق التفاهمات السابقة. إما أنه تولدت هنا فجوة في التوقعات بين الطرفين وإما أن التفاهمات التي توصل إليها الوسطاء المصريون لم يتم، ببساطة، استكمالها حتى النهاية. وعلى أي حال، يبدو أن القطاع من شأنه أن يستمر في الغليان طوال الوقت، حيث يمكن للتصعيد في الخليج أن يدفع إيران إلى محاولة حث الجهاد الإسلامي على تصعيد الوضع في القطاع أيضًا.
تأهب البحرين
يكتب نداف شرغاي، في "يسرائيل هيوم" أنه عشية افتتاح مؤتمر البحرين يمكن للفلسطينيين أن يسجلوا لأنفسهم انتصارًا جزئيًا في كفاحهم لمقاطعة المؤتمر. بعد ضغط شديد على الدول العربية وسلسلة أخرى من التهجمات من قبل أبو مازن على الرئيس ترامب، تراجع الأمريكيون خطوة واحدة إلى الوراء. فالورشة الاقتصادية في البحرين ستعقد ولكن بشكل مختلف: الوفود من الأردن، مصر، السعودية، المغرب، اتحاد الأمارات وإسرائيل ستكون على مستوى منخفض. الجانب الرئيسي لها سيكون رجال أعمال. ويحتمل أن يتسلل في مثل هذه الوضعية رجال عدد قليل من رجال الأعمال الفلسطينيين. يجري تعريف المؤتمر الآن بأنه غير سياسي. وسيمثل إسرائيل، ضمن آخرين، اللواء احتياط بولي مردخاي، منسق الأعمال في المناطق سابقا، واسحق كراوس، مدير مستشفى "شيبا". وفي المقابل، فان عشرات رجال الأعمال الفلسطينيين المقربين من السلطة رفضوا الدعوة الأمريكية. أبرزهم كان بشير المصري، الذي يقف خلف مدينة روابي الفلسطينية الجديدة. كما ان الصين، روسيا، تركيا، لبنان وقطر لن يكونوا هناك.
​الفلسطينيون متشددون جدا في معارضتهم للمؤتمر الذي يستهدف الإحسان لهم، لدرجة أنهم أوضحوا، هذا الأسبوع، بأنهم لن يسمحوا بدفع أي مشاريع في الضفة، يتم الاتفاق عليها في البحرين، حتى لو كان المال "ملونًا بالعربية"، أي المال الذي يأتي من دول الخليج وليس بالذات المال الأمريكي.
​وحيال توضيح وزير الخارجية البحريني، خالد خليفة، بأن "الورشة تستهدف دعم الاقتصاد الفلسطيني، وليس لها أي هدف آخر"، جاء رد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، الذي أوضح بأنه “اذا كان الأمريكيون يعتقدون بانه يمكنهم إغراء الفلسطينيين بالمال للتخلي عن القدس والدولة فانهم مخطئون". بل أن عزام الأحمد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، شحذ الأمور قائلًا: "لا يوجد مبرر للمشاركة العربية في ورشة عمل تهدف إلى القضاء على القضية الفلسطينية"، وأعلن مكتب عباس: "نحن لسنا للبيع". بل أكثر من ذلك، لقد أعلنت حركة فتح، التي يرأسها محمود عباس، عن ثلاثة أيام من المسيرات والمواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، الأسبوع المقبل. ووصف نائب رئيس فتح، محمود العالول، الحدث بأنه "نشاط شعبي غاضب". وفي بيروت، في لبنان، ستشارك كل الفصائل الفلسطينية في المؤتمر الذي سيعقد بالتوازي مع مؤتمر البحرين.
​لقد عرض الأمريكيون على الفلسطينيين خطتهم لتجنيد 68 مليار دولار توزع كمنح على مدى عشر سنوات بين السلطة، مصر، الأردن ولبنان. يعرف الفلسطينيون الخطة لشق طريق سريع يربط بين الضفة والقطاع كمرحلة أولى، كما اطلعوا أيضا، على رغبة الإدارة الأمريكية بالاستثمار في تطوير صناعة التكنولوجيا الفائقة في الضفة، بل وإقامة ميناء بحري ومطار جوي في غزة. كما سجل أبو مازن أمامه الرسالة التي نقلها المبعوث جيسون غرينبلات، ومفادها أن "الامتيازات للفلسطينيين ستكون فورية، إذا ما وافقوا فقط على المشاركة في صفقة القرن". وبعد كل هذا فانه يصر على رفضه.
​لقد طلب الأمريكيون من الفلسطينيين، كما من إسرائيل، ان يرسموا اتفاقا يمكن للطرف الآخر قبوله والتعايش معه. وقد استجابت إسرائيل للتحدي. وذات يوم، عندما سيناقش المؤرخون صفقة القرن، سيتبين كم كان وثيقا التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة في عملية إنتاجها. أما الفلسطينيون فرفضوا الطلب، تماما مثلما يرفضون الآن كل محاولة لإشراكهم في مؤتمر البحرين. أبو مازن يرفض المفهوم الأمريكي - الإسرائيلي في ان السلام الاقتصادي هو أساس لكل تسوية إقليمية شاملة. وهو يطلب الاهتمام أولا بالمسائل الجوهرية: القدس، المستوطنات، اللاجئين وحدود الدولة الفلسطينية. وفي كل هذه المواضيع فانه لا يبدي حتى ولا القدر الأدنى من المرونة. أما الولايات المتحدة وإسرائيل فتسيران في الاتجاه المعاكس: أولا الاقتصاد وفقط بعد ذلك المواضيع الجوهرية.
​"وقت الإنذار الاستراتيجي"
​أبو مازن أصبح ابن 83. يعتقد الكثيرون بانه لا يهتم فقط بأبناء شعبه، بل أيضًا بشكل رسم صورته في كتب التاريخ الفلسطيني. فرئيس السلطة يوضح المرة تلو الأخرى بانه لا يعتزم المشاركة في هذه اللعبة. وهو يقول لمقربيه "لن أكون خائنا". وجند إلى جانبه روسيا والصين، اللتين لن تحضرا المؤتمر، ويأمل ان تسد قطر وأوروبا "الفجوة" المالية الناشئة في السلطة، "التي تتحمل مسؤوليتها الولايات المتحدة وإسرائيل"، على حد قوله.
العقيد احتياط ميخائيل ميلشتاين، الذي كان مستشارًا لمنسق أعمال الحكومة في المناطق، في الموضوع الفلسطيني، ورئيسا للدائرة الفلسطينية في قسم الاستخبارات العسكرية، ينشر في إطار معهد دراسات الأمن القومي، في هذه الأيام، ​ ورقة ذات صلة بما سيعنى به مؤتمر البحرين. وهو يقول انه حان الوقت "لإنذار استراتيجي" حيال السلطة الفلسطينية. وهو يحذر، في ضوء الأزمة الاقتصادية الفلسطينية من عدة تهديدات: اتساع دائرة الفلسطينيين المشاركين في أحداث العنف، الإرهاب والإخلال بالنظام؛ رفع الرأس من جانب حماس في ضوء قيود السلطة؛ المس بالتنسيق الأمني مع إسرائيل ومصاعب أداء السلطة لمهامها في المجال المدني، والذي ستضطر إسرائيل للاهتمام به.
في وثيقته، يشرح ميلشتاين بإيجاز خلفية الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في السلطة الفلسطينية: قرار أبو مازن بالتوقف عن تلقي إيرادات الضرائب التي تجمعها إسرائيل له، هو نوع من التحدي لقرار إسرائيل بخصم مبلغ يوازي المبلغ الذي ينقله الفلسطينيون إلى أسر الإرهابيين.
تذكير: تشكل إيرادات الضرائب التي تجمعها إسرائيل للسلطة الفلسطينية حوالي نصف ميزانيتها: 9 مليارات من أصل 18 مليار في عام 2018. إن التوقف الفعلي لتحويل عائدات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية قد تسبب بالفعل في إعلان السلطة الفلسطينية عن سياسة اقتصادية طارئة منذ حوالي أربعة أشهر. في قلب السياسة الجديدة، يتم تخفيض حوالي 50 في المائة من رواتب موظفيها البالغ عددهم 160.000، منهم 65000 يعملون في الأجهزة الأمنية.
ينبغي أيضًا استكمال هذا الرقم ببيانات من آخر تقرير للبنك الدولي حول الوضع في السلطة الفلسطينية والانخفاض المستمر في المساعدات الدولية المقدمة إليها: إذا بلغت المساعدات العامة للسلطة الفلسطينية في عام 2010، حوالي 4.5 مليار شيكل، فقد تقلص في 2018 إلى حوالي 2 مليار شيكل. كما يؤثر انخفاض ميزانية الأونروا، التي حافظت حتى الآن على مخيمات اللاجئين في يهودا والسامرة، على الواقع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية، كما يؤثر انخفاض المساعدات الأمريكية للفلسطينيين منذ التمزق الحاد بين واشنطن ورام الله، عقب نقل السفارة إلى القدس.
​وبعد ان قلنا هذا كله، ينبغي ان نضيف بان من لا يزال يحافظ على رأس الاقتصاد الفلسطيني فوق الماء هي إسرائيل: أكثر من 100 ألف فلسطيني يصلون كل يوم للعمل في نطاقها. 130 ألف فلسطيني يرتزقون من الأسواق الإسرائيلية، وسوق العمل الاسرائيلي هو عمليا أنبوب التنفس الأساس للسلطة الفلسطينية اليوم.
​فرصة العاروري
​الوضع الاقتصادي المتدهور للسلطة وقرارها مقاطعة مؤتمر البحرين يقلقان الولايات المتحدة وإسرائيل، ليس اقتصاديا فقط، بل وامنيا أيضا. فالمعلومات التي وصلت إلى جهاز الأمن تفيد بانه على خلفية انعدام الاستقرار في السلطة الفلسطينية بدأت مؤخرا فصائل تتماثل معها بجمع السلاح، بهدف التسلح قبيل اليوم التالي لأبي مازن. كما أن الطريقة التي ستتصرف فيها فتح، في الأشهر القادمة هي مثابة لغز. ففتح، التي تجلس منذ فترة طويلة على الجدار في كل ما يتعلق بالتطبيع والامتناع عن الإرهاب حيال إسرائيل تتغذى بميزانيتها من السلطة. وإذا ضعفت السلطة اقتصاديا أو انهارت، ففتح أيضا ستتضرر اقتصاديا مما سيؤثر على الفور على مكانة حماس في الضفة ويسمح لها بان تصبح فاعلة بشكل أكبر.
​تحت السطح تحاول حماس تنفيذ المزيد من العمليات في الضفة. في 2018 اعتقل هناك 3.173 مشبوها بالإرهاب. وتمت السيطرة على 406 قطعة سلاح، وأحبط الشاباك 820 خلية إرهابية، نحو نصفها من حماس. في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019 اعتقل 1.077 مشبوها بالإرهاب، والسيطرة على 263 قطعة سلاح وإحباط نحو 200 خلية إرهابية، نحو نصفها أيضا من حماس. لقد تم إحباط الكثير من خلايا حماس في مرحلة التخطيط، وذلك بفضل الانتشار الاستخباري لإسرائيل. وفي السنة الماضية كشف الجيش الاسرائيلي في الضفة عبوات ناسفة بوزن إجمالي يزيد عن 200 كيلو غرام. بعضها كانت تهدف إلى تنفيذ عمليات تفجير شديدة داخل "الخط الأخضر".
​في جهاز الأمن يقدرون بانه كلما اقترب موعد انعقاد مؤتمر البحرين ستشدد حماس غزة وحماس في الخارج من مساعيها لتنفيذ عمليات أخرى في إسرائيل، الضفة والقدس. من يرتبط منذ سنين بمحاولات لا تتوقف من جانب حماس لانتاج الإرهاب في الضفة هو صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، الذي وان كان يشارك في مساعي التسوية في غزة، إلا انه يعنى أيضًا ببناء شبكات الإرهاب لحماس في الضفة. لقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا، عن تخصيص جائزة مالية – حتى 5 مليون دولار – لكل من يؤدي إلى كشف مكان صالح ونشطاء عسكريين كبار في حزب الله.
​إلى جانب التخوف من نشاطات حماس، تحذر مصادر الأمن من تصعيد موجة السكاكين التي طرأ ارتفاع في عدد محاولات تنفيذها في الأسابيع الثلاث الأخيرة، وتم اعتقال بعض الذين اعتزموا طعن إسرائيليين.
​في السبوع القادم سيتم كشف الجانب الاقتصادي لصفقة القرن، وذلك بخلاف جوانبها الأخرى المتعلقة بالمواضيع الجوهرية. وكان جيسون غرينبلات صادقا في هذا الشأن، هذا الأسبوع، حين اعترف بانه لولا الانتخابات المعادة في إسرائيل لصدر أيضًا الجانب السياسي من صفقة القرن. وقد ذكر تاريخ 6 تشرين الثاني كموعد لنشر الخطة بكاملها، بعد ان تتشكل حكومة جديدة في إسرائيل.

التعليـــقات