يبدو أن الشركات اليابانية، التي تربطها علاقات ببريطانيا لا تخطط لخروج وشيك من البلاد في الوقت، الذي تسعى فيه الحكومة البريطانية إلى التوصل لاتفاق على شروط انسحابها من الاتحاد الأوروبي.
وبحسب "رويترز"، أظهر استطلاع نشرت نتائجه أمس أن عديدا من الشركات ستتبنى نهج "الانتظار والترقب" تجاه خروج بريطانيا من التكتل.
وأبدت الحكومة اليابانية علنا مخاوف بشأن أثر الخروج من الاتحاد الأوروبي على المملكة المتحدة، ثاني أكبر وجهة للاستثمار الياباني بعد الولايات المتحدة.
وحذرت طوكيو من أن الشركات اليابانية سيتعين عليها مغادرة بريطانيا إذا تسببت الحواجز التجارية الناجمة عن الانسحاب البريطاني في أن تصبح ممارسة الأعمال غير مربحة.
ويثير قرار بريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبي المخاوف في لندن من أن الشركات اليابانية ربما تنقل عملياتها إلى مكان آخر إذا توقفت التجارة المعفاة من الرسوم الجمركية مع بقية التكتل الأوروبي.
لكن 89 في المائة من الشركات التي تربطها علاقات عمل مع بريطانيا تؤكد أنها لن تجري تغييرا على عملياتها وتدرس 3 في المائة من الشركات فعليا توسعة أنشطتها في البلاد.
وأظهر المسح، الذي أجري في الفترة من الثالث حتى الـ15 من نيسان (أبريل) أن نحو 8 في المائة من الشركات تخطط لخفض العمليات التجارية في بريطانيا، لكن لا تخطط أي من الشركات، التي شملها المسح لمغادرة البلاد.
لكن في تعليقات مكتوبة، ذكر كثير من الشركات أنها ستراقب تطورات الانسحاب البريطاني "في الوقت الحالي"، ما يشير إلى أنها قد تغادر البلاد إذا تبين أن الانسحاب يلحق الضرر بنشاطها.
وشمل مسح للشركات، تجريه شهريا "نيكي ريسيرش" لمصلحة "رويترز" أن 478 شركة كبيرة ومتوسطة الحجم يشارك مديروها في الرد على الأسئلة بشرط عدم نشر أسمائهم، وأجابت نحو 240 شركة على الأسئلة الخاصة بالانسحاب البريطاني.
ومن بين تلك الشركات، تؤكد 61 شركة أن لديها علاقات عمل مع المملكة المتحدة، وقامت بالرد على أسئلة أكثر تفصيلا بشأن الانسحاب البريطاني.
وبنهاية 2016، بلغت الاستثمارات التجارية اليابانية في بريطانيا 13.4 تريليون ين (92 مليار جنيه استرليني)، ويشكل هذا 9 في المائة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة لليابان.
إلى ذلك، كشف استطلاع نشرت نتائجه أمس أن حزب "بريكست" الجديد، الذي أسسه السياسي البريطاني المتشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي نايجل فاراج، يبدو في سبيله للفوز بانتخابات البرلمان الأوروبي المقررة الشهر المقبل حال مشاركة بريطانيا فيها.
وبحسب استطلاع "يوجوف"، سيدعم 27 في المائة من البريطانيين الذين شملهم الاستطلاع حزب "بريكست"، مقارنة بـ 22 في المائة لمصلحة حزب العمال المعارض و15 في المائة لمصلحة حزب المحافظين.
وجاء في المراكز التالية حزب الخضر بـ10 في المائة، وحزب الديمقراطيين الأحرار بـ9 في المائة، وحزب استقلال المملكة المتحدة بـ7 في المائة.
وأعلن فاراج تأسيس الحزب قبل أسبوع وتعهد بـ "ثورة ديمقراطية" لإحداث تغيير شامل في السياسة البريطانية، في مسيرة يبدأ فيها بانتخابات الاتحاد الأوروبي.
وذكر فاراج أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي المنتمية لحزب المحافظين "خانت" الناخبين البريطانيين، حيث لم تحقق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد نحو ثلاث سنوات من دعم أغلبية ضئيلة للانسحاب في استفتاء عام.
©الاقتصادية