رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 26 آذار 2019

الثلاثاء | 26/03/2019 - 10:52 صباحاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 26 آذار 2019

 

في أعقاب إطلاق صاروخ على الشارون: هجمات إسرائيلية واسعة على قطاع غزة، وصواريخ على غلاف غزة

تكتب صحيفة "هآرتس" أن التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي بدأوا، أمس، جولة أخرى من العنف، كان بدايته إطلاق صاروخ من قطاع غزة على منطقة الشارون في وسط إسرائيل. وعلى الرغم من التقارير الفلسطينية، ليلة أمس، بشأن التوصل إلى هدنة، إلا أن إطلاق الصواريخ الفلسطينية والقصف الإسرائيلي تواصل بعد ذلك.
وقد بدأت هذه الجولة، صباح أمس الاثنين، حين سقط صاروخ تم إطلاقه من غزة، على بيت في بلدة مشميرت، في الشارون، وإصابة سبعة مواطنين، بينهم ستة من عائلة واحدة، بجراح بين طفيفة ومتوسطة. ولم يعلن أي تنظيم فلسطيني مسؤوليته عن إطلاق الصاروخ، بينما ادعى الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق الصاروخ من موقع لحركة حماس، وأن الحركة تتحمل المسؤولية. وقال الناطق العسكري، رونين مانليس، إنه لم يتم تفعيل القبة الحديدية أثناء إطلاق الصاروخ، لأنها ليست موجهة لاعتراض صواريخ في منطقة الشارون. وأضاف أنه تم إطلاق الصاروخ من منطقة رفح، وأنه من انتاج ذاتي لحركة حماس.
وردا على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس، هجوما واسعا على أهداف تابعة لحركة حماس في القطاع، من بينها مكتب رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، ومقر الأمن الداخلي، ومقر الاستخبارات. وفي ساعات الليل أعلنت التنظيمات الفلسطينية في القطاع عن التوصل إلى هدنة بوساطة مصرية، لكن إطلاق النار تواصل بعد ذلك، وتم إطلاق صواريخ على بلدات غلاف غزة.
وقد اعترضت القبة الحديدية عددا من هذه الصواريخ، إلا أن أحدها سقط على منزل في بلدة سديروت، دون أن يسفر عن وقوع إصابات، حيث كان جميع أفراد العائلة داخل المنطقة الآمنة في المنزل.
وفي أعقاب إطلاق النار، صباحا على الشارون، بدأ الجيش الإسرائيلي بتجنيد آلاف جنود الاحتياط من منظومة الدفاع الجوي وسلاح المشاة والمدرعات، تحسبا لحدوث تصعيد في الجنوب. كما تم الإعلان بأن الجيش سيعزز المنطقة الجنوبية بفرقة إقليمية أخرى ولواءين، من سلاحي المشاة والمدرعات.
وفي أعقاب القصف، قرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تقصير زيارته إلى الولايات المتحدة، والعودة إلى إسرائيل بعد اجتماعه بالرئيس دونالد ترامب. وقال نتنياهو في أعقاب قصف الشارون: "قبل دقائق أنهيت محادثة ومشاورات مع رئيس الأركان ورئيس الشاباك، ورئيس مجلس الأمن القومي. لقد تم شن هجوم إجرامي على دولة إسرائيل، وسنرد بقوة". وقالت مصادر سياسية أنه تم عرض الأهداف التي سيتم قصفها في قطاع غزة، على نتنياهو، فصادق عليها جميعا.
ووفقا لتقرير "هآرتس" فقد قال نتنياهو، في واشنطن، مساء أمس، إن إسرائيل لن تتردد في القيام بجميع الخطوات اللازمة في قطاع غزة، بغض النظر عن الموعد. وأضاف نتنياهو أنه بمجرد هبوطه في البلاد، ستجري مناقشة أمنية في مقر وزارة الأمن "الكرياه" في تل أبيب.
وبعد فترة وجيزة من اجتماعه مع الرئيس الأمريكي ترامب، وقبل مغادرته عائدا إلى إسرائيل، قال نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي يرد الآن بقوة على إطلاق الصواريخ، وأن "حماس يجب أن تعلم أننا لن نتردد في الدخول وعمل كل الخطوات الضرورية، دون علاقة بأي شيء، هذا لا يرتبط بالتوقيت وإنما بالاحتياجات الأمنية لإسرائيل".
وفي أعقاب إطلاق النار، أمس، قالت مصادر في حماس إن قيادة التنظيم في غزة نزلت إلى المخابئ السرية في باطن الأرض، وأن رئيس الحركة، يحيى سنوار، ألغى مؤتمرا صحفيا.
ويسود التقدير بأنه تم إطلاق الصاروخ من جنوب القطاع، على مسافة 120 كلم. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن حماس والجهاد الإسلامي وحدهما من يملكان صواريخ تصل إلى هذه المسافة. وأعلن منسق أعمال الحكومة في المناطق، كميل أبو ركن، فور إطلاق النار، عن إغلاق معبر إيرز ومعبر كرم أبو سالم، وتقليص منطقة الصيد، حتى إشعار آخر. في المقابل أعلن الصحفي المصري أشرف أبو الهول، المقرب من المؤسسة المصرية، أنه تم تأجيل زيارة وفد المخابرات المصرية إلى القطاع في أعقاب إطلاق الصاروخ على الشارون.
وتكتب "هآرتس" في تقرير آخر، أنه في أعقاب إطلاق الصاروخ على الشارون، صباح أمس، بدأت الكثير من السلطات المحلية في المدن والبلدات الإسرائيلية بفتح الملاجئ العامة، تحسبا للتصعيد الأمني. ومن بين المدن التي أقدمت على هذه الخطوة: تل أبيب، رمات غان، جبعتايم، بئر السبع، ريشون لتسيون، أشدود، رحوفوت، نتانيا وكريات ملاخي والشارون وهرتسليا وكفر سابا ورعنانا وهود هشارون، بالإضافة إلى المجلس الإقليمي جنوب الشارون وشاطئ الكرمل.
وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية، أمس، ان التعليم في المنطقة الجنوبية سيجري في مناطق آمنة فقط، وان الخدمات العامة ستقدم للجمهور بشكل مقلص، ويسمح بالعمل في الحقول بالتنسيق مع الجيش فقط. كما منعت الاجتماعات التي يزيد عدد المشاركين فيها عن 300 شخص، واشترطت عقدها في مناطق مغلقة فقط.
غانتس: نتنياهو فقد الأمن، بينت: وزير أمن فاشل
وتكتب "هآرتس" ان الجهاز السياسي هاجم نتنياهو، أمس، على خلفية إطلاق النار على منطقة الشارون، وكان هناك من طالب بالعودة إلى سياسة الاغتيالات المركزة. وقال رئيس حزب "ازرق ابيض"، بيني غانتس، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "فقد الأمن". وحسب غانتس، "هذا إفلاس أمني، فالواقع الذي تجعل فيه حماس إسرائيل رهينة، غير مسبوق ولا يمكن تصوره". وردت الأحزاب اليمينية بقسوة ودعت نتنياهو إلى عدم تجاوز إطلاق النار.
كما انضمت أصوات من الليكود إلى هذا الطلب، وكتبت الوزيرة ميري ريغف على صفحتها في الفيسبوك: "يجب أن نعود إلى سياسة الاغتيالات المستهدفة، وفقط عندما يشعر قادة حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة بأنهم يتعرضون للملاحقة وأنهم مستهدفون، سيبدؤون بتفسيرنا بشكل مختلف". وقال عضو الكنيست آفي ديختر، رئيس لجنة شؤون الخارجية والأمن: "إذا قررت المؤسسة السياسية والأمنية أن الموعد الأمثل للحملة التي تغير الوضع في غزة هو 8 أبريل، فأنا أعتقد أن المستوى السياسي، برئاسة رئيس الوزراء، لن يتردد في تنفيذ لك، حتى على حساب تأجيل الانتخابات". وقال وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان:" أقدر أنه سيكون هناك رد قاسي وقوي. حماس ستدفع ثمناً باهظاً للغاية".
وهاجم زعيما حزب اليمين الجديد، نفتالي بينت وأييلت شكيد، رئيس الوزراء وقالا: "لقد انهار الردع الإسرائيلي، ويجب أن نقول باستقامة: لقد فشل نتنياهو أمام حماس. نتنياهو رئيس وزراء جيد ووزير أمن فاشل، عين في منصب وزير الأمن براك وبوجي (يعلون) وليبرمان ونفسه - وفشل الجميع". ودعا الحزب إلى تعيين بينت وزيرا للأمن في الحكومة المقبلة.
وكتب مرشح حزب القوة اليهودية المتطرف، ايتمار بن جفير: "لقد حان الوقت لجباية ثمن باهظ من غزة - مقابل كل صاروخ، سواء في الجنوب، أو الشارون، يجب تصفية 30 إرهابيًا، ويجب تسطيح غزة والعودة إلى غوش قطيف". وقال رافي بيرتس، رئيس البيت اليهودي: "السياسة التي تحتوي البالونات في علوميم وعين هبسور، ستنهض صباحًا على الصواريخ في تل أبيب وهود هشارون".
وقال موشيه كحلون، رئيسنا حزب كلنا، بعد إطلاق النار: "هذا حادث خطير للغاية، وعلينا أن نجبي ثمنًا باهظًا من الجانب الآخر. حماس مسؤولة عن إطلاق النار ولا يتمتع أي من قادتها بالحصانة. جميع المنظمات في قطاع غزة هي منظمات إرهابية، وهكذا يجب معاملتها، بما في ذلك عودة عمليات الاغتيال المستهدفة." وقال لاحقًا، عندما زار موشاف مشميرت: "يجب أن نغير نهجنا. غداً ستجتمع الحكومة، سنجلس ونناقش وأنا متأكد من أن الرد سيكون مؤلما. شخص ما سوف يدفع الثمن. وحتى لو ادعوا أنه خطأ، فانهم سيدفعون ثمنه".
وقال رئيس حزب العمل، آفي غباي إن "على نتنياهو تنفيذ خطة ضد حماس وعدم التعامل مع الخطب والمال". وأضافت زعيمة المعارضة شيلي يحيموفيتش أنه يجب عدم نسيان سكان الجنوب لأن "دماء سكان تل أبيب ووسط البلاد ليس أكثر احمرارًا، وعلينا الامتناع عن مواصلة التأجيل المتعمد الذي يؤدي إلى عدم السعي إلى حل".
وانتقدت قائمة "الجبهة – العربية للتغيير" الأصوات السياسية المطالبة بالعمل بقوة في غزة. وقالت: "لقد كنا في هذا الفيلم، نتنياهو يصرح سوف نعمل بقوة، والوزراء يحرضون ويطالبون بالاغتيالات، وفي الوسط يدعون أن نتنياهو ضعيف أمام حماس. لكن شن هجوم دموي على غزة المحاصرة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ويؤدي إلى مزيد من إطلاق النار على المدنيين". وفقا للقائمة، فغن أي ضرر للمدنيين الأبرياء غير مقبول أساسًا - في مشميرت وفي غزة. لا يوجد حل عسكري للصراع، بل هو حل سياسي فقط".
الجيش حذر مسبقا: تغيير ظروف اعتقال أسرى حماس سيقود إلى العنف
تكتب "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي وممثلي الجهاز الأمني حذروا، في الأسبوع الماضي، من أن نقل أسري حماس في هذا التوقيت إلى سجن رامون، الذي تم فيع تركيب أجهزة لتشويش البث الخلوي، قد يقود إلى اندلاع أعمال عنف في السجون. جاء ذلك خلال النقاش الذي جرى بحضور رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ومندوبي الجهاز الأمني والجيش والشاباك. وقد وافق الجيش والشاباك على مشروع التشويش، لكنهما حذرا من التوقيت الذي اختارته سلطة السجون لنقل 100 أسير من حماس إلى القسم الذي تم تركيب أجهزة التشويش فيه. لكن سلطة السجون أصرت على رأيها واعتبرت التراجع سيفسر على ضعف الجهاز أمام الأسرى. ودعم نتنياهو ووزير الأمن الداخلي غلعاد اردان، موقف سلطة السجون.
ووفقا لجهات أمنية، فإن هذه الخطوة هي التي قادت إلى سلسلة الخطوات التي أعلنها الأسرى، ومن بينها قيامهم بإحراق المراتب في 14 غرفة اعتقال في سجن رامون احتجاجا على تغيير ظروف اعتقالهم. وفي أعقاب ذلك تم تشتيت أسري حماس مجددا وتوزيعهم على المعتقلات الأمنية في مختلف أنحاء البلاد. وأمس الأول قام أسيران في سجن كتسيعوت بطعن سجانين، خلال محاولة نقلهما من السجن، وأصابا أحدهما بجراح حرجة. ويوم أمس، حاول أحد أسري حماس استلال آلة حادة خلال تفتيش لغرف المعتقلين في كتسيعوت، لكنه تمت السيطرة عليه دون إصابة أحد.
ومن المتوقع أن يبدأ الأسرى إضرابا مفتوحا عن الطعام في السابع من نيسان المقبل. ويبدو أنه سيشارك فيه أسري حماس والجهاد الإسلامي، فيما يتوقع أن يقوم أسرى فتح بخطوات احتجاجية تضامنا معهم. ويدعي الأسرى أن أجهزة تشويش البث تهدد حياتهم، وأنهم يستخدمون الهواتف الخليوية لإجراء محادثات مع عائلاتهم وليس لتخطيط عمليات. وأعلنت قيادة أسرى حماس في السجون، أمس: "سنموت ولن نتنازل عن كرامتنا. لن نكون فريسة سهلة ولا الخلية الضعيفة".
وحذرت سلطة السجون، أمس، من استمرار العنف في المعتقلات الأمنية، إلا أن وزير المن الداخلي، اردان، أعلن أن تركيب أجهزة تشويش البث سيتواصل وفق المخطط. وزعم اردان خلال المشاورات التي جرت في الأسبوع الماضي، أنه تم منذ 2016، تشخيص 14 "مسار لتوجيه الإرهاب" من داخل السجون، كلها بواسطة أجهزة هواتف خليوية تم تهريبها إلى الأسرى. وادعى ان مشروع تشويش البث مهم لمنع العمليات. ويوم أمس، قال اردان إن الضالعين في الهجوم على السجانين في كتسيعوت سيدفعون ثمنا باهظا.
إصابة طفل في السابعة من عمره بجروح طفيفة جراء إطلاق نار بالقرب من مستوطنة بيت إيل
تكتب "يسرائيل هيوم" أن طفلا في السابعة من عمره، أصيب بجروح طفيفة، مساء الاثنين، جراء تعرضه لأعيرة نارية بالقرب من سياج مستوطنة بيت إيل في وسط الضفة الغربية. وقال الجيش الإسرائيلي ان الطفل كان عرضة لهجوم بإطلاق النار من قرية دورا القرع القريبة.
وتم نقل الطفل إلى مركز شعاري تصيدك الطبي في القدس وهو بوعي كامل وحالته مستقرة، لكن مصدرا في المستشفى قال إنه سيتم إجراء عملية جراحية له.
ودعا رئيس مجلس بيت ايل شاي الون، الجيش إلى دخول قرية دورا القرع "وفرض النظام وتصفية الحساب معهم".
ترامب يوقع أمرًا رئاسيا يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان
تكتب "هآرتس" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقع، أمس الاثنين، بيانًا رئاسيًا يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وأعرب عن تعازيه للمدنيين الإسرائيليين الذين أصيبوا في إطلاق النار من قطاع غزة على الشارون أمس. وندد ترامب بالهجوم وقال إن إسرائيل تملك حق الدفاع عن نفسها. كما هاجم ترامب "معاداة السامية الموجهة إلى إسرائيل"، وأكد التحالف القوي بين واشنطن والقدس.
وفي كلمته قال نتنياهو، بعد حضوره لمراسم توقيع الأمر، إن هذا هو يوم تاريخي، وشكر الرئيس الأمريكي على دعمه لإسرائيل.
وقال ترامب في المر الرئاسي إن "دولة إسرائيل سيطرت على مرتفعات الجولان في عام 1967 من أجل تعزيز أمنها في مواجهة التهديدات الخارجية، واليوم، تواصل الأعمال العدوانية التي تقوم بها إيران والمنظمات الإرهابية، بما في ذلك حزب الله، في جنوب سوريا، تحويل الجولان إلى منطقة محتملة لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. يجب أن يلبي أي اتفاق سلام مستقبلي في المنطقة حاجة إسرائيل للدفاع عن نفسها في مواجهة سوريا والتهديدات الإقليمية الأخرى. ونظرا لهذه الظروف الفريدة، يجب الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان".
وقبل مغادرته لواشنطن، الليلة الماضية، أشار نتنياهو إلى القرار الأمريكي وقال: "عدنا إلى الجولان، مرتفعات الجولان لنا، بفضل التاريخ وحق في الدفاع عن النفس". واتهم نتنياهو وسائل الإعلام بعدم تغطية ما اسماه "الزيارة التاريخية" بما يكفي، مضيفًا أن اعتراف ترامب "هو أمر سوف يتم تذكره لأجيال".

التعليـــقات