رئيس التحرير: طلعت علوي

رفضٌ للتدخل السافر في استقلالية قراراتنا المالية والنضالية

الثلاثاء | 05/03/2019 - 08:31 صباحاً
رفضٌ للتدخل السافر في استقلالية قراراتنا المالية والنضالية

 

جاك يوسف خزمو

قرار القيادة الفلسطينية برفض تسلم أموال شعبنا التي تجبيها اسرائيل منهم بعد اقتطاع مبلغ من المال يوازي ويساوي المبلغ المخصص لاسر الشهداء والأسرى الفلسطينيين، هو قرار سليم وصحيح، لانه لا يجوز لاسرائيل أو أي طرف أن يجبر القيادة الفلسطينية، ومهما كلف الثمن، على التخلي عن أسر شهدائنا وأسرانا، لأن التخلي عنهم، وهذا مستحيل، يعني ابتعاد القيادة عن شعبنا، وتخليها عن أبنائه، ويعني انه لا نضال ضد الاحتلال بعد اليوم، وان اسرائيل هي الآمر والناهي، وهي بصورة واضحة المعالم تلغي وجود السلطة، وأهميتها لأنها أصبحت دمية في يد القيادة الاسرائيلية.
الشعب الفلسطيني بكامل قواه السياسية والدينية، يقف بحزم وقوة الى جانب قرار القيادة، ويؤكد لاسرائيل ان التمادي على أسر شهدائنا وأسرانا مرفوض، وسيواجه بقوة، وقد يقود حتماً اذا استمر هذا الاقتطاع الى انتفاضة شعبية عارمة جدا، ستدخل المنطقة بأسرها في أجواء عنف ومواجهة وتصدٍ ضد ممارسات الاحتلال الوقحة ضد شعبنا وقيادته.
ورفض القيادة الفلسطينية لهذا الاقتطاع من اموال المقاصة التي تجنيها وتحصلها اسرائيل من ضرائب على أبناء شعبنا يأتي كذلك لعدة أسباب وأهمها، ان هذا الاقتطاع هو تدخل سافر ومرفوض رفضاً قاطعاً في موازنة السلطة، وتقييد مرفوض لطريقة صرفها. فاذا وافقت القيادة على تسلم المبلغ بعد اقتطاعه، يعني ذلك قبولها لهذه الخطوة، ويعني أيضاً أن القيادة الاسرائيلية ستتدخل في أمور صرف الأموال على شعبنا، وفي الاعتراض على الميزانية السنوية للسلطة الوطنية، وهذا الامر يرفضه شعبنا.
ويأتي هذا الرفض لأن هناك معلومات مؤكدة تفيد أن لاسرائيل، حسب بنود صفقة القرن التي تعدها ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الحق في مراقبة ميزانية السلطة الفلسطينية، وخاصة الشق الأمني منها بحجة منع التزود بالسلاح، ولمنع تقوية أجهزتها الأمنية الا من خلال الحصول على اذن بذلك.
وتؤكد المعلومات المتوفرة على أن ادارة الرئيس ترامب أعطت الضوء الأخضر لاسرائيل في اقتطاع مخصصات اسر الشهداء وأسرانا من أموال المقاصة، مما يعني ان هذه الخطوة الاسرائيلية هي جزء لا يتجزأ من صفقة القرن التي تطبق بعض بنودها على أرض الواقع قبل الكشف والاعلان عن كل تفاصيلها.
انطلاقاً مما ذكر، فان صفقة القرن التي يتحدثون عنها هي صفعة للسلم وكل الحلول السياسية، ولهذا فان من حق القيادة الفلسطينية مدعومة من كل أبناء شعبنا، رفض التدخل السافر في الشأن الداخلي الفلسطيني، وخاصة في كيفية صرف الأموال على ما هو مهم وحيوي لشعبنا، وهو رفض لاية املاءات اميركية او اسرائيلية مستقبلية. وان القيادة الفلسطينية في موقفها تراهن على جبروت شعبنا وشجاعته، ورفضه لأية محاولة أو اية خطوة تمس حقوقنا وعدالة قضيتنا وثوابتنا الفلسطينية ونضالنا المشروع للحصول على الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها قدسنا العربية، القدس الشريف.

التعليـــقات