رئيس التحرير: طلعت علوي

السعودية تتبوأ مكانة رائدة في صناعة الطيران المدني العالمي

الخميس | 21/02/2019 - 08:17 صباحاً
السعودية تتبوأ مكانة رائدة في صناعة الطيران المدني العالمي

 

احتفت الهيئة العامة للطيران المدني أمس بحلول الذكرى الـ (57) لانضمام المملكة لاتفاقية شيكاغو الذي يصادف التاسع عشر من شهر فبراير من عام 1962 لتصبح من أول (52) دولة اجتمعت لوضع الاتفاقية التي بموجبها تأسست منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو). ويعكس هذا الحدث العالمي مكانة المملكة وتأثيرها على مستوى الطيران المدني في العالم إذ يمثل هذا اليوم منعطفا تاريخيا رئيسا في تاريخ الإيكاو لوضع قواعد العمل في مختلف عمليات وتنظيم الطيران المدني وتحديد المعايير والمقاييس التي تستهدف السلامة والأمن وبلورة العمل المشترك والقرارات الدولية في مجالات صناعة النقل الجوي. ومنذ انضمام المملكة لهذه المنظمة العريقة التي تتبع هيئة الأمم المتحدة وهي تؤدي دورا مهما في أنشطة الإيكاو الأمر الذي أهل لانتخابها في عام 1986 لأول مرة لعضوية مجلس المنظمة ويعاد انتخابها في كل دورة منذ ذلك الحين بلا توقف.
وتقوم المملكة بأدوار حيوية في الوصول بصناعة النقل الجوي إلى أفضل المستويات الدولية وأسهمت في ترسيخ التعاون بين دول العالم في مجال الطيران المدني وبلورة العمل المشترك وتنظيم حركة النقل الجوي العالمية وصياغة القرار الدولي في المجالات المتعددة لصناعة النقل الجوي، وفي مقدمتها السلامة والأمن وقد شكّل ذلك كله عاملا مهما في تطوير صناعة النقل الجوي التي تستفيد البشرية من خدماتها وإنجازاتها. وعززت المملكة من مسيرة الإيكاو بالعديد من المواقف والمناسبات المهمة التي شكلّت منعطفا في مسيرة المنظمة أبرزها دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أثناء لقاءه برئيس منظمة الإيكاو لأهمية وجود اللغة العربية في الإيكاو كلغة رئيسة في موقع المنظمة على الشبكة العنكبوتية وعليه دعمت المملكة إنشاء النسخة العربية منه لتصبح إحدى اللغات الرسمية المعتمدة في الموقع.
وفي سبتمبر 2016 دشن رئيس الهيئة العامة للطيران المدني موقع منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) بنسخته العربية وقد أتاح ذلك لجميع ناطقي اللغة العربية التعرف على المنظمة وقرارتها وتوصياتها. وتأكيدا على حضور المملكة الفاعل في منظمة الإيكاو فقد فازت في 2018م في انتخابات مفوضية الملاحة الجوية (ANC) التابعة للإيكاو بمنصب (نائب رئيس مفوضية الملاحة الجوية لتطبيق الإجراءات الفنية) وحصلت على عضوية اللجنة الإقليمية للموارد البشرية للمجلس الدولي للمطارات لقارة آسيا ودول الباسيفيك (ACI) وعضوية معظم اللجان التابعة للإيكاو والتي يبلغ عددها (31) لجنة. وقدمت المملكة الدعم المادي للمشاريع التي تضطلع الإيكاو بتنفيذها فعلى سبيل المثال أعلنت المملكة في أغسطس 2016 عن تقديمِ دعم مالي قدره مليون دولار لبرنامج الإيكاو الذي طرحته تحت عنوان "ضمان عدم ترك أي دولة خلف الركب NCLB" لمساعدة الدول غير القادرة على تطبيق القواعد القياسية والأساليب الموصى بها الخاصة بسلامة وأمن الطيران وبحيث يقدم هذا المبلغ على مدار 3 سنوات وفي 2010 قدمت المملكة للإيكاو مبلغا وقدره (152.508) دولارا يمثل مساهمة المملكة في دعم برنامج تدقيق أمن الطيران وآلياته وبرامج السلامة الجوية على المستوى العالمي وفي 2008 قدمت المملكة 250.000 دولار لدعم مشروع الإيكاو لرفع مستوى سلامة الطيران المدني في القارة الأفريقية (AFIPLAN).
وللدلالة على اهتمام المملكة بتطوير منظومة النقل الجوي في العام استضافت المقر الدائم لمنظمة مراقبة السلامة الإقليمية لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA RSOO) التابع للإيكاو واستضافت ومولت المقر الدائم للبرنامج التعاوني لأمن الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط (CASP-MID) التابع للإيكاو وتسهم المملكة بفعالية في جهود الإيكاو الرامية لحماية البيئة الناجمة عن الآثار السلبية لتشغيل الطائرات من خلال العديد من المبادرات والدراسات التي تطرح في المؤتمرات والندوات التي تقيمها الإيكاو أو تشرف عليها. وقدمت المملكة (100) فرصة تدريب في (الأكاديمية السعودية للطيران المدني) يستفيد منها لمختصون في الدول النامية فيما تحظى مطارات المملكة الدولية بعضوية مجلس المطارات العالمي ACI وتحظى أغلب الناقلات الجوية في المملكة بعضوية الاتحاد الدولي للنقل الجوي IATA وتحظى المملكة بعضوية منظمة الملاحة الجوية الدولية CANSO. وتشارك في أنشطتها وقراراتها وإنجازاتها بفاعلية كبيرة. وفي مايو 2013 نظمت المملكة (المؤتمر الدولي لأمن المطارات والمعرض المصاحب له) الذي استمرت فعالياته لمدة يومين وشاركت فيه العديد من المنظمات العربية والدولية وهيئات الطيران المدني، إضافة إلى العديد من الشركات الدولية والمحلية المتخصصة في مجال صناعة أجهزة ومعدات أمن المطارات واستضافت في ذات العام الاجتماع الثاني لمدراء الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط الذي نظمه المكتب الأقليمي للإيكاو وبحث الاجتماع على مدى ثلاثة أيام العديد من القضايا ذات العلاقة بتطوير قطاع الطيران المدني وبلغ عدد أوراق العمل المقدمة فيه (46) ورقة.
وفي العام 2012 استضافت المملكة مؤتمر الإيكاو لمفاوضات الخدمات الجوية شارك فيه أكثر من (350) مفاوضا أتوا من (62) دولة تمثل جميع أقاليم العالم، وامتدت فعاليات المؤتمر لمدة 5 أيام عُقدت فيها أكثر من 350 جلسة تمخض عنها إبرام (130) اتفاقية، واستضافت ورشة ICAO New Flight Plan (نموذج الإيكاو الجديد لخطة الطيران) التي تعد أحد متطلبات الخطة العالمية للتقنيات المطلوبة للملاحة الجوية. وأسهمت المملكة في دعم إصدارات منظمة الإيكاو وبشكل خاص المتعلقة بأمن وسلامة الطيران كما سعت المملكة جاهدة لتحقيق التوازن بين نمو صناعة النقل الجوي وأثر الطيران على تغير المناخ، وضرورة عدم تحميل بعض الدول أعباء إضافية لمعالجة أمور هي غير مسؤولة عنها تاريخياً. وتجتاز المملكة بكل كفاءة وبشكل متواصل البرنامج العالمي للتدقيق على سلامة الطيران المدني التابع للإيكاو الذي تخضع له مرافق وتجهيزات النقل الجوي في مختلف الدول مما يعكس مدى التزام المملكة بالمنهج الدولي لتحقيق وتطبيق نظم السلامة. كل ذلك أهل المملكة لتتبوأ مكانة مرموقة ومتميزة في المحافل الدولية المتخصصة في صناعة الطيران المدني وفي مقدمتها منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، التي تقود مسيرة الطيران المدني في العالم، وهي المظلة الدولية التي تلجأ إليها الدول للمساعدة، لا سيما في وضع الأنظمة والتشريعات، وتطبيق البرامج وتنفيذها. وانطلاقا من تلك المكانة الرائدة ستواصل الهيئة العامة للطيران المدني جهودها بكل عزم ومثابرة وبالتعاون مع هيئات الطيران المدني في الدول الصديقة المؤمنة بدور ورسالة الإيكاو، مستشرفة آفاق النجاح وتخطي العقبات والصعوبات.

 

©الاقتصادية

التعليـــقات