بالرغم من تجاوز نسبة البطالة في فلسطين حاجز 27%، إلا أن هناك فرص عمل متاحة في السوق الفلسطيني، تعاني هذه الأيام من نقص في الأيدي العاملة.
من هنا بدأت وزارة العمل وبالتعاون مع مؤسسات من المجتمع المدني على حصر المجالات التي تعاني من نقص في الأيدي العاملة، وأعلنت عن مبادرة "سوق العمل شو بدو".
يقول مدير عام الإدارة العامة للتشغيل في وزارة العمل رامي مهداوي، إن الإدارة العامة للتشغيل، ومن خلال مديريات مكاتب التشغيل رصدت احتياجات عالية المستوى في سوق العمل، لدرجة اشتكى فيها أرباب العمل من نقص في اليد العاملة، وطالبوا بيد عاملة أجنبية في حال لم تتوفر يد عاملة فلسطينية.
وما بين نسبة البطالة الأعلى في الوطن العربي، وأرباب العمل المشتكين من نقص في اليد العاملة، جاءت فكرة "سوق العمل شو بدو"، وفق ما صرح مهداوي لـ"الحدث".
ماذا يحتاج سوق العمل؟
من خلال مبادرة "سوق العمل شو بدو" تم رصد فرص العمل المتاحة لدى الذكور، وكانت: التدفئة المركزية، الإلكترونيات الصناعية، التكييف والتبريد، التصميم الجرافيكي، الرسم الهندسي، الطباعة.
أما لدى الإناث، يحتاج سوق العمل إلى تخصصات: التصميم الجرافيكي، الطبخ/ إنتاج الطعام، التصوير، التجميل وتصفيف الشعر، الفندقة، المحاسبة، الزراعة، البيع بالتجزئة.
رامي مهداوي أشار أنه تم رصد هذه المجالات من خلال أصحاب العمل ومتابعتهم لمكاتب التشغيل في محافظات الوطن، وإبلاغهم عن حاجتهم لهذه التخصصات.
وأكد، أن هناك مدنا صناعية سوف يتم إنشاؤها بحاجة إلى آلاف من المهنيين والفنيين، وعلى سبيل الذكر قطاع النجارة والتنجيد فكل محافظة تحتاج إلى هذا القطاع وفيه نقص هائل.
"مبادرة سوق العمل شو بدو" لم تقتصر فقط على رصد احتياجات سوق العمل، وإنما أيضا وبحسب مهداوي عملوا على رصد احتياجات سوق العمل من مهارات تكميلية.
وأوضح مهداوي "نحن نتحدث في المبادرة عن حاجة سوق العمل، وما هي المهارات التي يحتاجها سوق العمل، لأن الشهادة وحدها لا تكفي دون مهارات، مثلاً شهادة التسويق وحدها لا تكفي، لأنك بحاجة إلى مهارة رخصة القيادة".
المهارات التي يتطلبها السوق في قطاع المهن
وبالحديث حول المهارات التي يتطلبها السوق في قطاع المهن، كانت المهارات المطلوبة، وفق ما ورد في الوثائق التي حصلت عليها "الحدث" من منتدى شارك الشبابي، على النحو التالي:
أهم المهارات والاتجاهات المهنية المطلوبة من سوق العمل: الدقة في العمل، السرعة في الإنجاز، الاهتمام بالجودة، القراءة والكتابة باللغة العربية والإنجليزية.
أهم المهارات والاتجاهات الشخصية العامة المطلوبة من سوق العمل: مهارات الصدق والأمانة، التعامل مع الزبائن وحل المشكلات، اتباع التوجيهات، التعاون مع الآخرين، الثقة بالنفس.
أهم المهارات والاتجاهات الإدارية والريادية المطلوبة من سوق العمل: المبادرة الذاتية، التقييم وتطوير العمل، القدرة على المتابعة، الابتكار والإبداع، التخطيط.
نسبة البطالة في فلسطين 27 % غالبيتهم من خريجي الجامعات
الإعلان عن المبادرة
وفق ما صرح مدير عام الإدارة العامة للتشغيل في وزارة العمل رامي مهداوي، فإنهم عملوا مع شركائهم منتدى شارك الشبابي، ومنتدى التمكين الاقتصادي على حملات إعلامية للإعلان عن الحملة، وبشكل خاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر استخداماً من قبل قطاع الشباب.
وأضاف مهداوي، أنهم قاموا بإبراز قصص نجاح، وبشكل خاص لدى فئة الإناث ونجاحهن في القطاع المهني، وأيضاً توجهوا إلى المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم من أجل الإرشاد وتوجيه الطلبة والطالبات إلى القطاعات المطلوبة في سوق العمل.
الأمر اللافت هو أن احتياج كل محافظة من فرص عمل يختلف عن المحافظة الأخرى، نتيجة لهذا الأمر قال مهداوي "تحدثنا مع وسائل الإعلام المحلية، حتى نعلن عن حاجة كل محافظة على حدا، مثلاً احتياجات بيت لحم تختلف كلياً عن احتياجات أريحا، وأريحا تختلف عن طولكرم".
أكثر من 125 ألف عامل فلسطيني في إسرائيل والمستوطنات
ما هو أسباب نقص اليد العاملة في هذه المجالات؟
وحول وجود نقص في هذه المجالات، برر مهداوي أن السبب الرئيسي هو الهجرة للعمل في إسرائيل، لأن قطاع العمل في إسرائيل هو الأكثر استيعاباً للعمال نتيجة لأسباب عدة.
أما السبب الثاني حول هذا النقص، هو النظرة السلبية للعمل في القطاع المهني والتقني، وهذه النظرة السلبية سائدة في مجتمعنا الفلسطيني، أما ثالثاً أن الشباب أنفسهم يفضلون الأعمال المكتبية، كما ذكر مهداوي.
طموحات الحملة
تهدف الحملة كما أكد مهداوي إلى تغيير النظرة السلبية نحو القطاع المهني والتقني، وإلى عملية التوعية والتوجيه ولو بنسب مختلفة إلى القطاع المهني والتقني.
وتهدف الحملة أيضاً إلى ربط متطلبات سوق العمل مع احتياجاته، من خلال الشركاء (الحكومة والقطاع الخاص مع مراكز التدريب المختلفة).
آخر الأهداف كما ذكر مهداوي هو تقليل نسب البطالة، من خلال التوجيه إلى التدريب المهني والتقني، وأيضاً توجيه من يمتلك فكرة ريادية لفتح مشاريع صغيرة.
©الحدث