رئيس التحرير: طلعت علوي

حكومة المهمات الصعبة

الأحد | 03/02/2019 - 09:48 صباحاً
حكومة المهمات الصعبة

 

ماجد سعيد

ينشغل الناس باستقالة حكومة الوفاق الوطني والمشاورات الجارية بين فصائل منظمة التحرير، وهذا الانشغال لا يخلو من الترقب والحديث عن شكل الحكومة القادمة وشخصياتها، وهل ستتمكن من القيام بما سيسند اليها من مهام، سواء على مستوى القضايا السياسية كما تريدها حركة فتح او التحضير للانتخابات؟ وهل ستتمكن الحكومة المقبلة من تخطي الازمات الداخلية وصولا الى تحقيق أهدافها؟

بداية وقبل الإجابة عن ذلك، فانه وعلى الرغم من ان هناك من يرغب في القول ان الحكومة استنفذت مهامها بانهيار العلاقة مع حركة حماس وانسداد الأفق امام المصالحة على الأقل في المدى المنظور باعتبارها حكومة وفاق وطني، الا ان الحقيقة الجلية ان الجماهير الرافضة لقانون الضمان الاجتماعي هي التي أطاحت بهذه الحكومة، وان حركة فتح عندما اوصت بتغييرها كانت تستجيب لصوت الشارع.

ان الحكومة المقبلة التي حددت وظائفها بالتحضير للانتخابات والتصدي للمشروع الاميركي الإسرائيلي، قد لا تبدو قادرة على انجاز المهمة الصعبة في أي من هاتين الوظيفتين، فقضية اجراء الانتخابات تحتاج أولا الى توافق وطني كي تتمكن من اجرائها في غزة فيما استبعاد حماس عن هذه الحكومة فانه يمثل استبعادا لغزة من الانتخابات، وثانيا اعتقد انه لا يمكن لاي احد ان يقبل اجراء الانتخابات دون القدس التي سيكون من الصعب اليوم الوصول اليها بعد ان اعترفت واشنطن بها كعاصمة لإسرائيل.

اما مهمة الحكومة الأخرى، فقد قلنا سابقا ان المطلوب في التغيير الحكومي ليس استبدال الوجوه بقدر تغيير السياسة والنهج، وكي تنجح بالفعل هذه الحكومة بالمهمة عليها الاقتراب من المواطن واحتياجاته من اجل تعزيز صموده كي يكون قادرا ومستجيبا وملبيا للنداء عند الحاجة للتصدي لمخطط تصفية القضية الفلسطينية الذي تعمل عليه كل من واشنطن وتل ابيب.

لكن هناك أيضا قضية تمثل أولوية وضرورة ويجب ان تكون متلازمة مع ما سبق وهي العمل بكل صدق وجدية على تحقيق الوحدة الداخلية، اقولها رغم الشكوك الكبيرة التي تعتريني ككثير من الفلسطينيين من إمكانية تحقيق ذلك في ظل غياب النوايا الحقيقية لدى الخصماء، واليقين بان غزة ذاهبة الى الانفصال بعد الانقسام.

ان قواعد اللعبة السياسية اليوم اختلفت عن ذي قبل، فالمؤامرة الاميركية الإسرائيلية التي يعي اليها الجميع وتحديدا فيما يتعلق بما يعرف بصفقة القرن الهادفة الى تفتيت القضية الفلسطينية يجري تطبيقها بالفعل على ارض الواقع فغزة التي يراها المتآمرون لب الدولة الفلسطينية تتجه اليوم الى الانفصال والشواهد كثيرة وما الاموال القطرية التي تتدفق عبر إسرائيل الا لتدجين حماس  والعبور الى غزة من خلالها.

وفي الجانب الاخر تعمل إسرائيل على بناء منظومة جديدة في العلاقة مع السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية التي لا تريد فيها أكثر من حكم ذاتي محدود على بقع متفرقة من الأرض، وما استباحة المدن بالاقتحامات والمداهمات الا شكلا من سياسة إعادة تشكيل دور السلطة ووظائفها بما يلبي هذا المخطط.

كل ذلك يدفع بضرورة التفكير مليا وبشكل أكثر جدية تجاه السعي الى تحصين الوضع الداخل بشتى السبل والتعالي على النظرة الحزبية لصالح الكل الفلسطيني، والا فان على القضية السلام.

 

 

نميمة البلد: بأثر رجعي... والدعم الأمريكي ... والبعد الوطني في مواجهة مشروع نيكي هيلي

2018-12-08 | 12:56 تكبير الخط تصغير الخط شارك طباعة  قراءة النص
الكاتب: جهاد حرب

   تعديل قانون الضمان بأثر رجعي
جاء في بيان مجلس الوزراء الثلاثاء الفارط أن الحكومة ستقوم بإجراء التعديلات بأثر رجعي على قانون الضمان الاجتماعي، وكان كل من الرئيس ورئيس الوزراء قد اعلانا في غير مرة أن التعديلات التي ستجرى على قانون الضمان الاجتماعي ستكون بأثر رجعي.  في ظني هذا التصريح سياسي وليس قانوني؛ فالتشريعات لا تعدل بأثر رجعي وانما تحدث أثرا مستقبليا، وتحفظ الحقوق المكتسبة.

صحيح أن نص القانون الأساسي يفتح نافذة لكنها ضيقة للحديث عن تطبيق القانون بأثر رجعي استثناءً وفقا لأحكام المادة 117 من القانون الأساسي "لا تسري أحكام القوانين إلا على ما يقع من تاريخ العمل بها، ويجوز عند الاقتضاء في غير المواد الجزائية النص على خلاف ذلك". لكن قانون الضمان الاجتماعي لم يطبق فعليا أي أنه لم يحدث أية حقوق مكتسبة "آثار مالية للمشتركين"، وعمليا فإن حقوق المشتركين في الراتب التقاعدي ستبدأ بعد 15 عاما من بدء تطبيقه فأي تعديلات لا تحتاج الى سريانها بأثر رجعي.  وهذا يحتاج الى انتباه المستشارين كي لا يترتب على الحكومة ووزارة المالية التزامات لا يحمد عقابها كما حدث مع القرار الرئاسي لتعديل قرار تعيين المستشار القانوني للرئيس في العام 2015.

جرينبلات ... ومساعدات الامن
يستحق الاميركيون قيادة أفضل من إدارة دونالد ترامب؛ قيادة قادرة على فهم الحقائق والتاريخ ولديها إدراك أن المستقبل للشعوب والحرية والانعتاق من الاستعمار مهما كانت غطرسته وقوته وما احدثه من وقائع بحكم القوة. قيادة لا تنساق خلف عنصرية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وطاقمه اليميني وتلبي خيالاته في فرض الرواية الصهيونية للصراع، فالرواية الفلسطينية، كما أي رواية وطنية، لن يتم طمسها أو الغائها مهما طال زمن الاستعمار وطغيانه بل تعيش حتى في غياهب الشتات وعصية على النسيان.

ما طرحه جرينبلات في مقالته " آن الأوان للقادة الفلسطينيين أن يساعدوا الشعب الفلسطيني" لا يعدو عن كونه ترجمه رديئة لبرنامج حزب الليكود السياسي ورؤيته للصراع الفلسطيني الإسرائيلي "السلام الاقتصادي". وهي تحتاج الى رد فعلي بقطع شعرة معاوية الباقية مع الإدارة الامريكية والمتمثلة بالمساعدات المالية المخصصة لقطاع الامن؛ حيث لم يعد ممكنا النظر الى الأموال الأمريكية إلا في إطار واحد حفظ الاستقرار المطلوب إسرائيليا أو ما يتحقق للمستعمرين. الامر الذي يدعو الى قلب معادلة الاستقرار مقابل الدعم المالي الأمني الى لا تعاون أمني في ظل ابتزاز سياسي. وان رفض الأموال الامريكية المخصصة للقطاع الأمني يضع في هذه الحالة الصراع ما بين المؤسسة الإسرائيلية وهواة السياسة في البيت الأبيض في مربع المواجهة المحتدمة.

هذا الرفض نابع من الحفاظ على المصالح الفلسطينية في مواجهة القانون الأمريكي الذي يمنح ملاحقة الكيانات التي تحصل على مساعدات أمريكية أما القضاء الأمريكي. كما أن قبول المساعدات والمنح من الجهات الخارجية مرهونة في تصورنا لأبعادها وخلفياتها وتأثيراتها على المصالح الوطنية والقيم الفلسطينية.

   البعد الوطني في مواجهة مشروع نيكي هيلي
وقوف منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية وحركة فتح، في مواجهة الإدارة الأميركية لمنع تمرير قرار يدين حركة حماس ووصفها بالإرهاب في الجمعية العامة، والدفاع عن حركة حماس؛ على الرغم من الهوة الكبيرة بين حركتي فتح وحماس في السياسية والشرخ الكبير في السياسات والصراع على السلطة والنفوذ والقوة، يستحق النظر وإعادة التدقيق في العلاقة الوطنية أو إعادة بناء هذه العلاقة على أساس الشراكة ومنع استفراد النهج الاستعماري للإدارة الامريكية والحكومة الإسرائيلية بالأحزاب والفصائل الفلسطينية. وفي الوقت نفسه اعلاء المصالح الوطنية العليا على المصالح الفئوية والخاصة بكل فصيل، ووقف على الصراع على السلطة والنفوذ والهيمنة على الحكم.

 

©راية

التعليـــقات