قال المحلل الاقتصادي الأستاذ مازن ارشيد إن أكثر من تجربة مر بها العالم العام الماضي لا سيما الحرب التجارية التي كانت مستمرة خلال العام، ورغم وقوع حروب تجارية سابقة وخاصة بين الولايات المتحدة واليابان، لكن مع الصين الوضع مختلف هناك تبادل تجاري بينها وبين الولايات المتحدة ورغم الصادرات المتبادلة بين الدولتين هناك فائض حوالي 360 مليار دولار، وما يقوم به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ضغوط على كافة الأصعدة، هناك تأثير على الاقتصاد العالمي فكلما كان هناك عراقيل جمركية يتم اضافتها على السلع الصينية الموجهة إلى أمريكا وبالعكس كلما أدت الى زيادة تكاليفها على الاقتصاد العالمي وتقلل من نمو الاقتصاد العالمي من نصف الى واحد بالمئة، وهناك مفاوضات عدة بين الجانبين لم يتم الإعلان عن نتائجها والوصول إلى اتفاق شامل بين الطرفين.
وأضاف ارشيد أن الموضوع ليس اقتصادي بحت بل له دور في تحديد السياسة بين الصين وأمريكا والاتحاد الأوروبي، ويتهمون الصين أنها تقوم بتقسيط عملتها، وأي تهديد من ترامب لدولة الصين أمامها عدة خيارات تستطيع تخفيض عملتها وبالتالي صادراتها تصبح أقل تكلفة وتعد الصين أكبر ممتلك لسندات الخزينة الأمريكية، وتمتلك الصين حوالي تريليون دولار في الاسواق المالية الأمريكية وفي حال بيعها نتوقع دمار كبير في الاقتصاد الأمريكي، والصين متضررة من هذه الإجراءات، والحرب التجارية واسعة فالاقتصاد العالمي يشمل تكتلات عدة لم يعد محصورا بين دول.
وتحدث ارشيد أيضا عن أسعار النفط خلال العام الماضي وأوضح أنه لأول مرة آخر أربعة أعوام الأسعار ترتفع لهذا الحد، ويبدو أن هناك كثير من المعلومات، المتسربة فكلما ارتفعت الأسعار كلما أصبحت الجدوى في إنتاج النفط أكثر في الولايات المتحدة، ومنظمة أوبك تتحدث أن هناك عملية خفض في الإنتاج من أجل رفع الأسعار لكن بالعكس كان هناك كمية عرض مفاجئ في الاشهر الاخيرة على خلاف ما تم إعلانه من الدول في المنظمة، وترامب يريد نفط رخيص لكن السعودية وإيران تريد البيع بأسعار مرتفعة لكن ضغط ترامب قوي على هذه الدول.
وبين ارشيد خلال لقائه مع رئيس تحرير "السفير الاقتصادي" أن أي أداة جديدة في العالم يتم محاربتها في البداية مثل الإنترنت وبداية ظهوره والإقبال على استعماله، وفيما يتعلق بالعملات الالكترونية بدأنا نسمع رغم أنها سنة سوداء على هذه العملة، وهناك مخاطر كبيرة من الاستثمار بهذه العملات ولا زلنا نسمع أن هناك شركات كبيرة بدأت تعمل على تأسيس شركات عملة رقمية وهذه التقنية بدأت في دولة الهند ومثل هذه الشركات تجعلنا نعيد التفكير بها وما لها من آثار إيجابية.