رئيس التحرير: طلعت علوي

تراجع سعر صرف الدولار مع العام الجديد

الأربعاء | 16/01/2019 - 01:11 مساءاً
تراجع سعر صرف الدولار مع العام الجديد
خاص بالـ

 

قال المحلل الاقتصادي الدكتور نصر عبد الكريم إن مرد تراجع صرف سعر الدولار واضح في عدة أسباب أولها ارتباك في السياسة الداخلية الأمريكية، وتعطل جزئي في مرافق الحكومة الفيدرالية نتيجة عدم التوافق على بت في الموازنة ولهذا السبب أصبح هناك عدم استقرار وغموض في مستقبل الإدارة الأمريكية وسياساتها، وأيضا التوترات الموجودة التي تثيرها إدارة ترامب في علاقاتها مع العالم من فرض عقوبات على تركيا والملفات الأخرى، والحرب التجارية سواء مع الصين أو مع الاتحاد الأوروبي جميعها عوامل مجتمعة خلقت حالة من التوتر والمخاطرة جعلت العالم جمعيه يترقب ويتباطأ وخلق حالة من الركود، وبالتالي بكل بساطة سيتراجع سعر صرف الدولار الذي يعد العملة الرئيسية في المعاملات والصفقات التجارية في العالم، ويصب هذا الانخفاض لصالح الذهب الذي يرتفع سعره مع انخفاض سعر الدولار، أما السبب المباشر في الانخفاض أن رئيس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي قال أنهم أصبحوا حذرين أكثر في رفع سعر الفائدة على الدولار وشكك إمكانية حدوث هذا  الرفع مرتين خلال العام مع وجود عوامل أخرى لكن هذا الرفع ليس مؤكد.

وأضاف عبد الكريم أنه من الطبيعي إذا تم التوصل إلى اتفاق بين الإدارة الأمريكية وقيادة الكونغرس على موازنة وحل مشكلة أزمة الجدار بين المكسيك وأمريكا وهذا الاتفاق سيعطي دفعة لدولار وخلق حالة جديدة من التفاؤل، وإذا تم التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين يرضي الطرفين كما يجري الحديث عنه الآن هذا سيكون حل لمشكلة كبيرة في الاقتصاد العالمي، لذلك سعر الدولار يعتمد على تطورات اقتصادية وسياسية ويعتمد على التوجه النهائي للاتحاد الفيدرالي الأمريكي، لكن أتوقع مع نهاية الربع الأول من هذا العام قد لا نشهد تطورات سياسية واقتصادية كبيرة تؤثر على صرف سعر الدولار بشكل جدي وسيبقى يتذبذب سعر الصرف ما بين 3.50 إلى 3.70، ولن يحدث هناك ارتفاعات قوية ملحوظة على سعر الدولار كما يحدث هبوط حاد لأنه وبكل بساطة الأوضاع لا زالت متأرجحة ضمن عوامل سلبية تضغط عليه والاقتصاد الأمريكي قوي قادر على حماية الدولار.

وبين عبد الكريم أن هناك من يتضرر من هذا التراجع هم من يحملون الدولار كثروة ومصدر دخل بعد قيامهم بتحويل عملة الشيكل إلى دولار لتأمين حاجات الناس واستهلاكهم مما يسبب لهم خسارة وتقل قيمتها، ومن يستفيد من هذا التراجع من لديهم التزامات بالدولار وليس دخلهم بالدولار وهو الطرف الرابح من هذه المعادلة، لكن على مستوى الاقتصاد الكلي في فلسطين أعتقد أن التأثير قريب من الصفر غير ملموس لأن هناك مجموعة الرابحين ومجموعة الخاسرين يتعادلون في نهاية المطاف.

ومن الجدير بالذكر أن نهاية عام 2018 شهد ارتفاع كبير في سعر صرف الدولار وصل إلى 3.75 مع توقعات بارتفاعات أخرى ووصوله إلى 3.80 لعدة أسباب التي في مجملها ساهمت في تراجع سعر الصرف.

التعليـــقات