رئيس التحرير: طلعت علوي

6 دول تتصدر أعلى معدلات التضخم في العالم .. بينها فنزويلا وإيران

الأربعاء | 09/01/2019 - 10:05 صباحاً
6 دول تتصدر أعلى معدلات التضخم في العالم .. بينها فنزويلا وإيران

   
تقود ست دول معاناة ارتفاع معدلات التضخم في العالم، حيث شهد العالم خلال السنوات العشر الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في معدلات التضخم بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في معظم البلدان خاصة الدول النامية في آسيا، إفريقيا، والأمريكتين اللاتينية والجنوبية، إضافة إلى عوامل الصراعات السياسية التي تسمى بالجيوسياسية.
ووفقا لإحصائية حديثة صدرت مع نهاية عام 2018 فإن دول مثل: فنزويلا، السودان، إيران، كوريا الشمالية، وفيجي، والأرجنتين، تقف على رأس قائمة ارتفاع التضخم في قارات أمريكا اللاتينية، إفريقيا، آسيا، أستراليا، وأمريكا الجنوبية. كما تأتي في المراكز الست الأولى على مستوى العالم.
وبعد هذه الدول تأتي دولة جنوب السودان البلد الذي انفصل قبل سنوات من شمال السودان ويعاني ضائقة مالية واقتصادية نظرا لشح الموارد على الرغم من أنه ينتج نحو 208 آلاف برميل يوميا من النفط، ولكنه يفتقر إلى البنية الأساسية، ويأتي بعدها إيران التي تواجه عقوبة اقتصادية مشددة من الولايات المتحدة نظرا لسياسة حكومة طهران التي تسببت في تدهور قيمة الريال الإيراني إلى مستوى غير مسبوق.
ووفقا لتقرير نشرة التجارة الاقتصادية العالمية التي تعني بقياس مؤشرات التضخم والعملات العالمية ومعدلات النمو الاقتصادي في دول العالم، فإن معدل التضخم بلغ في فنزويلا في آخر مؤشر قياس حديث نحو 80 ألفا في المائة ثم يأتي بعدها السودان بنسبة 68.94 في المائة الذي هو أيضا يعاني من ظروف اقتصادية صعبة منها تدهور الجنية السوداني أمام العملات الأجنبية وخاصة الدولار، وقلة الصادرات التي تدعم الناتج المحلي، إضافة إلى تراجع المنتجات الزراعية لهذا البلد الذي تعد مساحته كاملة صالحة للزراعة، ولكن لا يستثمر منها إلا القليل أي بنسبة 30 في المائة بسبب شح الإمكانات وضعف البنية التحتية وعدم استقطاب مستثمرين كثر لاستثمار المشاريع الزراعية خاصة المنتجات من الخضار والفواكه والقمح.
أما كوريا الشمالية فتأتي في المركز الثالث بنسبة 55 في المائة وهي يعاني عزلة دولية كبيرة بسبب نظامها القهري، وهذا الوضع الذي أثر على مواردها الاقتصادية وتسبب في قلة تبادلها التجاري مع عديد من دول العالم إلا القليل مثل الصين وفيتنام وإيران.
وفي المركز الرابع تأتي الأرجنتين التي تواجه ديونا وفوائد قروض من صندوق النقد بنسبة تضخم تبلغ 48 في المائة، ثم دولة جنوب السودان الدولة الناشئة حديثا حيث لم يتجاوز عمرها خمس سنوات بعد الانفصال من شمال السودان وتأتي في المركز الخامس بنسبة 41.80 في المائة، وتعاني من حروب وصراعات بين مجموعاتها المسلحة المختلفة ومجاعات وهذا الوضع يعيق النمو الاقتصادي في ظل دول أصلا تعاني من الفقر وضعف البنية التحتية. وفي المركز السادس جاءت إيران بنسبة 39.90 في المائة صاحبة أكبر الأزمات الاقتصادية في منطقة دول الشرق الأوسط والعالم أجمع على الرغم من أنها دولة نفطية إلا أنها تستغل ثرواتها في دعم الإرهاب والمليشيات المتمردة في عدد من الدول.
ويذكر التقرير أنه يدخل في قائمة الدول التي تعاني من ارتفاع معدلات التضخم عالميا دول مثل: جمهورية إفريقيا الوسطى، زيمبابوي، سورية، ليبيريا، وتركيا الدولة الأوروبية الوحيدة التي تدخل في هذا النفق الاقتصادي المتعب بنسبة 20.30 في المائة.
ويكشف التقرير الإحصائي أن معظم الدول في العالم التي تعاني من ارتفاع معدلات التضخم من القارة الإفريقية إذا بلغ عددها 49 دولة إلا دولة رواندا التي حققت تراجعا في معدلات التضخم وسجلت ارتفاعا في النمو الاقتصادي بسبب النهضة الاقتصادية التي تعيشها حاليا في بنيتها التحتية ومشاريعها التنموية، حيث أصبحت وجهة استثمارية وسياحية يتسابق عليها معظم المستثمرين والشركات العالمية.
من جهتها أشارت مجلة فوربس في تقرير تحليلي لها في عددها الأخيرة لتقييم الوضع الاقتصادي بنهاية عام 2018 وخاصة مؤشرات التضخم العالمية تحت عنوان: نسبة التضخم المفرط في فنزويلا بلغت 80 ألفا في المائة في عام 2018 بقلم الاقتصادي الأمريكي ستيف هانكي من جامعة كولورادو ـ بولدر، حيث يقول إن من أسباب انهيار اقتصاد فنزويلا نتيجة سنوات النظام الاشتراكي وعدم الكفاءة والفساد التي سادت هذه الدولة في ذاك الوقت، من بين أمور أخرى ومن أحد العناصر المهمة التي تعكس انهيار الاقتصاد هو عملة فنزويلا (البوليفار)، حيث أصبحت ليست جديرة بالثقة، ما أدى إلى عدم الاستقرار وانتشار الفقر وسجلت فنزويلا أعلى معدل للتضخم في العالم.
وأضاف الاقتصادي الأمريكي "لقد لاحظت كثيرا من الاختلالات الاقتصادية في فنزويلا مباشرة خلال الفترة 1995 - 1996، عندما عملت مستشارا للرئيس رافائيل كالديرا. ولكن لم أكن موجودا هناك حتى عام 1999، عندما تم تنصيب هوغو شافيز رئيسا، كما أن البذور الاشتراكية للانهيار الحالي لفنزويلا بدأت تغرس، هذا لا يعني أن فنزويلا لم تكن قد عانت من عملة غير مستقرة ومعدلات تضخم مرتفعة قبل وصول الرئيس تشافيز، ولكن مع صعوده، تدهور الانضباط المالي والنقدي أكثر فأكثر وارتفع التضخم. في الوقت الذي وصل فيه الرئيس نيكولاس مادورو في أوائل عام 2013، كان التضخم السنوي يتضاعف ثلاثة أضعاف. وحينها دخلت فنزويلا ما أشبه بدوامة الموت.

 

©الاقتصادية

التعليـــقات