قال رئيس غرفة تجارة وصناعة الخليل السيد محمد غازي الحرباوي إن تركيا في الفترة الأخيرة استطاعت أن تكون منطقة ودولة جاذبة للاستثمارات على كافة المستويات سواء عقار أو سياحة أو صناعة وبالتالي هذا المؤتمر لتعزيز ما هو موجود في تركيا ومن خلال نشاطاتها استطاعت أن تستقطب العالم إلى الاستثمار فيها، وأيضا غياب أي عائق يمنع الاستثمار فيها سهل وشجع حركة الاستثمار فيها، واليوم أي شخص يستثمر بمبلغ 250 ألف دولار يستطيع الحصول على الجنسية التركية بعد أن كان مبلغ الاستثمار مليون دولار للحصول على الجنسية وتعدل هذا الشرط في شهر أب 2018، وبالتالي تركيا فتحت أبوابها لتقديم الخدمات لمعظم الدول لجذب الاستثمار فيها وأيضا السياحة، وأصبحت تركيا قبلة السياحة الأولى في العالم ومن المتوقع أن تستقبل عام 2019 حوالي 41 مليون زائر.
وأضاف الحرباوي أن هناك مقترح عقد مؤتمر لعرض المشاريع الاستثمارية لتفعيل التشابك والاستثمارات المشتركة بين الدول العربية بما فيها تركيا، وحتى تفعل هذه الاستثمارات المشتركة وتتبوأ المركز المطلوب يجب العمل جاهدا على هذا الاقتراح وعرض المشاريع على الأرض التركية، وسيكون نقلة نوعية عربية عربية وعربية تركية وبهذه الطريقة تزداد رغبة تركيا في الاستثمار في الدول العربية وأن يكون منصة استثمارية عربية عربية برعاية تركية، وأيضا تشجيع الاستثمار التركي والاستفادة منه بالضغط من خلال القطاع الخاص في أي دولة لفتح المجال لمزيد من الاستثمارات العربية، فتركيا استطاعت دعم القطاع الخاص وتغيير القوانين بما فيه مصلحة للاقتصاد التركي لذا على الدول العربية فتح المجال وكسر الهاجس الأمني المسيطر على الدول العربية، و نتمنى أن يكون هناك انفتاح أكبر ومزيد من الاستثمارات.
وبين حرباوي خلال حوار أداره الرئيس التحريري لصحيفة " السفير الاقتصادي" أن المشكلة تكمن في عدم قدرة المستثمر على الدخول إلى الأراضي الفلسطينية، وحتى تركيا وما يربطها من علاقات بإسرائيل لا تعفي المواطن التركي من مواجهة مشاكل في الحصول على تأشيرة، وأيضا الأوروبيين يتم استجوابهم عن سبب الدخول إلى فلسطين، ودخوله الى فلسطين ليس بسهولة والجانب التركي لا يقصر في دعم الجانب الفلسطيني، وهناك توجه رسمي تركي بالتعاون مع الفلسطينيين وفي كافة المجالات وزيادة حجم التبادل التجاري بين الدولتين، و تجاوز حجم الاستيراد من تركيا المليون دولار وهو السوق الثاني لفلسطين بعد السوق الإسرائيلي.
وقال مدير عام شركة بوابة أريحا السيد أحمد سيد أحمد إن زيارة المعرض جاءت بناء على جهود سبقت المعرض بالأساس مع الجانب التركي من خلال السفارة التركية والملحقية التجارية التركية منذ فترة، وهي استمرار لقناعات في بوابة أريحا لتحقيق الرؤية الشاملة والواسعة لمشروع استراتيجي على المستوى الوطني، ومشروع بحجم بوابة أريحا يتطلب شركاء استراتيجيين تستطيع الاعتماد عليهم بتحقيق هذه الرؤية بكافة المحاور في هذه المنطقة الحساسة، فمنطقة الأغوار تشكل ثلث مساحة الضفة الغربية وكثافة محافظة الاغوار السكانية لا تتجاوز 1.6% من سكان الضفة الغربية، وبالتالي إحياء حي في مدينة أريحا وهي أقدم مدينة في العالم هو انتقال إلى نمط حياة جديد بحيث نحافظ على مدينة أريحا، وتركيا لاعب مهم في التطوير العقاري والفكر الاستثماري.
وأوضح أحمد أن فلسطين تشهد شراكة لا نجدها مع دول أخرى فتركيا شريك جغرافي وشريك تاريخي فمنذ 400 سنة وهناك علاقة مباشرة مع فلسطين، وتركيا انتقلت بقفزات متسارعة ونمت على كافة الأصعدة، ووجود 60 رجل أعمال من دول مختلفة في القمة يدل على ما تقدمه تركيا، ووجدنا في تركيا الفكر الاستثماري الذي سيساعدنا في تحقيق رؤيتنا، والتجارة بين فلسطين والعالم الخارجي بشكل عام محصورة في دولتين الصين وتركيا، ونعرف المنتج الصيني منخفض الثمن وجودة أقل مقارنة بالمنتج التركي، لذا نسعى بشكل حقيقي جلب محفظة مهمة من الماركات التجارية التركية على شكل معرض تجاري، وبدأنا أولى خطواتنا في هذا المشروع.
وأضاف أحمد أن الموضوع معقد وهناك تحدي بنيوي وبكل صراحة أي سائح بغض النظر عن سبب سياحته إذا لم يجد البنية التحتية المناسبة له لن تتكرر سياحته، وبتقديري في فلسطين الناحية الروحية للأتراك تعد موضوع مهم ومقدس لهم والجميع يتمنى زيارة القدس، وهناك ارتباط ديني وتاريخي للأتراك، لكن لا يوجد بنية تحتية سياحية تستقبل الأتراك وتمهد له أسباب الإقامة المريحة ومن هنا تحدثنا عن مفهوم السياحة الأكاديمية العربية التركية وهذا موضوع مهم وجاذب، ونحن في فلسطين بحاجة ماسة إلى رفع المستوى السياحي بأسرع وقت رغم عائق الاحتلال، والأتراك وجودهم داخل ساحات الأقصى مهم وداعم وبوابة أريحا ستكون حل مناسب وإضافة نوعية للبنية التحتية في قطاع السياحة ومنصة مهمة لآفاق التعاون الفلسطيني والتركي.
أما عن مدير عام شركة لوزان للاستشارات الجمركية والتخليص الجمركي قال السيد محمد خضر إن صدور قرار بمنح الفلسطيني الذي يملك إقامة في أمريكا أو أوروبا الحصول على فيزا دخول إلى تركيا عن طريق الأون لاين هي أول خطوة في الاتجاه الصحيح ولصالح الفلسطينيين، ولكن نأمل بخطوات قادمة تسهل دخول الفلسطينيين إلى تركيا دون الحاجة إلى فيزا وبالتالي سيكون عدد الزائرين أكبر بكثير من السنوات السابقة وستزيد حركة الاستثمار في تركيا، وعلى سبيل المثال أكثر دولة تستورد التمور من فلسطين تركيا فهناك إعفاءات وتسهيلات في عملية التصدير وهذا دعم كبير للاقتصاد الفلسطيني، وأيضا نأمل بخصوص المنطقة الصناعية في جنين وهي استثمار تركي في فلسطين وبتبرع من الأتراك أن يتم الاستعجال في إنجازها، ويجب استغلالها أفضل استغلال ليكون هناك مزيد من الاستثمارات التركية في فلسطين، وهناك 20 شركة تجارية تركية ستنشأ مصانعها وستصدر إلى أمريكا وهناك إحتمالية أن يتم التصدير دون تفتيش.
وفي ختام الحوار أضاف رئيس جمعية التعاون المشترك في البلدان التركية العربية السيد صبوحي عطار أن القمة شهدت مشاركة جيدة، وهناك اشتراك عربي بحوالي 1600 شريك وهذا إشارة للتركيز بشكل أكبر في الأعمال القادمة للحصول على النتائج الملموسة من هذه الأعمال، وبعض الشركات التركية والعربية حققت نتائج جيدة وسنسعى إلى مزيد من هذه المشاركة ونتمنى نتائج أفضل، وسنعمل على تطوير أي مشروع عربي يستحق من أجل إيصال الهدف المنشود.