هشام العمري
لطالما كانت الطاقة المتجددة والنظيفة محط اهتمام القطاعين الحكومي والخاص في فلسطين، لما لهذا القطاع الواعد بالغ الأثر على مختلف مناحي الحياة وجوانبها، بما فيها الاقتصادية والتنموية، هذا بالإضافة إلى أنه ما زال يمثل أفضل القطاعات التي يمكن الاستثمار فيها لإنتاج طاقة نظيفة وصديقة للبيئة.
وتأكيداً على الاهتمام الكبير بقطاع الطاقة، لاسيما الطاقة المتجددة والشمسية كان إصرار السيد الرئيس محمود عباس على تبني مشاريع الطاقة الشمسية للوصول إلى طاقة نظيفة خلال كلمته في افتتاح اعمال المؤتمر الدولي لتعزيز دور القطاع الخاص في جهود الحوكمة ومكافحة الفساد تحت شعار حوكمة.. شفافية.. تنمية اقتصادية الأسبوع المنصرم، عندما قال "ومن الأشياء التي أريد أن تدفعوها إلى الامام هي الطاقة الشمسية، وأنا حلمي أن أرى الطاقة الشمسية في كل أرض فلسطين، لأنها طاقة نظيفة وغير مكلفة وموفرة، ويعني بكل المجالات ممتازة لماذا لا تكون في كل بيت وفي كل مؤسسة وفي كل شارع".
إن كلمات السيد الرئيس خلال انطلاق فعاليات المؤتمر لم تكن مجرد كلمات عابرة أو محض صدفة، وإنما جاءت لعلمه بالأهمية الكبرى لمستقبل هذا القطاع الهام والحيوي على مستوى فلسطين، وكونه بات المحرك الاساسي للاقتصاد العالمي، وما يمكن أن يتركه من آثار على أوجه النشاط المالي و المصرفي، بما يكفل تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، خصوصاً مع تزايد الطلب على هذه السلعة الهامة وتنوع استخداماتها بسبب النمو السكاني.
وانطلاقاً من هذه الرؤية المستقبلية والواعدة في الوصول إلى طاقة نظيفة بأقل تكلفة، والتي يمكن تحقيقها من خلال تضافر كافة الجهود على صعيد المؤسسات الرسمية أو الخاصة في وضع الخطط اللازمة والاستراتيجيات المطلوبة لتنفيذ مشاريع تتعلق بالطاقة المتجددة أو الطاقة الشمسية، بهدف تحقيق الأمن الكهربائي عبر استغلال الموارد الطبيعية التي تزخر بها فلسطين.
لقد شكل الاستثمار في الطاقة المستدامة أحد أهم الأهداف التي وضعت ضمن أولويات مجلس إدارة شركة كهرباء محافظة القدس للنهوض بهذا القطاع الحيوي والهام في مختلف مناطق الأمتياز كونها صديقة للبيئة، ولاتشكل أي ضرر عليها أو على الصحة العامة، وهذا ما دفعها للتوجه نحو إنتاج طاقة نظيفة بعيداً عن الطرق التقليدية التي تسبب إضراراً بيئية وصحية لا حصر لها خلال عملية إنتاجها.
ورغم التحديات التي تواجه قطاع الطاقة إلا أن الشركة تمكنت من تحقيق سلسلة النجاحات الملموسة على صعيد الطاقة الشمسية والمتجددة، وقطعت فيها شوطاً كبيراً، ونفخر في هذا السياق أن نشير إلى أن شركة كهرباء محافظة القدس التي كانت من أوائل الشركات في اعتمادها مبادرة سلطة الطاقة الفلسطينية للطاقة الشمسية فيما يتعلق بالقطاع المنزلي، وعلى الرغم من وجود العديد من التطبيقات الخاصة بالأنظمة الشمسية، إلا أن كهرباء القدس قامت باعتماد أنظمة تتعلق بإنتاج الطاقة بما يتناسب مع قوانينها ومواصفاتها الفنية والفائدة للمستهلك، وفقاً للتشريعات الصادرة من مجلس تنظيم قطاع الكهرباء الفلسطيني.
إن الإصرار والعمل الجاد التي بذلته كهرباء القدس خلال السنوات الأخيرة في هذا المضمار ساهم بشكل كبير في النهوض بقطاع الطاقة والطاقة المتجددة، وتحقيق قفزات نوعية انعكست بمجملها على مستوى الخدمات الكهربائية التي تقدمها الشركة لمشتركيها في مختلف مناطق الأمتياز، وذلك من خلال استثمارنا في مشاريع الطاقة الشمسية بالتعاون مع الحكومة وسلطة الطاقة، إذ بلغ عدد المحطات الكلي ما يزيد عن 300 محطة تعمل بقدرة إجمالية تزيد عن 8 ميغا واط، منها 35 محطة خاصة بالمبادرة الفلسطينية، ونحو 272 محطة ضمن نظام صافي القياس في كافة الفروع، حيث توفر ما يعادل 5,782 طن من ثاني أكسيد الكربون، وجميعها تهدف بالأساس إلى تحقيق الأمن الكهربائي للمواطن الفلسطيني، هذا بالاضافة إلى تقليل الاعتماد على الطرف الآخر في استيراد التيار الكهربائي، من خلال توفير مصادر محلية بديلة للطاقة.
إن فرص تحقيق هذا الحلم ليس بالمستحيل في حال توفرت الإرادة وسخرت الإمكانيات اللازمة لتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية، خاصة أننا في بلد مشمس على مدار العام؛ ومدينة أريحا والأغوار وغيرها من المناطق هي خير مثال على ذلك، والتي يمكن الاستفادة من مواردها الطبيعية عبر تشييد العديد من مشاريع الطاقة التي تعتمد على الطاقة المتجددة والشمسية، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تحقيق مشاريع تنموية ذات جدوى اقتصادية، هذا إلى جانب توفير الالاف من فرص عمل.
بيان صحفي