رئيس التحرير: طلعت علوي

الحرب التجارية تتصاعد .. رسوم أمريكية عقابية جديدة على السلع الصينية

الأربعاء | 28/11/2018 - 11:37 صباحاً
الحرب التجارية تتصاعد .. رسوم أمريكية عقابية جديدة على السلع الصينية

 

يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، زيادة الرسوم الجمركية العقابية على ما قيمته مئات مليارات الدولارات من السلع الصينية المستوردة كما هو مقرر العام المقبل.
وبحسب "الفرنسية"، فإنه قبل أيام على لقاء مرتقب مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، تعهد ترمب أيضا فرض رسوم على كل السلع المستوردة من الصين في حال فشل الطرفان في التوصل لاتفاق، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وفرض ترمب رسوما على أكثر من 250 مليار دولار من السلع الصينية - تمثل نحو نصف إجمالي السلع المستوردة كل عام - في مسعى للضغط على الصين لتغيير قوانينها التجارية.
وقال للصحيفة: "إذا لم نتوصل لاتفاق، سأضيف الـ267 مليار الأخرى"، في إشارة إلى الواردات الصينية المتبقية التي لم تشملها الرسوم بعد.
وتابع: "الاتفاق الوحيد هو أن تفتح الصين أبوابها أمام منافسة من الولايات المتحدة".
وإذا مضى ترمب قدما في الرسوم العقابية الإضافية فإن ذلك سيشمل منتجات "أبل" المصنعة في الصين.
وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، فرضت واشنطن رسوما بنسبة 10 في المائة على سلع صينية مستوردة بقيمة 200 مليار دولار، في مسعى لإجبار بكين على التراجع عن ممارسات تجارية غير نزيهة، بحسب واشنطن، مثل نقل الملكية الفكرية والتدخل الحكومي الكبير في الأسواق.
ومن المتوقع ارتفاع الرسوم إلى 25 في المائة مطلع العام المقبل، وهو ما تأمل الشركات والأسواق الأمريكية تجنبه. وتواجه سلع بقيمة 50 مليار دولار رسوما عقابية بنسبة 25 في المائة.
وتأمل بكين أن تتراجع واشنطن عن الزيادة خلال الاجتماع بين ترمب وشي هذا الأسبوع.
من جهتها، أكدت الصين أمس، أنها على استعداد لحل القضايا الاقتصادية والتجارية مع أمريكا عبر المفاوضات، وذلك بعدما توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالمضي قدما في زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، وفقا لـ"الألمانية".
وردا على ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية للصحافيين إن الصين على استعداد لحل القضايا الاقتصادية والتجارية عبر المفاوضات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصيني جينج شوانج إن الفرق التجارية الصينية والأمريكية تعمل معا في ظل التوافق الذي توصل إليه ترامب وشي خلال مكالمة هاتفية مطلع هذا الشهر.
وأضاف أن الصين تأمل أن تسير أمريكا "تجاه هذا التوافق" من أجل تحقيق نتيجة إيجابية في المفاوضات.
وكانت الصين قد أعربت الجمعة الماضي، عن أملها بأن يتوصل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جينبينغ إلى حل للحرب التجارية بين بلديهما لدى لقائهما في قمة مجموعة العشرين.
وتتزامن المحادثات المرتقبة في الأرجنتين مع فشل العملاقين الاقتصاديين في التوصل إلى اتفاق لحل النزاع الذي تصاعد بعدما فرض ترمب رسوما كبيرة على البضائع الصينية، ما استدعى ردا مماثلا من جانب بكين.
وقال نائب وزير التجارة الصيني وانج شوين في لقاء قصير مع صحافيين في بكين: "نأمل في أن يتمكن الطرفان من العمل معا على أساس الاحترام المتبادل والتوازن والصدق والمصلحة المتبادلة وأخيرا إيجاد حل للمشكلة".
وقال وانج إن التجارة العالمية تواجه "وضعا معقدا" مع "ارتفاع منسوب النزعات الأحادية والحمائية"، ما يتسبب بحالة من الضبابية بالنسبة للتنمية الاقتصادية.
وتأمل الصين في أن تؤكد دول مجموعة العشرين على دعمها للتعددية خلال القمة التي ستعقد يوم الجمعة المقبل في بوينوس أيرس.
وتدعم بكين كذلك إصلاح منظمة التجارة العامية لتعزيز سلطتها وفعاليتها، بحسب وانج.
وأكد ترمب الخميس الماضي، أنه "مستعد بشكل كبير" للقائه مع شي.
وهددت واشنطن في وقت سابق بتشديد الإجراءات إذا لم تحل المسألة قبل كانون الثاني (يناير) المقبل.
وقال ترمب: "الصين تريد عقد صفقة. إذا تمكنا من إبرام صفقة، فسنقوم بذلك".
وفي وقت سابق هذا الشهر، ناقش الرئيسان الصيني والأمريكي النزاع التجاري بين بكين وواشنطن إضافة إلى برنامج كوريا الشمالية النووي أثناء مكالمة هاتفية وصفها ترمب بـ"الجيدة جدا".
وأعرب شي آنذاك عن "سعادته الكبيرة" في التحدث مجددا إلى ترمب.
لكن التوترات عادت إلى الواجهة من جديد خلال منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) الذي عقد أخيرا، عندما ألقى شي ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس خطابات انتقد كل منهما خلالها الممارسات التجارية والاستثمارية للطرف الآخر.
وهاجم شي سياسة ترمب التجارية التي تتسم بالحمائية وتتخذ من "أميركا أولا" شعارا لها، بينما حذر بنس الدول الأصغر من الانجرار وراء برنامج الصين المرتبط بالبنى التحتية الذي أطلقت عليه مبادرة "الحزام والطريق".

 

©الاقتصادية

التعليـــقات