هجوم صاروخي في الجنوب: استشهاد ثلاثة فلسطينيين، قتيل في أشكلون وإصابات خطيرة بينها جندي
تناولت الصحف الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، الأحداث الأخيرة في قطاع غزة، وكتبت أن أكثر من 370 صاروخ أطلقت، أمس، من قطاع غزة باتجاه إسرائيل وتسببت بإصابة تسعة أشخاص على الأقل بجراح طفيفة، وقتل مواطن وإصابة مواطنة بجراح حرجة في أشكلون، وإصابة جندي بجراح حرجة نتيجة صاروخ مضاد للدبابات أصاب حافلة للركاب في المجلس الإقليمي شاعر هنيغف. وبدأ إطلاق النار من غزة في أعقاب مقتل سبعة من رجال حماس في عملية قامت بها قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي في أعماق القطاع. وقتل خلال العملية ضابط برتبة مقدم، فيما أصيب ضابط آخر بجراح متوسطة. ولم تكشف إسرائيل هوية الضابط القتيل ودورة في الجيش وخلال العملية. وادعى الناطق العسكري أن القوة الإسرائيلية لم تدخل إلى القطاع لتنفيذ عملية اغتيال وإنما "لتعزيز تفوق إسرائيل على أعدائها". (نشير إلى أن منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي كشفت هوية الضابط القتيل وأنه من قرية حرفيش الدرزية).
وقد أصابت الصواريخ مباشرة عدة بيوت في اشكلون ونتيفوت. وأسفرت الإصابة المباشرة لأحد منازل اشكلون عن مقتل مواطن (40 عاما)، وإصابة امرأتين (40 و60 عاما) بجراح حرجة. كما أصيب في اشكلون فتى (16 عاما) نتيجة صاروخ انفجر بين البيوت في المدينة، فيما أصيب ستة أشخاص في سديروت أثناء محاولتهم الوصول إلى مناطق محمية إثر انطلاق صافرات الإنذار. وقد انفجرت غالبية الصواريخ في مناطق مفتوحة، وتمكنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض العشرات منها.
وفي الحادث الذي وقع في "شا هنيغف" أصيبت حافلة ركاب بصاروخ "كورنيت" مضاد للدبابات، حين كان عدد من الجنود يقفون على مقربة منها. وقد أصيب أحدهم بجراح حرجة، وجاء من مستشفى سوروكا أن حياته في خطر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته ودباباته قصفت أكثر من 70 هدفا تابعة لحماس، بينها ثلاثة أنفاق في رفح، جباليا ودير البلح. كما تم تدمير أستوديوهات قناة الأقصى التي يدعي الجيش أنها استخدمت للنشاط العسكري. وقال الجيش الإسرائيلي في بيانه "إن البناية التي قامت فيها القناة كانت بملكية منظمة حماس الإرهابية واستخدمت للنشاط العسكري بما في ذلك نقل رسائل إلى نشطاء الإرهاب في القطاع وفي الضفة، والدعوة إلى تنفيذ عمليات إرهابية وتقديم معلومات حول طرق تنفيذها. ويظهر في بث القناة تحريض قاس ضد إسرائيل ومواطنيها وإرشاد حول طرق تنفيذ العمليات ضد المدنيين والجنود الإسرائيليين والحصول على السلاح".
كما قصف الجيش مكاتب الاستخبارات العسكرية التابعة لحماس في القطاع. وحسب بيان الجيش فقد استخدم المبنى لجمع معلومات استخبارية حول إسرائيل. وقصف الجيش، أيضا، بناية فندق الأمل القريبة من الشاطئ. ويدعي الجيش أن البناية استخدمت لإسكان النشطاء وكان مقرا للتدريبات. وتم التبليغ، أيضا، عن قصف مباني أخرى في القطاع، من بينها منزل القائد في حماس ورئيس المجلس التشريعي احمد بحر. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن مقتل ثلاثة فلسطينيين نتيجة لأعمال القصف الإسرائيلية.
وفي أعقاب التصعيد بدأ الجيش الإسرائيلي بفحص جاهزية جنود الاحتياط في الجبهة الداخلية. وقال الناطق العسكري، رونين مانلس، إن "حماس ستشعر خلال الساعات القريبة بقوة الرد العسكري الإسرائيلي. محاولة إصابة المواطنين غير مقبولة علينا، وسنواصل الرد بقوة".
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد عقد، أمس، جلستي مشاورات لتقييم الأوضاع، بمشاركة وزير الأمن افيغدور ليبرمان، رئيس الأركان غادي ايزنكوت، رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، ومسؤولين كبار في الجهاز الأمني، فيما سينعقد المجلس الوزاري السياسي – الأمني اليوم، لمناقشة التطورات. وقال مصدر سياسي رفيع في ختام المشاورات إن إسرائيل سترد بشدة على القصف الصاروخي وأعرب عن أمله بالتوصل بعد ذلك إلى تهدئة.
وأعلنت الجبهة الداخلية عن إلغاء التعليم في بلدات غلاف غزة واشكلون وكريات جات وكريات ملاخي. كما تم منع المزارعين من العمل في الحقول ومنع التجمعات الجماهيرية. وفي هذا السياق أعلنت وزارة الداخلية عن تأجيل الجولة الثانية من انتخابات السلطات المحلية في منطقة الجنوب، والتي ستجري اليوم في المدن والبلدات التي لم تحسم فيها الانتخابات للرئاسة في الجولة الأولى.
الفلسطينيون يطلبون الدعم الدولي لمنع مجزرة في غزة
وتكتب "هآرتس" في تقرير آخر، أن السلطة الفلسطينية وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية في القطاع، ردت أمس بشدة على الهجمات الإسرائيلية الواسعة في القطاع. وكتب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، على حسابه في تويتر، أن المنظمة تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التدهور في القطاع، على خلفية التقدم في الاتصالات لتحقيق تهدئة طويلة. وكتب: "نعود ونطالب بالدعم الدولي. يجب عمل كل شيء من أجل منع ارتكاب مجزرة أخرى في غزة".
وأعلنت غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية أن "مقاتلي الفصائل تمكنوا من مهاجمة حافلة جنود بصاروخ كورنيت، ما تسبب في مقتل وجرح جنود كانوا داخل الحافلة. وجاء ذلك ردا على الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل سبعة محاربين من الفصائل". وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن "غرفة العمليات اتخذت القرار بأنه لن يكون هناك أمن للإسرائيليين طالما أن الفلسطينيين لا يتمتعون بالأمن".
وقال متحدث باسم الجناح العسكري لحماس، مساء أمس، إن غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية تجري مشاورات بشأن توسيع النار ضد إسرائيل. وقال "أشكلون هي المرحلة الأولى وسيكون مليوني صهيوني أخر في مرمى النار والصواريخ إذا واصل العدو عدوانه."
ونشر منسق أعمال الحكومة، الجنرال كميل أبو ركن، على صفحته الرسمية في الفيسبوك، باللغة العربية، أن منظمة "حماس الإرهابية تجاوزت الخط الأحمر من خلال قيامها بالمس بسيادة دولة إسرائيل ومواطنيها في الساعات الأخيرة. إن دولة إسرائيل ستواصل الرد بيد من حديد ضد أي ممارسات إرهابية أو إطلاق القذائف الصاروخية من قبل منظمة حماس الإرهابية. أيها السكان الغزيون، تأملوا جيدا هذه الصور المأخوذة من عملية "الجرف الصامد" في العام 2014: صورة تساوي ألف كلمة."
مصر والأمم المتحدة تحاولان التوصل إلى وقف لإطلاق النار: "تصعيد غير مسؤول وإطلاق النار يجب أن يتوقف"
ووفقا لتقارير الصحف، حاولت مصر والأمم المتحدة، أمس، وقف إطلاق النار المتبادل بين إسرائيل وحماس في غزة. وقالت مصادر في غزة إنه منذ ساعات ليل أمس الأول، بعد اكتشاف القوة الإسرائيلية في خانيونس، بدأ كبار المسؤولين في الاستخبارات المصرية بإجراء اتصالات مع إسرائيل والفلسطينيين. ووفقا لمصادر حماس، فقد تواصلت الاتصالات يوم أمس وساعات المساء، أيضا. ودعت مصر وقطر الجانبان إلى عدم تفويت فرصة التوصل إلى هدوء طويل الأمد، في أعقاب التقدم الذي طرأ في هذه المسألة خلال الأيام الأخيرة.
وانضمت الأمم المتحدة إلى المحاولات المصرية للتوصل إلى تهدئة، وأعلنت أنها تعمل "مع كل الأطراف الضالعة" لمحاولة وقف إطلاق النار في الجنوب وغزة. وكتب على صفحة الأمم المتحدة على موقع "تويتر"، أن "التصعيد خلال اليوم الخير خطير جداً وغير مسؤول. يجب أن يتوقف إطلاق الصواريخ وعلى الجميع التحلي بالصبر. يجب عدم توفير أي جهد لوضع حد لدائرة العنف".
من جهته ساند الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، إسرائيل، وكتب على حسابه في تويتر أن "الإرهابيون في غزة يهاجمون إسرائيل مرة أخرى بالوسائل الحربية. يجب على الجميع شجب إطلاق هذه الصواريخ وهذه الهجمات على المدن الإسرائيلية". ووفقا لغرينبلات فإن "إسرائيل ملزمة مرة أخرى على استخدام الجيش دفاعا عن مواطنيها. نحن نقف إلى جانب إسرائيل عندما تدافع عن نفسها في مواجهة هذه الهجمات". كما كتب المستشار النمساوي، سبستيان كورتس، أن "إطلاق الصواريخ على إسرائيل ليس الطريق لحل كل مشكلة في غزة، ويجب أن يتوقف فورا. من المهم الحفاظ على المدنيين محميين وإنهاء العنف فورا. النمسا تدعم أمن إسرائيل".
وصدرت ردود فعل أكثر تحفظا من أوروبا، امتنعت عن دعم أي طرف. وكتب سفير الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل، عمانوئيل جوفرا، على حسابه في تويتر، أنه يتعقب بقلق كبير الأوضاع وإطلاق الصواريخ العشوائية تجاه جنوب إسرائيل. وقال "إن الهجمات على المدنيين غير مقبولة، ويجب على الجميع التراجع". وقالت السفارة الفرنسية إن "فر نسا تطالب بالوقف الفوري لهذه الأعمال غير المقبولة وتطالب الأطراف بالامتناع عن جولة جديدة من العنف الذي يكون المدنيون هم ضحيتها الأولى". كما دعت روسيا إسرائيل والفلسطينيين إلى العمل لوقف إطلاق النار وإظهار الانضباط.