أكد مبعوث تجاري أمريكي كبير في جنيف، أنه يتعين على أعضاء منظمة التجارة العالمية معالجة الممارسات التجارية "التخريبية" التي تقوم بها الصين إذا أرادوا أن تظل المنظمة مؤسسة ذات فعالية في السنوات المقبلة.
وقال، دينيس شيا، السفير الأمريكي لدى منظمة التجارة خلال حلقة نقاش في اجتماع عقد في المنظمة أمس "إن النموذج الاقتصادي في الصين لا يتفق مع قواعد العمل الذي تقوم به المنظمة، وهذه المؤسسة تحتاج حقا إلى التعامل مع الممارسات التجارية الصينية إذا كنا نريد أن نمضي قدماً في وضع أحكام تجارية قويمة للتبادل التجاري العالمي".
وشارك في مناقشات الحلقة أيضا السفير مارك فانهيوكيلين الممثل التجاري الأوروبي وديفيد ووكر السفير النيوزيلندي.
وكشفت مناقشات الحلقة، أن الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، واليابان ستقدم اقتراحا رسميا "مشتركا" في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لتشجيع الأعضاء على الوفاء بالتزاماتهم لمواجهة الأخطار التي تواجه منظمة التجارة، وفقا لما ذكره شيا.
ووصف معنيون بعمل المنظمة سعي الولايات المتحدة لضم الاتحاد الأوروبي واليابان إلى الاقتراح "المشترك"، إنما هي رسالة للصين أن هناك معارضة عريضة لسلوكها التجاري داخل منظمة التجارة.
وحث السفير الأمريكي أعضاء منظمة التجارة على تحقيق أقصى جهود الشفافية في القرن الـ21 من خلال نشر كافة أنظمتها التجارية، وتعليماتها، ولوائحها، وتعديلاتها والإعانات التي تقدمها على الشبكة العنكبوتية في الوقت المناسب وبطريقه كاملة.
وأكد أن مثل هذا العمل هو جزء من دفعة أوسع لتعزيز الإفصاح عن السلوك التجاري، وضمان وفاء الأعضاء بالتزاماتهم الحالية في منظمة التجارة، مضيفا "أعتقد أن الإصلاح الملموس الأول سيكون عبر الترويج لهذا الاقتراح".
وفي دخوله إلى صلب الموضوع "الصيني"، أشار شيا إلى معارضة واشنطن لسياسات منظمة التجارة التي توفر للصين القدرة على المطالبة بشروط تجارية أكثر مرونة من الولايات المتحدة.
وقال إنه على الرغم من أن الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فإنها لا تزال تعتبر نفسها بلدا ناميا وتستفيد من كافة المزايا التي تمنحها المنظمة للدول النامية، وبشكل خاص من القيود الأكثر تساهلا التي تفرضها منظمة التجارة على قدرتها على دعم المزارعين، على سبيل المثال.
ووصف السفير الأمريكي الجهود الثلاثية بين واشنطن وبروكسل وطوكيو بأنها "وسيلة للتفاوض على قواعد أقوى لمواجهة السياسات الصينية خاصة ما يتعلق بالإعانات التي تقدمها للقطاعين الصناعي والزراعي، ودعمها للشركات المملوكة للدولة، والنقل القسرى للتقنيات".
وفي وصفه للتعاون مع الإتحاد الأوروبي واليابان، قال شيا " هذه العملية تسير قدما، هذه العملية مهمة جدا، وفي الوقت نفسه، هناك كمية هائلة من سرقة الصين للملكية الفكرية التي تعني الولايات المتحدة، نحن لن نجلس هكذا في وقت يحدث فيه مثل هذا".
وأكدت الولايات المتحدة، واليابان والاتحاد الأوروبي في 26 أيلول (سبتمبر) أنها تعمل معا لمكافحة "السياسات والممارسات غير الموجهة نحو السوق من قبل دول ثالثة"، دون أن تسمها.
وقال هذا التحالف الثلاثي القوي والعريق داخل منظمة التجارة: "إننا سنقدم إصلاحات داخل منظمة التجارة، المنظمة تحتاج إلى إصلاحات جذرية".
واجتمع وزراء التجارة من الدول الثلاث على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الشهر الماضي.
من جهتها، أوضحت الصين أن المعاملة الخاصة التي تتلقاها هي أداة محدودة لسد ثغرات القدرات التي تعانيها الدول النامية، وهي تحتاج إليها لتنمية الاقتصاد.