رئيس التحرير: طلعت علوي

مقترح أوروبي بتمديد الفترة الانتقالية لـ «بريكست» عاما لتلافي أزمة مع بريطانيا

الخميس | 18/10/2018 - 09:44 صباحاً
مقترح أوروبي بتمديد الفترة الانتقالية لـ «بريكست» عاما لتلافي أزمة مع بريطانيا

   
أفادت مصادر دبلوماسية أن قادة الاتّحاد الأوروبي يعتبرون أن الوقت ما زال متاحاً للتوصّل إلى "اتّفاق جيّد" مع لندن بشأن "بريكست" وأنّهم مستعدّون لمساعدة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال قمّة أوروبية في بروكسل إذا ما قدّمت لهم اقتراحات "خلاقة" للخروج من الأزمة.
ووفقا لـ "الفرنسية"، قال دبلوماسيان أوروبيان "إنّ أحد اقتراحات الحلول تقدّم بها ميشال بارنييه كبير مفاوضي الاتّحاد الأوروبي حول "بريكست" ويقضي بتمديد الفترة الانتقالية التي تلي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لمدة سنة، بهدف حلحلة المفاوضات بين الطرفين".
من جهتها أكّدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قبيل ساعات من انطلاق القمّة، أنّ "الفرص لا تزال متاحة للتوصّل إلى اتّفاق خروج يكون جيّدا وقابلا للحياة في آن معاً". ومقترح تمديد الفترة الانتقالية لمدّة سنّة، الذي رفض مكتب بارنييه التعليق عليه، يهدف خصوصاً إلى إتاحة مزيد من الوقت من أجل حلّ مسألة الحدود بين مقاطعة إيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا وجمهورية إيرلندا العضو في الاتّحاد الأوروبي، وهو أبرز موضوع خلافي في المحادثات.
وأشار سايمون كوفيني وزير الخارجية الإيرلندي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أنّ "ما قاله ميشال بارنييه بوضوح هو أنّ الجانب الأوروبي مستعد لإعطاء مزيد من الوقت خلال الفترة الانتقاليّة لإيجاد حلّ بديل" عن ذلك الموجود حالياً على الطاولة.
لكنّ دبلوماسياً أوروبياً أكد أنّ "هذا ليس حلاً قائماً بذاته. هذا لن يحلّ بطريقة عجائبيّة مشكلة" الحدود. كل ما قاله هو أنّه من بين الفرضيات المطروحة تم الدفع قدماً بهذه". وبحسب دبلوماسي أوروبي آخر طلب بدوره عدم نشر اسمه، فإنّ هذا المقترح "ليس مطروحاً فعلياً على طاولة المفاوضين"، مشيراً إلى أنّ هذا الاقتراح دونه مشكلة سياسية بالنسبة إلى المملكة المتّحدة التي سيكون عليها احترام قواعد الاتّحاد الأوروبي في حين إنّها لن تكون عضواً في الاتّحاد.
والتقت رئيسة الوزراء البريطانية زملاءها الأوروبيين في قمّة اقتصرت على إظهار الخلافات التي ما زالت قائمة بين لندن والاتحاد الأوروبي بعد أن بدا أن مفاوضات "بريكست" في طريق مسدود.
وقد تبدّدت الآمال التي كانت معلّقة على هذه القمة التي كانت تقدّم على أنّها "ساعة الحقيقة" قبل أقلّ من ستّة أشهر على الموعد المقرّر لخروج بريطانيا من الاتّحاد في 29 آذار (مارس) 2019.
ولتسوية مسألة الحفاظ على الحدود البرية مفتوحة بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا بعد أن تخرج بريطانيا من السوق الموحّدة والاتّحاد الجمركي، تقترح بريطانيا أن تبقى ملتزمة القواعد الجمركية للاتّحاد الأوروبي حتى توقيع اتّفاق أوسع للتبادل الحرّ من أجل تجنّب إقامة حدود فعلية لمراقبة البضائع.
ويمكن أن يسمح اقتراح بارنييه الذي عرض على وزراء الخارجية الأوروبيين، بكسب الوقت للتفاوض حول اتّفاق تجاري، ما يقلّل من إمكانية اللجوء إلى إجراءات أمنية على الحدود الإيرلندية التي ستطبّق إذا لم يتمّ التوصّل إلى حلّ أفضل خلال المفاوضات.
عمليا، ترغب الدول الـ 27 في هذه الحالة، في الحصول على تعهّد ببقاء إيرلندا الشمالية في الاتّحاد الجمركي حتى نهاية المرحلة الانتقالية، لكنّ المملكة المتحدة ترفض ذلك.
وقال المسؤول البولندي "لتحقيق اختراق نحتاج إضافة إلى حسن النيّة إلى وقائع جديدة.. سأسأل ماي ما إذا كانت لديها اقتراحات عمليّة للخروج من المأزق.. نحتاج إلى شيء جديد.. إلى أسلوب جديد للتفكير"، إلى حلّ يحمي "قيم" الاتّحاد الأوروبي والسوق الموحّدة من جهة، و"المملكة المتحدة وسيادتها" من جهة أخرى، على حدّ قوله. لكن هامش المناورة الذي تملكه ماي يضيق بسبب ضغوط المعارضة داخل حزبها المحافظ.
وفي لندن، انتهى اجتماع الحكومة البريطانية، الذي تكهّنت وسائل إعلام بأنّه سيشهد استقالات، بلا مشكلات.
وفي دعوته إلى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي التي نشرت مساء الإثنين، رأى دونالد توسك أن سيناريو غياب اتفاق "مرجح أكثر من أي وقت مضى"، ودعا إلى تسريع الاستعدادات لمواجهة هذا الاحتمال بدون التخلي عن جهود التوصل إلى اتفاق.
وأظهر استطلاع للرأي على مستوى الاتحاد الأوروبي أن أغلبية البريطانيين أصبحوا يعارضون خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
وحسب الاستطلاع الذي أجري بتكليف من البرلمان الأوروبي وأعلن عن نتائجه أمس في بروكسل فإن إذا استفتي البريطانيون اليوم على خروج بريطانيا من الاتحاد فلن يوافقوا على الخروج.
وتبين من خلال الاستطلاع أن 51 في المائة من البريطانيين مع بقاء بلادهم داخل الاتحاد بينما يؤيد 34 في المائة الخروج ولم يكن لـ 11 في المائة ممن شملهم الاستطلاع رأي جازم في هذا الأمر. وفي الوقت ذاته فإن أكثر من نصف البريطانيين "54 في المائة" يعتقدون أن قرار الخروج من الاتحاد خاطئ في حين أجاب 38 في المائة عن سؤال بشأن ما إذا كان اللجوء إلى الاستفتاء عن الخروج صحيحا بـ "نعم".
وهناك تعثر في المفاوضات التي بدأت منذ عدة أشهر لتحديد شكل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد أن طالب البريطانيون بهذا الخروج في استفتاء عام، وأجري الاستطلاع في الفترة بين 8 و26 من أيلول (سبتمبر) الماضي.

 

©الاقتصادية

التعليـــقات