اختتم المشاركون في المؤتمر الصحي النفسي-الاجتماعي لمستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية، أعمال مؤتمرهم الذي عقد تحت رعاية وزير الصحة د.جواد عواد، مقدمين مجموعة من التوصيات الهامة المتعلقة بطرق التعامل مع الاضطرابات والأمراض النفسية والطبية النفسية والآفات الاجتماعية، حيث عقد قسم الخدمة الاجتماعية في المقاصد وبدعم من شركة إنترميد بال، مؤتمره الخامس بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف العاشر من تشرين الأول.
وقد زخر المؤتمر الذي نظم في القرية السياحية في مدينة أريحا، وحمل عنوان "نحو صحة نفسية أفضل"، بجموعة من المحاور الهامة قدمت على شكل أوراق بحثية وعلمية، تضمنت قضايا مكافحة ظاهر العنف، والأمراض النفسية والوقاية منها وجودة نوعية الحياة لدى المرضى المزمنين والخدمات النفسية، إضافة إلى دور المؤسسات الفلسطينية في الصحة النفسية.
وأوصى المؤتمرون في ختام الجلسات بضرورة إجراء المزيد من البحوث التي تعنى بقضايا العنف الأسري، ودراسة أسباب اختلاف مفاهيم القيم والأخلاقيات، وتعزيز دور الاختصاصيين النفسيين والمرشدين في المؤسسات الصحية والتعليمية، وتوعية الطواقم التمريضية في مجال دعم وحماية الأطفال الذين يتعرضون لإساءة، إضافة إلى تعزيز قيم اللاعنف في الأسرة واستبدالها بتقوية الجوانب العاطفية بدلا من العقاب.
كما أوعز المشاركون بضرورة وجود متابعة قانونية وعلاجية من المؤسسات الرسمية لحالات تعنيف الأطفال، إلى جانب التأكيد على أهمية التعاون بين المؤسسات في مجال التنشئة الاجتماعية وإعادة تعزيز منظومة القيم الدينية والأخلاقية لعلاج ظاهرة العنف، وضرورة حماية ومراقبة الشخص المقبل على الانتحار ومتابعته نفسيا وطبيا، وعدم استخدام مصطلح الصرع لكافة أشكال التشنجات المتنوعة لدى الأطفال، كما أكدوا على أن كافة الأبحاث التي تعمل في مجال الصحة النفسية يجب أن تكون محكمة من قبل لجان علمية مختصة
فيما جرت فعاليات المؤتمر بحضور كل من ممثلة وزير الصحة د.سماح جبر استشاري الطب النفسي وقائم بأعمال مدير وحدة الصحة النفسية، ورئيس الهيئة الإدارية لجمعية المقاصد د.عرفات الهدمي، ومدير الجمعية د.طارق بركات، والمدير العام لمستشفى المقاصد ورئيس المؤتمر د.بسام أبو لبدة، ورئيس قسم الخدمة الاجتماعية في المستشفى ومنسق المؤتمر أ. أحمد جاد الله، إلى جانب حضور ثلة من ممثلي الجهات الرسمية والأكاديمية والطبية المتخصصة في مواضيع الصحة النفسية.
وفي كلمتها التي ألقتها نيابة عن وزير الصحة، نقلت د. سماح جبر تحية الوزير إلى المشاركين بالمؤتمر حيث يعتبر يوم الصحة النفسية العالمي مناسبة للمناصرة والتوعية حول الصحة النفسية والذي يركز هذا العام على موضوع (الشباب والصحة النفسية في عالم متغير)، وقدمت د.جبر شرحا عن خدمات وحدة الصحة النفسية في الوزارة، حيث توفر الوزارة ١٤ مركزا صحيا نفسيا موزعا على المحافظات بالإضافة إلى مستشفى واحد، و٦ مراكز ومستشفى واحد في قطاع غزة، مشيرة إلى أن هناك قصورا في الطب النفسي والتمريض والاخصائيين الإكلينيكيين في فلسطين، فيما تعكس الأرقام زيادة مطّردة بعدد المرضى المتوجهين للمراكز النفسية التابعة للحكومة، والذين تتراوح أعمارهم بين ٢٥_٤٩ عاما غالبيتهم من الذكور.
وأشارت د.جبر في مداخلتها بعنوان (دور وزارة الصحة الفلسطينية في مجال الصحة النفسية) إلى نسب خطيرة أظهرتها دراسة في الدورية العالمية لطب الأطفال والمراهقين في العام 2017، حيث بيّنت الدراسة أن 25.6% من طلاب مدارس فلسطين بعمر (13_15عاما) قد فكروا في الانتحار، مؤكدة أن وحدة الصحة النفسية في الوزارة بصدد إعداد خطة استراتيجية للحد والوقاية من ظاهرة الانتحار.
من جهته، ثمن د.عرفات الهدمي مشاركة وزارة الصحة بالمؤتمر وحضور د. سماح جبر، مشيدا بالتطور الواضح الذي شهده المستشفى في الآونة الأخيرة في كافة الأقسام، وعلى رأسها قسم جراحة قلب الأطفال، كما نوه الهدمي إلى الدور العلمي والبحثي الطويل الذي لعبه مستشفى المقاصد منذ التأسيس فلسطين وذلك من خلال المؤتمرات والندوات العلمية.
أما د.بسام أبو لبدة فقد أكد على ريادية مستشفى المقاصد في تقديم الخدمات الطبية، كمستشفى تحويلي أول في فلسطين يستقبل جميع الحالات المعقدة من كافة محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة الى كونه مستشفى رائد في الخدمات الاجتماعية، فإلى جانب عمل القسم في تقديم المساعدات المادية والعينية أو إعفاء بعض المرضى المحتاجين ومرافقيهم، فإنه يعمل وبقيادة أ. أحمد جاد الله على تقديم خدمات صحية ونفسية اجتماعية رائدة لصالح المرضى في المستشفى، ولا سيما الاطفال.
بدوره، بين أ. أحمد جاد الله أن اللجنة العلمية للمؤتمر والتي ترأستها د. أنوار أبو هنود، قد ارتأت إلى طرح الأوراق البحثية ذات الصلة بقضايا الصحة النفسية والتي تمس المجتمع الفلسطيني بشكل مباشر، فيما قدّمت للمؤتمر ٣٢ ورقة بحثية من القدس والضفة وغزة، داعيا إلى المزيد من إيلاء الاهتمام الكافي لقضايا الصحة النفسية والاجتماعية.
وفي الجلسة الأولى للمؤتمر؛ قدمت د.رحاب السعدي المحاضرة في جامعة الاستقلال، ورقة بحثية بعنوان (تأثير العنف الأسري الموجه ضد الأبناء على البناء النفسي)، فيما تحدثت أ.ابتسام غريّب رئيسة قسم العناية المكثفة للأطفال في المقاصد حول موضوع (إساءة معاملة الأطفال ودور التمريض في تقديم العناية والرعاية النفسية اللازمة لهم) مستعرضة نتائج دراسة نفذت في المستشفى خلال العامين الماضيين، وقدمت أ. نظمية حجازي المحاضرة في جامعة القدس المفتوحة؛ تصورا مقترحا من منظور الخدمة الاجتماعية لعلاج (ظاهرة العنف الأسري الموجّه ضد الأطفال في الأسر الفلسطينية).
كما تحدثت أ. نبيلة عودة الاختصاصية الاجتماعية في المقاصد، خلال الجلسة الثانية عن ظاهرة ما بعد الولادة، مقدمة دراسة ميدانية أجريت في مستشفى المقاصد، فيما قدم الباحث الاجتماعي أ. أحمد جاد الله دراسة مسحية ميدانية استطلاعية في المقاصد حول (ظاهرة الانتحار).
فيما تناول د. مطيع الأشهب اختصاصي أعصاب الأطفال وتطور الطفل في المقاصد موضوعة التشنجات لدى الأطفال، أما د. محمد خواجا استشاري الطب النفسي في مستشفى المقاصد فقد قدم عرضا للتوصيات العلاجية المستجدة في علاج اضطراب الاكتئاب الجسيم.
وفي الجلسة الثالثة، تناول أ. إسماعيل أبو زيادة الباحث في الصحة النفسية في الإغاثة الطبية الفلسطينية، موضوع الرضا عن الحياة لدى المصابين بالسكري وأمراض القلب، وتحدثت أ. حنان مرجيه ممرضة المستشفى الإنجليزي في الناصرة عن استكشاف وعي الطاقم الروحاني للمرضى خلال الرعاية التلطيفية، كما تناولت د. أنوار أبو هنود اختصاصية نفسية إكلينيكية ومحاضرة في المقاصد موضوع الجودة ورضا المنتفعين عن الخدمات النفسية والطبية في العيادات الحكومية والخاصة.
أما أ. نجوى عيسى منسقة الصحة النفسية في وكالة الغوث فقد استعرضت في الجلسة الرابعة دور وكالة الأونروا في الصحة النفسية .
بيان صحفي