رئيس التحرير: طلعت علوي

اتفاقية الدقائق الأخيرة تنقذ العلاقة التجارية بين دول أمريكا الشمالية

الثلاثاء | 02/10/2018 - 09:25 صباحاً
اتفاقية الدقائق الأخيرة تنقذ العلاقة التجارية بين دول أمريكا الشمالية

توصلت الولايات المتحدة وكندا، قبيل انتهاء مهلة حددتها واشنطن إلى "اتفاق مبدئي يشمل المكسيك" لتعديل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا" التي تربط بين 500 مليون شخص في أمريكا الشمالية منذ 1994.
ووفقا لـ"رويترز"، فإن الاتفاق أنقذ منطقة تجارة حرة بحجم 1.2 تريليون دولار كانت على وشك أن تنهار بعد مرور نحو 25 عاما على قيامها. وفي انتصار كبير لخطته، أجبر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كندا والمكسيك على قبول مزيد من القيود على التجارة مع شريكتهما الرئيسية في التصدير.
وكان هدف ترمب الأساسي لإعادة صياغة "نافتا" هو تقليص العجز التجاري لبلاده.
ورحب ترمب بالاتفاق، ووصفه بأنه "رائع" لجميع الدول. وكتب في تغريدة "الليلة الماضية وبموجب المهلة النهائية التي حددناها، توصلنا إلى اتفاق تجارة جديد رائع مع كندا ليضاف إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع المكسيك".
وقال إن الاتفاق بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا "أوسمكا" الجديد "رائع للدول الثلاث يصحح عيوب وأخطاء" اتفاق نافتا المعمول به منذ 24 عاماً.
وأضاف أن الاتفاق الجديد "يفتح أسواقا لمزارعينا ومصنعينا" وفي الوقت ذاته يقلل العوائق التجارية "وسيجمع الدول العظمية الثلاث في منافسة مع باقي العالم. الاتفاق هو تحول تاريخي".
وبينما يتجنب الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك فرض رسوم جمركية، فإنه سيزيد على شركات إنتاج السيارات العالمية صعوبة تصنيع سيارات رخيصة الثمن في المكسيك. كما يهدف الاتفاق إلى إيجاد المزيد من فرص العمل في الولايات المتحدة.
وسيبقي الاتفاق على آلية لتسوية النزاعات كانت كندا قد سعت جاهدة للحفاظ عليها من أجل حماية قطاع الأخشاب الكندي وغيره من القطاعات من رسوم مكافحة الإغراق الأمريكية، وفقا لما ذكرته مصادر كندية.
لكن ذلك كان له ثمن، إذ وافقت كندا على السماح للمزارعين المنتجين للألبان في الولايات المتحدة بالوصول إلى نحو 3.5 في المائة من سوق الألبان المحلية الكندية البالغة استثماراتها السنوية نحو 16 مليار دولار. لكن الاتفاق لم يضع حلا للرسوم الأمريكية على صادرات كندا من الصلب والألمنيوم.
وقالت كندا والولايات المتحدة في بيان مشترك إن الاتفاق "سيؤدي إلى أسواق أكثر حرية وتجارة أكثر نزاهة إضافة إلى تعزيز النمو الاقتصادي في منطقتنا".
وأشار مسؤول أمريكي كبير إلى أن مسؤولين من الولايات المتحدة يعتزمون توقيع الاتفاق مع كندا والمكسيك في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، قبل أن يرفع إلى الكونجرس لأخذ الموافقة عليه.
وبحسب "الفرنسية"، أعلنت كريستيا فريلاند وزيرة الخارجية الكندية وروبرت لايتهايزر الممثل التجاري الأمريكي في بيان مشترك أن "كندا والولايات المتحدة توصلتا إلى اتفاق مبدئي يتلاءم مع واقع القرن الـ 21".
وقال البيان إن "الاتفاقية الاقتصادية الأمريكية المكسيكية الكندية البديلة لنافتا ستسمح بجعل الأسواق أكثر حرية والتجارة أكثر عدلا وبنمو اقتصادي متين لمنطقتنا".
وصدر البيان المشترك قبل 90 دقيقة فقط من انتهاء مهلة فرضتها الولايات المتحدة للتوصل إلى ضم كندا لاتفاق كانت واشنطن قد توصلت إليه مع مكسيكو.
وأكد لايتهايزر وفريلاند أن الاتفاقية ستعزز الطبقة الوسطى وستسمح بإحداث وظائف برواتب جيدة كما وفرص جديدة لأكثر من 500 مليون شخص يعيشون في أمريكا الشمالية.
وتم التوصل إلى الاتفاق بعد مفاوضات شاقة استمرت منذ مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي.
وتوصلت الولايات المتحدة والمكسيك بعد مفاوضات استغرقت أسابيع إلى اتفاق أعلن في نهاية آب (أغسطس) الماضي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد فرض إعادة التفاوض حول "اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية" "نافتا" التي طبقت بين الدول الثلاث على مدى 24 عاما.
والمفاوضات التي تكثفت نهاية الأسبوع جرت هذه المرة عن بعد.
وقد شكرت وزيرة الخارجية الكندية والممثل التجاري الأمريكي إيلديفونسو جواخاردو وزير الاقتصاد المكسيكي "لتعاونه الوثيق طوال الأشهر الـ13 الأخيرة".
وقالت الحكومتان الأمريكية والكندية "نحن نتوق لتعزيز الروابط الاقتصادية الوثيقة التي تجمعنا مع دخول الاتفاقية الجديدة حيز التنفيذ".
في الاتفاق الأمريكي - الكندي، ومقابل فتح سوق الألبان الكندية بشكل أكبر، وافقت واشنطن على الإبقاء على آلية التحكيم في النزاعات التي يتمسك بها الكنديون.
وإلى جانب التعديلات المتعلقة بسوق الألبان، أكد المسؤولون الأمريكيون أن النص يؤمن حماية أفضل للعمال ويتضمن قواعد بيئية صارمة ويشمل للمرة الأولى الاقتصاد الرقمي وينص على إجراءات حماية "غير مسبوقة" للملكية الفكرية.
كما يتضمن النص بنودا لمنع "عمليات التلاعب" بالمبادلات التجارية، سواء بالعملات الأجنبية أو باستغلال دول غير موقعة لامتيازات هذا النص.
في المقابل، ستبقى الرسوم الجمركية على الفولاذ والألمنيوم الكندي، التي فرضها الرئيس ترمب الحريص على حماية صناعة الصلب الأمريكية، قائمة حاليا على الرغم من غضب أوتاوا.

©الاقتصادية

التعليـــقات