رئيس التحرير: طلعت علوي

خاص - 70% من المشاريع الصغيرة غير مسجلة رسميا

الأحد | 22/07/2018 - 10:33 صباحاً
خاص - 70% من المشاريع الصغيرة غير مسجلة رسميا
خاص بالـ

 

في فلسطين من كل 20 مشروع ينجح اثنان

 

 شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية الكثير من الطلبة الذين  تخرجوا من جامعاتهم وبانتظار فرصة العمل إن توفرت أو الالتحاق بصفوف البطالة، أو منهم من يقرر أن يكون رياديا عن طريق عمل خاص به، فكيف يستطيع إثبات نفسه ولماذا وهل يستطيع أن يصل في ظل الأجواء البيئية والقانونية والتشريعية والضرائبية والاقتصادية والمالية، بعيدا عن منغصات الاحتلال وتدخلاته واستهدافه لاقتصادنا، فهل بيئتنا بيئة جاذبة أم طاردة لنكون رياديين؟

 

الخبير الاقتصادي سامي الصعيدي يقول "إن فيصل التقدم أو التأخر في أي مجتمع هم البشر، فكلما زادت نسبة الرياديين كانت إمكانية التقدم أسرع في هذا المجتمع، وبالتالي من السياسات العامة الواجب توفرها في المجتمعات التي تسعى للنهضة إعطاء الأولوية للرياديين وخلق بيئة مناسبة لهم وتهيئتها بما يخدم إبداعهم، وفي كثير من الدول تضع مخطط سواء سياسات أو محفزات لزيادة نسبة الرياديين فهم من يخلقون ثروة الدول، وبعض الدول تقدمت نتيجة الاهتمام بالعنصر البشري بما يليق به، فالصين مثلا كانت أكثر الدول سوءا من الناحية البشرية والاقتصادية، كانت منهارة  ونتيجة التركيز على العنصر البشري أصبحت الصين اليوم تقود العالم. فإذا أردت أن تنهض يجب التركيز على العقل البشري وجاهزيته للعمل وخلق بيئة مناسبة وأهمها القيم الثقافية فهي محرك الشعوب وتاريخها الحضاري".

 

واضاف الصعيدي خلال مقابلة جمعته برئيس تحرير "السفير الاقتصادي" طلعت علوي،  أنه كلما كانت الأفق مفتوحة أكثر وإمكانية تحقيق الأحلام أوضح كلما وضعت الأجيال لنفسها أهداف واضحة لتحقيق هذه الأحلام والعكس صحيح، فالإنسان ابن بيئته ويعلم ما تحتاجه هذه البيئة فعند إنهاء الثانوية يجب أن ينظر إلى الإمكانيات المتاحة حتى تكون منسجمة مع ما تحتاجه بيئته، ورأس السهم هم الرياديين وجسمه المجتمع فمهما كان  الرأس صغير يجب أن يكون فعال، فمن يريد عمل النهضة هم من يجعلون هذا الرأس قوي، ورغم نسبتهم الضئيلة التي تصل إلى 2% وفي بعض الدول تصل إلى 5% وذلك نتيجة تربية ريادية منذ الطفولة.

 

غالبية المجتمعات تختبر البدائل المتاحة، فالبيئة العامة هي من تحدد إلى أين المجتمع ذاهب فكلما كانت البيئة أفضل كان انجاز الرياديين أفضل وزاد ابداعهم وانجازهم، فالواقع العربي يحتاج إلى نهضة كبيرة وهو واقع محبط، ويحتاج الى جهد كبير حتى ينهض. وأعتقد أن الفروق بين بعض البلدان هو معيار التنمية فالدول التي فيها معدل كل المؤشرات التي تدل على التنمية في الاقتصاد عالي يدل على نهضتها، فكثير من البلدان العربية أفضل من غيرها.  فالمحرك هو النهضة ومدى مشاركة الشعب فيها، فهل أنت منتج أم مستهلك، ومدى المشاركة في العلوم والمعرفة فنحن بعيدين عن المشاركة في ركب الحضارة نحن مستهلكين لا أكثر.

 

ايضا، الرياديون بطبيعتهم حالمين ومتمردين على الواقع السيء، فهم نسبة قليلة جدا وهم  طليعة المجتمع، فهم يقفزون عن التفكير إلى خارج الصندوق لخلق ما هو جديد، والإنسان كائن رسالي ليس مادي فقط، والإنسان يسعد ويرضى بما يحققه من إمكانية النمو والتقدم و إمكانية مساعدة الآخرين، ويجب عليه أن يحمي نفسه بمجموعة من القيم الثقافية التي تشحذ همته. والريادي يتحلى بصفات عديدة منها: روح خلاقة يقفز على المعيقات  ويفكر بشكل استثنائي وبدائل جديدة ويثق بنفسه وقدراته ويخرج عن كل الامكانيات المتاحة ويصل إلى إمكانية تجعله قادر على إنتاج أشياء غير تقليدية ولا تخضع للمعايير المباشرة، ويملك روح التحدي ويحلم ويثق أنه قادر على تحقيق حلمه وسيصل، ويحول فكرته إلى مشروع محدد أي أنه مبادر لإنجاز ما، والمهارة الفنية اللازمة لتحقيق الحلم هي ذكاء اجتماعي لإدارة مجموعة من الذين يملكون مهارات معينة، وصفة هامة وخاصة عند العمل وهي المثابرة والصبر وتحمل الفشل والمخاطر، فهناك 80% من المشاريع تفشل وأكبر الناجحين هم أكبر الفاشلين، وفي بيئتنا من كل 20 مشروع ينجح اثنان.

 

وأوضح الصعيدي أنه خلال القرن الماضي المغيرين لم يكونوا كثر بالعدد لكن العامل المشترك بينهم هم العامل البشري لتطوير المشاريع الصغيرة وحمايتها، في بيئتنا الصعبة وأوضاعنا الخاصة هناك الكثير ما يلزم عمله فعندنا ما يسمى بامتياز المشاريع الصغيرة فهناك 99% من مشاريعنا صغيرة لكن  70% منها غير مسجل رسميا وغير معروف لذا يجب تسجيلهم لمعرفة من هم وما مشروعهم وماذا يحتاج، ففي بلدان كثيرة أنشأوا مؤسسات لمعرفة جميع المشاريع الصغيرة التي تم عملها، فكثير من المشاريع التي أنشئت في مجتمعنا نجحت بجهدها المبذول وقدرتها على التسويق، فالمشاريع بحاجة لحوافز وليس عوائق تمنع تطورها ونجاحها، وبيئة مشجعة وليست بيئة طاردة.

 

وفي نهاية المقابلة أشار الصعيدي إلى أن الناتج المحلي في فلسطين  يصل إلى اكثر من 9 مليار دولار، فالقطاع الخاص الفلسطيني في الخارج عنده إنتاج أكبر من ذلك، نحن نملك إمكانيات كبيرة لكن بحاجة إلى التفكير في كيفية الاستفادة منها فيما يحقق مستقبل أفضل وأنجح، ونفتقد أيضا إلى بيئة متكاملة ورؤية منهجية كاملة لتطوير الإمكانيات والمشاريع الصغيرة، ونحن بحاجة إلى خلق ثقافة مع قدرة على التعليم الذي يعد ثروة  فلدينا عدة اتفاقيات مع دول العالم لماذا لا نبني عليها لنتتطور وننتج، وهناك 12 مليون فلسطيني منهم 6 مليون خارج فلسطين لماذا لا نستفيد من وجودهم وأسواقهم وطاقاتهم، وأيضا لدينا عالم عربي وإسلامي متعاطف وإن قل هذا التعاطف لأسباب كثيرة، لذا لدينا إمكانيات لعمل شيء كبير.

 

وأيضا أحد العناصر البيئية التي يجب أخذها بالاعتبار للتطور والتقدم ومن أهمها نسبة البطالة التي لا تقل عن 30% في فلسطين ككل، و10% يعمل في الداخل المحتل و20% في الحكومة وحوالي 50% في القطاع الصغير ومنهم 80% مشاريع صغيرة وبالتالي الرياديين هم من يشكلون قاعدة المجتمع، لذا يجب إعطائهم كامل الاهتمام حتى يصبح المجتمع أرقى وأفضل.

 

في البيئة الفلسطينية من كل 20 مشروع ريادي ينجح اثنان.

نسبة المشاريع الصغيرة في فلسطين تصل إلى 99% منها 70% غير مسجل رسميا وغير معروف.

نسبة البطالة في فلسطين تصل إلى 30%.

 

التعليـــقات