رئيس التحرير: طلعت علوي

آلية الاستثمار الناجح في البورصة

الخميس | 28/06/2018 - 12:03 مساءاً
آلية الاستثمار الناجح في البورصة

لا تزال ثقافة الاستثمار في البورصة غير منتشرة كثيراً في فلسطين وذلك مع خشية المواطنين على أموالهم المرتبطة بسوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية.

في هذا المقال، تحاول "بوابة اقتصاد فلسطين" الإجابة على العديد من الأسئلة: ما معنى الاستثمار وكيف يتم في البورصة؟ وما هي أبرز الأمور التي يجنب أخذها بعين الاعتبار عند شراء سهم؟ والمخاطر الواجب الابتعاد عنها؟

يقول الرئيس التنفيذي لبورصة فلسطين السيد أحمد عويضة: "الاستثمار يعني الالتزام بالموارد المحلية بغية تحقيق موارد أعلى في المستقبل، أو الاستغلال الأمثل لرأس المال لتحقيق منفعة مادية بالاعتماد على أدوات وأساليب متنوعة بالاعتماد على المعلومات التي تساعد على وضع تصور للاستثمار في المستقبل".

وتابع، إن الاستثمار في البورصة يعد علماً وفناً له أصول وقواعد، مضيفاً أنه حتى يكون المستثمر حصيفاً يجب أن يكون على دراية مستفيضة بواقع الاستثمار في البورصة وآلية التعامل في الأوراق المالية وتكوين المحفظة الخاصة به.

وأضاف أن للاستثمار في البورصة شقين الأول يتعلق بالأمور الفنية والثاني يخص الإطار العام لعملية الاستثمار.

فنيا، أوضح أنه على المستثمر أن يعلم مكونات قطاع الأوراق المالية وآلية فتح حساب للتداول. وأيضا، عليه أن يكون على دراية بدور البورصة وهي أنها الجهة المنظمة لتداول الأوراق المالية في فلسطين وتضم في عضويتها 8 شركات أعضاء (وساطة) وهي التي تقوم بأعمال الوساطة من فتح الحسابات والبيع والشراء بناء على طلب المستثمرين. وتضم البورصة كذلك 48 شركة مدرجة بقيمة سوقية تقدر حوالي 3.7 مليار دولار أمريكي يتم تداول أسهمها في السوق المالي.

وبعيداً عن الأمور الفنية المتعلقة باختيار الوسيط وفتح حساب التداول لدى المستثمر يجب التنبه إلى أمور لما بعد ذلك، أهمها:

- وضع الإطار العام لعملية إنشاء وإدارة المحفظة الاستثمارية كتحديد الأهداف والمعوقات وتحديد السياسات.

- تحديد المزيج الأمثل للسلة الاستثمارية المنوي الاستثمار بها، ومن الخطأ أن تضع كل أموالك في أسهم شركة واحدة، لأن خسارة الشركة أو تراجع أسعار أسهمها في السوق لأي سبب كان ربما يذهب بجميع مالك أو بعضه.

- عليك اختيار أسهم الشركات الجيدة في السوق، وحاول تصنيف الشركات المساهمة إلى ثلاث فئات (الشركات الضخمة، الشركات المتوسطة، الشركات الصغيرة)، وذلك حسب القيمة الإجمالية السوقية لأسهمها.

- التركيز على أفضل الشركات المتوسطة بحكم أنها شركات تجاوزت مرحلة التأسيس وأخذت في النمو المتصاعد وأرباحها في الغالب مستقرة وشبه مؤكدة.

- تحديد الوجهة الإستراتيجية للاستثمار فيما إذا كان استثمار طويل الأجل حيث يكون الاعتماد الرئيسي على التوزيعات المستقبلية للأرباح، أو استثمار قصير الأجل يكون من خلال المضاربة وتحقيق أرباح آنية تعتمد على التذبذب بالأسعار.

الأخطاء الواجب تجنبها:

- الاحتفاظ بالأسهم الخاسرة‎ أو أن تترك أسهمك الرابحة حتى تخسر‎.

- على المستثمر ألا يشعر بارتباط نفسي بعوائد أسهمه‎ حيث أن عدم القدرة على التحكم في المشاعر هو السبب الرئيسي لتجنب الكثيرين الاستثمار في سوق الأسهم. فعند استثمار مبالغ كبيرة تجد أن المستثمر غالباً تنتابه مشاعر كثيرة تدفعه إلى اتخاذ القرار الخطأ. وعموماً، فإن زيادة حساسيتك تجاه استثماراتك مؤشر على أنك ستخسر جانباً منها. كذلك الأمر، هناك مشكلة شائعة تصيب من ذاق طعم النجاح في السوق وهي الثقة الزائدة، ولا نقصد الثقة المتوازنة فهي ضرورية للاستثمار الناجح، وإنما نقصد الغرور الذي يؤدي إلى الخطر.

- لا يجب على المستثمر الاعتقاد بأنه لا يستطيع أن يكون منظماً ومرناً في نفس الوقت؛ فإذا كنت منظما فستكون لديك إستراتيجية أو خطة. بينما يعني التنظيم أن تكون لديك المعرفة لتحدد ما يجب أن تفعله (الجانب الأسهل) والإرادة والشجاعة للقيام بما يجب عليك فعله (الجانب الأصعب). وهذا يعني أن عليك الالتزام بإستراتيجيتك.

- كما يجب عليك التعلم من أخطائك السابقة وعدم السماع إلى نصائح من أشخاص غير مؤهلين.

- يجب عليك أن تكون مؤهلاً دائما لما هو أسوأ بالتوازي مع المهارة في إدارة مالك وعدم إهماله ما لم توكل هذه المهمة إلى شخص آخر.

وأكد عويضة، أن المعلومات السابقة لأغراض تعميم ثقافة الاستثمار في الأسهم وغيرها من الأدوات، بناء على الحد الأدنى من الدراية والمعرفة بالأسس والوسائل والآليات المناسبة لاتخاذ القرارات الاستثمارية في هذا القطاع. ولا تعد المعلومات الواردة أعلاه كتوصيات مالية أو قانونية، بل إن الغرض من توفيرها هو أن تكون بمثابة معلومة، وليس تقديم أراء قانونية أو مشورة. لذلك على القارئ استشارة مستشار مالي أو قانوني مؤهل ومتخصص إذا كان بحاجة لمثل هذه المشورة المالية أو القانونية.

©بوابة اقتصاد فلسطين 

التعليـــقات