رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 14 أيار 2018

الثلاثاء | 15/05/2018 - 07:26 صباحاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 14 أيار 2018

استعدادات عسكرية هائلة على حدود غزة والجيش الإسرائيلي يحذر من اختراق السياج

تكتب صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي ألقى أمس الاثنين، كميات كبيرة من المنشورات في قطاع غزة، حذر فيها سكان القطاع من المشاركة في المظاهرات على الحدود وعدم محاولة مهاجمة السياج أو الجنود المنتشرين على امتداده. وكُتب في المنشورات التي ألقتها الطائرات الحربية أن "الجيش سيدافع بعزم عن مواطني دولة إسرائيل وسيادتها، وسيعمل ضد عمليات حماس الإرهابية التي تنفذها عبر عمليات الإخلال بالنظام. من أجل سلامتكم لا تقتربوا من السياج ولا تتعاونوا وتشاركوا في العمليات التي تنفذها حماس وتعرض حياتكم للخطر دون أي جدوى".
ويستعد الجيش الإسرائيلي للتعامل مع حوالي 100.000 متظاهر يتوقع حضورهم للمشاركة في إحياء ذكرى يوم النكبة في ثلاث عشرة نقطة احتكاك على طول حدود قطاع غزة، ابتداءً من الساعة العاشرة صباحاً. وبحسب الجيش، فإن حماس معنية بمحاولة تحقيق اختراق جماهيري للسياج الأمني، وإحراق المعدات الهندسية، وإصابة نقاط الحراسة والرصد وإطلاق النار. وإلى جانب تكثيف القوات ووسائل تفريق المظاهرات ونشر أسلاك شائكة إضافية على الحدود، يصر الجهاز الأمني على منع تسلل المتظاهرين إلى إسرائيل ودخولهم إلى المستوطنات في المنطقة، حتى لو تطلب ذلك إطلاق النار.
وفي ضوء هذا التقييم، حذر الجيش حماس من أنه إذا ما تم تخريب السياج، فإن إسرائيل ستلحق ضررا بالغا ببنيتها التحتية في غزة. ويستعد الجيش لهجوم واسع النطاق على أهداف استراتيجية في قطاع غزة إذا تحولت المظاهرات إلى محاولة جماهيرية لاختراق حدود إسرائيل. وقد أوضح كبار المسؤولين أن إسرائيل تعتبر حماس مسؤولة عن كل شيء في قطاع غزة. كما يستعد الجيش لسيناريو محاولات خطف جنود تحت رعاية المظاهرات، وهو السيناريو الذي أشار إليه مؤخرا رئيس الأركان غادي إيزنكوت.
إلى ذلك، نشرت حماس على الشبكات الاجتماعية صوراً للبلدات الإسرائيلية في منطقة غلاف غزة وخرائط تشير إلى المسافة التي يجب أن يقطعها المتظاهرون للوصول إليها بعد عبور السياج. وقال الجيش أن قواته شخصت مؤخراً نشطاء من حماس وهم يقومون بتفكيك منشآت تابعة للحركة على طول السياج، والتي استخدمتها حماس لضمان سيطرتها على ما يحدث في المنطقة. ويعتبر الجيش هذه الخطوة دليلا على فك الرسن من قبل حماس، في محاولة لتضخيم أعمال العنف في المظاهرات.
كما تخشى إسرائيل من تهديد آخر وهو إرسال طائرات ورقية مفخخة إلى أراضيها، بعد أن تم العثور في منطقة زراعية قرب كيبوتس نير عوز على عبوة وهمية موصولة بطائرة ورقية تم إرسالها من قطاع غزة بالأمس. واكتشفت قوات الأمن بين طبقتين من النايلون، ما بدا أنه عبوة يتم التحكم فيها عن بعد بواسطة هاتف محمول. واكتشف خبراء المتفجرات الذين قاموا بفحص العبوة أنها وهمية، لكن يُعتقد أنها اختبار للأدوات تمهيدا لتزويد الطائرات الورقية بعبوات حقيقية في المظاهرات المستقبلية. ويشار إلى أن الطائرات الورقية التي أرسلت من غزة منذ بدء المظاهرات في قطاع غزة، كانت تحمل في ذيلها، حتى الآن، كيس جمرات محترقة لإشعال النيران في المناطق الزراعية. ويمكن أن يؤدي ربط الطائرات الورقية بعبوات ناسفة إلى تغيير قوانين فتح النار ضد المتظاهرين الذين يطلقون الطائرات الورقية.
وقدر أحد كبار الضباط في القيادة الجنوبية أن المظاهرة اليوم ستكون أكثر عنفاً بكثير مما كانت عليه في الأسابيع الأخيرة. وفقاً للمسؤول البارز، فإنه في حين تم تحديد المظاهرات السابقة كنشاط لحماس فقط، فإن أحداث هذا الأسبوع - نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وذكرى النكبة - توحّد جميع السكان الفلسطينيين. وقام الجيش الإسرائيلي بتكثيف قواته ونشر 11 كتيبة على امتداد الحدود، كما تم تعزيز قيادة المنطقة الوسطى بعدة كتائب تحسبا لاندلاع مظاهرات عنيفة في الضفة الغربية.
قادة حماس يتوجهون إلى القاهرة بطلب من المخابرات المصرية
تكتب صحيفة "هآرتس" أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، واثنين من كبار أعضاء المنظمة، خليل الحية وروحي مشتهى، غادروا قطاع غزة، أمس الأحد، متوجهين إلى مصر بناء على طلب من المخابرات المصرية. وبحسب مصادر قريبة من حماس في قطاع غزة، فإن مصر ستحاول خفض مستوى النيران قبل التظاهرات الكبيرة التي تخطط لها حماس اليوم وغدا، وستقوم بتسليم قادة المنظمة رسائل من إسرائيل حول هذه المسألة. بالإضافة إلى ذلك، ستحاول مصر مواصلة عملية المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية.
في المقابل تواصل حماس الاستعداد للمظاهرات، اليوم وغدا. وعلمت "هآرتس" أن حماس أرسلت أكثر من 100.000رسالة هاتفية إلى سكان القطاع والضفة خلال الأيام القليلة الماضية، تحثهم فيها على المشاركة في المظاهرات في قطاع غزة، وتنظيم مسيرات كبيرة في الضفة الغربية نحو الحواجز الإسرائيلية.
وبالإضافة إلى المظاهرات في قطاع غزة والضفة الغربية، تنظم لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب في إسرائيل تظاهرة في القدس، اليوم، ضد نقل السفارة الأمريكية. وسيشارك في المظاهرة فلسطينيون من القدس الشرقية.
مواجهات عنيفة في القدس بعد دخول أكثر من ألفي مستوطن إلى الحرم الشريف أمس
تكتب صحيفة "هآرتس" أن مواجهات عنيفة وقعت بين رجال الوقف وقوات الشرطة الإسرائيلية في ساحات الحرم الشريف في القدس، صباح أمس الأحد، على خلفية السماح بدخول أكثر من ألفي يهودي إلى الحرم فيما يسمى "يوم القدس" الذي يحيي فيها الاحتلال ذكرى احتلال القدس الشرقية وضمها إلى إسرائيل. واعتدت الشرطة على أحد المصلين الذين صرخوا في وجوه اليهود، فاندلعت مواجهات بين الجانبين. وكانت جماعات "الهيكل" قد نظمت حملة لتحشيد اليهود في الحرم أمس.
وقامت الشرطة قبل ذلك بإخراج عدد من اليهود الذين كانوا يغنون ويصلون، أو يرفعون الأعلام الإسرائيلية في الحرم، خلافا للنظم المتبعة. وقالت الشرطة إن "بعضهم انتهك قواعد الزيارة وأثار استفزازًا، وفي أعقاب ذلك تم إخراجهم من الحرم".
وقال أفيف تتارسكي، وهو باحث في منظمة "مدينة الشعوب"، إن "الشرطة سمحت لأعداد كبيرة من اليهود بالدخول، واستغل نشطاء الهيكل ذلك لانتهاك الوضع الراهن: رفع الأعلام وأداء الأغاني الدينية. وقد امتنعت الشرطة عن العمل ضد هذا الانتهاك الصارخ للوضع الراهن، وبدلا من ذلك مارست العنف ضد المحتجين الفلسطينيين. يجب على الشرطة التوقف عن الاستسلام لحركات الهيكل والتركيز على مهمة الحفاظ على الوضع الراهن".
وشارك عشرات آلاف اليهود، أمس، في مسيرة رفع الإعلام الإسرائيلية الاستفزازية داخل الحي الإسلامي في البلدة القديمة، في طريقهم إلى ساحة حائط المبكى.
ووقعت في بداية المسيرة عدة مواجهات بين المتظاهرين اليهود والفلسطينيين قرب باب العامود، وقامت الشرطة باعتقال عدة فلسطينيين. كما اعتقلت الشرطة عدة أشخاص لأنهم رفعوا لافتة ضد المسيرة الاستفزازية. وقد رفع المتظاهرون أعلام إسرائيل وأعلام حركة لهباه العنصرية. وعملت الشرطة على منعهم من ترديد هتافات وأغاني عنصرية تحث على الكراهية، بعد أن فعل قسم منهم ذلك.
وقرر تجار الحي الإسلامي هذه السنة عدم إغلاق محلاتهم التجارية، خلافا للسنوات السابقة حيث كانت الشرطة تطالبهم بإغلاق المحال التجارية بزعم الحفاظ على أمنهم. وردا على ذلك أبلغتهم الشرطة بأنها لن تتمكن من توفير الحماية لهم! وكانت الشرطة قد أعلنت أنها ستتعامل بشدة مع أي عنف جسدي أو لفظي، وستستخدم كل الوسائل ضد خارقي النظام واستخلاص القانون بحقهم.
حالة تأهب قصوى في القدس ترافق تدشين السفارة
تنشر "يسرائيل هيوم" و"يديعوت أحرونوت"، تقارير حول الاستعدادات لتدشين السفارة الأمريكية في القدس، في الساعة الرابعة من بعد الظهر، بعد خمسة أشهر من تصريح ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقرار نقل السفارة إليها.
ووسط الحديث عن "الأجواء الاحتفالية" في القدس، ومن بينها إضاءة الجسر المعلق في القدس بألوان العلم الأمريكي وزرع الزهور على صورة العلم الأمريكي في الشارع المؤدي إلى مبنى السفارة، وقيام البلدية بإضاءة رسم للعلمين الإسرائيلي والأمريكي على أسوار البلدة القديمة، وغير ذلك من استعدادات، تشير التقارير إلى رفع حالة التأهب ونشر قوات كبيرة من الشرطة لتأمين الحدث.
وبالإضافة إلى التغطية للمراسم التي أقامها نتنياهو في وزارة الخارجية، أمس، بمشاركة الوفد الأمريكي الرسمي وسفراء عدد من الدول، احتفاء بهذا الحدث، تنشر "يسرائيل هيوم" تصريحا ادلى به وزير الأمن افيغدور ليبرمان، خلال مراسم إحياء ذكرى الجنود القتلى في حرب الأيام الستة وحرب الاستنزاف، حيث قال "إننا سنكون غدا شركاء في لحظة تاريخية، انتظرناها طوال 51 سنة، منذ يوم تحرير القدس. أريد شكر الرئيس ترامب مرة أخرى على قراره الشجاع بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، عاصمة إسرائيل والشعب اليهودي، وعدم الاستسلام والارتياع من التهديدات والتخويف من قبل أبو مازن وحماس وحلفائهم.". كما أثنى ليبرمان على قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.
وتتحدث الصحيفة عن نشر الآلاف من قوات الشرطة في القدس اليوم، تحسبا لحدوث خرق للنظام، وتكتب أن حالة التأهب ستتواصل طوال الأسبوع بمناسبة يوم النكبة وبداية شهر رمضان. وتزعم الشرطة تخوفها من تسلل الأحداث في الجبهة الشمالية وقطاع غزة إلى القدس. كما تدعي شرطة لواء القدس تخوفها من التطرف في السلطة الفلسطينية، الذي من شأنه "تأجيج" الفلسطينيين ومحاولة تنفيذ عمليات.

وتكتب الصحف عن التحضير لافتتاح ثلاث سفارات أخرى في القدس، خلال الأيام القريبة، سفارة غواتيمالا، بعد غد، وسفارتي هندوراس وبراغواي في وقت لاحق.
ووفقا لصحيفة "يديعوت احرونوت" فإن 12 دولة في أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية تجري اتصالات مع إسرائيل حول إمكانية نقل سفاراتها إلى القدس.
وتكتب الصحيفة أن كل أعضاء الوفد الأمريكي الذي وصل للمشاركة في المراسم ينتمون إلى الحزب الجمهوري، بعد فشل الإدارة بتجنيد مشرعين من الحزب الديموقراطي للمشاركة في الحدث.
نتنياهو يطالب السفارات الأجنبية بالانتقال إلى القدس، زاعما أنه يعزز السلام
وتكتب "هآرتس" أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، طالب السفارات الأجنبية بالانتقال إلى القدس، وذلك خلال الخطاب الذي القاه في الحفل الذي نظمته وزارة الخارجية، مساء أمس، احتفاء بيوم القدس ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة. وقال نتنياهو في كلمته: "اشكر الرئيس ترامب على قراره بمواجهة إيران بدلا من استرضائها. هل تعرفون كيف نحدد القيادة الحقيقية؟ عندما يتبعك الناس ويتبع الناس خطوات الرئيس ترامب. أدعو جميع الدول للانضمام إلى الولايات المتحدة ونقل سفاراتها إلى القدس. هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، لأنه يعزز السلام".
وقال نتنياهو: "لدي ما أقوله لجزء من العالم. مع كل الاحترام لأولئك الذين يجلسون في العواصم الأوروبية، نحن هنا في عواصم الشرق الأوسط - في القدس والرياض - رأينا النتائج الكارثية للاتفاق مع إيران. وعندما يقرر ترامب الانسحاب منه، نعرف أنه يفعل الشيء الجيد للمنطقة، للولايات المتحدة والعالم". وقال نتنياهو أيضا، إن "كل من رفض مشاركة القدس في مسابقة الأغنية الأوروبية سيحصل على مسابقة الأغنية الأوروبية في القدس في العام المقبل".
وقال نائب وزيرة الخارجية الأمريكية، جون ساليفان، في كلمته، إن "كل من يتواجد هنا يدرك أن فتح السفارة هو اعتراف بالواقع الذي كان يجب أن يحدث من قبل. وكما قال نتنياهو، فإن فتح السفارة أمر ضروري للسلام في المنطقة".
وقال وزير المالية الأمريكي ستيف منوحين: "إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان معاً في عدد من القضايا، لكن لا شيء مهم مثل الحرب على الإرهاب". كما أشار إلى انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، قائلاً: "يجب ألا يسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية. ليس خلال خمس سنوات وليس بعد عشر سنوات أخرى. تصرفات إيران تسبب عدم الاستقرار ويجب عدم السماح بها".
وقد استجاب 32 سفيرا من بين 86 سفيرا يخدمون في إسرائيل للدعوة وحضروا المراسم. ومن بين الذين حضروا، كان ممثلون من أربع سفارات لدول في الاتحاد الأوروبي، الذي يقود سياسة متشددة ضد نقل السفارة. فقد حضر ممثلو هنغاريا والتشيك والنمسا ورومانيا فقط.
وستتواصل المراسم اليوم في الحفل الرسمي لتدشين السفارة في قسم تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة في مبنى القنصلية الأمريكية في القدس، والذي سيتحول إلى مقر رسمي للسفارة.
نسبة الفلسطينيين في القدس تتجاوز 40%
تكتب صحيفة "هآرتس" أن نسبة الفلسطينيين في القدس لا تزال ترتفع ببطء وتصل الآن إلى 38٪، وفقاً لمعهد القدس لدراسات السياسة، الذي نشر هذه المعطيات في الأيام القليلة الماضية، قبل "يوم القدس". وتستند البيانات إلى بيانات المكتب المركزي للإحصاء. ومع ذلك، ووفقا لتقديرات مختلفة، فإن نسبة الفلسطينيين في المدينة أعلى، بل تجاوزت 40 ٪. وذلك لأن الأرقام لا تشمل عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون في أحياء خارج الجدار الفاصل وغير المسجلين كمقيمين في المدينة. ويتواصل ارتفاع نسبة الفلسطينيين في المدينة بشكل مطرد منذ عام 1967، حيث بلغت في حينه 25٪.
كما ترتفع نسبة الحريديم في المدينة، وتشكل حاليا حوالي 34 ٪ من السكان اليهود (وحوالي 21 ٪ من مجموع السكان). القطاعان اليهوديان الآخران: العلماني (والتقليدي غير المتدين) والديني متساويان تقريبا من حيث الحجم، حوالي 30٪. وتبلغ نسبة الطلاب المتدينين الحريديم في المدارس حوالي 62 ٪ من جميع الطلاب اليهود. وفي المدارس الابتدائية، يدرس 66 ٪ حسب منهاج الحريديم، مقارنة مع 34 ٪ في المدارس الحكومية والدينية الرسمية. ومع ذلك، فإن الزيادة البطيئة في العدد المطلق للتلاميذ في المدارس الحكومية لا تزال مستمرة.
ولا يزال معدل الفقر في القدس مرتفعاً جداً مقارنة بالمتوسط القطري، ويبلغ 46٪ (22٪ في كل البلاد). وتبرز الفجوة بين السكان الفلسطينيين وبقية السكان بشكل خاص: 75٪ من الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر، مقارنة بـ 29٪ من السكان اليهود. ومع ذلك، فإن هذه هي السنة الثالثة على التوالي التي يحدث فيها انخفاض طفيف في معدل الفقر بين السكان الفلسطينيين، ومن ناحية أخرى، هناك زيادة طفيفة في معدل الفقر في القطاع اليهودي.
الأغلبية المطلقة من الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس (حوالي 95٪) ليسوا مواطنين في دولة إسرائيل وليس لهم حق التصويت للكنيست. في العام الماضي، تقدم 943 فلسطينيا بطلبات للحصول على الجنسية الإسرائيلية، لكن 153 منهم فقط حصلوا على الجنسية، ولم يقدم سوى 20 منهم طلبًا في عام 2017. وقدمت بقية الطلبات منذ عام 2010.
الحكومة خصصت حوالي 2 مليار شيكل لتشجيع الأسرلة في القدس الشرقية
ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الحكومة خصصت أمس الأحد حوالي ملياري شيكل لتعزيز السيادة الإسرائيلية في القدس الشرقية. وستُمنح الموازنة على مدى خمس سنوات، وسيخصص جزء كبير منها لتشجيع الأسرلة في نظام التعليم في القدس الشرقية.
وتهدف الخطة إلى تشجيع المدارس الفلسطينية على الانتقال من دراسة المناهج الفلسطينية إلى دراسة المنهاج الإسرائيلي. ويدرس معظم الطلاب الفلسطينيين في القدس اليوم، وفقا للمنهاج الفلسطيني ويقدمون الامتحانات لشهادة الثانوية العامة الفلسطينية -التوجيهي. ومع ذلك، فقد بدأت بعض المدارس في السنوات الأخيرة بتدريس المنهاج الإسرائيلي وامتحان الطلاب للشهادة الثانوية العامة الإسرائيلية -البجروت.
وستشجع خطة الحكومة الانتقال إلى المنهاج الإسرائيلي من خلال تخصيص مبلغ 68.7 مليون شيكل لمرافقة المؤسسات التعليمية التي تُدرس المنهاج الإسرائيلي. وسيتم تخصيص 57.4 مليون شيكل للتنمية العمرانية للمدارس التي اختارت المنهاج الإسرائيلي، و67 مليون شيكل لاستئجار مباني لهذه المدارس، و15 مليون شيكل لتدريس اللغة العبرية. إضافة إلى ذلك، سيتم تخصيص 206 مليون شيكل للتعليم غير الرسمي و15 مليون شيكل للتعليم التكنولوجي. وجاء في الخطة "أن الهيمنة الكاملة تقريبا للتعليم وفقا للمنهج الفلسطيني يؤدي إلى عدم القدرة على الاندماج في الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية، ونتيجة لذلك، إلى عدم القدرة على الاندماج في سوق العمل".
ويعارض المسؤولون الفلسطينيون في القدس، بما في ذلك لجان أولياء الأمور، هذه الخطة ويحتجون على الضغط على المدارس للتحول إلى المنهاج الإسرائيلي. ووفقا لهم، تسعى إسرائيل لمحو الهوية الفلسطينية للطلاب.
كما وافقت الحكومة على تخصيص 350 مليون شيكل لتطوير حوض المدينة القديمة. وتشمل الخطة تشجيع إحياء المناسبات اليهودية في البلدة القديمة وجبل الزيتون والمناطق المجاورة، وزيادة النظافة والصيانة، وتطوير الأماكن العامة وتطوير الأعمال، ومواصلة مشروع تجديد المقبرة اليهودية في جبل الزيتون.
وكجزء من الخطة، ستقوم وزارة الصحة بتحويل الأموال إلى الصناديق الصحية لفتح عيادات في القدس الشرقية. ويتم حاليا تشغيل معظم العيادات في الأحياء الفلسطينية من قبل مقاولين خارجيين من الصناديق الصحية، وليس من صناديق المرضى نفسها. إضافة إلى ذلك، ستخصص وزارتا القضاء والمالية 50 مليون شاقل لتسجيل الأراضي في القدس الشرقية، التي تم تجميدها منذ عام 1967. ونتيجة للتجميد، تعرضت الأحياء في القدس الشرقية إلى فوضى تخطيطية والعديد من المشاكل الاقتصادية. كما وافقت الحكومة على خطة لمضاعفة عدد الفلسطينيين الذين يدخلون المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، بالإضافة إلى التدريب المهني وتشجيع النساء الفلسطينيات في المدينة على الخروج للعمل.
وكما في خطة تحسين النظافة في القدس الشرقية التي تمت الموافقة عليها قبل عام، لا تشمل خطة الحكومة الجديدة الأحياء التي تقع وراء الجدار الفاصل رغم اعتبارها تابعة لمنطقة نفوذ القدس. وكان الوزير زئيف الكين، الذي يروج للخطة الحكومية وتنسيقها في وزارة شؤون القدس، قد سعى منذ حوالي ستة أشهر لفصل هذه الأحياء عن القدس. ولم يتم تنفيذ هذه الخطة بعد.
بالإضافة إلى ذلك، وافقت الحكومة على تحويل 47 مليون شيكل لمشروع التنقيب الأثري في حي سلوان. وجاء في مقدمة القرار أنه "يهدف إلى مواصلة كشف ودراسة وتطوير مواقع الآثار في القدس القديمة، من خلال نشاط حكومي مستمر ومتواصل، من شأنه تمكين وتأكيد مكانة القدس كعاصمة قديمة للملك داود وعاصمة إسرائيل الحديثة". وانتقدت جمعية "عيمق شافيه" (مرج متساوي) القرار. وقال عالم الآثار يونى مزراحي، من الجمعية: "من المؤسف أن نرى الاستخدام السياسي الصارخ للحكومة للحفريات الأثرية في سلوان. المبالغ الموعودة لم يسبق لها مثيل في الحفريات الأثرية في مكان واحد وفي فترة زمنية قصيرة. هذا كله يدل على أن ما يشغل الحكومة هو ليس دراسة الماضي وإنما تعزيز جمعية العاد والمستوطنين".
مقالات
خطة أسرلة القدس الشرقية: الأمن لم يعد في المقدمة
يكتب نير حسون في "هآرتس"، أن الحكومة دأبت في كل "يوم القدس" في السنوات الأخيرة على المصادقة على خطط وميزانيات "للعاصمة". ومن يفحص تلك الخطط عن كثب، سيفهم أن الحكومة الإسرائيلية تمر بتحول فيما يتعلق بالقدس الشرقية. على سبيل المثال، كانت الخطة، التي تمت الموافقة عليها في عام 2014، تسمى "برنامج لتعزيز الأمن الشخصي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية". وكتب في الخطة أن هدفها الرئيسي هو الحد من العنف عن طريق زيادة تطبيق والحد من الفجوات في البنية التحتية والعمالة والتعليم والرعاية. وساد التفكير حينئذ بأنه يجب تحسين الظروف المعيشية في القدس الشرقية للمساهمة في الأمن، وليس لأن هذا هدف مهم. ولكن في الخطة التي تمت الموافقة عليها أمس (الأحد)، لا يوجد أي ذكر لهذا التصور، الذي استعيض عنه بفكرة أن الحكومة يجب أن تتصرف بكل قوتها من أجل أسرلة (إضفاء الطابع الإسرائيلي) القدس الشرقية.
على مدار عقود، تعاملت السلطات الإسرائيلية مع القدس الشرقية كمنطقة مختلفة عن بقية البلاد. فجميع الخدمات تقريباً، بما في ذلك الصحة والتعليم والنقل، تعمل في الأحياء الفلسطينية بواسطة مقاولين ثانويين. وينبع هذا الموقف من التوفير في الميزانية، واستعباد الأنظمة المدنية للاحتياجات الأمنية، والضعف السياسي لسكان القدس الشرقية، والشعور بأن القدس الشرقية هي على أي حال ليست سوى وديعة مؤقتة في أيدي إسرائيل، لذلك ليس من الضرورة أن نستثمر فيها.
لقد بدأ التغيير من القاع، من جهة السكان الفلسطينيين. بعد إغلاق الجدار الفاصل قبل أكثر من عقد، اضطر سكان القدس الشرقية إلى الانعطاف غربا والبحث عن مستقبلهم بين اليهود. وعندها جاء الطلب على مناهج الدراسة الإسرائيلية، وأماكن العمل الإسرائيلية، ودراسة اللغة العبرية. بعد بضع سنوات، تبنت بلدية القدس ووزارة التربية والتعليم ووزارة شؤون القدس هذه العملية. والخطة التي تمت الموافقة عليها أمس هي محاولة لاحتضان سكان القدس الشرقية بشكل كبير وإدخالهم إلى النظام الإسرائيلي.
الخط متعدد المواصلات لوزارة المواصلات سيبدأ سريانه أيضا على حافلات القدس الشرقية، وسيتم تسجيل الأراضي في السجل العقاري الإسرائيلي، وسيصل مراقبو امتحانات شهادة الثانوية العامة الإسرائيليين إلى المدارس في القدس الشرقية، وغير ذلك. وفي هذا الصدد، ينبغي تهنئة الحكومة التي فهمت بعد 51 سنة أنه من المستحيل ضم أراضي القدس الشرقية فقط وتجاهل السكان الذين يعيشون هناك.
ولكن يجب أن نضيف هنا تحفظين مهمين للغاية. الأول هو أن الخطة تتجاهل بالكامل حوالي 100.000 فلسطيني يعيشون في أحياء خارج الجدار الفاصل. هم أيضا مقدسيون وهم جزء من دولة إسرائيل. إن تجاهل احتياجاتهم لم يأت من قبيل الصدفة. فهو جزء من فكرة تدور تدريجيا لفصلهم عن القدس. في هذه الأثناء، فإن الخطة المتعلقة بهذه المسألة والتي سعى الوزير زئيف الكين إلى الترويج لها، لا تزال عالقة، لكن لا شك في أن فكرة جديدة ستظهر قريباً. هذا التجاهل لن يؤدي إلا إلى تفاقم مشاكل الأحياء المجاورة للجدار والتوتر العام في القدس الشرقية.
التحفظ الثاني والأكثر أهمية، هو أنه مع كل الاحترام الواجب لعملية الأسرلة واستثمار الملايين، فإن مشكلة القدس الشرقية هي مشكلة سياسية في المقام الأول. حتى واضعي الخطة يدركون ذلك. فقد كتبوا في تفسيرهم للخطة أن " الغالبية العظمى من سكان القدس الشرقية تتمتع بوضع "السكان الدائمين" وليس المواطنين، وهذا له تأثير كبير على تصور القدس الشرقية للمؤسسة والمجتمع الإسرائيلي من جهة، والانتماء الثقافي والسياسي للسلطة الفلسطينية من ناحية أخرى".
أهم شيء يجب معرفته عن القدس هو أن سكان القدس الشرقية ليسوا مواطنين في دولة إسرائيل. إنهم 40٪ من سكان "العاصمة" وليس لهم حق التصويت للبرلمان الإسرائيلي الذي يؤثر على حياتهم. هذه الحقيقة هي السقف الخرساني المصبوب فوق كل الخطط الرامية إلى سد الفجوات وحل مشاكل القدس الشرقية. طالما كانت دولة إسرائيل غير مستعدة لتوطين 330،000 فلسطيني يعيشون في القدس الشرقية، لن يتم سد الفجوات بين جزأي المدينة ولن يتم حل مشكلة القدس.
تشير البيانات إلى أن دولة إسرائيل لا تفكر في إضفاء الطابع المدني على الفلسطينيين في عاصمتها. في هذا العام، حصل 153 فلسطينيا فقط من القدس على الجنسية الإسرائيلية، علما أن بعضهم طلب ذلك قبل سبع سنوات. ومع ذلك، فإن أهمية المواطنة لسكان القدس الشرقية تعني التنازل النهائي والمطلق عن أي حل سياسي ومرحلة أولى على طريق الدولة ثنائية القومية. هذه الحقيقة البسيطة لا يقولها أحد.
يوم انتصار القدس
يكتب سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة، رون فروشوار، في "يسرائيل هيوم" أن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، عاصمة إسرائيل، هو تحقيق لحلم الكثير من اليهود، بغض النظر عن مواقفهم السياسية، وله آثار تاريخية وسياسية يمكن أن تؤثر على المنطقة بأكملها.
طوال سبعين سنة، سمعنا أعذارًا من العديد من الدول، خاصةً أكبر صديقة لنا، حول "عدم توفر التوقيت المناسب" لنقل سفاراتهم إلى القدس، وسمعنا مرارًا وتكرارًا لماذا لا يمكن أن يحدث مثل هذا التحرك طالما استمر الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
منذ عام 95 صادق الكونجرس الأمريكي على قانون يقضي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ولكن جميع الرؤساء حرصوا منذ ذلك الوقت على الاستفادة من الثغرة التي يتيحها لهم القانون، وتأجيل تنفيذ القرار مرة كل ستة أشهر. ثم جاء دونالد ترامب. رئيس جديد، رجل من الخارج يريد التفكير خارج الصندوق. ترامب هو سياسي غير عادي بعض الشيء، يذكرنا بأن الوفاء بالوعود هو خيار للسياسيين أيضا. عندما وعد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة إلى القدس، كان يعتزم تنفيذ كلمته. وقبل ستة أشهر، عندما أعلن الرئيس قراره، استيقظ المتشائمون من سباتهم. وأعلن الفلسطينيون ثلاثة أيام من الغضب وكان هناك من حذروا من أن الشرق الأوسط سيحترق. لكنه يعلم كل طالب سنة أولى في الجامعة أنه حتى صدور هذا القرار كان الشرق الأوسط منطقة هادئة، وقضى الفلسطينيون بقية أيام السنة، بالتأمل واليوغا.
تبث الخطوة الأمريكية للفلسطينيين بأن الوقت لا يلعب بالضرورة لصالحهم، كما أن رفضهم المستمر لإجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل يمكن أن يكون ضارًا لهم. صمت الدول العربية ليس من قبيل الصدفة ويشير إلى إمكانية وجود عملية إقليمية أوسع في الأشهر المقبلة. وفي الوقت نفسه، تمضي دول أخرى خلف الولايات المتحدة وتنقل سفاراتها إلى القدس. والواقع هو أن الفلسطينيين سيبقون في المؤخرة، وإذا لم يعودوا إلى طاولة المفاوضات، فقد يظلون بدون حلفاء.
فتح السفارة اليوم يعطي الأمل. الأمل في انتصار الحقيقة التاريخية على الخداع التاريخي، الأمل في انتصار الرؤية والإيمان بالرغبة في البقاء في المكان، والأمل في انتصار من يقولون "نعم" على أولئك الذين يقولون "لا".

التعليـــقات