رئيس التحرير: طلعت علوي

الصين لأمريكا: لا نهاب الحرب التجارية .. سنذهب حتى النهاية مهما كان الثمن

السبت | 07/04/2018 - 08:07 صباحاً
الصين لأمريكا: لا نهاب الحرب التجارية .. سنذهب حتى النهاية مهما كان الثمن


   

يبدو أن الصين باتت مستعدة لدفع "أي ثمن" في الحرب التجارية التي تخوض غمارها الآن مع الولايات المتحدة، وذلك بعد أن حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من أنه يدرس فرض رسوم جمركية إضافية على سلع بقيمة 100 مليار دولار.
وبحسب "الفرنسية"، قالت وزارة التجارة الصينية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني: "إذا تجاهل الجانب الأمريكي معارضة من الصين والمجتمع الدولي وأصر على تطبيق الأحادية والحمائية التجارية، فإن الجانب الصيني سيذهب حتى النهاية بأي ثمن .. لا نريد حربا تجارية، لكننا لسنا خائفين من خوض حرب".


ونشرت الولايات المتحدة الثلاثاء الماضي قائمة بسلع بقيمة 50 مليار دولار من الواردات الصينية التي تواجه فرض رسوم جمركية أمريكية، ردا على ما تقول إنه سرقة لحقوق الملكية الفكرية والتكنولوجية من قبل الصين.
وردت الصين الأربعاء باقتراح فرض رسوم على وارداتها الأمريكية من فول الصويا، والسيارات والطائرات الصغيرة، التي وصلت قيمتها إلى ثلاثة مليارات دولار العام الماضي.
وهدد ترمب الخميس بفرض رسوم جمركية إضافية على سلع مستوردة من بكين بقيمة 100 مليار دولار، في آخر حلقة من الخلاف التجاري المتصاعد، مضيفا في بيان: "عوضا عن معالجة سوء تصرفها، اختارت الصين أن تؤذي المزارعين والمصنعين الأمريكيين".


وفي خطابه، أوضح ترمب أنه "في ضوء رد الصين غير العادل وجه تعليمات لمسؤولي التجارة للنظر فيما إذا كانت الرسوم الإضافية على ما قيمته مائة مليار دولار ستكون مناسبة"، مؤكدا أنه ما زال منفتحا على إجراء محادثات من أجل التوصل إلى "تجارة حرة ونزيهة وتبادلية".
وقدّمت بكين شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد خطة واشنطن فرض رسوم جمركية على سلع بقيمة 50 مليار دولار تستوردها الولايات المتحدة من الصين.


وبحسب النص الذي نشرته منظمة التجارة، طلب وفد الصين إجراء "مشاورات" مع واشنطن "فيما يتعلق بالرسوم المقترحة وإجراءات ستطبّقها الولايات المتحدة على بضائع معينة في مختلف القطاعات ومنها الآلات والإلكترونيات المصنّعة في الصين، ويعتبر طلب إجراء مشاورات خطوة أولى على طريق رفع شكوى قضائية شاملة لدى هيئة فض النزاعات في المنظمة.
وإذا رفضت الولايات المتحدة الطلب الصيني، فيرجح عندها أن تعمد بكين إلى التقدم به للمرة الثانية، وهي خطوة كفيلة بتحويل الملف تلقائيا إلى قضية تحكيم، لتبدأ بذلك أمام المحكمة الداخلية لمنظمة التجارة معركة قضائية طويلة بين أكبر اقتصادين في العالم.
ورغم أن أيا من هذه الرسوم الجمركية لم تدخل حيز التنفيذ بعد، لكن بكين وواشنطن يتبادلان حربا كلامية يمكن أن تؤدي إلى أضرار جماعية في الاقتصاد العالمي.


وأدى احتمال اندلاع حرب تجارية إلى إثارة قلق بالغ في الأسواق العالمية، وجعل رجال الأعمال غير قادرين على تحديد ما إذا كان التهديد حقيقيا.
وأدت الحلقة الجديدة من تهديدات ترمب إلى صدمة في عالم الأعمال، إذ فتح مؤشر "داو جونز" الصناعي بانخفاض قدره أكثر من 400 نقطة.
وهذا الخلاف، وهو ظاهريا بسبب اتهام الصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية والتكنولوجية الأمريكية، يعد واجهة واحدة فقط للصراع التجاري الجاري.


وهيمنت الولايات المتحدة معظم القرن الماضي على الاقتصاد العالمي، لكن هذا النزاع نشب مع الصين التي يبلغ سكانها نحو 1.4 مليار نسمة وبدأت تتحدى الهيمنة الأمريكية.
ولدى الصين النظير الاقتصادي لقنبلة نووية، إذ تحتفظ بما يعادل أكثر من تريليون دولار من الدين الأمريكي، والمطالبة بجزء من هذا الدين قد تؤدي إلى تفكيك أسواق السندات ورفع تكلفة الاقتراض الأمريكية بشكل صارخ.
وردد ترمب مرارا أثناء حملته الانتخابية أنه سيكون قاسيا مع الصين، لكن إعلان الخميس قوبل برعب خفي في بعض الدوائر، حتى في أروقة حزبه الجمهوري.


وأوضح بن ساس السناتور الجمهوري "آمل أن يكون الرئيس ينفس عن غضبه مجددا، لكن إذا كان حتى نصف جاد، فإن ذلك سيكون جنونا.. والصين مذنبة بأشياء عديدة، لكن الرئيس ليس لديه خطة واقعية للفوز في الوقت الراهن.. إنه يهدد بإشعال النار في الزراعة الأمريكية.. ودعونا نرد على السلوك الصيني السيئ لكن بخطة تعاقبهم هم وليس نحن.. هذا أغبى طريق ممكن لفعل ذلك".
وعلى صعيد التفاعلات الأوروبية، يخشى اتحاد المزارعين الألمان من أن يؤثر النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين في القطاع الزراعي في ألمانيا أيضا.

 

«الاقتصادية» من الرياض

التعليـــقات