سيطرت شهادة جيروم باول رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أمام الكونجرس الأمريكي على أهم أحداث الأسواق العالمية أمس.
وتفاعلت الأسواق كافة مع الظهور الأول لرئيس الاحتياطي الفيدرالي الجديد، حيث هبطت أسواق الأسهم وصعد الدولار والعائد على السندات الحكومية.
وتراجعت أغلب أسواق المال الآسيوية على خلفية خسائر الأسهم الأمريكية في تعاملات "وول ستريت" بعد تصريحات باول، التي جددت المخاوف بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.
وبحسب "الألمانية"، فقد اعتبر محللون أن تصريحات باول خلال إدلائه بأول شهادة بعد توليه منصبه أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب الأمريكي أمس إشارة إلى رغبته في زيادة أسعار الفائدة أكثر من ثلاث مرات خلال العام الحالي.
ووصف باول التضخم في شهادته بأنه منخفض ومستقر، لكنه لا يزال دون هدف البنك البالغ 2 في المائة، متوقعاً وصوله إلى المستهدف على المدى الطويل.
وفي السياق نفسه، دعا ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الألماني "بونسبنك" بإنهاء برنامج التيسير الكمي خلال هذا العام وإزالة الغموض عن أسعار الفائدة.
كما أظهرت بيانات اقتصادية نشرت في الصين تراجع مؤشر مديري المشتريات في قطاع التصنيع الصيني خلال شباط (فبراير) الماضي إلى أقل مستوى له منذ 19 شهرا.
وفي بورصة سيدني الأسترالية، تراجعت الأسهم لتنهي خمسة أيام من المكاسب المتواصلة، في أعقاب الأداء الضعيف للأسهم الأمريكية، وقد هبط مؤشر "إس آند بي/أيه.إس.إكس" بمقدار 21.60 نقطة أي بنسبة 0.36 في المائة إلى 6035.30 نقطة، بعد تراجعه في تعاملات الصباح إلى 6026.70 نقطة، في حين ارتفع المؤشر الأوسع نطاقا "أول أوريناريز" بمقدار 22.50 نقطة أي بنسبة 0.37 في المائة إلى 6136.80 نقطة.
وفي قطاع التعدين، ارتفع سهما شركتي "بي.إتش.بي بيليتون" و"فورتسكو ميتالز" بأكثر من 1 في المائة بفضل ارتفاع أسعار خام الحديد، في حين تراجع سهم "ريو تينتو" بنسبة 1 في المائة.
كما تراجعت أسهم شركات تعدين الذهب، حيث تراجع "إيفليوشن مايننج" بنسبة 0.5 في المائة، وهبط سهم شركة "نيوكريست" بأكثر من 2 في المائة.
وتراجعت أغلب أسهم البنوك الأربعة الكبرى في أستراليا، ففي حين ارتفع سهم "إيه.إن.زد بانكنج" بنسبة 0.3 في المائة، في حين تراجعت أسهم "ناشيونال أستراليا بنك"و"ويستباك" و"كومنولث بنك" بما يتراوح بين 0.3 و0.5 في المائة.
وارتفعت شركات النفط رغم تراجع أسعار الخام، وزاد سهما شركتي "أويل سيرش" و"وود سايد بتروليوم" بأكثر من 1 في المائة، في حين ارتفع سهم شركة "سانتوس" بنحو 1 في المائة.
وفي اليابان، تراجعت أسعار الأسهم في أواخر التعاملات على خلفية خسائر الأسهم الأمريكية، وهبط مؤشر نيكي القياسي بمقدار 119.61 نقطة أي بنسبة 0.53 في المائة إلى 22270.25 نقطة، بعد تراجعه في وقت سابق من التعاملات عند 22244.16 نقطة، وكانت الأسهم اليابانية قد ارتفعت الثلاثاء بأكثر من نقطة مئوية.
وارتفعت أغلب أسهم الشركات المعتمدة على التصدير، على خلفية تراجع الين أمام الدولار، حيث ارتفع سهما "كانون" و"سوني" بنحو 1 في المائة، في حين ارتفع "باناسونيك" بنسبة 0.2 في المائة، وتراجع سهم "ميتسوبيشي إلكتريك" بأكثر من 1 في المائة، وتراجع سهم "سوفت بنك" بأكثر من 1 في المائة.
ومن بين شركات السيارات، تراجع سهم "تويوتا" لصناعة السيارات بنسبة 0.5 في المائة، في حين تراجع سهم منافستها "هوندا" بأكثر من 6 في المائة خلال التعاملات، وهبط سهم "ياهو اليابان" لخدمات الإنترنت بأكثر من 6 في المائة، بعد إعلان شركة "ألتابا" ثاني أكبر مساهم في الشركة اعتزامها بيع حصتها فيها.
وفي القطاع المصرفي، تراجع سهما "ميتسوبيشي يو.إف.جيه فاينانشيال جروب" و"سوميتومو ميتسوي فاينانشيال جروب" بأكثر من 1 في المائة، وفي قطاع النفط تراجع سهم شركة "إنبكس" بنحو 4 في المائة تقريبا، في حين تراجع سهم "جابان بتروليوم إكسبلوريشن" بأكثر من 4 في المائة، بعد تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وفي باقي الأسواق الآسيوية، تراجعت بورصات شنجهاي وكوريا الجنوبية وهونج كونج وإندونيسيا وماليزيا، في حين ارتفعت بورصتا نيوزيلندا وسنغافورة، وأغلقت بورصة تايوان أبوابها بسبب عطلة رسمية.
من جهة أخرى، انخفضت مؤشرات الأسهم الأوروبية أمس، بعدما فشلت سلسلة جديدة من نتائج الشركات في تغيير الاتجاه السلبي لبورصة وول ستريت بفعل المخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة أسرع من المتوقعة.
وكان المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضا 0.4 في المائة مع هبوط معظم البورصات والقطاعات في أنحاء أوروبا، وسجل سهم بيوميريو الفرنسية أسوأ أداء على المؤشر بعد نشر نتائج سنوية مخيبة للآمال وهبط بنحو 9 في المائة.
وفي القطاع ذاته، خسر سهم باير الألمانية لصناعة الأدوية 3.3 في المائة، حيث تراجعت الأرباح بفعل تخفيضات لموزعي منتجات حماية الحاصلات الزراعية في البرازيل.
وقالت الشركة إنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لإتمام الاستحواذ المزمع على مونسانتو الأمريكية العملاقة المتخصصة في البذور.
وانخفض مؤشر "ستوكس 600" بنحو 0.2 في المائة إلى 381.5 نقطة، كما تراجع مؤشر "فوتسي" البريطاني عند 7263.1 نقطة بنسبة 0.3 في المائة.
أما مؤشر "داكس" الألماني فهبط إلى 12453.5 نقطة بنحو 0.3 في المائة، بينما انخفض "كاك" الفرنسي عند 5330.4 نقطة بنسبة 0.3 في المائة.
من جهة أخرى، ارتفعت المؤشرات الرئيسة للأسهم الأمريكية في بداية جلسة التداول ببورصة وول ستريت أمس، بعد بيانات أظهرت أن نمو الاقتصاد الأمريكي في الربع الأخير من العام الماضي تباطأ بشكل طفيف عما كان متوقعا، وهو ما يضعف الحجج المدافعة عن زيادات أسرع في أسعار الفائدة. وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 98.48 نقطة، أو 0.39 في المائة، إلى 25508.51 نقطة، بينما ارتفع المؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقا 12.71 نقطة، أو 0.46 في المائة، إلى 2756.99 نقطة، وقفز المؤشر ناسداك المجمع 41.00 نقطة، أو 0.56 في المائة، إلى 7371.36 نقطة.
«الاقتصادية» من الرياض