رئيس التحرير: طلعت علوي

«العملات الرقمية».. مخاوف وآمال وانقسام عالمي

الأربعاء | 28/02/2018 - 01:38 مساءاً
«العملات الرقمية».. مخاوف وآمال وانقسام عالمي


ناقش ممثلون عن الهيئات الرقابية والبنوك المركزية والأطراف الفاعلة في سوق العملات الرقمية في بروكسل التوجهات بعيدة المدى للعملات الرقمية، ومعرفة ما إذا كان الإطار القانوني الحالي كافيا.

يبدو الخلاف العالمي بين صانعي القرارات وأبرز المؤسسات المالية حول العالم على أشده بشأن العملات الافتراضية حسبما ظهر في قمة بروكسل لمناقشة مستقبل العملات الرقمية.
وبينما يصفها خبراء بالأكذوبة، يرى آخرون أنها تمثل مستقبل التعامل المالي عالميا، فيما ترى الأغلبية أنها تحتاج إلى قواعد تنظيمية أكثر وعدم تسرع لاعتمادها بشكل كلي.

وفي سوق تدور قيمتها الإجمالية حول 500 مليار دولار، فإن المخاطر تبدو جمة على الاقتصاد العالمي في حال انهيار العملات الرقمية الكامل.
كما أن الغموض المحيط بتلك العملات، وتذبذباتها العنيفة نتيجة المضاربات، تدفع الكثير من الحكومات إلى الحذر منها.

وناقش ممثلون عن الهيئات الرقابية والبنوك المركزية والأطراف الفاعلة في سوق العملات الرقمية في بروكسل التوجهات بعيدة المدى للعملات الرقمية، ومعرفة ما إذا كان الإطار القانوني الحالي كافيا.


وكانت العملات الرقمية، وعلى رأسها «بيتكوين»، قد شهدت ذروة تألقها حتى ديسمبر الماضي، حين تخطى سعر العملة 19 ألف دولار، صعودا من مستوى ألف دولار في مطلع العام الماضي.
وقالت أدينا فريدمان، رئيسة بورصة ناسداك الأميركية إن العملات الافتراضية التي باتت محط اهتمام كثيرين حول العالم «لا تخضع لأي قانون أو منطق طبيعي في ارتفاعها أو تراجع أسعارها»، متوقعة أن تأخذ الأسواق الأميركية موقفا معارضا وتبدأ بالضغط على المشرعين لتشديد الرقابة على تداولها.

فشلت كعملة.. مهمة كتكنولوجيا

قال محافظ بنك إنجلترا مارك كارني إن البيتكوين فشلت كعملة وفقا للمؤشرات المعيارية، وإنها ليست مخزنا للقيمة أو وسيلة مفيدة لشراء الأشياء.

لكن كارني أقر في الوقت ذاته أن التكنولوجيا التي تستند إليها العملة الرقمية الأشهر في العالم قد تكون مفيدة كوسيلة للتحقق من الصفقات المالية بطريقة غير مركزية.

أما فريتس تسوربروغ نائب رئيس المركزي السويسري فذكر أن إصدار عملة افتراضية من شأنه أن يصعب أمورا من بينها مهمة مراعاة الاستقرار المالي، معربا عن اعتقاده بأن العملة الرقمية المتداولة لاتزال تتحرك في نطاق ضيق، وقال إنها غير مقبولة على نطاق واسع كوسيلة دفع، وقلما يمكن أن تخدم كوحدة حساب.

خطر على الصناعة المصرفية

لكن بعيدا عن الحذر المؤسسي، وفي تقرير يستشعر خطورتها على المصرفية العالمية، اعترف بنك «أوف أميركا»، الذي يعد واحدا من أكبر المؤسسات المالية في العالم، وللمرة الأولى، أن العملات الرقمية مثل البيتكوين وغيرها تمثل تهديدا كبيرا لأعماله بشكل خاص وللبنوك بشكل عام، وكشف للهيئات التنظيمية بالولايات المتحدة أنه قد يكون «غير قادر» على التنافس مع الاستخدام المتزايد للعملات الرقمية.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها البنك بالعملات الافتراضية كـ «عامل خطر»، ويأتي هذا عقب تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي بأن هناك حالة هوس بالمضاربة في العملات الرقمية والتي وصفها بالخطيرة.

جوانب إيجابية

لكن مؤسسات كبرى ترى أن هناك جانبا مضيئا، حيث كشف تقرير صادر عن البنك الدولي أن العملات الرقمية يمكن أن تحدث تحولا جوهريا في طرق سداد المدفوعات وممارسة أنشطة الأعمال، موضحا أنه يمكن استحداثها كوسيلة لمكافحة الفساد.

ومع أن معظم العملات الرقمية تكون هوية مستخدميها مجهولة، وتستخدم فحسب شفرة لتحديد هوية المستخدم، فإنها من الممكن أن تشتمل على معلومات شخصية مثل رقم الهوية الخاص، وأن تجعل العملة الرقمية غير مجهولة.

وحسب تقرير البنك، فإنه يمكن استخدام العملة الرقمية على نحو أوسع، حيث تستطيع الحكومة أو المؤسسة الإنمائية استخدام عملة رقمية قائمة غير مجهولة الهوية، أو ابتكار عملة خاصة بها وإعطاءها اسما مثل «العملة النظيفة»، وقد تتحدد قيمة العملة الرقمية بعوامل السوق، ومن المستحب أن تكون مربوطة بعملة نقدية لتقليل التقلبات.

© Al Anba 2018

التعليـــقات