رئيس التحرير: طلعت علوي

محادثات «نافتا» جديدة تمهد الطريق أمام حل الخلافات مع الولايات المتحدة

الإثنين | 26/02/2018 - 08:01 صباحاً
محادثات «نافتا» جديدة تمهد الطريق أمام حل الخلافات مع الولايات المتحدة


   
تسارع المكسيك وكندا الخطى للانتهاء من إعادة صياغة الفصول الأقل إثارة للخلاف مع الولايات المتحدة في اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا"، وذلك خلال محادثات جديدة بدأت أمس على أمل تمهيد الطريق لحل المشكلات الأصعب.
وفيما تأمل المكسيك في البناء على الجولة السابقة من المحادثات التي استضافتها مونتريال، طرحت كندا ما وصفته بحلول "خلاقة" للمطالب الأمريكية.


وخلال ستة أشهر، أحرز المفاوضون تقدما على صعيد التفاصيل الفنية لاتفاق "نافتا" معدل، لكنهم لم يحققوا تقدما يذكر فيما يتعلق بالمطالب الأكثر تشددا التي تقدمت بها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وبحسب "رويترز"، فإن المسؤولين يستبعدون إزالة العقبات الرئيسية التي وضعها البيت الأبيض في أحدث جولة محادثات في مكسيكو سيتي، التي تتعلق بمجموعة من المطالب من بينها إجراء تغييرات كبيرة في القواعد المنظمة لصناعة السيارات، وآليات فض النزاعات، وفرض بند قد ينهي "نافتا" تلقائيا بعد خمس سنوات.


لكن إذا تمكنت أطقم التفاوض الثلاثة من تسوية الخلافات المتبقية في جوانب تتسم بقدر أكبر من التوافق، فإن المسؤولين يأملون في أن القادة السياسيين سيركزون على التوصل إلى حلول وسط للمقترحات الأمريكية الأصعب.
ويعتقد بوسكو دي لا فيجا رئيس المجلس الوطني الزراعي، وهو مجموعة ضغط، متحدثا عن المحادثات التي تستمر حتى الخامس من آذار (مارس)، أنه سيتم إحراز تقدم كبير في المسائل الفنية والعقبات الرئيسية المتعلقة بالقضايا الحرجة.


وفور التوصل إلى اتفاق على البنود الفنية، مثل الشركات المملوكة للدولة والحواجز أمام التجارة التقليدية والإلكترونية، فإن نحو 10 في المائة من الاتفاق المعدل ستترك في نهاية المطاف للقادة السياسيين للعمل عليها، بحسب تقديرات بوسكو دي لا فيجا.
وقال مسؤول مكسيكي، طالبا عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية المسألة، "سنجري مناقشات متعمقة بشأن مقترحات كندا"، وبالنسبة إلى مطالب الولايات المتحدة المرتفعة بشأن مكونات السيارات، فإن كندا تقترح تضمين نفقات الأعمال الهندسية والبحوث والتطوير وأعمال أخرى عالية القيمة في إجمالي التكلفة.
وبموجب "نافتا"، فإن 62.5 في المائة من صافي تكلفة سيارات الركوب أو الشاحنات الخفيفة يجب أن تأتي من منشأ داخل المنطقة لتفادي فرض رسوم، ويريد ترمب رفع هذا الحد إلى 85 في المائة.
وذكر مسؤول مكسيكي، أنه "لا يمكن أن تكون لديك مفاوضات ناجحة إذا لم يحدث تغيير في القواعد المتعلقة بالمنشأ.. لن تكون 85 في المائة.. لسنا متأكدين من الرقم الذي ستكون عليه".


فيما أوضح إيلديفونسو جواخاردو وزير الاقتصاد المكسيكي أن فريقه التفاوضي يهدف إلى تقديم مقترح بخصوص قواعد المنشأ، لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.
واعتبر مسؤول مطلع أن أي اتفاق نهائي سيتطلب التوصل إلى تفاهم بين ترمب ومسؤولي قطاع صناعة السيارات في الولايات المتحدة المختصين بمنطقة "نافتا".
وستجري مناقشة قواعد المنشأ خلال أول ثلاثة أيام من جولة المحادثات، وتقاوم صناعة السيارات في أمريكا الشمالية حتى الآن مطالب ترمب قائلة "إنها تضر بالمنافسة وبسلاسل الإمداد في المنطقة".
وفي منتصف الشهر الحالي، أعلن فرانسوا شامباني وزير التجارة الكندي أن الحكومة تخطط لبدء محادثات للتجارة الحرة مع تكتل ميركوسور الذي يضم أربع دول في أمريكا الجنوبية، بينما تحيط شكوك متزايدة بمستقبل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية.


وترسل كندا نحو 75 من صادراتها السلعية إلى الولايات المتحدة وتبحث الآن عن أسواق جديدة لتقليل الاعتماد على جارتها الجنوبية، وقال جوزيف بيكريل المتحدث باسم شامباني "إن إجمالي حجم التجارة الثنائية بين كندا وميركوسور يبلغ ثمانية مليارات دولار كندي "6.38 مليار دولار أمريكي" فقط سنويا.
وبلغ حجم التجارة مع كتلة تحالف الباسفيك، التي تضم المكسيك وكولومبيا وبيرو وتشيلي وكلها دول لها اتفاقيات للتجارة الحرة مع كندا، 48 مليار دولار كندي سنويا. وهذا مبلغ قزم مقارنة بحجم التجارة الثنائية بين كندا والولايات المتحدة الذي بلغ العام الماضي 780 مليار دولار كندي، وفقا لبيانات هيئة الإحصاءات الكندية.

 

«الاقتصادية» من الرياض

التعليـــقات