رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 8 كانون الثاني 2018

الإثنين | 08/01/2018 - 09:23 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 8 كانون الثاني 2018

 

نتنياهو استقبل وزيرة الخارجية النرويجية بشكل متزامن مع منع دخول مواطنة من بلدها!
تكتب صحيفة "هآرتس" ان سلطة السكان والهجرة في اسرائيل، منعت امس الاحد، دخول ناشطة كبيرة في فرع محلي لمنظمة مساعدات نرويجية تعمل في القدس الشرقية والسلطة الفلسطينية. وجاء قرار منع دخول الناشطة بعد اتهامها بالسعي للحصول على تأشيرات وهمية لمتطوعين شاركوا لاحقا في أنشطة أخرى في إسرائيل - بعضها سياسي. وتم اتخاذ القرار في خضم اول زيارة تقوم بها وزيرة خارجية النرويج، اينا اريكسون سورييدا الى اسرائيل.
وعلمت "هآرتس" ان الناشطة تواجدت في اسرائيل طوال عدة سنوات، وصباح امس، عادت الى البلاد من عطلة قصيرة امضتها في الخارج فتم منع دخولها. وقالت المتحدثة بلسان سلطة الاسكان والهجرة في وزارة الداخلية، سابين حداد، ان الناشطة "تواجدت هنا وفقا لتصريح عمل ومكوث، لكنه تم رفض السماح بعودتها لأنها استغلت منصبها لإصدار تأشيرات وهمية لمن لا يسمح بدخوله وخلافا للنظم". ورفضت السفارة النرويجية في اسرائيل التعقيب علانية على الأمر.
وكانت وزيرة خارجية النرويج، سورييدا، قد اجتمعت برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ونائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي، في الوقت الذي منعت فيه الناشطة النرويجية من دخول البلاد. وقالت حوطوبيلي ان اللقاء تناول القضايا السياسية، خاصة التوطيد الايراني في سوريا، والاهمية التي توليها اسرائيل لتغيير الاتفاق النووي. وحسب البيان فقد نوقشت ايضا القضية الفلسطينية في ضوء اعلان ترامب بشأن القدس.
بعد ذلك التقت وزيرة الخارجية رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، الذي شكر حكومتها على عملها ضد اللاسامية، وقال انه طرأ، خلال السنوات الأخيرة، تحسن في مكافحة اللاسامية. كما شكر الحكومة النرويجية على عملها ضد حركة المقاطعة –BDS التي اتهمها بانها تقود الى الكراهية، وتقف ضد كل تعاون مشترك وكل حياة مشتركة، وتمنع التقدم. وشكرته وزيرة الخارجية وقالت له: "يهمني سماع انطباعاتكم بشأن العملية السلمية وما يحدث في المنطقة. نحن نؤمن انه يجب اجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين، فالحوار المباشر هو الذي يضمن امن الشعبين".
وستلتقي الوزيرة في رام الله، اليوم، مع مسؤولين فلسطينيين ومن ثم تغادر اسرائيل في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لزيارة الولايات المتحدة.
ميرتس تصادق على اجراء انتخابات تمهيدية لقيادة الحزب وقائمة الكنيست
كتبت صحيفة "هآرتس" ان مؤتمر ميرتس، صادق مساء امس الاحد، على اجراء انتخابات تمهيدية لقيادة الحزب وقائمة الكنيست. وبموجب النظام الجديد، الذى تمت الموافقة عليه بأغلبية 87 في المائة، فان مؤتمر الحزب المكون من 1000 عضو، والذي كان ينتخب رئيس الحركة وممثليها فيها الكنيست، سيفقد قوته. 
وسيبدأ في الايام القريبة القادمة، فتح باب التسجيل للعضوية في ميرتس، والذي سيستمر الى ما قبل شهر من الانتخابات الداخلية التي تقرر تبكير موعدها من 2019 الى 22 آذار القادم. ويمكن لكل عضو في الحزب أن يصوت ويتم انتخابه لقيادة الحزب. وسوف ينضم الأعضاء الجدد إلى 18 ألف عضو في الحزب حاليا. وبالإضافة إلى ذلك، وبناء على طلب النائب ايلان غيلؤون، سيتم وضع صناديق اقتراع في كل مدينة يعيش فيها 35 عضوا، وسيتم تخفيض النفقات القصوى لكل منافس.
وقالت رئيسة حركة ميرتس، زهافا غلؤون، بعد التصويت، انها تشعر بالاكتفاء لأن الحزب قرر السماح لمجموعات وللاعبين جدد بالانضمام الى صفوف اليسار. وقالت: "الانتصار في التصويت اليوم مهم لي بشكل خاص، ليس فقط بسبب استقالتي من اجله من الكنيست، وانما في الأساس، لأنني مقتنعة بأن هذا اليوم يشكل مفترقا تاريخيا لميرتس. هدفي القادم هو تحقيق عدد نواب مضاعف في الكنيست، والانتخابات التمهيدية ستكون سندا أساسيا لتحقيق ذلك".
من جهته رحب  غيلؤون بقرار تبكير موعد الانتخابات، وقال: "انوي قيادة ميرتس نحو طريق جديد وتحويلها الى حزب كبير، يشكل مسارا مركزيا لاستبدال سلطة نتنياهو".
ويعد قرار المؤتمر نقطة تحول خلال عام شهد صراعات داخلية على السلطة داخل الحزب. فبعد فترة طويلة من الصدام بين رئيسة الحزب زهافا غلؤون وعضو الكنيست إيلان غيلؤون حول نظام الانتخابات الداخلية، توصل الاثنان، بالاتفاق مع عضو البرلمان تمار زاندبرغ، الى تفاهم حول تغيير النظام الانتخابي.
وسينافس على رئاسة الحزب، حتى الان، ثلاثة اشخاص هم غلؤون وغيلؤون وابي دبوش، المرشح السابع في قائمة ميرتس. كما سينتخب الحزب، في وقت قريب من موعد انتخابات الكنيست، قائمة مرشحيه وفقا للطريقة الجديدة. وسيتم ضمان مقعد بين كل خمسة مرشحين لمرشح جديد لم يسبق انتخابه للكنيست.
قائمة "التنظيمات السوداء" الاسرائيلية تشمل تنيظما دافع عن ضحايا النازية
تكتب "هآرتس" ان قائمة التنظيمات التي سيمنع نشطاؤها من دخول البلاد بسبب دعمها لمقاطعة اسرائيل والتي نشرتها وزارة الشؤون الاستراتيجية، امس الاحد، تشمل تنظيما حاز على جائزة نوبل للسلام لقاء دفاعه عن ضحايا النازية اليهود. وقال الوزير جلعاد اردان، الذي اعدت وزارته القائمة، انه "ما كانت ستسمح أي دولة بدخول من يرغبون بدخولها من اجل المس بها". وحسب اقوال وزير الداخلية ارييه درعي، المسؤول عن تنفيذ اوامر منع الدخول، فان "هؤلاء الناس يحاولون استغلال القانون وضيافتنا لهم من اجل العمل ضد اسرائيل وتشويه اسمها. سأعمل ضد ذلك بكل الطرق".
وتشمل القائمة في الأساس، تنظيمات من اوروبا والولايات المتحدة، بالإضافة الى تنظيم من امريكا اللاتينية، وآخر من جنوب افريقيا، وتنظيم دولي. كما تضم القائمة المنظمة اليهودية الامريكية Jewish Voice for Peace. وعلمت "هآرتس" انه لم يطلب من وزارة الخارجية ابداء وجهة نظرها في القائمة، رغم انه قد تكون لها ابعاد دبلوماسية.
ولم يتم نشر اسماء النشطاء الممنوعين من الدخول. وقالت وزارة الشؤون الاستراتيجية انه "لا توجد قائمة كهذه، والاشخاص الذين سيمنع دخولهم هم رؤساء التنظيمات المذكورة والمركزيون فيها". مع ذلك علمت "هآرتس" من مكتب الوزير اردان ومن وزارة الداخلية انه سيتم تسليم اسماء اشخاص الى نقاط المراقبة الحدودية، وان هذه القائمة ستضم النشطاء المركزيين في التنظيمات المذكورة في القائمة، ومن بينهم اصحاب المناصب والموظفين او اعضاء الجمعية المسجلين وما اشبه.
وقالت الوزارة ان النشطاء الذين لم يتم تعريفهم على أنهم "جوهر المنظمة"، أو الذين لا تعرف عنهم الوزارة من المصادر العلنية، لن يتم اعتقالهم بالضرورة. ومع ذلك، أضافت وزارة الشؤون الاستراتيجية أنه "اذا كشف الاستجواب الروتيني الذي يجريه مراقبو الحدود عن الانتماء التنظيمي لطالب الدخول، سيتم فحص منع دخوله، وفقا للمعايير المنشورة على الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية، وسيتم منع دخول المجموعات والافراد الذين يستوفون هذه المعايير".
وقال المحامي حسن جبارين، من مركز "عدالة" ان "قائمة اسرائيل السوداء التي تمنع تنظيمات معينة من دخول البلاد بسبب معارضتها للاحتلال، تشبه القوائم السوداء في عهد الأبرتهايد في جنوب افريقيا، حيث اعد النظام هناك قوائم من اجل معاقبة ومنع دخول المعارضين للسياسة العنصرية. وبالإضافة الى المس بحرية التعبير لهؤلاء النشطاء السياسيين الدوليين، فان المنع سيقيد، بشكل خطير، حق مواطني اسرائيل والفلسطينيين في المناطق من التحالف مع غير المواطنين، خاصة في حقوق العمل ولم شمل العائلات وادارة علاقات ثقافية وسياسية معهم".
وفيما يلي قائمة التنظيمات التي تشملها القائمة.
من اوروبا:
AFPS (The Association France Palestine Solidarité), BDS France, BDS Italy, ECCP (The European Coordination of Committees and Associations for Palestine, FOA (Friends of Al-Aqsa), IPSC (Ireland Palestine Solidarity Campaign), Norge (The Palestine Committee of Norway), Palestinakomitee, PGS (Palestine Solidarity Association in Sweden), Palestinagrupperna i Sverige, PSC (Palestine Solidarity Campaign), War on Want, BDS Kampagne.
من الولايات المتحدة:
AFSC (American Friends Service Committee), AMP (American Muslims for Palestine) Code pink, JVP (Jewish Voice for Peace), NSJP (National Students for Justice in Palestine), USCPR (US Campaign for Palestinian Rights).
تنظيمات أخرى:
BDS Chile, BDS South Africa, BNC (BDS National Committee)
وكما يلاحظ، تضم هذه القائمة المنظمة الامريكية الكويكر  (The American Friends Service Committee) التي فازت في عام 1974 بجائزة نوبل للسلام لقاء دورها في انقاذ ومساعدة ضحايا النازية. كما تظهر منظمة "صوت يهودي للسلام"  (JVP - Jewish Voice for Peace)، وتنظيم آخر يرعاه رئيس حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين.
وردا على القرار الاسرائيلي، قالت كيري كنيدي، نائبة مدير منظمة البرامج الدولية: "ان لجنة خدمة الأصدقاء الأمريكية تدعم منذ اكثر من 100 عام حركات المقاومة، غير العنيفة، وانضمت إليها. وقد استجبنا للدعوة إلى منع الاستثمارات من جنوب أفريقيا خلال فترة الفصل العنصري، ولدعوة الفلسطينيين الى المقاطعة، ومنع الاستثمارات وفرض عقوبات، لأنهم يعانون من انتهاكات حقوق الإنسان على مدى عقود. وسوف نستمر في تعزيز السلام والعدالة في إسرائيل، في فلسطين المحتلة وفي جميع أنحاء العالم ". ووفقا لها فان دافع المنظمة هو "إيمان الكويكر بكرامة وقيمة كل شخص".
نتنياهو يلنمح لبينت: "تريد تفكيك الائتلاف، هيا نفعل ذلك"
كتبت صحيفة "هآرتس" ان وزير التعليم نفتالي بينت، تسبب امس الاحد، بفض اجتماع للجنة الوزارية لشؤون القانون، في اعقاب الانذار الذي وجهه الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ويطالب بينت بدفع قانون يخضع الكليات الناشطة في المستوطنات وجامعة مستوطنة اريئيل لمجلس التعليم العالي الاسرائيلي، ما يعني تطبيق القانون الاسرائيلي عليها. وقال بينت انه طالما لم يتم دفع هذا القانون فانه سيعرقل دفع قوانين اخرى ومنع انعقاد اللجنة الوزارية لشؤون القانون. وعلى خلفية هذا الانذار حدث صدام بين بينت ونتنياهو خلال اجتماع رؤساء قوائم الائتلاف، حيث هدد نتنياهو بحل الحكومة.
وحسب ما نشرته قناة الاخبار، مساء امس، فقد قال نتنياهو لبينت: "لماذا تتصرف هكذا؟ هذا يكسر الانضباط في الائتلاف!"، فرد بينت: "انا ادير الكتلة الأكثر انضباطا. نصل الى كل تصويت". ومن ثم قال بينت: "ليس لدينا شران هسخاليم وعزريوت (في اشارة الى شران هسيخل من الليكود وراحيل عزاريا من كلنا) منذ شهر أنتم تعيقون قانون جامعة اريئيل". ورد عليه نتنياهو: "لا يتم العمل هكذا. هذا خطير جدا! اذا شئتم الحل (حل الحكومة) فتعالوا نحلها".
يشار الى ان جامعة اريئيل ومؤسسات التعليم العالي الاخرى في المستوطنات تخضع لمجلس التعليم العالي الخاص بالمستوطنات. وسبق ان صادقت اللجنة الوزارية على مشروع قانون الغاء هذا المجلس واخضاع المؤسسات لمجلس التعليم العالي الاسرائيلي. كما صودق على مشروع القانون في القراءة التمهيدية في الكنيست، لكنه، منذ ذلك الوقت، لا يجري دفعه في لجنة الكنيست بسبب خلاف بين رئيس اللجنة وممثلة حزب بينت (البيت اليهودي) شولي معلم.
وفي الأيام الأخيرة توجه بينت عدة مرات الى ديوان نتنياهو لتسريع دفع مشروع القانون، وبعد عدم نجاحه بذلك، امر زميلته في الحزب، وزيرة القضاء اييلت شكيد، رئيسة اللجنة الوزارية لشؤون القانون، بفض الاجتماع امس، بعد بدايته. ومنع بذلك مواصلة النقاش حول عشرة قوانين مطروحة على الجدول.
يشار الى ان قانون المؤسسات الاكاديمية في المستوطنات هو جزء من سلسلة قوانين طرحها البيت اليهودي والائتلاف الحكومي، من اجل تنفيذ الضم الزاحف للمناطق الفلسطينية وفرض القانون الاسرائيلي على المستوطنات. وكان جهاز التعليم العالي قد حذر من ابعاد هذا القانون، خاصة امكانية ان يسهم في توسيع المقاطعة الدولية للمؤسسات الاكاديمية الاسرائيلية.
اسرائيل تعيد يالوم تزويد الكهرباء لقطاع غزة كالسابق
تكتب صحيفة "هآرتس" انه من المقرر ان تعود اسرائيل، صباح اليوم الاثنين، لتزويد قطاع غزة بكمية الكهرباء التي زودته بها الى ما قبل نصف سنة - حوالى 120 ميغاواط يوميا. ومن المتوقع أن تسهم إمدادات الكهرباء من إسرائيل بزيادة تزويد الكهرباء لسكان القطاع من ساعتين إلى أربع ساعات يوميا، ولكن هذا يعتمد أيضا على إمدادات الكهرباء من مصر وعمل محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة.
وسيتم إعادة الامدادات الاسرائيلية الى سابق عهدها بناء على طلب السلطة الفلسطينية، على خلفية المصالحة بين فتح وحماس. وأصدر وزير الطاقة، يوفال شطاينتس، تعليمات بهذا الشأن إلى شركة الكهرباء بالتنسيق مع الجهاز الأمني.
وبعد قرار إعادة الإمدادات، وجهت ليئة غولدين، والدة الملازم هدار غولدين، الذي قتل في عملية "الجرف الصامد" وتحتجز جثته لدى حماس، نداء إلى سكان غزة على صفحة الفيسبوك، التابعة لمنسق اعمال الحكومة في المناطق، كتبت فيه ان "عدم اعادة هدار غولدين لدفنه يعتبر جريمة في الاسلام".
وفي الأسبوع الماضي، اعلن رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدالـله، ان زيادة الكمية ستتم بأمر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وانه سيتم تنفيذ الأمر خلال عدة أيام. يشار الى ان اعادة كمية الكهرباء التي تزودها اسرائيل للقطاع كان احد الوعود التي تضمنتها عملية المصالحة الداخلية.
يشار الى ان السلطة الفلسطينية ابلغت اسرائيل، قبل نصف سنة، انها ستقلص نسبة 30% مما تدفعه شهريا لقاء الكهرباء لقطاع غزة. وفي أعقاب ذلك قررت شركة الكهرباء الاسرائيلية تقليص كمية الكهرباء المزودة للقطاع الى 70 ميغاواط يوميا. ونتيجة لهذا التقليص والمشاكل المزمنة، التي تعاني منها محطة الطاقة في القطاع والتشويش في تزويد الكهرباء من مصر، تقلصت امدادات الكهرباء اليومية الى اربع ساعات في غالبية مناطق قطاع غزة.
وقالت جمعية "وصول" انه حسب تقييمات مختلفة فان قطاع غزة يحتاج الى ما بين 400 -500 ميغاواط، علما انه قبل تقليص التيار الكهربائي من اسرائيل كانت امدادات الكهرباء في قطاع غزة تصل الى حوالي 208 ميغاواط، بما في ذلك الكهرباء التي باعتها مصر والكهرباء التي وفرتها محطة الكهرباء في قطاع غزة.
تبرئة مستوطنين من تهمة رشق الحجارة على سيارات فلسطينية
تكتب صحيفة "هآرتس" ان المحكمة المركزية في وسط البلاد، برأت امس الاحد، مستوطنين من تهمة رشق الحجارة على سيارات فلسطينية، عندما كانا قاصرين. وتم تقديم لائحة الاتهام ضدهما في 2015، ونسبت اليهما تهم تهديد حياة البشر والاصابة في ظروف خطيرة بدوافع عنصرية او معادية للجمهور والشغب. وقررت القاضية ميخال برناط تبرئتهما من كل التهم المنسوبة اليهما، بدافع الشك، وحددت ان افادة الشاهد المركزي تعاني من عيوب.
وحسب لائحة الاتهام فقد قرر المتهمان (مواليد 1998 و1999)، في حزيران 2015، التظاهر قرب مستوطنة تلمون، احتجاجا على قتل المستوطن داني غونين في ذلك اليوم. وخططوا مع اخرين "هويتهم غير معروفة" لرشق الحجارة على سيارات فلسطينية مسافرة على الشارع المجاور بهدف اصابة المسافرين. ونتيجة لرشق الحجارة اصيبت امرأة سافرت في سيارة فلسطينية، وجرحت في رأسها ونزفت، وتم نقلها الى المشفى لتلقي العلاج". وحسب لائحة الاتهام فقد كان ضابط في الجيش اسمه "ياهيل" شاهدا على الحادث.
وبعد مشاهدته لرشق الحجارة توجه الى مجموعة الفتية بهدف منعهم من رشق الحجارة، فقال له احد المتهمين: "نحن نمنع العرب، نحن سنفجرهم". وشهد الضابط خلال المحكمة، ايضا، ان اثنين من الفتية قالا له "يجب قتل العرب". وقال انه شاهد احد المتهمين وهو يحمل حجرا، لكنه لم يشاهده وهو يلقي به. وادعى المتهمان انهما لم يشاركا في رشق الحجارة. وبسبب الوصف الغامض نسبيا للفتية من قبل الجندي الشاهد، قررت القاضية انه لا يمكن التحديد انهما من رشق الحجارة وقررت تبرئتهما.
مصر تنفي دعمها لقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل
كتبت "هآرتس" ان الحكومة المصرية، نشرت امس الاحد، نفيا قاطعا لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز، حول اعتراف مصر بقرار ترامب بشأن القدس. وحسب ما نشرته الصحيفة فان ضابط مخابرات مصري تحدث مع مقدمي برامج شعبية في التلفزيون المصري وطلب منهم اقناع المشاهدين بتقبل قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. وجاء في البيان الذي نشرته الحكومة المصرية، امس، ان الأشخاص الذين ذكرهم التقرير كمقدمي برامج ضيافة، لا يقدمون بتاتا هذه البرامج، ولا يوجد أي دليل على ان الضابط الذي تنسب اليه الأقوال هو ضابط في المخابرات المصرية.
وجاء في البيان ان "موقف مصر لا يتم عرضه بتسريب مشكوك في مصداقيته، وانما من قبل الرئيس ووزير الخارجية والبيانات الرسمية. وكل هذه الأطراف اوضحت موقفها القاطع في مسألة القدس والمسألة الفلسطينية، وتم ترجمة ذلك بالأعمال وفي التصويت في مؤسسات الامم المتحدة، رغم التهديدات الامريكية".
ووفقا للصحيفة فقد قال الكابتن اشرف الخولي لمقدمي البرامج عبر الهاتف، ان مصر "على غرار جميع إخواننا العرب، ستشجب القرار علنا"، واوضح ان الصراع مع اسرائيل لا يخدم مصالح مصر وأنه يتعين على مقدمي البرامج اقناع المشاهدين بقبول القرار بدلا من ادانته. ووفقا لأقواله، يتعين على الفلسطينيين الاكتفاء برام الله حيث توجد مؤسسات السلطة الفلسطينية. وسُمع الخولي وهو يسأل في تسجيلات المحادثات: "ما هو الفرق بين القدس ورام الله؟" فوافق معه مقدم البرنامج الذي تحدث معه، عزمي مجاهد، قائلا: "بالضبط". وأكد مجاهد لصحيفة نيويورك تايمز أن التسجيلات أصيلة.
بالإضافة إلى تسجيل المحادثة مع مجاهد، تلقت صحيفة نيويورك تايمز ثلاثة تسجيلات مماثلة للمكالمات التي اجراها الخولي. وسلم هذه التسجيلات للصحيفة داعم للنضال الفلسطيني ومعارض لنظام السيسي، لكن مصدرها غير معروف. ووفقا للصحيفة فقد وعد جميع الأشخاص الثلاثة، الذين تحدث معهم الخولي بنقل الرسائل التي طلبها، وكرر بعضهم حججه خلال البث. وقال مجاهد لمشاهديه حول القدس: "كفى، لقد اصبحت قديمة بالفعل".
الزعيم الروحي لحركة شاس يعارض عقوبة الاعدام "لكي لا يتم اعدام ارهابي يهودي"
تكتب "يسرائيل هيوم"، انه في الوقت الذي تدفع فيه الحكومة قانون عقوبة الإعدام للإرهابيين، وسيطلب من نواب حركة شاس التصويت لصالحه، واجه القانون، امس، معارضة من  شاس نفسها. فقد خرج الحاخام الرئيسي لإسرائيل، اسحق يوسف، خلال الدرس الاسبوعي، مساء السبت، ضد القانون وقال: "هذا لن يحقق لنا الربح، نحن لسنا السنهدريم. اذا كانت هناك قضية تتعلق بإرهابي يهودي – فان قتله يتعارض مع الشريعة اليهودية".
وقال الحاخام يتسحاق يوسيف، وهو نجل الزعيم الروحي المؤسس لحركة شاس، عوفاديا يوسيف، ان "السنهدريم فقط يناقش قتل الأرواح. اذا تم سن عقوبة الاعدام فسيضطرون الى تطبيقه ايضا على اليهودي الذي احرق (عائلة دوابشه) في دوما. معاذ الله ان تسري عقوبة الاعدام".
ووفقا لأقواله فان "رجال الأمن يقولون ان هذا لن يحقق أي ربح، هذا لا يرتبط باليمين او اليسار. الحكماء الكبار كانوا دائما ضد عقوبة الاعدام". واضاف: "تريدون الحكم عليه بالموت؟ هذا في أيدي السماء فقط، ان يصاب بالمرض، ان يتعرض لحادث طرق، هذا في أيدي السماء، نحن لسنا السنهدريم".
يشار الى ان الكنيست صادقت في القراءة التمهيدية على قانون الاعدام، في الاسبوع الماضي، بتأييد 52 نائبا مقابل معارضة 49. وأعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قبل التصويت، عن دعمه الكامل للقانون، وخلال مناقشة القانون في الكنيست، طلب، وبشكل استثنائي، السماح له بإلقاء كلمة، وقال: "نحن لا نفعل ذلك بشروط ولكن هناك أيضا عدالة أساسية في الحالات القصوى".
وقال نتنياهو ان "فرض عقوبة الاعدام في الحالات القصوى سبق وتم اختباره في اسرائيل. هذا المبدأ بات راسخا في التجربة القانونية. معيار الفائدة، حول ما اذا كنا سنربح او نخسر من ذلك، هو معيار جدي، ولكن في الحالات القصوى من يذبح ويضحك لن يمضي أيامه في السجن الاسرائيلي". وتوجه اليه النائب احمد الطيبي، الذي كان يترأس الجلسة، وسأله: "القتل في دوما هو حالة قصوى؟"، فرد نتنياهو: "بشكل مبدئي نعم"، ونزل عن المنبر.
رئيس الائتلاف يطالب بفضل نائب من الليكود بسبب معارضتها لقانون البقالات
تكتب "يسرائيل هيوم"، ان رئيس الائتلاف الحكومي دافيد امسالم (الليكود)، فاجأ امس، حين توجه بتنسيق مع رئيس الحزب ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الى المحكمة العليا في حزب الليكود، طالبا وقف عضوية النائب شران هسيخل، لأنها اعلنت رفضها تأييد قانون الحوانيت. وحسب اقواله فقد "تحدث المستشار القانوني للحزب من النائب هسيخل، واوضح لها انه في الظروف الخاصة الناشئة، اذا لم تصوت حسب قرار كتلة الليكود في الكنيست، فان هذا سيبرر انهاء عضويتها في الليكود".
ووفقا لأقواله، فإن "عدم تصويتها الى جانب القانون من شأنه ان يقوض الائتلاف الحكومي واستمرارية عمل الحكومة. وفي هذا السلوك تساعد الاحزاب المنافسة لليكود، وهذا الاخفاق يشكل خرقا لدستور الحزب واهدافه وقراراته".
وقالت النائب هسيخل لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان "قانون الحوانيت هو قانون سيء. نحن حزب قومي ليبرالي. انا لا اخاف من التهديدات. لست طفلة صغيرة. في اطار خدمتي العسكرية خدمت في حرس الحدود واعرف كيف احارب، وسأفعل ذلك".
وقالت ان "موقفي يهدف الى الدفاع عن حزب الليكود. هذا القانون يناقض مبادئ الحزب، سيجعل يئير لبيد ويوجد مستقبل يأخذون عدة مقاعد منا، لأنه قانون يميز بين مدينة واخرى. انه يفرض نمط حياة معين على المواطنين ويغير الوضع الراهن. لكن الاخطر من ذلك انه يحدث شرخا بين شعب اسرائيل. انه يخلق مرة اخرى ذلك الحوار بين العلمانيين والمتدينين". ووقف عدد من وزراء الليكود الى جانب هسيخل، من بينهم تساحي هنغبي وجيلا جملئيل، وكذلك الوزير اوفير اوكونيس الذي وصف القانون بأنه "حقير".
الائتلاف يخاطر ويطرح قانون البقالات للتصويت
وتكتب "يديعوت احرونوت" انه بعد اسبوع من قرار الائتلاف تأجيل التصويت على قانون البقالات، خوفا من عدم النجاح بتجنيد غالبية مؤيدة له، من المقرر طرح القانون للتصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة اليوم. ويتوقع رئيس الائتلاف الحكومي، النائب دافيد امسلم أن يتم تمرير القانون اليوم.
وكانت قيادة الائتلاف قد انشغلت، امس، في التكهنات والحسابات وعد الأصوات التي يمكن ان تؤيد او تعارض القانون. ويضم الائتلاف الحكومي 66 نائبا مقابل 54 في المعارضة. ويمكن تقليص اصوات اربعة نواب من "يسرائيل بيتينو" من الائتلاف، الذين يتوقع تصويتهم ضد القانون. اما النائب صوفا لاندبر فلا تستطيع التصويت ضد القانون لأنها وزيرة، ولذلك يمكن ان تتغيب عن التصويت. وفي المقابل يمكن في المعارضة تقليص صوت النائب يوسي يونا، الذي يجلس في عزاء شقيقه،  ويتوقع ان يتغيب عن التصويت. وليس من الواضح بعد كيف ستصوت النائب شران هسيخل من الليكود، والنائب طالي فلوسكوب من كلنا.
ورغم هذا الوضع، فانه اذا لم يطرأ أي تغيير، سيطرح الائتلاف القانون للتصويت عليه اليوم. ويتوقع الائتلاف وصول النائبين يهودا غليك (ليكود) ودافيد ازولاي (شاس) الى الكنيست اليوم، للمشاركة في التصويت. لكن الائتلاف يخوض مخاطرة كبيرة، لأنه قبل التصويت يتوقع اجراء نقاش حول مئات التحفظات التي قدمتها المعارضة، ويكفي ان يتغيب احد اعضاء الائتلاف لعدة دقائق، او يفقد التركيز، لكي يضع الائتلاف في حالة اشكالية.
يشار الى ان قانون البقالات، الذي طرحه وزير الداخلية ارييه درعي، من شاس، يطالب بمنحه صلاحية منع السلطات المحلية من سن قوانين مساعدة تجيز فتح البقالات ايام السبت. وتم الاتفاق في اجتماع رؤساء كتل الائتلاف، امس، على استثناء الحوانيت القائمة في محطات الوقود من هذا القانون. ولم يتم الاتفاق بعد على طلب استثناء مدينة ايلات السياحية من القانون بناء على طلب وزير السياحة ياريف ليفين.
درعي يقرر اجراء انتخابات محلية للقرى الدرزية في هضبة الجولان
تكتب "يسرائيل هيوم" انه بعد صراع متواصل من أجل الغاء القرار، أمر وزير الداخلية ارييه درعي ولأول مرة، بأجراء انتخابات للسلطات المحلية في قرى هضبة الجولان السورية (المحتلة) – وهي خطوة ستعمق التطبيع في المنطقة وتعزز السيادة الاسرائيلية. وفي هذا الاطار تم اختيار مجالس محلية مؤقتة لإدارة القرى الدرزية حتى اجراء الانتخابات البلدية في تشرين الاول القادم.
يشار الى انه منذ عام 1967، تدار القرى الدرزية في مرتفعات الجولان - مسعدة وبقعاثا ومجدل شمس وعين قينيا - من قبل مجالس معينة بدون انتخابات ديمقراطية. وكان الأمر مبررا أمنيا في بداية الطريق، ولكن في السنوات الأخيرة يتعزز اتجاه التطبيع مع الدولة. وفي أعقاب الصراع الذي خاضه سكان القرى والذي وصل إلى المحكمة العليا، تقرر قبل عام إجراء انتخابات ديمقراطية في القرى، مما أثار غضبا كبيرا بين الجماعات الموالية لسورية بين السكان، وأدى إلى شكوى رسمية من إدارة الأسد إلى الأمم المتحدة.
وكما كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، فقد أضيفت هذه الضغوط إلى الضغط الذي مارسه وكلاء "الشاباك"، الذين فضلوا لأسباب مختلفة الحفاظ على الوضع الراهن. وقال المحامي فهد الصفدي، من سكان مسعدة ومن قادة المؤيدين للانتخابات، لصحيفة "يسرائيل هيوم"، ان هذه الخطوة ستقود الى تحسين دمج الدروز في اسرائيل. وجاء من مكتب الوزير درعي ان هذه "خطوة تاريخية، وحان الوقت لكي يتمكن سكان الجولان من انتخاب ممثليهم للسلطات المحلية بشكل ديمقراطي وحر".
مطالبة نتنياهو بتمرير قانون احتجاز اموال الضرائب الفلسطينية
تكتب "يديعوت احرونوت" ان 200 من ضحايا الإرهاب - بعضهم جرحوا في هجمات إرهابية وبعضهم من الأسر الثكلى - بعثوا برسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس، يطالبون فيها بدفع قانون تقليص رواتب "الإرهابيين".
ومن بين الموقعين على الرسالة سارة واليعازر روزنفيلد، والدا ملاخي الذي قتل في عملية إطلاق للنار، يهودا وتالي بن يشاي، والدا تمار فوجيل، التي قتلت مع عائلتها في مذبحة إيتامار، وميخال سلومون، أرملة إلعاد، الذي قتل في الهجوم في حلميش.
في نيسان 2017، كشفت "يديعوت أحرونوت" أن المخصصات المالية التي تقدمها السلطة الفلسطينية "للإرهابيين" وأسرهم ازدادت في الفترة ما بين 2013 و 2016 بما لا يقل عن 125 مليون شيكل، وفي عام 2016، بلغ هذا الدعم أكثر من 1.1 مليار شيكل.
ويهدف مشروع القانون الذي صاغه عضو الكنيست العزار شتيرن (يوجد مستقبل) إلى منع تحويل اموال الضرائب من إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية طالما واصلت تمويل "الإرهابيين". وبعد تقديم مشروع القانون صودق عليه في القراءة التمهيدية لكنه منذ ذلك الوقت يتقدم ببطء. وفي المقابل تم دفع قانون عقوبة الاعدام بسرعة البرق على خلفية الضغط الذي مارسه وزير الأمن أفيغدور ليبرمان.
ومن المتوقع غدا مناقشة مشروع قانون شتيرن مرة اخرى في لجنة الخارجية والأمن، ويدعي ضحايا "الإرهاب" ان الائتلاف الحكومي بالذات هو الذي يعيق تمريره. وفي رسالة بعثوا بها الى رئيس الوزراء، كتبوا: "هل تحاول الحكومة الإسرائيلية بقيادتك التهرب من تمرير القانون؟ كل دقيقة تتأخر فيها المصادقة على هذا القانون في الكنيست هي دقيقة تنطوي على احتمال خطير بقتل مدنيين. ندعوك بدماء قلوبنا، دماء أبنائنا وبناتنا، اخوتنا واخواتنا، ازواجنا وزوجاتنا، اباؤنا وأبناء عائلاتنا – الى تمرير هذا القانون المهم. لا يصدق تقريبا ان مسرح العبث هذا يتواصل منذ لعقود، بحيث تقوم دولة إسرائيل، من جهة، بمحاربة الإرهاب، وترسل خيرة أبنائها وبناتها للحفاظ على مواطني إسرائيل والمخاطرة بأنفسهم ليلا ونهارا، وتستثمر معظم مواردها في تصفية الإرهاب، ومن ناحية أخرى، تنقل الملايين سنويا إلى السلطة الفلسطينية لكي تواصل تمويل دعمها للإرهاب".
وفيما يتعلق بقانون عقوبة الإعدام للإرهابيين، تقول الأسر الثكلى إنه مثير للجدل. "وعلى النقيض من عقوبة الإعدام للإرهابيين الذي يمر في إجراء مماثل، هناك اجماع في هذه القضية بين رجال الجهاز الأمني، في الاحتياط وفي الوقت الراهن، على أن القانون سيساعد على منع الإرهاب بطريقة مؤكدة. والدليل هو ان كل رجال الاجهزة الأمنية السابقين الذين انتخبوا للكنيست الحالية، وقعوا على مشروع القانون. ليس هناك شك في ان الرواتب المدفوعة للإرهابيين تعتبر دافعا كبير في قرار الشباب الفلسطيني الخروج لتنفيذ عمليات، وهم يعلمون ان عائلاتهم ستستمتع بالمال الذي توزعه السلطة الفلسطينية على كل شخص يقتل الاسرائيليين".
وقال شتيرن امس: "تحدثت مع رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست افي ديختر ووزير الأمن، ولدي اسباب معقولة للافتراض بانهما يفهمان عبثية تأجيل دفع هذا القانون".
مقالات
محاكمة عهد التميمي العسكرية
يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت احرونوت" انه في كتاب "حسامبا" الأول، عندما كان المحتل البريطاني لا يزال يعتبر العدو، صب منشيه اليمني الجير في إبريق الحليب المعد للشرطي طومبسون. وقام الشرطي الكريه، الحقير، باحتساء الجير، وانتصرنا. لقد قرأت هذا الكتاب كطفل واعجبت ببطولة منشيه اليمني. ليس أنا فقط – بل كل طفل في إسرائيل.
بعد سنوات، قرأت الكتيب مرة أخرى، وفقدت العملية شيئا من مجدها. فهمت أن البطولة في بعض الأحيان هي مسألة نسبية، بطولة جانب واحد يمكن أن تشكل إهانة للآخر. وبعبارة أخرى، إذا كانوا يريدون تسويق الكتاب في لندن، فمن غير المؤكد أن الأطفال البريطانيين سيقبلون العمل بحماس كما تقبلوه في إسرائيل.
من المقصود بهذه الأمور؟ عهد التميمي والرد العاطفي الذي أثارته على جانبي الشارع الإسرائيلي. التميمي فتاة تبلغ من العمر 17 عاما من قرية النبي صالح، وهي قرية صغيرة في منطقة رام الله. على الرغم من جيلها الصغير، فان لديها سجل حافل في الكفاح ضد الاحتلال. خلال المناوشات مع جنود الجيش الإسرائيلي في القرية، كثيرا ما تستفز الجنود، تصيح عليهم، ترجمهم بالحجارة، وتركلهم. كل واحد من أعمالها يتم توثيقه وتوزيعه على القنوات التلفزيونية العربية وعلى الشبكات الاجتماعية. وهناك شيء آخر يفرق بينها وبين الاولاد الفلسطينيين الآخرين: انها شقراء، والأشقر يزيد من مجدها.
في الأسبوع الماضي، قدمت النيابة العسكرية لائحة اتهام ضد التميمي. البند الرئيسي في اللائحة يتعلق بالحادث الذي وقع في 15 كانون الأول. لقد تم تصويرها أثناء قيامها بصفع قائد فرقة وركله هو وجندي آخر. وتشير لائحة الاتهام إلى خمسة حوادث إضافية: وكررت النيابة العسكرية طلب تمديد احتجازها، هذا هو المعيار. والمحكمة استجابت.
في العالم العربي، وأولا وقبل كل شيء في الشارع الفلسطيني، تم استقبال سلوك التميمي بحماس هائل. كتبوا قصائد تمجيد لها، وأرسلوا اليها عروض بالزواج، وأشادوا بعمل والدها، الذي لم يتم القبض عليه. يمكن فهم ذلك. أفترض أننا لو كنا فلسطينيين، فإننا سنرد بطريقة مماثلة. كنا سنعجب بالتميمي تماما كما اعجبنا اولاد حسامبا، وكنا سنفرح شماتة بجيش الاحتلال تماما كما كنا نشمت بالشرطي طومبسون.
لكننا لسنا فلسطينيين. أي ان معظمنا لسنا كذلك. كان هناك شيء مثير للشفقة في تحمس بعض الإسرائيليين من اليسار في ضوء أعمال الفتاة من النبي صالح. احدهم قارنها بجان دارك، قائدة التمرد الفرنسي ضد البريطانيين خلال حرب المائة عام، وآخر قارنها بحانة سينش - امرأتان ضحتا بحياتهما من اجل شعبيهما. المقارنة التي أجروها هنا ليست مجرد إهانة لذكرى حانة سينش، بل إهانة للتاريخ.
من ناحية أخرى، تساءل بعض الإسرائيليين عن سبب عدم قيام جنود جفعاتي بإطلاق النار على الفتاة وابنة عمها وأمها على الفور. ليس لأن ذلك كان مبررا من الناحية التشغيلية، وليس لأن الظروف لاءمت أنظمة فتح النيران، ولكن من أجل الانتقام لكرامتهم الجريحة؛ هذا مزاج خطير. حتى ليبرمان، الذي يرفع راية عقوبة الإعدام، يفهم هذا.
كان من المفضل انهاء قصة التميمي خلال عدة أيام. كل شيء موثق، كل شيء واضح. اعتقالها، تقديم لائحة اتهام، إنهاء النقاش في المحكمة العسكرية بسرعة، وترك القرار للقضاة. لقد فهموا في مكتب المدعي العسكري ذلك: بعد انتهاء تحقيق الشرطة، قدموا لائحة اتهام. ولكن عندها طلبت المحامية غابي لاسكي مهلة أسبوع للاستعداد، وأسبوع آخر. هذا حقها. واليوم ستعود التميمي إلى المحكمة لتمديد اعتقالها مرة أخرى.
المحاكم العسكرية في المناطق (في الضفة) لم تكن أبدا مثالا للعدالة. في كثير من الأحيان، في أحيان كثيرة، لا تكون الأدلة أدلة، والشهود ليسوا شهودا، والعقوبة ليست موحدة. لقد كتبت ذات مرة، بعد أن تواجدت في عدة محاكمات، أن العدالة العسكرية تشبه العدالة كما تشبه الموسيقى العسكرية الموسيقى. عهد التميمي ليست نعجة بريئة، إلا أنها تشكل تحديا صعبا للنظام.
حالتها ليست استثنائية، ولكن الاهتمام غير العادي يكشف تشوهات الاحتلال. النظم القانونية في المناطق منفصلة: العرب يحاكمون في محاكم عسكرية، واليهود في المحاكم المدنية. يفعات الكوبي من الخليل، التي ركلت ولعنت الشرطي، ومثل التميمي، راكمت قائمة طويلة من المخالفات السابقة، حكم عليها بالعمل لمدة ثلاثة أشهر في خدمة الجمهور. اما التميمي فستجلس في السجن حتى نهاية الإجراءات، ومن المؤكد انه سيحكم عليها بعدة أشهر في السجن. التمييز يثير الغضب.
يمكن للتميمي أن تكون بطلة في الشبكات الاجتماعية، ولكن في المحكمة يجب أن تحاكم على أفعالها. لا أكثر، ولا أقل. تماما مثل اليؤور أزاريا.
الثالوث غير المقدس وراء سياسة ترامب في الشرق الاوسط.
يكتب حيمي شليف، في "هآرتس"، انه من الناحية الإسرائيلية، فإن الاكتشاف الأكثر إثارة للاهتمام في كتاب الصحافي مايكل وولف، "النار والغضب: داخل البيت الأبيض في عهد ترامب" يتضمن فساء من ماضي النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. وبحسب وولف، فقد قال ستيف بانون، مستشار ترامب السابق، أن صيغة دونالد ترامب السحرية للسلام في الشرق الأوسط هي إحياء الخيار الأردني والخيار المصري. وقال بانون: "اعطوا الضفة الغربية للأردن، وغرة للمصريين، لكي يحاولوا هم التعامل مع الأمر، أو يغرقون خلال المحاولة".
إن الكشف بأن البيت الأبيض فكر أو يفكر بصيغة ترفض القومية الوطنية للفلسطينيين وتؤيد العودة إلى الفترة التي حكمتهم خلالها مصر والأردن، كان يمكن أن يكون أكثر إثارة لو كان أقل تناقضا. ويتم اقتباس بانون على ان قال ان بنيامين نتنياهو وشلدون ادلسون "ملتزمان تماما" بالخطة، ولكن ليس من الواضح ما اذا كان المقصود خطة "نقل السفارة الى القدس في اليوم الاول" الذى يظهر قبل "الالتزام الكامل" او أن موافقة نتنياهو وادلسون تشمل ايضا الخطة الاردنية –المصرية، التي تظهر بعد ذلك. من السياق، على الأقل، يبدو الخيار الثاني معقولا تماما.
ولكن، سواء كانت صيغة الصراع، التي سيعرفها كل طالب جدي على أنها مهووسة، قد تم الاتفاق عليها مسبقا بين ادلسون ونتنياهو وبانون، أم أنها مجرد هراء واضح يطرحه الزعيم غير المتوج لليمين البديل، الذي لا يملك أي فكرة عن الشرق الأوسط، فان حقيقة طرحها تشير الى التأثير الكبير لمواقف اليمين على السياسة الشرق أوسطية التي قادها ترامب خلال سنته الاولى في منصبه. والمقصود ثالوث غير مقدس رعاه نتنياهو بتوجيه من ادلسون. السيدان من القدس ولاس فيغاس يثقان بالتأكيد بالمبدأ المشوه الذي يقول الكتاب انه وجه بانون: "كلما كنت أكثر يمينيا في موضوع إسرائيل، كلما كنت اكثر محقا".
لقد أعجب ترامب بادلسون كيهودي "هو الأشد مراسا بين اليهود الأشداء" الذين عرفهم من خلال عالم العقارات في نيويورك. وكأن يدأب على نصح صهره، جارد كوشنر، "بصياغة استراتيجية مع أدلسون" بعد أن عقد تحالفا مع بانون. ووفقا لوولف، فقد استهتر أدلسون قليلا بقدرات ونوايا كوشنر وقال لترامب ان "الشخص الوحيد الذي اثق فيه في البيت الأبيض هو بانون". وشارك أدلسون أيضا في محاولة بانون تشويه سمعة مستشار الأمن القومي، هربرت مكماستر، من خلال الزعم أنه "لين في الشأن الإسرائيلي". وعندما نضيف إلى هذا المزيج حقيقة أن نتنياهو "سعى بنشاط" الى لقاء بانون خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، في فترة ما قبل تنصيب ترامب، يمكن في اقل تقدير التكهن بأن المثلث اليميني المتطرف، بانون، أدلسون ونتنياهو، أثر، إن لم يكن قد أملى، على توجه ترامب للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وكتب وولف أن ترامب توصل إلى الاستنتاج المتغطرس بأن جميع الرؤساء السابقين، وعلى رأسهم براك أوباما، قد ارتكب خطأ. وكان استنتاجه أنه يجب عليه أن يفعل العكس تماما. ووفقا لترامب، توجد في الشرق الاوسط اربع قوى رئيسية هي مصر والسعودية واسرائيل وايران. وكل ما تبقى لا يكاد يذكر، بما في ذلك رغبة الفلسطينيين بتقرير المصير، ولو لمجرد ان أوباما أولاهم الكثير من الاهتمام. وفي هذا السياق، يمكن اعتبار التذكير بالسيطرة التاريخية للأردن ومصر على الفلسطينيين جزءا من مؤامرة هدفها تقزيم القومية الفلسطينية ومطالبتها بالاستقلال. ويمكن بناء على كلمات ترامب الادعاء، بالطبع، أن هذه محاولة للضغط على الفلسطينيين حتى يعودوا إلى طاولة المفاوضات ويقبلون نصف الشهوة التي يعتزم ترامب تقديمها لهم.
الخيار الأول والأكثر احتمالا، يؤطر بشكل مظلم جدا، اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإعلانه الذي لم يتم حله، بأن المدينة "أزيلت تماما عن طاولة المفاوضات"، وتهديداته بخفض ميزانيات الأونروا والسلطة الفلسطينية. يوم امس، اتهمت افتتاحية صحيفة "لوس انجليس تايمز"، ترامب بتقويض فرصه في تقديم "الصفقة النهائية"، ولكن هناك أيضا تفسير آخر: ان  كل شيء مخطط له مسبقا وهو جزء من مؤامرة كبيرة حاكها بانون ونتنياهو وادلسون. وان نية ترامب هي ليست الاستجابة لمطالب الفلسطينيين بل دفنها. هذا هو بالتأكيد هدف من شأنه أن يسبب السعادة الكبيرة لأدلسون ونتنياهو.
كما يسلط الكتاب الضوء على "معاداة السامية بالغمز" من قبل بانون. لقد حاول التقليل من قيمة كوشنر من خلال اتهامه بأنه يحمل آراء "العولمة، الكونية، الليبرالية المستوحاة من دافوس"، وهي كلمات غالبا ما تستخدم كرموز لمعاداة السامية لليهود. ولكن حتى لو لم يكن بانون معاديا كلاسيكيا للسامية، بمعنى أنه لا يكره اليهود كيهود، فمن المؤكد أنه أعرب عن آراء تبدو معادية للسامية ازاء اليهود الذين لا يشاركونه وجهات نظر اليمين المتطرفة.
أدلسون، الذي يوصف أحيانا بأنه "اكثر يمينا من أتيلا"، يشارك بانون في كراهية اليهود الليبراليين واليساريين، كما يفعل نتنياهو. وعندما نأتي لتفسير قرار نتنياهو بإلغاء الاتفاق الذي وقع عليه مع الإصلاحيين وغيرهم بشأن الصلوات في الجدار الغربي، وبشكل اكبر، تفسير عدم مبالاته للدمار الذي تسببه هذه الخطوة للعلاقات معهم، من الصعب التهرب من التفكير بأنه يعكس مزاج بانون وادلسون على حد سواء.
كتب وولف أن والد ترامب كان معاديا مشبعا للسامية. من المؤكد ان ترامب تأثر بمواقفه، لكنه تعلم احترام أسماك القرش العقارية اليهودية من نيويورك، الذين كانوا يضايقونه أحيانا وأحيانا يتعاونون معه. ومثل نتنياهو، فان كراهية ترامب موجهة لليهود الليبراليين، وخاصة أولئك الذين يعملون في وسائل الإعلام. والى حد ما، كان شريكا، كما يبدو، لاستهتار بانون بكوشنر. بل يدعي وولف ان حقيقة تعيين كوشنر مسؤولا عن عملية السلام يشوبه نوع من معاداة السامية: اجعلوا اليهودي يعالج اسرائيل، قال ترامب لنفسه.
لقد استقبل الكتاب بالفعل بسلسلة من النفي والتنديد من قبل ترامب ورجاله، الذين وصفوه بأنه "أخبار زائفة" مليء بالتزييف وانصاف الحقائق. ورد ترامب على الكتاب، من بين أمور أخرى، من خلال الافادة بأنه "عبقري مستقر". ويصف الكتاب ترامب بأنه دائم الغضب، سطحي، يكره النساء، وجاهل تماما في كل ما يتعلق بالعالم بشكل عام وبمنصب الرئيس، على وجه الخصوص، بما في ذلك الدستور الأمريكي. في هذا المعنى، ليس هناك شيء جديد في الكتاب الذي أثار فعلا "النار والغضب"، مثل اسمه. مؤلفه وولف يؤكد ببساطة، من خلال الحكايات والبيانات المحرجة، ما يؤمن به معظم الأميركيين في كل الأحوال، باستثناء انصار ترامب المحروقين.
ولكن في كل ما يتعلق بسياسته تجاه الشرق الأوسط، فإنه يمكن للتفاصيل الجديدة في كتاب وولف أن تنضم إلى صورة المؤامرة اليمينية المتطرفة التي كانت ستواجه صعوبة في العثور على مكان لها في الجناح اليميني لحزب الليكود، شطب القومية الفلسطينية أو على الأقل إخضاعها. ويبقى أن نرى الآن، ما إذا كان أدلسون ونتنياهو سيواصلان جر ترامب الى مواجهة خطيرة مع الفلسطينيين حتى بعد أن أصبح بانون شخصية غير مرغوب فيها في البيت الأبيض، أو أن نفوذهما سوف يتلاشى مع مغادرته. من المؤكد ان الخيار الأول سيرضي الحاسدين، لكنه قد يجلب كارثة على الإسرائيليين والفلسطينيين.
ترامب فهم: "المحتالون في المنطقة" يتعاونون.
تكتب تسفيا غرينفيلد، في "هآرتس"، ان الإعلان الأمیرکي بأنه سيتم تقليص موازنة الأونروا للاجئین الفلسطینیین بنسبة الثلث فقط، یشیر إلی أن دعوة بنيامین نتنياهو لدونالد ترامب بخفض الموازنة بشکل تدریجي (وفقا لتقریر نشرة اخبار القناة 2) قد ساعد بالفعل علی منع تقليص كامل المیزانیة، كما سبق وهدد الرئيس ترامب وسفيرة الأمم المتحدة نيكي هيلي. وحسب التقرير فإن مخاوف إسرائيل من التقوض الكامل للحياة في غزة جعلها - أي نتنياهو، الذي يعتبر كما هو معروف بأنه التجسيد الأبدي بالجسد والروح للبلاد بأكملها - تتوجه إلى ترامب لمنع حدوث كارثة إنسانية.
ترامب يسعى لمعاقبة الفلسطينيين لقرارهم قطع الاتصال مع الإدارة الحالية بعد إعلانه عن القدس عاصمة لإسرائيل. والسؤال هو ما إذا كان الرد الأمريكي يعبر عن الشعور بالإهانة والغضب فقط – من نوع كيف يجرؤ الفلسطينيون على تحدي الولايات المتحدة؟ - أو انه حاجة وخطة أكثر تنظيما لإعادة الفلسطينيين إلى طريق الحوار مع إسرائيل.
من الواضح أن كل الذين يسخرون من الرئيس الأميركي على اقتناع بأنه لا يوجد أساس للحديث عن نوايا جدية من جانب ترامب - وربما كانوا على حق. لكن ترامب، كما يقول بنفسه، تمكن من أن يصبح رئيسا بقواه الذاتية فقط، ويواصل الوقوف في مركز اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية والدولية، كما خطط. يمكن لأولئك الذين يستهترون به البقاء من دون قبعات يأكلونها في وقت لاحق. ولذلك فإن السؤال حول كيفية رد إدارة ترامب في نهاية المطاف على تحطيم الآليات من قبل الفلسطينيين، لا يتعامل مع الهراء الذي ينشر على تويتر، وانما يشكل اختبارا لنوايا الولايات المتحدة في المنطقة. إذا كانت تنوي حقا تعزيز اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين، لأن السعودية (وربما مصر ايضا) تضغط عليها للمساعدة على انشاء تحالف إقليمي ضد إيران، فإنها ستجبر الفلسطينيين على ابتلاع الدواء المر، وتتملق قدر الامكان لسلطة نتنياهو - وكل ذلك لكي يوافق الجانب الضعيف والجانب القوي في نهاية المطاف، على توقيع أي اتفاق يطمئن المملكة العربية السعودية.
في مقابلة أجرتها الشبكة الثانية في الاذاعة، مؤخرا مع المحامي زياد أبو زياد، الوزير السابق لشؤون القدس في السلطة الفلسطينية، أثار فرضية مثيرة للاهتمام بشأن الرد الفلسطيني الحاد على الاعتراف الأمريكي بالقدس. لقد ادعى أبو زياد أن حكومة ترامب سبق واشركت فعلا، محمود عباس بالنقاط الرئيسية لخطة السلام، التي من شأنه أن تثقل على كلا الجانبين، بلا شك، وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل - الذي يهدف إلى إفساح المجال للمطالب الصعبة من إسرائيل - أتاح للفلسطينيين الفرصة لتحطيم الآليات ورفض التعاون بتاتا مع حكومة ترامب، لكي لا يضطروا الى التعامل مع المطالب الأمريكية.
إن معاقبة الفلسطينيين بتخفيض المساعدات (التي من غير الواضح ما إذا كانت تنطبق فقط على ميزانية الأونروا أو على السلطة الفلسطينية نفسها) تهدف إلى إرغامهم على العودة إلى المفاوضات اللازمة مع الإسرائيليين، ولذلك يبدو ان تجند نتنياهو لصالح مواصلة تقديم الميزانيات للفلسطينيين لا ينبع فقط من الشفقة على الكارثة الإنسانية التي تنتظرهم، بل ترجع الى محاولة مساعدة الفلسطينيين في حربهم ضد خطة ترامب السلمية.
ما يبرز هنا هو التعاون الواضح القائم سرا بين اسرائيل الرافضة بقيادة حكومة الليكود والرفض الفلسطيني – عاملان لا يهم أي طرف منهما حقا دفع أي خطة للسلام. حتى لو كانت ادارة ترامب "تعرف كل المحتالين في المنطقة"، يجب أن تعرف أنه في بعض الأحيان من الممكن ان نعاني من الطاعون وايضا من الكوليرا.
لماذا يحظى قانون الاعدام بالتأييد في اوساط الجمهور؟
تكتب غاليت ديستل اتربيان، في "يسرائيل هيوم"، ان الآية 169 في سورة آل عمران تقول "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ". لذلك، من الغريب بعض الشيء اقتراح عقوبة الإعدام كأثر رادع على الشخص الذي يعتبر الموت بالذات جزءا من المكافأة؛ هناك تناقض داخلي مسلي نوعا ما هنا. الاقتصاد اللاهوتي واضح جدا ولا أحد يحاول إخفاءه، وخاصة المسلمين.
الإرهابي الجديد يأخذ الموت كعمل افتراضي، وهذا أيضا غير دقيق. بالنسبة للكثيرين منهم، الموت هو طموح سامي في المستوى الميتافيزيقي الذي يعرض الأجزاء الثمينة للحياة الأبدية، وفي البعد المادي، المراهق، المثير للاشمئزاز تماما. دهن تصفيفة الشعر الجديدة بمادة الجل، وضع صورة ملف تعريف جديدة في الفيسبوك، وقتل أكبر عدد ممكن من الناس في هجوم متحمس، والتحول الى بطل القرية وبطل الأم. حقيقة أن 72 عذراء من المدرسة إلى جانب 72 عذراء في الجانب الآخر سوف تتحولن الى معجبات متحمسات ليست سوى مكافأة. ولا يترتب على عقوبة الإعدام أي أثر رادع بالنسبة لأولئك الذين يعتبر الموت طموحهم الأعلى.
كما أنه ليس له أي تأثير وقائي. بل على النقيض من ذلك: جهاز القضاء الإسرائيلي غير قادر على خلق حالة يتم فيها تنفيذ عقوبة الإعدام بعد وقت قصير من وقوع الهجوم. فالحديث عن أكثر من سنة وربما سنتين. وهكذا تخلق كبسولة زمنية خطرة من شأنها أن تؤدي إلى هجمات إرهابية وعمليات اختطاف ومساومة تصل إلى مستويات غير مسبوقة.
ولا ينبغي طرح عقوبة الإعدام كبديل لـ "رياض السجن" الذي يموله المواطن الإسرائيلي؛ ربما يكون هذا الادعاء هو أسوأ ديماغوجية. دولة إسرائيل لن تصبح مسلخا يقتل مئات وآلاف السجناء. وحتى لو فرضنا عقوبة الإعدام فقط على الحالات الاستثنائية لـ"القتلة المبتسمين"، سيجري الحديث عن عشرات المرشحين مقارنة بآلاف السجناء.
وبصفتي شخصا لا ينتمي الى مجتمع المتذمرين الذين سيسألون "ما الذي سيقوله المجتمع الدولي"، أرى جيدا أن اسرائيل غير المعتذرة في العقد الماضي، تخلق تعاطفا دوليا أكبر من صيغتها المعتذرة. ومن ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أن حوالي عشر حالات هي الأكثر انتشارا في السنة قد تكون عقوبة الإعدام للإرهابيين، ولكنها انتحار جماعي لدولة إسرائيل.
الدافع السياسي "لبيع" عقوبة الإعدام للمواطنين الإسرائيليين واضح، والسؤال الحقيقي هو لماذا اصبحت هذه الفكرة التعيسة وغير الفعالة، والمدمرة بالتأكيد، تسيطر بهذا الشكل الواسع بين الجمهور؟
الجواب لا يكمن في نموذج "الاسرائيلي العنصري والعنيف والضعيف الذهن"، كما تقترح النخبة الاجتماعية مرة تلو اخرى. الجواب يكمن على وجه التحديد في النخبة نفسها، ولا سيما القانونية التي تمنع أي حل فعال، وتخلق بذلك، مشاعر تراكمية من الإحباط والعجز. الجمهور الإسرائيلي يعرف أن العقوبة مثل الطرد أو تدمير المنازل ستترجم فورا لإنقاذ الأرواح. هذه النخبة نفسها، التي تشهد على نفسها بأنها عائلة دافئة ومتماسكة- تجلس بجانب طاولة مع مفرش أبيض، تتناول شرائح الشنيتسل على انغام الموسيقى، في الخلفية، في وسط الجبل الصخري المسمى الشرق الأوسط.
والنتيجة هي: قوانين منغلقة ومنقطعة عن السياق، تلغي إرادة الأغلبية، من خلال عملية اختطاف متعجرفة لا هوادة فيها. في وعاء الضغط هذا، الجمهور الإسرائيلي - المعتدل في طبيعته، والديموقراطي في جذوره، المحب للحياة والذكي - يجد نفسه يتوق الى كل نوع من الحلول، حتى عندما يتعلق الأمر بخيال غير فعال، مستحيل وربما غير أخلاقي.

التعليـــقات