رئيس التحرير: طلعت علوي

مركل ترفع شعار «أوروبا أولاً»

الأربعاء | 03/01/2018 - 08:10 صباحاً
مركل ترفع شعار «أوروبا أولاً»

شددت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في خطاب ألقته أمس لمناسبة العام الجديد 2018، على شعار «أوروبا أولاً»، في ما اعتبره مراقبون رداً هو الأول من نوعه على شعار «أميركا أولاً» الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدى انتخابه.

وشددت مركل على تماسك الاتحاد الأوروبي الذي سيكون «المسألة الحاسمة» في السنوات المقبلة. واعتبرت أن «27 دولة في أوروبا يجب أن تكون أكثر من أي وقت مضى، أكثر حماسة لتشكيل مجتمع متكافل. وأكدت أن مستقبل ألمانيا «مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصير أوروبا»، وشددت على رغبة برلين وباريس في العمل معاً لتحضير أوروبا في شكل أفضل لتحديات المستقبل».

وقالت: «سيكون علينا كأوروبيين تمثيل قيمنا بتضامن وبثقة في الداخل كما في الخارج». وأكدت أن الأمر يتعلق بضمان أوروبا قوية اقتصادياً وعادلة وقادرة أيضاً على «الدفاع بطريقة منسجمة عن حدودها الخارجية وكذلك أمن مواطنيها».

وأتى خطابها رداً على النزعة الشعبوية في القارة، والتي ظهرت بوادرها بخروج بريطانيا من الاتحاد وخلافات عميقة بين دوله خصوصاً في قضية استقبال اللاجئين.

يأتي ذلك بعد تعهد المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التوصل إلى رؤية مشتركة لإصلاح منطقة اليورو التي تشمل 19 دولة تبنت العملة الأوروبية الموحدة.

في الوقت ذاته، حددت مركل سلّم أولويات سياستها الداخلية والتي تشمل زيادة الاستثمارات في الأمن والدفاع وتحسين الرعاية الصحية والتعليم وبذل الجهود لخفض التفاوت المتزايد بين الريف والمدينة والغنى والفقر، وتعهدت مواجهة الانقسامات الاجتماعية المتفاقمة في البلاد.

وطمأنت المستشارة مواطنيها إلى عزمها على مواجهة الإرهاب، قائلة: «معاً نحن أقوى من الإرهاب»، لكنها اعترفت في المقابل بـ «أن «الإرهاب الإسلامي يمثل أكبر اختبار تواجهه ألمانيا».

وشددت مركل المكلفة تشكيل حكومة جديدة على أنها تسعى إلى تشكيل «تحالف مستقر» في البلاد. وقالت: «العالم لا ينتظرنا، وعلينا أن نخلق الظروف التي تضمن ازدهار بلدنا خلال 10 أو 15 سنة، لكن ألمانيا لن تزدهر إلا إذا كان نجاحها يخدم كل الناس ويحسّن حياتنا ويثريها». وأضافت أن «المزيد من الألمان يشعرون بالقلق على التماسك الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى، وأن بعضهم يثني على تنوع وانفتاح المجتمع الألماني فيما يعبّر آخرون عن مخاوفهم من تنامي الجريمة والعنف ويشتكون من نقص عدد الأطباء في المناطق الريفية ويساورهم القلق حيال إدارة عمليات تدفق المهاجرين».

وعلى المستوى الاقتصادي، رأت المستشارة أنه «يتعين على الشركات الاستثمار أكثر في البحث العلمي والتكنولوجيا الجديدة من أجل جعل ألمانيا رائدة رقمياً».

ورأت أن اقتصاد السوق سيبقى «بوصلة» حكومتها اجتماعياً، وركزت على «إيلاء أهمية للأسرة وتخفيف الأعباء المادية عنها». ولفتت إلى أنها تتمنى «أن يشهد العام الجديد تعزيز الروابط التي يلتف حولها الألمان، بما في ذلك احترام الآخر وضمان الكرامة للجميع»، وهما من المبادئ الأساسية التي يضمنها دستور البلاد.

 

alhayat.com

التعليـــقات