رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 31 كانون اول 2017

الأحد | 31/12/2017 - 12:06 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 31 كانون اول 2017

 

الكنيست ستناقش سلوك "ماحش" في ملف الفلسطينية التي اغتصبها شرطي
تكتب صحيفة "هآرتس" انه في اعقاب النشر في صحيفة "هآرتس"، حول الفلسطينية التي تعرضت للاغتصاب من قبل شرطي في غرفة التحقيق، قبل نحو خمس سنوات، وتبين من الفحص على جهاز كشف الكذب بأنها تقول الحقيقة، ومع ذلك لم يتم اعتقال أي مشبوه، لا بل قررت وحدة التحقيق مع الشرطة "ماحش" اغلاق الملف بعد عشرة أشهر من تقديم الشكوى، دون تبليغ المشتكية، تنوي الكنيست اجراء نقاش عاجل حول هذه القضية، بناء على طلب رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة، الذي طالب بمناقشة الموضوع في لجنة دعم مكانة المرأة، بمشاركة ممثلي "ماحش" والشرطة.
وقال عودة ان "إن اختيار تقديم شكوى في حالات الاعتداء الجنسي صعب دائما، ولكن في حالة المرأة التي تعيش تحت الاحتلال وتشكو لنفس النظام، فإن الأمر يحتاج الى شجاعة وقوة لا يمكن تصورهما. يبدو ان ماحش تتصرف مرة اخرى كهيئة تتستر على الحقيقة بدلا من محاولة التوصل الى الحقيقة وتقديم المسؤولين الى العدالة".
لقد بدأت هذه القضية قبل أكثر من خمس سنوات، على احد حواجز الطرق في منطقة القدس، حيث تم اعتقال الشابة الفلسطينية ليلى (اسم وهمي – الاسم الحقيقي محفوظ في ملف التحرير) بشبهة المكوث غير القانوني، واقتيدت إلى مركز للشرطة. وبعد استجوابها لبضع دقائق في احدى الغرف، تم نقلها إلى غرفة أخرى، حيث تعرضت للتحرش من قبل المحقق، الذي غادر الغرفة بعد فترة قصيرة. ولكن بعد ذلك، كما قالت، دخل شرطي يرتدي زي حرس الحدود واغتصبها.
وبعد الاغتصاب، قالت ليلى انها ارتدت ملابسها بسرعة، وغادرت المكان ركضا، وخرجت من مدخل المحطة، دون توقيع أي وثيقة للإفراج عنها. في اليوم التالي روت لزوجها ما حدث. ومر يوم آخر، وفي خطوة استثنائية رافقها زوجها إلى مكاتب "ماحش" في القدس، حيث روت للمحققين تفاصيل الحادث.
وقال عوده: "هذه حالة مروعة، وتحقيق فاضح يثير تساؤلات صعبة حول سلوك ماحش، لذلك من المهم والضروري إجراء مناقشة حول هذه الحالة بالتحديد وطلب إجابات من المسؤولين عنها". وقالت رئيسة لجنة رفع مكانة المرأة، النائب عايدة توما سليمان إن "هذه القضية تثبت أنه حتى عندما تتحلى المرأة بالشجاعة وتشكو، يفضل جهاز تطبيق القانون إغلاق الملف بدلا من استثمار الموارد اللازمة من أجل تقديم الجاني إلى العدالة". وأضافت "أن الاغتصاب نفسه، وكذلك السلوك الفاضح في هذه القضية، لا يقلان عن جرائم الحرب ويحظر أن تمر هذه المسألة دون أن تتحمل جميع الأطراف المعنية المسؤولية عن اعمالها أو صمتها".
كما طلبت النائب ميخال روزين (ميرتس) اجراء نقاش حول الموضوع، وقالت ان "ممارسة الإخفاء والتستر يثير الغضب ويشكل دعما قويا للعنف الجنسي برعاية الشرطة الإسرائيلية". وأضافت: "يجب على ماحش أن تعمل بشكل حاسم ضد احدى أكثر الظواهر المشينة، التي تقع فيها النساء اللواتي تطلبن المساعدة والحماية من الشرطة، ضحايا لأفراد الشرطة المجرمين".
النيابة تطلب من المحكمة العليا اجراء نقاش آخر في قرار حظر احتجاز جثث قتلى العمليات
تكتب صحيفة "هآرتس"، ان النيابة العامة، طلبت أمس الأول (الجمعة)، من المحكمة العليا اجراء نقاش آخر في قرارها الذي يحظر على الدولة احتجاز جثث "الإرهابيين" لأغراض المفاوضات، لأنه لا يوجد قانون عيني  ومفصل، يسمح لها بذلك بشكل صريح. وكانت المحكمة العليا قد اتخذت هذا القرار، قبل أسبوعين، بأغلبية قاضيين مقابل واحد، وتم تأجيل تنفيذه لمدة ستة أشهر، من أجل منح الكنيست مهلة لتمرير قانون بشأن هذه المسألة.
وجاء قرار مطالبة المحكمة العليا بإعادة النظر في الموضوع، بناء على توصية من المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، وبموافقة النائب العام شاي نيتسان. وجاء في الطلب ان "الدولة تعتقد بأن القرار لا يتفق مع احد القرارات السابقة للمحكمة وللأسف مع روحها". وتشير النيابة، ضمن امور خرى، الى مواقفها في قضايا أخرى سابقة، من بينها المفاوضات لإطلاق سراح جلعاد شليط من الأسر، واعادة جثتي الجنديين ايهود غولدفاسر والداد ريغف، حيث ادعت في حينه ان الدولة تمتنع عن إعادة جثث المخربين لأن من شأن ذلك ان يساعد في المفاوضات لإعادة الجنود المخطوفين.
ويعتمد الطلب على حقيقة ان قرار المحكمة صدر وفقا لرأي الغالبية وليس بالأجماع، ولأنه "في ظروف الموضوع توجد مبررات موضوعية وقانونية وعامة واضحة، لإعادة مناقشة الموضوع في تركيبة موسعة لقضاة المحكمة العليا".
وكان القاضيان يورام دانتسيغر وجورج قرا قد حددا، قبل أسبوعين، أنه إذا كانت إسرائيل مهتمة بذلك، فإنها تستطيع سن قانون يفي بالمعايير القانونية التي ينص عليها القانون الإسرائيلي والقانون الدولي. اما القاضي نيل هندل فقد عارض القرار وقال إن القانون الحالي يمنح الحكومة سلطة احتجاز الجثث، ووصف في رأيه الوضع الأمني في إسرائيل. ومنح القضاة الدولة ستة أشهر لسن قانون بشأن هذه المسألة، وقرروا أنه إذا لم يتم سن أي قانون بحلول ذلك التاريخ، يجب اعادة جثث "الإرهابيين" إلى عائلاتهم.
وتم اتخاذ القرار في إطار التماس قدمته عائلات "المخربين" ضد قرار مجلس الوزراء، في بداية العام، منع اعادة جثث نشطاء حماس الذين قتلوا في سياق الهجمات، إلى عائلاتهم ودفنها في مقابر خاصة ستقام لهذا الغرض. وكان الغرض من هذا القرار هو محاولة الضغط على عائلات القتلى، ومن خلالها على حماس لإعادة جثث جنود الجيش الإسرائيلي.
وقد استند القرار إلى تقييم أمني، يفيد أن احتجاز الجثث يمكن أن يساعد في إعادة المدنيين وجثتي جنديين تحتجزهم حماس، ويدعم المفاوضات في المستقبل بشأن هذه المسألة. وبناء على هذه السياسة تم دفن جثث اربعة مخربين في مقبرة لشهداء العدو في عميعاد، فيما تواصل الشرطة احتجاز جثتين. وادعت عائلات هؤلاء النشطاء أن احتجاز الجثث ينتهك الحق الدستوري للمخربين وأسرهم بالاحترام، ويصل حد العقاب الجماعي ويخالف القانون الدولي. كما ادعى الملتمسون أنه وفقا لمبادئ القانون فانه في حالة اللجوء الى هذا الإجراء الذي يشكل انتهاكا خطيرا للحقوق الدستورية ، ينبغي للقانون أن يكون صريحا ويمنح الحكومة هذه الصلاحية - في حين أن القانون الحالي لا يمنحها ذلك.
اسرائيل والولايات المتحدة تناقشان استراتيجية مشتركة ضد النشاط الايراني في الشرق الأوسط
تكتب "هآرتس" ان وفدا اسرائيليا برئاسة مستشار الأمن القومي، مئير بن شبات، التقى في موعد سابق من هذا الشهر، مع مسؤولين امريكيين في البيت الأبيض، لمناقشة اعداد استراتيجية مشتركة ضد النشاط الايراني في الشرق الأوسط.
وحسب مسؤول امريكي رفيع، فقد ناقش الطرفان الاستراتيجية الشاملة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الموضوع الايراني، وفحصوا فرص العمل ضد التواجد الايراني في سورية. واكد المسؤول ان اللقاء "لم يكن قمة الخطوة وانما جزء من نقاش متواصل". وحسب اقواله فان النقاش في هذا الموضوع سيتواصل خلال الأسابيع والأشهر القريبة.
وسيصبح النقاش في هذه المسألة على صلة تامة، في شهر كانون الثاني المقبل، حين سيكون على الرئيس ترامب تحديد ما اذا سيفرض عقوبات على ايران – الأمر الذي من شانه انهاء الاتفاق النووي الموقع بين ايران وادارة اوباما في 2015.
وكان ترامب قد أعلن في تشرين اول الماضي، ان ايران خرقت الاتفاق النووي مع القوى العظمى، عدة مرات، ورفض اعادة التصديق على الاتفاق. واتهم ترامب سلفه الرئيس اوباما بأنه "رفع العقوبات عن ايران قبل لحظة من انهيار النظام الايراني" ووصف الاتفاق بأنه "احد أسوأ الاتفاقيات الاحادية الجانب التي شاركت فيها الولايات المتحدة في تاريخها". وفي حينه قال رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ان "ترامب خلق فرصة لتصحيح هذا الاتفاق السيء".
قصف موقع رصد لحماس ردا على صواريخ الجمعة
تكتب "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي، قصف الليلة الماضية، موقع رصد تابع لحماس في جنوب قطاع غزة. وقال الناطق العسكري ان الهجوم جاء ردا على اطلاق قذائف هاون، امس الاول الجمعة، باتجاه منطقة المجلسين الاقليميين شاعر هنيغف وسدوت هنيغف.
وكانت صافرات الانذارات قد انطلقت في منطقتي المجلسين الاقليميين "شاعر هنيغف" و"سدوت هنيغف"، اثناء المراسم التي اقيمت في "كفار عزة" احتفالا بعيد ميلاد الجندي اورون شاؤول، الذي تحتجز حماس جثته في غزة منذ الجرف الصامد في 2014. وتمكنت "القبة الحديدية" من اسقاط صاروخين، فيما اصاب الصاروخ الثالث منزلا في منطقة المجلس الاقليمي "شاعر هنيغف"، وسبب أضرارا مادية. وردا على ذلك، قصف الجيش الاسرائيلي ظهر الجمعة، موقعين لحركة حماس في شمال قطاع غزة، بواسطة الدبابات وطائرات سلاح الجو.
وقال الجيش الاسرائيلي ان "اطلاق النار الخطير يوم الجمعة، أثبت مرة أخرى ان ايران، بواسطة اذرع الارهاب المارقة والمتطرفة، تعمل على دهورة الوضع في المنطقة وتتلاعب بحياة سكان غزة. وقال وزير الأمن، افيغدور ليبرمان، مساء امس السبت، لقناة الاخبار الاسرائيلية، ان ايران قدمت للتنظيمات السلفية القذائف التي تم اطلاقها على اسرائيل، يوم الجمعة.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران قد أرسلت قذائف هاون لحماس، أجاب ليبرمان أنه "تم تزويدها للكثير من العناصر في غزة. وما زال من المبكر لأوانه القول لمن تم تزويدها". واضاف ان اسرائيل تردع حركة حماس لكن الحركة "تخسر الردع أمام العناصر السلفية المتطرفة التي تتلقى الدعم من ايران وتريد جرنا الى حرب شاملة". ومن ثم قال: "نحن لا نستوعب التقطير الصاروخي، مهمتنا هي منع جولة أخرى في غزة".
في هذا الصدد تكتب "يديعوت احرونوت" انه في حوالي الساعة 12 من ظهر يوم الجمعة، وفي ذروة المراسم التي اقيمت في كيبوتس "كفار عزة"، تم اطلاق قذائف هاون باتجاه بلدات غلاف غزة، وقطعت صافرات الانذار الحفل المؤثر في منتصف اغنية عيدان حبيب.
ومع سماع صافرات الانذار، هرب حوالي 150 شخصا شاركوا في الحفل الى المنطقة المحمية، بينما تمدد الآخرون على الأرض، وغطوا رؤوسهم بأيديهم. وتمكنت القبة الحديدية من اسقاط قذيفتين، تماما فوق المنطقة التي اقيمت فيها المراسم، بينما اصابت القذيفة الثالثة بناية عامة في كيبوتس مجاور يتبع للمجلس الاقليمي "شاعر هنيغف". ولم يسفر عن وقوع اصابات، لكنه الحق اضرار بالبناية.
وشارك في المراسم رئيس حزب العمل آبي غباي، والنائب حاييم يلين (يوجد مستقبل) والنائب اورون حزان (ليكود) والوزير ايوب القرا (ليكود)، ورئيس قسم القوى البشرية السابق في الجيش الجنرال حجاي طوفولانسكي، وقائد لواء جولاني شلومي بيندر، وجنود لواء جولاني.
وفي اعقاب سقوط القذائف اعتقد بعض المنظمين انه يجب الغاء المراسم، او تأجيلها لعدة ساعات بسبب الخطر. لكن النائب حاييم يلين اعلن عبر مكبر الصوت: "يرجى العودة الى مقاعدكم، سنواصل المراسم، لا تسمحوا للإرهاب بهزمنا. استمرار المراسم هو ردنا على الارهاب في غزة".
وقدروا في الجيش أن اطلاق قذائف الهاون استهدف على وجه التحديد المشاركين في الحفل، لأنه تم الإعلان عنه على نطاق واسع. فقد اتصل منظم الحفل، رئيس مقر إطلاق سراح الأسرى والمفقودين في قطاع غزة، يوئيل مرشاك، بنشطاء فلسطينيين في قطاع غزة من أجل رفع الوعي وحشد الدعم لتنفيذ صفقة تؤدي لإعادة جثتي شاول وهدار غولدين والمواطن ابرا منغستو المحتجزين لدى حركة حماس. وقال مرشاك: "لقد ذهبنا الى اقرب نقطة من الأسرى والمفقودين، لنبث لحماس اننا نعرف أين هم وأننا واثقين من أنهم على قيد الحياة. وقمنا ببث رسالة الى حماس حول الحاجة إلى التفاوض على اعادة الاسرى في قطاع غزة. لقد بادرت الأسرة ونشطاء لتنظيم الحدث. وأنا فخور بالجيش الذي سمح لنا بالاستمرار حتى بعد اطلاق النار."
للأسبوع الخامس: الاف الاسرائيليين يتظاهرون ضد الفساد
تكتب "هآرتس" ان آلاف المواطنين الاسرائيليين، تظاهروا مساء امس السبت، في جادة روتشيلد في تل ابيب، للأسبوع الخامس على التوالي ضد الفساد السلطوي. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب الفاسدين بالاستقالة.
ورفع احد المتظاهرين لافتة كتب على احد جانبيها "بوغدياهو" (اختصار عبري لكلمتي نتنياهو خائن) وكتب على الجانب الآخر "طفيلياهو" (اختصار لكلمتي نتنياهو طفيلي). وأثارت هذه اللافتة ردود فعل غاضبة في اوساط اليمين. وشجب رئيس الائتلاف الحكومي، دافيد امسلم، هذه اللافتة، وكتب على صفحته في الفيسبوك ان "المتظاهرين في روتشيلد يريدون استبدال السلطة ليس عن طريق صناديق الاقتراع، وبهذه الطريقة فانهم يتجاوزن الخطوط الحمراء مرة تلو أخرى". ووفقا لرأيه فإن "تظاهرات اليسار بدأت بالضغط المرفوض ضد جهات تطبيق القانون، وواصلت برفع صور لي ولدافيد بيتان، كقرود ومتخلفين، ووصلت في الاسبوع الماضي الى رفع مجسم لمقصلة، والتحريض على القتل، وهذا المساء تم رفع شعار "بوغدياهو" ضد رئيس الحكومة".
وكان من بين المتحدثين في تل أبيب الليلة الماضية، إلداد ينيف، أحد منظمي الاحتجاج، الذي دعا إلى "إسماع نتنياهو ما يكره سماعه: "بيبي إلى البيت". وتطرق ينيف الى رفع مجسم المقصلة، في الاسبوع الماضي، وقال: " كل الحمقى الذين جاءوا مع المشانق والسيوف والمطارق، انزلوا هذه اللافتات، لا تسمحوا لهم بتدمير المظاهرة، لا تسمحوا لهم بجعلنا علة".
وقال الناشط الاجتماعي ايبي بنيامين: "ما هي عقيدة نتنياهو؟ الفساد والإهمال والتحريض والاقصاء والترهيب؟" نقول لكل من يريد العدالة الاجتماعية، نحن إخوة في الكفاح ضد الفساد". وقال ميني نفتالي، المدبر المنزلي السابق في منزل رئيس الحكومة، "ان رئيس الوزراء يخاف، انه يخاف من المظاهرات، لذلك سيكون هنا كل اسبوع استفزاز جديد. انتهت لديه الأرانب". وأضاف: "لن نتوقف عن الحضور كل ليلة سبت الى ساحة هبيما لنقول لرئيس الوزراء ان عليه الانفصال عن الكرسي".
وقال رئيس الحركة من اجل جودة الحكم، المحامي اليعاد شرجا ان "يد خفية خانت الوطن ووقعت للألمان على بيع غواصات لمصر. خانوا الوطن، وعليهم ألا يحكون لنا هراء". وهتف بعض المتظاهرين ردا على ذلك "خيانة".
وجرت مساء امس، ايضا، تظاهرات مماثلة في حيفا والقدس والعفولة وروش بينا واماكن اخرى. وفي حيفا رفعت خلال المظاهرة شعارات "لن يحدث شيء لأنني أنا الذي أعين وأُشرع"، "ان تكون خنزيرا لا يعني ان تكون محللا"، و"سلطة الشعب وليس سلطة رأس المال". وحمل بعض المتظاهرين على اعناقهم ملفات كتب عليها "ملف 3000" (ملف التحقيق في الغواصات). كما تم وضع صندوق اقتراع في المكان كتب عليه "صندوق اقتراع ضد الفساد".
لافتات عربية تزعج العنصريين اليهود والمجلس المحلية تأمر بإزالتها
تكتب "هآرتس" ان رئيس بلدية كريات جات، ابيرام دهاري، أمر بإزالة لافتات باللغة العربية تم تعليقها في مدينته. وتبين ان هذه اللافتات هي اعلانات للترويج للموسم الجديد من برنامج "فوضى". وقال دهاري في بيانه: "بناء على طلب الكثير من السكان أمرت بإزالة اللافتات يوم الاحد، بعون الله".
وشملت الحملة الاعلامية للبرنامج لافتات حملت شعارات باللغة العربية، بعضها بالعامية، من بينها "حضروا حالكو"، و "في الطريق اليك"، وشوي وببلش الاكشن". وتم طباعة هذه الشعارات بلون أبيض على خلفية سوداء، وبدون ترجمة عبرية. وتم تعليق مثل هذه اللافتات في مختلف أنحاء البلاد. وكان عضو بلدية نيشر، شلومي زينو، قد نشر يوم الخميس، على حسابه في تويتر، ان "لن اسمح لأي جهة بتحقيق مكاسب سياسية او تجارية على حساب سكان نيشر". وقال ان "اللافتة المكتوبة بالعربية ستزال اليوم". ويوم امس السبت تم ازالة اللافتة واستبدالها بكلمة "فوضى" باللغة العبرية، والى جانبها تاريخ بدء الموسم الجديد من البرنامج.
وكان عشرات السكان اليهود قد قدموا شكاوى الى الشرطة في اعقاب تعليق اللافتات التي لم يفهموا معانيها. وعلى الرغم من ان اللغة العربية لا تزال تعتبر لغة رسمية في البلاد، الا انه يكفي تعليق لافتة واحدة باللغة العربية كي تقوض مشاعر الامن لدى غالبية الاسرائيليين اليهود، الذين اصيبوا بحالة هوس نتيجة هذه الحملة الاعلامية. لكنه خلافا للحملة، تمكن مسلسل "فوضى" الناجح من ادخال اللغة العربية الى كل صالة بيت اسرائيلي تقريبا، وفعل ذلك بحكمة فنية.
تقيم الاستخبارات الاسرائيلي لعام 2018: "اندلاع الحرب ليس مستبعدا"
تكتب "يسرائيل هيوم"، ان تقييم جهاز الاستخبارات العسكري، لعام 2018، يشير الى ان احتمال اندلاع حرب لا يكاد يذكر، ولكن احتمال حدوث تصعيد يتطور من حادث معين سيزداد بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي. وسيتم عرض تقييم الجيش هذا، يوم غد الاثنين، امام منتدى القيادة العامة للجيش، وفي الاسبوع القادم، امام المجلس الوزاري. ويتضح من التقييم انه لا توجد لدى أي جهة في المنطقة مصلحة في المبادرة الى حرب ضد اسرائيل، لا سورية ولا حزب الله، في الشمال، ولا حماس في غزة، كل لأسبابه. فسورية وحزب الله ينشغلان في ترميم قواتهما بعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية، وحماس تولي اولوياتها للمصالحة الفلسطينية الداخلية.
مع ذلك، فإن امكانية التدهور نتيجة لحادث موضعي ستتزايد في السنة المقبلة، ويمكن لهذا ان يحدث في اعقاب كشف نفق في غزة، او في اعقاب عملية هجومية يتم ايعازها لإسرائيل في سورية. واذا كان الجانب الثاني يحذر، حاليا، من الرد، فإن فرص الرد ستكون اكبر، وقد تتطور الى تبادل ضربات تتواصل لعدة ايام، بل اكثر.
وهذا يعني أنه سيتعين على إسرائيل أن تختار بعناية أكبر الأهداف التي ستعمل ضدها في السنة المقبلة، وفي حالة التدهور، لاتخاذ إجراءات من شأنها أن تمنع تحطيم الآليات بشكل كامل والتدهور نحو الحرب. وفي هذا السياق، تعلق الاستخبارات العسكرية أهمية كبيرة على القيادة ووسائل الإعلام في الإسرائيل، إذ ستؤثر طرق تعبيرهما بشكل مباشر على أعمال الجانب الآخر أيضا.
2018 سوف تكون سنة "اليوم التالي"، التي سيتم خلالها إعادة تشكيل الاتجاهات الرئيسية في المنطقة. وستكون هذه هي السنة التي تلي الحرب الأهلية في سورية – ما سيؤثر بالتالي على وضع نظام الأسد وحزب الله وإعادة تنظيمهما؛ السنة التي ستلي هزيمة داعش وإمكانية صعوده في أماكن أخرى أو ظهور عنصر راديكالي جديد بدلا منه. وستكون سنة ما بعد أبو مازن، الذي حتى إذا اجتازها، ستكون سنة تكثيف الصراع على وراثته في السلطة الفلسطينية، والسنة التي تلي خطاب ترامب حول البرنامج النووي الإيراني.
إسرائيل لها تأثير كبير على كل هذه العمليات. وتنظر المخابرات العسكرية بقلق إلى عمليات التعزيز في لبنان وغزة، وتشير إلى أنها إمكانات محتملة من شأنها أن تقود الجانبين الى التصعيد.
هذا على خلفية تصميم حزب الله وحماس على تعزيز قواهما، وتصميم إسرائيل الموازي على منع ذلك. ومن المشكوك فيه ما إذا كانت إسرائيل سوف تساوم على ذلك، خوفا من أن الأسلحة التي يتم نقلها حاليا إلى لبنان أو غزة سوف تستخدم ضدها في السنوات المقبلة.
وكجزء من هذا، قد يطلب من إسرائيل إعادة تقييم الحصانة التي منحتها للبنان في السنوات الأخيرة، بشأن الهجمات على أراضيها. وهذا إذا زاد حزب الله من جهوده لتصنيع الأسلحة على الأراضي اللبنانية، بدلا من المخاطرة بمهاجمتها وتدميرها في سورية كما حدث حتى الآن.
وتقدر المخابرات العسكرية أن إيران ستواصل جهودها لتأسيس نفسها في المنطقة، رغم أنه خلافا لخططها من المرجح أن تواجه عددا كبيرا من التحديات على الطريق. روسيا تتنافس معها من أجل إعادة إعمار سورية وعلى المشاريع الاقتصادية ومن المتوقع أن تراكم المصاعب امامها، وسورية تخشى دفع ثمن النشاط الإيراني، خاصة من جانب اسرائيل. كما تواجه ايران التحديات في الداخل، وفي اجهزة الاستخبارات يتعقبون التظاهرات التي تجري في المدن الرئيسية الايرانية، احتجاجا على تحويل الميزانيات الى سورية ولبنان على حساب تحسين الأوضاع الاقتصادية محليا. وتشير التقديرات أيضا إلى أن إيران ستحاول التعامل مع هذه الأحداث بحساسية، من أجل تجنب وصولها الى "ربيع إيراني" يهدد سلطات البلاد.
كما يتوقع تقييم الاستخبارات أن تتمتع إسرائيل في عام 2018، بالتفوق الاستراتيجي. وسيتعين عليها تنسيق التحركات ليس فقط مع الولايات المتحدة ولكن أيضا مع روسيا، وبدرجة أقل مع الدول الهامة في أوروبا ومع الدول السنية البارزة في المنطقة، والتي قد تتعاون معها في كبح الاتجاهات السلبية في المنطقة - وخاصة إيران.
وتعتقد الاستخبارات ان الانظمة في المنطقة لا تواجه الخطر حاليا. لكنها تشير الى قلق معين بشأن مصر التي تواجه صعوبة في مواجهة التحديات التي يفرضها عليها تنظيم داعش في سيناء. في الأشهر الأخيرة كان هناك تحول ملحوظ في تنقل نشطاء داعش من سورية إلى سيناء، نظرا لهزيمة المنظمة في سورية وقوتها النسبية في سيناء. من ناحية تنظيم داعش "ولاية سيناء"، فانه يوجه جهوده حاليا لمحاربة قوات الأمن المصرية، ولكن إسرائيل لا تستبعد محاولة المنظمة في المستقبل تنفيذ هجوم نوعي ضد أهداف في إسرائيل.
لجنة اولياء امور الطلاب في القدس الشرقية تحذر من التسجيل لمنهاج التعليم الاسرائيلي
تكتب "يسرائيل هيوم" ان تعليم أطفال القدس الشرقية لا يفارق العناوين الرئيسية. في الأشهر الأخيرة، كان يبدو ان نظام التعليم في المنطقة عكس بوضوح الصراع الذي شهدته المدينة، والآن يصل هذا الاحتكاك إلى ذروة جديدة.
فقد قررت منظمة لأولياء الأمور في القدس الشرقية تسمى "لجنة الآباء المركزية"، المتماثلة مع السلطة الفلسطينية إزالة القفازات والمبادرة الى خطوات لكبح الاتجاه المتنامي لدى أولياء أمور الطلاب في القدس الشرقية بتسجيل اولادهم للدراسة وفقا لمنهاج جهاز التعليم الإسرائيلي. وفي منشور نشرته المنظمة على الفيس بوك تحت اسم "لجنة أولياء أمور طلاب مدارس القدس"، هاجمت جهاز التعليم الإسرائيلي، ودعت الجمهور العربي في القدس الشرقية إلى عدم التسجيل فيه، في العام الدراسي المقبل.
وكتبت المنظمة المحرضة: "مدارس اولادكم تستصرخكم.. قد جاء دوركم لتقولوا كلمتكم أن المنهاج الاحتلالي الاسرائيلي بدأ مسيرته نحو عقول أبنائكم، هذا المنهاج الذي يسعى الى محو هويتكم العربية الفلسطينية، الاسلامية والمسيحية، ليدخل الى عقول أبنائكم بتحريفاته للتاريخ والمفاهيم الثقافية والقيم التي تمثل تاريخنا وحضارتنا".
ووصفت المنظمة هذه الخطوة بـ"هجمة التهويد الكبرى والسيطرة على المدينة المقدسة"، وارفقت بيانها بتحذير من مواقع الانترنت التي تهدف لتسجيل الطلاب للسنة الدراسية القادمة. واعلنت اللجنة انها قررت "اطلاق حملة لتطهير حقائب أبنائنا ومدارسهم من منهاج التهويد". وأضافت: "برفضكم لسياسة تهويد العقول تثبتون للعالم أن انتمائكم فلسطيني وهويتكم فلسطينية وأنكم امتداد لأمة ذات حضارة عربية اسلامية امتدت على مدار التاريخ."
السلطة الفلسطينية تأمر سفيرها في الباكستان بالعودة بعد تلقي شكوى ضده من الهند
تكتب "يسرائيل هيوم" ان السلطة الفلسطينية أمرت سفيرها في الباكستان بالعودة فورا الى رام الله، في اعقاب حادث دبلوماسي اثار غضب الهند، حسب ما جاء في وسائل الاعلام الهندية. وقد وقع الحادث، امس الاول، عندما وقف السفير وليد ابو علي، الى جانب حافظ محمد سعيد، الذي وقف وراء العملية القاسية في بومباي في عام 2008، والتي قتل خلالها اكثر من 150 شخص.
وكان ابو علي وسعيد يشاركان في تظاهرة جرت في مدينة راولبندي، احتجاجا على القرار الامريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي اعقاب ذلك، قالت السلطة الفلسطينية لوسائل الاعلام الهندية ان السفير تلقى أمرا بالعودة الى رام الله فورا. وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الهندية ان "الجانب الفلسطيني اعرب عن اسفه العميق للحادث ووعد الحكومة الهندية بمعالجته كما يجب".
مركز الليكود يصوت اليوم على ضم الضفة الغربية
تكتب "يسرائيل هيوم" ان مركز حزب الليكود، سينعقد مساء اليوم، للمصادقة على قرار يؤيد ضم الضفة الغربية الى اسرائيل. ورغم ان هذا القرار لا يلزم الحكومة الاسرائيلية، الا انه يسود التقدير في الحزب انه ما كان لهذه الخطوة ان تمر لو كان رئيس الحزب ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد عارضها، في حال لا يسمح الوضع السياسي بذلك، ولو كان في البيت الأبيض رئيس آخر غير دونالد ترامب، المؤيد علنا لإسرائيل.
وسينعقد مركز الحزب بناء على طلب 900 عضو فيه وقعوا طلبا بعقد هذه الجلسة الخاصة للتصويت على نص قرار يلزم الليكود على دعم فرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية بما في ذلك غور الأردن.
وجاء في مشروع القرار أنه "في الذكرى السنوية الخمسين لتحرير أراضي يهودا والسامرة، بما فيها القدس، عاصمتنا الأبدية، تدعو اللجنة المركزية لليكود مسؤولي الليكود المنتخبين إلى العمل من أجل السماح بالبناء الحر وتطبيق قوانين دولة إسرائيل وسيادتها على جميع مناطق الاستيطان المحررة في يهودا والسامرة".
واعلنت الوزيرة جيلا جملئيل دعمها للقرار ودعت اعضاء مركز الحزب الى المصادقة عليه. وقالت: "منذ إعلان ترامب، يكثف العرب جهودهم الرامية إلى عزل إسرائيل على الحلبة الدولية. هذا قرار تاريخي لم يسبق له مثيل سيوضح لجيراننا والعالم أجمع: يهودا والسامرة وغور الأردن ستكون جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل. نحن هنا لكي نبقى".
كما اعرب عدد آخر من الوزراء والنواب عن دعمهم لمشروع القرار، من بينهم زئيف الكين وياريف ليفين وتسيبي حوطوبيلي.
اليونسكو تصادق على طلب انسحاب اسرائيل
تكتب "يسرائيل هيوم" ان الامينة العامة لمنظمة اليونسكو، اودري ازولاي، اعربت عن أسفها لقرار اسرائيل الاستقالة من التنظيم، ولكنها اسقطت البلدة القديمة في القدس من قائمة مواقع التراث العالمي في اسرائيل التي اشارت اليها في كلمتها.
واكدت ازولاي، امس، ان اسرائيل ستستقيل من اليونسكو في نهاية كانون اول 2018، وبذلك اعلنت عمليا تسلمها لرسالة السفير كرميل شاما كوهين بهذا الشأن. وبذلك ستنسحب اسرائيل من المنظمة في وقت واحد مع الولايات المتحدة التي اعلنت انسحابها قبل شهرين بسبب قرارات اليونسكو المنحازة ضد اسرائيل، وعلى رأسها القرار الذي يرفض وجود صلة لإسرائيل في "جبل الهيكل" (الحرم القدسي الشريف)، ويحدد انه موقع اسلامي.
قرار حكومي برصد ميزانيات لتشجيع طرد المتسللين الاجانب
تكتب يديعوت احرونوت" انه في اطار الحملة لطرد المتسللين من اسرائيل واغلاق معسكر "حولوت"، ستحول الحكومة 200 مليون شيكل سنويا، وستخصص 180 وظيفة جديدة لسلطة السكان والهجرة، من اجل تنفيذ حملة لإخراج 42 الف متسلل من البلاد.
وستصادق الحكومة في ذلك على القرار المشترك الذي صادق عليه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الداخلية ارييه درعي ووزير المالية موشيه كحلون، والذي ينص على منح مبلغ 3500 دولار لكل متسلل، تساعده على بدء حياة جديدة في الخارج.
وستتولى القوى البشرية الجديدة العمل على فحص طلبات اللجوء التي قدمها متسللون من السودان واريتريا، وعلى اخراج المتسللين الى دولة ثالثة، وزيادة تطبيق القانون على مشغلي المتسللين ومرافقة وتنظيم خروج المتسللين الطوعي الى بلد ثالث.
وجاء في تفسير القرار، انه تسلل إلى دولة إسرائيل في السنوات الأخيرة، نحو 60 الف شخص من البلدان الأفريقية، معظمهم من إريتريا والسودان. واليوم، وبعد رحيل عدة آلاف من المتسللين، بقي حوالي 42 الف شخص. إن ازدياد عدد المتسللين وتركيزهم في مراكز المدن، وخاصة في تل أبيب، يسفر عن عدة نتائج سلبية، من بينها الأضرار التي لحقت بالنسيج الاجتماعي للمجتمع الإسرائيلي، وإلحاق الضرر بالأمن الشخصي للمواطنين، وزيادة الجريمة والأضرار الجسيمة لسوق العمل.
وقال وزير الداخلية آريه ديري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الليلة الماضية: "وعدت سكان جنوب تل أبيب وسكان أحياء الضائقة الأخرى في جميع أنحاء البلاد بأنني سأعمل بكل الطرق لإخراج المتسللين من البلاد، وأنا انفذ وعدي. يسرني أن سكان الأحياء سيتمكنون قريبا من رؤية التغيير المطلوب، لأن فقراء مدينتك أولى".
مقالات
النظام الايراني تعلم الخوف من دينامية لمظاهرات المعدية.
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس"، ان للمظاهرات دينامية معدية. وقد تعلمت هذا المرض على جسدها الأنظمة في مصر وتونس واليمن وسورية، تماما كما تعلم النظام الإيراني، على مختلف أجياله، الخوف منها. المشكلة مع المظاهرات هي أن بداياتها لا يمكن أن تبشر بكيفية تطورها. هل التظاهرات التي بدأت في مدينة مشهد الكبرى، يوم الأربعاء الماضي، وأصابت عدواها مدينة كرمان شاه، التي ضربها زلزال قاتل هذا العام، وانتقلت إلى العاصمة طهران، ومدن أخرى، ستتوقف نتيجة سلسلة الاعتقالات واستخدام الوسائل الروتينية لتفريق المظاهرات مثل الغاز المسيل للدموع والاعتقالات والعقوبات القاسية، أم أنها ستراكم الزخم وستعرض مرة أخرى هزة عام 2009، التي لم تهدأ منها إيران حتى اليوم؟
المظاهرات المحلية ليست جديدة في إيران، سواء قبل الاتفاق النووي وأيضا بعده. لقد خرج المعلمون وموظفو البلديات والعاملون في الشركات الحكومية، للتظاهر والاضراب في السنوات الأخيرة، خاصة على خلفية الضائقة الاقتصادية، وعدم دفع الرواتب في الوقت المحدد، أو ظروف العمل الصعبة. حتى الشعارات الموجهة ضد الرئيس حسن روحاني، الرئيس الذي لم ينفذ وعوده الانتخابية حتى اليوم، لم يكن نادرة. لقد تسبب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل بإخراج آلاف الإيرانيين إلى الشوارع، تماما كما تظاهر الأكراد والعرب الإيرانيين مطالبين بحقوق متساوية.
وفي كل مرة، تمكن النظام من مصالحة المتظاهرين – خاصة بواسطة رفع الأجور، والمفاوضات التي استجابت لمعظم مطالب المتظاهرين، أو باستخدام القبضة الصلبة ضد المتظاهرين الوطنيين - وهذه المرة تبدو الأسباب أكثر شمولا وتتصل بأمراض عميقة ومزمنة، كالبطالة التي لا تنخفض نسبتها عن 12%، وارتفاع الأسعار وتخفيض الدعم وزيادة الضرائب والفساد العميق، والمشاركة الإيرانية في سورية واليمن، وخاصة غياب الأفق الاقتصادي، رغم إزالة معظم العقوبات التي كانت مفروضة على الدولة، كجزء من الاتفاق النووي.
لا تعزى المظاهرات إلى أي حركة أو تيار سياسي معين، على الأقل ليس في الوقت الراهن. صحيح انها موجهة ضد روحاني، ولكن هناك شعارات مثل "الموت للديكتاتور" موجهة ضد المرشد الأعلى علي خامنئي. وعلى هذا النحو، فهي ليست مجرد تعبير عن الاحتجاجات المنفصلة عن السياق السياسي. ويمكن للإصلاحيين الذين لم يرعوا المظاهرات بعد أن يستغلوها لعرض قوتهم العامة ضد طريقة النظام التي فرضت القيود على التقدم وحقوق الإنسان، في حين يمكن للمحافظين الاشارة من خلال هذه المظاهرات إلى عدم كفاءة روحاني، منافسهم.
يمكن لهذه المظاهرات ان تحقق الفائدة لشطري النظام. فروحاني يمكنه استغلالها لطرح الحاجة إلى تحسين وضع حقوق الإنسان وتعزيز الإصلاحات الثقافية، من أجل "الحفاظ على استقرار النظام"، وبنفس الذريعة يمكن للقيادة المحافظة استغلالها لإحباط صلاحيات روحاني. لكن، وعلى الرغم من الصراع القائم بين شطري النظام، من المفارقات أن الاحتجاج الإيراني يقود النخب الحاكمة، من كلا الجانبين، إلى بذل جهد متضافر في محاولة للتوصل إلى مثل هذه التفاهمات التي من شأنها أن تخفف الغضب.
ولكن إذا كانت الإجراءات الفورية، مثل تخفيض الضريبة وزيادة استحقاقات الرعاية الاجتماعية للفئات المحرومة، تخضع لأيدي النظام، فإن تغيير هيكل الاقتصاد، وإنشاء مشاريع كبيرة تستوعب الملايين من العاطلين عن العمل، أو الحد من التدخل الإيراني في البلدان الأجنبية هي عمليات طويلة الأجل ولا ترتبط بالنظام.
هكذا، على سبيل المثال، رفض الرئيس ترامب التصديق على التزام إيران بالاتفاق النووي، والمناقشات حول فرض المزيد من العقوبات الأمريكية، أدت إلى تبريد حماس المستثمرين والدول بالتوقيع على اتفاقيات جديدة أو تنفيذ تفاهمات موقعة مع إيران في العامين الماضيين. لقد نجح روحاني في تقليص التضخم من حوالى 35% في عام 2013 الى %9 هذا العام. وحققت الزيادة في الصادرات لإيران فائضا قدره نحو 30 مليار دولار؛ ومن المتوقع أن تجلب الاتفاقيات الضخمة مع روسيا والصين وباكستان عشرات المليارات من الدولارات وتضاعف حجم التجارة مع الاتحاد الأوروبي إلى أكثر من 10 مليارات دولار، ولكن هذه الاتفاقات لم تترجم بعد إلى أماكن عمل ورواتب.
صحيح ان النجاحات العسكرية والسياسية الإيرانية، وخاصة في الشرق الأوسط، والتي تعطي إيران مركز قوة إقليمية متوسطة، تعزز موقف ايران الدولي، ولكن ينظر إليها على أنها تأتي على حساب رفاهية ونوعية حياة المواطن الإيراني الذي يدفع ثمن القتال في اليمن وسورية.
من المتعارف عليه عموما أن السياسة الخارجية، حتى وإن نجحت وكثفت "الفخر الوطني"، لا يمكن أن تعوض عن فشل السياسة المحلية؛ لا سيما عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد. ولكن ليس من الزائد أن نتذكر بأن إيران نفسها أظهرت كيف قدمت سياسة الشاه الخارجية إسهاما هاما في تحقيق الثورة الإسلامية في عام 1979. وفي الوقت نفسه، وخلافا للحرب الإيرانية - العراقية، التي كلفت نحو مليون ضحية إيرانية منذ نحو عشر سنوات، لم تتحول الحروب في سورية واليمن إلى مقابر للجنود الإيرانيين، والاحتجاج ضدها الآن هو في الأساس اقتصاديا وليس وطنيا. لذلك، لا يمكننا التسرع في وقف التنفس في انتظار سقوط النظام بسبب تورطه في حرب إقليمية.
في الوقت الحالي، يمتنع النظام الإيراني عن إغراق شوارع المدن بمتطوعين من "الباسيج" المسلحين، أو رفع المستوى واقحام الحرس الثوري. إن الانتشار الجغرافي للمظاهرات في مختلف مدن البلاد يمكن أن يعطي انطباعا بأن البلاد بأكملها تحترق، ولكن عدد المتظاهرين في كل مدينة صغير نسبيا ويمكن احتواؤه. ويعتمد الاستمرار على طريقة دعم خطوات النظام، سواء في الصراع السياسي بين النخب الحاكمة أو مقابل الجمهور.
عذراء النبي صالح.
يكتب اوري أفنيري، في "هآرتس"، انها تبلغ من العمر 16 سنة، وابنة لعائلة فلاحية من قرية نائية. الاحتلال الأجنبي استفزها. فخرجت لمحاربته. وقد أثارت أفعالها الحماسة في اوساط شعبها المضطهد، الذي ارتقت أرواحه من أعماق اليأس إلى أمل متجدد. فتم القبض عليها من قبل المحتلين الذين سجنوها وحاكموها.
من المؤكد انكم تعتقدون بأنني أتحدث عن عهد التميمي، ابنة السادسة عشر، التي صفعت خد ضابط في الجيش الإسرائيلي.
ولكن لا. أنا أتحدث عن جان دارك، المعروفة باسم "عذراء أورليان".
لقد حدث ذلك قبل 600 سنة. في حينه وقعت بين البريطانيين والفرنسيين، "حرب المائة عام". وكانت للغزاة البريطانيين اليد العليا. وكان الفرنسيون على اقتناع بأن كل شيء انتهى - عندما حدث شيء خارق.
في قرية نائية في شمال فرنسا، قامت ابنة عائلة فلاحية، تبلغ من العمر 16 عاما، لا تعرف القراءة أو الكتابة، وأعلنت أنها تلقت رسالة من السماء. وان الله ألقى عليها مهمة إنقاذ فرنسا. وبطريقة ما تمكنت من الوصول إلى بلاط الملك (التي لم يتوج بعد)، وبشكل ما أقنعته بإرسالها إلى جيشه، الذي حارب دفاعا عن مدينة أورليان.
ارتدت جان دارك الدرع الواقي، ورفعت العلم في يدها، ووقفت على رأس المحاربين المهزومين، وأثارت فيهم الحماس الى حد أنهم انتصروا في المعركة الحاسمة دفاعا عن المدينة. لقد غيرت مصير الحرب وأحدثت نقطة تحول مصيرية. وبدأ الفرنسيون بالانتصار، ووقفت عذراء أورليان إلى جانب الملك عندما تم تتويجه أخيرا.
لكنها لم تكن محظوظة. فقد وقعت خلال المعارك في أيدي البريطانيين، الذين حاكموها وأحرقوها.
إذا اعتقد البريطانيون أنهم تخلصوا بذلك من الفتاة المزعجة، فقد ارتكبوا خطأ تاريخيا. فلقد اعلنت الكنيسة الكاثوليكية عن جان دارك قديسة. وتحولت الى رمز وطني فرنسي، وكانت مثالا أشعل الحماس في أجيال من المحاربين. وتحت رايتها أصبحت فرنسا قوة عالمية. وانتج أعظم الكتاب والفنانين روائع ادبية وفنية عنها.
واليوم تعتبر قضية "عذراء أورليان" احدى من أعظم أعمال الغباء في التاريخ البريطاني.
ولكن هل كان كل قضاتها أغبياء؟ بالتأكيد لا. من الواضح انه كان هناك أشخاص اذكياء بينهم، رجال الدولة، أمراء حرب وكهنة. إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تصرفوا بغباء مفرط؟
لم يكن لديهم أي خيار. بعد مئات السنين، حدد النبيل البريطاني، اللورد أكتون: "السلطة تُفسد، والسلطة المطلقة تُفسد بشكل مطلق". وكنت سأصحح هذه المقولة وأقول: "السلطة تسبب الغباء، والسلطة المطلقة تسبب الغباء المطلق"، ولا توجد سلطة غبية أكثر من سلطة الاحتلال.
ومن هنا الى الفتاة عهد التميمي، ابنة السادسة عشر من قرية النبي صالح.
لقد أصبح العالم كله يعرف اسمها الآن. العالم شاهد صورتها. وهذه مجرد بداية. التميمي تتحول أمام أعيننا إلى جان دارك الشعب الفلسطيني. الإنترنت باتت تنشر في جميع أنحاء العالم، صورتها البطولية وهي تحمل العلم الفلسطيني المرفرف.
لقد رابط جنديان من الجيش الإسرائيلي، نقيب ورقيب، في ساحة منزلها، فتوجهت اليهما، برفقة والدتها وابنة عمها، ولعنتهما بقوة، لكنهما لم يتحركان. لقد ضربت الضابط، لكنه لم يتحرك. صفعته على خده، فدافع عن وجهه، لكنه لم يتحرك.
هذا الضابط هو الشخص الحكيم الوحيد في القضية برمتها. لقد تراجع هو وصديقه الرقيب الى الوراء. الاحتلال الحكيم كان سيتعامل مع المسألة كلها كدعابة. وهكذا كان يمكن أن تنتهي القضية. لكن نظام الاحتلال لا يمكن أن يتخلى عن الأمر في هذا المكان، خاصة وأن العائلة قامت بتصوير الحدث. الاحتلال لا يتمتع بروح الدعابة. لقد تم اعتقال عهد ليلا في سريرها، كما تم اعتقال والدتها وابنة عمها، وأحيلوا إلى قاض عسكري، قام بتمديد اعتقالهن. لقد تم احتجازها في ظروف مهينة، ونقلت من سجن إلى سجن، ولم يسمح لها بتغيير ملابسها لمدة أسبوع. وفي قاعة المحكمة، تم وضع ثلاثة جنود أمام كرسي والدها حتى لم يتمكن من رؤية ابنته.
سلوك الجيش واضح. لقد أراد معاقبة الفتاة، "كي يروا ويخافوا". الفتاة التي مست بضابط في الجيش الإسرائيلي يجب أن تعاقب، حتى تتعلم آلاف الفتيات والفتيان مثلها الدرس. في بلادنا لا يمكن حرق الفتيات على المشنقة، كما تم احراق جان دارك الأصلية. نحن أكثر انسانية، لكننا لسنا اكثر ذكاء. يمكن اعتقالها فقط.
هذا العمل احمق تماما. إن الآلاف وعشرات الآلاف من الفتيان والفتيات الفلسطينيين يشاهدون الصور، فتمتلئ قلوبهم بالفخر. هذه واحدة منا، تجرأت على الوقوف ضد المحتل. أريد أن أكون مثلها.
هذا هو. السلطة المطلقة تسبب الغباء المطلق. ليس هناك شيء آخر.
عندما كنت في جيل عهد، عملت في مكتب محام، خريج أكسفورد. وكان من بين عملائنا بعض رؤساء الإدارة البريطانية في البلاد. وكان كلهم تقريبا من اناس لطفاء، تعاملوا معي أنا أيضا، الموظف الصغير، بأدب وتودد. وأنا، الذي كنت في حينه عضوا في حركة ايتسل (الارغون)، سألت نفسي مرارا وتكرارا: كيف يمكن هذا؟ كيف يمكن لهؤلاء الناس الوديين والمتحضرين أن يقيموا نظام احتلال غبي؟ الجواب الوحيد الذي تمكنت من تقديمه لنفسي هو إعادة الصياغة التي ذكرتها أعلاه لمقولة اللورد أكتون.
السلطة البريطانية كانت غبية. كل الذين خدموها - الحكام، الضباط والقضاة – تصرفوا بحماقة. كان معظمهم من المثقفين والمتعلمين، ولطفاء المعشر. لكنه حكم عليهم بأن يتصرفوا بغباء، لأن تلك هي طبيعة السلطة التي تفرض على شعب آخر. ليس لديهم خيار.
عهد التميمي تبدو كما لو تم اختيارها من قبل قوة عليا للقيام بالدور الذي تلعبه. انها شقراء الشعر، مثل الكثيرات من بنات قريتها، زرقاء العينين وشجاعة. التنكيل بها في السجن ستزيد فقط من قدرتها على إقناع أقرانها الواقعين تحت الاحتلال.
أنا واثق من أن هناك الكثير من الناس الاذكياء بين مدراء الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، والمواطنين والضباط. ولكن ليس لديهم خيار. الاحتلال يسبب الغباء. وفي النهاية، سيؤدي هذا الغباء إلى تدميرنا.

القدس والدبلوماسية الانجيلية
يكتب ديفيد فرسوناس، نائب رئيس السفارة المسيحية العالمية في القدس، في "يسرائيل هيوم"، إن قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، أثار ارتياحا كبيرا لدى الجمهور الإسرائيلي. فبعد مرور 70 عاما على إنشاء إسرائيل، تحظى عاصمتها بالاعتراف الرسمي من قبل أكبر قوة عظمى في العالم. وبعد اسبوعين من ذلك انضم رئيس غواتيمالا، جيمي موراليس، الى الاعتراف بالمدينة، وأعلن أنه أمر بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. باستثناء الإنجاز الكبير للشعب اليهودي، هذا هو، ايضا، إنجازا كبيرا لملايين المسيحيين الإنجيليين الذين يحبون إسرائيل.
دونالد ترامب هو صديق حقيقي لدولة إسرائيل، حتى قبل انتخابه للرئاسة. وقوفه الى جانب دولة اليهود كان أحد دوافع الكثير من الانجيليين الأمريكيين لدعمه. وكان الاعتراف بالقدس ونقل السفارة إليها أحد القضايا المركزية في حملة الانتخابات الرئاسية، وجزء كبيرا من حملة ترامب الانتخابية، الذي امتنع لأسباب مختلفة عن تنفيذ التزامه بها فور توليه لمنصبه. ولهذا السبب، تجند عشرات القادة المسيحيين ووقعوا على طلب يدعو الرئيس للوفاء بالتزامه ونقل السفارة الى المدينة، وهي دعوة لم يستطع الرئيس تجاهلها.
كما أن قرار موراليس في غواتيمالا، نقل السفارة إلى عاصمة إسرائيل نابع من نفس الاعتبارات. موراليس، الذي ولد لعائلة إنجيلية، يعتبر مؤيدا متحمسا لإسرائيل. أكثر من 50 في المئة من سكان أمريكا الوسطى ينتمون إلى تيار الإنجيلية. وقد اجتاحت الثورة الانجيلية الكثير من الدول في نصف الكرة الجنوبي، وولد عشرات الملايين في أمريكا اللاتينية من جديد كإنجيليين. واتبنى الكثير منهم الصهيونية بكل قلوبهم.
ويمكن رؤية دليل على هذه الثورة أيضا في التصويت في الأمم المتحدة، حيث سعت الدول العربية والإسلامية إلى إدانة الولايات المتحدة لدعمها لإسرائيل. لقد انضم ما مجموعه 128 دولة إلى التصويت، لكنه امتنعت عشرات الدول الأخرى عن تأييد القرار. ويمكن رؤية العلاقة بين نسبة الدول الإنجيلية ونمط التصويت. لقد عارضت تسع دول الاقتراح. ومن بينها غواتيمالا وهندوراس (36 في المئة إنجيليين). كما اجتاحت الثورة الإنجيلية أفريقيا، واحدى الدول الأخرى التي عارضت القرار كانت توغو في غرب أفريقيا، التي ينتمي حوالي عشر مواطنيها للتيار الإنجيلي. وفي البلدان التي امتنعت عن التصويت او تغيبت عنه، هناك معدلات عالية من الإنجيليين. على سبيل المثال، رواندا التي ينتمي نحو ربع سكانها للتيار الإنجيلي، وأوغندا التي ينتمي ثلث مواطنيها الى هذا التيار الديني.
نمط تصويت هذه البلدان هو وسام شرف لنا، في السفارة المسيحية الدولية، وشهادة على نشاطنا الطويل الأمد لتعزيز وضع القدس كعاصمة لإسرائيل. لقد وقفت سوزان مايكل، رئيسة الفرع الأمريكي في السفارة المسيحية، على رأس تحالف للمنظمات الصهيونية المسيحية المسمى "قيادة أمريكية مسيحية من أجل اسرائيل" (American Christian Leaders for Israel )، التي تضم عشرات المنظمات التي حثت ترامب على الاعتراف بالقدس كعاصمة.
وينشط ممثلونا في أفريقيا وأمريكا اللاتينية بين صناع القرارات لتعزيز وضع إسرائيل، حتى بين البلدان العلمانية. وهكذا، ساعد مدير السفارة المسيحية في جمهورية التشيك على تعزيز قرار برلمان براغ بالاعتراف بالقدس. ويواصل تيار الإنجيلية النمو في العالم، وينضم الملايين إليه كل عام. هؤلاء هم أصدقاء إسرائيل وهم يقفون في الصلاة والحب والدعم الى جانب مواطني الديمقراطية الوحيدة في المنطقة.
رد اسرائيل ضعيف
يكتب يوسي يهوشواع، في "يديعوت احرونوت"، انه على النقيض من الانطباع الذي حاولوا خلقه هنا، فقد كان الحادث يوم الجمعة أسوأ من أي أحداث سبقته في الأسابيع الأخيرة. فللمرة الأولى، تم إطلاق النار في منتصف النهار وليس في الليل، وخلال حدث حضره ليس فقط مشاركون دعتهم أسرة اورون شاؤول، ولكن أيضا أعضاء الكنيست وضباط ورموز السلطة. والرد الإسرائيلي؟ كان الرد الأضعف حتى الآن.
كانت هناك العديد من التصريحات الحربية في الأشهر الأخيرة بشأن الرد الإسرائيلي على حماس، ولكن الرد على قذائف الهاون الثلاث التي أطلقت على غلاف غزة بعد ظهر يوم الجمعة، كان الأصغر وغير العادي في طابعه حتى الآن. في كل احداث اطلاق النار التي وقعت حتى اليوم، وخاصة القذائف التي سقطت في اسرائيل، رد الجيش مرتين: الرد الفوري ضد أهداف حماس المتاحة، على خط الاحتكاك، بواسطة الدبابات أو طائرات سلاح الجو. وهجوم ليلي على أهداف حماس من أجل جباية ثمن مسؤوليتها عن إطلاق النار. وكما لوحظ، فإن ردنا هذه المرة - حتى بعد الهجوم الليلة الماضية على موقع مراقبة لحماس - كان ضعيفا. لماذا؟ غير واضح.
ليس هناك حاجة للحصول على إذن من المخابرات الإسرائيلية لكي نفهم أنه تم التخطيط لإطلاق النار بعد ظهر يوم الجمعة لأن الحدث كان علنيا. وهكذا، بعد إطلاق النار على رموز الحكومة، تخفف إسرائيل من الضغط على الدواسة- لكنها تواصل الخط القائل ان حماس خاضعة للردع. ولكن في الواقع، فقدت حماس الردع امام المنظمات المارقة - بينما نحن في إسرائيل لا نزال نردعها، كما يزعمون في إسرائيل - وهو ادعاء لا يتفق مع الواقع في الشهر الماضي.
منذ عملية الجرف الصامد، وحتى التصعيد الحالي، تم اطلاق 40 صاروخا. والشهر الأخير، فقط، تم اطلاق 30 صاروخا. وحتى لو قال كبار المسؤولين في الجهاز الأمني بان الردع الإسرائيلي لم يتآكل، فإن الواقع يثبت خلاف ذلك، ومن المحتمل أن الجيش الإسرائيلي، كما في الأيام التي سبقت عملية الجرف الصامد، لا يقرأ بشكل صحيح ما يحدث في غزة. التقييمات الإسرائيلية تشير إلى أن حماس تحاول شن هجمات في يهودا والسامرة ولا تريد مواجهات في غزة.
كل هذا أقل أهمية لأنه اتضح أن الرغبات على حدة والواقع شيء آخر، وحتى لو كانت حماس تريد منع المنظمات المارقة من إطلاق النار، فإنها لا تنجح حقا، وبالتالي يجب على إسرائيل أن تتعامل مع الأفعال وليس فقط مع النوايا والمصالح. حتى إذا كان صناع القرار هنا مقتنعون بأن حماس تريد الهدوء الذي سيسمح لها بالحكم، فقد كان يكفي سقوط صاروخ واحد فقط في وسط المراسم في "كفر عزة". وبشكل عام، فإن الصور التي خرجت من هناك لا تخدم الردع الإسرائيلي "الذي يواجه التحدي"، وهو المصطلح الجديد الذي يرغبون في الحديث عنه في الجيش الإسرائيلي.
و كلمة أخرى عن نظام القبة الحديدية: لأسباب مختلفة، فان نسب اعتراضها للصواريخ في الشهر الماضي لا تشبه نسبة اعتراضها في عملية الجرف الصامد. لقد رأينا هذا في سديروت وأيضا يوم الجمعة. هناك تفسيرات مهنية لهذا، ولكن في الغالب نعلم أنه من المستحيل أن نتوقع حماية محكمة - بالتأكيد ليس في غلاف غزة.

التعليـــقات