رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 29 – 30 كانون اول 2017

السبت | 30/12/2017 - 10:30 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 29 – 30 كانون اول 2017

 

قصف موقعين لحماس ردا على سقوط صواريخ في جنوب اسرائيل
كتب موقع "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي قصف، ظهر الجمعة، موقعين لحركة حماس في شمال قطاع غزة، بواسطة الدبابات وطائرات سلاح الجو. وجاء القصف الاسرائيلي ردا على إطلاق ثلاثة صواريخ من قطاع غزة باتجاه اسرائيل، صباح الجمعة. وتمكنت القبة الحديدية من اسقاط صاروخين، فيما اصاب الصاروخ الثالث منزلا في منطقة المجلس الاقليمي "شاعر هنيغف"، وسبب أضرارا مادية.
وكانت صافرات الانذارات قد انطلقت في منطقتي المجلسين الاقليميين "شاعر هنيغف" و"سدوت هنيغف"، اثناء المراسم التي اقيمت في "كفار عزة" احتفالا بعيد ميلاد الجندي اورون شاؤول، الذي تحتجز حماس جثته في غزة منذ الجرف الصامد في 2014. وشارك في المراسم رئيس حزب "العمل" ابي غباي والنائب حاييم يلين من "يوجد مستقبل".
ومنذ السادس من كانون اول، اليوم الذي اعلن فيه الرئيس الامريكي ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، تم اطلاق حوالي 30 صاروخا من قطاع غزة باتجاه اسرائيل، لكن نصفها سقط داخل قطاع غزة.
السلطة الفلسطينية ستطلب الانضمام الى 22 اتفاقية ومعاهدة دولية
تكتب صحيفة "هآرتس" انه تنفيذا لما قاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في الكلمة التي القاها في رام الله، بعد اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل، ستطالب السلطة الفلسطينية بالانضمام الى 22 اتفاقية ومعاهدة دولية، 18 منها تحت رعاية الامم المتحدة. وكان عباس قد اقدم على مثل هذه الخطوة الاحتجاجية، في الماضي بهدف تعزيز الاعتراف بالكيان الفلسطيني كدولة موقعة على المعاهدات مثل جميع البلدان.
ووصلت الى "هآرتس" قائمة المعاهدات الكاملة، والتي تضم، ايضا، تعديل المادة 8 من معاهدة روما (المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي)، الذي يوسع، ضمن جملة أمور، تطبيق تعريف استخدام الغازات كجريمة حرب. كما تضم القائمة: معاهدة قمع الإرهاب النووي، واتفاقية الحماية المادية للمواد النووية، ومعاهدة روتردام لمكافحة الاتجار بالمواد الخطرة واستخدامها، ومعاهدة استكهولم لمكافحة مخاطر التعرض للملوثات العضوية غير الجزئية، واتفاقية برشلونة لحماية البحر الأبيض المتوسط من التلوث، واتفاقية التغير البيئي.
كما تشمل القائمة: معاهدة مناهضة التعذيب والمعاملة أو العقوبة القاسية، اللاإنسانية أو المهينة، واتفاقية الأسلحة الكيميائية، وبروتوكول جنيف بشأن حظر استعمال الأسلحة الكيميائية، واتفاقية الأسلحة البيولوجية، واتفاقية مناهضة تطوير وإنتاج واستخدام الألغام المضادة للأفراد، ومعاهدة تنظيم بيع السلاح، واتفاقية الأمم المتحدة، بشأن عقود تسويق البضائع الدولية، واتفاقية المخدرات، واتفاقية المؤثرات العقلية،  والاتفاقية الجمركية بشأن نقل البضائع الدولية، واتفاقية مناهضة الاتجار بالأطفال، ممارسة البغاء والاستغلال الجنسي للأطفال، واتفاقية منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص.
وكانت شركة الأخبار الاسرائيلية قد ذكرت امس (الخميس) ان سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة داني دانون، اجرى اتصالا مع السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هيلي لصياغة رد مشترك على هذه الخطوة.
وهذه ليست هي المرة الأولى التي يتخذ فيها الفلسطينيون مثل هذه الخطوة. ففي نيسان 2014، سعت السلطة الفلسطينية الى الانضمام إلى 15 اتفاقية ومعاهدة أخرى، بما في ذلك اتفاقية مكافحة التمييز ضد المرأة، واتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، احتجاجا على التأخير في الإفراج عن السجناء. وفي حينه صادق الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون على ضم الفلسطينيين إلى عشر معاهدات ترعاها الأمم المتحدة.
وفي كانون الأول 2014، وبعد التصويت في مجلس الأمن الدولي على انتهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وقّع عباس 22 معاهدة، بما في ذلك معاهدة روما، ومهد الطريق أمام الفلسطينيين للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
ابراهيم ابو ثريا قتل نتيجة رصاصة في الرأس
تكتب "هآرتس" ان وكالة الانباء "أي. بي"، افادت يوم الخميس، ان التقارير الطبية في قطاع غزة تبين ان الفلسطيني ابراهيم ابو ثريا، المقطوع الساقين، الذي قتل قبل اسبوعين في مظاهرة قرب السياج الامني، اصيب برصاصة في رأسه. وجاء في التقارير ان ابراهيم أصيب بعيار ناري فوق عينه اليسرى وتوفي جراء نزيف في المخ. وظهرت نتائج مماثلة أيضا في تقرير جمعية الهلال الأحمر، الذي وصل إلى وكالة الأنباء. ولا تشير التقارير الطبية إلى من أطلق الرصاصة وما هو قطرها.
وقال الناطق العسكري ان "التقرير وصل بعد ظهر اليوم من وسائل الاعلام وسيتم دراسته وفحصه خلال الايام المقبلة".
وكان الجيش الاسرائيلي قد حدد، في الأسبوع الماضي، بأن التحقيق الذي أجراه توصل إلى أنه لا يمكن تحديد سبب وفاة أبو ثريا، وادعى الجيش الإسرائيلي انه "في ذلك الوقت لم يتم إطلاق أي ذخيرة حية على أبو ثريا وانما تم اطلاق عدة عيارات دقيقة باتجاه محرضين رئيسيين خلال التظاهرة". وذكر أيضا أنه "لم يتم الكشف عن أي فشل أخلاقي أو مهني في عمل القوات".
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان ابو ثريا اصيب بعيار ناري حي في القسم العلوي من جسمه. وسبق ان فقد ابو ثريا ساقيه نتيجة هجوم اسرائيلي على قطاع غزة في 2008، واستخدم منذ ذلك الوقت كرسي عجلات. وكان ابو ثريا يقيم في مخيم الشاطئ ويعيل اسرته من خلال العمل في غسيل السيارات.
تمديد اعتقال عهد وناريمان التميمي بزعم انهما تشكلان خطر
تكتب "هآرتس" ان المحكمة العسكرية في الضفة الغربية، قررت، الخميس، تمديد اعتقال عهد التميمي ووالدتها ناريمان، للمرة الثالثة، لخمسة ايام، فيما قررت اطلاق سراح نور التميمي التي شاركت عهد في ضرب الجنديين. الا ان المحكمة قررت تأخير إطلاق سراح نور لمدة 48 ساعة بناء على طلب النيابة التي اعلنت انها تنوي الاستئناف على القرار.
وخلال النظر في طلب تمديد الاعتقال، حدد القاضي، الرائد حاييم باليلتي، أن عهد وناريمان تشكلان خطرا لا يمكن استبعاده في هذه المرحلة، ما يبرر تمديد اعتقالهما. ووفقا للنائب العسكري، فقد ربطت عهد وأمها انفسهما بمخالفات أخرى غير تلك المسجلة في الفيديو. وربطت عهد نفسها بحادثين إضافيين من المواجهات مع الجنود وحادث رشق للحجارة. اما نور فنسب اليها الضلوع في الحدث المصور فقط.
وقالت المحامية غابي لاسكي، التي تترافع عن المعتقلات الثلاث، ان " المحكمة اعتقدت انه من الممكن اطلاق سراح نور بقيود خفيفة جدا جدا. هذا يعني، انه على الرغم من كل المشاعر التي جرها الحدث الذي تم تصويره، يبدو أنه من الناحية القانونية كان يمكن استدعاؤهن للاستجواب والتحقيق والإفراج عنهن. ثم يمكن تقديم لائحة اتهام. ولم تكن هناك حاجة إلى هذا الاعتقال الليلي المصور بعد وقوع الحادث. يبدو ان النيابة طلبت الاعتقال لكي تبدأ في البحث عن مخالفات اخرى ارتكبتها الثلاث في الماضي، والتي لم يظن احد في الماضي ان هناك حاجة للتحقيق فيها او اعتقالهن بسببها".
وفى الجلسة السابقة قبل ثلاثة ايام، وافق القاضي على عدم الافراج عنهن بسبب "الخوف من عرقلة التحقيق". وامتنعت المحكمة عن تحديد ما إذا كان ادعاء الجيش والشرطة بأنهن تشكلن خطرا، هو ادعاء صحيح، واكتفى بعدم الإفراج عنهن بسبب الخوف من عرقلة التحقيق. غير أن أحد قضاة محكمة الاستئناف، قال خلال النظر في الاستئناف على اعتقالهن، إن مواد الأدلة تنطوي على "إثبات سبب الخطر، حتى في هذه المرحلة من الإجراءات".
يشار الى ان الجيش اعتقل عهد في 19 كانون الأول، بعد نشر الشريط الذي تظهر فيه وهي تضرب الجنديين على مدخل بيتها، ومن ثم تم اعتقال والدتها ناريمان عندما توجهت الى مركز الشرطة للسؤال عن ابنتها، وفي اليوم التالي تم اعتقال نور.
سفير اسرائيل يوزع بيانا حول محاولات تقديم طلب انسحاب اسرائيل من اليونسكو قبل نهاية العام
تكتب "هآرتس" ان سفير اسرائيل لدى اليونسكو، كرميل شاما هكوهين، وزع بيانا، امس الخميس، كتب فيه: "مساء الخير، اليوم جرت محاولة لتسليم كتاب الانسحاب الرسمي ووقف عضوية دولة اسرائيل في اليونسكو. مقر المنظمة مغلق ويحرسه رجل او رجلا امن ومطافئ. وصلت اليوم مع مساعدي وقدمنا، اولا، علبة حلوى للحراس، بمناسبة السنة المدنية الجديدة، ومن اجل تحلية الازعاج الخاص. وشرحا لنا انه مع كل الرغبة الا انه لا يمكنهما التوقيع على استلام أي بريد او تسلم أي وثيقة، وحتى البريد الذي يصل من البريد الفرنسي لا يتم استلامه.
وبعد اصرارنا على رغبتنا بالتقاء المسؤول عنهما داخل مكاتب المنظمة، دخلنا وتوصلنا معه الى تفاهم على ان يؤكد لنا بشكل خطي محاولة تسليم الرسالة ورفضه تسلمها. وتم ارسال الرسالة مع ما كتبه المسؤول عن الامن، بواسطة البريد الالكتروني الى الامينة العامة لليونسكو، وحسب ما تم الاتفاق معها فإنها ستعتبر ذلك بمثابة تسليم وتبليغ بشأن الانسحاب خلال عام 2017."
وارفق هكوهين بيانه بصور الوثائق وصورة له امام مقر اليونسكو، وتصريحا جاء فيه ان "اسرائيل بذلت كل جهد من اجل استكمال خطوة الانسحاب بأسرع ما يمكن، مع الولايات المتحدة، والامتناع عن البقاء غير المرغوب فيه لسنة اخرى داخل المنظمة التعيسة، التي تم اختطافها من قبل الدول العربية والاسلامية".
وأضاف: "يجب الاشارة بالإيجاب الى الباب المفتوح والتعاون الإيجابي من قبل الأمينة العامة الجديدة مع الوفد الإسرائيلي وشكرها على ذلك، وأمل أن تنجح بتطهير المنظمة من التلوث السياسي، الذي جعل كل جزء جيد منها ملوثا، الأمر الذي سيسمح للمنظمة بالعودة الى مكانتها كمنظمة مهنية لصالح الجميع، تربط بين الجميع بشكل يتعالى على كل خلاف سياسي وبالتأكيد على محاولات التحريض وإعادة كتابة التاريخ".
الشرطة ستؤجل توصياتها بشأن التحقيقات مع نتنياهو
تكتب "هآرتس" انه من المتوقع ان تؤجل الشرطة تقديم توصياتها بشأن التحقيقات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ملفي الرشوة وقضية موزيس، وفقا لما ذكرته شركة الأخبار، مساء امس الخميس. ووفقا للتقرير من المتوقع ان تؤجل الشرطة تقديم توصياتها في الملفين المعرفين برقمي 1000 و2000، لمدة شهر ونصف على الأقل، بادعاء الحاجة الى استكمال التحقيق. وبناء عليه قد تحتاج الشرطة الى اجراء تحقيق اخر مع نتنياهو في الملفين، علما انه تم حتى الان التحقيق معه سبع مرات.
وقبل اسبوعين، نشر اثر التحقيق السابع مع نتنياهو ان الشرطة انهت التحقيق وانها ستنشر توصياتها حتى منتصف كانون الثاني المقبل. ويشتبه نتنياهو في الملف 1000 بتلقي رشوة من رجلي الاعمال ارنون ميلتشين وجيمس فاكر، عبارة عن علب سيجار وزجاجات شمبانيا ومجوهرات تصل قيمتها الى مئات الاف الشواكل. وفي الملف 2000 يشتبه نتنياهو بإجراء اتصالات رشوة مع ممول صحيفة "يديعوت احرونوت" نوني موزيس، تنص على قيام الصحيفة بتغطية نشاطات نتنياهو بشكل ايجابي، مقابل عمله على اضعاف صحيفة "يسرائيل هيوم" المنافسة، ومساعدة "يديعوت" على استعادة السيطرة على سوق الصحافة.
استطلاع للرأي: "لبيد يهزم نتنياهو غباي"
نشرت صحيفة "مصدر اول"، صباح الجمعة، نتائج استطلاع للرأي، يتكهن بحصول حزب "يوجد مستقبل" على 25 مقعدا، لو جرت الانتخابات اليوم، مقابل 24 مقعدا لليكود و12 مقعدا فقط للمعسكر الصهيوني. كما يقلص رئيس "يوجد مستقبل" يئير لبيد، الفجوة في مجال الملاءمة لرئاسة الحكومة. اما موشيه كحلون فيحصل حسب الاستطلاع على 11 مقعدا.
ويتكهن الاستطلاع بتعزيز قوة البيت اليهودي وحصوله على 14 مقعدا، أي اكثر بستة مقاعد عن قوته الحالية، بينما يتكهن بانخفاض قوة القائمة المشتركة الى 11 مقعد (خسارة مقعدين)، وتعزيز قوة يهدوت هتوراه الى 7 مقاعد، وخسارة شاس لثلاثة مقاعد وحصولها على 4، وازدياد قوة ميرتس من 5 حاليا الى 7 مقاعد، وانخفاض قوة يسرائيل بيتينو من 6 مقاعد حاليا الى 5.
وقد اجرى الاستطلاع معهد "مأجار موحوت" وشمل 507 اشخاص من الجمهور البالغ في اسرائيل. وفحص الاستطلاع الشخص الملائم لرئاسة الحكومة، فيما لو جرت الانتخابات اليوم. وحصل بنيامين نتنياهو على تأييد 24% ويئير لبيد على تأييد 18%، وموشيه يعلون على 7%، بينما حصل آبي غباي ونفتالي بينت على تأييد 6% لكل منهما، فيما حصل افيغدور ليبرمان على تأييد 3%. وقال ثلث المشاركين في الاستطلاع انهم ما كانوا سيختارون أي واحد من هؤلاء.
يشار الى ان استطلاع القناة الثانية، الذي نشر في تموز الماضي، منح نتنياهو نسبة 34% من التأييد كمرشح ملائم لرئاسة الحكومة، فيما حصل غباي على 13% ولبيد على 12%. ويتواصل بذلك تراجع التأييد لغباي، الذي بدأ في استطلاع للقناة 10، قبل شهر، حيث تكهن بانخفاض قوة  المعسكر الصهيوني من 24 مقعدا الى 17 مقعدا، بينما تكهن بحصول الليكود ويوجد مستقبل على 24 مقعدا، لكل منهما. كما تكهن الاستطلاع نفسه بارتفاع قوة البيت اليهودي من ثمانية مقاعد الى 12 مقعدا، وانخفاض قوة القائمة المشتركة من 13 مقعدا الى 11 مقعدا، وانخفاض قوة "كلنا" من عشرة مقاعد الى تسعة مقاعد.
وبالإضافة إلى ذلك، عزز الاستطلاع قوة  يهدوت هتوراه وميرتس الى سبعة مقاعد لكل منهما، وانخفضت قوة يسرائيل بيتينو إلى خمسة مقاعد، فيما انخفضت قوة شاس إلى أربعة مقاعد. ويأتي ضعف غباي عل خلفية سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل، التي قوبلت بانتقادات من اليسار. فقد قال غباي في الأشهر الأخيرة إن اليسار نسي أن يكون يهوديا، وقرر دعم طرد طالبي اللجوء، وقال إن القدس الموحدة أكثر أهمية من السلام، بل قال انه ليست هناك حاجة لإخلاء المستوطنات في حال التوصل إلى اتفاق سلام.
في احتفال بائس: رئيس مجلس عين ماهل يكرم نتنياهو رغم الاحتجاج الكبير للسكان
تكتب صحيفة "هآرتس" ان احتفال التكريم الذي حظي به نتنياهو في بلدة عين ماهل العربية، منحه فترة راحة قصيرة من الاضطرابات والانتقادات في الوسط اليهودي. ومهما بذل ريكلين ودافيد بيتان وامثالهم من جهد، فلن ينجحوا في مدح نتنياهو كما فعل صاحب ربطة العنق الصفراء، المعلم محمد أبو ليل، المكنى أبو صقر، على مسرح قاعة الرياضة.
خارج القاعة، وعلى مسافة كيلومتر من قاعة الرياضة، تظاهر حوالي 600 شخص ضد الزيارة، ورددوا هتافات ضد نتنياهو وتصريحاته العنصرية قبل الانتخابات، ورفعوا لافتة كبيرة كتبوا عليها "عين ماهل لا تحترم العنصريين". وعلى جانب الطريق الذي مرت فيه سيارات نتنياهو وحاشيته، ارتفعت لافتة كبيرة كتب عليها بالعبرية والانجليزية: "رئيس حكومة عنصري وفاسد. عار".
ونشرت اللجنة الشعبية في القرية بيانا اعلنت فيه معارضتها الشديدة لزيارة نتنياهو. وجاء في البيان ان "عين ماهل تحارب القرارات العنصرية لحكومة نتنياهو، رئيس الحكومة الذي تم خلال فترة ولايته سن العديد من القوانين التي تميز ضد الأقلية العربية في اسرائيل".
وكانت القاعة في الداخل خالية إلا من عدد قليل من الحضور. وقرر مشايخ القرية مقاطعة الحدث، والكثير من الحضور جاؤوا من خارج القرية. وكان حوالي 80% ممن تحدث معهم مراسل الصحيفة من ابناء عائلة ابو ليل، عائلة رئيس المجلس المحلي. 
وعرض نتنياهو خلال كلمته في الحفل، اسرائيل كجزء من الصراع بين التطرف والتقدم، بين الوحشية والأمل. وقال ان "اسرائيل تمثل الأمل، وكل دول المنطقة تعرف ذلك. لا يمكنني قول كل شيء، ولكن هناك تعاون غير مسبوق". واضاف نتنياهو ان اسرائيل تجري استطلاعات عبر شبكة الانترنت، والرأي العام العربي يميل الى اسرائيل. وفاخر بقرار استثمار 15 مليار شيكل في المجتمع العربي.
وهاجم نتنياهو المتظاهرين ضده خارج القاعة، وقال: "رأيت هنا عند المدخل مظاهرة، يحملون هناك شعارات فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، ضد زيارتي، ضد من يتظاهرون؟ ضد الملايين الذين ذبحوا واقتلعوا من ديارهم في سورية؟ ضد من تتظاهرون؟ ضد الدولة الوحيدة التي تحمي حقوق الإنسان، والتي أنشأت مستشفى ميدانيا لمساعدة الضحايا؟ ضد دولة اسرائيل؟ اخجلوا". ربما كانت هذه هي العبارة الوحيدة الفظة في خطاب نتنياهو الإيجابي نوعا ما، لكن هذا هو ما اختار نشره على الفيسبوك - فهذا هو الوقت المناسب لتعزيز قاعدته.
احد زعماء غوش ايمونيم: "نتنياهو تآمر على حكومة شمير"
تكتب "هآرتس" ان بيني كتسوبر، احد قادة حركة "غوش ايمونيم"، والعضو في ادارة حزب "هتحياه" سابقا، اتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتآمر على حكومة اسحق شمير وتسريع تفككها في 1992. وقال كتسوبر انه في خضم مؤتمر مدريد، الذي انعقد في تشرين اول 1991، اتصل نتنياهو برئيس حزب "هتحياه" يوفال نئمان، وقال له ان شمير يتواجد على حافة الانكسار، وانه يمكن لتهديد من حزب "هتحياه" بالانسحاب من الحكومة ان يعيده الى الاستقرار. "يجب عليك وقف شمير"، قال نائب وزير الخارجية نتنياهو في حينه لزعيم "هتحياه".
وقال كتسوبر انه قرر كشف هذه المعلومات، التي احتفظ بها طوال سنوات، لأنه لم يعد بإمكانه تحمل اتهامات نتنياهو الكاذبة والمتكررة لليمين الايديولوجي، بأنه هو الذي بادر الى اسقاط حكومة شمير، وتسبب بالانتخابات التي قادت الى انتصار، اليسار الذي جلب كارثة اوسلو. يشار الى ان نتنياهو كرر هذه التهمة، هذا الاسبوع، لدى اجتماعه بحاخامات الصهيونية  الدينية. وحث نتنياهو الحاخامات على تفعيل تأثيرهم "من اجل وقف تظاهرات اليمين في القدس، كي لا يكرر اليمين اسقاط حكومة يمينية ويعيد اليسار الى السلطة".
وقال كتسوبر انه على الرغم من معارضة حزب "هتحياه" المشاركة في مؤتمر مدريد، الا انه لم يستقل من الحكومة، حتى بعد تلقي المحادثة الهاتفية العاجلة من نتنياهو. وقال ان نئمان ابلغ شمير في حينه انه حتى اذا استقال من الحكومة لأسباب ايديولوجية فانه سيصوت مع الحكومة من المعارضة. كما حظي شمير بوعد مشابه من قبل رحبعام زئيفي، زعيم حزب "موليدت" في حينه.
وقال الياكيم هعتسني، عضو الكنيست عن حزب "هتحياه" في حينه، ان نواب كبار من حزب الليكود توجهوا الى حزب "هتحياه" وشجعوه على اسقاط الحكومة. وبرروا ذلك بالقول انه ما دامت الاستطلاعات تتكهن بانخفاض كبير بقوة الحزب فانه من المفضل تبكير موعد الانتخابات، لأن من شأن ذلك اعادة توحيد جمهور المؤيدين.
كما يتذكر كتسوبر توجهات كهذه، وقال: "في الليكود، في ذلك الوقت، سادت حرب الكل ضد الكل. اريئيل شارون، ديفيد ليفي، اسحاق موداعي - ثلاثة من كبار الوزراء – تآمروا على شمير وشوهوا سمعة الحزب في الرأي العام. وبالفعل، عندما وصلت الامور الى صناديق الاقتراع، قال الجمهور كلمته وفقد الليكود ثمانية مقاعد في الكنيست. وهكذا، إلى جانب الانقسام في معسكر اليمين الأيديولوجي، فقد المعسكر القومي السلطة.
ورفض مكتب رئيس الوزراء التعليق. وقال الليكود معقبا: "هذه اكاذيب. رئيس الوزراء نتنياهو لم يتوجه إلى أي شخص بشأن هذه المسألة، بل فعل العكس تماما. لقد حذر من ان اسقاط الحكومة اليمينية من شأنه ان ينزل كارثة بإسرائيل – وهو ما حدث بالفعل. رئيس الوزراء نتنياهو مقتنع بأن خطرا مماثلا سيحدث لنا اليوم، إذا لا سمح الله، كررنا نفس الخطأ الخطير".
ماحش تقرر اغلاق ملف التحقيق في جريمة قتل ابو القيعان في ام الحيران
تكتب "هآرتس" ان وحدة التحقيق مع افراد الشرطة (ماحش) اوصت بإغلاق التحقيق ضد رجال الشرطة، الذين أطلقوا النار على المواطن يعقوب أبو القيعان في قرية أم حيران وقتلوه. وحوّلت "ماحش" الملف الى النيابة العامة قبل أسبوعين. وحسب ادعاء "ماحش"، "لم يرتكب أي من رجال الشرطة مخالفة جنائية في إطلاق النار على أبو القيعان".
وكان النائب العام شاي نيتسان قد اعاد الملف قبل حوالي شهر، الى ماحش، لغرض استكمال التحقيق بسبب ادعاء الشرطة بأن جهاز الشاباك كتب تقريرا يشير إلى أن دهس ضابط الشرطة إيرز ليفي كان عملية هجومية تم تنفيذها على خلفية قومية. وحسب مصدر مقرب من التحقيق فان وحدة "ماحش" لم تركز على دوافع أبو القيعان، وامتنعت عن تحديد ما اذا تم تنفيذ هجوم.
وقال سكان أم الحيران إنه منذ عودة الملف إلى "ماحش" لاستكمال التحقيق، وصل وكلاء الشاباك إلى القرية واستجوبوهم حول عملية الهدم.
وكانت الشرطة قد ادعت فور وقوع الحادث الذي قتل فيه ابو القيعان والشرطي ليفي، ان ابو القيعان دهس ليفي عمدا وانه عمل من قبل تنظيم داعش. لكن التفاصيل التي تم عرضها ونتائج تحقيق الشاباك، المنشورة حتى الان، لا تؤكد زعم الشرطة.
وبالإضافة الى التوصية بعدم محاكمة أي من افراد الشرطة، يبدو ان ماحش ستوصي بإغلاق الملف، ايضا، ضد افراد الشرطة المتهمين بالاعتداء على رئيس القائمة المشتركة، النائب ايمن عودة. وكانت ماحش قد اوصت في السابق بإغلاق الملف، الا ان نيتسان اعاده اليها وامر بالتحقيق مع افراد الشرطة. وقال مقرب من التحقيق ان قرار ماحش لن يتغير وستوصي بعدم محاكمة افراد الشرطة. لكن ماحش ستطلب محاسبة افراد الشرطة داخليا، لأنهم لم يتطرقوا في التقرير الذي اعدوه حول الحادث الى الاعتداء على النائب عودة.
وقبل حوالى شهر استجوبت "ماحش" تسعة من رجال الشرطة، من بينهم قائد فريق رفيع المستوى، للاشتباه بتورطهم في الهجوم على عودة. وتم استجواب بعض رجال الشرطة للاشتباه بتشويش التحقيق، بمن فيهم القائد، لأنهم لم يبلغوا عن الاعتداء على عودة، وكذبوا خلال التحقيق معهم حول ذلك في السابق.
وفي التوثيق الذي تم نشره قبل شهر، يظهر افراد الشرطة وهم يهاجمون عودة ويرشون الغاز المسيل للدموع على وجهه من مسافة قريبة جدا. وتم تصوير الشريط من قبل مراسل الجزيرة مراد سعيد، وهو يوثق للحظات التي تلت قتل ابو القيعان. وتظهر قوة من الشرطة وهي تخوض جدالا مع عودة ونشطاء آخرين، حاولوا، كما يبدو، الوصول الى المنطقة التي قتل فيها ابو القيعان، وبعد ذلك يظهر شرطي وهو يرش الغاز على وجه عودة.
وردا على توصية "ماحش" بإغلاق القضية ضد رجال الشرطة الذين قتلوا أبو القيعان، قال عودة: "نحن لا نستغرب قرار "ماحش"، ولم يكن لدينا أي توقعات بإجراء تحقيق عادل من شأنه أن يعطي بعض العدالة ليعقوب وعائلته. الشرطة لم تطلق النار فقط على يعقوب، البريء، بل منعت تقديم العلاج الطبي له وتركته يغوص في دمه حتى موته. الا يجب ان يعاقب احد على هذا الأمر ايضا؟".
وأضاف عودة " الجناة الحقيقيون للكارثة الرهيبة التي وقعت في أم الحيران في تلك الليلة هم: مفوض الشرطة روني الشيخ والوزير غلعاد أردان، فهما من أرسلا رجال الشرطة الى هذه المهمة في الظلام، وكانوا مسلحين من قمة الرأس حتى اخمص القدمين، ولم ينتظرا للحظة قبل خروجهما الى وسائل الإعلام لتشويه اسم يعقوب والتحريض على كل سكان القرية. لن نستريح حتى تظهر الحقيقة". ورفضت "ماحش" التعقيب على ذلك، فيما رحب محامو افراد الشرطة بالقرار واعتبرونه صحيحا "من حيث الحقائق والقانون".
التماسان الى العليا ضد قانون التوصيات
تكتب "يسرائيل هيوم" ان الحركة من اجل جودة الحكومة التمست الى المحكمة العليا، صباح الخميس ضد قانون التوصيات الذي صادقت عليه الكنيست، في ساعات الفجر، بعد اكثر من يومين من النقاش المتواصل. وجاء في الالتماس ان القانون "ليس واضحا ويهدف الى تقديم المنفعة لمنتخبي الجمهور أنفسهم، بشكل شخصي وغير لائق".
وتدعي الحركة، أيضا، أن القانون ينتهك المبادئ الدستورية والقانونية: حق الجمهور في المعرفة، والحق في النقد العام والمساواة أمام القانون. واضافت "ان الكنيست استخدم سلطته المتأصلة كسلطة تشريعية بشكل سيء وقدم قانونا معقدا ومتسرعا يدوس على المبادئ الاساسية للنظام الديمقراطي - وانطلاقا من الرغبة في خدمة المصالح السياسية الضيقة".
كما قدمت النائب كارين الهرار التماسا ضد القانون باسم كتلتها البرلمانية "يوجد مستقبل". وكانت وزيرة القضاء اييلت شكيد قد هاجمت رئيس الكتلة النائب يئير لبيد، بعد اعلان نيته الالتماس الى القانون، قبل المصادقة عليه، وقالت: "انت تهين الكنيست وتفرغها من مضمونها. يخجلني انه بعد ثلاثة ايام من النقاش وعدد كبير جدا من التحفظات، تقرر التوجه الى المحكمة العليا".
النيابة ترفض هدم الطابق الثاني من بيت عمر عبد الجليل
تكتب "يسرائيل هيوم" ان النيابة العامة للدولة ابلغت المحكمة العليا بأنها تعارض هدم بيت عائلة عمر عبد الجليل، منفذ عملية حلميش، بشكل كامل، وقالت انها تطلب "هدم الطابق الاول من المنزل فقط، لأنه لا توجد "للمخرب" علاقة بالطابق الثاني".
وكان عبد الجليل قد نفذ في 21 تموز الماضي عملية قاتلة في حلميش اسفرت عن قتل ثلاثة من أبناء عائلة سلومون. وطالب الملتمسون بهدم كامل المنزل التابع لعائلته، لكن النيابة توافق على هدم الطابق الاول فقط، حيث كان يقيم.
وجاء في رد النيابة انه في هذه الحالة "ليس المقصود ابناء عائلة غير ضالعين، ونزلت عليهم العملية القاتلة بشكل مفاجئ، لأنه حسب الأدلة كان ابناء العائلة الذين يعيشون في البيت نفسه يعرفون عن نية القاتل قبل ساعتين من وقوع العملية ولم يفعلوا شيئا لمنعه، وقد ادينوا بعدم منع جريمة. لكن الارتباط بالمسكن يشكل شرطا مسبقا لهدم المبنى. وحسب ما هو معروف فان الطابق الثاني كان في طور البناء، وعلم قائد قوات الجيش بأنه لا توجد علاقة "للمخرب" بهذا الطابق وانه كما يبدو يعود لأخيه".
لائحة اتهام ضد فلسطيني بمحاولة القتل
تكتب "يسرائيل هيوم" ان النيابة العامة، قدمت يوم الخميس، لائحة اتهام الى المحكمة المركزية في القدس ضد "المخرب" الذي طعن الحارس اشير الملياح واصابه بجراح بالغة، في بداية الشهر، في المحطة المركزية في القدس. واتهم يوسف ابو القرعة، وهو من منطقة نابلس، بمحاولة القتل والدخول الى اسرائيل بشكل غير قانوني.
وحسب بيان الشاباك فان ابو القرعة، من سكان قرية وادي فرعة المجاورة لنابلس، تواجد في البلاد بشكل غير قانوني، وتبين خلال التحقيق معه انه خطط للعملية لوحده متأثرا بالتحريض على الشبكة الالكترونية بعد اعلان الرئيس الامريكي عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وادعى الشاباك ان هذه العملية "تؤكد التحريض البالغ الذي يتعرض له الفلسطينيون في الضفة الغربية وتأثير المنهاج التعليمي في مدارس السلطة، كعامل محفز وملهم للعمليات الارهابية".
رسائل مضادة لرسالة رافضي الخدمة في جيش الاحتلال
تكتب "يديعوت احرونوت" ان رسالة رفض الخدمة في الجيش التي وقعها 63 طالبا ثانويا، والتي نشرتها "يديعوت أحرونوت"، يوم الخميس، اثارت ردود فعل عاصفة. فقد قرر مئات الطلاب الثانويين الرد على الرسالة التي جاء فيها "إن الجيش ينفذ سياسة حكومية عنصرية تنتهك حقوق الإنسان الأساسية"، و "لن نشارك في ذراع الاحتلال".
وفي الرسالة المضادة التي بعث بها الطلاب الى وزير الأمن ورئيس الحكومة كتبوا: "سنخدم في كل مكان تحتاجنا فيه دولة اسرائيل". وبادر الى رسالة الرد هذه، طلاب من مدينة سديروت، الاعضاء في القيادة الشابة لشبكة مدارس "اميت". ووقع الرسالة اكثر من 650 طالبا ثانويا من مختلف انحاء البلاد، والذين كتبوا "اننا نريد تعزيز الجيش وتعزيز دولة اسرائيل، والتصريح بأننا سنواصل الخدمة في الجيش وفي الخدمة الوطنية والدفاع عن الشعب وعن الدولة. سنواصل رفع الحمالة".
وقال الطالب حاي ليفي، من سكان سديروت، واحد المبادرين الى الرسالة: "شعرنا بالحاجة الى الرد لأنه لا مكان لمقولات كهذه في المجتمع الاسرائيلي. رفض الخدمة في الجيش هو خطأ كبير". واضاف صديقه رام ارغوف: "غالبية الشبان في اسرائيل يفهمون انه من دون جيش قوي لن يبقى شيء هنا".
وجاء في رسالة اخرى كتبها طلاب الصف الثاني عشر من "المركز التوراتي – التكنولوجي نحاليم"، ان "رفض الخدمة في الجيش لا يتم بسبب مثل عليا وانما بسبب رؤية ضيقة. ندعو الرافضين الى مدرستنا لسماع موقفهم، وعلى امل تغيير هذا القرار المشوه الذي قد يؤثر على حياتنا وعلى المجتمع الاسرائيلي كله".
وهاجم نائب وزير الأمن ايلي بن دهان (البيت اليهودي) الرافضين، وقال ان "استخدام الخدمة العسكرية لدفع مواقف سياسية يعارضها غالبية الجمهور هو استخدام منافق وحقير. ادعو كل رجال اليسار الذين يشجبون كل يوم الدعوة الى الرفض، الى شجب هذه الرسالة، ايضا".
وكان هناك من طالب بالرد على الموقعين على الرسالة بخطوات متطرفة. فرئيس الكلية العسكرية "تافور" في "الناصرة العليا" الرائد (احتياط) عميحاي شكلي، طالب بمنع الموقعين على الرسالة من الحق في الانتخاب. وقال ان "اختيار رفض الخدمة هو خطوة فوضوية، غير ديموقراطية يقف في أساسها عدم الاعتراف بقرار الناخب. المجتمع الاسرائيلي لا يمكنه الصمود اذا اتسعت هذه الظاهرة. الشخص الذي يختار الرفض يوقع على الطلاق من دولة اسرائيل ولذلك يجب حرمانه من حق التصويت".
في المقابل اثنى رئيس القائمة المشتركة النائب ايمن عودة على الموقعين على الرسالة ووصفهم بالشجعان، وقال: "كم هو مثير ومفيد رؤية هؤلاء الشبان يقفون امام المجتمع بأسره ويقولون في أكثر صوت واضح ومفاخر - لن نخدم الاحتلال وقمع الشعب الفلسطيني. ذات يوم سيقدر المجتمع كله عملكم هذا".
الحكومة تقرر تشكيل هيئة حكومية – مدنية مشتركة لمحاربة BDS
تكتب "يديعوت احرونوت" انه في ظل سلسلة الضربات التي تعرضت لها اسرائيل مؤخرا، على الحلبة الاعلامية، قررت الحكومة رفع سقف الجهود المبذولة لمحاربة حركة المقاطعة BDS. وبادر وزير الشؤون الاستراتيجية والامن الداخلي، غلعاد اردان، الى تمرير قرار في الحكومة، يسمح بتشكيل هيئة حكومية – مدنية مشتركة لتوفير رد عاجل ومنسق، ضد محاولات تشويه صورة اسرائيل في العالم.
وتشمل الخطة تخصيص 260 مليون شيكل لتأسيس شركة لمنفعة الجمهور (جمعية لغير اهداف الربح) ولصالح تحسين صورة اسرائيل. وتطمح هذه الخطة الى تقليد مشاريع مدنية مثل "تغليت" و"مساع" التي تعمل على توثيق العلاقة بين يهود المهجر واسرائيل، من خلال التعاون مع الحكومة. وسيدار المشروع من قبل لجنة توجيه مشتركة تضم في عضويتها ممثلين عن الحكومة وممثلين عن المتبرعين اليهود.
وتم توزيع مشروع القرار على الوزراء في الأسبوع الماضي، ويوم امس دخل حيز النفاذ بعد عدم تقديم اعتراضات عليه. ويصادق القرار على اقامة "هيئة مدنية تساعد وتخدم دولة اسرائيل والمجتمع المؤيد لإسرائيل في الكفاح ضد نزع شرعية اسرائيل".
وستشارك اسرائيل وقيادة اليهود في المهجر في تمويل نشاطات هذه الهيئة، وكخطوة اولى ستخصص وزارة الشؤون الاستراتيجية مبلغ 128 مليون شيكل. ويتعهد الممولون اليهود الذين ستتعاقد معهم الدولة – وبات هناك الان عشرة متمولين كهؤلاء – بدفع شيكل مقابل شيكل، أي 128 مليون شيكل اخرى مقابل ما صادقت عليه الحكومة. كما التزم الممولون بمضاعفة المبلغ مرتين وثلاث، الأمر الذي سيجند للمشروع مئات ملايين الشواكل.
وتقف وراء هذا المشروع الرغبة في دعم الجهود الاعلامية في الدولة بمساعدة منظمات المجتمع المدني التي يمكن أن تعالج بشكل أفضل جهود المقاطعة، التي تصل أيضا من المنظمات غير الحكومية والشخصيات الدولية مثل المغني روجر ووترز.
ويفترض بهذا المشروع أن يعمل بكل قوة في أوقات الأزمات، كالعمليات العسكرية أو الهجمات الإرهابية أو التصويت المعادي لإسرائيل في الأمم المتحدة، وسيشمل وسائل مختلفة، مثل الحملات العامة وممارسة الضغط واحضار وفود إلى إسرائيل من صناع الرأي العام، والنشاط المكثف في وسائل الإعلام الجديدة، والتواصل مع المنظمات المؤيدة لإسرائيل في الخارج وبشكل رئيسي في أوروبا. والهدف الرئيسي هو اتاحة المرونة لإسرائيل وسرعة العمل غير القائمة اليوم بسبب القيود التي تفرضها البيروقراطية والمناقصات. ومع ذلك، فإن هذه الهيئة المعينة ستظل خاضعة للمراجعة من قبل المراقب المالي للدولة والمستشار القانوني للحكومة.
وقال مصدر سياسي مشارك في المبادرة: "تخيلوا أنه بعد ما حدث مع المغنية لورد – التي اعلنت عن الغاء ظهورها في إسرائيل - بانها ستخطف في اليوم نفسه حملة فيروسية على مواقع الإنترنت في جميع أنحاء العالم واعلانات بحجم صفحة في جميع الصحف الكبرى في العالم. هذا شيء لا تستطيع دولة اسرائيل القيام به".
وقالوا في وزارة الشؤون الاستراتيجية، التي صممت الخطة، إن منظمات المقاطعة ضد إسرائيل منسقة وممولة تمويلا جيدا، ولذلك كان من الضروري أن "ترتقي" إسرائيل وتقوم بتفعيل هيئة مماثلة قادرة على التعامل معها "وفقا لشروطهم".
وقال الوزير غلعاد اردان ان "حملة المقاطعة تحاول تشويه صورة اسرائيل في العالم وعزلها. مليارات الناس يتعرضون يوميا الى تحريض اعلامي كاذب يحاول المس بشرعية اسرائيل كدولة يهودية وتقويض قاعدة وجودنا الاخلاقية. الصراع المشترك للحكومة والتنظيمات المؤيدة لإسرائيل سيضاعف القوى ويساعدنا على صد حملة المقاطعة والانتصار عليها".
حالة تأهب في اسرائيل بعد وصول العشرات من مقاتلي داعش الى جنوب الجولان
تكتب "يديعوت احرونوت" انه تسود حالة تأهب في الجهاز الأمني بعد وصول العشرات من مقاتلي داعش مؤخرا إلى مدينة درعا في جنوب هضبة الجولان، على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية.
لقد هرب هؤلاء المقاتلين المسلحين من مدينة الرقة في شمال سورية، ووصلوا إلى جنوب الجولان وانضموا إلى لواء "خالد بن الوليد"، الذي يتألف من عدة مئات من رجال داعش. وتعتقد مصادر امنية اسرائيلية ان تعزيز اللواء يشكل تهديدا حقيقيا للحدود الاسرائيلية.
وسادت في الماضي مخاوف ازاء احتمال تفعيل هذا اللواء ضد إسرائيل. ولكن، في سياق الصراعات الإقليمية مع رجال جبهة النصرة، فقد لواء داعش العديد من قادته، مما خفف تحمس رجاله للعمل ضد إسرائيل. والآن، تؤدي الزيادة الكبيرة في قوة اللواء إلى زيادة التوتر في مرتفعات الجولان الجنوبية، سواء في مواجهة إسرائيل أو الحدود السورية - الأردنية، الأمر الذي يتطلب من الجيش الإسرائيلي التواجد في حالة تأهب قصوى.
ونشر في وقت سابق، ان رجال لواء خالد بن الوليد حاولوا استخدام الأسلحة الكيميائية، مثل الكلور الذي يستخدمه الجيش السوري ضد المتمردين. وساد التخوف من محاولة رجال داعش إطلاق قذائف هاون محملة بالكلور على إسرائيل. لكن هذه المخاوف لم تتحقق، بيد انه بقدر ما هو معروف، فإن القدرات الكيميائية للمنظمة الإرهابية لا تزال على حالها.
إمكانية تسخين الحدود في مرتفعات الجولان ضد داعش دليل آخر على أن التصريحات الروسية والسورية والإيرانية بشأن انتهاء القتال ضد داعش في سورية لا تزال بعيدة عن الواقع. وفي الوقت نفسه، أصبح من الواضح أن عدة مئات من رجال داعش، الذين تركوا الرقة، انتقلوا إلى وادي الفرات ومناطق جنوب وشمال دمشق. ووفقا لمعلومات المخابرات الأمريكية، فإن بعضهم يختبئ هناك داخل الجمهور المدني.
الشاباك: "لا يوجد تهديد داخلي حقيقي لرئيس الوزراء"
تكتب "يديعوت احرونوت" انه في ظل الانتقادات العامة التي اثيرت في اعقاب عرض المقصلة خلال مظاهرة مكافحة الفساد في جادة روتشيلد، أطلق رئيس الشاباك نداف أرجمان تصريحا غير عادي بث من خلاله رسالة طمأنة لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست: لا يوجد تهديد داخلي حقيقي على رئيس الوزراء.
وقد حضر ارجمان الى اللجنة البرلمانية، يوم الاحد الماضي، لتقديم استعراض امني دوري. لكنه خلال ذلك واجه  عاصفة "المقصلة" التي اندلعت في الليلة السابقة لحضوره الى الكنيست، بسبب ظهور مجسم المقصلة في مظاهرة تل ابيب مساء السبت، والتي قادت الى موجة من التنديد القاسي، بما في ذلك من قبل رئيس الدولة.
لكن ارجمان لا يعتقد ان هذا العرض يعني وجود خطر ملموس. وعندما سئل خلال النقاش من قبل النائب اييلت نحمياس فاربين (المعسكر الصهيوني)، عما اذا كانت هناك تهديدات ملموسة لرئيس الحكومة او قادة اخرين، لم يتردد ارجمان في القول انه "بالنسبة للإسرائيليين لا يوجد أي تهديد عيني. اذا كنا نتحدث عن تهديدات داخلية، فنحن نلحظ حدوث انخفاض كبير في التهديد".
وتطرق ارجمان عمليا الى مجمل التهديدات التي تواجه اللواء اليهودي في الشاباك. وقال: "نحن نلاحظ انخفاضا كبيرا في كل جوانب الارهاب اليهودي. وهذا ينبع من سلسلة خطوات نقوم بها، من بينها معالجة الفتية الضالعين في نشاطات كهذه". ووفقا لأقواله: "هناك انخفاض في الارهاب اليهودي بشكل عام وايضا في التهديدات ضد رئيس الحكومة، ويمكنني القول انه في الوقت الحالي لا يواجه رئيس الحكومة أي تهديد عيني".
اسرائيل تطالب بشطب اسم فلسطين من موقع NBA!
تكتب "يديعوت احرونوت" انه تبين لمستخدمي الانترنت الاسرائيليين الذين رغبوا في التصويت الالكتروني على موقع (NBA) لاختيار اللاعبين الذين سيشاركون في مباراة "أول ستار" ان عليهم ذكر اسم الدولة التي يعيشون فيها. وتبين لهم انه بالإضافة الى امكانية التصويت من اسرائيل فان هناك ايضا امكانية التصويت من اراضي السلطة الفلسطينية التي تم تعريفها على الموقع باسم "الاراضي الفلسطينية المحتلة".
ويوم الخميس، دعت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوفيلي ادارة (NBA) الى عدم الخلط بين السياسة والرياضة والتوقف عن استخدام المصطلح المثير للجدل. وقالت ان "استخدام مصطلح الاحتلال بشأن الاراضي التي يرتبط بها الشعب اليهودي منذ الاف السنين يعني تبني الدعاية السياسية الفلسطينية".
كما بعثت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف برسالة الى مفوض الدوري ادم سيلبر، كتبت فيها: "فوجئت بالاكتشاف في الموقع الرسمي لدوري (NBA)، الذي يصوت عبره ملايين مشجعي كرة السلة لاختيار منتخب الشرق والغرب للحدث الرياضي اللامع لأفضل دوري لكرة السلة في العالم "اول ستار 2018"، ظهور دولة "فلسطين – ارض محتلة" بين الدول الكثيرة التي ينتمي اليها انصار كرة السلة. وهي دولة غير قائمة كما يعرف الجميع". واضافت: "انا ارى في اضافة "فلسطين – ارض محتلة" في قائمة الدول الظاهرة في موقعكم الرسمي، بمثابة منح الشرعية لتقسيم دولة اسرائيل، وتدخلا فظا خلافا للموقف الرسمي للإدارة الامريكية". وختمت رسالتها بالقول: "انا على اقتناع بأنك ستجيد العمل بسرعة من اجل منع النشر الذي يمس ويشوه الحقائق والواقع التاريخي".


مقالات وتقارير

بين ايران في الشمال وداعش في الجنوب: خارطة تهديدات 2018.
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان ما بدأ يتطور في الأشهر القليلة الماضية من عام 2017، من المرجح أن يستمر في بداية العام المقبل. تركيز الولايات المتحدة، والمجتمع الدولي في اعقابها، لم يعد على  الشرق الأوسط، وانما على ما يحدث بعيدا، في كوريا الشمالية. التهديدات المتكررة للرئيس دونالد ترامب لم تحرك الحاكم كيم جونغ أون مليمتر واحد. هذا توتر سيصعب ازالته بالطرق السلمية. وقبل بضعة اشهر، فقط، قال ترامب انه ربما لن يكون امامه خيار سوى "تدمير كوريا الشمالية تماما" وانه اذا واصلت بيونغ يانغ تهديد بلاده فإنها ستواجه "بنار وغضب لم يشهده العالم من قبل". إذا استمر التصعيد اللفظي بين الجانبين، سيكون من الصعب استبعاد إمكانية الحرب. ويتوقع عدد غير قليل من الخبراء الاستراتيجيين، بدرجة عالية، حدوث مواجهة عسكرية بين واشنطن وبيونغ يانغ في عام 2018.
وإذا حدث ذلك، فستكون هذه هي المرة الأولى التي تشن فيها الولايات المتحدة الحرب ضد دولة تملك قدرات نووية. حروبها ضد العراق، في عامي 1991 و 2003، ستبدو مثل ألعاب الأطفال بالمقارنة مع كوريا. ويبدو أن ترامب يفكر بتوجيه ضربة عسكرية، على الرغم من تحفظات مسؤولي الأمن حوله. كما ان استطلاعات الرأي التي تتوقع هزيمة الجمهوريين في انتخابات منتصف الفترة لمجلس الشيوخ ومجلس النواب، في تشرين الثاني القادم، يمكن ان تحفز ايضا التحرك العسكري. في الخلفية، يعلق الأمريكيون أهمية متزايدة على تصارع القوى، السياسية والاقتصادية، في مواجهة روسيا والصين. وفي المقابل، أصبح الشرق الأوسط ساحة ثانوية.
وعلى الرغم من أن الإدارة تبذل جهدا كبيرا للتوضيح بأن الولايات المتحدة تتواجد في الشرق الأوسط لتبقى، الا ان إسرائيل تلاحظ التوجه. واشنطن تتراجع وتترك الأطراف تواجه حروبها. الوجود العسكري الأمريكي في سورية هامشي ولا يتوقع أن ينمو. فبعد ان قام الأميركيون، بسخائهم، بإزالة داعش من طريق الأسد، يسيطر النظام وأنصاره على معظم الأراضي التي انسحبت منها الخلافة. وتدخل روسيا، وبدرجة أقل الصين، تدريجيا الى الفراغ السياسي الذي خلفه الأمريكيون.
ولا يتلخص الانسحاب الأمريكي من المنطقة بفقدان الاهتمام بسورية أو الجمود المستمر في العملية السياسية مع الفلسطينيين. فالتهديد المتزايد بالحرب على شبه الجزيرة الكورية سيقلل كثيرا من اهتمام واشنطن بالاحتياجات وتوقعاتها الأمنية الاسرائيلية. عندما تورطت إسرائيل، مرة كل بضع سنوات، في حرب محلية في لبنان أو غزة، كانت الولايات المتحدة هناك عادة، لكي تساعد في المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار ومن ثم بإرسال تعزيزات لملء مخازن الطوارئ. كما يبدو، يمكن الاعتماد على قيام الرئيس بنشر تغريدة دعم في حال اندلاع حرب أخرى هنا. ولكن استمرار الأزمة، ووصولها إلى حافة اندلاع حرب في كوريا، سيتطلب من واشنطن التركيز على ما سيحدث هناك، وليس على التصعيد على الحدود الاسرائيلية.
في عام 2017 حدثت تغيرات دراماتيكية، تقريبا، على جميع الحلبات التي كانت إسرائيل ضالعة فيها. ولكن توقعات أجهزة الاستخبارات للعام المقبل لم تتغير جذريا. إن عدم الاستقرار على مختلف الحدود يزيد إلى حد ما، من خطر الحرب، على الرغم من عدم وجود مصلحة واضحة للطرفين في المواجهة العسكرية. الصدمات الداخلية المصحوبة بالتوترات المحلية مع إسرائيل يمكن أن تتحول إلى حرب لا تريدها إسرائيل. والساحة الأكثر انفجارا هي غزة. والأخطر - اشتعال حرب مع حزب الله في لبنان، والتي يمكن أن تمتد إلى الحدود مع سورية في الجولان.
في سورية، فوجئت إسرائيل هذا العام بوتيرة استعادة نظام الأسد للسيطرة على 70 في المئة من البلاد، وذلك بفضل المساعدات الجوية الروسية وجنود حزب الله والمليشيات الشيعية الأخرى التي تديرها إيران. ويبدو أن عودة نظام الأسد إلى مرتفعات الجولان هي أمر لا مفر منه، تقريبا.
في الجهاز الأمني تسود تقييمات متضاربة حول درجة الخطورة التي يجب أن تعزى إلى التأثير الإيراني على النظام. وكثيرا ما يذكر المتحدثون الإسرائيليون، في التصريحات العامة، ضرورة منع الميليشيات الشيعية من الاقتراب من حدود الجولان. ولكن هناك أيضا ادعاء بأن الأمر الرئيسي الذي ينبغي التركيز عليه هو محاولة إيران إعادة بناء منظومة صواريخ أرض-أرض التي فقدها نظام الأسد، تقريبا. وسيتيح انشاء هذه المنظومة لإيران تهديد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بواسطة عملائها، من ثلاث جبهات: سورية ولبنان وغزة.
في لبنان، انتهى الرهان السعودي الكبير بالفشل. لقد نجا رئيس الوزراء سعيد الحريري من إقامته القسرية في الرياض، وتراجع عن استقالته التي أملاها عليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وفي الوقت الحالي لم تتضرر القوة السياسية والعسكرية لحزب الله. ولا يوجد لدى المنظمة الآن سبب واضح لإشعال حرب مع إسرائيل، لكنها ستواصل بناء قوتها، وسيتيح لها تراجع القتال في سورية تكريس المزيد من الموارد لبناء قوتها.
في الضفة الغربية، وفر إعلان ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حبل الهرب للسلطة الفلسطينية. فالرئيس محمود عباس كان يشعر بالقلق إزاء انزال مبادرة السلام الأمريكية عليه، والتي ستكون أقرب إلى المواقف الإسرائيلية. وقد سمح الاحتجاج في العالمين العربي والإسلامي لعباس "الهرب إلى الأمام": التصريح بأنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تبقى وسيطا نزيها في عملية السلام، وتأخير مناقشة مقترحات الادارة لأسابيع، إن لم يكن لأشهر. كما ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يشعر بالارتياح مع هذا الوضع، لأنه حتى الاقتراح الأميركي المؤيد لإسرائيل سوف يقابل بمعارضة البيت اليهودي وبعض أعضاء الليكود، وقد يقوض ائتلافه الحكومي المتعثر.
ومع ذلك، فإن إعلان ترامب لم يحل كل مشاكل عباس، بل أوجد مشاكل جديدة له. فقد أثارت مشاركته في مؤتمر الاحتجاج الذي نظمه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في اسطنبول، غضب السعوديين ويهدد الدعم السعودي للسلطة الفلسطينية، الذي يصل الى عشرات الملايين من الدولارات سنويا. وعلى الرغم من أن السلطة الفلسطينية تحافظ على المظاهرات الاحتجاجية الأسبوعية ضد ترامب على لهيب منخفض، إلا أن قيادتها لا يمكن أن تضمن عدم خروج الأمور عن السيطرة.
في غزة، يؤدي الجمود في محادثات المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية إلى تفاقم الوضع الاقتصادي ومآزق حماس الاستراتيجية. زعيم حماس الجديد في قطاع غزة يحيى سنوار، اعاد عمليا السيطرة على قطاع غزة الى السلطة من خلال الإعلان عن نقل المسؤولية اليها. لكن عباس، الذي يخشى من فخ، لا يسارع الى دفع الأمر، ولا يزال تواجد مسؤولي السلطة الفلسطينية في غزة هامشيا. كما ان المال لا يزال عالقا. وتشعر إسرائيل بالقلق من أن يؤدي توليف الظروف هذا الى دفع حماس نحو المقامرة مجددا على التصعيد العسكري، على الرغم من أن قادة المنظمة يدركون أن العواقب يمكن أن تكون كارثية.
في سيناء، سجل فرع داعش المحلي، "ولاية سيناء"، سلسلة من النجاحات مؤخرا. مصر أبعد ما تكون عن هزم التنظيم، على الرغم من المساعدات الكبيرة التي تتلقاها من إسرائيل، وفقا لتقارير وسائل الاعلام العربية. في الوقت الراهن، يركز التنظيم على محاربة قوات الأمن المصرية، ولكن الجهاز الأمني الاسرائيلي يأخذ في الاعتبار امكانية قيام التنظيم بمحاولة شن هجوم على الحدود مع إسرائيل.
فلسطينية اشتكت اغتصابها من قبل شرطي في غرفة التحقيق. كيف لا يوجد أي مشبوه؟
يكتب يهوشواع (جوش) براينر، في "هآرتس" ان الأمر استغرق عشرة أشهر فقط، كي يعلن قسم التحقيق مع افراد الشرطة (ماحش)، عن إغلاق أحد أكثر الملفات خطورة التي وصلت إلى مكتبه: الاشتباه باغتصاب امرأة فلسطينية شابة في مركز الشرطة في القدس. عدد المشتبه فيهم المحتملين كان معروفا، بما في ذلك مكان تواجدهم خلال الحادث، وهويتهم ومهامهم - شرطة. لقد تم فحص الشابة على جهاز كشف الكذب، وتبين انها تقول الحقيقة، وكانت هناك افادات دعمت روايتها. ورغم ذلك فقد تم إغلاق الملف، وليس بسبب عدم وجود تهمة أو نقص في الأدلة، ولكن بسبب حجة غريبة: "الجاني غير معروف".
كان من الممكن أن نتوقع قيام "ماحش" في هذه الحالة الاستثنائية، ببذل اكثر ما يمكن من جهد لاستنفاد التحقيق، ورغم ذلك، فان سلوكها في الأيام التالية للحادث، وحتى إغلاق الملف، بل ما بعد ذلك يثير مجموعة من الأسئلة: لماذا قرر المحققون عدم اجراء تشخيص للمشتبه فيهم، ولماذا تم التحقيق مع المشبوه الرئيسي بعد خمس سنوات، وكيف تم إغلاق الملف دون إبلاغ صاحبة الشكوى حتى بعد سنوات. في "ماحش" قالوا إن الأدلة لم تثبت فرصة معقولة للإدانة، وأضافوا أنه "في بعض الأحيان على الرغم من جهود التحقيق، هناك جزء من الملفات التي لا تصل إلى فحص الحقيقة".
لقد بدأت هذه القضية في منتصف الليل، قبل أكثر من خمس سنوات. على احد حواجز الطرق في منطقة القدس، تم اعتقال الشابة الفلسطينية ليلى (اسم وهمي – الاسم الحقيقي محفوظ في ملف التحرير) بشبهة المكوث غير القانوني، واقتيدت إلى مركز للشرطة. وبعد استجوابها لبضع دقائق في احدى الغرف، تم نقلها إلى غرفة أخرى، حيث تعرضت للتحرش من قبل المحقق، الذي غادر الغرفة بعد فترة قصيرة. ولكن بعد ذلك، كما قالت، دخل شرطي يرتدي زي حرس الحدود واغتصبها. شكواها قاسية: انها تفصل كيف حاولت المقاومة، لكنه استخدم طاولة تواجدت في المكان للتغلب عليها. ووصفت عملية اغتصاب استمرت لبضع دقائق، قام الشرطي خلالها بإزالة ملابسها بالقوة وأغلق فمها بيده. وأشارت أيضا إلى أنه ترك آثار السائل المنوي على الجلابية التي كانت ترتديها.
بعد الاغتصاب، قالت ليلى انها ارتدت ملابسها بسرعة، وغادرت المكان ركضا، وخرجت من مدخل المحطة، دون توقيع أي وثيقة للإفراج عنها. في اليوم التالي روت لزوجها ما حدث. ومر يوم آخر، وفي خطوة استثنائية رافقها زوجها إلى مكاتب "ماحش" في القدس، حيث روت للمحققين تفاصيل الحادث، وقالت إنها شعرت بالعار. واضافت أنها كانت مشمئزة جدا في تلك الليلة وسارعت لغسل الملابس التي كانت ترتديها.
بعد الانتهاء من تسجيل شكواها، رافق المحققون ليلى إلى قسم العلاج الطارئ. ولم تظهر نتائج الفحص الطبي التي أجريت لها أي علامات على الاغتصاب، ربما بسبب مرور الوقت، لكنه تم العثور على آثار كدمات على يدها اليسرى. وفي اليوم التالي، رافق المحققون ليلى إلى الفحص على جهاز كشف الكذب، وقام بإجراء الفحص رئيس قسم البوليغراف في شرطة القدس. كانت الأسئلة باردة وحادة. "هل صحيح أن شرطي من حرس الحدود ادخل عضوه التناسلي في عضوك التناسلي في مركز الشرطة؟" سألوها، فردت بالإيجاب، حتى عندما سئلت عن ذلك مرة أخرى في صياغة مختلفة قليلا. وكانت النتائج قاطعة: انها تقول الحقيقة.
ودعمت افادت كثيرة روايتها: وقال شهود عيان انهم شاهدوها تغادر المحطة وهي غاضبة جدا، بل أضافوا أنها بعد بضع دقائق تقيأت؛ لقد سارعت إلى إخبار زوجها في اليوم التالي. وذهبت الى مكتب ماحش بشكل حاسم. ليس في كل يوم تحضر امرأة فلسطينية وتقدم شكوى عن اغتصابها وفي مركز للشرطة تحديدا.
جهود كثيرة، ظاهرا
يبدو أنه تم بذل الكثير من الجهود في القضية، خلال الأيام الأولى التي تلت تقديم الشكوى. وتم استدعاء افراد شرطة واستجوابهم، وتعقب اجهزة الهاتف الخليوية، واجراء فحص على جهاز كشف الكذب، وغير ذلك. ومع ذلك، يكشف فحص مواد التحقيق أنه إلى جانب هذا، لم يتم القيام بأعمال تحقيق أخرى، وبعضها يمكن القول انها أساسية.
وتطرح الأسئلة الأولى حول تحديد المشتبه فيهم المحتملين. لقد تم تحديد الجدول الزمني للاغتصاب بين الساعة الرابعة والخامسة صباحا. ووفقا لجدول العمل في المحطة، كان هناك 19 شرطيا يعملون في تلك الساعة (بعضهم في دوريات ميدانية). وبدأ تسعة آخرون عملهم في الساعة الخامسة صباحا. في المنطقة الأمنية كلها، التي تقع فيها محطة الشرطة، كان هناك 76 شرطيا في ذلك الوقت. وبسبب الساعة المبكرة التي يشتبه حدوث الاغتصاب خلالها، يعتبر جميع افراد الشرطة الذين تواجدوا هناك مشبوهين محتملين.
لكنه تم استجواب شرطي واحد فقط من بين هؤلاء بشبهة الاغتصاب - وهو الشرطي الذي استجوب ليلى، والذي تحرش بها ثم غادر الغرفة. ولكن، حسب روايتها، فان هذا ليس الشخص الذي اغتصبها. لقد شهدت أن شرطيا آخر، يرتدي زي حرس الحدود، هو الذي هاجمها، بينما كان الشرطي الذي تم التحقيق معه يرتدي زيا مدنيا.
خلال التحقيق معه، نفى المحقق أي ضلوع في الاغتصاب، وأصر أيضا على أنه لم يتحرش بها. وأجرى المحققون مواجهة بين الاثنين، لكنه تم وقفها لأن ليلى كانت عاصفة، بكت وصرخت، بل هددت محققي ماحش – فاضطروا الى وقف المواجهة. وعندما تم ارسال المحقق للفحص على جهاز كشف الكذب، تبين انه محق، فتم اغلاق الملف ضده. مع ذلك، عندما سئل عما إذا كان قد ابقى ليلى لوحدها في غرفة الاستجواب، أكد أنه غادر لبضع دقائق وذهب الى المرحاض. لكن ترك المرأة الشابة لوحدها في غرفة استجواب لبضع دقائق، تم اعتبارها من قبل محققي "ماحش" مسألة  غير عادية وتستحق الفحص.
وبالإضافة إلى المحقق نفسه، تم سماع افادات خمسة رجال شرطة آخرين - الشرطي الذي اعتقلها ونقلها إلى المحطة، وأربعة افراد شرطة كانوا في الخدمة في المحطة - لكنه لم يستجوب أي منهم كمشتبه فيه. هذا على الرغم من حقيقة أنه في مرحلة معينة ظهرت تناقضات كبيرة في افادات اثنين منهم. فقد قال أحدهم، شرطي اشير اليه باسم (ح) ، إنه رأى ليلى تغادر المحطة وفتح لها البوابة مع حارس آخر، هو الشرطي (أ). لكنه عندما وصف (أ)  تسلسل الأحداث في ذلك الصباح، جاءت افادته مختلفة. فقد قال انه فتح البوابة وحده لليلى.
لم تكن هذه هي التفاصيل الوحيدة التي اختلفت. لقد قال (ح) للمحققين أنه قد استبدل (أ) لمدة عشر دقائق (خلال الوقت الذي يتزامن مع موعد وقوع الحادث) وأنه خلال الليل رأى زميله يتجول في منطقة غرف الاستجواب. لكن (أ) نفى ان يكون (ح) قد استبدله، بل قال ان (ح) لم يداوم معه في المكان نفسه. صحيح ان المحققين اجيرا مواجهة بينهما في ضوء التناقضات في تصريحاتهما، لكنه لم يتم التحقيق مع أي منهما للاشتباه بتورطه في الاغتصاب.
وعلى الرغم من قلة عدد المشتبه فيهم، لم يجد قسم "ماحش" من المناسب اجراء أي تشخيص للمشبوهين بحضور ليلى، بعد وقوع الحادث، كما لم تعرض عليها صور المشتبه فيهم المحتملين أو جميع افراد الشرطة الذين تواجدوا في المجمع الأمني. "هذا اخفاق كبير" يقول ضابط رفيع في الشرطة سابقا، ويضيف: "حين يكون هناك عدد قليل من المشتبه فيهم، يعتبر التشخيص مسألة أساسية".
وفقا لملف التحقيق، لم يحاول المحققون أيضا جمع مقاطع الفيديو من كاميرات الأمن في مركز الشرطة. ومع ذلك، يقول مصدر في "ماحش" انه تم في بداية التحقيق فحص الأمر، لكنه تبين أن الكاميرات كانت موجهة الى بوابة الدخول، وأنها لا تسجل أي شيء وانما تبث بشكل مباشر.
وثمة تفصيل آخر في هذه القضية يتعلق بمسألة الحمض النووي. لقد اتضح أن الأمل في العثور على عينة على ملابس ليلى اختفى أيضا، لأن غسل الملابس جعل من المستحيل على مختبرات الشرطة استخلاص أي نتائج.
التحقيق لا يتقدم
بعد حوالي شهر من تقديم الشكوى، تم اخذ ليلى، في خطوة غير عادية، إلى رسام الشرطة. لكنها عندها غيرت روايتها قليلا بشأن وجه المهاجم وشعره، ولكن الصورة الجديدة التي تم رسمها حسب وصفها لم تدفع المحققين نحو تحديد المشبوه.
لكنه كان هناك تغيير آخر في افادتها، كما كشفت عنه مذكرة كتبتها محققة رافقت ليلى وتحدثت معها عن الهجوم مرة أخرى. ولاحظت المحققة أنها عندما كررت قصة الاغتصاب امام ليلى، أضافت ليلى أن الشرطي فرض عليها الجنس الشرجي والشفوي. وقد أثارت هذه المعلومات استغراب ماحش، ولكن عندما سألتها المحققة لماذا لم تبلغ عن ذلك عند تقديم الشكوى، أوضحت ليلى أن أحد المحققين الذين سجلوا شكواها كان رجلا وخجلت من قول ذلك امامه. وتظهر التفاصيل الجديدة في المذكرة، فقط، ولم يتم جباية افادة جديدة من ليلى بشأنها. وبعد ذلك، لم يتم القيام بأي إجراءات تحقيق هامة أخرى، وبقي الملف في مكاتب "ماحش".
بعد مضي قرابة ثلاث سنوات لم يتصل المحققون خلالها بليلى، توجه محاميها، مؤيد ميعاري، الى "ماحش" وطلب معرفة ما حدث في القضية، وفوجئ بالإجابة التي تلقاها. فقد اتضح له انه قبل عامين تقرر اغلاق الملف بادعاء "عدم التعرف على الجاني". وفي الواقع، تم اتخاذ قرار إغلاق الملف بعد 10 أشهر فقط من تقديم الشكوى. وجاء في الرد الذي تلقاه المحامي: "للأسف، وقع خطأ ولم تتلق موكلتك بلاغا في الوقت المناسب".
وطلب ميعاري ملف التحقيق، وقرر تقديم استئناف ضد قرار اغلاقه، شدد فيه على سلسلة من العيوب الجوهرية في تحقيق "ماحش" والتناقضات التي لم يتم التحقيق فيها. وقال: "في حين تعاني المشتكية من حالة نفسية صعبة للغاية، لم يتم تقديم أحد للمحاكمة، لا في المسار الجنائي ولا حتى التأديبي". لكن الوقت مضى، وفي عام 2015، فقط، أمر نائب المستشار القانوني للحكومة، يهودا شيفر، بإعادة فتح الملف - وهو قرار لم يكن له أهمية كبيرة، وفي مطلع 2016 تقرر إغلاقه مرة أخرى من دون التحقيق مع أي من الضالعين فيه. وجاء في بيان مكتب المدعي العام في "ماحش": "حتى بعد اجراء الفحص المطلوب لم نتمكن من تحديد مشبوه بارتكاب المخالفة".
في وقت لاحق اتضح أن الجزء الرئيسي من استكمال التحقيق ركز على كاميرات الحراسة وفحص افادة المحقق الذي أطلق سراح ليلى من دون أي وثائق، ويشتبه في مساعدة المغتصب عن طريق تركه عمدا لوحده مع الشابة في الغرفة. وجاء في بيان "ماحش"، "ان الفحص يشير الى ان تعامل الشرطة مع ليلى تم وفقا للإجراءات، وانه لا توجد وثائق اضافية للإجراءات التي نفذت خلال الحادث". وفيما يتعلق بمسألة عدم اجراء تشخيص، جاء في الرد أنه "مع مراعاة نتائج التحقيق برمته، بما في ذلك مختلف الأوصاف التي قدمتها المشتكية بشأن المشتبه فيه وغياب مشبوه ملموس بارتكاب هذا الفعل، لم يكن هناك مكان لإجراء التشخيص".
في هذه المرحلة، قرر المحامي ميعاري عرض صور بعض رجال الشرطة الذين كانوا في المحطة في تلك الليلة، على ليلى، وعلى الفور شخصت (أ) على انه الشخص الذي اغتصبها.
هذا التشخيص المرتجل، بعد مرور خمس سنوات تقريبا على الحادث، جعل ماحش تستدعي (أ) للتحقيق معه تحت طائلة الانذار بشبهة الاغتصاب. في هذه المرحلة، في عام 2016، كان (أ) قد ترك الخدمة في الشرطة، وكانت معظم إجاباته على الأسئلة "لا أتذكر". بل كان من الصعب عليه تذكر التناقضات التي وردت في الاستجواب الأولي معه، لكنه كان متأكدا فقط من أنه لم يقم بأي اغتصاب. وقال للمحققين: "مرعب وصادم، ولكن ليس لي أي علاقة به". وخلافا للجولة الأولى من القضية، لم يتم دعوة ليلى هذه المرة، حتى للمواجهة، على الرغم من أن المشبوه هذه المرة كان الشخص الذي تعرفت عليه. وقررت "ماحش" فحص (أ) على جهاز كشف الكذب، حيث سئل: "هل قمت بإدخال عضوك التناسلي إلى العضو التناسلي لعربية في مركز الشرطة؟" ورد (أ) بالنفي. وتبين انه يقول الحقيقة، حسب الجهاز، فتم اغلاق الملف. هل انتهى الأمر؟ رسميا ليس بعد. في هذه الأيام يجري النظر في طعن آخر قدمته ليلى، على أمل إعادة فتح التحقيق وإلقاء القبض على الجاني.
ويقول ميعاري: "كان 28 شرطيا في المحطة، ومن المؤكد ان أحدهم نفذ الاغتصاب، فكيف يمكن للمرء أن يتصور بأن" الجاني غير معروف؟. بالذات في المكان الذي يفترض أن يكون أكثر محميا، محطة الشرطة، تجري عملية اغتصاب ولا احد يدفع الثمن. ولا يزال قادة المحطة يعملون وكأن شيئا لم يحدث، ويواصل المشتبه بهم العمل كالمعتاد، والمرأة التي اغتصبت وحدها لا تحصل على العدالة. كيف تتعرض المرأة للاغتصاب، وفي ماحش يعرفون أنها تعرضت للاغتصاب، ولا يدفع أحد الثمن. الشعور هو أنه لو كانت المرأة المغتصبة تحمل اسما غير عربي لكانت المعاملة مختلفة".
"لا توجد فرصة بالإدانة"
في "ماحش" قالوا إن القرارات المتخذة في هذه القضية تمت بناء على تحقيق مهني وشامل، وبعد فحص الأدلة والظروف العامة للقضية، بما في ذلك سماع رواية المشتكية عدة مرات، وجمع افادات إضافية، والتحقيق مع افراد الشرطة المشتبه بتواجدهم في المكان، واجراء فحص لكشف الكذب وغيرها من اعمال الفحص بناء على نتائج التحقيق".
وجاء من ماحش ايضا، انه "بعد فحص جميع الأدلة في القضية، خلصت "ماحش" إلى أنه في الظروف المعقدة للقضية (لأسباب لا ينبغي تفصيلها كونها تتعلق بالخصوصية)، فإن الأدلة لا تثبت فرصة معقولة لإدانة أي من رجال الشرطة الذين يمكن أن يكونوا مشبوهين محتملين."
وتوجهت "هآرتس" الى الشرطة للحصول على تعقيب على الموضوع. وحسب ادعاءات جهات في الشرطة فانهم عرفوا بوقوع عملية اغتصاب في محطة الشرطة لأول مرة فقط بعد توجه "هآرتس" اليهم بطلب التعقيب. ورغم مرور خمس سنوات تم خلالها التحقيق مع افراد في الشرطة الا ان الشرطة تدعي ان ماحش لم تطلعها على القضية بتاتا!
مسألة استخدام القوة.
يكتب الجنرال (احتياط) يعقوب عميدرور، في "يسرائيل هيوم"، ان الضابط الذي حافظ على ضبط النفس في وجه الفتاة التي صفعته أثناء مظاهرة في يهودا والسامرة (الفتاة صفعت الضابط لرفضه مغادرة ساحة منزلها وليس خلال مظاهرة كما يدعي الكاتب – المترجم)، تحول الى رمز. وهناك من شجبه على انضباطه، بادعاء أن عدم الرد سيؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة،  وهناك من يثني على سلوكه - لأن ضبط النفس يعتبر قوة، وليس من عادة الجيش الإسرائيلي الرد على حماقات الأطفال.
كل من أراد تعزيز المعنى السلبي للرمز أوضح أن إسرائيل تظهر بذلك المخاوف، وأن صاحب البيت يجب أن يثبت ملكيته بالأفعال. هذا صحيح في الحرم القدسي، وهذا صحيح في استخدام القوة العسكرية ضد حماس، وكذلك في القرارات المتعلقة بالبناء في يهودا والسامرة. وضبط النفس في الشرق الأوسط يعتبر ضعفا، ويشجع أعداءنا على التطرف في مواقفهم.
وأوضح أولئك الذين يريدون تعزيز الرمز بشكل إيجابي أنه سيكون من الأفضل لإسرائيل تقديم تنازلات في مجالات ليست مهمة - طالما تحافظ على قدرتها على الرد بقوة كبيرة في القضايا الحرجة. يمكن لصاحب البيت، من وقت لآخر، تقديم إيماءات تجاه من هم أقل شأنا في قوتهم، وبالتالي تحسين مكانة إسرائيل في العالم، والحفاظ على استخدام القوة للأمور الهامة حقا. صفعة الفتاة وبعض المباني في يهودا والسامرة ليس لها أي معنى، طالما أن إسرائيل تعمل على تحسين مكانتها الدولية والميدانية.
يبدو أن حادثة الصفع تنطوي على عنصر آخر يجب عدم تجاهله. صورة الجيش الإسرائيلي، في نظر جنوده والعالم أجمع. الى حد معين، يوجد هنا نوع من التشابه مع قضية اليؤور أزاريا، الذي يجلس في السجن بسبب إطلاق النار على إرهابي بعد أن تم تحييده. وفي كلتا الحالتين، تطرح مسألة استخدام القوة، والقيود الأخلاقية الكامنة فيها والفوائد العملية المترتبة عليها.
بالنسبة للمنفعة العملية، يبدو أن بعض الداعين لاستخدام القوة بشكل كبير لم يستوعبوا حقيقة أن اليهود هم الحكام الأقوياء في دولة إسرائيل وفي يهودا والسامرة. لقد سبق وبنت إسرائيل بالفعل "جدار الحديد"، وفشلت كل محاولات تقويضه. وفي حقيقة التوصية باستخدام القوة ضدهم، يكمن الضعف، لأن القوي فعلا لا ينشغل بهوس الحاجة لإظهار قوته. مع كل الاحترام، فإن صفعة مثيرة للغضب من قبل طفلة أو تصفية إرهابي جريح لن تضيف شيئا إلى صورة إسرائيل (المبررة) كقوة ضخمة.
كما أن الاقتراح المتعلق بفرض عقوبة الإعدام على الإرهابيين يعاني من نفس المشكلة. لم يثبت أن عقوبة الإعدام تردع الإرهابيين، ومن المؤكد أن المجتمع القاتل لن يصبح افضل. صحيح ان عقوبة الإعدام سارية في الولايات المتحدة، وليس فقط في الدول المجذومة، لكنها لم تقلل من معدلات العنف، الأعلى بكثير مما في إسرائيل.
وعلاوة على ذلك، فإن أعمالا مثل الصفع وقتل الإرهابي الجريح تضر بدولة إسرائيل؛ فهي تجعل من السهل عرضها كدولة فقدت طريقها الأخلاقي، وإلقاء اللوم على "الاحتلال"، على الرغم من عدم وجود دليل على أن نتائج حرب 1967 جعلت المجتمع الإسرائيلي أقل أخلاقية أو الجيش الإسرائيلي أكثر قسوة.
ويبدو أنه في قضية الصفعة، كما في المسائل الأخرى المتعلقة بسلوك الجيش الإسرائيلي بين المدنيين الفلسطينيين، من الأفضل أن نختار الطريق الأقل تصلبا؛ ذلك انه من المريح اكثر الدفاع عنها من ناحية أخلاقية، وتصاحبها مزايا في العلاقة مع الجمهور المدني الواسع. إن العدد الكبير من الهجمات في موجة الارهاب الفردي، التي تقوم في معظمها على استخدام السكاكين والمركبات كأداة للقتل، لم تجر إسرائيل إلى انتفاضة أخرى، وانحسرت الموجة القبيحة نسبيا دون أن تضطر إسرائيل إلى دفع ثمن سياسي أو غيره. وأحد أسباب هذه النتيجة هو الرد الموزون للجيش: فقد اصيب عدد قليل جدا من المدنيين الأبرياء جراء التدابير العقابية في أعقاب الهجمات الإرهابية، لأن هذه التدابير استهدفت الإضرار بأقارب الإرهابيين فقط، ولم يكن هناك أي عقاب جماعي، تقريبا . ولذلك كان من الواضح للسكان أن المتورطين في الإرهاب فقط هم الذين يعانون.
هذا يبدو درسا جيدا لبقية الطريق. يجب على الشخص الذي يسيطر بدون قيود، الحفاظ على الوسائل الحادة التي يمتلكها للحالات الاستثنائية. وعلينا أن نحافظ على التناسب وألا نلجأ إلى العقوبات التي تكون فوائدها صغيرة وثمنها مرتفع داخليا وخارجيا. لقد تصرف الضابط الذي تحلى بالصبر امام الصفعة، بشكل صحيح؛ وسيكون من الجيد اعتماد ضبط النفس كقاعدة هامة في السياق الفلسطيني.
لعبة حماس المزدوجة
يكتب يوآب ليمور، في "يسرائيل هيوم"، انه في خضم العناوين السياسية والجنائية، في الأسبوع الماضي، تم تهميش تصريحات رئيس جهاز الشاباك، نداف أرجمان. فخلال استعراض قدمه في الكنيست كشف أنه في عام 2017، أحبط الجهاز نحو 400 هجوم كبير، بما في ذلك 228 عملية إطلاق للنار و 50 عملية بالعبوات الناسفة، و 13 عملية انتحارية و 94 عملية طعن ودهس.
هذه الأرقام لا تقول الشيء الكثير للجمهور الإسرائيلي. فبالنسبة له - الهدوء هو روتين. ومن وجهة النظر هذه، هناك فضل كبير لجهاز الشاباك: فقد تحول مع الجيش الى مقاول متميز للهدوء. لكن هذا الإنجاز ليس راسخا؛ اذ يكفي وقوع هجوم واحد، وستكون إسرائيل في وضع آخر.
وهذا هو بالضبط ما تسعى إليه حماس. لقد تعلق الرقم الأكثر دراماتيكية في استعراض أرجمان بإحباط 148 خلية للتنظيم في يهودا والسامرة، هذا العام. هذا يعني أنه في حين تحرص حماس في قطاع غزة على تجنب حرب جديدة، فإنها في الضفة الغربية تضغط حتى النهاية على دواسة الوقود من أجل تنفيذ هجمات. ويشمل ذلك استثمارا ماليا كبيرا والبحث عن موارد بشرية جديدة - تلك التي تكون فرص نجاحها أكبر - مثل عرب القدس الشرقية، بل حتى العرب الإسرائيليين.
ان ما تسعى اليه حماس من وراء هذا الجهد هو تحقيق ثلاثة أهداف: إبعاد الحرب عن قطاع غزة، ومواصلة الحرب ضد إسرائيل وإيذاء أبو مازن. هذه الأهداف مترابطة، وبناء عليها تدور استراتيجية التنظيم المستعد لدفع ثمن على المدى القصير من أجل الوصول إلى الهدف الأطول - السيطرة على السلطة الفلسطينية وتحقيق التضخم الذي يسمح لها بإدارة الكفاح ضد إسرائيل من موقع القوة.
من المشكوك فيه أن هذه السياسة التي تديرها حماس – غزة خارج اللعبة، ويهودا والسامرة في الداخل - مقبولة على إسرائيل. ومن المشكوك فيه أنها مقبولة على أبو مازن. في رام الله أنهم يعرفون جيدا محاولات حماس هذه. وفي كثير من الحالات تشارك قوات الامن الوقائي في جهود احباط حماس. صحيح أن إسرائيل في حالة انقطاع سياسي عن الفلسطينيين، لكن هناك تعاون وثيق في المجال الأمني، ينقذ الأرواح كل شهر، هناك وهنا.
قوات الأمن الفلسطينية لا تعمل من اجل إسرائيل. إنهم يكرهون حماس ويخافون منه. ومن الواضح لهم ماذا سيحدث إذا سيطرت حماس على الضفة الغربية أيضا. سيطير رجالهم من فوق أسطح المباني الشاهقة، تماما كما حدث في غزة. وسرعان ما ستستبدل السيطرة الديمقراطية بسلطة غير ديمقراطية.
لامبالاة ويأس
مشكلة أبو مازن هي أن الشعب الفلسطيني ليس معه. وتشير جميع استطلاعات الرأي إلى أن الجمهور يعتبر السلطة الفلسطينية فاسدة. ومن حسن حظه، ان الشارع الفلسطيني يفتقد الى الطاقة المطلوبة لإحداث انقلاب. المواطنون يريدون الهدوء والغذاء، وكسب العيش الكريم. هذا هو ما يشغلهم كل يوم.
عدد الأشخاص الذين نزلوا إلى الشوارع بعد إعلان ترامب عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس كان ضئيلا. وهذا يدل على أن الشعب الفلسطيني لا يريد الفوضى، ولا يعتقد أنه يمكنه تحقيق التغيير. مزيج من اللامبالاة واليأس. من المؤكد أن إسرائيل سعيدة بهذا الأمر، ولكن من المناسب الانتظار مع الشمبانيا: أبو مازن ضعيف، لا يعني بالضرورة أنباء طيبة. فالبديل هي حماس.
لقد أخطأ أبو مازن عندما اعتقد أنه يمكن أن يثير احتجاجا واسع النطاق في مسألة القدس. وكما ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" هذا الأسبوع، فإن القادة العرب غضبوا عليه لأنه يجرهم إلى مواجهة لا لزوم لها مع واشنطن. كما أن الشارع الفلسطيني، بالتأكيد، لم يفوت فشله. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى زيادة الجهود الدولية لإيذاء إسرائيل (سياسيا واقتصاديا وصورة)، ولكن من الناحية العملية قد يدفع هو بالذات، الثمن.
لقد دخلت حماس بين هذه الفواصل. وهي تدير اللعب امام أبو مازن على عدة ساحات في آن واحد: محادثات مصالحة هدفها توفير الاكسجين الاقتصادي للقطاع، وصراع سياسي علني وعسكري خفي في الضفة الغربية. في العام الماضي، أحبط الشاباك تنظيما واسع النطاق خطط لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، ولكن أيضا ضد السلطة الفلسطينية. لقد ولدت تلك الخطة في غزة، ولو تم تنفيذها، لكانت السلطة قد انهارت.
وقد تؤدي الجهود الإرهابية الحالية، أيضا، إلى نتائج مماثلة. من شأن هجوم واسع النطاق أن يجبر إسرائيل على الرد؛ وستعاني حماس في الضفة الغربية، ولكن أيضا السلطة الفلسطينية. وهذا سيعرضها مرة أخرى كأداة فارغة في أعين الجمهور الفلسطيني. وبينما ستدعي حماس أنها تقاتل الاحتلال وتضربه، فإن السلطة الفلسطينية ستبدو متعاونة. وستفقد المزيد من الزخم والمزيد من الدعم، وبالتالي ستتعزز قوة حماس.
لكن الرد الإسرائيلي قد لا ينتهي في يهودا والسامرة. تماما كما كان الحال بعد اختطاف الشبان الثلاثة في صيف عام 2014، يمكن لعملية كبيرة ان تقود الى حرب واسعة في غزة، ايضا. حماس تراهن على أن هذا لن يحدث، وإلا لا توجد وسيلة لشرح نوبات محاولات الهجمات الإرهابية التي تدحرجها تجاه اسرائيل من مناطق الضفة؛ من غير المؤكد انها تراهن بشكل صحيح.
يلعقون جراح الجرف الصامد
حماس ليست معنية الان بحرب في غزة. ويتعلق جزء من ذلك بعدم الاستعداد العسكري. ويتعلق جزء إضافي بالضائقة السياسية والجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الداخلية. وهناك جزء رئيسي آخر يتعلق بحقيقة أن آخر ما يريده سكان غزة هو جولة أخرى من العنف. وكما لم يتعافى سكان يهودا والسامرة حتى الان من صدمة الانتفاضة الثانية، فإن سكان غزة لا يزالون يلعقون جراح الجرف الصامد. ليس لديهم رغبة في العودة إلى المشاهد والأصوات والدمار. لكنه يمكن لهم الوصول الى ذلك اذا افلتت عملية من بين أصابع الشاباك.
ومن المتوقع أن يستمر هذا الوضع في عام 2018 بل أن يزداد سوءا. المخابرات واضحة في تحذيراتها: في الشاباك والمخابرات العسكرية يشخصون عملية متزايدة من النشاط المتفجر على الساحة الفلسطينية، في جزأيها. في غزة، تولي حماس الآن الأولوية للهدوء، ولكن هذا قد يتغير.
انهيار محادثات المصالحة أو استيعاب الخسارة المتوقعة لمشروع الأنفاق الاستراتيجي يمكن أن يعيد حماس إلى مسار المقاومة المسلحة.
في الضفة الغربية، ايضا، من المتوقع أن يواصل أبو مازن إجراءات المواجهة، التي ستزيد من كمية بخار الوقود في الهواء، وستجبر إسرائيل على بذل المزيد من الجهد لضمان الهدوء. وسيكون جزء من هذه الجهود امني: احباط الارهاب، من قبل الافراد، وفي الأساس من قبل التنظيمات ذات الضرر المحتمل بشكل اكبر. اما الجزء الآخر من الجهد فسيكون اقتصاديا: توفير أرباح أو أفق للفلسطينيين - يشعر بها المواطن في الشارع ويبقيه بعيدا عن الفوضى.
كان من المفضل أن تجري إسرائيل نقاشا استراتيجيا حقيقيا وأن تسأل نفسها عما تريده من غزة ويهودا والسامرة (بشكل منفصل ومعا)، لكن هذا لا يحدث: إسرائيل تدير أزمة، يوما بعد يوم، دون رؤية طويلة الأجل. وهذا يحدث رغم التحذيرات الصادرة عن كل الجهات المهنية بأن الأمور قد تنفجر.
أولئك الذين يمسكون حاليا بغطاء الوعاء هم جهاز الشاباك، والجيش الإسرائيلي، ومنسق العمليات في المناطق. نجاحاتهم مثيرة للإعجاب، ولكن لم تكن أي شركة التأمين ستمنحهم بوليصة تضمن استمرار ذلك. من المؤكد ان الهدوء الذي ينتجونه يثير حالة من السكر، ولكنه أيضا هدوء كاذب.
سنة غير سعيدة. تحت هذا العنوان يكتب ناحوم برنياع، ان الجنرال (احتياط) عاموس يدلين، رئيس معهد دراسات الأمن القومي، سيضع يوم الاثنين الموافق 1 كانون الثاني، على طاولة رئيس الدولة التقييم الاستراتيجي للمعهد لعام 2018. في السنوات الأخيرة، تكهن المعهد بأن احتمال نشوب حرب تشارك فيها إسرائيل منخفض جدا، ولا يكاد يذكر. وسيقول يدلين في تقريره الجديد ان الوضع تغير. فعندما تنشر إيران قواتها امام إسرائيل في الجولان، وعندما تعلن إسرائيل أنها لن تسمح بحدوث ذلك، تزداد فرص الحرب.
لقد توج العالم بوتين بأنه الفائز الأكبر في عام 2017، ولكن بالنسبة لإسرائيل فان الفائزة هي إيران. مع بوتين سوف نتدبر، بل حتى مع الأسد، ولكن خامنئي هو حبة جوز قاسية. السنة التي تنتهي بترسيخ الوجود العسكري الايراني على حدود إسرائيل، لا يمكن اعتبارها سنة سعيدة.
2017 تترك وراءها إرثا سيئا في عدد من القضايا الدولية والمحلية. هذا لن يمنع مركز الليكود من الاحتفال بنهاية العام بعد غد، في قاعة ايفنيو، في "ايربورت سيتي". "هم سيواصلون الكتابة عن السيجار، ونحن سنواصل كتابة التاريخ"، كتب على الدعوة الاحتفالية. في الواقع، هذه جولة أخرى، الجولة الثالثة أو الرابعة، في المعركة التاريخية بين نتنياهو وميني نفتالي. في الجولة السابقة، كانت الحجة عيد الحانوكا. أضأنا الشموع في كفار مكابيا وأعلنا بأن الشرطة هي برميل قمامة. في هذه الجولة سوف نحتفل بيوم القديس المسيحي سيلفستر، وهو توقيت مثير للتسلية إلى حد ما في الحزب الذي باع ناخبيه للأحزاب المتدينة المتشددة. سيبدأ الاحتفال في السادسة مساء. وفي الثامنة سنلعن ميلتشين. وفي منتصف الليل سنفتح زجاجات الشمبانيا الوردية.
في 20 يناير 2017، أدى دونالد ترامب اليمين الدستوري بصفته الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة. وكان الافتراض أنه سيسلك كما فعل أسلافه، سيسعى من الطرف إلى المركز، ويسترضي خصومه، ويتصرف بشكل رسمي، رئاسي. لكنه حدث عكس هذا كله. وحتى يومنا هذا، لم يتم الحسم في السؤال حول ما إذا كان ترامب عبقريا يفهم أكثر من الجميع مشاعر ناخبيه، أو أنه أحمق القرية. ليس هناك أميركي لم يحدد رأيا واضحا لا لبس فيه حول الرجل. وتتراوح الآراء بين الإعجاب غير المحدود وحتى الاشمئزاز. في الوسط تتراكض المؤسسة الجمهورية، التي ترى فيه، احيانا، خطرا وجوديا، وفي أحيان أخرى، غبي مفيد.
ترامب هو الرئيس الرابع على التوالي الذي يعتبر غير شرعي من قبل قسم كبير من الأميركيين. وقد انحرفت معارضته عن الخلاف حول وجهات النظر أو السياسة. انها تستند إلى أساس أخلاقي. لقد كان كلينتون، في نظر خصومه، زانيا وفاسدا؛ وبوش الثاني سرق الانتخابات؛ وأوباما محرم: ولد بلون بشرة خاطئ، في البلد الخطأ وفي الدين الخطأ. سحابة اللاشرعية عذبت كلينتون، بوش، وأوباما؛ اما ترامب فإنها تشعله. لست أنا غير الشرعي، يقول لنصف الأمريكيين، إن لم يكن لمعظمهم: أنتم غير الشرعيين. ترامب ليس أول شعبوي يبني على التحريض ضد أجزاء من الجمهور الامريكي؛ انه أول شعبوي يحرض على الأغلبية.
لقد أثرت متلازمة ترامب على إسرائيل بطرق مختلفة ومفاجئة. سياسته الخارجية تتلخص في شعار "أمريكا أولا". بالنسبة للأمريكيين، كانت النتيجة تفكيك اتفاقيات التجارة مع كندا والمكسيك ودول جنوب شرق آسيا، واستبدال الهجوم على الصين بالاستسلام والخنوع، والتهديدات بالحرب ضد كوريا الشمالية، وإضعاف حلف شمال الاطلسي وتسليم الشرق الأوسط وأوكرانيا لبوتين. لقد بدأ تراجع الولايات المتحدة عن مكانتها ومسؤوليتها كقوة عظمى وكبيرة خلال فترة أوباما. وقد اكثر ترامب من التغريد ضد سلفه، لكنه في الواقع تبنى سياسته. الضرر الفوري، بالنسبة لنا، كان الانتصار الإيراني في سورية، الذي تم تحقيقه بفضل المساعدة الأمريكية المباشرة، وتم تطبيقه بسبب غيابها. في المكان الذي احتجنا فيه إلى أمريكا في عام 2017، اختارت هي الغياب.
في كل ما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، عمل ترامب في عام 2017 كأكبر صديق للحكومة الإسرائيلية. كل من يعتقد أن الصراع هو لعبة نتيجتها صفر، اما نحن او هم، يجب أن يغني له أغاني الثناء، ويطلق اسمه على محطة قطار خفيف لن تقام أبدا، ويطلق اسمه على مستوطنة. تعيين كوشنر وغرينبلات، وخطة السلام التي ماتت في مهدها، والخاتمة الكبرى، الاعتراف بالقدس عاصمة، أعطت الحكومة الإسرائيلية وقتا للتحرر من الضغط. وانتقلت العملية السياسية من الثلاجة إلى المجمد. كما خضع الدفاع عن إسرائيل في المؤسسات الدولية للتحول. لم يعد هناك الدفاع السلبي، عن طريق استخدام حق النقض في مجلس الأمن، بل اصبح هناك الدفاع النشط، من خلال التهديد بفرض عقوبات مالية، والمقاطعة والانسحاب. الاحتضان الأمريكي دافئ وممتع ومقيد. قد يتحول إلى عناق الدب. خذوا اليونسكو، على سبيل المثال. الانسحاب من اليونسكو لن يضر كثيرا بأمريكا، لكن سيضر بإسرائيل كثيرا. ولكن عندما تعلن أمريكا أنها ستنسحب احتجاجا على التصويت ضد إسرائيل، ليس أمامنا خيار سوى المضي في اعقابها. لقد ماطل نتنياهو قدر المستطاع، وأعلن أخيرا أننا سننسحب في نهاية العام المقبل.
لقد التقى مع شعبوية ترامب في مكان آخر، بعيد جدا عن صراعات الشرق الأوسط. النواة الصلبة للحركة التي امتطاها ترامب، ملوثة بالعنصرية ومعاداة السامية. في اطرافها، ترتقي وتزدهر عصابات النازيين الجدد. إن الجمع بين الآراء المعادية للسامية والدعم المتحمس لإسرائيل والحرب ضد المسلمين اصبح ظاهرة واسعة الانتشار في أوروبا. رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يترأس حركة كهذه، تأسست خلال الفترة النازية، وهكذا، ايضا، المستشار النمساوي الشاب سيباستيان كورتس. ان التجديد يكمن في دخول هذه الحركات الى التيار المركزي، الشرعي للسياسة الأميركية، برعاية ترامب وشركائه. معظم اليهود الأمريكيين يعتبرون هذه الظاهرة تهديدا وجوديا. اما الحكومة الإسرائيلية فمتأرجحة.
لقد انعكس تأثير ترامب الأكبر على حياتنا هذا العام، في اعتماد الترامبية كقاعدة. ولكن قبل أن أصل إلى ذلك، من المناسب تخصيص وقت لشخص آخر، لا يقل اثارة، والذي ظهر في حياتنا هذا العام: الأمير محمد بن سلمان.
يد الملك
لقد تم تعيين محمد بن سلمان، 32 عاما، في يونيو 2017 وليا للعهد في المملكة العربية السعودية. الأميركيون يسمونه وفقا للأحرف الاولى من اسمه باللغة الانجليزية MBS. والده، الملك سلمان، مريض ولا يؤدي مهامه. ومن جميع النواحي العملية، الأمير هو الملك.
لقد اتسمت السلالة الملكية السعودية بالمحافظة، والعزلة، والسلبية، والاستسلام للنسخة المتطرفة من الإسلام الوهابي، والتعاون، برغبة او من دون رغبة، مع المنظمات الإرهابية السنية وعلى رأسها القاعدة. لكن MBS يريد ان يكون عكس هذا كله. لديه مزاجه الثوري وأفكاره الراديكالية. وكان هدفه الأول رجال الدين. فقد اعتقل المئات منهم. وأملى على رجال الدين الآخرين برنامجا دينيا جديدا، يعتبر وفقا للمصطلحات السعودية مفرطا في الليبرالية. انه يعتمد على القرآن، بالطبع. إذا كنت تعرف كيف تبحث، يمكنك العثور على الليبرالية في القرآن أيضا. وكانت النساء أول من شعرن بالثورة. ثم جاء الشباب. MBS هو بطلهم.
وكان الهدف الثاني في الثورة هم الأثرياء، والكثير منهم من أقاربه. لقد تم اعتقالهم واحتجازهم في فندق ريتز كارلتون الفاخر في الرياض. واتهموا بارتكاب مخالفات الفساد، وهو ادعاء قوبل ببعض الشك، على اعتبار أن الفساد في المملكة العربية السعودية يعتبر قاعدة. لقد كان الهدف مزدوجا: الإظهار لهم من هو الرئيس، والحصول على المال منهم لخزينة المملكة الفارغة. وبلغت الإيرادات 100 مليار دولار.
على مر السنين، مول النفط السعودي البنية الدينية والاجتماعية السنية في جميع أنحاء العالم، والمساجد ومؤسسات الرعاية الاجتماعية. وعلى هذه البنية التحتية نشأت منظمات إرهابية، من تنظيم القاعدة وحتى داعش. الأمير يريد الآن تجفيف هذا الطريق. أحد الأمريكيين الذين التقوا به قارن، على مسمعي، هجوم الأمير على المؤسسة الدينية بسقوط جدار برلين. الى هذا الحد.
وفقا لأمريكيين التقيا به في الأشهر الأخيرة، في لقاءين منفصلين، أصبحت سيطرة الأمير على الإدارة السعودية كاملة. لا يوجد أحد في الوقت الراهن يجرؤ على تحدي سلطته. قد يتم اغتياله، ولكن فرصة النجاح بذلك صغيرة. على عكس الحكام في بلدان أخرى، لا يكثر الأمراء السعوديين من الظهور في الأماكن العامة.
خلافا لنجاحه في البيت، فشل محمد بن سلمان بشكل مطلق في كل ما فعله في الخارج. لقد ادار خلال السنوات الخيرة، الحرب في اليمن، ضد الحوثيين، رعايا الايرانيين. هذه الحرب تفرغ الخزينة ولا تحقق نتائج. كما فشل الحصار الذي فرضه على قطر – فكل ما حققه هو دفع قطر الى احضان ايران؛ ناهيك عن الدعم السعودي لجهات المعارضة السورية، والذي لم يحقق فائدة. أما اكبر فشل له فتمثل في اعتقال سعد الحرير، رئيس الحكومة اللبنانية.
لقد تخصصت المملكة العربية السعودية على مر السنين بدبلوماسية دفتر الشيكات، ولم تعرف كيف تحشد القوات للقتال من أجل مصالحها الخاصة. إيران خاضت تجربة الحرب الوحشية مع العراق في فترة صدام حسين. وخلصت إلى الاستنتاجات الصحيحة. وهذا هو السبب الذي يجعل إيران تفوز والمملكة العربية السعودية تخسر.
خلال اللقاءين طرحت مسألة علاقة الأمير بإسرائيل وإمكانية ضلوعه في مبادرة سلام إقليمية - أرض مقابل اتفاق سلام مع المملكة العربية السعودية. في احد اللقاءات أزال المسألة عن جدول الأعمال. وساد الانطباع بأن أي إشارة لعلاقاته مع إسرائيل تضر بحربه ضد إيران. لكنه في اللقاء الآخر، قال بثقة أنه إذا عرض ترامب خطة مقبولة عليه، فإنه سيحضر أبو مازن إلى طاولة المفاوضات. لقد تحدثت الشائعات عن خطة صعبة للفلسطينيين، تجعل أبو ديس عاصمة لهم. نتنياهو أيضا، كان سيواجه صعوبة في تقديم التنازلات الإقليمية المطلوبة منه في الخطة. ومع ذلك، كان يمكنه أن يقدم لناخبيه الورقة السعودية.
لقد وصل أبو مازن إلى الرياض. ووفقا لمقال نشر هذا الأسبوع في صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد تعلق استدعائه إلى الرياض بلبنان. لقد أراد الأمير تجنيد الشباب في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لمحاربة حزب الله. لكن الخطة فشلت. لقد كان الهدف من اعتقال الحريري هو خلق أزمة من شأنها أن تبقي حزب الله بعيدا عن الحكومة اللبنانية. وانتهى ذلك بمهزلة.
وبقيت الشائعات عن خطة السلام الامريكية. وعندها جاء خطاب ترامب عن القدس.
السيد ماني
"لا يوجد شيء ولن يحدث شيء ولم يكن أي شيء ولا يمكن أن يكون هناك شيء". عبارة تبدو مألوفة؟  في الواقع، نعم مألوفة. لم يكن نتنياهو هو الذي اخترع هذه الجملة – لقد اخترعها الاديب أ. ب يهوشواع. نتنياهو نسخها من الرواية الرائعة "السيد ماني" التي كتبها يهوشواع في نهاية الثمانينيات. وتغطي الرواية 200 سنة في حياة أسرة يهودية من أصل شرقي. من الممكن أن نتنياهو سمع الجملة من شخص قرأ الرواية؛ وربما يكون اسم الرواية هو الذي جذبه – السيد ماني - لأن "ماني" باللغة الإنجليزية تعني المال، والناس متصلين بالمال، الناس مثل ميلتشين، فاكر، إلوفيتش، أديلسون - كل واحد منهم هو مال كبير - أثاروا إعجابه. وعلى كل حال، يمكن القول لصالح نتنياهو انه يعرف كيف يستوعب ويستخدم الامور التي نجحت في أماكن أخرى. انه يعرف كيف يتعلم.
معلمه في عام 2017 كان دونالد ترامب. لقد شاهد كيف نجح ترامب، أحد المرشحين ال 12 في الحزب الجمهوري، بالسيطرة الكاملة على جدول أعمال وسائل الإعلام. كانت وسائل الإعلام أداة في يده. لم تكن مسألة ما قيل عنه مهمة، ما داموا يتحدثون عنه فقط. ورأى كيف يستخدم ترامب وسائل الاعلام الاجتماعية. انها ليست مجرد تقنية - انها لغة وثقافة. الامور التي لا يتجرأ الشخص على قولها حول طاولة طعام الأسرة، تصبح فيروسا على الشبكة. حركة مرور على الشبكة، هذا كل شيء. يمكن للغة أن تكون لغة مجاري. السلاح هو ازدراء الخصم. عندما يقتصر طول الرسالة على 140 حرفا، لا توجد اهمية للحقيقة، للبيانات، للتشكك. يلعنون ويمضون قدما.
كان يعرف معظم هذه الأمور قبل ترامب. لكن ما أثر عليه هو نجاح ترامب الهائل في الأداء. وفهم مثل ترامب، أنه في عام 2017 لا وجود للظهور الاعلامي المفرط: السياسي يجب أن يخلق العناوين كل ساعة. إذا ترك جدول الأعمال للآخرين، فسوف يختفي. لقد تغيرت ردود فعله على الفيسبوك وتويتر، وكذلك خطاباته العلنية، على مدار السنة. انه يسمح لنفسه بالانحطاط اكثر فأكثر. انه يستمتع بذلك، ويستمتع لسماع هتافات الجمهور، ويستمتع باشمئزاز وسائل الإعلام. ومثل ترامب، يتحرك باطراد من شعور الضحية الى نشوة المنتصر. أحيانا يحدث هذا بين فقرة وفقرة في نفس الخطاب. لا يوجد وسط.
على عكس ترامب، يحرص نتنياهو على عدم ممارسة اللعبة الساخرة عندما يتعلق الأمر بقرارات تنطوي على الحياة والموت. كل عملية، قالت مصادر أجنبية، ان الجيش الاسرائيلي نفذها في سورية، نجمت عن نقاش منظم ومهني وعملي. كل شيء وفقا للكتاب، سواء في مجلس الوزراء، او خلال النقاش مع الجيش. ولكن في المجالات أخرى يعيش وفقا لتأثير ترامب. لا يوجد إنجاز حققه آخر الا وقلده.... لا يوجد فيلم لا يشارك فيه. هذا الأسبوع، نشرت دانا فايس في نشرة أخبار القناة الثانية أنباء عن مبادرة جديدة لنتنياهو: إنشاء صندوق بقيمة 50 مليون دولار، بتمويل من اليهود الأثرياء، لرشوة حكومات 50 دولة افريقية. الهدف هو تغيير تصويت هذه الدول في المنظمات الدولية بواسطة شيكات من الصندوق. مثل هذه الأفكار ليست غريبة في تاريخنا. كان يمكن لشمعون بيرس طرح مثل هذه الفكرة، وربما مئير داغان وآخرين من رؤساء الموساد. لا يمكن رشوة 50 دولة  بخمسين مليون دولار- هذه طرفة أمام ما تستثمره الصين في رشوة الحكومات في أفريقيا - ولكن قد يغوى بعض رؤساء الدول، طالما تم دفع الأموال لهم في السر. ولكن تسريب الفكرة مسبقا إلى وسائل الإعلام هو درس تعلمه بيبي من ترامب.
كل كفاحه ضد التحقيقات والاحتجاجات في روتشيلد تقوم على اسلوب ترامب. انه يقوم على اساس الافتراض بأنه يمكنك أن تكون في السلطة وضد السلطة في نفس الوقت. من يوجه الأسئلة هو خائن للأمة. يجب وصمه بالعدو وتحويله الى وحش. العدو الحالي هو صندوق إسرائيل الجديد. نتنياهو لا يكره الصندوق عندما يتهمه عبثا بتمويل الاحتجاجات في روتشيلد. الصندوق هو أداة في يديه، إنه ليس هدفا. إذا دمره، سيضطر لابتكار عدو آخر.
عام 2017 جمع نتنياهو بمصيره. في هذا العام وصل إلى ذروة نجاحه كرئيس للوزراء: اقتصاد ناجح، وضع أمني معقول، نظام سياسي كسول، خائف، وبدون خصوم حقيقيين في حزبه وبدون معارضة، ورئيس ودي جدا في واشنطن. كما هو الحال في كثير من الأحيان في السياسة، يعتبر النجاح أم الفشل. سخرية نتنياهو تقوده إلى الاستسلام المخجل، المدمر على المدى الطويل، للشارع الحريدي واللوبي الاستيطاني. انه قابل للعصر. والتحقيقات تثير جنونه. في هذا أيضا، يشبه ترامب.

التعليـــقات