رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 27 تشرين الثاني 2017

الثلاثاء | 28/11/2017 - 08:20 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 27 تشرين الثاني 2017



المجتمع العربي في اسرائيل يعاني من نقص خطير في منشآت الحماية لساعات الطوارئ
تكتب صحيفة "هآرتس" نقلا عن جهات في الجيش الاسرائيلي ان المجتمع العربي في شمال اسرائيل يعاني من نقص خطير في منشآت الحماية لساعات الطوارئ. وحسب المصادر فان ثلث المواطنين الذين يعيشون على مسافة مداها 40 كيلومترا من الحدود الشمالية يفتقدون الى الحماية المناسبة، في حين يشكل العرب 70% من هؤلاء المواطنين. وادعى الجيش ان 15% من الجمهور الذي يعيش على مسافة تسعة كيلومترات من الحدود لا يتمتع بالحماية اللائقة، وتصل نسبة العرب بين هؤلاء الى 60%.
وكان وزير الامن افيغدور ليبرمان، قد ادعى الاسبوع الماضي، انه حاول في حزيران 2016 دفع خطة لتخصيص 1.5 مليار شيكل لحماية الجمهور على مدار عشر سنوات، الا ان الخطة عالقة بسبب معارضة وزارة المالية. وقال ليبرمان للصحفيين: "نحن نحاول دفع ذلك رغم اننا لسنا المسؤولين. انا اؤمن اننا نتحدث الان عن ثلث سكان المنطقة الشمالية الذين يفتقدون الى حلول الحماية اللائقة. نحن نركز في الأساس على خط طبريا – حيفا. هذا هو في الأساس ما يقلقنا. وهذا يشمل الدروز والبدو والعرب واليهود".
وقالوا في وزارة المالية انهم لا يعرفون عن تخصيص الاموال التي يتحدث عنها ليبرمان، وانه لا توجد خطة عملية لحماية بلدات الشمال لتحويل ميزانيات لها. كما اضافوا في الوزارة ان لجنة مشتركة من المالية ووزارة الاسكان تجتمع هذه الأيام لفحص مسألة الحماية لعرب اسرائيل.
ويعرف الجيش عن مشكلة الحماية لدى عرب اسرائيل، وهي تنبع، ضمن امور اخرى، من فرضية قديمة للدولة تقول ان البلدات العربية لن تتعرض للضرر خلال هجوم صاروخي. لكن هذه الفرضية تغيرت، بشكل خاص خلال حرب لبنان الثانية، حيث قتل 18 مواطنا عربيا، بعضهم نتيجة الاصابة المباشرة بالصواريخ.
ويدعي الجيش انه في بعض الحالات لا يمكن العمل لحماية البلدات العربية في الشمال لأن قسما منها قديمة جدا، وبعضها بني بدون تراخيص وفي مناطق تفتقد الى خرائط هيكلية. كما يدعي الجيش الاسرائيلي انه في بعض الاحيان لا يظهر السكان العرب اهتماما بحماية بيوتهم.
وقال رؤساء سلطات محلية وشخصيات تمثيلية في المجتمع العربي انه لم تجر حتى الان محاولة لاعداد خرائط تلبي احتياجات السكان العرب للحماية. وقال رئيس بلدية سخنين مازن غنايم انه "لا يوجد حتى الان أي ملجأ ملائم في سخنين للاحتماء خلال الحرب او هزة ارضية. الجبهة الداخلية تحضر لنا مولدات طاقة او امور اخرى يفترض ان تساعد، لكننا لا نملك فعلا القدرة على الاحتماء في الحرب القادمة. اذا اراد ليبرمان فعلا المساعدة، فليصل الى هنا ويتحدث معنا. في البلدات الصغيرة لا توجد حتى لجان طوارئ، ولا يصل احد اليها".
كما قال رئيس مجلس دير الاسد ان البلدة ليست مجهزة للحرب: "لدينا نقص في الحماية ليس في البيوت فحسب، وانما في المدارس. هناك مدارس تم تجهيز صف واحد فيها للحماية، والذي يمكنه الاتساع لعدة عشرات من الطلاب فقط. وسيضطر مئات الطلاب والمعلمين الى الركض بحثا عن ملاجئ قريبة".
وجاء من الناطق العسكري ان "الجبهة الداخلية تعمل في اطار صلاحياتها على  تقليص فجوات الحماية لدى الجمهور كله وفي اوساط الجمهور العربي. ويجري على المدى القصير تطبيق خطة مولتها وزارة الداخلية لتحسين الملاجئ العامة في الشمال. وتهدف هذه الخطة الى تحسين الملاجئ على مسافة تسعة كيلومترات من الحدود، خلال السنة القريبة".
نتنياهو ينهي الأزمة مع الاحزاب الدينية على حساب الجمهور العلماني
تكتب صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أعلن مساء امس (الاحد)، انتهاء ازمة الائتلاف مع قادة الأحزاب الدينية المتشددة، ودفع قوانين تقيد العمل ايام السبت، والذي كان محور الخلاف، ما يعني ان التفاهمات مع المتدينين ستأتي على حساب الجمهور العلماني في اسرائيل.
والى جانب ذلك تم الاتفاق على الحفاظ على الوضع الراهن بشأن مباريات كرة القدم أيام السبت. واعلن نتنياهو ذلك في ختام لقاء عقده مع وزير الداخلية ارييه درعي، ووزير الصحة المستقيل يعقوب ليتسمان، والنائب موشي غفني (يهدوت هتوراه).
وحسب ديوان رئيس الحكومة، فقد تم الاتفاق بين الاطراف على دفع مشروع القانون الذي طرحه درعي والذي يسمح لوزير الداخلية بإلغاء القوانين البلدية المساعدة التي تجيز فتح المتاجر أيام السبت. ولن يسري هذا القانون على تل ابيب، لأنه لن يسري بشكل تراجعي. كما تم الاتفاق على دفع مشروع قانون لتقليص العمل في ايام السبت. وسيتم، ايضا، اعداد قانون يسمح لليتسمان بشغل منصب نائب وزير مع صلاحيات ادارية كاملة في الوزارة، وذلك على الرغم من قرار المحكمة العليا في 2015، الذي حدد بأنه لا يمكن لليتسمان مواصلة شغل منصب نائب وزير الصحة بمكانة وزير.
وفي اعقاب بيان نتنياهو، الذي اعلن فيه ان الائتلاف الحكومي قوي وراسخ وسيواصل العمل، اوضح ليتسمان، الذي قدم استقالته من منصبه كوزير للصحة، امس، انه لن يوافق على شغل منصب نائب وزير اذا لم يصادق على هذه القوانين، كما يطالب قادة الاحزاب الدينية. في المقابل قال رئيس حركة "شاس" في ختام اللقاء: "لقد تمكنا من التوصل الى تفاهمات في موضوع قانون المتاجر وكل القضايا الاخرى، وسنحافظ بواسطتها على الوضع الراهن في كل البلاد". واضاف درعي: "السبت هام جدا بالنسبة لنا. هذه دولة يهودية وغالبية مواطني اسرائيل يريدون الشعور بالسبت في شوارع المدن."
استطلاع: الليكود ويوجد مستقبل يتعادلان والمعسكر الصهيوني يتراجع، وكذلك المشتركة
تكتب "هآرتس" انه يستدل من استطلاع جديد للرأي، نشرته القناة العاشرة، مساء امس الأحد، ان الليكود و"يوجد مستقبل" يتعادلان في عدد المقاعد (24 لكل منهما) لو جرت الانتخابات اليوم. وفي المقابل تنخفض قوة المعسكر الصهيوني من 24 مقعدا حاليا الى 17. اما الحزب الرابع، حسب الاستطلاع، فهو البيت اليهودي الذي تتعزز قوته من 8 الى 12 مقعدا، تليه القائمة المشتركة التي يتنبأ لها الاستطلاع بخسارة مقعدين، من 13 حاليا الى11.
كما يتنبأ الاستطلاع بانخفاض قوة حزب "كلنا"، من 10 الى 9 مقاعد. وحسب الاستطلاع فان قوة يهدوت هتوراه (6 مقاعد حاليا)، سترتفع الى 7 مقاعد. كما ستحقق ميرتس قفزة، من 5 مقاعد حاليا الى 7 مقاعد. وفي المقابل يتراجع حزب يسرائيل بيتيو من 6 الى 5 مقاعد، وقوة شاس من 7 الى 4 مقاعد.
المصادقة على نص جديد لقانون "توصيات الشرطة"
تكتب صحيفة "هآرتس" ان اللجنة الوزارية لشؤون القانون، صادقت امس الاحد، على نص جديد للقانون الذي يمنع الشرطة من نشر توصيات في نهاية التحقيق. ويستثنى من النص الجديد البند الذي كان يلزم المستشار القانوني للحكومة على فتح تحقيق ضد ضباط الشرطة الذين سيشتبه قيامهم بتسريب التوصيات. ومن المتوقع ان يعرض  النص الجديد على لجنة الداخلية  ومن ثم عرضه للتصويت عليه في القراءة الاولى، اليوم الاثنين.
ويشمل النص الجديد المتفق عليه من قبل الوزراء، تغييرات اساسية في النص الأصلي، ويميز بين التحقيق مع منتخبي الجمهور الكبار، والتحقيقات الأخرى. ووفقا للنص الجديد، تقوم الشرطة بعد انتهاء التحقيقات، التي ستجري بمشاركة ممثل عن النيابة العامة، خصوصا التحقيقات الحساسة كالتحقيقات مع الشخصيات الرسمية، بتحويل ملخص التحقيق بدون توصية مفصلة بمحاكمة او عدم محاكمة المعني، اما في التحقيقات التي لا يرافقها ممثل عن النيابة العامة، فانه يمكن للشرطة تحويل تلخيص التحقيق والتوصيات، لكنه يحظر عليها نشر ذلك على الملأ.
ولم تناقش اللجنة الوزارية عقبة اساسية قد تعيق دفع القانون، وهي معارضة حزب "كلنا" لتطبيق القانون بشكل تراجعي على التحقيقات الجارية مع رئيس الحكومة نتنياهو. وفي حال طرح القانون للتصويت من دون اجراء تغيير في هذا الشأن، ليس من الواضح كيف سيصوت عليه حزب "كلنا"، علما ان رئيسه منح اعضاء كتلته حرية التصويت.
بعثة اسرائيل في الامم المتحدة تحتفل بقرار التقسيم
تكتب "يسرائيل هيوم" ان البعثة الاسرائيلية في الأمم المتحدة، ستحيي غدا، الذكرى السبعين للتصويت على القرار التاريخي في 29 تشرين الثاني 1947، والذي صودق في اطاره على اقامة دولة يهودية في اسرائيل. وسيتم اقامة مراسم رسمية برعاية نائب الرئيس الامريكي مايك بينس، وبمشاركة عشرات السفراء من العالم.
وستشكل هذه المراسم، التي بادر اليها سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة، داني دانون، بالتعاون مع الكونغرس اليهودي العالمي، انطلاقة لاحتفالات اسرائيل باستقلالها السبعين.
وستقام المراسم الاحتفالية في القاعة الأصلية التي جرى فيها التصويت في عام 1947، القائمة اليوم في متحف كوينس في نيويورك. وسيتم اعادة تصميم القاعة بشكل مشابه تماما للقاعة التي تم فيها التصويت التاريخي. وخلال المراسم سيتم اعادة تمثيل التصويت التاريخي وفي نهايته ستقام حلقات الرقص اليهودي "هورا" تجسيدا لما حدث في المستوطنات العبرية في البلاد، وستغني المغنية الاسرائيلية نينيت نشيد "القدس من ذهب".
وسيكون نائب الرئيس الامريكي مايك بينس ضيف الشرف في المراسم، وسيصل الى هذا الحدث مع وزير المالية الامريكي اليهودي ستيفن منوحين. وسيشارك في الحدث عشرات السفراء والدبلوماسيين، ومن بينهم رونالد لاودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، وممثلون عن 33 دولة صوتوا من اجل اقامة دولة يهودية في ارض اسرائيل، وقادة الجالية اليهودية الاميركية.
رئيس بلدية القدس ينوي خوض المعترك السياسي في الليكود
تكتب "يسرائيل هيوم"، ان مصادر مقربة من رئيس بلدية القدس، نير بركات، قالت انه سيعلن قريبا قرار عدم المنافسة على رئاسة بلدية القدس لدورة ثالثة، وقرار المنافسة في الانتخابات الداخلية في حزب الليكود. لكن بركات نفى في حديث لصحيفة "يسرائيل هيوم" هذا الأمر وقال ان النبأ كاذب وانه لم يقرر بعد.
ويبذل بركات جهودا كبيرة في الاستعداد للاندماج في السياسة القطرية، وقام حتى الان بتسجيل حوالي 8000 منتسب جديد الى صفوف الليكود، وهو يشكل قوة كبيرة. ويسود التقدير بأنه سيتم تبكير الانتخابات البرلمانية الى صيف 2018. وفي مثل هذه الحالة، سيضطر بركات الى ترك منصبه كرئيس لبلدية القدس، من اجل المنافسة في صفوف الليكود، على امل ان يحصل على موقع متقدم في قائمة المرشحين.
وقال بركات لمقربين منه انه يؤمن بقدرته على الوصول الى قيادة الليكود، وان التوقيت الحالي هو الاكثر مناسبا. مع ذلك، وفي حال طرأت تغييرات سياسية جوهرية، ولم يتم تبكير موعد الانتخابات، يمكن لبركات تغيير رأيه.
مقالات
رئيس الجميع.
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان المجزرة التي وقعت في مسجد الروضة في شمال سيناء، أثارت، كما كان متوقعا، عاصفة في الشبكات الاجتماعية في مصر. ولكن الى جانب التصريحات القاسية ضد داعش وصرخات البرلمانيين المطالبة بسن قوانين صارمة على الفور "تساعد قوات الأمن على فرض النظام ومحاربة الإرهاب"، كما لو أن عدم وجود قوانين كهذه هو الذي يعرقل هذه الحرب العبثية، كانت هناك أيضا بعض الانتقادات الموجهة ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي. لكن الانتقاد هو مسألة خطيرة في الأيام التي يتجند فيها "كل الشعب" لدعم الحكومة ويبكي مقتل 305 ضحايا. هذا ما تعلمته الدكتورة بسمة مصطفى، المحاضرة في كلية العلوم بجامعة القاهرة.
لقد استدعيت الدكتورة مصطفى، يوم السبت، للتحقيق، والى ان يتم الانتهاء من التحقيق سيتم ايقافها عن العمل لمدة ثلاثة أشهر. وكان خطأها الخطير هو أنها نشرت رسالة موجهة إلى الرئيس كتبت فيها: "أنت فاشل ... فشلت وفقا لكل المعايير ... أنت لا تعرف كيف تحمي أرواح شعبك، وهذه الانفجارات [في المسجد] جاءت لكي تغطي على سد النهضة (السد الذي يقام في إثيوبيا، على نهر النيل، ومن شأنه أن يضر بإمدادات المياه لمصر)، وعلى مياه الصرف الصحي التي يشربها شعبك بدلا من الماء. أنت فاشل ... نحن نبكي في كل مرة امواتنا، ثم يطلب منا الرئيس الوقوف إلى جانبه".
لقد حطمت صرخة المعلمة "كل القواعد" كما جاء في كتاب ايقافها عن العمل الذي أرسله إليها رئيس الجامعة الدكتور محمد عثمان الخشت، الخبير في الفلسفة الإسلامية والذي يعتبر أحد المثقفين الليبراليين في البلاد. وكتب ان مصطفى "انتهكت القيم والتقاليد المتعارف عليها في الجامعة، ولم تحافظ على كرامة الوظيفة وحسن سمعتها... كما أثرت على السلام العام من خلال قيامها بعمل لا يتفق مع شغل وظيفتها". ليس هناك ما يدعو إلى انتظار انتهاء التحقيق، فلائحة الاتهام والادانة والعقوبة باتت مدرجة في كتاب وقفها عن العمل. كلما ازداد نمو الإحباط امام عجز السلطات على مواجهة الهجمات المتكررة للمنظمات الإرهابية، كلما تعمق التنكيل بكل من لا يتجند في "الجهد الوطني".
قبل أسبوعين، تم رفع دعوى ضد الدكتورة غادة شريف، ابنة وزير التنمية، خلال فترة حسني مبارك، بسبب قيامها في تشرين الاول، بنشر مقال في "المصري اليوم" ضد السيسي بعنوان "ما الذي تبقى لتدمره؟" وكتبت فيه: "إن الوضع الحالي، الذي كنت المسبب الرئيسي له، سيقود البلاد كلها إلى حافة الهاوية. أنت أساس هذا الغباء ... وسائل الإعلام تتحدث بصوت واحد، والبرلمان هو ملكك، وانت تحركه كما تشاء، والمعارضة لا تستطيع أن تفعل أي شيء آخر غير أن تكون معارضة لنفسها وكسر نفسها".
في صحيفة محترمة مثل "المصري اليوم"، وسيلة الإعلام الخاصة التي كانت احدى دعائم الثورة والرئيس، تشبه هذه الكتابة القفز في بركة فارغة. الأمر المثير للدهشة هو أن نفس الصحفية اشتهرت في شهر تموز 2013، وهو الشهر الذي أطاح فيه السيسي بجماعة الإخوان المسلمين واستولى على السلطة، حين نشرت مقالة في نفس الصحيفة بعنوان "يا سيسي: انت تغمز بعينك بس!"، قالت فيها: " طالما السيسي قال لنا ننزل يبقى حننزل.. بصراحة هو مش محتاج يدعو أو يأمر.. يكفيه أن يغمز بعينه بس .. أو حتى يبربش.. سيجدنا جميعاً نلبى النداء".
لا يزال يمكن العثور على هذا المقال على الانترنت، اما ذلك الذي كتب بعد أربع سنوات – فلم يعد منشورا. لقد تمت إزالته من موقع الصحيفة في نفس اليوم، وقام محرر الموقع بتقديم شكوى ادعى فيها بأن الموقع تعرض للاختراق من قبل القراصنة الذين نشروا "أشياء ملفقة".
مؤسس "المصري اليوم" هو صلاح دياب، رجل أعمال ثري، حوكم بتهمة الاحتيال وحيازة الأسلحة. وكان دياب أحد المساهمين في صندوق "تحيا مصر" الذي بادر اليه السيسي في عام 2014 بهدف تجنيد المساعدات لتنمية البلاد. وكجزء من هذه المبادرة، توجه الرئيس إلى رجال الأعمال المصريين لتقديم مساهماتهم، وبلغت مساهمة دياب 6.5 مليون دولار. كما تبرع الرئيس نفسه بنصف راتبه للصندوق، وتبرع الجيش بمبلغ مليار جنيه، وساهمت شركة "أوراسكوم" المملوكة من قبل عائلة ساويرس (التي كانت شريكة في المصري اليوم) بثلاثة مليارات جنيه. ونشر هذا الصندوق نداء عاما، قبل يومين، دعا فيه الجمهور للتبرع بسخاء من اجل مساعدة عائلات القتلى في الهجوم على مسجد الروضة. يمكن الافتراض أن شريف لن تكون من بين المتبرعين. فهي ستحتاج إلى أموالها لتمويل الدفاع القانوني عنها.
أيام الحداد الوطني الثلاث التي أعلن عنها الرئيس ستنتهي اليوم، ولكن تصفية الحساب العام مع الرئيس لن تنتهي معها. الجهود التي تبذلها وسائل الإعلام الحكومية لتسليط الضوء على الإجراءات العسكرية ضد المنظمات الإرهابية، والصمت امام فشل الاستخبارات المدوي، لن تنجح بالتستر على عجز الخدمات الطبية، التي لم تتمكن من تلبية الاحتياجات الفورية في الميدان، واستخدمت عربات النقل والشاحنات لنقل القتلى والجرحى، وقامت بدفن اناس بملابسهم.
لقد دخلت جماعات حقوق الإنسان في حالة تأهب تمهيدا لموجة الاعتقالات المتوقعة، التي ستشمل ليس فقط من يشتبهون في التعاون مع المنظمات الإرهابية، وانما أيضا أولئك الذين يتجرؤون على نشر انتقادات حول الفشل المدني والعسكري. مصر ليست إسرائيل. فمن يهين الرئيس والجيش والأمة - تجري محاكمته.
تاريخ يتشكل
تكتب تسفيا غرينفيلد، في "هآرتس" ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استدعى قبل اسبوع، الرئيس السوري بشار الاسد ثم استدعى الرئيسين الايراني والتركي الى مدينة سوتشي لاطلاعهم على ترتيبات السيطرة في سورية. الاستنتاج الظاهر هو أن دونالد ترامب يواصل سياسة سلفه ويتخلى عن الشرق الأوسط (وعن مصالح إسرائيل) لصالح تعسف بوتين. ولكن الأحداث الأخيرة تشير إلى احتمال آخر – أنه يحدث الآن تحول سياسي دولي، هو الأكثر مثيرا للاهتمام منذ الحرب الباردة.
يتصرف ترامب وبوتين كما لو كانا يتقاسمين مناطق سيطرتهما. ليس وفقا لخطوط أيديولوجية، وانما وفقا للمصالح الاقتصادية فقط. كما هو معروف فان ترامب يعرف نفسه أولا كرجل أعمال. ومنذ الجدال العام مع هيلاري كلينتون، قال إنه يحاول إقامة علاقات جيدة مع بوتين، ولم يأخذه أحد على محمل الجد. فقد افترض الجميع أن ترامب كان يشير إلى التدخل الروسي في الانتخابات لصالحه. ولكن يبدو أنه كان يعني أكثر من ذلك.
اذا استطاعت روسيا الاستفادة من الاستثمارات الضخمة في سورية التي يعاد اعمارها، يمكن للولايات المتحدة أن تستفيد من الاستثمارات الضخمة في المملكة العربية السعودية، التي تستعد لإعادة بنائها تحت سلطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. لكن الصفقة الشاملة تتطلب تغييرا في الشرق الأوسط. وهكذا، اعلن ترامب بشكل مفاجئ انه سيدفع اتفاقية سلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وكانت خطته الثانية في المملكة العربية السعودية. بعد زيارته التي اغدق خلالها الاطراء على الملك سلمان، تبين أن ابنه الشاب محمد اصبح الحاكم الفعلي. وعندما قرر الحاكم الجديد بناء المملكة العربية السعودية الحديثة وخوض صراع ضد تآمر إيران ووكلائها في المنطقة، هدد ترامب في المقابل بإلغاء الاتفاق مع إيران. وكما يبدو فقد كانت المرحلة التالية من الخطة منوطة بالإطاحة برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من منصبه وإعلان بن سلمان أنه لن يسمح للبنان بالتعاون مع حزب الله وأن ترامب هو الرجل المناسب في المكان المناسب.
يبدو ان الخطوات التالية في الخطة، تتطلب اقحام إسرائيل. وعلى الرغم من أن روسيا التزمت على ما يبدو بوقف إيران (وربما كوريا الشمالية) إلى حد ما، وبالتالي تم تنظيم اللقاء في سوتشي، فان المملكة العربية السعودية لا تثق بروسيا، وتفضل التحالف مع إسرائيل، التي تتعرض الى تهديد مباشر مثلها.
وهكذا اتضح فجأة، أن رئيس الأركان غادي ايزنكوت منح لقاء لموقع سعودي، واعلن استعداد اسرائيل للتعاون مع الدول العربية المعتدلة. وهكذا يتضح لماذا اصبح الاتفاق مع الفلسطينيين قضية ملحة على جدول أعمال ترامب: كما يبدو فان السعودية لا تستطيع تشكيل تحالف مع إسرائيل دون حل معقول للمشكلة الفلسطينية. وبما أن إسرائيل ترفض منح الحقوق الكاملة لجميع الفلسطينيين فيها، فإنه لا يبقى الا حل الدولتين بهذه الصيغة او تلك.
وهذا ما سيحدث على الأرجح. يمكن لإسرائيل والسلطة الفلسطينية التمرد على الخطة، لكن لا ولن تملك اي منهما أي خيار. المملكة العربية السعودية (والعراق بعد ذلك) هي الآن فرصة تجارية اهم لترامب وكذلك الاقتصاد الأمريكي، من السماح لبنيامين نتنياهو، ونفتالي بينت أو محمود عباس بتخريب الخطة، وسوف تتعاون روسيا إذا تم التجاوب مع مصالحها. ومن المحتمل أن يستمر الضغط، حتى في الشمال، حتى تفهم إسرائيل التلميح. من لا يعتقدون ان ترامب قادر على تخطيط مثل هذه التحركات طويلة الأمد، يفوتون التاريخ في حالة تشكُله.
فرصتنا مع عرب القدس
يكتب نداف شرغاي، في "يسرائيل هيوم" انه في منظور مختلف ومتفائل بشأن مواقف وموقع عرب القدس الشرقية في النسيج الإسرائيلي، فان 42٪ من الجمهور الذي يعاني من تمييز في الميزانيات، ويذكرنا مستوى البنية التحتية والخدمات في أحيائه بدول "العالم الثالث" – يشعرون رغم كل شيء "بالانتماء الى المجتمع الاسرائيلي".
هذه نسبة عالية ومفاجئة. ثلث المجتمع الذي يخوض معنا صراعا قوميا ودينيا صعبا (33٪) – كما يستدل من استطلاع أجرته "يسرائيل هيوم" في نهاية الأسبوع الماضي - فخور بأن يكون إسرائيليا. 43٪ في القدس الشرقية، حيث رفعت حماس رأسها في السنوات الأخيرة، يعترفون بالعلاقة التاريخية والدينية بين شعب إسرائيل وأرض إسرائيل! 46٪ من العرب في القدس الشرقية - هذا لا يصدق تقريبا- يحملون افكارا جيدة عن الشرطة.
كما ان استعداد عرب القدس الشرقية للتواصل الاجتماعي مع اليهود، كما يتضح من الاستطلاع ومن البحوث التي أجراها ماريك ستيرن وأحمد أسمر، يبين أن قصة العرب في القدس الشرقية معقدة ومتعددة الأوجه.
لقد ولد 85٪ منهم في واقع المدينة الواحدة، وهم لا يتذكرون القدس المقسمة. الكثير منهم يمرون بعملية أسرلة، ناهيك عن "الميل الى الغرب"، وباتوا يشبهون أكثر واكثر العرب الإسرائيليين. بعضهم، الذين لا يكتفون بالإقامة الدائمة، يسعون للحصول على الجنسية الإسرائيلية، لكنه يتم الاستجابة لهم بشكل مقلص.
وعلى الرغم من ذلك، لم يشارك في انتخابات بلدية القدس سوى بضعة آلاف من أصل 335 الف عربي يعيشون في القدس الشرقية، كمقيمين دائمين. لو كانوا محررين من التهديدات الإرهابية لحركتي فتح وحماس، لكان اضعاف الاضعاف منهم سيحضرون إلى صناديق الاقتراع، بل ربما انتخاب قائمة لتمثيلهم في البلدية. نظريا – "تساوي" نسبتهم  ثلث المقاعد في مجلس البلدية. لكن، من الناحية العملية، لم يتم استغلال قوتهم الانتخابية أبدا، خشية أن يفسر ذلك كاعتراف بالحكم الإسرائيلي على المدينة الموحدة.
لكن الأمر قد يختلف هذه المرة. ففي شوارع القدس الشرقية، بدأت تعلو أصوات المنطق مؤخرا. وبدأ يتغلغل، تدريجيا، الإدراك بأن الطريق لتغيير الضائقة المادية والاجتماعية في هذه الأحياء تمر عبر الميزانيات والنفوذ السياسي في ساحة سفرا. نحن، كيهود وإسرائيليين، لا ينبغي أن نخاف من هذا.
مشاركة الناخبين وقوائم من القدس الشرقية في الانتخابات البلدية بعد سنة، هي موضع ترحيب ومرغوب فيها. القدس هي مدينة ثنائية القومية. هذا لن يتغير في وقت قريب. إذا لم نهتم طوال 50 عاما، بأن يكون لديهم نظام صرف صحي منظم، وأرصفة طرق، وشوارع، وإضاءة، وحدائق، وبنية تحتية وخدمات أساسية أخرى - من المناسب والصواب أن يفعلوا ذلك بأنفسهم، "من الداخل"، من المكان الذي يؤثرون فيه على أولويات العمل البلدي، بعيدا عن النقاش السياسي حول القدس.
بيد أنه يجب على إسرائيل أن تهيئ لهم الشروط اللازمة لإجراء تصويت حر وحقيقي. انهم لن يأتوا إلى صناديق الاقتراع إذا كانوا يخافون من إطلاق النار عليهم أو احراق سياراتهم. ويجب على الشرطة والشاباك، من جانبهما، تمكينهم من التصويت دون خوف. كما يمكن أيضا تسخير التكنولوجيا: في القرن الحادي والعشرين، يمكن التصويت بواسطة الحاسوب، وربما حتى عبر حاسوب المنزل أو في اماكن العمل.
الشراكة الحقيقية لعرب القدس الشرقية في إدارة البلدية يجب ألا تردع من يتخوف من تأثيرهم على المصالح الوطنية اليهودية في القدس. على الرغم من أن الأغلبية اليهودية في القدس قد انخفضت على مر السنين، إلا أنها لا تزال مستقرة، حوالي 60٪، خاصة وان القرارات "الكبرى" بشأن القدس وبنائها وميزانياتها وحدودها تتخذها الحكومة وليس البلدية.
وبالمناسبة، يمكن زيادة الأغلبية اليهودية مجددا، إذا رفضنا الضغط الأمريكي وبنينا في القدس وضواحيها بشكل اكبر، وحتى لو قمنا بإجراء تغيير طفيف لحدودها في الشمال. وراء الجدار الفاصل الذي اخرج بالفعل بعض الأحياء العربية من القدس، يمكن ان نقيم مجالس محلية اسرائيلية منفصلة للعرب.
ولّت أيام العمالقة
يكتب ايتان هابر، في "يديعوت احرونوت" ان الليكود ينازع، يتلاشى، يلفظ انفاسه الأخيرة تقريبا. يمكن لكل سياسي ناشئ تقدير اليوم الذي يبدأ فيه السقوط، قبل فترة طويلة من يوم الانتخابات.
بصفتي وقفت إلى جانب مهد حركة "حيروت" التي تحولت في وقت لاحق الى الليكود الحالي، لا بد من الاعتراف بأن هذا لم يكن "نية الشاعر" عندما شكل مناحيم بيغن ورفاقه في الارغون حزب "حيروت" اليميني الذي تنافس في حينه مع الحركة الاصلاحية التي أسسها زئيف جابوتنسكي، وكانت أكبر من حيث عدد اعضائها، خاصة في بولندا.
في عام 1949، قبل انتخابات الكنيست الأولى، رفض الاصلاحيون اقتراح بيغن بالانضمام إلى حيروت، الذي تبنى هو أيضا تعاليم جابوتنسكي. لقد فشلت قائمة الاصلاحيين ولم تدخل الكنيست، بينما حصلت حيروت على 14 مقعدا في الكنيست. وكانت الأفكار الرئيسية الأربعة لحركة حيروت هي: "سلامة الوطن، لم الشتات، العدالة الاجتماعية، والحرية الإنسانية".
في الكنيست الأولى صوتت نسبة قليلة نسبيا لحزب بيغن، ولكن المرشحين للقائمة كانوا على مستوى عال. وكان من بينهم الأدباء والفنانين، والكتاب وشخصيات مشهورة. اما قائمة الليكود الحالية فيبدو انها جمعت مرشحين للقائمة من الحظيرة والخمارة، واصطادت صنارتهم دافيد بيتان، ودافيد أمسالم، وأورين حزان، وميكي زوهار، وميري ريغف، وغيرهم. هذا الجيل، الذي ليس لديه أي فكرة عن نظرية جابوتينسكي، ولم يقرأ سطرا واحدا من قصائده، وروائع جابوتينسكي بالنسبة لهم مجرد كلمات فارغة.
ولكن الفارق لا يتوقف على المستوى الشخصي فقط- بل يصل الى السلوك. على الرغم من أن الجميع لم يقبلوا في حينه سيادة بيغن عليهم، واستقال بعض أعضاء الكنيست بسبب خلافات في الرأي معه، ولكن الحزب - باستثناء المظاهرات ضد التعويضات من ألمانيا في عام 1952 - اتبع القواعد الديمقراطية. لقد كان أعضاء الكنيست من حزب حيروت مهذبين ومتواضعين بشكل خاص، وكان من المستحيل الاعتقاد بأنهم سيصوتون ضد ضمائرهم، ويُعرضون للبيع في المزاد العلني كما يحدث اليوم.
لقد بدأ سقوط الليكود بالفعل. على مر السنين، راكم أعضاء الحزب القوة وفهموا، وخاصة بعد تقاعد بيغن، أنه في السياسة الإسرائيلية، يفعل كل شخص ما يراه مناسبا. لقد اصبح الليكود توأم مباي – وظائف، وظائف ووظائف.
إذا كان بيغن قد تردد في بداية أيام نظام الليكود، وترك رجال مباي في المؤسسات الحكومية، فقد تم على مر السنين، التغلب على المخاوف وسيطر رجال الليكود، أو المقربين منهم، أو أولئك الذين عرضوا أنفسهم كمقربين منهم. وكما كان الحال بالنسبة لرجال مباي، فهم الكثير من رجال الليكود الحاجة الى التزود بـ"المحسوبية" للأيام الممطرة، وفي بعض الحالات حتى بالأموال النقدية.
دولة إسرائيل قائمة منذ 70 عاما. وكان حزب العمل في السلطة خلا اقل من نصف هذه السنوات، وفعل كل ما خطر في باله، على الرغم من أنه عمل عادة لصالح الدولة وليس لبقاء قادته. في بقية السنوات، باستثناء فترات الراحة القصيرة، كان الليكود في السلطة، جنبا إلى جنب مع الإنجازات البارزة التي توصلنا إليها - في العديد من المجالات تراجعت الدولة الى الوراء.
لقد توفي رجال الجيل الأول، الجيل المؤسس، في الحزبين. عملهم، رؤيتهم، وبشكل لا يقل عن ذلك، شخصيتهم، تثير لدى الحنين. من سيفتقد دافيد بيتان؟

التعليـــقات