بقلم دونالد بلوم
القنصل الأمريكي العام- القدس
في العام الماضي أخذت ابني في زيارة إلى الكليات المختلفة في الولايات المتحدة. وسرنا بالسيارة عبر الساحل الشرقي وزرنا الكليات الخاصة والجامعات الحكومية والمعاهد التقنية.
وفي كل مكان ذهبنا إليه كان هنالك شيئاً جديداً: تدريبات مع شركات أمريكية، وتجمعات للخريجين تنفذ مشاريع خدمات مجتمعية مذهلة، ومؤسسات تعنى بالعمل الدراسي التدريبي مع القطاع الخاص، اضافة الى النوادي الطلابية من خلفيات وجنسيات مختلفة يجمعهم الاهتمام المشترك لتبادل الأفكار حول أي موضوع يخطر على البال. كان هناك طاقة وأجواء ذكرتني بأيام دراستي الجامعية في أمريكا، وقد أحببت ذلك.
وانا أريد أن أساعد المزيد من الفلسطينيين بالوصول إلى هناك أيضاً. بحسب تقرير "الأبواب المفتوحة" الصادر عن معهد التعليم الدولي، فقد درس في الجامعات الأمريكية خلال فترة 2015 و 2016 ما لا يتجاوز 462 طالباً فلسطينياً فقط. وهذا العدد قليل جداً.
لذلك قمت خلال هذا الأسبوع بإطلاق حملة #PalStudyUSA2018 في رام الله بالتعاون مع مسؤوليين فلسطينيين والمعلمين كبار وخريجي الجامعات الأمريكية. وقمنا أيضاً بنشر فيديو على الفيسبوك للبحث عن طلاب موهوبين في الصفوف الثانوية والجامعات لتقديم طلب الاشتراك في "مخيم تدريبي نخبوي" مع خبير امريكي وقد تم التركيز على الدراسة في الولايات المتحدة من الألف إلى الياء بما في ذلك اجراءات التقديم والامتحانات والمساعدات المالية.
وكذلك نقوم حالياً بعقد سلسلة مكثفة من الجلسات التعريفية للطلاب وأولياء أمورهم ولمدة اسبوع في الزوايا الأمريكية في القدس ورام الله وغزة وسلفيت ونابلس من أجل تشجيع المزيد من الفلسطينيين على تقديم طلبات القبول والالتحاق في المدارس والجامعات الأمريكية. وعما قريب سوف تلاحظون في الصحف والتلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي قصصاً تروي تجربة الطلبة الفلسطينيين في الولايات المتحدة.
وهنا نسأل، لماذا يعد الدراسة في أمريكا الأفضل عالمياً؟ بالطبع يمكن القول ان السبب يعود الى وجود جامعات مرموقة مثل هارفرد وستانفورد، وايضا يوجد العلاقات التعاونية مع القطاع الخاص، وأيضاً طريقة التعليم المتبعة في الجامعات الأمريكية حيث تنبني على التحفيز على الابتكار من السيليكون فالي إلى مانهاتن. ولكن بالنسبة لي الجواب أبسط من ذلك بكثير: انه يتعلق بقوة الاختيار. الاختيار بالدراسة أينما تشاء، سواء في الجامعات الاكثر شهرة او الجامعات الحكومية او الكليات الصغيرة. وكذا اختيار الاختصاص والعمل مع المرشد الدراسي لتشكيل ذلك الاختصاص حسب الرغبة. وايضا هناك الحرية في اختيار الدراسة خارج الفصول الدراسية من خلال الخدمة المجتمعية والأنشطة اللامنهجية والالتحاق بالنوادي الطلابية وبرامج التدريب للطلبة وبناء العلاقات التي تستمر لمدى الحياة.
وأن قوة الاختيار هذه تمنحك خيارات بعد التخرج أيضا. الكثير من الناس يعتقدون أن التعليم هو مجرد كسب المعرفة. هذا ليس دقيقا. ان عظم النموذج الأمريكي يكمن في أنه يعلمك ليس فقط ما تفكير ولكن ايضا كيفية التفكير. وهو يبني التفكير النقدي ومهارات العمل الجماعي وكيفية الحصول على اسباب النجاح في الاقتصادات العالمية الحديثة بغض النظر عن التخصص الدراسي. وهذا النموذج الامريكي في التعليم يعزز الفضول الفكري فيدفعك الا تتوقف أبدا عن التعلم وتحسين نفسك ومجتمعك، حتى بعد فترة طويلة من انتهاء دراستك الجامعية. وقوة الاختيار هذه تمنحك ايضا الخيارات بعد تخرجك لممارسة مهنة تستحقها.
وأنا أعلم أن هناك مخاوف ولا سيما فيما يتعلق بتكاليف التعليم في الولايات المتحدة. صحيح أن النظام الأميركي اللامركزي لا يقدم مساعدات حكومية كبيرة بنفس الطريقة التي تقوم بها بعض الدول الأخرى. ولكن هناك العديد من الخيارات التي قد تساعدك في تحمل تلك التكاليف، ومنها المنح الدراسية لمساعدتك في دراسة ما تريده انت وليس فقط ما هو متوفر.
ونحن نريد المساعدة من خلال تقديم الارشاد التعليمي والمنح الدراسية في الضفة الغربية وقطاع غزة بالشراكة مع الأميدايست ومن خلال فرص التبادل الجامعي مع فولبرايت ومبادرة الشراكة الامريكية الشرق اوسطية وبرنامجنا الجامعية العالمية. وايضا من خلال حملتنا الجديدة PalStudyUSA2018 . نريد الإجابة عن أسئلتك ومساعدتك لاخذ افضل القرارات ومساعدتك على معرفة الأسباب التي تجعل الجامعات والكليات الأمريكية الأفضل في العالم.
وبالمناسبة، يدرس ابني الآن في معهد خاص للعلوم الهندسية في نيويورك، بينما تدرس ابنتي في أكبر الجامعات الأمريكية الحكومية في ولاية فرجينيا. لكل منهما تجارب مختلفة ولكن كلاهما سعيدان بالدراسة والحياة في الجامعية. وهذه هي قوة الاختيار.