توقع عدد من المختصين أن يشهد قطاع التأمين إعادة هيكلة مع بداية العام المقبل 2018، جراء الأعاصير التي ضربت أجزاء كبيرة من أمريكا التي قد تسهم في وضع اشتراطات دولية جديدة في اتفاقيات قطاع التأمين عالميا الذي من شأنه رفع الأسعار محليا ودوليا.
وأوضح لـ"لاقتصادية" أدهم جاد المختص في قطاع التأمين أن التأمين على الممتلكات سيشهد خلال الفترة المقبلة زيادة في الأسعار بنسبة تراوح ما بين 10 و15 في المائة، ليتم تطبيقها مع بداية 2018، بعد الإعصارات التي ضربت أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفت إلى أن أسعار التأمين العالمية على الممتلكات شهدت زيادة بعد الكوارث الطبيعية في السنوات السابقة، ما سيرفع أسعار التأمين على مستوى العالم، خصوصا في مناطق الخطر، باعتبار أن هناك شركات عالمية مسيطرة على التأمين على الممتلكات، لتقليص حجم الخسائر واستعادة ما تم دفعه برفع الأسعار، وهو ما سيؤثر إيجابا في قطاع التأمين عالميا.
وتوقع أن تشهد السوق عملية إعادة هيكلة سيترتب عليها أرقام جديدة، قد تستقر للأعوام الثلاثة المقبلة، ولا يمكن التنبؤ بها إلا بعد مرور عام.
من جانب آخر توقع تركي فدعق، المستشار المالي والخبير في قطاع التأمين، أن يشهد قطاع التأمين بالمملكة قفزة قوية في حجم سوق التأمين خلال العام المقبل، وذلك بالتوازي مع إدخال مستشفيات وزارة الصحة إلى شبكة مقدمي خدمات التأمين الصحي في المملكة.
وأوضح لـ"الاقتصادية" فدعق، أن أداء شركات التأمين خلال السنوات الماضية كان مدفوعا بالتأمين الإلزامي، وكان أثر ذلك واضحاً بسبب القوانين والإجراءات الإلزامية فيما يتعلق بالتأمين الصحي، وتأمين السيارات، موضحا أن هناك 33 شركة مرخصة في قطاع التأمين بجميع فروعه، منها 27 شركة تعمل في التأمين الصحي تستحوذ ثلاث شركات منها فقط على قرابة 80 في المائة من حجم سوق التأمين الصحي، بينما تأخذ الشركات الـ24 المتبقية باقي الحصة في السوق.
وأشار إلى أن التأمين على السيارات شهد خلال النصف الأول من العام الجاري تراجعا في الأقساط المكتتبة بحدود 9 في المائة عن العام الماضي لتصل إلى 6.624 مليار، حيث يمثل إجمالي أقساط التأمين على السيارات قرابة 27 في المائة من حجم سوق التأمين، كما شهد القطاع تغييرات جوهرية، إذ حققت 12 شركة نموا في الأقساط، فيما تراجعت 15 شركة، كان منها بعض الشركات التي أوقفتها مؤسسة النقد السعودي "ساما" من إصدار وثائق تأمين السيارات، وهو ما أدى لتراجع الأقساط، كما تفاوتت حصص الشركات خلال نفس الفترة مقارنة بالفترة الماضية.
من جهته أوضح، غسان الجنيد، مختص في قطاع التأمين، أن القطاع بشكل عام شهد تحسنا كبيرا خلال الفترات الماضية، ومن المتوقع أن يشهد تحسن أكبر مما حققه، إلا أن المتغيرات الجديدة التي شهدها قطاع الأعمال سيعمل على رفع التنافسية فيما بين الشركات بتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين.
وأدى إعصار "هارفي" إلى تدمير أجزاء من ولاية تكساس وتدمير جنوب غرب ولاية لويزيانا عندما ضرب المنطقة في أواخر الشهر الماضي، ما أدى إلى تدمير ممتلكات تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
aleqt.com