مصادر اسرائيلية وفلسطينية تتوقع: ترامب سيلتقي نتنياهو وعباس في نيويورك
من المتوقع ان يلتقي الرئيس الامريكي دونالد ترامب، على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد اسبوعين، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عابس، في محاولة لمواصلة مناقشة مبادرته السلمية التي يسعى الى دفعها، حسب ما قالته مصادر اسرائيلية وفلسطينية رفيعة لصحيفة "هآرتس".
وسيكون هذا هو اول لقاء بين ترامب ونتنياهو وعباس، منذ زيارته الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال مسؤول رفيع في البيت الابيض انه من المتوقع قيام الرئيس ترامب بالتقاء عدد من القادة على هامش اعمال الجمعية العامة، ومناقشة قضايا عديدة. ولكنه سيتم نشر ذلك بعد اغلاق جدول اعمال الرئيس ترامب.
واضاف بأن المحادثات مع نتنياهو وعباس حول المبادرة السلمية تجري قبل اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة وستتواصل بعدها. وقالت مصادر اسرائيلية وفلسطينية انه تجري حاليا اتصالات لتحديد الموعد النهائي للقاءات التي ستجري، كما يبدو، بين 17 و19 ايلول.
وحسب المتوقع فان اللقاء بين ترامب ونتنياهو سيتناول جملة اخرى من القضايا السياسية والامنية، كالاتفاق النووي مع ايران والترتيب في سورية. لكن هذه ستكون الفرصة الاولى منذ زيارته الى المنطقة، التي سيتحدث ترامب خلالها مع نتنياهو وعباس ومشاركتهما افكاره بشأن مبادرته السلمية.
ويصر ترامب، حتى الان، على دفع مبادرته السلمية في محاولة لتحقيق "الصفقة النهائية" بين اسرائيل والفلسطينيين. وحسب توجيهاته لمستشاريه الكبار، جارد كوشنر وجيسون غرينبلات والسفير الامريكي لدى اسرائيل دافيد فريدمان، فان اتفاق السلام لا يزال احد القضايا الرئيسية المطروحة في مقدمة جدول اعماله في كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية.
يشار الى ان كوشنر وغرينبلات عادا بعد زيارتهما الأخيرة الى القدس ورام الله، وهما يشعران بالتشجيع، خاصة بعد نجاحهما بإقناع عباس بالبقاء داخل العملية ومنحهما وقتا اخر لصياغة خطتهما وعدم تحطيم الآليات من خلال القيام بخطوات دبلوماسية من جانب واحد ضد اسرائيل في الامم المتحدة.
وقال مسؤولون فلسطينيون كبار ان مستشاري ترامب قالوا لعباس ان الرئيس سيرغب بلقائه على هامش اعمال الجمعية العامة، وان هذا كان احد الاسباب التي اقنعت عباس بالموافقة على طلب الامريكيين منحهم فرصة لدفع الخطة. واضافت المصادر الفلسطينية ان كوشنر وغرينبلات لم يسلما عباس جدولا زمنيا واضحا لعرض مبادرة السلام، لكنهما اوضحا انه يمكن حدوث ذلك حتى نهاية السنة.
وكان الامين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش قد فوجئ بالتفاؤل الأمريكي خلال زيارته الى البلاد، وذلك بعد التقائه بغرينبلات وسماع تقرير حول جهود الادارة الامريكية لتحقيق اختراق في العملية السلمية. وقالت مصادر اسرائيلية اجتمعت بغوتيريش، وكذلك مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة، انه يسود لدى الامين العام الانطباع بأن البيت الابيض يطمح الى الانتهاء من صياغة خطة للسلام وعرضها قبل نهاية السنة. والأمر الذي اضاف الى التفاؤل الامريكي هو الدعم الكبير الذي سمعه كوشنر وغرينبلات من قادة الدول العربية في الرياض وابو ظبي وعمان والقاهرة، قبل وصولهما للاجتماع بنتنياهو وعباس. كما نجح كوشنر وغرينبلات بتجنيد ملك الأردن عبدالله وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، لإجراء اتصال مع عباس وحثه على الثقة بالخطوة الأمريكية. وقال عبدالله ومحمد لعباس ان لديهما الانطباع بأن نوايا ترامب جدية وانه ملتزم بدفع القضية. واوضحا لعباس بأنهما يعتقدان ان عليه منح البيت الابيض ما يكفي من الوقت لصياغة خطوة ناجحة.
وقال مسؤول امريكي ان "الزيارات الى المنطقة كانت هامة جدا، لأن كل من التقينا به اعرب عن تفاؤله بشأن ما يمكن للرئيس عمله في كل ما يتعلق بالعملية السلمية. القادة العرب على استعداد للتشمير عن سواعدهم ومحاولة مساعدتنا على تحقيق شيء تاريخي. كما ان نتنياهو وعباس يريان هذه الفرصة ونحن نشعر بالرضا من اللقاءات معهما".
إخلاء عائلة فلسطينية من منزلها في الشيخ جراح
تكتب "هآرتس" ان قوات كبيرة من الشرطة، قامت امس الاول الاثنين، بإخلاء عائلة فلسطينية من منزلها في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية. والعائلة التي اخلتها الشرطة هي عائلة شماسنة، المؤلفة من ثمانية أنفار ووالدين مسنين في الثمانين من العمر. وهذه هي المرة الاولى منذ 2009 التي تعود فيها الشرطة لإخلاء عائلات فلسطينية من الحي. وقال شهود عيان ان قوات الشرطة اغلقت مداخل الحي واخلت سكان البيت بالقوة.
ساعة وجيزة من إخلاء المنزل الفلسطيني، انتقلت للإقامة فيه مجموعة من نشطاء اليمين المتدينين، احدهم يونتان يوسيف، حفيد الراب عوفاديا يوسيف، مؤسس حركة شاس. وتواجد عشرات الفلسطينيين ونشطاء اليسار منذ ساعات الصباح، الى جانب المنزل، الذي بقي اصحابه بعد طردهم بدون مأوى. وقامت الشرطة باحتجاز ثلاثة نشطاء من اليسار بادعاء ازعاجهم لقواتها.
يشار الى ان عائلة شماسنة تقيم في المنزل منذ عام 1964. وكما في حالات اخرى في الحي، اقيم المنزل على ارض كانت بملكية عائلة يهودية قبل 1948. ويسمح القانون الاسرائيلي لليهود باسترداد عقاراتهم التي بقيت وراء خطوط العدو في 1948، لكنه لا يسمح بذلك للفلسطينيين.
وقامت جمعية يمينية تسمى "صندوق اراضي اسرائيل" بالاتصال مع سيدة تدعى عشيرا بيبي وتدعي ملكيتها للأرض. وقبل اربع سنوات خسرت عائلة شماسنة التماسا قدمته الى المحكمة العليا بعد تحديد المحاكم المركزية بأنها تعيش في بيت اقيم على ارض يهودية. ومع ذلك فقد اجل القضاة إخلاء العائلة لمدة سنة ونصف السنة، لأسباب انسانية.
ورغم مرور عامين ونصف العام على انتهاء موعد الاخلاء الا انه لم يتم القيام باي اجراء لتنفيذ الأمر، وفي الآونة الأخيرة، مع تغيير الاجواء السياسية واستبدال الادارة في الولايات المتحدة، تم استئناف الاجراءات. وقبل اسبوع تسلمت العائلة امرا يحدد بأن عليها إخلاء المنزل حتى التاسع من آب الماضي، والا سيتم اخلاؤها بالقوة. ووصلت قوة من الشرطة الى المكان واستدعت احد ابناء العائلة للتحقيق. وفي الشهر الماضي وصل دبلوماسيون من فرنسا وايطاليا وبلجيكا وايرلندا والسويد والنرويج ومالطا، للتضامن مع العائلة.
وتوجه النائب دوف حنين (القائمة المشتركة) الى وزير الامن الداخلي، غلعاد اردان، وطالبه بفحص قانونية الإخلاء ومنع إخلاء المزيد من البيوت في الشيخ جراح. وقال ان "الظلم يصرخ حتى السماء، ليس فقط لأنه يوجد مسنون واطفال بين ابناء العائلة الذين تم رميهم في الشارع، وانما بسبب التمييز الصارخ الذي يسمح لليهود بالمطالبة باملاك لهم يدعون انهم يملكونها قبل 1948، ومنع هذا الحق عن العرب. يمكن طرد الكثير من العائلات الفلسطينية من بيوتها، رغم انها تعيش في بيوتها منذ اكثر من 50 سنة".
وكانت اسرائيل قد اخلت في 2009 ثلاث عائلات فلسطينية من الحي في ظروف مشابهة، وفي اعقاب ذلك تولدت حركة احتجاج كبيرة اثارت اداء دولية. وشارك الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر في مظاهرة ضد "تهويد الحي". كما وقفت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ضد هذا الاجراء. يشار الى ان بلدية القدس صادقت في الآونة الأخيرة على مخطط بناء لليهود في الحي، الأمر الذي سيؤدي الى إخلاء عشرات السكان الفلسطينيين.
الشرطة تحقق مع ميلتشين كمشبوه برشوة نتنياهو
ذكرت "هآرتس" انه تم في الأسبوع الماضي، التحقيق مع رجل الأعمال ارنون ميلتشين، المشبوه بتقديم رشوة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وهذه هي المرة الاولى التي يجري فيها التحقيق مع ميلتشين كمشبوه في الملف 1000، الذي يتمحور حول تقديم رشاوى بشكل منهجي لنتنياهو وزوجته. وكان ميلتشين قد ادلى بافادته امام الشرطة في كانون اول 2016، واكد انه قدم على مدار سنوات هدايا ثمينة لعائلة نتنياهو بناء على طلبها، بما في ذلك علب سيجار وزجاجات شمبانيا ومجوهرات. وخلال افادته الثانية، التي قدمها في الخارج، حاول ميلتشين التخفيف من حدة افادته الاولى.
وفي اعقاب تطورات مختلفة في التحقيق، تقرر التحقيق مع ميلتشين تحت طائلة الانذار، بسبب الاشتباه بأنه حاول الاستعانة بنتنياهو في قضايا مختلفة ترتبط بمصالحه في البلاد والخارج. وحسب جهات مطلعة على التحقيق، فقد تم التحقيق مع ميلتشين اكثر من مرة في الأسبوع الماضي، وان افادته تعزز الشبهات.
وفي الاسبوع الماضي سافر المحققون الى لندن لسماع افادة رجل الأعمال لان بلفطنيك، من اصحاب القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي. وتم خلال ذلك فحص الاشتباه بأن نتنياهو حاول العمل من اجل ميلتشين في سوق الاتصالات. وكما سبق ونشرت "هآرتس" فقد فحصت الشرطة ما اذا كان نتنياهو ضالعا من وراء الكواليس في بيع القناة العاشرة لبلفطنيك من اجل مساعدة ميلتشين الذي كان يملك اسهما في القناة.
وقال محامي ميلتشين، بوعاز بن تسور، ان الشرطة "طلبت من ميلتشين استكمال افادته، فاستجاب وفعل ذلك بشكل كامل، كما فعل في الماضي. السيد ميلتشين تصرف بحسن نية ويضع مصلحة الدولة امام ناظريه، ويحرص على تنفيذ اوامر القانون".
وزارة الامن تعرض ابتكارات تكنولوجية فتاكة
تكتب يديعوت أحرونوت" ان وزارة الأمن الاسرائيلية، عرضت امس، عدة ابتكارات تكنولوجية تم تطويرها في الصناعات الأمنية وادارة الابحاث لتطوير المعدات الحربية والتكنولوجية. وتخضع هذه التطويرات حاليا للاختبار في الجيش، علما ان قسما منها يعتبر تقنيات مستقبلية لا تزال تخضع للتطوير، والقسم الآخر، كالمروحية الصغيرة التي تطلق النار، دخلت مرحلة التجربة العملية في وحدات الجيش.
وكما نشر في السابق، فان ذراع اليابسة يجري تجارب على تفعيل طائرات غير مأهولة – مروحية هجومية صغيرة، وطائرات غير مأهولة تهدف لمساعدة القوات المحاربة وامدادها بالعتاد.
ونشرت وزارة الامن، امس، اشرطة فيديو توثق لهذه الآليات غير المأهولة. وتظهر فيها المروحية المزودة بسلاح للقنص، وطائرة غير مأهولة قادرة على حمل 180 كيلوغراما، ومروحية قادرة على حمل 90 كيلوغراما. ومن المنتظر ان تقرر ادارة الابحاث، قريبا، أي من هذه الطائرات غير المأهولة ستخدم مستقبلا في سلاح اليابسة لنقل العتاد.
كما عرضت وزارة الأمن خطة الدبابة المستقبلية، والتي تدمج بين تكنولوجيا تمر في مراحل التطوير، وتكنولوجيات يمكن ان تحول الدبابة الى شبح (كطائرات F-35) لا تكشفها رادارات العدو.
وحسب الخطة المستقبلية فان مجسم الدبابة سيكون "شفافا" بحيث يستطيع طاقمها رؤية ما يحدث من حولهم من دون ان يضطروا للخروج منها. وحسب الخطة ستحمل هذه الدبابة وسائل دفاعية تشبه "معطف الريح" الذي يجري استخدامه حاليا، لكنها ستحمي ايضا الاليات الأخرى المتواجدة حولها من نيران الصواريخ. وقال رئيس ادارة الابحاث، العميد (احتياط) داني غولد، ان "الهدف هو ان توفر الدبابة دفاعا لكل القافلة، وقد بدأ الجيش بتجربتها".
كما يطور الجهاز الأمني غواصة غير مأهولة، تهدف الى تنفيذ مهام سرية. وحسب ادارة الابحاث فان هذا الابتكار سيكون فريدا من نوعه في العالم. كما يتم تطوير غواصة اخرى غير مأهولة للقيام بمهام تمشيط في اعماق البحر.
واكد الجهاز الأمني انه طرأ في السنوات الأخيرة تقدم تكنولوجي كبير في ايران، تصل منتجاته الى حزب الله وحماس. وقال غولد ان هناك اسلحة متطورة تصل الى الشرق الاوسط، وانه طرأ تقدم دراماتيكي على قدرات التطوير الايرانية، خاصة في مجال الصواريخ، التي اصبح اطلاقها اكثر دقة من الماضي. وحسب غولد فقد قام حزب الله خلال الحرب السورية بتجربة ابتكارات تكنولوجية كبيرة، كالطائرات غير المأهولة والمروحيات الانتحارية، وقام ايضا بإنتاج صواريخ في لبنان. مع ذلك، اضاف غولد: "اسرائيل لا تزال تتمتع بتفوق تكنولوجي على ايران، ونحن نعرف بأنهم يتقدمون تكنولوجيا".
انتخاب القاضية حيوت رئيسة للمحكمة العليا
كتبت "هآرتس" ان لجنة تعيين القضاة انتخبت، امس، القاضية استر حيوت، رئيسة للمحكمة العليا، خلفا للرئيسة الحالية مريم نؤور، التي ستنهي خدمتها في تشرين الاول القادم. وستكون حيوت هي الرئيسة الثانية عشرة للمحكمة العليا، وستشغل هذا المنصب لمدة ست سنوات. وستتسلم منصبها الجديد في 26 تشرين اول. وتعتبر حيوت قاضية حكيمة وناجعة، لكنها صعبة المراس.
وقالت القاضية نؤور خلال جلسة انتخاب القضاة، ان "القاضية حيوت مقبولة على كل قضاة المحكمة العليا كقائدة طبيعية للمحكمة، وكرئيسة لها، وذلك بفضل مهنيتها واستقامتها وكونها معلما في مسائل الاخلاق المهنية، وفوق هذا كله، رمزا ومثالا شخصيا لكل قضاة اسرائيل. ولا شك ان حيوت ستعرف كيف تدافع عن استقلالية الجهاز القضائي واداء المهام المعقدة الملقاة على كاهل رئيسة المحكمة العليا، بنجاح كبير".
وتم انتخاب حيوت بناء على طريقة الاقدمية، التي تحدد تعيين اقدم قاضي في المحكمة لرئاستها. وتم انتخابها وفقا لهذه الطريقة رغم محاولات وزيرة القضاء اييلت شكيد الغاء الطريقة. الا ان شكيد فشلت بذلك في ضوء معارضة قسم كبير من اعضاء لجنة انتخاب القضاة، وبقية قضاة المحكمة العليا الذين رفضوا ترشيح أنفسهم للمنصب.
يشار الى ان الصحفية نعمي ليفيتسكي، كانت قد كشفت في كتاب لها ان شكيد عارضت تعيين حيوت لرئاسة المحكمة بسبب معارضة حيوت للقانون الذي يمنع لم شمل العائلات الفلسطينية. وكانت حيوت قد عارضت هذا القانون مرتين خلال مناقشته في المحكمة العليا، وكانت في موقف اقلية. وقال مقربون من حيوت انهم يتوقعون وقوفها في وجه الوزيرة شكيد والتصدي لمبادراتها الهادفة لإضعاف المحكمة العليا.
وفي ماضيها القضائي، كانت حيوت مع الأقلية، جنبا إلى جنب مع الرئيس السابق للمحكمة أهارون براك والقاضي اليعزر ريفلين، عندما اعتقدت بأن حصانة عضو الكنيست السابق عزمي بشارة لا تقف الى جانبه في بعض تصريحاته. وقالت في حينه انه "من الصعب ألا نرى في كلمات الاطراء، التي اغدقها بشارة في خطاباته على أنشطة حزب الله، دعما للكفاح المسلح الذي تقوده تلك المنظمة الإرهابية ضد إسرائيل". واضافت ان هذه التصريحات "تتجاوز الخط الاحمر الذي يمثل نهاية حدود التسامح التي يمكن للديموقراطية الاسرائيلية اظهارها ازاء المنتخبين، ولا يوجد سبب لمنح بشارة حصانة فعلية عن اقواله تلك".
وكانت حيوت في السابق مع الغالبية التي رفضت التماس النائب حنين زعبي ضد قرار لجنة الاخلاق البرلمانية تعليق عضويتها لمدة نصف سنة بسبب تصريحاتها المتعلقة باختطاف وقتل الفتية الثلاثة في حزيران 2014. وقالت حيوت في حينه، انها لا تفهم "كيف يمكن لشخص يصرح بأنه لا يؤيد العنف ويمكنه القول بأن من يخطف الاولاد ليس ارهابيا. هذا ثلج اسود".
وفي مجال هدم منازل المخربين، اعتقدت حيوت أنه ينبغي الابقاء على القانون الحالي والسماح للجيش الإسرائيلي باستخدام هذا التدبير للردع. وفي المقابل أيدت في 2014 قرار القاضي غرونس، إخلاء بؤرة عمونة، وبعد ذلك انضمت الى قرار رئيسة المحكمة نؤور بإخلاء 17 منزلا في بؤرة نتيف هأبوت.
كما سبق وصادقت حيوت على تعيين ارييه درعي لمنصب وزير الاقتصاد، رغم ماضيه الجنائي. وفي السابق امتنعت عن مناقشة ملف ايهود اولمرت. وفي 2009 برأت المجرم يوني ايلزام بسبب اساليب التحقيق المرفوضة التي استخدمت ضده، وتترأس حيوت حاليا، الطاقم القضائي الذي يناقش مسألة المظاهرات ضد المستشار القانوني للحكومة.
المستشار القانوني للحكومة يرفض كشف مجريات التحقيق في قضية الغواصات
كتبت "هآرتس" ان المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، اعلن عن معارضته لكشف مجريات التحقيق في قضية الغواصات. جاء ذلك في اطار رد قدمه الى المحكمة العليا، امس، على التماس طالب بذلك. ورفض مندلبليت الرد على التماس اخر يطالب بالتحقيق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في اطار هذا الملف. وكتب مندلبليت ان "سلطات تطبيق القانون لا تستطيع في كل لحظة كشف الجهود التي قامت بها والخطوات التي تنفذها او تنوي تنفيذها. واذا فعلت فان ذلك سيضر بقدرتها على القيام بالمهام الملقاة عليها، بل واحباط قدرتها على عمل ذلك. وحق الجمهور بالمعرفة ليس المقصود فيه عمل ذلك".
واشار مندلبليت الى بيانه السابق الذي قال فيه ان رئيس الحكومة ليس مشبوها في ملف الغواصات، لكنه اضاف تحفظا جاء فيه "ان هذا التصريح كان ملائما لوقته، في شباط الماضي. واضاف: "المستشار القانوني متيقظ لأهمية اطلاع الجمهور على الامور، وتجري دراسته بين الحين والاخر، بما يتفق مع تطورات التحقيق". واشار الى قرار سابق بنشر بعض التفاصيل، مضيفا انه سيتم نشر تفاصيل اخرى، قدر الامكان بما يتفق مع التقييمات المهنية لسلطات تطبيق القانون بشأن تأثير النشر على التحقيق واجراءاته ومن خلال الاهتمام بالموازنة بين كل المعايير الملحة للموضوع وحق الجمهور بالمعرفة".
وكان ايبي بنيامين، الناشط الاجتماعي واحد منظمي المظاهرات ضد مندلبليت، قد قدم الالتماس في الشهر الماضي، وطالب استصدار قرار يلزم بالتحقيق ضد نتنياهو في موضوع الغواصات ايضا. ورفض مندلبليت تلميح الملتمس الى انه يمتنع عن التحقيق مع رئيس الحكومة بسبب مكانته، وكتب ان "هذا الادعاء ليس صحيحا، ولا يتفق مع الواقع البسيط، وهو ان رئيس الحكومة يخضع للتحقيق تحت طائلة الانذار في قضايا اخرى، تبين فيها وجود مبرر للتحقيق معه (الملفان 1000 – الرشاوى، و2000 – المحادثات مع ممول يديعوت أحرونوت). وقال مندلبليت انه يجب النظر الى الالتماس "كجزء من الحملة الجارية بهدف ممارسة الضغط على سلطات تطبيق القانون كي تتخذ قرارا كهذا او ذاك. يجب منع ذلك".
الى ذلك، كشف النقاب، يوم امس، عن اسم الضابط الرفيع الذي اعتقل قبل عدة ايام بشبهة ضلوعه في قضية الغواصات، وهو العميد (احتياط) شايكا بروش، ضابط سلاح البحرية سابقا، والمشبوه بتلقي رشوة في اطار قضية شراء الغواصات والسفن لسلاح البحرية من شركة تيسنكروب الالمانية. وتم اعتقال الضابط في اعقاب المعلومات التي كشفها الشاهد الملكي في القضية ميكي غانور، مندوب الشركة الالمانية.
وحسب الشبهات فقد عرض غانور على بروش تأسيس شركة مشتركة، الا انه ولأسباب تتعلق بغانور لم تخرج المبادرة الى حيز التنفيذ، فطلب بروش من غانور دفع تعويض له، وتم كتابة تعاقد بينهما. وحسب افادة غانور تشتبه الشرطة بأن الصفقة كانت وهمية وهدفها تحويل اموال للمشبوه مقابل استغلال علاقاته بسلاح البحرية.
يشار الى ان بروش كان عضوا في مجلس ادارة شركة الصناعات الأمنية، وكان مرشحا من قبل وزير الامن الاسبق ايهود براك، ووزير المالية الاسبق يوفال شطاينتس، لمنصب رئيس الشركة، الأمر الذي عارضه المجلس الاداري. وفي التسعينيات كان بروش رئيسا لقسم الاستخبارات في سلاح البحرية، كما شغل منصب قائدة البحرية 13. وبعد تسريحه من الجيش عمل في الاستشارة واقام وادار منظومات حراسة لجهات دولية، بما في ذلك حماية منشآت وشواطئ وتشكيل وحدات قتالية صغيرة.
الغاء امر اداري ضد ناشط يميني
تكتب "هآرتس" انه للمرة الثانية خلال اقل من سنة، الغت محكمة الاستئناف العسكرية في عوفر، امس الاول الاثنين، امرا اداريا يقضي بإبعاد ناشط يمين معروف من مستوطنات شمال الضفة. ويعتبر الغاء الأمر الاداري خطوة استثنائية جدا. وتخضع تفاصيل الموضوع لقرار بمنع النشر كون الموضوع يناقش وراء ابواب مغلقة. لكن محامي الناشط اليميني طلب من المحكمة كشف الامور.
وكان قائد المنطقة الوسطى روني نوما قد وقع الأمر الاداري ضد الناشط اليميني في الاسبوع الماضي، ووفقا له يمنع من التواجد في مستوطنات الضفة الغربية طوال اربعة اشهر، باستثناء مستوطنة كدوميم. وتم تأجيل تنفيذ الأمر بناء على طلب محامي الناشط.
وحسب محامي الناشط اليميني فقد "اوقفت المحكمة في خطوة شجاعة امرا اداريا خطيرا، يبث بأن الجيش هو فوق القانون وقوانين اللعب. دولة اسرائيل تواجه خطرا كبيرا يهدد طابعها اليهودي والديموقراطي، وهذا الخطر يقاس على الأرض بخطوات صغيرة نعمل ضدها كل يوم".
وقال الناشط اليميني معقبا على قرار المحكمة: "اتوقع من مركزي الشاباك والاشخاص الذين يلاحقون اليهود كل يوم في المستوطنات، التراجع والتعامل مع اعداء اسرائيل الحقيقيين الذين يقتلون اليهود يوميا على مفارق الطرق في يهودا والسامرة".
السلطة تعتقل فلسطينيا بسبب كسفه عن اعتقال صحفي!
كتبت "هآرتس" ان السلطة الفلسطينية، اعتقلت يوم الاثنين، الناشط الاجتماعي عيسى عمرو، مؤسسة منظمة "شباب ضد المستوطنات" في مدينة الخليل. وقال شقيقه لصحيفة "هآرتس" ان الأمن الوقائي اعتقل عيسى في اعقاب قيامه بنشر ملاحظة على صفحته في الفيسبوك ينتقد فيها اعتقال صحفي فلسطيني على ايدي الامن الوقائي، يوم الاحد.
وقال احمد عمرو شقيق عيسى ان قوة من الامن الوقائي وصلت الى بيت شقيقه مساء الاحد، لكنها لم تجده في البيت، واتصل به احد الضباط وقال له "احضر الينا لشرب القهوة". وفي الصباح، ذهب عيسى الى مقر الامن الوقائي في الخليل، لكنه لم يرجع الى بيته حتى المساء. وتلقت العائلة اتصالا من اقرباء لها يعملون في الامن الوقائي تم خلاله تبليغها بأنه سيتم نقله الى سجن اريحا.
وعلم احمد ان شقيقه عيسى فتح اضرابا عن الطعام احتجاجا على اعتقاله، كما يرفض تناول الدواء. كما علم بأنه لم يتم التحقيق مع عيسى، خلال اليوم الاول لاعتقاله، ويوم امس تم تقديمه الى المدعي العام في المحافظة، فأمر بتمديد اعتقاله لمدة 24 ساعة اخرى.
ويشار الى ان عيسى عمرو، المهندس في مهنته، كان متماثلا مع حركة فتح، لكنه في السنوات الاخيرة وجه انتقادات علنية الى سلوك السلطة. وكتب في المنشور على صفحته ان "جهاز الامن الوقائي في الخليل ينفذ اوامر عليا في اعتقاله لمدير محطة اذاعة منبر الحرية، الاخ الصحفي ايمن نعيم القواسمي، ابو جهاد". واضاف: "نحن نعيش في شبه دولة وعليها احترام حرية التعبير والرأي، هكذا تحدد التزاماتها الدولية".
وفي منشور آخر نشره مساء الاحد، كتب عمرو: "هناك صحيفة هددها رجال الامن الوقائي لأنها نشرت خبرا عن اعتقال ايمن القواسمي. ليت كل صحفيي الدولة ينشرون النبأ، لأن الأمر صحيح، وليس شائعة. والأمر الثاني: اتمنى من الذي يهدد ان يتحدث معي، لكي نشتكيه لدى الاوروبيين ونوثق خرق القانون. يوجد صحفي معتقل اسمه ايمن القواسمي، يوجد قضاة، يوجد مجتمع مدني، نقابة صحفيين ونشطاء يقفون الى جانبه. اطلقوا سراح ايمن القواسمي".
وكان الامن الوقائي قد اعتقل، يوم الاحد، الصحفي ايمن القواسمي، مدير راديو الحرية، الذي سبق واغلقه الجيش الاسرائيلي في نهاية الأسبوع الماضي، بادعاء التحريض. وحسب ما نشرته مواقع اخبار فلسطينية فقد تم تنفيذ الاعتقال بناء على امر من رئيس السلطة محمود عباس. وتم اعتقال القواسمي بعد قيامه بتدوين منشور على صفحته في الفيسبوك يطالب فيه باستقالة عباس ورئيس الحكومة رامي الحمدالله، لأنهما لا يستطيعان حماية مؤسسة تقوم في قلب الخليل.
في موضوع عمرو، يدير الجيش الاسرائيلي محاكمة ضده في المحكمة العسكرية في عوفر، بسبب نشاطات الاحتجاج التي يقودها منذ سنوات ضد تواجد الجيش والمستوطنين في الخليل. وتم تقديم لائحة اتهام ضده تضم 18 بندا، تتعلق غالبيتها بنشاطات قام بها حتى سنة 2013 وانتهى التحقيق فيها منذ زمن. ومن بين التهم الموجهة اليه، التظاهر، والدخول في مواجهة لفظية مع الجنود، والبصق على مستوطن ودفع مركّز الامن العسكري في مستوطنة كريات اربع.
حماس ترفض تسليم معلومات حول المفقودين الاسرائيليين
تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" بيتر ماورير التقى أمس (الثلاثاء)، رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار. وقال مسؤول فلسطيني رفيع لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان ماورير ناقش مع السنوار قضية المفقودين الاسرائيليين في غزة.
وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "معا" فقد طلب ماورير من السنوار السماح له بزيارة المفقودين الاسرائيليين في غزة، لكن السنوار رفض. وقال مسؤول رفيع في حماس لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان "اسرائيل تعرف جيدا ما هو الثمن الذي يجب أن تدفعه من اجل الحصول على معلومات عن الاسرائيليين في غزة". وقبل لقاء ماورير مع السنوار في غزة، التقى منسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي، وقائد المنطقة الجنوبية، أيال زمير، مع عائلات الجنود المفقودين في غزة. ولكن مصدرا رفيعا مقربا من مردخاي نفى وجود علاقة بين اجتماع ماورير مع السنوار واللقاء الذي اجراه ضابط الجيش مع العائلات. وقال: "ان اللقاء مع العائلات هو جزء من اللقاء الذي يجري بشكل دائم، مرة كل عدة اشهر، وتزامن اللقاءين هو مجدر صدفة".
وكان ماورير قد التقى خلال زيارته الى غزة مع سكان محليين واستمع الى مشاكلهم اليومية. وفي ختام اجتماعه بالسنوار قال ماورير ان "اللقاء كان جيد جدا، تحدثنا عن القضايا المتعلقة بالوضع السيء للسكان المدنيين في غزة، ورغبت بوعد سكان غزة والسلطات هنا بأننا وتنظيمات المجتمع المدني سنواصل بذل افضل ما يمكن ودعم من يعانون من الوضع".
سموطريتش يطرح خطة تهجير الفلسطينيين تقوم على اغوائهم بالمال!!
تكتب "يسرائيل هيوم" ان عضو الكنيست بتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي) يقترح تشكيل آلية حكومية تعرض تعويضات مالية عالية "لتشجيع الهجرة" في صفوف عرب اسرائيل والضفة الغربية، الذي لا يبدون استعدادهم للتخلي عن تطبيق طموحاتهم القومية بين البحر والأردن.
وقال سموطريتش ان المقصود "ليس تنظيم ترانفسير، فاليوم يغادر الضفة الغربية 20 الف فلسطيني سنويا، والاستطلاعات التي يجرونها هم تبين ان 30% يطمحون للهجرة الى الخارج. انا سأساعدهم على ذلك، بشكل عادل، مع تعويض مالي كامل، وليس قسرا. وهذا سيكلفنا اقل من الحروب والعمليات العسكرية مرة كل عدة سنوات".
كما تقترح خطة سموطريتش المسماة "خطة الحسم"، تفكيك السلطة الفلسطينية وفرض القانون الاسرائيلي على كل مناطق الضفة الغربية، ومضاعفة الاستيطان مرتين بل ثلاث مرات، في الضفة، وبشكل خاص "شطب نموذج الدولة الفلسطينية من الوعي وعن الأرض". وحسب سموطريتش فان "ما يحرك الارهاب هو ليس اليأس، وانما الأمل، الذي ينعكس بشكل اساسي في اقامة الدولة الفلسطينية، وانا انوي اجتثاث ذلك".
وانتقد سموطريتش بشدة اوامر القيادة السياسية للجيش، وقال: "يقولون للجيش لديك حريق – اسكب عليه الوقود والماء في الوقت ذاته. لا يمكن للجيش القضاء على الارهاب في منطقة يرسخ فيها الامل الذي يؤجج الارهاب طوال الوقت".
وحسب خطة سموطريتش فانه مستعد لاعطاء عرب الضفة الذين يتخلون عن طموحاتهم القومية في ارض اسرائيل، الكثير من الحقوق المدنية، باستثناء الحق في التصويت للكنيست. ويقترح فترة 30 سنة لفحص التعامل الحقيقي لمن يتبقون هنا، وبما يتفق مع ذلك سيقترح عليهم الحقوق والامكانيات الاخرى تدريجيا، بما في ذلك امكانية التصويت للكنيست، ولكن شرط ان يخدموا في الجيش الاسرائيلي كالدروز.
مقالات
اتفاق السلام مع مصر يواجه الخطر
يكتب سفير اسرائيل سابقا لدى مصر يتسحاق لفون، في "هآرتس" انه خلال اجتماع عقد مؤخرا للجنة الفرعية للشؤون الخارجية، قيل ان استمرار العلاقات الأمنية مع مصر اهم بالنسبة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من اعادة تفعيل السفارة الاسرائيلية في القاهرة (براك ربيد ، هآرتس 8.8). ليس هناك خطأ أكبر من هذا. فالعلاقات بين البلدين، التي تقوم فقط على ساق الأمن والاستخبارات فقط، تعتبر محدودة في الوقت. فهي تقوم طالما كانت هناك مشكلة مشتركة أو عدو مشترك وتختفي مع اختفاء المشكلة. هذا هو الوضع اليوم بيننا وبين مصر.
وعلى النقيض من هذا الواقع، فإن العلاقات القائمة على مجموعة واسعة من المصالح - الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية - تضمن العلاقات المستقرة والدائمة. وفي مثل هذه الحالة، سينظر كل بلد بعناية الى ما سيخسره قبل اتخاذ خطوة حادة في العلاقات الثنائية. وهذا ما فعلته مصر قبل مواجهتها مع قطر. ما هي مصلحة إسرائيل إذا قررت، لأي سبب من الأسباب، زيادة تقليص العلاقات؟ انظروا كيف قرر الملك الأردني بسهولة عدم السماح بعودة سفيرتنا في الأردن. لو كانت هناك مصالح أوسع نطاقا، لكان الملك سيفكر في الأمر بجدية أكبر.
منذ فترة الرئيس حسني مبارك، تراجعت العلاقات الثنائية. بعد اغتيال أنور السادات، سعى مبارك للعودة إلى العالم العربي ودفع ثمن ذلك بالعملة الإسرائيلية. لقد صمتت إسرائيل ولم تفعل شيئا. واليوم، ما تبقى من العلاقة هو اتفاق المناطق الصناعية المشتركة، الذي يوفر سبل العيش لمئات الأسر المصرية. لقد الحق مصر الضرر باتفاق الغاز وحددت نشاط السفارة، لكنها لم تسبب أي ضرر لاتفاق المناطق الصناعية، لأن المقصود مصلحة مصرية واضحة.
إن الفكرة السائدة لدينا والتي ترى في الساق الأمنية أكثر أهمية من تعزيز العلاقات الثنائية، هي فاتحة لمشاكل مستقبلية في علاقاتنا مع مصر. ليست لدينا مصالح مشتركة للدفاع عن السلام.
يجب على رئيس الحكومة وقادة الدولة المبادرة الى عقد لقاء قمة مع القادة المصريين، بعيدا عن وسائل الإعلام، من أجل وضع خطة عمل سريعة لعودة السفير وفريقه إلى القاهرة وتكثيف العلاقات الثنائية في جميع المجالات، تماما كما نسمح نحن للسفارة المصرية في إسرائيل. بقاء الوضع الحالي سيعرض اتفاق السلام مع مصر الى الخطر.
قاموس جديد
يكتب عوزي برعام، في "هآرتس" ان الحكومة الحالية لم تمل من الديمقراطية وسلطات القانون فحسب. بل إنها تمل وتشمئز من اللغة المتعارف عليها. لقد تم ايداع قاموس ابن شوشان في القبو، ولدينا الآن تفسير جديد للعبرية الدارجة من مدرسة نتنياهو - شكيد. التعريفات الجديدة تترسخ في واوساط جمهور كبير وتتحول إلى تعابير لغوية تنتقل الى التاجر:
إذا كنت لا تحتمل العرب ولا تعترف بأي حق لديهم، فأنت صهيوني حقيقي.
إذا كنت تعامل العرب كبشر ولكنك لا تعترف بأي حق لديهم، فأنت لا تزال صهيونيا.
إذا تعاملت مع العرب كبشر واعترفت بحقهم في التفاوض على مستقبلهم في أرض إسرائيل الغربية، فأنت ما بعد الصهيونية.
إذا تعاملت مع العرب كبشر واعتقدت أن الاحتلال ينتهك حقهم كأفراد وشعب، فأنت معادي للصهيونية.
إذا تعاملت مع العرب كبشر واعتقدت أنه يجب السماح لهم بإنشاء دولتهم في أرض إسرائيل الغربية - فأنت معادي للصهيونية وعلى وشك الخيانة.
إذا كنت تعتقد أنه ينبغي بذل جهد لبناء الثقة مع الفلسطينيين وتعترف بحقهم في تقرير المصير في دولة داخل حدود عام 1967، فأنت خائن حقيقي.
كما أعيد تفسير تعريف "الوطني".
إذا كنت تؤيد ما فعله اليؤور أزاريا وتعارض كل خطوة تم اتخاذها ردا على شجاعته - فأنت وطني كامل.
إذا كنت تتحفظ من عمله، ولكن تعتقد أنهم لم تكن حاجة لمحاكمته - فأنت "وطني من الصالحين".
إذا كنت تعتقد أن عمل أزاريا يتناقض مع معايير الجيش الإسرائيلي وأن المحاكمة جرت بشكل قانوني - فأنت هزائمي منافق.
إذا كنت تعتقد أن الجهاز تساهل في الحكم على متهم ثبتت تهمته بوضوح - فأنت تخدم العدو وتضعف أيدي جنود الجيش الإسرائيلي.
أنا لا أعيش في حالة من جنون العظمة. لا أعتقد أن هذا هو القاموس الأكثر شيوعا بين الجمهور، ولكنه ينتشر في داخله. في كفاحه من أجل البقاء، يقتلع بنيامين نتنياهو كل المعايير المقبولة، يحتقر كل انتقاد لكونه "رئيس حكومة اليمين". إن سلوكه والرسائل التي ينقلها اصبحت بالغة التطرف لدرجة أننا نخاطر بشكل وجودي حقيقي بتقسيم الشعب اليهودي إلى شعبين - أحدهما في إسرائيل، والآخر في الشتات - يعاديان بعضهما البعض.
زيارته إلى جنوب تل أبيب تشكل مثالا على عدوى الترامبية التي التصقت به. رئيس الحكومة المسؤول كان سيذهب ويجلس مع وفد من اللاجئين ويشرح سياسته ويسمع مشاكلهم ولا يعاملهم كما فعلت "وزيرة كل شيء" ميري ريغف التي قالت إنهم "سرطان في جسدنا".
أعتقد أن هناك صراع كبير يجري تحت السطح بين الأجلين القصير والطويل. على المدى القصير، "لن نعيد المناطق"، "سنحافظ على السيادة على جبل الهيكل"، "سننظر في ضم المناطق". وعلى المدى الطويل، كل من لا يريد الحديث عن خطوط عام 1967 سيتحدث عن خطوط عام 1948. كل من اضطهد كل زعيم فلسطيني يريد التوصل إلى اتفاق الدولتين سيحصل على تمثيل عربي يقول أن المشكلة هي النكبة، وليست خطوط 1967.
يمكن للمدى الطويل أن يضربنا بشدة، لأننا تماما كما كان قبل حرب يوم الغفران، متعجرفون وتغمرنا الأوهام. نتنياهو لا يعد جمهوره لليوم الذي سيأتي. وعندما يأتي، لا تقولوا "نحن جميعا مذنبين" لأنكم "أنتم المذنبون".
الموقف الروسي يكشف التهديد الأمريكي لإسرائيل
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس"، ان حق النقض الذي هددت روسيا بفرضه على مشروع قرار لتجديد ولاية اليونيفيل في لبنان، إذا ما ذكر فيه اسم حزب الله كمنظمة إرهابية، يشهد ظاهريا على موقف يمكن أن يضر بمصالح إسرائيل الأمنية. وحسب ما نشره براك ربيد في "هآرتس"، امس، ان هذا الموقف يدل على الخلاف الشديد بين إسرائيل وروسيا فيما يتعلق بالاتفاق في سورية.
لقد سارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى نفي هذا التفسير قائلا: "لقد أوضحنا للإسرائيليين أنه إذا كانت لديهم أية مخاوف بشأن المس بأمنهم، فلا ينبغي أن يكون هناك أي أساس لهذا القلق، لأننا ملتزمون بعدم حدوث ذلك". ولكن من المشكوك فيه ما إذا كان يمكن لهذا التصريح أن يطمئن القدس. هناك خلافات عميقة بين إسرائيل وروسيا في كل ما يتعلق بإنشاء مناطق أمنية في سورية. وينطبق هذا بشكل خاص على وجود القوات الإيرانية والموالية لإيران، بما في ذلك حزب الله، بالقرب من الحدود الشمالية-الشرقية لإسرائيل، ولكن أيضا بشأن ترسيخ القوات الإيرانية في بقية أنحاء البلاد. وبالتالي، فإن الدرع الواقي الذي وفرته روسيا لحزب الله في الأمم المتحدة يعتبر اختبارا دبلوماسيا لجدية تصريحات روسيا ازاء إسرائيل.
صحيح انه لا حاجة للتذكير بأن اتفاق إقامة المناطق الأمنية تم بموافقة الولايات المتحدة، وأنه لا يشمل طرد القوات الإيرانية أو حزب الله. لقد اتفقت روسيا مع ايران على اعادة نشر قسم من القوات الموالية لإيران، التي تم نشرها بالقرب من الحدود مع الأردن واسرائيل، وأن تقوم القوات الروسية بالإشراف على تطبيق وقف اطلاق النار في المنطقة الأمنية الجنوبية. لقد حصلت إسرائيل على عدة فرص للتعبير عن تحفظاتها من الاتفاق، سواء أمام الإدارة الأمريكية أو على مسمع الرئيس بوتين، ولكن مصالح هاتين القوتين تعتبر أوسع وأعمق في نظرهما من مصالح إسرائيل.
الواقع على الأرض هو أن روسيا تسعى إلى وقف شامل لإطلاق النار في سورية، وهو طموح تشاركها فيه الولايات المتحدة، ومن أجل تحقيق ذلك، فإنها ملزمة بأن تأخذ في الاعتبار مصالح إيران، التي أصبحت شريكا كاملا في إدارة الأزمة في سورية. بالنسبة لروسيا تعتبر مسألة انتشار حزب الله في جنوب لبنان وتطبيق القرار 1701، مسألة هامشية. وفي رأيها فانه حتى لو انتهك حزب الله مبادئ القرار، فإن ذلك لا ينتقص من صلاحيات قوة الأمم المتحدة بالإشراف على تنفيذ القرار، وليس هناك ما يدعو إلى تغيير صيغة القرار، كما صودق عليها بعد حرب لبنان الثانية بموافقة إسرائيل. وبالمناسبة، حتى في نظر إسرائيل، فإن الصياغة المقترحة ليس لها أي أهمية عملية، إذ إنها حتى بدون تعريف المنظمة كمنظمة إرهابية، فإنها ترى نفسها حرة في مكافحتها بكل الطرق.
روسيا لا تُعرف حزب الله كمنظمة إرهابية وتعتبره هيئة مشروعة. ومن ناحية أخرى، فإنها تغض الطرف، بل تسمح لإسرائيل بضرب قوافل الأسلحة التي تأتي من سورية إلى حزب الله في لبنان. وهنا يكمن التفنيد لموقف روسيا، لأنها إذا كانت لا تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، فلماذا توافق على السماح لإسرائيل بمهاجمة شحناته من الأسلحة؟ ويكمن الجواب على ذلك في الاتفاقات غير الرسمية التي تمت بين إسرائيل وروسيا كجزء من التنسيق العسكري المطلوب بين البلدين. ويهدف هذا التنسيق إلى منع الضرر المتبادل بين الطائرات الإسرائيلية والروسية أثناء عملياتهما فوق الأراضي السورية. كما أن هذه الاتفاقيات لا تنبع من حقيقة أن روسيا قلقة جدا إزاء أمن إسرائيل، وانما بسبب فهمها للواقع في سورية، وهي تنبع من نهج عملي يفضل تجنب المواجهة الجوية مع إسرائيل من أجل ضمان نشاط القوات الجوية الروسية والسورية. وإذا نتج عن ذلك تعطيل شحنات الأسلحة إلى حزب الله، فهذا هو سعر هامشي بالمقارنة مع الربح الاستراتيجي.
لكنه توجد لروسيا أيضا، مصلحة سياسية تتجاوز القضية السورية. فالخلاف الواسع بين الكرملين والبيت الابيض يشير الى خطر جديد يتمثل في محاولة روسيا نسف اي مبادرة سياسية او عسكرية تقترحها واشنطن. إن السيطرة الروسية الكاملة على الساحة السورية وانسحاب الولايات المتحدة من هذه الساحة، تسمح، على أية حال، لروسيا بأن تتصرف على الأرض وعلى الحلبة الدولية، لو كانت تفعل ذلك على أراضيها. لكن التهديد الذي طرحته على طاولة الأمم المتحدة بشأن مسألة حزب الله يشهد على هذا الاتجاه الجديد. صحيح أنه ليس من المؤكد بأنها كانت ستوافق على تغيير صيغة القرار لو كانت العلاقة بين بوتين وترامب في ذروتها، ولكن الآن هذه فرصة لإثبات قدرتها على عرقلة السياسة الأمريكية في مناطق اخرى ايضا.
هنا، وليس في تعريف حزب الله، يكمن التهديد لمصالح إسرائيل الأمنية، لأنه يتضح أنه في كل ما يتعلق بالدفاع عن حدود إسرائيل، يمكن لواشنطن أن تضمن بالفعل توفير أسلحة متطورة ومساعدة استخباراتية، ولكن على الساحة الدبلوماسية، ستخسر إسرائيل، وهذه المرة ليس بذنبها، وسيطا حيويا. إذا كان يمكن لإسرائيل في الماضي غير البعيد أن تعتمد على الرؤساء الأمريكيين لمساعدتها على بناء تحالفات دولية، بل حتى الوقوف على رأسها لمنع التهديدات الاستراتيجية لإسرائيل كالنووي الإيراني، فإن سلوك ترامب جعله "عنصرا معاديا" ليس فقط في روسيا ولكن أيضا في الدول الغربية التي لن تساع الى التعاون في مواجهة التهديدات.
من النتائج التي لا تقل أهمية، أيضا، ضرورة قيام إسرائيل بإجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا، والتحول بالتالي الى شريك ضروري للحفاظ على المصالح الإسرائيل، دون الاعتماد على ان الدعم الأمريكي سيثير انطباع الكرملين. لأول مرة يدفع رئيس الولايات المتحدة اسرائيل الى الزاوية التي ستجبرها على الفصل بين تخطيطها الاستراتيجي وبين قوتين عظميين، بل حتى أن تكون بمثابة بيدق في منظومة الأدوات المتشابكة التي يمكن فيها للهيبة الروسية، التي تسعى إلى سحق هيبة الولايات المتحدة، أن تدوس المصالح الإسرائيلية ايضا.
الحسم والانتصار، حتى ان كان المقصود "مناورات"
يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان مناورات "أور دغان"، التي يجريها الفيلق الشمالي منذ يومين، وهي الأكبر من نوعها في العقدين الماضيين، تسعى لمحاكاة الحرب المقبلة، حرب لبنان الثالثة، التي يخافها الجميع- في إسرائيل ولكن أيضا في لبنان- ولكنهم يستعدون لها.
وكما كان الحال في الحروب السابقة، فان الافتراض السائد بشأن الساحة اللبنانية، هو أنه في المرة القادمة أيضا، سيكون المقصود حدث متدحرج لفقدان السيطرة ورد الفعل ورد الفعل المضاد، والتي من شأنها أن تدفع كلا الجانبين نحو جولة من المواجهة وحتى الحرب. ولكن القائمة المفاجئة من قبل حزب الله لن تشمل، في هذه المرة، فقط إطلاق الصواريخ الضخمة على المدن الإسرائيلية والمواقع الحيوية كالموانئ والمطارات والبنية التحتية، بل أيضا محاولة لاختراق الأراضي الإسرائيلية والاستيلاء على موقع تابع للجيش الإسرائيلي أو حتى مستوطنة إسرائيلية على خط الحدود مع لبنان.
منذ صيف عام 2006، كان حزب الله مترددا في مواجهة الجيش الإسرائيلي. فالضربة التي لحقت بالمنظمة في حرب لبنان الثانية، والتي استوعبها مؤيدوها الشيعة، قلصت حتى الصفر "شهية" استفزاز إسرائيل. وهكذا، أصبح حسن نصر الله، المصاب بحروق الضربة التي مني بها، "كنزا إسرائيليا"، لأنه لا يوجد أحد مثله يريد الحفاظ على الهدوء على طول الحدود ومنع التدهور. إلا أن حزب الله نجح في الوقت نفسه في شل قدرة إسرائيل على العمل ضده، وبالتأكيد على الأراضي اللبنانية، وتمكن من تسويق معادلة تفيد بأن ترسانته الصاروخية قادرة على إحداث أضرار كبيرة لإسرائيل تزيد عن الأضرار التي قد تسببها هي له ولأنصاره. بل يفوق الأمر ذلك، إذا كان هدف إسرائيل كله، كما هو الحال في الحروب السابقة ضد حزب الله أو حتى حماس، هو شراء بضع سنوات من الهدوء لها، ولا تقصد احداث تغيير جوهري للواقع في لبنان.
ومن هنا يأتي استنتاج المحللين، ولكن أيضا العديد من السياسيين في إسرائيل، بأن اذا كان هدف إسرائيل في أي مواجهة مستقبلية مع حزب الله سيتلخص في الحفاظ على الوضع الراهن واستعادة الهدوء المتوتر والوهمي على طول الحدود، وفي الوقت نفسه التسليم بالتضخم المستمر لحزب الله داخل لبنان – فمن المفضل أن تنفق كل جهودها لمنع حرب جديدة .
يبدو أن هذا هو التحدي الذي يواجه إسرائيل، والمرغوب فيه أيضا ليكون محور العملية المقبلة. في أيامنا هذه، أيام الواقع الافتراضي، ان لم نقل وهمي، يعتبر الحسم والنصر مفاهيم خادعة. ولكن خلافا للرأي السائد في إسرائيل فإن حزب الله لم يعد (وربما لم يكن يوما) جماعة عصابات غير متبلورة، تفتقر إلى الوجود المادي في منطقة قتال، لا يقف وراءها أي شخص - بدون جمهور مؤيد وبدون دولة. يمكن ليس فقط ضرب حزب الله وانما، أيضا، تحقيق الحسم والانتصار. وإذا لم تقتنع المنظمة بأن إسرائيل تملك القدرة والاستعداد والرغبة السياسية والشعبية في الحسم، فان كل جولة من العنف ستنتهي كسابقتها، في ميزان معقد وصعب لحساب الضرر المتبادل، الأمر الذي سيتيح لنصرالله دائما الترويج للإسرائيليين بانهم فشلوا في الحرب.
التحدي الذي يواجهنا لا يكمن فقط في تدريب الجنود والقادة الصغار، فقط، ولا حتى في زيادة وعي قادة الجيش على السيناريوهات المحتملة (التي لم يكونوا مستعدين لها في صيف 2006). فلقد كان التحدي ولا يزال، هو ان تقرر القيادة السياسية ما هي اهدافها في جولة المواجهة الجديدة مع حزب الله، ومن هذه الناحية، سيكون من الجيد أن يشارك ليس فقط كبار القادة العسكريين في المناورات الحالية، وانما، أيضا، وزراء الحكومة.