رئيس التحرير: طلعت علوي

الدوام المدرسي.. وخلع السن

الإثنين | 21/08/2017 - 11:56 صباحاً
الدوام المدرسي.. وخلع السن


د. هيا إبراهيم الجوهر


بعد أيام معدودة سيبدأ سباق مع الزمن وصراع صباحي لا يكاد بيت يخلو منه، ويبتكر الوالدان طرقا لا تكاد تخطر على بال أحد لإيقاظ النيام للحاق بمدارسهم حتى إن بعضهم يفضل جعلها سرا كيلا تهتز صورته أمام الناس!


تقول الباحثة في النوم أويندي تروكسل إن عملية إيقاظ ابنها المراهق الساعة السادسة صباحا مثل عملية خلع السن يجب أن تتم بسرعة وهدوء!
وتقول مستغربة أنا أعلم الكثيرين عن النوم وعواقب قلة النوم وأعلم أني أحرم ابني من نوم يحتاج إليه بشدة نظرا لنموه السريع. كما أنني أعلم أني بإيقاظه قبل أن يدق جرس ساعته البيولوجية معلنا أنه حان وقت استيقاظه، “إني أنتزعه نزعا من أحلامه، ذاك الطور من النوم المرتبط بالتعلم وتقوية الذاكرة والعملية العاطفية”!


إنها معركة صباحية خاسرة بين الآباء وأجساد أبنائهم. فخلال بداية مرحلة البلوغ، يمر المراهقون بتجربة تأخر في ساعتهم البيولوجية، ما يحدد متى نشعر بأننا في قمة النشاط أو الخمول. وهذا ناتج عن تغيير في إطلاق هرمون الميلاتونين فأجساد المراهقين تنتظر حتى نحو الـ11 ليلا لتفرزه أي بعد ساعتين من التوقيت المعروف لدى البالغين والأطفال!


وهذا يعني أن إيقاظ مراهق السادسة صباحا يعادل بيولوجيا إيقاظ شخص بالغ الرابعة صباحا. تقول الباحثة عن نفسها: “في الأيام السيئة الطالع عندما يتوجب علي الاستيقاظ الرابعة صباحا، أكون كالأموات الأحياء. عديمة الجدوى. لا يمكنني التفكير بشكل سليم وفي مزاج عصبي”. وهذا في الواقع شعور عديد من المراهقين الأمريكيين في كل يوم دراسي. عديد من الطبائع المزعجة التي نعزوها إلى كون المراهق متقلب المزاج والانفعالية والكسل والكآبة كلها قد تكون نتيجة لحرمان مزمن من النوم.


ونلاحظ أنهم يحاربون هذا الشعور ونقص النوم المزمن باستهلاك كميات كبيرة من الكافيين في شكل قهوة أو الفرابوتشينو أو مشروبات الطاقة المركزة، ما أوجد لدينا فئة سكانية كاملة من الشباب المتعب ولكنه يظل في حالة يقظة تشبه الغيبوبة! من هنا تبدأ مشكلات المراهقة الحقيقية فقلة النوم تجعلهم أقل تركيزا ويهبط مستوى انتباههم بل إن عديدا منهم يظهر علامات سلوكية مشابهة لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط كما تزيد احتمالية التدخين والشعور بالحزن والعجز وكذلك زيادة في الإصابة بالسمنة وداء السكري!


تقول الباحثة، الحل بسيط وفي أيدينا، فقط الملاءمة بين المراهق وحاجته البيولوجية بتأخير مواعيد الدوام فلا تبدأ قبل الثامنة والنصف صباحا، رغم وجود عوائق ولكن لابد من تخطيها من أجل الصحة العقلية والنفسية للمراهق ومن أجل سلامة المجتمع ككل!

 

التعليـــقات