رئيس التحرير: طلعت علوي

السياحة العالمية تنمو 6 % في الربع الأول وتستقطب 369 مليون سائح

الأحد | 13/08/2017 - 12:21 مساءاً
السياحة العالمية تنمو 6 % في الربع الأول وتستقطب 369 مليون سائح

ارتفعَ عددُ السيّاح على مستوى العالم بنسبة 6 في المائة في الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث استقبلت الوجهات المختلفة نحو 369 مليون سائح، في حين بلغت الثقة بمناخ الأعمال أعلى مستوياتها منذ عقد من الزمن.


وتعود هذه النتائج إلى النمو المستمر في معظم المقاصد الرئيسية وإلى النهوض المطّرد في مقاصد أخرى، ولا تزالُ التوقّعات إيجابية حيال الربع الثاني من العام الجاري.
وأفاد تقرير صدر حديثا عن منظمة السياحة العالمية أن المنتجعات والمواقع السياحية حول العالم استقبلت نحو 369 مليون سائح خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة، أي بزيادة 21 مليون سائح مقارنةً بالأشهر نفسها في العام 2016 "+6 في المائة".
وأشار التقرير إلى أن هذه الفترة تمثّلُ في الإجمال نحو 28 في المائة من المجموع السنوي، وتشمل فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي وفصل الصيف في نصف الكرة الجنوبي، ورأس السنة الصينية وعطل الأعياد، من بين مناسبات أخرى.


وأكد التقرير أن نسب السياح الدوليين المُسجَّلة من قبل المقاصد حول العالم كانت إيجابية، مع بعض الاستثناءات القليلة جدًا، فقد حافظت معظم المقاصد التي اتّصفت بأداء جيّد في عام 2016 على زخمها، في حين إنّ المقاصد التي عانت الركود في السنوات السابقة استمرّت في الانتعاش خلال النصف الأوَّل من العام الجاري.
ويتّضح ذلك بشكلٍ خاصّ من خلال تحسّن النتائج في الشرق الأوسط "+10 في المائة"، وإفريقيا "+8 في المائة"، وأوروبا "+6 في المائة"، أمّا آسيا والمحيط الهادئ "6 في المائة"، والقارّة الأمريكية "+4 في المائة" فبقيتا تتمتّعان بنموّ ناشط.


وقيم فريق المختصين التابع لمنظّمة السياحة العالمية هذا الزخم القوّي في مؤشر الأداء السياحي، بأنه انعكس في مؤشّر الثقة العائد خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2017 بأعلى معدّلٍ منذ 12 عاما، مُتجاوزين بوضوح توقّعاتهم الإيجابية أساسًا منذ بداية الفترة. وحصدت أوروبا أقوى إجابات الاستطلاع، في موازاة الارتفاع في عدد السياح، كما أظهرَ المختصون أيضًا ثقة قوية حيال الربع الثاني من العام، وتُعتبَرُ توقّعاتهم الأكثر تفاؤلاً منذ عقد من الزمن، وتعزّزها أيضًا الآفاق الإيجابية في أوروبا، وتشمل الفترة من أيّار (مايو) حتى آب (أغسطس) ذروة الموسم السياحي في معظم المقاصد السياحية الرئيسية والأسواق المصدر حول العالم.
وأوضح طالب الرفاعي أمين عام منظمة السياحة العالمية أنّ "المقاصد التي تأثرت بالأحداث السلبية خلال عام 2016 باتت تُظهر إشارات واضحة تدلّ على الانتعاش في غضون فترة قصيرة جدًا من الزمن، وهذا مؤشر جيّدٌ للغاية بالنسبة إلى الجميع، خاصة بالنسبة إلى الذين تعتمد سبل معيشتهم على السياحة في تلك المقاصد".
وأضاف الرفاعي "فيما نحتفل بالعام 2017 كسنة دولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية، نرحّبُ بالتنمية المستمرّة للسياحة ونذكّرُ بأنّه مع النمو تتضاعفُ المسؤولية لضمان إمكانية مساهمة السياحة في تعزيز الاستدامة على مستوى ركائزها الثلاث كلّها - الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. فالنمو ليس خصمًا أبدا، ومن مسؤوليتنا أن نديره بطريقة تخدم مفهوم الاستدامة".


وعلى مستوى النتائج الإقليمية ارتفعَ مجددا عدد السياح الدوليين في أوروبا "+6 في المائة" خلال الربع الأول بعد نتائج متباينة في العام الماضي، بعدما تمت استعادة الثقة ببعض المقاصد التي تأثرت بالحوادث الأمنية، في حين واصلت مقاصد أخرى نموها المطرد.
وتحسنت النتائج بشكل خاص في أوروبا الجنوبية المتوسطية "+9 في المائة مقارنة بـ +1 في المائة في 2016" وأوروبا الغربية "+4 في المائة مقابل +0 في المائة في 2016"، أما أوروبا الشمالية فواصلت نموها القوي "+9 في المائة"، في حين سجّلت أوروبا الوسطى والشرقية زيادة بنسبة 4 في المائة في عدد الوافدين الدوليين، على غرار نتائج العام الماضي.


وفي آسيا والمحيط الهادئ، ارتفع عدد السياح الدوليين بنسبة 6 في المائة، مع تسجيل نتائج جيّدة في كافة المناطق الفرعية الأربع، بينما تصدّرت النموّ منطقة آسيا الجنوبية "+14 في المائة"، تلتها أوقيانوسيا التي تضم البلاد الواقعة في جنوب المحيط الهادئ "+7 في المائة"، ثمّ جنوب شرق آسيا "+6 في المائة"، ثمّ شمال شرق آسيا "+5 في المائة".
وفي القارّة الأمريكية، سجل ارتفاع بنسبة 4 في المائة في عدد السياح الدوليين مع نتائج بارزة في أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى "+7 في المائة لكل منهما"، في حين ازداد عدد الوافدين في أمريكا الشمالية 3 في المائة وفي منطقة الكاريبي 2 في المائة.
وتشير البيانات المحدودة المتوافرة للقارة الإفريقية إلى زيادة بنسبة 8 في المائة في عدد السياح الدوليين، مع انتعاش ملحوظ لمنطقة إفريقيا الشمالية "+18 في المائة"، وارتفع عدد الوافدين في الشرق الأوسط بنسبة تقدر بـ 10 في المائة، بعد تراجع 4 في المائة في 2016.


ووفقا للإحصاءات الرسمية العالمية فإن القطاع السياحي يسهم بنسبة 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في العالم ويعد أحد اللاعبين الرئيسيين في التجارة الدولية، ومن الأمثلة على ذلك أن السعودية، التي سجلت زيادة كبيرة في مساهمة السياحة الوطنية في الناتج المحلي الإجمالي باعتبارها أحد القطاعات الاقتصادية غير النفطية المرتفعة النمو.
ووفقا للمجلس العالمي للسفر والسياحة، فمن المتوقع أن يسهم قطاع السياحة والسفر في المملكة بأكثر من 81 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بحلول عام 2026، في الوقت الذي تسجل فيه قطاعات السياحة الداخلية والخارجية أرقاما متفائلة.


وتشير التقديرات إلى أن السعوديين أنفقوا أكثر من نصف تريليون ريال على السياحة الخارجية في السنوات العشر الأخيرة، وفي الوقت نفسه، تجاوز عدد الرحلات السياحية المحلية داخل المملكة 47.5 مليون رحلة خلال 2016، كما ارتفعت إيرادات السياحة في المملكة من 57.3 مليار ريال "15.2 مليار دولار" في عام 2004 إلى 166.8 مليار ريال "43.1 مليار دولار" بنهاية 2016، في حين شهد عدد مرافق الإقامة المرخصة ارتفاعا بنسبة 300 في المائة في السنوات الخمس الماضية، وارتفع عدد شركات تشغيل الفنادق الدولية من ثماني شركات في عام 2002 إلى 25 شركة في 2016.

 

aleqt.com

التعليـــقات