رئيس التحرير: طلعت علوي

دجاج بنكهة الشمس

الإثنين | 17/07/2017 - 12:11 مساءاً
دجاج بنكهة الشمس


د. هيا إبراهيم الجوهر

 

 

منذ أصبحنا في عداد الشعوب خفيفة الظل بشهادة مواقع التواصل الاجتماعي، بل إننا ننافس اليوم المجتمع المصري، وصرنا أبناء نكتة لا يكاد حدث يحصل إلا وتجد عشرات النكت والطرائف بُنيت عليه، ونبحث عن حدث آخر نضحك فيه على حدث، أو نجلد به ذواتنا، ولم يخطر ببال أحد أن يحول النكتة إلى واقع، فكم هي النكات التي قيلت هذه الأيام عن حرارة الجو التي ليس أمامنا للهروب منها سوى هدير المكيفات.

ولم نستغل الوضع كما فعل صديقنا التايلاندي الذي حول النقمة إلى نعمة بمجموعة من المرايا، رتبها بطريقة معينة، بحيث تركز أشعة الشمس لتُسخن شبكا من المعدن حوله إلى شواية يشوي عليها الدجاج بواسطة أشعة الشمس، هناك لن تطلب حبة على الفحم أو مظبي على الحجر، وإنما دجاجة طبخت بأشعة الشمس. كان "سيلا" الطاهي التايلاندي يشوي الدجاج على الفحم مثل بقية المطاعم حتى عام 1997، وحين خطرت في باله تلك الفكرة العبقرية ليحولها إلى واقع باستخدام 1000 مرآه صغيرة لالتقاط أشعة الشمس، وتسليطها على الدجاج المتبل فوق شبك الشواء، الذي تصل درجة حرارته إلى 312 درجة مئوية بفعل أشعة الشمس؛ لذا ترى سيلا يقف أمام شوايته مرتديا قناع اللحام بدل من قبعة الطاهي، بينما لا تتجاوز درجة حرارة أفران الكهرباء 260 درجة مئوية، كما أن حرارة نار الفحم المناسبة للشواء تكون أقل من ذلك.

هذا المنظر جعله مثار سخرية وتندر، وبعضهم اتهمه بالجنون؛ لقناعتهم بأنه لا يمكن الشوي بهذه الطريقة، ولكن تحقق له ما حلم به، وصار بإمكانه شواء كمية من الدجاج خلال 10 أو 15 دقيقة، وبدرجة استواء رائعة، فالحرارة تصل إلى كامل أجزاء الدجاجة. وبعد مدة من نجاح التجربة، جذب شكله وطريقة شوائه الكثير من الزبائن الفضوليين الحريصين على تذوق طعم الدجاج المطبوخ بواسطة حرارة الشمس. أمضى سيلا اليوم عقدين من الزمن وهو يستخدم هذه الطريقة، لذلك لا عجب أن يدعي بأنها أفضل من أساليب الشوي التقليدية، كما أن الدجاج يكون نظيفا بنسبة 100 في المائة من هباب الفحم، ونواتج الكربون.

فأنت تحصل على نتيجة مشابهة للشواء على الفحم، فطعم ورائحة الشواء اللذان يمنحان المذاق الرائع والرائحة الشهية للشواء تحدث في كل أنواع الشواء - وليست حكرا على الفحم - نتيجة تفاعل كيميائي يدعى (تفاعل ميلارد)، الذي لا يحدث إلا عندما تتجاوز حرارة الطعام 155 درجة مئوية، فلا يصيبكم القلق من ذلك، نحتاج حرارة الشمس لطبخ الطعام فقط. آمل أن تكون موضة في المستقبل القريب كنوع من الطاقة المستدامة والحفاظ على البيئة والصحة.

التعليـــقات