• الأدلة تعززت وتوقع انتهاء التحقيق ضد نتنياهو خلال عدة اشهر
• تكتب صحيفة "هآرتس" انه يمكن القول بحذر بان سلسلة الأدلة في ملفي التحقيق 1000 و2000، المتعلقين بالشبهات التي تحوم حول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تعززت خلال الأسابيع الأخيرة، وانتقل التحقيق الى وتيرة أعلى. وتتجه النية نحو الانتهاء من التحقيقات خلال عدة أشهر، ومن ثم عقد لقاء لحسم الأمر.
• ويشتبه نتنياهو في الملف 2000 بمحاولة عقد صفقة "هات وخذ" مع ممول صحيفة "يديعوت أحرونوت" ارنون موزيس، تشمل تغطية ايجابية لرئيس الحكومة، مقابل تحويل قانون يقلص انتشار صحيفة "يسرائيل هيوم" واعادة مجموعة "يديعوت أحرونوت" الى مكانتها المتقدمة. وحسب خط الدفاع المركزي لنتنياهو، فقد خدع موزس. لكن الأدلة تعزز الآن الاشتباه بأنه في احدى الاتصالات بين الجانبين، كانت نية نتنياهو بتحقيق الصفقة جدية. وهذا الأسبوع، أدلى صاحب "يسرائيل هيوم"، الملياردير شيلدون ادلسون وزوجته، للمرة الثانية، بإفادتهما في الملف، وهي افادة اعتبرها شخص مطلع على التفاصيل "بالغة الأهمية". وتعتبر الأدلة المتعلقة بنوايا نتنياهو مهمة لأن نتنياهو يدعي انه جرى بينه وبين موزس حوار تجار الخيول، الذي لم يكن فيه لدى أي طرف نية لتطبيق الوعود المتبادلة والبعيدة المدى.
• يشار الى ان المستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت حدد لمحققي الشرطة بأنه يحتاج الى أدلة تثبت محاولة تنفيذ الصفقة، كأحد الشروط المطلوبة للحسم في مسألة القوة الجنائية للمفاوضات بين نتنياهو وموزس، وهل تتوفر ادلة لتقديم لائحة اتهام. وبالإضافة الى الأدلة الجديدة بشأن جدية نوايا نتنياهو، علمت "هآرتس" انه في احدى المراحل المتقدمة للتحقيق، استمعت الشرطة الى افادة دلت على ان نتنياهو فحص مع شخصيات سياسية امكانية تمرير قانون "يسرائيل هيوم" خلال فترة الانتخابات.
• وفي ملف 1000 الذي يتمحور حول الاشتباه بحصول نتنياهو على رشاوى من سلسلة من رجال الأعمال، وفي مقدمتهم رجل الاعمال ارنون ميلتشين، تعزز الاشتباه المتعلق بتضارب المصالح في العلاقات السائدة بين نتنياهو وميلتشين، ومحاولة رئيس الحكومة العمل من اجله ليس فقط في موضوع تأشيرة الدخول الى الولايات المتحدة، وانما في سوق الاتصالات ايضا.
• وفي هذا السياق، علمت "هآرتس" ان المحاسب زئيف فلدمان، الذي عمل ممثلا لميلتشين في اسرائيل، وحاول العثور له على امكانيات للاستثمار في سوق الاتصالات الاسرائيلي، أدلى بإفادته عدة مرات في الأشهر الأخيرة في مكاتب الوحدة القطرية للتحقيق في اعمال الغش والخداع.
• وعلمت "هآرتس" انه تم في الآونة الأخيرة استدعاء عدة شخصيات كانت ضالعة في ما يحدث في القناة العاشرة وبيعها. وتفحص الشرطة ما اذا كان نتنياهو ضالعا، من وراء الكواليس، في بيع القنال لرجل الاعمال لان بلوتنيك، وهل ساعد هذا التدخل مصالح ميلتشين، لأن ميلتشين حصل على مقابل مادي من هذه الصفقة لقاء الاسهم التي امتلكها في القنال. كما يجري فحص التدخل الممكن لنتنياهو واحد رجاله في محاولة دفع مصالح ميلتشين في قضايا اخرى ترتبط بسوق الاتصالات. وكان ميلتشين قد فحص في الماضي، امكانية الاندماج في احدى الشركات التي فازت بالمناقصة في القناة الثانية. ومع ذلك، لا يمكن من هذه التطورات حسم مصير الملفين.
• احدى المسائل الحساسة المتبقية هي دعوة وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، والسفير المتقاعد دان شبيرو، للإدلاء بإفادتيهما. وكما نشر رفيف دروكر لأول مرة في القناة العاشرة، فقد اتصل نتنياهو في السابق معهما من اجل ترتيب تأشيرة دخول لمدة عشر سنوات لميلتشين، الى الولايات المتحدة، بعد ان فرضت عليه قيود. وكانت "هآرتس" قد نشرت قبل عدة اشهر بأن الشرطة طلبت الحصول على افادتيهما، لكن المستشار القانوني للحكومة عارض ذلك. ويعتقد مندلبليت ان المسألة بالغة الحساسية من ناحية سياسية، ويجب بذل جهود من اجل ترسيخ الأدلة في قضية تأشيرة الدخول من دون جباية الافادتين، مثلا بواسطة الحصول على وثائق من الامريكيين – وقد وصلت هذه الوثائق فعلا. وفي الآونة الأخيرة عادت الى طاولة المستشار مسألة جباية الافادات منهما، ويسود التقدير بأنه سيصادق على جباية افادة على الأقل من احدهما.
• وجاء من قبل نتنياهو بأن "الادعاءات مبالغ فيها، وكل هدفها هو ممارسة الضغط المرفوض على سلطات تطبيق القانون من اجل المس برئيس الحكومة نتنياهو. وقد عمل رئيس الحكومة دائما من منطلقات رسمية. كما انه من المعروف بأنه لم يكن هناك من هو اشد معارضة منه لقانون يسرائيل هيوم، وبالفعل لم يتم تمرير القانون. ونعود ونكرر: لن يحدث شيء لأنه لا يوجد شيء".
• اولمرت سيخرج من السجن يوم الاحد
• تكتب "هآرتس" بأن النيابة العامة للدولة، اعلنت مساء امس الخميس، بأنها لن تعارض قرار اطلاق سراح رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت قبل استكمال فترة العقوبة التي فرضت عليه، ما يعني انه سيتم اطلاق سراحه يوم الأحد القادم. وفي ختام جلسة عقدت في مكتب المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، اعلنت النيابة قرارها، وجاء في بيان وزارة القضاء، بأن "النائب العام للدولة اوصى بعدم الالتماس الى المحكمة المركزية ضد قرار لجنة اطلاق سراح المساجين. وتبنى المستشار القانوني التوصية، وبناء عليه تقرر عدم تقديم التماس". ويشار الى ان اولمرت امضى في السجن 16 شهرا من بين 27 شهرا فرضت عليه.
• وكانت النيابة قد اعلنت في وقت سابق انها تنوي تقديم الطلب، الا انه في اعقاب توجيه انتقادات لها على ذلك، طلبت عدة ساعات لفحص الموضوع مجددا. وجاء في مبررات قرار لجنة اطلاق سراح المساجين ان كل وجهات النظر التي قدمتها سلطة السجون والشرطة وسلطة تأهيل المعتقلين، كانت ايجابية حتى 17 ايار – اليوم الذي بعث فيه اولمرت بمسودة من كتابه الى المطبعة والتي يشتبه انها تضم تفاصيل حول عمليات سرية لم يسمح بنشرها بعد.
• ورفض اعضاء اللجنة ادعاءات سلطة السجون والنيابة بأن اولمرت قام على مدار اشهر بتحويل مواد من الكتاب الى محاميه ايلي زوهر، كمادة قانونية للفحص، رغم انه قيل له منذ كانون اول بأنه لا يمكن اخراج أي مادة من السجن. وباستثناء ذلك، حمل اعضاء اللجنة المسؤولية عن ذلك لسلطات السجن. وجاء في القرار: "نوافق على موقف النيابة والجهات الاستخبارية بأن الملف الذي تم تحويله من الكتاب يشكل مادة "سرية جدا" ويجب التعامل مع ذلك بخطورة، ولكن مع ذلك، يجب ان نتذكر بأنه تم في الماضي اخراج تلك المادة من السجن، واعادتها اليه دون ان تمنع السلطات ذلك".
• ورفضت اللجنة ادعاءات النيابة بأن اخراج الوثائق من السجن، هو جزء من طابع مخادع لدى اولمرت، وحددت انه تم عمل ذلك لمرة واحدة من قبل اسير "كان سلوكه لا تشوبه أي شائبة".
• كما جاء في القرار انه "لا توجد للأسير سابقة جنائية، وان مخالفات الخداع والرشوة التي ادين بها ارتكبت قبل اكثر من عشر سنوات. ومع كل الخطورة التي يجب نسبها الى مجمل المخالفات، يجب النظر اليها ككتلة واحدة في مفهوم انه خلال فترة معينة في الحياة العامة للأسير، الغنية بالعمل، التصقت به درجة الفساد وقد عوقب على اعماله ودفع ثمنا شخصيا كبيرا. وقد اجتاز المعتقل الماثل امامنا عملية تأهيل كبيرة في السجن ويظهر محفزات على مواصلة برنامج التأهيل. وهذا كله يبعد الى مستوى عالي خطر تكرار انحرافه عن الطريق السوي".
• يشار الى ان اطلاق سراح اولمرت المبكر سيتم وفقا لعدة شروط، منها التطوع في جمعية والتوقيع لدى الشرطة مرتين كل شهر. وكان رئيس الدولة رؤوبين ريفلين قد اعلن في السابق انه اذا صودق على طلب اطلاق سراح اولمرت المبكر فانه سيدرس الغاء هذه الشروط.
• يهود كندا ينضمون الى الاحتجاج على الغاء مخطط حائط المبكى وايباك تحذر من الابعاد السياسية
• تكتب صحيفة "هآرتس" ان موجة الاحتجاج لدى الجاليات اليهودية على تجميد مخطط حائط المبكى وتمرير قانون التهود وصلت الى كندا. وبعثت القنصل العام لإسرائيل في تورنتو الى وزارة الخارجية الاسرائيلية، بأنها تلقت رسائل شديدة اللهجة من مسؤولين كبار في الجالية اليهودية في تورنتو وفانكوفر، حذروا فيها من ان القرارين سيعمقان التغرب ازاء اسرائيل في اوساط الجيل الشاب من اليهود الكنديين.
• وكتبت ايضا ان هناك حالة من الغضب وخيبة الامل في المجتمعات اليهودية في تورنتو وفانكوفر بسبب تجميد مخطط حائط المبكى وتمرير قانون التهود. واضافت: "نحن نتلقى تحذيرات متكررة من ان هذه القرارات ستعزز توجه التغرب المتعمق ازاء اسرائيل في اوساط الجيل الشاب". وحسب القنصل العام في تورنتو فان احدى اشد الرسائل حدة وصلت من الحاخام فيليب برغمان، حاخام "بيت هليل" في جامعة "بريتيش كولومبيا" والذي قال بأن القرارات الاسرائيلية تخفض من محفزات الشبان المناصرين لإسرائيل على مكافحة حركة المقاطعة BDS. وسأل: "كيف يمكن لي الرد على الطلاب الذين يدعمون BDS. القول لهم انها حركة معادية للسامية؟ الطلاب اليهود يقولون لي ان القرارات التي اتخذتها اسرائيل هي لاسامية".
• كما اشارت الى تلقيها رسالة الكترونية من زعيم التيار الاصلاحي في كندا، الراب مايكل دوغلين، اكد فيها المه ازاء اجبار الحكومة الاسرائيلية للصهاينة في المهجر على تشكيل تحالف واسع للاعلان على الملأ عن عدم رضاهم عنها واقصاء انفسهم. وكتب: "الى متى تواصل الاحزاب غير الصهيونية وغير الديموقراطية قيادة الدولة؟"
• واشارت الى تلقيها رسائل احتجاج من الفدراليات اليهودية في كندا، عبروا فيها عن الشعور بالضعف نتيجة القرارات التي اتخذتها الحكومة. وقالت ان راب الكنيس اليهودي الاصلاحي الكبير في تورنتو نشر مقالة كتب فيها انه في اعقاب تجميد مخطط حائط المبكى وتمرير قانون التهود "فان الكثير من الشبان اليهود في المهجر الذين يتعاملون ببرود مع اسرائيل سيدعون الان انه يوجد لديهم سبب حقيقي للانفصال عنها تماما".
• انفجار جلسة رؤساء كتل الائتلاف
• الى ذلك قال مصدر رسمي ان الجلسة بين رئيس الحكومة نتنياهو وقادة احزاب الائتلاف حول ازمة قانون التهود، انفجرت. وقال ان الاجتماع ناقش امكانية تجميد قانون التهود الذي يمنع اجراءات التهود الخاصة، لكنه عندما امر نتنياهو احد مستشاريه بصياغة بيان حول تجميد القانون للتنظيمات اليهودية في الولايات المتحدة، بدأ نقاش بينه وبين قادة الاحزاب الدينية، انتهى بمغادرة وزير الداخلية ارييه درعي والنائب موشيه غفني للاجتماع بغضب.
• وقال مصدر شارك في الجلسة ان نتنياهو عرض اقتراحا كان مقبولا على المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، يقضي بتأجيل قانون التهود لنصف سنة، وتجميد الالتماسات ضده، على ان يتم خلال هذه الفترة تشكيل لجنة برئاسة قاض متقاعد لفحص الموضوع.
• وقال وزير الداخلية ورئيس حركة شاس، ارييه درعي، خلال الجلسة بأنه يوافق على هذه الصيغة، لكنه طالب بتجديد سن القانون فورا في حال صدور قرار من المحكمة العليا في الالتماسات. وعارض الوزراء نفتالي بينت وموشيه كحلون وافيغدور ليبرمان طلب درعي، وقالوا انه اذا اصدرت العليا قرارا في الموضوع، فان قادة الائتلاف سيجتمعون مجددا ويناقشون الأمر، ويقرروا ما اذا يجب دفع القانون. كما طالب بينت وليبرمان بأن يتم في أي قانون يتعلق بهذا الأمر منح حاخامات المدن صلاحية اجراء التهود.
• وعندما طلب نتنياهو من مستشاره السياسي صياغة بيان لكي تنشره التنظيمات اليهودية في شمال امريكا وتبارك فيه قرار التسوية، غضب درعي وقال له: "انا اعرف ما الذي تفعله لي، ولن اسمح لك بعمل ذلك"، ثم قام وغادر الغرفة، وعلى الفور خرج خلفه النائب موشيه غفني من "يهدوت هتوراه". وقال مصدر حضر الجلسة ان درعي غضب لأن التنظيمات اليهودية الأمريكية ستنشر القرار كانتصار على المتدينين المتزمتين.
• وخلال الاجتماع هاجم كحلون وبينت رئيس الحكومة بسبب الازمة مع يهود الولايات المتحدة في هذه المسألة، وادعى كحلون ان نتنياهو فاجأ قادة احزاب الائتلاف حين دفع القرارين في اللحظة الاخيرة من دون أي نقاش مسبق، فيما قال بينت لنتنياهو ان "90% من الأزمة سببها سلوكك". كما اتهمه بالتسبب بالكراهية للمتدينين المتزمتين.
• وقالت الحركة الاصلاحية ان "الاحزاب الدينية المتزمتة تثبت مرة اخرى بأن وحدة الشعب اليهودي هي الأمر الاخير الذي يهمها. نحن ندعو رئيس الحكومة وشركائه في الائتلاف الى القول – حتى هنا! لحملة تدمير العلاقات بين اسرائيل والجاليات والتي قادها درعي وغفني وليتسمان بموافقة صامتة من قبل رئيس الحكومة".
• التحذير من خسائر اقتصادية ضخمة
• في هذا الموضوع تنشر "يديعوت احرونوت" ان اعضاء وفد اللوبي اليهودي الامريكي "آيباك" قالوا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، "اننا لا نتذكر عل مدار 30 عاما مضت ازمة خطيرة كهذه. الوضع الناشئ سيمس بشكل بالغ في قدرتنا على اسقاط مبادرات معادية لإسرائيل في الكونغرس". وكان وفد "آيباك" يعقب بذلك خلال اللقاء مع نتنياهو، يوم الخميس، على قرار الغاء مخطط الصلاة في حائط المبكى وازمة قانون التهود.
• وقد فهموا في اسرائيل الوضع المتفجر، وجرت اتصالات مكثفة بين الحكومة ورؤساء الجاليات اليهودية بوساطة رئيس الوكالة اليهودية نتان شيرانسكي، ورئيس البيت اليهودي نفتالي بينت. ومثل رئيس الحكومة الوزير تساحي هنغبي وسكرتير الحكومة تساحي برافرمان.
• وقال قادة آيباك، اللوبي الذي يعمل بين اعضاء الكونغرس لدعم اسرائيل، ان "الناس يقولون لنا انه اذا كانت هذه هي نظرة اسرائيل الينا فلتتدبر لوحدها. منذ الان لا يوجد نشطاء ولا توجد تبرعات".
• وفهموا في الحكومة انه قد يكون للأزمة ثمنها الاقتصادي. فقد تبين من دراسة اجرتها وزارة شؤون الجاليات اليهودية بأن اليهود الذين يعيشون في الخارج يشكلون جزء مركزيا من الاقتصاد الاسرائيلي. كما تظهر الدراسة نتائج حابلة بالمخاطر والتي يمكنها ان تحدث نتيجة لمقاطعتهم للدولة. وتم اعداد الدراسة بهدف فحص كيفية تعزيز العلاقات مع يهود الجاليات، لكنها اصبحت ذات صلة اكثر من أي وقت سابق.
• وقال ناب الوزير مايكل اورن، احد المبادرين الى مخطط حائط المبكى ان الغاء المخطط يعني "التخلي عن الصهيونية. الحائط لنا جميعا. هذا القرار الحقير ينقل رسالة حادة من التمزق والتنكر ليهود الجاليات في الوقت الذي لا نخجل فيه من الاعتماد على دعمهم".
• ووفقا للدراسة فان 50% من الصادرات الاسرائيلية من السلع والمواد الاستهلاكية يستهلكها يهود المهجر، كما انهم يدعمون نسبة 6.5% من الاقتصاد الاسرائيلي، أي 25 مليار شيكل سنويا. كما ان 63% من الاستثمار في الصناديق المالية الاسرائيلية يأتي من يهود المهجر، والذين يسهمون ايضا في 50% من التبرعات للتعليم، و4% من الاستثمار في العقارات، و16% من المدخول السياحي لإسرائيل. كما تشير الدراسة الى ان انخفاض نسبة 1% من مدخول الجمعيات التي يدعمها يهود المهجر، يعني فصل 1800 عامل اسرائيلي، واذا ما انخفضت الصادرات الاسرائيلية الى يهود المهجر بنسبة 1% فهذا يعني فصل 300 عامل، واذا انخفض شراء المساكن في اسرائيل من قبل يهود المهجر بنسبة 1%، فان هذا يعني خسارة 6 ملايين شيكل من الضرائب.
• اسرائيل تجمد زيارات العائلات لأسرى حماس الغزيين
• تكتب "هآرتس" ان اسرائيل قررت وقف زيارات العائلات الى اسرى حماس من قطاع غزة. وقالت مصادر في سلطة السجون انها ستبدأ بتطبيق القرار اليوم الجمعة. وردا على ذلك وصفت دائرة الأسرى لدى حماس هذا القرار بأنه اعلان حرب على اسراها.
• وقال المسؤول عن العلاقات الخارجية في دائرة شؤون الاسرى في القطاع، عبد الرحمن شديد، بأن المقصود "قرار يهدف الى ممارسة الضغط على قيادة الاسرى في موضوع المفقودين والاسرى في غزة، وانه استسلام لضغوط عائلات الجنود الذين طالبوا بمعاقبة الاسرى". وقال ان هذه هي خطوة اولى في سلسلة خطوات عقابية تنوي اسرائيل القيام بها ضد اسرى حماس خلال الفترة القريبة. واعتبرت عائلة الجندي اورون شاؤول الذي تحتجز جثته في غزة، القرار الاسرائيلي بأنه خطوة صحيحة، وتأمل انه يهدف لإعادة اورون من اسر حماس.
• وكانت سلطة البث "كان" قد نشرت في الأسابيع الاخيرة، بأنه جرت اتصالات بين اسرائيل وحماس عبر وسيط لتبادل الأسرى، وربطت التطورات بزيارة وفد حماس الى مصر. لكن حماس نفت التقرير وقالت ان كل مفاوضات ستكون منوطة بمدى موافقة اسرائيل على إطلاق سراح اسرى صفقة شليط الذين عادت اسرائيل واعتقلتهم في صيف 2014.
• السلطة تنفي مزاعم حماس بشأن منع التحويلات للمرضى
• تكتب "هآرتس" ان وزارة الصحة الفلسطينية ستتوقف، ابتداء من يوم الاحد، عن تأخير اعطاء التحويلات لمستشفيات قطاع غزة، لتمكين المرضى من الخروج لتلقي العلاج الطبي في اسرائيل والضفة الغربية، وذلك في اعقاب تفاهمات بين دائرة التنسيق الفلسطينية ومكتب منسق العمليات الاسرائيلي في المناطق.
• وكانت "هآرتس" قد نشرت في مطلع الاسبوع بأن السلطة الفلسطينية تمنع المرضى في القطاع من الخروج لتلقي العلاج الطبي في اسرائيل والضفة الغربية والاردن، كجزء من صراعها ضد سلطة حماس. وقال سكان من القطاع لصحيفة "هآرتس" ان وزارة الصحة الفلسطينية تعيق في الأشهر الأخيرة تقديم النماذج والوثائق التي تؤكد الالتزام المالي من قبل السلطة بتكاليف العلاج.
• لكن السلطة الفلسطينية نفت بشدة الادعاءات واتهمت اسرائيل وحماس بالمسؤولية عن التأخير في خروج المرضى لتلقي العلاج. ونفت وزارة الصحة الفلسطينية ان تكون قد أخرت تقديم الالتزامات المالية وقالت انه لا يوجد أي تغيير في سياستها. وحسب الوزارة فان المقصود حملة متزامنة ضد السلطة من قبل وسائل الاعلام الاسرائيلية وتلك المتماثلة مع حماس. وقالوا ان حماس ترسل الى اسرائيل مرضى لا حاجة بهم لتلقي العلاج خارج القطاع، وان اسرائيل تقيد دخول المرضى، ما يؤدي الى تراكم الطلبات.
• وادعى سامي ابو زهري الناطق بلسان حماس، ان سلوك الرئيس الفلسطيني محمود عباس، هو الذي ادى الى وفاة عدة اطفال ووصف الأمر بأنه جريمة ضد الإنسانية!
اسرائيل تجند مصابا في احدى العمليات في صراعها لإلغاء دفع المخصصات للأسرى الفلسطينيين
• تكتب "يديعوت أحرونوت" ان الشاب الاسرائيلي اورن الموغ، الذي اصيب وفقد خمسة من ابناء اسرته في العملية التي وقعت في مطعم "مكسيم"، في 2004، سيصل الى مجلس الامن الدولي في الشهر المقبل، كجزء من الحملة التي تقودها اسرائيل ضد المدفوعات التي تحولها السلطة الفلسطينية الى "المخربين". وتأتي هذ الزيارة بمبادرة من السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة داني دانون، وبالتعاون مع منظمة الاعلام المناصرة لإسرائيل "قف معنا" (StandWithUs).
• وسيدعو السفير دانون، واورن الموغ الذي اصيب بالعمى جراء العملية، الى العمل ضد تمويل "الارهاب الفلسطيني" وشجب السلطة الفلسطينية على دفع الاموال "للمخربين المدانين".
• وقال دانون ان "قصة اورن هي نتيجة مباشرة لدعم السلطة الفلسطينية للإرهاب. المخربون الاسرى الذين خططوا للعملية في مطعم "مكسيم" والمسؤولين عن موت عشرات المدنيين الابرياء يحصلون على الاف الدولارات من السلطة شهريا. اموال المساعدات التي يحولها المجتمع الدولي للسلطة تستغل لتمويل وتشجيع الارهاب. نحن نطالب مجلس الامن بالعمل من اجل وقف المدفوعات ووضع حد لدعم الارهاب".
• وقال الموغ ان "المسؤولين عن قتل ابناء عائلتي يحصلون على جائزة شهرية من السلطة الفلسطينية. القيادة الفلسطينية تتحدث امام العالم عن السلام لكنها تدفع للارهابيين ولعائلاتهم. هذا دعم واضح لقتل الابرياء. سأصل الى الامم المتحدة واطالب المجتمع الدولي بالعمل من اجل وقف هذا التمويل ومنع العمليات الارهابية القادمة".
• ليفين يريد احضار مرضى من الخليج
• تكتب "يديعوت أحرونوت" ان وزير السياحة ياريف ليفين، يحاول دفع خطوة لإحضار مرضى من دول الخليج للعلاج في اسرائيل، وتحقيق مدخول مالي كبير. ويشار الى ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو يكثر مؤخرا من التلميح الى تسخين العلاقات مع بعض الدول العربية، ومن بينها دول الخليج. وادت الازمة بين السعودية وقطر الى تسخين العلاقات مع العربية السعودية. وفي الاسبوع الماضي، وجه وزير المواصلات والاستخبارات، يسرائيل كاتس، دعوة علنية الى الملك السعودي سلمان، لكي يدعو نتنياهو لزيارة المملكة.
• ويوم الاربعاء، وخلال زيارته الى بولندا، قال ليفين انه توجه الى جهات رفيعة في البيت الأبيض، وطلب منها التوسط بين وزارته وبعض دول الخليج. وقال: "لم نصل بعد الى مرحلة السياحة العادية من دول الخليج الى اسرائيل، لكن الدمج بين معرفتنا في انقاذ الحياة وقدرتهم على الدفع مقابل ذلك تعتبر بالتأكيد مرحلة اولى لتسخين العلاقات".
تعيين مسؤول في الشاباك رئيسا لمجلس الامن القومي
• تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرر تعيين (م) لمنصب رئيس مجلس الامن القومي. ويشغل (م) حاليا منصبا رفيعا في جهاز الامن العام (الشاباك)، حيث يخدم هناك منذ 28 عاما، ويفترض ان يبدأ بشغل منصبه الجديد في منتصف آب القادم. وفي هذه الأثناء يمنع نشر اسمه.
• وقال احد وزراء المجلس الوزاري المصغر بعد سماعه بالقرار ان "هذا التعيين هو الاكثر مناسبا للمنصب. ويحظى (م) بتقدير رئيس الحكومة والجهاز الأمني". وقال مصدر سياسي اخر ان (م) كان مسؤولا خلال السنوات الاخيرة عن كل المعلومات المتعلقة بموضوع الأنفاق الهجومية من قطاع غزة، والاستخبارات المتعلقة بالموضوع. واكد مسؤول رفيع في محيط رئيس الحكومة هذا النبأ.
• وسيشغل (م) منصب الرئيس العملي لمجلس الامن القومي الى ان يتم تثبيت التعيين. ومن اجل ذلك سيكون عليه اجتياز لجنة التعيينات ومن ثم يطرح نتنياهو الموضوع للتصويت عليه في الحكومة، وبعدها يتم تثبيت (م).
• يشار الى ان منصب رئيس مجلس الامن القومي كان شاغرا طوال سنة ونصف، بعد تركه من قبل يوسي كوهين الذي تم تعيينه رئيسا للموساد في كانون الثاني 2016. واستبدل كوهين في مجلس الامن القومي العميد (احتياط) يعقوب نيغل، الذي ادار المجلس على اساس قائم بأعمال الرئيس حتى يتسلم ابرئيل بار يوسف منصب رئيس المجلس. لكن بار يوسف تنازل عن التعيين في ضوء الشبهات التي نشرت ضده، فواصل نيغل شغل منصب القائم بالأعمال حتى شهر آذار، حيث استبدله ايتان بن دافيد.
• سقوط طائرة اسرائيلية غير مأهولة قرب بيت لحم
• كتبت "يسرائيل هيوم" انه سقطت يوم الخميس، بالقرب من مدينة بيت لحم، طائرة اسرائيلية غير مأهولة، من طراز "راكب السماء". وبعد تمشيط المنطقة تم العثور على الطائرة، فيما قال الجيش انه يفحص ظروف الحادث. وقالت مصادر عسكرية انه لا يسود التخوف من تسرب معلومات.
• التحقيق مع الوزير حاييم كاتس ونجله
• كتبت "يسرائيل هيوم" ان وحدة لاهف 433 حققت يوم الخميس، مع وزير الرفاه حاييم كاتس وابنه يئير، لمدة اربع ساعات، في شبهة ارتكاب مخالفات حين شغل كاتس منصب رئيس لجنة العمال في الصناعات الجوية. ويشتبه كاتس بخرق النزاهة وتهديد العمال الذين كانوا يرفضون الانتساب الى حزب الليكود.
• رجال هرتسوغ يحذرون من تفكك المعسكر الصهيوني اذا لم يتم انتخابه لرئاسة الحزب
• كتبت "يسرائيل هيوم" انه قبل خمسة ايام من الانتخابات التمهيدية في حزب العمل، حذرت اوساط في الحزب من انه اذا لم يتم تجديد الثقة بالرئيس الحالي يتسحاق هرتسوغ، فان من شأن ذلك ان يقود الى تفكيك المعسكر الصهيوني والشراكة مع تسيبي ليفني.
• وستجري الانتخابات يوم الثلاثاء القادم، الرابع من تموز. ويستعد المنافسون على رئاسة الحزب، وهم بالإضافة الى هرتسوغ، عمير بيرتس واريئيل مرجليت وابي غباي وعمر بارليف، للمواجهة التي ستجري في اطار برنامج واجه الصحافة في التلفزيون، يوم السبت، وفي مؤتمر سيعقد يوم الاحد في تل ابيب.
• ويسود التقدير في الحزب بأنه لن يتمكن احد المرشحين من الحصول على نسبة 40% وحسم الانتخابات في الجولة الاولى، ولذلك يتوقع اجراء جولة ثانية، في العاشر من تموز. ويحاول كل مرشح حاليا ممارسة الضغط على الآخرين للانسحاب ودعمه.
• ومن المتوقع ان تؤثر نتائج الانتخابات على الشركة مع حزب الحركة برئاسة تسيفي ليفني. وقال مسؤول في طاقم هرتسوغ الانتخابي، انه "اذا لم يتم انتخاب هرتسوغ، فان فرص تفكك المعسكر الصهيوني كبيرة، كما لن يكون مستقبل حزب العمل واضحا". وحسب رأيه فان هرتسوغ يؤمن بأنه لن يتمكن أي مرشح من الفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة لوحده، ولذلك هناك حاجة لتأسيس تكتل من احزاب المركز – اليسار، وانه يمكن لهرتسوغ فقط قيادة معسكر كهذا.
• اللجنة الوزارية ستناقش تعديل قانون منع التخلي عن القدس
• كتبت "يسرائيل هيوم" ان اللجنة الوزارية لشؤون القانون ستناقش، يوم الاحد القريب، مشروع قانون تعديل قانون اساس: القدس، الذي قدمته كتلة البيت اليهودي، ويدعمه 23 نائبا من الائتلاف. ويحدد التعديل المقترح عدم تسليم اجزاء من القدس لسلطة اجنبية الا بدعم 80 نائبا.
• ويدعي البيت اليهودي في مقدمة القانون ان مشروع التعديل ينطوي على جوهر امني، لأن "الانسحاب العسكري الاسرائيلي من لبنان وخطة الانفصال عن قطاع غزة، اثبتا بأن جهات ارهابية تدخل الى كل مكان تخرج منه اسرائيل، وتهدد امن سكان اسرائيل".
• رئيس الكنيست يعتبر تواجد ايران وحزب الله في الجولان خط احمر لا يمكن تجاوزه
• كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس الكنيست الاسرائيلي، يولي ادلشتين، اعرب خلال لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن قلقه من تسلل النيران من الحرب السورية الى هضبة الجولان. وخلال لقاء جرى بينهما في وزارة الخارجية الروسية قال ادلشتين ان "الوضع على الحدود الشمالية، امام سورية ولبنان، يثير قلق اسرائيل. لن نتمكن من تحمل تسلل النيران الى اسرائيل. هذا خط احمر لن نسمح به بأي شكل، ولن نسمح بالتواجد الإيراني او قوات حزب الله على الحدود الشمالية".
• كما اعرب ادلشتين عن قلقه ازاء الانباء التي نشرت مؤخرا عن التوتر السائد بين روسيا والولايات المتحدة، وقال ان العلاقات الجيدة بين واشنطن وموسكو حيوية لسلامة العالم وبالتأكيد لدولة اسرائيل.
• وقال ادلشتين في اعقاب اللقاء انه تبقت نقاط خلاف في الرأي بين اسرائيل وروسيا في عدة مسائل، من ابرزها الموضوع الإيراني. واكد بأن "الدولة التي تدعو الى تدمير اسرائيل، لا مكان لمحاورتها. منذ الكارثة لدي ميل لتصديق من يهددون بتدمير اسرائيل. لدينا في هذا الموضوع عقدة. طلبت من روسيا ان تعلن بملء الفم بأنها لا تتقبل تهديدات ايران بتدمير اسرائيل".
• وطلب ادلشتين من لافروف دعم مطلب اسرائيل باستعادة جثتي الجنديين اورن شاؤول وهدار غولدين من أيدي حماس. وسلمه نيابة عن العائلتين منشورا وصور للجنديين وطلب منه العمل على انهاء الموضوع.
مقالات وتقارير
• سلوك ترامب يهدد السياسة الاسرائيلية الموزونة على الحلبة السورية
• يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، قالت امس الاول للجنة الخارجية في مجلس النواب الأمريكي بأن الدبلوماسيين الذين تحدثت معهم في المنظمة الدولية يكثرون من التذمر من السياسة الخارجية غير المتوقعة لإدارة ترامب، وهذا تطور جيد، حسب هايلي. في الوقت الذي تحاول فيه دول اخرى تكهن الخطوات القادمة للولايات المتحدة، يتبقى لدى الادارة مجال اكبر للمناورة.
• لكن عنصر المفاجأة في سياسة ترامب الخارجية – طريقة لطيفة لوصف الغياب المطلق للسياسة الخارجية – لا يسر حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. صحيح ان الجارة القريبة لإسرائيل تغلي الان بالمواجهات العسكرية والتهديدات المتبادلة وصراع القوى المعقد، لكنها تبقى الى حد كبير منطقة تنتظر. بعد اكثر من خمسة اشهر على اداء ترامب لليمين الدستوري، تواجه دول الشرق الاسط صعوبة في فهم توجه الادارة.
• اسرائيل، وكذلك معسكر الدول السنية المحافظة الذي تقوده السعودية، ترغب بتواجد امريكي قوي ودائم في المنطقة. وكلما مر الوقت تتزايد علامات الاستفهام: هل يتواجد الامريكيون هنا لكي يبقوا، ام ان لديهم هدف محدد واحد – القضاء على الخلافة التي اقامها تنظيم داعش (الدولة الاسلامية) – ومن ثم ترك المنطقة؟ ما الذي سيحدث في اليوم التالي لسقوط الرقة، عاصمة الخلافة، التي تشير كل الدلائل الى سقوطها قريبا؟
• هذا الأسبوع، وعد وزير الخارجية الامريكي، الجنرال جيمس ماتيس، بقيام الولايات المتحدة بالامتناع عن التوسع العسكري الزاحف وغير المخطط في سورية. وقال ان الولايات المتحدة ستركز على الحرب ضد داعش وستمتنع عن الانجرار الى الحرب الأهلية في الدولة. ويعتبر ماتيس، مع مستشار الامن القومي الجنرال هربرت مكماستر، من يقودان خطا هجوميا ومتعنتا نسبيا، بشأن امتداد الهيمنة الايرانية في المنطقة. ولكن الرئيس هو الذي سيقرر في نهاية الأمر، علما انه اظهر ميول انعزالية وعارض طوال الحملة الانتخابية التورط في حروب زائدة. كما يقود ماتيس حاليا، الجهود من اجل بلورة سياسة ازاء كوريا الشمالية، المطروحة حاليا في مقدمة جدول الاولويات الدولي للإدارة. ويصعب معرفة ما اذا سيتمكن من قيادة توجه امريكي اخر في الشرق الاوسط.
• ترامب لا يزال يجد صعوبة في تعيين رؤساء لمناصب رفيعة في الادارة، ويظهر شغفا غير مكبوح لنيل الاطراء والاعجاب من قبل الخاضعين له (تظاهرة النفاق المصورة من قبل اعضاء الحكومة الأمريكية قبل عدة أسابيع، ذكرّت بالسعودية الملكية اكثر من الديموقراطية الغربية). وفي الوقت نفسه، فانه يسير وعلى ظهره سنام يتمثل في القضية الروسية. وحتى ان لم يتضح حتى الان حجم التدخل الروسي في المعركة الانتخابية ونوعية العلاقات التي سادت بين روسيا وترامب، فان الرئيس لا يزال يعتبر مشبوها محتملا في تشويش التحقيق الدائر في هذه المسألة. وتتشكل في واشنطن اجواء من جنون العظمة التي تترافق بكراهية معلنة ازاء روسيا، ويجري تغذيتها بشكل دائم، باكتشافات جديدة حول تقدم التحقيق والتصريحات الدراماتيكية من قبل كبار قادة الحزب الديموقراطي. في هذه الظروف، يبدو ان ترامب سيواجه صعوبة في التوصل مع الروس الى اتفاق قابل للتحقق حول تقسيم القوى ومناطق التأثير في سورية.
• هذه التطورات تقلق اسرائيل. على المدى الطويل، تطرح تساؤلات عما اذا يمكن لترامب ان يشكل سندا مكسورا في ساعة الاختبار الحقيقي. فسابقه، براك اوباما، الذي ضربته حكومة نتنياهو واهانته في كل فرصة، التزم بالذات بكل التزاماته الأمنية لإسرائيل. وعلى المدى الأقرب، تبقى القضية السورية. على مدار سنوات الحرب الست في سورية، كان يبدو ان اسرائيل تتصرف بشكل عقلاني وموزون. لقد حددت خطوط حمراء – منعت تهريب وسائل قتالية متطورة لحزب الله، وردت على كل اطلاق للنيران باتجاه اراضيها – وخلافا لإدارة اوباما، التزمت بهذه الخطوط.
• نشر الطائرات الروسية في شمال سورية في ايلول 2015، حرف بشكل تدريجي، توازن القوى لصالح نظام الأسد والزم اسرائيل على ملاءمة نفسها لذلك. وقد سافر نتنياهو فورا الى موسكو، ومنذ ذلك الوقت اجتمع خمس مرات اخرى مع الرئيس فلاديمير بوتين. وشكلت اسرائيل وروسيا آلية لمنع الاحتكاك الجوي، وحسب تقارير نشرتها وسائل الاعلام الاجنبية، فان اسرائيل واصلت، فعلا، مهاجمة قوافل الاسلحة، لكنها انتقلت الى عمليات القصف من مسافة ابعد، لكي تقلص خطر الاصطدام بسلاح الجو الروسي.
• لكنه في الآونة الأخيرة، طرحت امور اكبر على الكفة. فإسرائيل والأردن تشعران بالقلق من تقدم الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والميليشيات الشيعية العراقية، الخاضعة لطهران، الى مدينة درعا المجاورة للحدود الاردنية، وربما لاحقا الى هضبة الجولان. لقد اعلنت اسرائيل بأن عودة القوات الايرانية وحزب الله الى الجولان، بعد غياب عامين، بمثابة خط احمر بالنسبة لها.
• تجري اللعبة الحقيقية بعيدا عن الحدود مع اسرائيل ، وخارج حدود تأثيرها تقريبا. هذا سباق تم وصفه هنا قبل اسبوع بالسيطرة على المناطق التي تركها داعش في انسحابه باتجاه الرقة. ويبدو حاليا، ان الجهد الايراني لخلق تواصل مؤثر، شبه رواق بري، عبر غرب العراق وشرق سورية وصولا الى دمشق وبيروت، يتم بشكل افضل من جهود السيطرة المضادة التي تبذلها الميليشيات السنية، التي يتلقى قسم منها المساعدات الامريكية.
• اوباما – الذي تخوف من التورط العسكري ولم يشأ المس بجهده الاساسي في الشرق الاوسط – تحقيق الاتفاق النووي مع ايران – امتنع بشكل شبه مطلق، عن العمل البري في سورية. اما موقف ترامب في هذا الشأن فلا يزال غامضا. في اسرائيل، تتعقب القيادتين السياسية والعسكرية الامور بتأهب: هل تتجه واشنطن نحو الاتفاق مع موسكو على خطوة اشد حزما لصد الايرانيين او نحو الانقطاع التدريجي بعد احتلال الرقة؟ ستكون لكل قرار كهذا آثر واسع على سلسلة من الصراعات الثانوية، من المواجهة السعودية – القطرية، وحتى ازمة حماس والسلطة الفلسطينية بشأن غزة.
• من المنتج الى المستهلك
• من بين المنشورات قبل اسبوع حول انتشار حزب الله وايران في جنوب لبنان، حظي بالاهتمام الاكبر النشر المتعلق بالمواقع الجديدة التي اقامها حزب الله على امتداد السياج الحدودي مع اسرائيل، تحت ستار النشاط من اجل جودة البيئة. هذا خرق فظ لقرار مجلس الأمن 1701، الذي صودق عليه في نهاية حرب لبنان الثانية، لكن من المحتمل ان التطور الاكثر اهمية يتعلق بإقامة مصانع الاسلحة الايرانية في لبنان، والتي ذكرها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال هرتسي هليفي، في خطابه خلال مؤتمر هرتسليا، بعد عدة اشهر من النشر عنها لأول مرة في الصحف الكويتية (الم يحن الوقت للتوجه الى الصحافة في قطر او عمان، فقط من اجل المنطق وزيادة المصداقية؟)
• تحريك منظومة الانتاج الى الأمام، من المنتج الى المستهلك، تبدو كخطوة مدروسة من قبل طهران التي تعمل بضبط للنفس وتفكر على المدى البعيد. حاليا ينصب مركز اهتمام وجهود ايران وحزب الله على ضمان بقاء نظام الاسد في سورية. ولكن اذا نجحوا بإقامة مصانع، فانهم سيوفرون على انفسهم، على الاقل، جزء من الخطر الكامن في ارسال قوافل الاسلحة عبر سورية، بشكل يعرضها للقصف الاسرائيلي. اذا وصلت مصانع الأسلحة في لبنان الى نوعية تشبه المصانع الايرانية، فان حزب الله سيحل بذلك غالبية مشاكل التسلح ويمكنه في المستقبل اختراق عنق القنينة المرتبط في الأساس بتحسين دقة منظومته الصاروخية.
• في المرة الوحيدة التي هاجمت اسرائيل فيها قافلة على الأراضي اللبنانية (حسب منشورات اجنبية) بعد اجتيازها في شتاء 2014 للحدود السورية باتجاه بلدة جنتا، رد حزب الله بشدة، وفتح لفترة قصيرة جبهة عمليات في هضبة الجولان، بواسطة شبكة ارهاب درزية. ويمكن لقيام اسرائيل مستقبلا بمهاجمة مصانع للأسلحة في لبنان ان يشكل سببا للحرب. وفي المقابل فان التجاهل الاسرائيلي للخطر، سيسمح للتنظيم الشيعي بدفع استعداداته للجولة القادمة. هناك خطوط متشابهة معينة بين هذه المعضلة، وقرار حكومة غولدا مئير تجاوز تحريك بطاريات صواريخ ارض – جو المصرية باتجاه قناة السويس، فور انتهاء وقف إطلاق النار الذي انهى حرب الاستنزاف. فتحريك الصواريخ جعل من الصعب على سلاح الجو الاسرائيلي تحقيق تفوق جوي مع اندلاع حرب يوم الغفران.
• لقد استقبلت التحذيرات الاسرائيلية الأخيرة بتشكك من قبل الخبراء الأجانب وعلى الفور طرح التكهن بأن نتنياهو يمهد الارض لمواجهة اخرى مع حزب الله. هذا الادعاء يبدو واهيا، حاليا. فنتنياهو ليس سابقه ايهود اولمرت، الذي غاص بدون تفكير وبدون حذر في المستنقع اللبناني في 2006. اذا كان هناك شيء تم شحذه خلال سنوات حكمه الثمانية المتواصلة، فهو ان تخوفه من كل تقدم سياسي يندمج بحذر كبير من اشعال حرب زائدة. حتى جولتي الحرب مع حماس في غزة انجر اليهما، كما اعترف بنصف فم مؤخرا. رغم ارادته.
• لكن ايران وحزب الله تتحديان بشكل دائم الخطوط الحمراء الاسرائيلية، في سورية ولبنان. وصول الميليشيات المدعومة من قبل طهران الى السياج الحدودي في الجولان يمكن ان يرفع مستوى التوتر، وكذلك خطوات التحدي التي يقوم بها حزب الله على امتداد الحدود اللبنانية. ومؤخرا، ونتيجة للضغط السعودي على قطر، تولد تعقيد آخر. فقد اضطرت قطر الى طرد رجال الجناح العسكري لحماس من اراضيها، والذين سبق وتم طردهم من تركيا بسبب الضغط الاسرائيلي – الامريكي. والان انتقل رجال حماس الى لبنان، ويصعب التصديق بأنهم هناك سينشغلون في نشاطات تعليمية.
• خطوة دحلان
• قرار مصر السماح بإدخال كميات كبيرة من السولار الى غزة قبل عيد الفطر، خفف لفترة ما من ازمة الكهرباء في غزة. المبادرة التي قادها مسؤول فتح محمد دحلان، المتصارع مع رئيس السلطة محمود عباس، انطلقت بمساعدة اقتصادية من قبل اتحاد الامارات وبموافقة سلطة حماس في القطاع. كما انها عوضت، كما يبدو عن ضرر التقليص المحدود في تزويد الكهرباء الذي اعلنت عنه اسرائيل، بضغط من السلطة الفلسطينية (وهي خطوة ليس من الواضح بعد ما اذا تم تطبيقها).
• في ضوء هذا النجاح، سرب رجال دحلان الى وسائل الاعلام العربية الحديث عن النية بتطبيق خطة اوسع. وتم الادعاء بأنه سيتم تعيين دحلان رئيسا لحكومة جديدة في غزة، بموافقة حماس. مصر ستدعم، اسرائيل لن تعارض، اما عباس الذي كأن يأمل بأن يؤدي الضغط الاقتصادي الذي مارسه على القطاع الى جعل حماس تتقبل سيادة السلطة عليها فمن المنتظر ان يخيب امله.
• لقد ردوا في الجهاز الأمني الاسرائيلي بتشكك كبير على النشر. ويبدو انه لم يتم تلخيص الأمور بعد. اذ من المنتظر ان يجتمع دحلان مع رجال حماس خلال الأيام القريبة. وفي هذه الأثناء، حتى وان تحسنت اوضاع الكهرباء قليلا، فان القطاع يعاني من مشاكل صعبة اخرى. الوضع الاقتصادي متدهور، تقليص دفع الرواتب من السلطة في رام الله لعشرات الاف العمال يمس بالسكان. وهناك مصاعب تشتد في الجهاز الصحي وتزويد الادوية وخروج المرضى للعلاج الطبي في اسرائيل. امس الاول اعلنت حماس عن اقامة منطقة عازلة على الحدود المصرية لمنع استخدام الأنفاق. هذا مطلب قديم طرحته القاهرة، التي تشعر بالقلق ازاء تنقل رجال داعش بين سيناء والقطاع عبر الأنفاق. وتدعي اسرائيل منذ سنوات بأن رجال حماس يقدمون العلاج الطبي لرجال داعش ويدربون نشطاء "ولاية سيناء" التابعة للتنظيم المتطرف على استخدام الأسلحة. لكن حماس سبق واعلنت عن اقامة المنطقة العازلة عدة مرات في السابق لكنها لم تفعل.
• مبادرة دحلان في غزة تدل على انه، مثل حماس ومصر، يشخص بأن عباس يتواجد في نقطة ضعف. اللقاءات الاخيرة التي اجراها الرئيس عباس مع مبعوثي ادارة ترامب انتهت بالخيبة، ومدى اصرار الرئيس الامريكي على اعادة تحريك العملية السياسية لا يزال قيد علامة استفهام، والسلطة تعاني من مصاعب اقتصادية متزايدة، في ضوء تقلص التبرعات من دول الخليج. الاجواء بين حماس والسلطة الفلسطينية في رام الله، لا يزال يشوبها التوتر، والخطر بأن يقود هذا التوتر الى مواجهة عسكرية جديدة بين حماس واسرائيل سيبقى يحلق في اجواء هذا الصيف، طالما بقيت الحلول مؤقتة وجزئية.
• الصراعات الداخلية تزعزع ايران ولكن ليس مكانتها في المنطقة
• يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان الزعيم الاعلى لإيران، علي خامنئي، أثار ضحكة كبيرة عندما سخر بدهاء من الرئيس حسن روحاني خلال مؤتمر كبير جرى في طهران، هذا الشهر. وقال خامنئي علة مسمع الحضور المتضاحك، ومن ضمنهم رئيس البرلمان علي لاريجاني وشقيقه رئيس الجهاز القضائي محمد صادق لاريجاني ان “الرئيس تحدث بشكل مطول عن الوضع الاقتصادي وعن الحاجة الى عمل هذا وذاك. ولكن الى من يوجه اقواله عندما يقول يجب العمل، لقد وجهها لنفسه”.. ولم يتوقف خامنئي عند هذا الحد، وذكر بأنه كان في ايران رئيس قسم الشعب الى معسكرين، وهو يقصد بذلك أبو الحسن بني صدر الذي كان الرئيس الاول في عهد الخميني.
• لقد شغل بني صدر منصب الرئيس لفترة قصيرة، وهرب الى باريس بعد اقالته. وكانت الاشارة شفافة وواضحة للجميع. اذا لم يستقم روحاني مع خط القيادة المحافظة، فقد يكون مصيره مثل مصير بني صدر.
• من لا يزال يشكك في هذه المقارنة يمكنه ايجاد الأدلة في المظاهرات التي حدثت في ذكرى يوم القدس، والتي صرخ خلالها المتظاهرون بأن “روحاني هو بني صدر”. وفي أحد الاجتماعات العامة اضطر حراس روحاني لتهريبه الى سيارته خشية اعتداء الجمهور عليه. وقبل ذلك أوضح خامنئي بأنه على خلفية “الحرب اللينة” التي يديرها الغرب ضد ايران وامام “حكومة تعاني من الركود” – يجب استخدام النار بشكل حر.
• كعادته، لم يبق روحاني صامتا. وردا على اقوال خامنئي أعلن بأن “شرعية الزعيم الاعلى يتم تحديدها من قبل الجمهور وبطلب منه”. أي أنه لا يتم اختياره من قبل الله. ويعتبر هذا بمثابة سهم حاد يصيب في حوار النخبة الدينية الايرانية، بشكل دقيق، قلب المفهوم الذي يقول بأن عظمة الزعيم الاعلى تعتمد على قوة الهية.
• تبادل اللكمات هذا لم يولد هذا الشهر، الفشل الذريع لمرشح المحافظين للرئاسة، ابراهيم رئيسي، أمام فوز روحاني الساحق، الذي حصل على 75 في المئة من الاصوات، جعل المحافظين يعيدون حساباتهم، وخاصة، المبادرة الى شن هجوم سياسي ضد الرئيس الذي قدم البضاعة التي وعد بها، التوقيع على الاتفاق النووي، وهو ينشغل الآن بالتوقيع على صفقات تجارية مع القوى العظمى الغربية. وكما يبدو فإن ايران تحافظ على ارث قديم يجعل الرؤساء في الولاية الثانية يتحولون الى هدف لاعداد الرئيس القادم. وهذا ما حدث خلال ولاية محمد خامنئي، الرئيس الاصلاحي الذي أنهى ولايته وهو ضعيف، وهكذا ايضا أنهى محمود احمدي نجاد ولايته، وهو الذي دخل في صراع كبير مع خامنئي.
• لا توجد صلة لانتقاد روحاني بموقفه الايديولوجي أو مدى تزمته. خصومه يوجهون اليه اتهامين قاسيين: فساد حكومته وسياسة “التدخل في العالم” التي يحاول دفعها. هذه السياسة تجعله موضع اشتباه بأنه يحاول التقرب من الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، والسماح للأفكار الغربية والثقافة الغربية باجتياح ايران. وهدم النظام من خلال تبني الديمقراطية الغربية.
• المفارقة الايرانية - الامريكية
• في بداية الشهر، تساءلت افتتاحية صحيفة “كيهان”، التي يعين الزعيم الاعلى محررها: "ألم يولد داعش في الاعوام 2013 – 2015، وهي الاعوام التي جرت خلالها المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة؟”. هذا الادعاء المعروف ليس فقط في ايران، يدعي أن الولايات المتحدة واسرائيل وقفتا وراء تشكيل التنظيم كي تتمكنا من التدخل فيما يحدث في الشرق الاوسط. إلا أن هذا هو ادعاء ضد روحاني، الذي وقع في الشرك الامريكي، عندما أجرى المفاوضات حول السلاح النووي، في الوقت الذي يشجع فيه حلفاءه داعش. إن ذكر هذا التنظيم ليس صدفة، بعد أن قام، لأول مرة، بتنفيذ عمليات في ايران في بداية الشهر، قتل خلالها 12 شخصا على الأقل. لقد حاول خامنئي تقليص حجم النجاح واعتبر أن العملية هي “مفرقعات نارية”، لكن حرس الثورة قام على الفور بإجراء فحص شامل من اجل كشف الثغرة في الترتيبات الامنية والاستخبارية التي أتاحت تنفيذ العملية.
• هنا ايضا تكمن المفارقة الايرانية – الامريكية، والتي تقول ان الدولة التي كان يمكنها أن تكون حليفة طبيعية لواشنطن في الحرب ضد داعش، تعتبر دولة معادية لا يجب كبح تأثيرها في الشرق الاوسط، فحسب، وانما العمل على تغيير النظام فيها، كما ألمح وزير الخارجية الامريكي، ريكس تيلرسون، وبشكل أكثر تشددا، ايضا المسؤول عن التنسيق الاستخباري في مجلس الامن القومي، عزرا كوهين فوتنيك. هذه التصريحات تذكر ايران بعملية “ايجاكس″ التي بادر جهاز سي. آي. ايه والاستخبارات البريطانية من خلالها الى اسقاط نظام محمد مصدق في العام 1953 وأعادة الشاه محمد رضا فهلوي الى الحكم. وهو الحدث الذي حفر عميقا في الذاكرة الجماعية الايرانية على أنه تدخل كولونيالي مباشر. وهكذا، في الوقت الذي تتحارب فيه القوى السياسية فيما بينها في ايران، على بلورة طريق وطابع الدولة، تلعب ادارة ترامب الى أيدي المحافظين والراديكاليين الذين يتبنون تصريحات رؤساء الادارة الامريكية كذخيرة من اجل مهاجمة روحاني.
• الصراعات في ايران لا تتعلق بالاقتصاد فقط. فتدخل طهران في الحرب السورية هو موضوع مشتعل، يخرج ضده اصلاحيون مقربون من روحاني. وعلى سبيل المثال، قال رئيس بلدية طهران السابق، غولام حسين كربستشي، إنه لولا تدخل ايران في الحرب السورية لما كان داعش قد نفذ العمليات في العاصمة الايرانية. صحيح أنه تعرض لانتقاد شديد من الحرس الثوري ومن مقربي خامنئي، لكن النخبة العسكرية لا يمكنها تجاهل غضب الجمهور، ليس فقط بسبب الاستثمار المالي الإيراني الكبير في سورية، بل ايضا بسبب الجنود الايرانيين الذين قتلوا في المعارك. المحافظون في ايران يسارعون الى اتهام الاصلاحيين الذين يعارضون تقديم المساعدة المالية والعسكرية لنظام الاسد، بالتآمر مع الولايات المتحدة، بل والاخطر من ذلك مع السعودية، في سبيل كبح تأثير ايران في الشرق الاوسط.
• لكن قلق الحرس الثوري وقلق خامنئي هو بالذات من سياسة روسيا التي عقدت تحالفا غير خطي مع اسرائيل من اجل منع تواجد القوات الموالية لايران في الجزء الجنوبي من سورية. فروسيا التي تعهدت بنشر قوات في المنطقة الآمنة التي ستقام في درعا، على الحدود مع الاردن وهضبة الجولان لمنع مشاركة تركيا وايران في هذه المناطق، والقواعد العسكرية الامريكية في مثلث الحدود الاردنية السورية العراقية، قرب تنف في شرق سورية، توضح لايران ما هي حدود تدخلها. والامر غير الواضح لإيران، وكذلك لإسرائيل وروسيا ايضا، هو كيف ستكون سياسة الولايات المتحدة في حال سيطرت المليشيات الشيعية والقوات الايرانية على منطقة غرب مدينة الموصل العراقية وبدأت في التقدم الكبير نحو سورية. هل يتوقع حدوث صدام بين الولايات المتحدة وبين القوات الايرانية، أو مع روسيا ايضا، أو أنه سيتم التوصل الى تسوية معقولة عندما سيلتقي ترامب وبوتين في هامبورغ في الشهر القادم.
• في الوقت الذي تستطيع فيه اسرائيل الشعور بالأمان النسبي تحت المظلة الامريكية – الروسية التي تعارض انتشار القوات الايرانية أو المليشيات التابعة لها في جنوب سورية وهضبة الجولان، فان لايران سبب جيد للخوف. ذلك انه لن يتم، فقط، تحييدها عن التدخل في المناطق الآمنة، حسب التفاهمات التي تم التوصل اليها، لا بل يمكن لمساعيها الى خلق جسر بري بينها وبين سورية عن طريق العراق ان يصطدم بالكوابح الامريكية والروسية. ورغم أن القوتين العظميين تتصارعان في المجال الجوي، ورغم استهداف القوات الامريكية للمليشيات المقربة من نظام الاسد، فان للدولتين مصلحة في تقليص تأثير ايران في سورية وفي الشرق الاوسط. وقد يجد هذا الامر تعبيره في التدخل الامريكي الكثيف في منطقة الحدود الجنوبية بين العراق وسورية، وفي الشمال ستستعين القوى العظمى بالقوات الكردية وجيش تركيا المنتشر داخل الاراضي السورية في منطقة الحدود مع تركيا.
• مع ذلك فان الادارة الامريكية لم تقرر بعد كيفية ادارة الحرب في سورية. وتدور الخلافات بين رجال مجلس الامن القومي، مثل كوهين فوتنيك ومايك فومفياو، رئيس الـ سي. آي. ايه ومايكل دنابرة، المسؤول عن تخطيط العمليات امام ايران في الـ سي. آي. ايه، والذين يؤيدون العملية العسكرية الفورية، وبين وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي يخشى من التدهور الى حرب واسعة بين الولايات المتحدة وروسيا وايران في سورية. موقف وزير الخارجية تيلرسون الذي يسعى الى تشجيع جهات ايرانية على استبدال النظام، لم يتضح بعد. أما ترامب فكعادته لم يقرر. كبح توسيع التدخل العسكري يتعلق الى درجة كبيرة بنتائج لقاء ترامب – بوتين، وقدرة بوتين على اقناع الجهات المتصارعة في سورية على التركيز على المفاوضات السياسية في اللقاء الذي سيجري في استانا بعد عشرة ايام بمشاركة ايران وتركيا، ولقاء جنيف بعد ذلك ببضعة ايام.
• ولكن قبل اتخاذ القرارات، باتت هذه التطورات تعرض عدة تجديدات استراتيجية، وحسبها، وللمرة الاولى، تحظى اسرائيل "برعاية" القوى العظمى، او على الأقل اخذهما لمصالحها في الاعتبار. الولايات المتحدة التي اعلن رئيسها، قبل انتخابه، بأنه ينوي تقليص التدخل الامريكي في العالم، تدخل أكثر فأكثر في صراعات المنطقة. وروسيا سيطرت بشكل غير مباشر، عسكريا وسياسيا، على دولة عربية ليس لها فيها مطالب تاريخية كما في اوكرانيا. أما ايران ولاول مرة، فقد اصبحت شريكة معترف بها، حتى وان كانت معادية، في الخطوات السياسية الاقليمية، وهي تساعد في الحرب ضد تنظيم داعش في العراق وتخرج السعودية ودول عربية اخرى من مهامها التقليدية. من كان يمكنه التصور بأن كل هذه التحركات ستبدأ بعدة شعارات كتبت على جدران درعا قبل ست سنوات.
• أصدقاء محدودي الضمان
• يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت احرونوت" ان طاقم ادارة جامعة اريئيل عمل على مدار ساعة طويلة على وضع أوراق على المقاعد المحجوزة في الصف الأول. في الايام العادية، من المفروض أن يجلس رئيس الحكومة وزوجته في الوسط، أمام منصة الخطابات، والى جانبهما الزوجين المتبرعين ماري وشلدون ادلسون، لكن الزوجين ادلسون أدليا، هذا الاسبوع، بافادتهما في الشرطة في سياق "ملف 2000"، وربما من الافضل الفصل بين الأوراق اللاصقة. ولذلك تم وضع ورقة كتب عليها اسم وزير الصحة يعقوب ليتسمان، بين اسم ماري ادلسون واسم سارة نتنياهو. ليتسمان، الشخص المناسب لكل وقت، سيكون الجدار الفاصل. ولحسن الحظ فإن الحاخامات يسمحون لليتسمان المتدين المتزمت بالجلوس على مقعد ضيق، في يوم شديد الحرارة، بين امرأتين؛ هذا الامر محظور على ناخبيه، انه يعتبر تجديف، لكن ليتسمان مبني من مواد اخرى. انه حصين.
• القاعة التي بنيت بشكل خاص، مؤقتا، من اجل اجراء المراسم، كانت مليئة بالمدعوين. سواء شئتم أم لا، هذه هي النخبة الجديدة: وزراء واعضاء كنيست من حركات اليمين، من عنات باركو حتى اورن حزان، محاضرون وموظفون في الكلية، معظمهم من الرجال، ومعظمهم يضعون القلنسوات المنسوجة، نشطاء قدامى من اليمين، نشطاء يهودا والسامرة ومتبرعون متدينون من الولايات المتحدة. الرائحة كانت رائحة السلطة، قوية واحتفالية، مثلما كانت في احتفالات حزب "مباي" قبل سنوات كثيرة.
• عندما جلس كبار المدعوين في اماكنهم، قررت ماري ادلسون الابتعاد لمسافة مقعد آخر عن سارة نتنياهو. لم تحدث دراما، لكنها كانت اوبرا صابون. بعد ذلك صعد نتنياهو الى المنصة وابحر في مدح الزوجين ادلسون باللغتين العبرية والانجليزية. "اصدقاؤنا الأعزاء، اناس أعزاء"، ولكن ادلسون لم يهتم كثيرا، وعندما صعد لإلقاء خطابه، لم يبدأ، كالمتبع، بذكر رئيس الحكومة والوزراء واعضاء الكنيست. “فرض علي التحدث بعد رجلي سياسة”، قال مشتكيا، وانتقل على الفور للحديث عن اليوم الرائع الذي تعرف فيه على زوجته ماري، ولم يقل أي كلمة عن بيبي ولا أي كلمة عن سارة. هذا عهد جديد.
• بعد القاء الخطابات طُلب من المدعوين المحترمين التوجه الى زاوية القاعة. وكانت هناك عربة مليئة بالإسمنت، وقام كل واحد بصب الاسمنت الرطب فوق حديد البناء. وتوجه نتنياهو الى ادلسون وأمسك بيده بقوة، وكانت هذه هي المصافحة الثانية: الاولى كانت عند دخول نتنياهو الى القاعة أمام مصور ديوانه. وسارع ادلسون الى الانفصال عنه، وعندها توجه نتنياهو الى ماري ادلسون التي ردت بهتاف كبير، مفتعل، كما يحدث خلال لقاء مصادف بشخص لا يتذكرون اسمه.
• المناسبة التي اجتمعوا من اجلها، كانت وضع حجر الأساس لكلية الطلب على اسم ماري وشلدون ادلسون في جامعة اريئيل. وقد تبرع الزوجين ادلسون بـ 25 مليون دولار للمبنى، وهو مبلغ مثير، حسب كل الآراء، ويمكن أن يتبرعا بالمزيد في المستقبل.
• تبين بأنه أبله
• الكلية في اريئيل هي المحطة الاخيرة في منظومة العلاقة المعقدة بين ادلسون والاسرائيليين. الكثير من اليهود في العالم يتبرعون، وكل متبرع ودوافعه. ادلسون يختلف عن الآخرين في أمرين: في حجم التبرع وسعيه الى التأثير وترك بصماته. تشارلز برونفمان، من اثرياء اليهود في الولايات المتحدة ومتبرع كبير لاسرائيل، كتب في مذكراته "Distilled"، كيف جند ادلسون لمشروع "تغليت" الذي يمول زيارات الشباب اليهود الى اسرائيل. “ادلسون سأل ماذا تريدون. طلبنا منه التبرع بخمسين مليون دولار – نصف للنشاطات لفترة طويلة ونصف للصندوق. أنا لن أعطي أي سنت للصندوق، قال ادلسون، لكن يمكنني التبرع للنشاطات. وطلبت منه اعطاء مليون دولار كل سنة لمدة خمس سنوات. فقال: انا لا العب بالقروش. اتكهن بأنه اعتقد بأنني لم اعد دروسي المنزلية – لم افهم مدى ثرائه".
• تبرعات ادلسون السياسية تولدت نتيجة الدافع نفسه: اعطاء الكثير واملاء الخط. في عالمه يعتبر صاحب المئة هو صاحب الرأي. لقد تبرع ادلسون بعشرات ملايين الدولارات للمرشحين الجمهوريين في كل جولة من جولات الحملة الانتخابية الاخيرة في الولايات المتحدة. لقد اختارهم حسب ملاءمتهم لأجندته – يمين محافظ في امريكا، وتأييد مطلق لسياسة حكومة اليمين في اسرائيل، وقد طلب من "آيباك"، اللوبي الاسرائيلي، تبني خط اكثر تشددا تجاه ادارة اوباما. وعندما تبين له أن النتيجة غير مرضية توقف عن التبرع.
• كما وقف المفهوم نفسه وراء تأسيس الصحيفة المجانية: الاسرائيليون لا يفهمون ما هو الجيد بالنسبة له. إنهم مساومون بشكل زائد، ويراعون الامور بشكل زائد. وسائل اعلامهم ناقدة بشكل زائد، وليبرالية بشكل زائد: يجب تخريبها، بغض النظر عن التكلفة - المهم انقاذ الاسرائيليين من أنفسهم. يجب جعل الاسرائيليين يختارون الشخص المناسب، والشخص المناسب الآن هو نتنياهو. لقد استثمر شلدون في نتنياهو انطلاقا من الافتراض بأن نتنياهو سيعمل لديه وليس العكس. الاثرياء لا يؤمنون بالهدايا المجانية.
• في نهاية المطاف تبين بأنه أبله. كان أبله في امريكا: غينغريتش، مرشحه في الدورة السابقة، مني بالهزيمة امام روماني الذي هزمه اوباما، ترامب الذي لم يكن مرشحه، حصل منه على الملايين عشية الانتخابات، لكنه خرق الوعد الذي قطعه له بنقل السفارة الى القدس. وكل ما منحه للزوجين ادلسون هو دعوة لحضور مراسم أداء يمين القسم في واشنطن.
• نتنياهو خانه مع نوني موزيس. يمكن الافتراض بأن الاجابات التي قدمها ادلسون وزوجته لمحققي الشرطة أكدت رواية نتنياهو. لقد سألت الشرطة اذا كان نتنياهو يسيطر على الصحيفة المجانية، ومن الواضح انهما أجابا بأنه لا يقرر ولا يتدخل. هذا يذكرني بمحادثة أجريتها بعد اتفاق السلام مع مصر مع عدد من الصحافيين المصريين. “لديكم توجد رقابة عسكرية”، قال أحدهم بتحدي. “أما نحن فليس لدينا”.
• قلت له، لديكم لا حاجة اليها.
• أنا أفترض بأن محققي الشرطة عرضوا امام ادلسون وزوجته نصوص الحديث بين بيبي ونوني. وسمعا كيف أن صديقهما العزيز، الصديق الذي استثمروا فيه الكثير من الحب والمال والعلاقة، والطموحات، يقوم ببيعهم مقابل حفنة عدس. عندما تكون بوزغلو من الكريوت، فهذا مهين، وعندما تكون ملياردير من لاس فيغاس فهذا لا يمكن تحمله. اضف الى ذلك انهما كانا مطلوبان لتقديم الافادة، وامتنعا عن المجيء طوال اشهر الى البلاد. ليس غريبا أن وسائل الاعلام ذكرت بأن الزوجين خائبا الامل من صديقهما نتنياهو.
• لقد تسربت خيبة الأمل الى الصحيفة المجانية. سياسيون مثل بينت وليبرمان، اللذان اعتبرا في السابق عدوين، حظيا بتغطية مؤيدة. وتغيرت اللهجة: من صحيفة تسجد لنتنياهو شخصيا، صحيفة بيبي، الى شيء آخر، ربما صحيفي بينت، او حتى صحيفة ليبرمان. في الصور التي نشرتها الصحيفة أمس يظهر الزوجان ادلسون، وليتسمان. اما بيبي وسارة فلا يظهران في الصورة.
• لقد جلس بينت وزوجته غيلات بجانب ادلسون خلال وجبة الغداء التي سبقت المراسم (نتنياهو وزوجته تغيبا). وكان بينت يبدو سعيدا مثل عريس في يوم زفافه، لقد تحدث وتحدث، وسارع مساعدوه لإرسال الصور الى الشبكات الاجتماعية. ولينفجر بيبي من الغيظ.
• أين اختفت السامرة
• على الحائط، وراء منصة الخطابات في اريئيل علقوا قطعة قماش زرقاء كتب عليها عشرات العناوين مع اسم المؤسسة “جامعة اريئيل في السامرة” باللغة العبرية وجامعة اريئيل بالإنجليزية. لقد اختفت كلمة السامرة من الترجمة. ربما كانت هنا حالة متطرفة من الذهول، او انه بدلا من ذلك، يتم الكشف هنا، عن كل النفاق الكامن في تعاملنا مع المناطق. لقد عرضوا السامرة بالعبرية من اجل ان تقوم الحكومة بتقديم المزيد من الاموال، واخفوها بالإنجليزية على أمل عدم مقاطعة الاغيار لها.
• حتى الان لم يتم اعطاء ترخيص لانشاء الكلية في اريئيل. وقد احتج عمداء الطب في جامعات البلاد. يجب توسيع الكليات القائمة، قالوا. وانشاء كلية اخرى سيبذر الاموال ويوزع الجهد. الكلية ستحتاج الى مستشفى. وجميع المستشفيات، بما في ذلك الصغيرة، مرتبطة بالكليات القائمة. المستشفى الوحيد الذي تم اخذه في الاعتبار هو مستشفى اسوتا في اسدود، الذي لم يستكمل بعد. ستندلع حرب على المستشفيات.
• لا يوجد أي امل لمعارضتهم. الكلية ستقوم في اريئيل، وهي ستقوم لأن الحكومة تريد ذلك، والمصوتين لها، اعضاء مركز الليكود يريدون ذلك، ولأن أدلسون اعطي وسيعطي المال. الجامعة في اريئيل هي حقيقة قائمة. لا فائدة من البكاء على حليب تم سكبه.
• فكرت بادلسون الذي يبلغ 84 سنة من عمره. ماذا سيخلف وراءه، ما هو ارثه. باستثناء الصينيين والامريكيين الذين ادمنوا بسببه على القمار، الاسرائيليون توجهوا نحو اليمين بدون أي صلة بالصحف والمواقع التي انشأها من اجلهم. انهم ليسوا بحاجة اليه. السياسيون الذين مولهم استخدموه ورموه. المباني فقط بقيت الى أن يأتي متبرع آخر ويقوم بشراء الاسم. كما يكتب ترامب في تغاريده الليلية. هذا محزن.
• عودة بيرتس
• يكتب ماتي طوخفيلد في "يسرائيل هيوم" ان المنافسين على رئاسة حزب العمل، قاموا في الاسابيع الاخيرة باستخدام كل المدافع الثقيلة. لقد حاولوا اقناع المنتسبين بانهم هم وليس غيرهم، الاشخاص الملائمين لقيادة الحزب، الذي لا يتمتع، كما يبدو حاليا، بمستقبل لامع على نحو خاص. وركز جوهر محاولات الاقناع في الفترة الاخيرة على الحاجة الى احضار جماهير جديدة للتصويت للحزب الذي ينازع، وبث الامل فيه.
• ويستدل من استطلاع اجراه ملحق "يسرائيل هيوم"، "اسرائيل هذا الاسبوع" – والذي اجراه معهد “مأجار موجوت” بمشاركة 510 اشخاص، يشكلون عينة تمثيلية للسكان البالغين في اسرائيل، أن اغلبية الجمهور لا يبالي بالانتخابات الداخلية في العمل.
• ومن النتائج الهامة التي اظهرها الاستطلاع، أن 73% من المشاركين في الاستطلاع، قالوا انه لا يهمهم على الاطلاق من هو المرشح الذي سينتخب، لأنه لن يؤثر أي شيء على رغبتهم بدعم، او عدم دعم حزب العمل في الانتخابات القادمة. في الواقع، قد تبدو هذه شهادة فقر للحزب، الذي نجح في حشد الكثير من المرشحين لرئاسته، ولكنه وجد صعوبة في جذب المصوتين. ومن جهة اخرى، فانه اذا كان ربع الجمهور في اسرائيل منفتحا بالفعل للتغييرات وفقا للتطورات في الانتخابات التمهيدية، فان هذا يعني انه لا يزال هناك امل لحزب العمل.
• من بين نسبة الـ 25% الذين ادعوا بان تأييدهم لحزب العمل في الانتخابات سيتأثر بهوية رئيسه، الذي سينتخب هذا الاسبوع، فان عمير بيرتس هو المرشح الذي يحظى بأكبر تأييد: 30% من اصحاب الرأي يقولون ان فوزه قد يدفعهم لتأييد حزب العمل في الانتخابات. ويلي بيرتس في القائمة: هرتسوغ مع نسبة 26% من التأييد، آبي غباي مع 22%، عومر بارليف 15%، فيما يحظى اريئيل مرغليت بنسبة 7% فقط.
• ولدى فحص التأييد للمرشحين المختلفين في اوساط المصوتين لحزب العمل في الانتخابات الاخيرة، فان المرشحين الذين ينالون نسبة التأييد الاعلى هما اسحق هرتسوغ وآبي غباي (26% لكل منهما). يليهما – يأتي عومر بارليف مع 22%، وبعد ذلك يأتي فقط، يأتي عمير بيرتس وأريئيل مرغليت مع 13% لكل منهما. اما آبي غباي فهو الاكثر شعبية في اوساط المستطلعين الذين يقولون انهم ينوون التصويت لحزب العمل في الانتخابات القادمة.
• نقل المصوتين فقط سيحقق التغيير
• لكن الانتخابات التمهيدية لا تزال مفتوحة تماما. ذلك ان من ينتخبون المرشحين هم ليسوا اعضاء الهيئة الانتخابية، وانما المنتسبين للحزب. وفي مقرات الانتخابات التمهيدية للمرشحين باتوا يستعدون ليوم الاقتراع، ومن الواضح للجميع بان النقليات ستكون العامل الحاسم في الانتخابات. فخلافا للاستطلاعات التي يجيب فيها الجمهور على الأسئلة وهو مرتاح في الصالون المنزلي، بواسطة الهاتف أو الانترنت، فانه في الانتخابات سيضطر الى السير على اقدامه والخروج للتصويت. ولا يشعر الجميع بان الانتخابات هامة بما يكفي كي يكلفوا انفسهم عناء عمل ذلك. ولهذا فان المرشحين يستخدمون منظومات كاملة من النقليات والمتطوعين، من اجل التأكد من وصول اكبر عدد ممكن من الناخبين الذين يظهرون في قوائمهم كداعمين محتملين، الى صناديق الاقتراع.
•
•
• في هذا السياق يبدو أن يتسحاق هرتسوغ وعمير بيرتس يتفوقان على المرشحين الاخرين. فالرجلان مخضرمان ومجربان جدا في تنظيم يوم الانتخابات، مقارنة بآبي غباي واريئيل مرغليت، اللذان يعتبران “أخضرين” في هذا المجال. وستكون مفاجأة كبرى اذا نجح احدهما بضرب هرتسوغ وبيرتس في ساحة النقليات في يوم الانتخابات.
• وحسب كل المؤشرات، فان المعركة تدور الان على بطاقة خوض الجولة الثانية – التي ستجرى في العاشر من تموز - ضد عمير بيرتس، الذي يسود الظن بأنه ضمن مكانه فيها. ويدور الحديث ظاهرا عن بشرى مفرحة لبيرتس، ولكن ليس بالضرورة. فضمان صعوده الى الجولة الثانية قد لا يكون في صالحه، لان باقي المرشحين سيدعمون في الجولة الثانية المرشح الذي ينافسه. ومن ناحية بيرتس، فإن الامر الافضل هو أن يصعد غباي معه الى الجولة الثانية. فهو يعتقد انه سيكون من الاسهل عليه ان ينتصر على غباي من أن ينتصر على هرتسوغ.
• يصرخون عبثا
• في هذه الاثناء تحدث المرشحون لرئاسة حزب العمل، وكذلك متحدثون آخرون من اليسار، وهنا وهناك من اليمين ايضا، بلهجة حادة ضد الغاء مخطط الصلاة في حائط المبكى. ويبدو أن الحركة الاصلاحية الامريكية لم تحظ ابدا بتمثيل اكثر صخبا مما حظيت به هذا الاسبوع: فكل متحدث شرح بالكلمات الاكثر حدة التي نجح بتجنيدها، مدى خطورة المس “بيهود الولايات المتحدة” في اعقاب الغاء الخطة، ووصوله الى درجة القطيعة الحقيقية.
• كالمعتاد في ألويتنا، خاصة عند الحديث عن مهاجمة الحكومة، يتدحرج كل شيء حتى درجة المبالغة المنفلتة والخارجة عن كل توازن. من المؤكد ان قادة الحركات الاصلاحية والمحافظة استمتعوا هذا الاسبوع بالحوار الحماسي الذي سمعوه من قبل اليسار وتم تأجيجه من قبل وسائل الاعلام، ولكنهم يعرفون بان المقصود ليس شرخا وان اسرائيل لم تركل الاصلاحيين. حتى جمهور المؤمنين في صفوفهم، بمعظمه، لا يعرف بالضبط عما يدور الحديث، وحتى اولئك الذين يعرفون غير معنيين بالموضوع جدا. فزوار حائط المبكى من الاصلاحيين الذين يطالبون بالخروج عن العرف المتبع في المكان، هم أقلية هامشية وتافهة مقارنة بملايين اليهود الاصلاحيين الذين يسكنون في الولايات المتحدة. واولئك الذين تحدثوا عن “يهود الولايات المتحدة” هذا الاسبوع، تجاهلوا، وليس صدفة، اكثر من مليون يهودي يسكنون في بورو بارك، في ويليامسبورغ، في كراون هايتس، وبليكوود، الذين، كما يبدو، يسرهم بالذات الغاء مخطط الصلاة في حائط المبكى.
• لقد انقض الجميع، كما لو كانوا يهجمون على غنيمة، على تصريحات بريك جيكوبس من زعماء الحركة الذي قاطع العشاء مع نتنياهو واصبح على الفور مطلوبا للقاءات الصحفية. والحديث عن جيكوبس ذاته، الذي اعرب عن تأييد غير متحفظ للزواج المختلط بين اليهود والاغيار، بخلاف تام، ليس فقط مع روح اليهودية بل ايضا مع مزاج الجمهور الاسرائيلي الذي يعارض الاختلاط ويرى فيه خطرا وجوديا.
• كما كان جيكوبس هذا، من المعارضين الاكثر صخبا في الولايات المتحدة كلها لتعيين ديفيد فريدمان سفيرا في اسرائيل. اما ترامب فلم يتأثر وعينه. لا يوجد سبب يجعلنا لا نتصرف بنفس الطريقة. لسبب ما، فان حقيقة كون المسؤولية عن حائط المبكى خاضعة للحاخامية تزعج عدة جهات صاخبة اكثر من حقيقة ان المسؤولية عن جبل الهيكل (الحرم القدسي) خاضعة للأوقاف.
• فرصة المعارضة الجديدة
• يكتب يوسي بيلين، في "يسرائيل هيوم" ان كثرة المرشحين لرئاسة حزب العمل اثارت الكثير من الابتسامات، لكن هذه الحالة اعادت الحياة الى الحزب المخضرم والثقيل. فبفضلها جرت مئات اللقاءات، والتقى النواب مع ناخبيهم، اصغوا لآرائهم، والى حد كبير جددوا ما لا يمكن للحزب الذي يريد الحياة، مواصلة الوجود من دونه: الحوار الداخلي والمتفائل حول فرصه في المستقبل، اذا اجرى هذا التغيير او ذاك.
• بسبب عدد المرشحين الكبير (8)، سنعرف هوية الرئيس المنتخب بعد جولة الانتخابات الثانية فقط، وعندها سيضطر الى الوقوف واتخاذ اول قرار: هل يركز منذ الان وصاعدا على استبدال السلطة، ام سيركز، حاليا، على محاولة تغيير سياسة الحكومة. الجواب على هذا السؤال سيقود الى تكتيك سلوكيات مختلفة جدا، وحتى متناقضة.
• الرغبة بالتركيز على استبدال السلطة سيتم تقبلها كأمر مفهوم وطبيعي. هذا هو دور المعارضة، واذا كان هناك انتقاد لحزب العمل في الآونة الأخيرة، فقد نجم في الأساس، عن الشعور بأنه معني بالاندماج في الحكومة الحالية وليس استبدالها. ومع ذلك، فان النتيجة حتى الان، وكما يبدو في المستقبل، هي ان السلطة لن تتغير قبل الانتخابات القادمة، ولن تتغير سياسة الحكومة، ايضا، وذلك من اجل ضمان مواصلة سلطة الائتلاف الحالي.
• حسب رأيي، سيفعل الرئيس المنتخب جيدا، اذ ما بذل جهدا، على الأقل خلال الاشهر القريبة، للتركيز على تغيير السياسة، واذا ما فشلت هذه الخطوة خلال فترة زمنية يعلنها على الملأ، يعلن التخلي عنها وعن تركيز كل قواه السياسية لمحاربة الحكومة ومحاولة استبدالها.
• الباب الأمريكي
• في الأسبوع الماضي نشر بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طلب من الادارة الامريكي تأجيل وصول الوفد من اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية الى واشنطن، الى ما بعد انتهاء الانتخابات التمهيدية في حزب العمل. انا مقتنع بصحة النبأ، واذا كان صحيحا – لا يمكنني استبعاد امكانية ان يكون الحديث هنا عن محاولة لكسب الوقت دون تحقيق تقدم سياسي ملموس، وتأجيل مواجهة الائتلاف الحالي للحظة الحقيقة.
• ولكن، بما ان المقصود مسألة عدة أيام، فإنه يبدو لي ان هناك تبرير معين لهذا الطلب. فمع الائتلاف الحالي لا تعتبر اسرائيل شريكا، لا لاتفاق دائم ولا لاتفاق تدريجي او جزئي. يمكن فقط بدعم من المركز – اليسار والعمل، ان يقود رئيس الحكومة اليميني عملية سلمية. مناحيم بيغن لم يتمتع بغالبية لتطبيق اتفاقه مع مصر في اواخر السبعينيات، من دون دعم حزب المعراخ، وارئيل شارون لم يتمتع بغالبية لتطبيق الانسحاب من قطاع غزة من دون حزب العمل الذي دخل الى حكومته، ومن دون ميرتس برئاستي، التي منحته الغالبية المطلوبة من صفوف المعارضة.
• لا شك انه خلال العامين الاخيرين تطور وضع جيوسياسي جديد في المنطقة، يرتبط بالعامل المشترك لدول كثيرة في المنطقة ضد ايران الشيعية وضد داعش السني. الرئيس ترامب يسعى الى تعزيز هذين التحالفين، ويفهم (خاصة بعد زيارته الى السعودية) بأنه من دون انهاء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، لن تتمكن اسرائيل من القيام بالدور الذي يمكنها القيام به كدولة تملك اكبر قوة عسكرية في الشرق الاوسط، وستواصل القيام بدور العشيقة.
• استعداد الدول العربية لتنفيذ المبادرة العربية من عام 2002، وكما يبدو دمج خطوات تدريجية، تعتبر بشرى جيدة جدا، وحقيقة التدخل غير المتوقع لترامب وطاقمه، تدخل الاطراف في حالة تأهب، وتجعلهم يعتدلون. هكذا، على سبيل المثال، تخلى رئيس السلطة الفلسطينية عن شروطه المسبقة للمفاوضات مع اسرائيل.
• الدمج الخاص للإصرار الامريكي، وفهم الطرفان بأن عليهما عدم توقع خيار ادارة امريكية اكثر مريحة، والدول العربية القلقة من ايران وداعش، واستعدادها للعودة للتعاون الذي ساد بينها وبين اسرائيل بعد اتفاقات اوسلو، يشكل فرصة يحظر على اسرائيل تفويتها.
• بدون مساومة
• بسبب هذه الفرصة، وبدلا من اجراء اتصالات سرية مع الليكود، من المفضل بحزب العمل، فور انتهاء الانتخابات، الاعلان عن استعداده لتكريس اشهر العطلة الصيفية للكنيست، من اجل فحص التعاون السياسي بين المعسكر الصهيوني والليكود، من اجل العمل مع ادارة ترامب على الاتفاق مع الفلسطينيين.
• اذا لم يتم التوصل الى اتفاق مع الليكود حتى بداية الدورة الشتوية للكنيست، يمكن لحزب العمل البدء بنشاطاته كمعارضة حازمة، ليس فقط في مجال الحفاظ على الديموقراطية وحقوق الانسان، وحقوق الاقليات، وجهاز التعليم والصحة وغيرها، وانما، ايضا، في الموضوع السياسي، الذي يمكنه ان يثبت من خلاله للحكومة الاسرائيلية بأنها ليست شريكا للاتفاق لأنها رفضت (مرة اخرى) يده الممدودة.
• المفاوضات مع الليكود يجب ان تكون صادقة ومتواضعة في المطالب، لكي يقتنع جمهور المركز واليسار بأن المقصود مطالب لم يتم طرحها لكي يرفضها الليكود، وانما لكي يمكن عرضه كرافض. من المفضل، مثلا، عدم زيادة عدد الوزراء في الحكومة، وزيادة المقياس بين عدد نواب كل كتلة وعدد ممثليها في الحكومة. لا يوجد لدى المعسكر الصهيوني أي مبرر للتعنت على أي حقيبة، ولا حتى على حقيبة الخارجية. يجب ان يطالب بمنصب القائم بأعمال رئيس الحكومة وعدد من الوزراء يلائم حجمه.
• لا يمكن لحزب العمل الانضمام الى الحكومة التي لا توافق مسبقا على ان تكون حدود 67 في المفاوضات على الحدود الدائمة بين اسرائيل والفلسطينيين، هي الاساس للمطلب الاسرائيلي بتبادل الاراضي. وسيضطر الى الاصرار على الغاء سلسلة من القوانين التي سيشار اليها في الاتفاق الائتلافي، والتي تم سن بعضها ولا يزال البعض الاخر قيد البحث، مع بداية الدورة الشتوية (قانون التسوية بشأن الأراضي الفلسطينية الخاصة، القانون الذي يسمح للكنيست بفصل اعضائها، قانون النكبة، القوانين التي تمس بنشاط جمعيات حقوق الانسان والسلام وغيرها). لا يمكن للمعسكر الصهيوني التنازل عن حق الفيتو في كل ما يتعلق بالمستوطنات، وعلى تغيير قوانين اساس وقوانين تتعلق بالعلاقة بين الدين والدولة.
• هذه الشروط لن تكون مريحة لليكود. اذا وافق عليها – ربما يمكن المضي معا نحو خطوات سياسية كبيرة، اكثرها عمليا تطبيق المرحلة الثانية من "خارطة الطرق" لعام 2003 (دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة، وبدء مفاوضات الحل الدائم بين الحكومتين). واذا تم رفض هذه المطالب، يمكن لرئيس حزب العمل القيام بدوره كرئيس للمعارضة، بدون تشكك، والاستعداد للانتخابات القادمة.