رئيس التحرير: طلعت علوي

إنجازات يصنعها الفشل

الإثنين | 22/05/2017 - 04:17 مساءاً
إنجازات يصنعها الفشل


د. هيا إبراهيم الجوهر

 


“النجاح معلم سيئ؛ لأنه يخدر الأذكياء في أنهم لا يفشلون”… هذه عبارة لعميد الناجحين في القرن الحالي (بيل جيتس). قد يبهرك النجاح ويمنحك الثقة، ولكن قد يصيبك بعض الغرور فتتوقف أو تركن إليه خصوصا إذا لم تخالطه كبوات ومراحل من فشل!. فالفشل أفضل معلم، منه تتعرف على أخطائك، تدرسها، تتخطاها، فتحوله إلى نجاح مدروس تكون به أقوى وعودك أشد، فيستمر نجاحك وإنجازك. خوفك من الفشل أكبر عائق في طريق نجاحك، الإخفاق في عمل ما أو دراسة أو مشروع ليس نهاية العالم، بل بداية حقيقية لعمل أكثر جودة وإتقانا، والأمثلة كثيرة لأشخاص ناجحين بدأت حياتهم بالفشل، وأصبحوا اليوم ممن يشار إليهم بالبنان!.

ولأهمية الفشل فقد خرج لنا عالم النفس السويدي والباحث في مجال الابتكار صاموئيل ويست بفكرة غريبة من نوعها لم يسبقه إليها أحد سترى النور قريبا على أرض مدينة هلسنجبورج السويدية التي ستكون مقرا لمتحف يحوي أكثر المنتجات سوءا في العالم، التي تسببت في خسارة مصنعيها ملايين الدولارات، يضم المتحف أكثر من 60 ابتكارا فاشلا أمضى صاموئيل أكثر من سنتين في جمعها لصعوبة الحصول عليها، يقول صاموئيل: (“المتحف مبتكر”؛ لأن بعض الفاشلين لا يتعلمون من أخطائهم، ويحافظون عليها في سرية تامة)، وأطلق عليه اسم “متحف الفشل”. يضم المتحف بين جنباته مجموعة من الابتكارات التي لاقت فشلا ذريعا أحدها لعبة بنك الحظ التي أطلقها الرئيس الحالي لأمريكا “ترمب”، وتزينت بصورته التي تجعل من يفوز في مباراتها رئيسا!. في عام 1993، أطلقت "أبل" جهاز المساعد الشخصي، ونظرا لسعره المرتفع مقارنة بمواصفاته، فكانت بطارياته رديئة، ونظامه بطيئا، وشاشته تصعب القراءة منها أو الكتابة عليها، ما دفع "أبل" لوقف إنتاجه عام 1998.

وقد لا تعلم أن "تويتر" كان له جهاز خاص فقط لتبادل الرسائل بين مستخدميه، أنتجته شركة بييك عندما نجح برنامج "تويتر"، ولكن المفارقة أن شاشة الجهاز لم تكن كافية لعرض التغريدة المكونة من 140 حرفا، كما أن سعره كان 200 دولار؛ لذا لم يجد الناس جدوى من شرائه. هذا غير نظارات "جوجل"، عطر شركة الدراجات هارلي ديفيدسون برائحة الجلد، وأقلام بك المخصصة للنساء لم تجد النساء ما يغريهن لشرائها، ومشروب بلاك كقهوة بمذاق الكوكاكولا، اللازانيا المجمدة من كولجيت وغيرها كثير!. عند دخولك المعرض ستجد مدخله مزينا بعبارة (التعلم هو الوسيلة الوحيدة لتحويل فشلك إلى نجاح). ابتكره مؤسسه ليبعث الأمل في النفوس من خلال تسليط الضوء على التجارب الفاشلة، التي تمكن الآخرين من التعلم من أخطاء غيرهم.

التعليـــقات