رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 28-29 نيسان 2017

السبت | 29/04/2017 - 06:30 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 28-29 نيسان 2017


السلطة أبلغت اسرائيل قرار وقف دفع ثمن الكهرباء التي تزودها لغزة
تكتب صحيفة "هآرتس" ان السلطة الفلسطينية ابلغت، يوم الخميس، منسق اعمال الحكومة الاسرائيلية في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي، قرارها وقف دفع ثمن الكهرباء التي تزودها اسرائيل لغزة، فورا، حسب ما نشره مكتب المنسق. وتقدر تكلفة الكهرباء التي تزودها اسرائيل لقطاع غزة، بحوالي 40 مليون شيكل شهريا، وهو مبلغ تخصمه اسرائيل من اموال الضرائب التي تجبيها لصالح السلطة الفلسطينية.
وتم اتخاذ قرار السلطة على خلفية المواجهة الداخلية الشديدة مع حماس، حول السيطرة على القطاع، وهذه اول خطوة ملموسة في اطار تغيير سياسة السلطة ازاء حكومة حماس في غزة. ومن المتوقع ان يؤدي وقف تزويد الكهرباء من اسرائيل للقطاع الى تعميق الأزمة في القطاع، علما انه يجري تزويد الكهرباء للمواطنين حاليا لساعات قليلة فقط.
وقال نائب رئيس الدائرة السياسية لحماس في القطاع، خليل الحية، ان "غزة هي برميل بارود واذا واصل عباس الضغط فسينفجر هذا البرميل في وجهه من كل الجهات".
وقال منسق عمليات الحكومة في المناطق ان اسرائيل تزود القطاع بحوالي 30% من الكهرباء. ويعني قرار السلطة انه لكي تواصل اسرائيل تزويد هذه الكمية من الكهرباء للقطاع او تزويد الوقود لمحطة الطاقة، فسيكون على التنظيمات الدولية او جهات خاصة تحمل التكلفة.
وقال المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة، د. عبد اللطيف الحاج، ان القرار سيؤدي الى اغلاق ثلاث مستشفيات في القطاع منذ يوم الاحد، وهي مستشفى الامراض النفسية في غزة، مستشفى الدرة للأولاد في جنوب غزة، ومستشفى بيت حانون في شماع القطاع. كما سيتم وقف العمليات الجراحية غير العاجلة، وتأجيل استقبال الحالات غير الملحة في المستشفيات.
وقال عبد اللطيف ان قطع الكهرباء سيؤدي الى اعتماد المستشفيات بشكل اكبر على المولدات التي تعمل على السولار وبالتالي سيؤدي ذلك الى نقص كمية السولار. وتستخدم المستشفيات في القطاع مولدات الكهرباء بشكل اعتيادي، بينما يفترض ان تستخدم في ساعات الطوارئ فقط. وحسب اقواله فقد وعدت الامم المتحدة بالمساعدة في شراء السولار، لكن المبلغ الذي التزمت به يسمح بشراء كمية تكفي لأسبوعين فقط.
وفي اعقاب بيان منسق اعمال الحكومة في المناطق، دعت منظمة "غيشاه" (وصول) الى الامتناع عن المس بحجم الكهرباء التي تزودها اسرائيل للقطاع. وجاء في بيان للمنظمة: "لا يتقبل الوعي اجراء المواجهات السياسية على ظهور مليونين مواطن في القطاع، في وقت يجري فيه استغلال حقوقهم كورقة مساومة لتحقيق اهداف سياسية – سواء من قبل حكومات غزة او رام الله، مصر او اسرائيل".
ونشر البنك الدولي، يوم الاربعاء، تقريرا حول ازمة الطاقة في السلطة الفلسطينية، وادعى ان عدم القدرة على تلبية الاحتياجات حاليا، وتوفير الكهرباء، الى جانب الزيادة السنوية في القطاع، من شأنه ان يقود الى كارثة انسانية واقتصادية. ولذلك، يدعون في البنك انه يجب على السلطة الفلسطينية اجراء اصلاحات من اجل ضمان دفع الالتزامات لمزودي الكهرباء. "وهذا الأمر ينطوي على اهمية خاصة في القطاع من اجل السماح بانشاء خط للتيار العالي من اسرائيل، يوفر الاحتياجات ويخفف من ازمة الطاقة".
اردان يمنع عقد مؤتمر فلسطيني في القدس الشرقية
كتبت "هآرتس" ان وزير الامن الداخلي، غلعاد اردان، منع عقد مؤتمر في موضوع التحريض على السلطة الفلسطينية، يوم الاربعاء الماضي، في القدس الشرقية. وكان من المقرر عقد المؤتمر بمشاركة وزير التعليم الفلسطيني د. صبري صيدم ورجال تعليم اخرين، بعد ظهر الاربعاء في فندق ليغاسي في شرقي المدينة. وادعت الشرطة ان السلطة الفلسطينية هي التي نظمت المؤتمر، بينما قال منظموه انهم جمعية اكاديمية مستقلة.
وقالت الشرطة ان المؤتمر الذي حمل شعار "فلسطين في ظل التحريض الاسرائيلي" كان من المتوقع ان ينعقد بمشاركة شخصيات رفيعة من السلطة. واصدر الوزير اردان امرا يمنع عقده في "القدس الشرقية او في كل مكان اخر في دولة اسرائيل، برعاية او بتمويل من السلطة الفلسطينية، من دون الحصول على تصريح حسب ما تنص عليه المادة 3 (أ) من قانون تطبيق الاتفاق المرحلي بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة لعام 1994".
وقال منظم المؤتمر د. ماهر عبد الهادي، مدير جمعية آسيا، لصحيفة "هآرتس" ان المؤتمر غير مرتبط بالسلطة الفلسطينية ولم يتم دعوة وزراء للمشاركة فيه. واوضح: "نحن جمعية مستقلة تماما، تعمل منذ 30 عاما مقابل التنظيمات الدولية وممثلي السلك الدبلوماسي، والمحاضرة كانت حول كتاب عن التحريض ضد الفلسطينيين". وقال ان المؤتمر كان سيعقد بين الرابعة والسادسة بعد الظهر، لكن الشرطة وصلت عند الساعة الرابعة وسلمته هو وادارة الفندق، اوامر من اردان، تمنع دخول الناس الى القاعة.
وقال ان الاوامر كتبت باللغتين العربية والعبرية، وانه كتب في النص العربي بأن الحدث يجري برعاية السلطة، بينما كتب في النص العبري بأن المقصود مضامين محرضة. واوضح عبد الهادي: "ابلغنا الشرطة بأننا لا ننوي المواجهة مع احد، ولم نعقد المؤتمر". واضاف انه تم تسليمه امر استدعاء للتحقيق.
وكان من المقرر ان تشارك في المؤتمر، ايضا، نوريت بيلد الحنان، المحاضرة في الجامعة العبرية في القدس وفي كلية دافيد يلين، والتي تجري منذ 20 سنة دراسات حول مناهج التعليم في اسرائيل. وكانت ستقدم محاضرة حول "فلسطين في كتب التعليم الاسرائيلية".
وجاء من مكتب اردان، ان "محاولة عقد المؤتمر هي جزء من المحاولات المتكررة للسلطة لتدعيم مكانتها في القدس من خلال تنظيم مناسبات وتفعيل جمعيات". واضاف اردان ان "الصراع على سيادتنا في القدس لم ينته بتحرير المدينة. السلطة الفلسطينية تحاول المرة تلو الاخرى، تقويض سيادة اسرائيل في القدس ونحن نواصل الصراع عليها في كل انحاء المدينة".
نتنياهو ينعت وزير الخارجية الالماني بعديم الاحساس!
يكتب موقع "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال في لقاء نشرته صحيفة "بيلد" الالمانية الشهيرة، يوم الجمعة 28 نيسان، ان لقاء وزير الخارجية الالماني زيغمار غابرييل مع ممثلي التنظيمات اليسارية "بتسيلم" و"يكسرون الصمت"، خلال زيارته الى اسرائيل، هذا الاسبوع، كان غير لبق وعديم الاحساس. وقال نتنياهو ان حقيقة رفضه التقاء غابرييل خلال زيارته الى اسرائيل لن تؤثر على العلاقات بين البلدين.
وقال نتنياهو: "اعتقد انه اظهر عدم الاحساس في عقد هذه اللقاءات. هذه أيام الحداد لدينا على ابناء شعبنا الذين قتلوا خلال الكارثة وجنودنا الذين سقطوا. الجيش الاسرائيلي هو القوة الوحيدة التي تحافظ على شعبنا آمنا اليوم".
وهاجم نتنياهو "يكسرون الصمت" وادعى ان المقصود ليس تنظيما لحقوق الإنسان وانما هيئة هدفها ادانة الجنود الاسرائيليين والعمل من اجل محاكمتهم بتهم ارتكاب جرائم حرب. وادعى ان "الدبلوماسيين الأجانب مدعوون لالتقاء الجهات المدنية في اسرائيل ومع اعضاء المعارضة وكل من يريدون، ويمكنهم الالتقاء حتى مع يكسرون الصمت، لكن الخط الاحمر الذي حددته هو الامتناع عن التقاء الدبلوماسيين الذين يحضرون الى اسرائيل ويمنحون الشرعية لمجموعات متطرفة تخرج باتهامات كاذبة ضد جنودنا وتدعي انهم يرتكبون جرائم حرب وتتآمر على امن اسرائيل".
وقال نتنياهو انه حاول الاتصال بوزير الخارجية الالماني لكي يوضح له موقفه ومصالحته لكنه رفض استقبال المحادثة. وحسب اقواله، فانه على الرغم من هذه القضية الا ان العلاقات بين البلدين ستبقى قوية وتقوم على القيم المشتركة للشعبين. "امل عندما يحضر غابرييل مرة اخرى الى اسرائيل ان يلتقي بي وليس بالمجموعات الهامشية المتطرفة التي تتآمر على امن اسرائيل".
تقديرات اسرائيلية: ترامب لن ينقل السفارة الى القدس
تنقل "هآرتس" عن مسؤولين كبار قولهم انه يسود التقدير في اسرائيل بأنه على الرغم من زيارة ترامب المرتقبة الى اسرائيل، الا أنه لن يغير في هذه المرحلة السياسة الامريكية وسيوقع في نهاية أيار على الأمر الذي يجمد تطبيق قانون نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان البيت الأبيض يفحص تحديد يوم الثاني والعشرين من أيار موعدا لزيارة ترامب الى اسرائيل.
ويشار الى انه منذ قرار مجلس الشيوخ الأمريكي سن قانون نقل السفارة في منتصف التسعينيات، يقوم رؤساء الولايات المتحدة، كل نصف سنة، بتوقيع امر يجمد تطبيق القانون، بسبب معايير الامن القومي. وكان الرئيس السابق اوباما قد وقع على تجديد امر المنع قبل شهر من انتهاء ولايته. وينتهي هذا الأمر في اواخر ايار المقبل.
وكان ترامب قد وعد عدة مرات خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الامريكية الى القدس، لكنه مع دخوله الى منصبه، غير موقفه، وأجل القرار. ومن بين الاسباب التي دعته الى ذلك، الضغط الذي مارسته عدة دول عربية على البيت الابيض، وتخوف اسرائيل من ان يقود الأمر الى التصعيد الأمني.
وكانت جهات في اليمين الاسرائيلي والامريكي قد اعربت عن املها بأن يستغل ترامب زيارته الى اسرائيل، والتي تأتي عشية احياء يوم القدس، والاعلان بأنه لن يوقع على امر تأجيل تطبيق قانون نقل السفارة، بل يعمل على دفع قانون لتطبيق القرار. وهذا الأسبوع قال عضو الكونغرس الجمهوري رون دي سانتيس انه يعتقد بأن توقيت الزيارة ليس صدفة وانما يدل على نية ترامب تطبيق وعده بنقل السفارة الى القدس.
لكن التقدير يختلف في الاوساط السياسية في اسرائيل. وقال مسؤولون كبار انهم يتوقعون بأن يوقع ترامب على امر التأجيل لمدة ستة اشهر اخرى. وقالوا انهم يعتقدون بأنه على الرغم من توقيت زيارته الى اسرائيل الا انه ليس من المتوقع قيامه باستغلال الفرصة لتغيير السياسة الامريكية في هذا الشأن. وأضافوا بأن الرئيس الأمريكي معني بمحاولة تحريك العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين، ومن شأن قرار بنقل السفارة ان يخرب بشكل كبير على مساعيه.
ووصل الى اسرائيل يوم الخميس وفد امريكي للإعداد للزيارة، لكن احد اعضائه قال بأنه لم يتم الاتفاق نهائيا على ذلك وان الاعداد لها لا يعني بالضرورة بأنها ستتم. وعلم انه اذا تمت الزيارة فعلا فسيصل ترامب قبل ظهر يوم 22 ايار الى اسرائيل ويغادرها بعد 26 ساعة، فقط، أي ظهر اليوم التالي 23 ايار. ومن المتوقع وصول ترامب على رأس وفد كبير يضم، ايضا، وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع، جيمس ماتيس. وقال الوفد الامريكي امس، انه من المحتمل ان يقوم ترامب خلال الزيارة بزيارة السلطة الفلسطينية.
كاتس يطالب الولايات المتحدة الاعتراف بضم هضبة الجولان
كتبت "هآرتس" بأن وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس، قال لأعضاء كبار في مجلس الشيوخ الامريكي، انه على خلفية الحرب الاهلية في سورية، والوجود الإيراني الراسخ هناك، يجب على الولايات المتحدة الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على هضبة الجولان. وقال كاتس ذلك خلال اللقاءات التي اجراها قادة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في واشنطن. والتقى كاتس خلال زيارته الى واشنطن، مرة اخرى بالمبعوث الامريكي جيسون غرينبلات، وناقش معه خطته للربط بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية والاردن ودول الخليج بواسطة خطوط السكة الحديد.
والتقى كاتس في واشنطن مع رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، السيناتور الجمهوري ريتشارد بار، ومع مسؤول الأقلية في اللجنة – السيناتور الديموقراطي، ادم شيف، وعرض امامهم سلسلة من المسائل المتعلقة بالتآمر الإيراني في الشرق الاوسط والتي يجب ان يتم الاتفاق عليها بين اسرائيل والولايات المتحدة.
وقال كاتس انه يجب معارضة الوجود العسكري الدائم لإيران في سورية، في كل اتفاق يقضي بإنهاء الحرب الاهلية. واوضح بأنه شرح لأعضاء مجلس الشيوخ بأن هذا الوجود الايراني سيحتم على اسرائيل زيادة قواعدها وقواتها في الجولان والجليل، بشكل يسبب لها اعباء اقتصادية واجتماعية – حتى من دون ارسال صاروخ واحد نحوها. واشار كاتس الى ان الولايات المتحدة يجب ان تعمل مع دول المنطقة لمنع ايران من خلق تواصل بري الى سورية ولبنان عبر العراق.
كما طرح كاتس الحاجة الى فرض عقوبات على ايران وحزب الله على خلفية ضلوعهما في الارهاب والمساعدة التي يقدمانها لتنظيمات الارهاب الاخرى. وقال: "يجب فرض عقوبات تشل حزب الله من اجل اضعافه. وهكذا يمكننا منع وضع لن تضطر فيه اسرائيل ردا على قصف التنظيم لمواطنيها ومنشآتها القومية، الى الرد بقوة ضخمة ضد لبنان".
الخارجية الأمريكية: "المحادثات مع الاسرائيليين والفلسطينيين خلقت اجواء تسمح بالبدء بمحادثات السلام"
تكتب "هآرتس" ان الناطق بلسان الخارجية الامريكية، تطرق يوم الاربعاء، الى دور تنظيمات حقوق الإنسان، مثل "بتسيلم" و"يكسرون الصمت" وقال: "من المهم ان تقوم في كل مجتمع مدني مجموعات من هذا النوع". وجاء تصريح الناطق مارك تونر، هذا خلال لقاء مع المراسلين الصحفيين ردا على قرار رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الغاء اجتماعه بوزير الخارجية الالماني.
وسئل تونر حول قرار نتنياهو الامتناع عن التقاء الوزير زيغمار غابرييل، بعد ان رفض الاخير الغاء لقاءاته مع ممثلي التنظيمين خلال زيارته لإسرائيل. وقال: "لا اعتقد انه من الضروري بالنسبة لنا التحدث عمن يقرر رئيس حكومة اسرائيل الالتقاء بهم. فهو حر ويستطيع التقاء من يشاء." مع ذلك، اكد انه "في نظرة واسعة، بشأن هذه المجموعة، اعتقد اننا نعتبر من المهم في كل مجتمع وجود مجموعات من هذا النوع ووجهات نظر متنوعة. هذا جزء حيوي من كل ديموقراطية".
وردا على سؤال حول البناء الاسرائيلي في المستوطنات، عاد تونر واكد موقف الرئيس ترامب في الموضوع، وقال: "الرئيس ترامب كان شديد الوضوح. لقد عرض على الملأ قلقه في موضوع المستوطنات. وقال انه بينما يعتبر وجود المستوطنات لا يشكل عقبة امام السلام، فان توسيعها غير المراقب لا يساعد على دفع السلام".
وتطرق تونر الى جهود السلام في الشرق الاوسط، وقال: "اجرينا نقاشات جيدة مع الاسرائيليين، ومع الفلسطينيين بشأن الخطوات التي يمكن تنفيذها، وكان خطوات عملية خلقت اجواء تسمح بالبدء بمحادثات السلام مجددا. لن افصل الأمر، لكنهم يعرفون قلقنا من ان توسيع النشاط الاستيطاني من شأنه ان يشكل عقبة". وقال انه عشية لقاء ترامب بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، في الاسبوع المقبل، عقد مؤخرا لقاء بين ممثلين عن البيت الابيض والسلطة الفلسطينية، شارك فيها الدبلوماسي المخضرم مايكل رتني، الذي شغل منصب القنصل الامريكي في القدس. ويشار الى ان رتني تحول الى هدف للانتقاد من قبل اليمين الأمريكي بادعاء انه مناصر للفلسطينيين ويمثل سياسة الرئيس السابق اوباما، ورغم ذلك فقد كلفته ادارة ترامب، تركيز الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني في وزارة الخارجية.
الجمهوري والديموقراطي يطالبان الامم المتحدة بتغيير التوجه ازاء اسرائيل
تكتب "هآرتس" انه في خطوة نادرة من التعاون بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي، في مجلس الشيوخ، وقع كافة اعضاء المجلس، على رسالة موجهة الى الامين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتريش، يطالبونه فيها بالعمل ضد "جدول العمل المعادي لإسرائيل" في الهيئة الدولية. وكتب أعضاء المجلس، انه على الرغم من اختلاف مواقف الطرفين في قضايا كثيرة، الا انهم موحدون في طموحهم لرؤية الامم المتحدة تحسن من تعاملها مع اسرائيل.
وتثني الرسالة على الامين العام غوتريش، الذي قام منذ توليه لمنصبه في الاول من كانون الثاني الماضي، بشجب تقرير معادي لإسرائيل، اعدته احدى وكالات الامم المتحدة، والاعلان بأن انكار حق اسرائيل بالوجود هو "شكل حديث من اللاسامية". مع ذلك طالب الشيوخ غوتريش باتخاذ عدة خطوات عملية لتحسين الاوضاع في الامم المتحدة بشأن اسرائيل.
والخطوة الاولى التي يطرحها الشيوخ في رسالتهم هي اجراء تغيير اساسي في عدد من لجان ومؤسسات الامم المتحدة، التي يعتبرونها "لا تخدم أي هدف باستثناء مهاجمة اسرائيل". كما يطالبون بتغيير تعامل اليونسكو مع اسرائيل، خاصة في القرار الذي تم اتخاذه في تشرين الاول الماضي، الذي ينفي وجود اي صلة بين القدس واليهودية. كما يطالب الشيوخ بإجراء اصلاحات في وكالة الاونروا، التي يدعون انها تشجع وتشارك في النشاط المعادي لإسرائيل.
ويؤكد اعضاء مجلس الشيوخ بأن "اكثر امر مثير للقلق" هو التعامل مع اسرائيل في مجلس حقوق الانسان الدولي، حيث تشكل اسرائيل طوال الوقت هدفا للهجمات ويتم استهدافها اكثر من أي دولة اخرى في العالم، بما في ذلك الدول التي يجري فيها خرق حقوق الانسان بشكل شديد. ويطالب الشيوخ غوتريش بإجراء تغيير في هذا الواقع.
ويكتب الشيوخ في ختام رسالتهم ان "الولايات المتحدة، بصفتها عضو مؤسس واكبر دولة متبرعة للأمم المتحدة، يجب عليها الاصرار على اجراء الاصلاحات. وبصفتنا ممثلين للجمهور الامريكي، نتعامل بجدية مع مسؤوليتنا في اجراء مراقبة عميقة للتدخل الامريكي في الامم المتحدة".
البيت اليهودي يعيد انتخاب بينت رئيسا له
كتبت "هآرتس" ان رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينت، حصل على نسبة 80% من الأصوات في الانتخابات الداخلية للحزب التي جرت يوم الخميس، وضمن بذلك استمرارية قيادته للحزب. وتغلب بينت بذلك على منافسين هما الحاخام يتسحاق زاغا، من مستوطنة بادوئيل، وضابط الجيش يونتان برانسكي من مستوطنة عيلي.
وحصل بينت على 12 الف صوت، بينما حصل برانسكي على 1916 صوت (12.2%)، فيما حصل زاغا على حوالي الف صوت (7.47%). وبلغت نسبة التصويت 50.6% من بين حوالي 30 الف ناخب.
اغلاق باب المنافسة على رئاسة حزب العمل
تكتب "هآرتس" انه تم اغلاق باب التسجيل للمنافسة على رئاسة حزب العمل في الانتخابات الداخلية التي ستجري في الرابع من تموز المقبل. وسينافس على رئاسة الحزب تسعة مرشحين، ابرزهم الرئيس الحالي يتسحاق هرتسوغ، والنواب عمير بيرتس وارئيل مرجليت وعومر بارليف، والوزير السابق ابي غباي، والجنرال احتياط عميرام ليفين. واعلنت الناب ستاف شفير، بعد تخبط شديد بأنها قررت عدم المنافسة هذه المرة.
وهناك ثلاث شخصيات اخرى تنافس على رئاسة الحزب، ليست معروفة جماهيريا، وهم البروفيسور ابنير بن زكين، المؤرخ ورجل ميرتس سابقا، الناشطة النسوية دينا ديان، وهود كروبي.
وخلافا للأحزاب الاخرى لا يطالب المنافسون على رئاسة الحزب بعرض قائمة بتواقيع المؤيدين لهم، وانما فقط بدفع مبلغ 10 الاف شيكل رسوم منافسة.
اسرائيل ترفض السماح لعائلات ثكلى فلسطينية بالمشاركة في المراسم الاسرائيلية – الفلسطينية لإحياء ذكرى الضحايا
ذكرت "هآرتس" ان اسرائيل رفضت منح تصاريح بالدخول الى اراضيها لـ 225 فلسطينيا كان يفترض مشاركتهم في المراسم الاسرائيلية – الفلسطينية المشتركة لإحياء ذكرى ضحايا الصراع. وجاء الرفض بسبب العملية التي وقعت في تل ابيب في بداية الأسبوع.
ويعمل منتدى العائلات الاسرائيلية والفلسطينية الثكلى، وحركة المناضلين من اجل السلام على تنظيم هذا الحدث منذ 12 عاما، كبديل ليوم ذكرى الضحايا الاسرائيليين فقط. ويشارك فيها الاف الاسرائيليين والفلسطينيين، ويهدف، حسب منظميه، الى "احياء ذكرى ضحايا الصراع والالم المشترك". وسيعقد اللقاء مساء يوم الاحد، عشية يوم ذكرى ضحايا الحروب الاسرائيلية، في ساعات المساء في تل ابيب، لكنه حتى الان، لم يتم المصادقة على دخول الفلسطينيين.
ويرجع السبب الى قرار منسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي، سحب كل تصاريح الدخول التي منحتها اسرائيل لفلسطينيين بناء على طلبات التنظيمات. وجاء القرار في اعقاب العملية التي وقعت في تل ابيب في بداية الاسبوع، حيث قام شاب فلسطيني بطعن اربعة مواطنين اسرائيليين. وتبين انه حصل على تصريح بالدخول بناء على طلب منظمة NPT التي تعمل على دفع العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين.
وطالب التنظيمان المنظمان للحدث، منسق اعمال الحكومة في المناطق ووزير الامن بالسماح للفلسطينيين بالمشاركة في المراسم. وقالت حركة المقاتلين من اجل السلام ان "مراسم يوم الذكرى الاسرائيلي – الفلسطيني هو احد الاحداث القليلة التي تنجح بالتقريب بين الاسرائيليين والفلسطينيين من على منبر واحد ونقل رسالة سلام علنية".
60 قتيلا امنيا اسرائيليا انضموا خلال السنة الأخيرة الى ضحايا معارك اسرائيل
تكتب "هآرتس" انه انضم خلال السنة الحالية 60 شهيدا الى شهداء معارك اسرائيل، ليصل عددهم منذ عام 1860 وحتى اليوم الى 23.544، حسب ما نشرته وزارة الامن عشية احياء ذكرى شهداء حروب اسرائيل. وبين يوم الذكرى السابق والحالي سقط 60 شهيدا من الجهاز الامني وتوفي 37 من معاقي الجيش الذين اصيبوا في حروب اسرائيل.
وتحصي اسرائيل شهداء حروبها منذ العام 1860 لأنها السنة التي اقيم فيها اول حي لليهود خارج اسوار البلدة القديمة في القدس، ولذلك تعتبرها بداية تجديد الاستيطان العبري في ارض اسرائيل. وتشمل هذه المعطيات قتلى الجيش والشاباك والموساد وسلطة خدمات السجون، واعضاء العصابات الصهيونية والفيلق اليهودي. وتوفي قسم منهم جراء امراض وحوادث مختلفة. واعلنت مؤسسة التأمين الوطني ان 3117 مواطنا قتلوا في عمليات عدائية منذ اقامة الدولة وحتى اليوم. وبين عيد الاستقلال السابق والقادم، قتل 11 مواطنا جراء عمليات ارهابية، وهذا يشمل المواطنين الاجانب الذين قتلوا جراء عمليات وقعت في اسرائيل، واسرائيليين قتلوا في عمليات وقعت في الخارج.
وحسب معطيات وزارة الامن، تعيش في إسرائيل اليوم حوالي 9157 عائلة ثكلى، 4881 ارملة لضحايا الجيش وقوات الامن، و1843 يتيما حتى جيل 30 عاما، والاف الأخوة الثكلى والايتام فوق هذا الجيل. وحسب معطيات وزارة الامن، فان حوالي 90% من العائلات الثكلى هم أبناء 60 عاما وما فوق، و75% من الأرامل تجاوزن سن الستين. ونتيجة للعمليات الارهابية تعيش اليوم 939 عائلة ثكلى، 826 ارمل وارملة و3117 يتيما.
اعتقال لبناني في كريات شمونة
ذكرت "هآرتس" نقلا عن الناطق العسكري انه تم مساء الخميس اعتقال شخص يحمل الهوية اللبنانية في مدينة كريات شمونة في الشمال. كما قال بأنه تم تسليم الشخص للتحقيق من قبل الشرطة والجيش لمعرفة التفاصيل.
وكانت قوة من الشرطة قد لاحظت الشخص يقف في المحطة المركزية في المدينة، التي تبعد عدة كيلومترات عن الحدود، فأثار اشتباهها، وطلبت منه الشرطة ابراز بطاقة هويته، فتبين لها انه لبناني، وتم اعتقاله وتسليمه لقوات الامن.
ويستعد الجيش منذ فترة زمنية لاحتمال حدوث عمليات تسلل عبر الحدود. وانعكس ذلك في بناء عوائق هندسية على امتداد الحدود، وكشف المنحدرات بهدف تشخيص محاولات التسلل. كما اقيمت قواطع خرسانة عالية في عدة نقاط على امتداد الحدود.
وقامت قيادة اللواء الشمالي بحفر خنادق تعيق تسلل مفاجئ لقوات حزب الله الى اسرائيل، كما قامت بتحصين البلدات والمقرات لمواجهة نيران القناصة والقصف المدفعي والصاروخي، ودربت قواتها وفرق الطوارئ المدنية على حماية البلدات.
اسقاط طائرة سورية غير مأهولة حاولت التسلل الى اسرائيل
تكتب "هآرتس" ان صاروخ باتريوت اسرائيلي تصدى، مساء الخميس، لطائرة غير مأهولة تسللت من الاراضي السورية. وقال الناطق العسكري انه تم اطلاق صاروخ الباتريوت باتجاه هدف في هضبة الجولان، وبعد ذلك اعلن الجيش ان الهدف هو طائرة غير مأهولة تم اسقاطها بنجاح من قبل سلاح الجو.
ويشار الى ان سلاح الجو قام خلال السنوات الاخيرة باسقاط عدة طائرات غير مأهولة تابعة لحماس وحزب الله، وفي بعض الاحيان تم ذلك بواسطة الطائرات الحربية، وفي قسم اخر بواسطة صواريخ باتريوت.
وتنشر "يديعوت احرونوت" ان المبعوث الروسي الخاص للموضوع السوري، الكسندر لفانتييف، قال خلال زيارة الى طهران، يوم الخميس، انه "اذا ثبت بأن اسرائيل هي التي هاجمت المستودعات قرب مطار دمشق، فان هذه مسألة تستحق الشجب وهو عمل غير قانوني، لأن المقصود عملية عسكرية ضد دولة مستقلة بشكل يتعارض مع القانون الدولي".
واضاف لفانتييف انه "لا يمكن تبرير الهجوم بالحفاظ على الأمن القومي. هناك طرق عديدة لمعالجة هذه الخلافات. مواقف قسم من الدول التي تشكك بشرعية الرئيس بشار الأسد، والتي تطالب بإقالته، ليست بناءة. هذا لا يساعد على محاربة الارهاب. روسيا لا توافق بأي شكل من الاشكال على التدخل العسكري من قبل أي دولة في سورية، لأن هذا الأمر يعمق الازمة في سورية".
اما الناطق بلسان الكريملين، ديميتري فاسكوف، فقال: "نحن نؤمن بأن كل الدول يجب ان تتصرف بضبط للنفس، من اجل منع زيادة التوتر في المنطقة المتوترة اصلا". وفي رده على سؤال عما اذا حذرت اسرائيل موسكو بشأن الهجوم المخطط، رد فاسكوف: "موسكو واسرائيل تتبادلان المعلومات بواسطة قنوات مختلفة. طواقمنا تحافظ على حوار دائم".
في سورية اتهموا اسرائيل بالهجوم، لكنهم امتنعوا عن التهديد برد عسكري. وقال المتحدث العسكري الرسمي في دمشق لوكالة الأنباء السورية "سانا"، ان "العدوان الاسرائيلي هو جزء من المحاولة اليائسة لرفع معنويات العصابات الارهابية المنهارة في سورية بسبب النشاط الهجومي لجنود الجيش السوري ومقاتليه".
اما زعيم حزب الله والمتحدثين بلسانه فقد اختاروا الصمت. وفي المقابل شجب وزير الدفاع الايراني، حسين دقهان، اسرائيل بشدة واوضح انه "في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني ستواصل ايران الوقوف الى جانب الفلسطينيين، ضد الاحتلال والظلم".
عدد سكان اسرائيل 8.68 مليون نسمة
تكتب "هآرتس" ان عدد سكان اسرائيل يبلغ عشية عيد الاستقلال التاسع والستين، 8.68 مليون نسمة، أي عشرة اضعاف عدد السكان اثناء قيام الدولة، حسب ما نشرته دائرة الاحصاء المركزية.
وحسب الدائرة فان 74.7% من سكان اسرائيل اليوم هم يهود (حوالي 6.484 مليون نسمة) و20.8% عرب (حوالي 1.808 مليون نسمة) و4.5% (388 الف) مسيحيون ليسوا عربا وابناء ديانات اخرى. ويعيش في اسرائيل ايضا حوالي 183 الف اجنبي.
ومنذ عيد الاستقلال السابق ازداد عدد سكان اسرائيل بحوالي 159 الف نسمة – زيادة بنسبة 1.9%. وتتوقع اسرائيل وصول عدد سكانها في يوم الاستقلال المئوي (بعد 31 عاما)، أي في العام 2048، الى 15 مليون نسمة.
وقد ولد خلال السنة المنصرمة في اسرائيل 174 الف طفل، وهاجر الى البلاد 30 الف نسمة، وتوفي حوالي 44 الف. وتبلغ نسبة اليهود المولودين في اسرائيل 75% من المجموع الكلي لليهود، ويعتبر نصفهم على الاقل، من ابناء الجيل الثاني في البلاد. وتتراوح اعمار حوالي 54% من سكان اسرائيل اليوم، بين 19 و64 عاما، وحوالي 35% حتى جيل 18 عاما، وحوالي 11% من جيل 65 عاما وما فوق.
في عام 1948 كان يعيش في العالم 11.5 مليون يهودي، من بينهم 6% في اسرائيل. وحسب معطيات العام 2015، يوجد في العام 14.41 مليون يهودي، من بينهم 43% في اسرائيل.
تبلغ نسبة العلمانيين اليهود في اسرائيل 44% والمتدينين 11%، والمتزمتين 9%، وهناك 24% يعتبرون "تقليديين ليسوا من المتدينين" و12% يعرفون انفسهم بالتقليديين المتدينين.
يشار الى ان معطيات الدائرة تشمل اليهود المستوطنين في  الضفة الغربية.
في عام 1948 بلغ الاكتظاظ السكاني في اسرائيل 43.1 نسمة للكيلومتر المربع الواحد، واليوم 373.2 نسمة لكل كيلومتر مربع. وتعتبر القدس اكبر مدن اسرائيل، حيث يعيش فيها 865.700 نسبة (يشمل الفلسطينيين في القدس الشرقية). اما اصغر البلدات فهي نفيه زوهر في المجلس الاقليمي تمار والتي يبلغ عدد سكانها 71 نسمة فقط.
مع قيام اسرائيل كان فيها مدينة واحدة عاش فيها اكثر من مئة الف مواطن – تل ابيب، اما اليوم فتوجد 14 مدينة كهذه، من بينها ثماني مدن يتجاوز عدد سكان كل منها 200 الف نسمة.
في 1949، كانت متوسط العمر في اسرائيل 64.9 للرجال و67.6 للنساء. وفي 2015، وصل متوسط العمر للرجال الى 80.9 سنة وللنساء الى 84.5 سنة.
وارتفع متوسط سن زواج النساء اليهوديات من 22.8 في 1952، الى 26.1 في 2015. ووصلت نسبة الاخصاب (متوسط عدد الاولاد الذي يتوقع ان تلدهم المرأة) الى 4 افراد في 1955، وانخفض الى 3.1 في 2015. واما لدى النساء المسلمات فتم تسجيل انخفاض حاد، من 8 افراد في 1955 الى 3.3 في 2015.
وتم تسجيل انخفاض في نسبة غير العاملين: ففي 1955 بلغت النسبة 7.2%، وفي العام الماضي وصلت الى 4.8%.
وبخصوص ازمة السكن، يستدل من معطيات الدائرة انه في 1957 كان 42.8% من الاسرائيليين يعيشون في بيوت يملكونها، لكن النسبة ارتفعت في 2015 الى 67.6% من الجمهور. وانخفضت نسبة المقيمين في بيوت مستأجرة، من 57.2% الى 26.7%.
وتم تسجيل ارتفاع حاد في عدد السيارات في اسرائيل بين السنوات الاولى لقيام الدولة واليوم. في 1951، كان في اسرائيل حوالي 34 الف سيارة، وفي 2016 تضاعف العد 95 مرة ووصل الى 3.24 مليون سيارة.
وتشير معطيات دائرة الاحصاء المركزية الى انه من بين ابناء جيل 20 وما فوق، يشعر 89% بالرضا عن العيش في اسرائيل، ويشعر 59% بالرضا عن وضعهم الاقتصادي، و52% يقدرون بأن حياتهم ستكون افضل في المستقبل، و44% يقدرون ان اوضاعهم الاقتصادية ستتحسن.
رئيس الكنيست يمنع عقد مؤتمر في الكنيست ضد الاحتلال، ويسمح بمؤتمر مؤيد للاحتلال!
تكتب "يديعوت أحرونوت" انه في خطوة نادرة، تدخل رئيس الكنيست يولي ادلشتين، ومنع عضو الكنيست عايدة توما سليمان (القائمة المشتركة) من عقد مؤتمر داخل الكنيست. والسبب هو ان سليمان طلبت القاعة لعقد مؤتمر بمناسبة الذكرى الخمسين للاحتلال. وقال ادلشتين في رده ان "محاولة احياء ذكرى "الاحتلال" بالذات داخل جدران الكنيست لا يشكل اهانة للجمهور فقط وانما يمس بي بشكل شخصي".
وكانت النائب توما سليمان قد بعثت، قبل عدة ايام، ببريد الكتروني الى قسم الطلبات في مركز الزوار في الكنيست وطلبت تخصيص قاعة شبرينتساك لمؤتمر ستعقده. وهذا الاجراء روتيني جدا، يمكن من خلاله لكل نائب طلب قاعة لمؤتمرات يبادر اليها. لكن سطرا واحدا اضيف الى الرسالة التي كتبتها توما سليمان، يمكن ان يثير عاصفة في الكنيست. فقد كتبت مساعدتها في الرسالة ان "اللقاء هو لإحياء مرور 50 سنة على احتلال 67".
وحين علم رئيس الكنيست بالهدف من المؤتمر قرر التدخل في اجراء تخصيص القاعات للنواب، وعدم السماح لتوما سليمان بعقد المؤتمر في الكنيست. وكتب لها ادلشتين: "علمت انك طلب عقد مؤتمر في قاعة شبرينتساك تحت عنوان "50 سنة على احتلال 67. اسفت لهذه المبادرة المستفزة التي تنطوي على الانقسام والتوتر الزائد بين اجزاء الشعب، خاصة في هذه الفترة الحساسة في التقويم الاسرائيلي الذي تعرفينه بالتأكيد". وختم رسالته بقرار قاطع: "بالنسبة للموضوع يمكنك عقد المؤتمر في غرفة كتلتك او مكتبك، ولكن ليس في قاعة رسمية للكنيست".
تجدر الاشارة الى ان النواب يحصلون مبدئيا على قاعة شبرينتساك او غيرها من القاعات بدون أي عائق، حتى في القضايا التي لا تحظى بالإجماع بين كل اعضاء الكنيست. هكذا، مثلا، عقد قبل حوالي شهرين يوم حقوق المثليين، الذي لا يتقبله النواب المتدينين، بل توجه بعضهم الى رئيس الكنيست وطلبوا منع عقده الا انه رفض طلبهم. وقبل شهر عقدت النائب عزيزا لافي مؤتمرا في موضوع التبرع بالمني واثارت معارضة، وفي مطلع حزيران من المتوقع عقد حدث كبير للوبي ارض اسرائيل في موضوع "يوبيل على حرب الايام الستة والاستيطان في يهودا والسامرة".
لبيد يطالب واشنطن بعقد اجتماع لمجلس الامن لشجب حزب الله
تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس حزب يوجد مستقبل، يئير لبيد، بعث برسالة الى سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، نيكي هايلي، وطلب منها المبادرة لعقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة خروقات حزب الله، بسبب الجولة التي نظمها للصحفيين بجانب الحدود مع اسرائيل.
وشكر لبيد في بداية رسالته هايلي على دعمها لإسرائيل، وكتب لها ان "تنظيم حزب الله نظم جولة اعلامية في جنوب لبنان. هذه الجولة التي حظيت بتغطية اعلامية واسعة، اكدت خرق لبنان لقرار مجلس الامن 1701، الذي يدعو بشكل قاطع الى جعل المنطقة الفاصلة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، منطقة خالية من أي عقار وسلاح لا يتبع لحكومة لبنان او لقوات اليونيفيل. حزب الله يخرق بشكل دائم القرار 1701، وفي هذه الحالة عمل التنظيم على احراج العالم من خلال خرق القرار".
اليونسكو ستصوت على قرار يرفض سيادة اسرائيل على القدس
تكتب يسرائيل هيوم" ان منظمة اليونسكو اقدمت على عدة قرارات استثنائية في ميولها المعادية لإسرائيل، لكن مشروع القرار الجديد سيتفوق على الجميع. ففي الأول من أيار، عشية يوم الاستقلال في اسرائيل، يفترض باليونسكو التصويت على طلب الفلسطينيين التحديد بأن اسرائيل لا تتمتع بالسيادة في القدس. وكتب في مشروع القرار ان "كل نشاط تقوم به اسرائيل، القوة المحتلة، لفرض قوانينها وسلطتها في القدس، يعتبر غير قانوني وغير ساري المفعول". كما يطلب القرار المصادقة على قرارات سابقة ضد اسرائيل في موضوع القدس.
في البند السادس، مثلا، يدعو مشروع القرار الى الاعتراف بكل القرارات الـ18 التي تم اتخاذها في السابق ضد اسرائيل، خاصة القرار الذي يحدد بأن الحرم القدسي هو مكان مقدس للمسلمين دون الاشارة الى قدسيته لليهود. كما يتضمن المطالبة بالاعلان عن قبور الآباء في الخليل وقبر راحيل في بيت لحم، بأنها اماكن مقدسة للمسلمين فقط.
ويعمل سفير اسرائيل لدى اليونسكو، كرمل شاما هكوهين، على تفكيك التحالف الذي عمل معه الطرف الفلسطيني من اجل تمرير القرار.
وقال مصدر سياسي في القدس، امس، ان "اللجنة الادارية في اليونسكو ترفض وقف التسييس الذي يدهور مكانة المنظمة. خلافا لتوصية الامينة العامة لليونسكو، والوعود والتصريحات التي صدرت عن قادة مختلفين في السنة الاخيرة، تعود المنظمة الى القرارات السياسية المعادية لإسرائيل والتي تقوض كل عمل تقوم به اسرائيل في القدس، وتتبنى القرارات السابقة التي تنكرت للارتباط اليهودي بالمدينة، وتكرر الشجب السياسي لإسرائيل في موضوع غزة. اسرائيل تتوقع من الدول الاعضاء في المنظمة التصويت ضد القرار العبثي".
مقالات
مهر عباس لترامب. اضعاف حماس في غزة
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان مليونين مواطن يعيشون في الظلام في غزة. وهذا ليس كتعبير مجازي لغياب افق سياسي، وانما كواقع مرير يضاف الى الحصار الاقتصادي المفروض على القطاع. رواتب عشرات الاف الموظفين الفلسطينيين في القطاع، الذين يعملون لصالح السلطة الفلسطينية في غزة، ستقلص بنسبة 30% على الأقل، والكثيرين منهم سيجدون انفسهم يخرجون الى التقاعد المبكر. المساعدات التي حولتها السلطة لخدمات التعليم والرفاه يمكن ان تتقلص بشكل دراماتيكي، واذا لم يتم العثور على حل للشرخ بين فتح وحماس في الوقت القريب، يمكن للرئيس الفلسطيني محمود عباس الاعلان عن سلطة غزة كدولة متمردة، وربما يحدد، ايضا، بأن حماس هي تنظيم ارهابي. هذا كله يحدث في الوقت الذي يتوقع فيه ان يعلن خالد مشعل يوم الاثنين القادم في قطر، ميثاق حماس الجديد، وبعد ذلك بيومين، يلتقي عباس بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الضغط على غزة لم يتولد صدفة، وهو ليس منفصلا عن السياسة الاقليمية والدولية. في 11 نيسان، بشر عباس خلال مؤتمر سفراء فلسطين في العالم، والذي عقد في المنامة عاصمة البحرين، بأنه ينوي انتهاج خطوات حاسمة خلال الأيام القريبة لمواجهة الوضع الخطير الذي خلفته حماس في القطاع. وبالفعل، خلال عدة ايام بعد ذلك، امر بتقليص رواتب الموظفين، استمرارا لبيان الاتحاد الاوروبي الصادر في بداية السنة، والذي طالبه بوقف تمويل رواتب مستخدمي السلطة الفلسطينية في غزة.
في بداية شهر نيسان، اعلنت قطر بأن المساعدات الطارئة المعدة لتمويل شراء الكهرباء من اسرائيل ستنتهي بعد ثلاثة اشهر من يوم المصادقة عليها، وهو قرار كان متوقعا، لكن قيادة حماس في غزة كانت لا تزال تؤمن بأن قطر ستواصل تمويل الكهرباء. وفي الوقت نفسه اعلن عباس بأنه سيواصل تمويل ثمن الكهرباء شريطة ان تدفع حماس الضرائب عن الكهرباء، وهو شرط لا تستطيع حماس عمله لأنه يزيد من سعر الكهرباء بثلاثة اضعاف. ويوم الاربعاء الماضي، ابلغت السلطة اسرائيل بأنها ليست مستعدة لبيع الكهرباء لغزة من دون ان تدفع الضريبة، ولذلك فإنها تطالب اسرائيل بعدم خصم ثمن الكهرباء من اموال الضرائب التي تحولها للسلطة.
هذه الخطوات التي ترافقت بتفسيرات بيروقراطية في جوهرها طموح السلطة لتقليص مصروفاتها والنقص المزمن في المال، حظيت بتفسير واسع يقول ان عباس ينوي تحقيق احد هدفين، او كلاهما معا. الاول، التسبب بانهيار سلطة حماس بواسطة الحصار الاقتصادي الذي سينضم الى الحصار الذي تفرضه اسرائيل ومصر، او جعل حماس تستسلم لمطالب السلطة الفلسطينية، أي لحركة فتح. السبب السياسي المعلن للعقاب يتطرق الى قرار قيادة حماس تشكيل دائرة عليا، تعمل كحكومة تراقب وتدير الخدمات العامة في غزة. هذه الخطوة تعتبر التفافا على قرار تشكيل حكومة توافق وطني فلسطيني في حزيران 2014، كحكومة مؤقتة حتى موعد اجراء انتخابات للسلطة والرئاسة الفلسطينية.
ردا على هذا الادعاء قال عضو قيادة حماس في غزة، صلاح البردويل، هذا الأسبوع، ان الحركة مستعدة لتفريق الدائرة العليا وتسليم الشؤون الادارية للقطاع الى لجنة التوافق الوطني، بما في ذلك المعابر الحدودية، في اللحظة التي ستأخذ على عاتقها ادارة شؤون القطاع بشكل متساوي مع الضفة. ويدعي ممثلو فتح في الحكومة ان حماس لا تسمح لحكومة الوفاق الوطني بإدارة شؤون غزة بشكل ملائم، بينما تدعي حماس ان هذه الحكومة تميز بشكل منهجي ضد غزة، مقابل الضفة، ولذلك الح الأمر تشكيل اللجنة الادارية.
لكن حتى هذه التفسيرات لا تلبي تفسيرا لسلوك السلطة الفلسطينية خلال ثلاث سنوات مضت منذ تشكيل حكومة الوفاق. احد التفسيرات التي تعرضها جهات فلسطينية يتعلق بالأجواء العامة في المنطقة والعالم، وخاصة في الولايات المتحدة ضد حماس. حسب هذا الشرح، فان عباس يعد المهر الذي سيحضره في الاسبوع المقبل للرئيس ترامب، الذي حدد الحرب ضد الارهاب كمبدأ اساسي في سياسته الخارجية، المبدأ التي تشاره فيه مصر والاردن والسعودية ودول الخليج، التي ترى في محمود عباس الشريك الوحيد حاليا الذي يمكن اجراء مفاوضات سياسية معه.
اذا كان عباس قد حدد فعلا، معاقبة حماس كجزء من عملية سياسية وليس كخطوة داخلية، فان من شأن ذلك مساعدته على اقناع ترامب بأنه يحارب الارهاب فعلا، حسب الشروط التي حددها نتنياهو، وان نتنياهو يضلل ترامب والعالم حين يدعي عدم وجود شريك فلسطيني لإجراء مفاوضات سلام. كما يمكن للخطوات التي قام بها عباس ان تشكل ردا ملائما على ادعاءات اسرائيل بأن عباس لا يمثل غزة، ولذلك لا يمكن التفاوض معه. ويمكن لعباس الادعاء بأن الصراع الذي يقوده ضد حماس يهدف الى جعلها توافق على شروط المصالحة الفلسطينية، وتبني حكومة الوفاق الوطني، وبالتالي منح عباس مكانة ممثل لكل الشعب الفلسطيني.
اذا رفضت حماس الموافقة على هذه الشروط، رغم الضغط الثقيل، سيتمكن عباس من ضمان زيادة الضغط الى حد الاعلان عن حماس كتنظيم ارهابي، وهو وعد لا يبدو واقعيا، لأن معناه فرض المقاطعة المطلقة والدولية على غزة، والتي ستطالب تركيا وقطر ايضا، بالمشاركة فيها.
ميثاق حماس الجديد
يبدو انه من اجل منع الاتفاق الأمريكي الفلسطيني الاسرائيلي على تحطيم مكانة حماس، قرر خالد مشعل نشر ميثاق حماس الجديد يوم الاثنين القادم، وبالتالي خلق حوار اعلامي دولي حول "التغيير" الذي طرأ على مواقف الحركة. البندان الأساسيان المتوقع ضمهما الى الميثاق الجديد يعرضان، ظاهرا، الانفصال عن الاخوان المسلمين والاستعداد لتسوية سياسية. في كل بنود الميثاق الجديد لا يوجد أي ذكر للإخوان المسلمين (مقارنة بالميثاق السابق الذي صدر عام 1988)، هكذا يبدو ان حماس تسعى الى عرض نفسها ليس فقط كتنظيم فلسطيني طاهر لا يعتمد على أيدولوجية خارجية اسلامية، وانما في الأساس لكي ترضي مصر التي تدير حربا قاطعة ضد الاخوان الذين يعتبرون تنظيما ارهابيا.
البند الثاني الهام يقول انه "لا يتم التنازل عن أي جزء من اراضي فلسطين مهما كانت الظروف والضغوط، حتى وان تواصل الاحتلال. وترفض حماس أي بديل لتحرير فلسطين، بشكل كامل، من النهر وحتى البحر. اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من حزيران 1967، وعودة اللاجئين الى بيوتهم التي طردوا منها، هي صيغة متفق عليها ومشتركة من ناحية قومية، ولا تعني بشكل مطلق الاعتراف بالكيان الصهيوني، كما لا تعني التخلي عن حق من حقوق الفلسطينيين".
هذا النص لا يمكن تقبله في اسرائيل او الولايات المتحدة كتنازل سياسي، حتى وان ظهر فيه الاعتراف بحدود 67. اقصى ما يمكن ان يدل عليه هذا البند هو تبني استراتيجية كانت مقبولة على فتح قبل اتفاقيات اوسلو، ومفادها ان التحرير الشامل لفلسطين سيتم على مراحل. وهكذا، فان قيام دولة فلسطينية على حدود 67 لا يعني نهاية الصراع ولا نهاية للطموح بتحرير فلسطين من "راس الناقورة شمالا، وحتى ام رشرش في الجنوب، من نهر الاردن في الشرق وحتى البحر المتوسط في الغرب"، كما جاء في البند الثاني من الميثاق الجديد.
في غالبية البنود الاخرى المتعلقة بتعريف فلسطين والنضال التحرري، يجري التأكيد بأن الكفاح المسلح والمقاومة هي السبل لتحقيق الهدف. وفي الوقت نفسه، يمكن لحماس الافتراض، الى حد كبير من التأكد، بأن حقيقة الإشارة الى حدود 67، سيثير نقاشا عاما في المناطق وفي اسرائيل، ومن شأنه، بالنسبة لحماس، ان يقوض عرض التنظيم كحركة ترفض كل عملية سياسية، ومنع تعريفها كتنظيم ارهابي من قبل الولايات المتحدة، والمس بطموح عباس لطرح نفسه كشريك وحيد محتمل في المفاوضات. في هذا الصدد من الزائد التذكير بأن خالد مشعل صرح منذ 2008، باستعداده للموافقة على دولة فلسطينية داخل حدود 67، من دون الاعتراف بإسرائيل.
السؤال هو، ما الذي سيثير انطباع الرئيس الامريكي. هل سينجح عباس بالتملص من صورة "لا شريك" وبالتالي جعل ترامب يحمل نتنياهو جزء من الجمود السياسي؟ هل بعد اللقاء مع عباس، وتمهيدا لزيارة ترامب الى اسرائيل سينجح الرئيس الامريكي بصياغة سياسة جديدة للحل السياسي، بعد ان سمع مواقف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والملك الاردني عبدالله والملك السعودي سلمان؟ هل سيضع حماس في صف واحد مع حزب الله، داعش وايران، ام سيرى في التنظيم جزء لا يتجزأ من الحل؟
الى ان يقرر ترامب، تضع سياسة العقاب التي يمارسها عباس ضد غزة، اسرائيل على حافة الانفجار. الخيارات المطروحة امامها لإحباط الفتيل الغزي ليست مفرحة. يمكنها ان تدفع بنفسها ثمن الكهرباء في غزة، والتوجه الى تركيا لكي تزيد حجم مساعداتها، او اقناع قطر بمنح مهلة اخرى لوقف التمويل. كل واحد من هذه الخيارات سيعرض اسرائيل كمن تساعد سلطة حماس، وليس كمن تحاول انقاذ سكان غزة من الضائقة الاقتصادية والانسانية. في المقابل، يمكن لعدم المبالاة الاسرائيلية تسريع الاشتعال في غزة، الذي تحدث عنه كبار المسؤولين في الجيش الاسرائيلي، ووضع اسرائيل في مواجهة جولة عنف اخرى. في كلا الحالتين سيتضح مرة اخرى ان تجاهل اسرائيل للأزمات السياسية والاقتصادية الفلسطينية هو تهديد استراتيجي لأمنها ولمكانتها.
القصف بجوار دمشق، يشير الى انتهاء عهد الغموض
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان ما تم عمله الى ما قبل فترة زمنية في ظل نوع من الغموض، ان لم نقل بالسر، يجري الان امام نظر الجميع. لقد صادقت سورية، يوم الخميس، من خلال بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية، بأن سلاح الجو هاجم قبل الصباح الباكر، موقعا عسكريا بالقرب من مطار دمشق. وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس اعترف بشكل ضمني، في مقابلة صباحية اجرتها معه “اذاعة الجيش” من مكان تواجده في الولايات المتحدة، بمسؤولية اسرائيل، حين شرح بأن “الحادثة تناسب تماما سياستنا في منع نقل السلاح الى حزب الله”. وقد حدث هذا كله اثناء وجود وزير الأمن، افيغدور ليبرمان، في روسيا، الراعية الاساسية لنظام الاسد في سورية.
وجاءت اقوال كاتس استمرارا للاعتراف الاسرائيلي الاول، بعد عشرات التقارير في وسائل الاعلام العربية، بقصف سلاح الجو لسورية في نهاية آذار. فقد تطرق ضابط رفيع المستوى في الجيش، يوم الثلاثاء الماضي، الى عملية القصف في شهر آذار، حين قال للمراسلين بأنه تم في تلك العملية تدمير حوالي مئة صاروخ كان من المفروض أن يصل بعضها الى حزب الله. ورغم ذلك، ليس من المؤكد، أنه تم اتخاذ قرار سياسي مدروس بالتخلي عن الغموض، الذي امتنعت اسرائيل في اطاره خلال السنوات الخمس الماضية عن تأكيد أو نفي وقوفها وراء الهجمات. يبدو أن الغموض يعتمد على فرضية أن هذا التجاهل هو أقل احراجا للنظام ويقلص الرغبة في الانتقام من قبل السوريين. يمكن القول إنه ام خرق سياسة الغموض بالصدفة، وليس نتيجة لتفكير استراتيجي بعيد المدى.
أمس وصل ما يبدو كأنه رد أولي من سورية على الهجوم: طائرة غير مأهولة، تم تفعيلها كما يبدو من قبل سلاح الجو السوري، وتم تشخيصها على مقربة من حدود هضبة الجولان، وتم اسقاطها بواسطة صاروخ باتريوت تم اطلاقه من منطقة صفد. وخلافا للسابق، يبدو أن اسرائيل لا تستطيع الاعتماد اكثر على ضبط النفس السوري إزاء عمليات سلاح الجو.
في التقارير الاولية الواردة من دمشق لم يتم تفصيل الوسائل الحربية التي تعرضت للهجوم. وادعت مصادر استخبارية عربية (اقتبسها مراسل رويترز من عمان) ان الهدف هذه المرة كان شحنة أسلحة وصلت من ايران، وتم تهريبها في طائرات الركاب - الشحن عبر مطار دمشق الدولي. أما سورية فقد ادعت ان الطائرات الاسرائيلية لم تخترق أبدا المجال الجوي السوري، بل قامت باطلاق الصواريخ من الاجواء الاسرائيلية. وهذا قد يفسر امتناع منظومات الدفاع الجوية الروسية والسورية عن الرد على الطائرات، رغم أن الرادار السوري في شمال غرب سوريا يستطيع ملاحظة حركة الطائرات في جزء كبير من الأجواء الاسرائيلية.
لماذا لم تتحرك روسيا؟ بعد القصف في آذار نشر بأن موسكو احتجن امام اسرائيل، لأن الهدف السوري الذي تم قصفه في منطقة تدمر كان قريبا جدا من معسكر للجيش الروسي. ويبدو أن موسكو لا تهتم طالما أن القصف لا يهدد بقاء نظام الاسد مباشرة. غالبية الطائرة والجنود الروس يتواجدون في شمال غرب سورية، في منطقة اللاذقية وطرطوس، وهناك لم يتم التبليغ عن هجمات اسرائيلي منذ الانتشار العسكري الروسي في ايلول 2015.
على الصعيد التكتيكي يبدو أن اسرائيل وروسيا تجيدان التفاهم في ظل الفوضى العامة في سورية: الآلية العسكرية التي تهدف لمنع الاحتكاك الجوي بين الدولتين يعمل كما يجب، ويكثر قادة كبار من اسرائيل، على رأسهم رئيس الحكومة نتنياهو، من الاجتماع مع نظرائهم الروس. على المستوى الاستراتيجي وعلى المدى الطويل تواجه اسرائيل مشكلة: النجاح العسكري الروسي في الحرب يعني انقاذ نظام الاسد، وفي الوقت نفسه تحقيق انجاز لحلفائه الاخرين، ايران وحزب الله. اذا قررت روسيا دفع مصالح اطراف التحالف في سورية فقد يأتي ذلك على حساب المصالح الاسرائيلية.
لقد أكد ليبرمان خلال محادثاته في موسكو، الخط الاحمر الجديد الذي رسمته اسرائيل: لا للتواجد العسكري الايراني، أو قوات حزب الله بالقرب من الحدود السورية في هضبة الجولان. ومع تقدم قوات الاسد في جنوب الدولة هناك تقارير اولية عن وصول مقاتلين من الحرس الثوري وحزب الله والمليشيات الشيعية والفلسطينية الى منطقة الحدود، خاصة في شمال الجولان. والى جانب منع تهريب السلاح تعتبر هذه مسألة اساسية تقلق اسرائيل الآن. واذا قررت العمل من اجل تطبيق موقفها، كما قال وزير الأمن، فستضطر اسرائيل الى الاخذ في الاعتبار، ليس فقط الاحتكاك المتزايد مع ايران، وانما ايضا حدوث تغيير محتمل في العلاقات مع موسكو.
يوم غضب
اضراب الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية عن الطعام، الذي يدخل يومه الـثاني عشر، يواجه صعوبة في التحليق. فحسب تقارير مصلحة السجون لا يزال يشارك في الاضراب حوالي 1150 أسيراـ معظمهم من فتح. اما مشاركة أسرى حماس في الاضراب فهي هامشية، وهذا يعين حدوث تراجع بنسبة 15 في المئة مقارنة مع المشاركة في ايام الاضراب الاولى. لقد تم نقل زعيم الاضراب مروان البرغوثي من سجن هداريم في الشارون الى العزل في سجن كيشون. والقسم الذي تواجد فيه البرغوثي مع أسرى آخرين كانوا نشطاء في تنظيم الاضراب، تم تفكيكه وتوزيع الأسرى على السجون الاخرى.
يبدو أن البرغوثي توقع ذلك مسبقا، لأنه ترك لدى زوجته ومحاميه في رام الله توجيهات مفصلة قبل بدء الاضراب. ولكن بسبب عدم تشخيص أي خطر على حياة المضربين عن الطعام، حاليا، ولم تحدث أي مواجهة، فان اهتمام المناطق بما يحدث في السجون بقي محدودا. الجمهور الفلسطيني غير مبال نسبيا، رغم التأييد الكبير لمطالب الأسرى بتحسين ظروف الاعتقال والغاء الاعتقالات الادارية.
صحيح أن فتح أعلنت عن يوم غضب في الضفة الغربية انتهى بتظاهرات واسعة ومواجهات مع الجيش، لكنه يبدو ان هذا لم يرض الرئيس محمود عباس، الذي يعتبر البرغوثي منافسا قويا لوراثته. وهو أصلا ينشغل في الاستعدادات للقاء رئيس الولايات المتحدة في الاسبوع القادم في واشنطن.
امس الأول، الغى عباس خطابه المخطط مسبقا، والذي كان يتوقع أن يتحدث فيه عن اضراب الاسرى وعن الازمة بين السلطة الفلسطينية وحماس في قطاع غزة. كما ان الاهتمام الدولي بإضراب الاسرى محدود حاليا. وسائل الاعلام الغربية منشغلة بالانتخابات الفرنسية، وبالخوف من وقوع عمليات ارهابية اخرى في اوروبا، بعد الحادثة التي أطلق فيها أحد مؤيدي داعش النار على شرطي في الشانزليزيه في باريس. والعالم العربي ينشغل بمشاكله، من سورية وحتى اليمن.
لقد وفر اضراب الاسرى لنتنياهو فرصة لادخال المزيد من الدسم الى المفاوضات السياسية. نتنياهو الذي طلب في هذا الاسبوع من السلطة الفلسطينية وقف المساعدات المالية للسجناء الامنيين ولعائلات المخربين الذين قتلوا، يعرف أن ذلك لن يحدث الآن. إن التنصل من اجمالي الصراع الفلسطيني سيكون مثابة الانتحار السياسي لعباس. ولكن الادارة الامريكية الحالية المتشددة أكثر ضد الارهاب قد تجد الشرط المسبق الجديد لنتنياهو بأنه مقنع أكثر من الادعاء الاسرائيلي القديم حول التحريض في وسائل الاعلام وكتب التعليم الفلسطينية. ترامب يفكر في زيارة اسرائيل للمرة الاولى بعد أقل من شهر. وبعد هذه الزيارة يمكن التحدث أخيرا عن سياسة الادارة تجاه الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
لقد وفر اضراب الأسرى لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فرصة لإدخال عنزة اخرى الى حلبة المفاوضات السياسية. فنتنياهو الذي طالب السلطة الفلسطينية هذا الاسبوع، بوقف المساعدات المالية للأسرى الامنيين والتعويضات لعائلات المخربين القتلى، يعرف ان هذا لن يحدث الآن. فمثل هذا التنصل من اسطورة النضال الفلسطيني سيشبه الانتحار السياسي بالنسبة لعباس. لكن الادارة الامريكية الحالية، التي تظهر تعاملا حازما مع الارهاب، اكثر من سابقتها، يمكن ان تجد في الشرط المسبق الجديد الذي يطرحه نتنياهو مقنعا اكثر من الادعاء الاسرائيلي القديم ضد التحريض في وسائل الاعلام وكتب التعليم الفلسطينية. ترامب يفكر بالحضور الى اسرائيل في اول زيارة له بعد اقل من شهر، وبعده يمكن الامل بأنه سيكون بالإمكان التحدث اخيرا عن سياسة الادارة بشأن الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.
نتنياهو يتصرف بحكمة حتى الآن امام الرئيس الامريكي المتسرع وغير المجرب. وموافقة رئيس الحكومة على التوصل بسرعة الى تفاهمات مع الادارة الامريكية حول تجميد معين للبناء في المستوطنات، خدمته مرتين. فمن جهة أخرجت الرياح من اشرعة جناح الصقور في حكومته، الذي طالب باستغلال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية للتملص نهائيا من حل الدولتين وضم مناطق C في الضفة. ومن جهة اخرى اعتبرت واشنطن ذلك بمثابة تنازل اسرائيلي على الحلبة السياسية، ولذلك فانه يعزز توقع الامريكيين بالحصول على مقابل من الفلسطينيين، على شكل تنازل مقابل. وهذا كله يفعله نتنياهو مقابل ضرر سياسي يساوي الصفر في البيت.
ما يتم فعله بدهاء قبالة ترامب، يتم بسخرية مطلقة قبالة الاوروبيين، كما تبين في هذا الاسبوع في قضية الغاء اللقاء بين نتنياهو ووزير الخارجية الالماني زيغمار غابرييل. الدول الرائدة في الاتحاد الاوروبي تبدي اهتماما كبيرا باستمرار الاحتلال الاسرائيلي للمناطق والبناء في المستوطنات ونشاط منظمات السلام مثل بتسيلم ويكسرون الصمت. انها غارقة جدا في هذه القضايا، الى حد انها لا تخصص أي تفكير للتساؤل عن فرص رغبة القادة في الطرفين بالتوصل الى حل دائم (الجواب الصحيح، كما يبدو، ضعيف حتى الصفر). لقد لعبت نية غابرييل التقاء ممثلي يكسرون الصمت الى ايدي نتنياهو الذي سارع لاستغلالها من اجل احتياجاته السياسية.
في الوقت نفسه، حرف رئيس الحكومة النقاش الجماهيري في اسرائيل نحو البحث عن الخونة الداخليين، ظاهرا، وواصل ايضا سحق ما تبقى من شرعية الانتقاد للأبعاد الاخلاقية للاحتلال. لقد هاجم اليمين الاسرائيلي نفاق المانيا على خلفية حقيقة أن القضية تفجرت عشية يوم الكارثة. ولم يتساءلوا في اليمين عن نكران الجميل الذي أظهره نتنياهو تجاه حكومة ميركل التي تقوم بصناعة السفن والغواصات لإسرائيل، والتي تم تمويل جزء كبير منها من اموال دافع الضرائب الالماني.
وقبل نهاية الاسبوع اضاف نتنياهو لمسة خاصة للهجوم: اللقاء السنوي الذي يعقده هو وزوجته مع أيتام الجيش الاسرائيلي عشية يوم الذكرى منحه الفرصة لتكرار ذكر المنظمات “التي تقوم بتشويه صورة الجيش الاسرائيلي”. هذا خلط عديم الطعم بشكل خاص بين الثكل والحسابات السياسية من جانب من سكت كالسمكة، في الاسبوع الماضي فقط، عندما هاجم نواب من حزبه العائلات الثكلى التي فقدت اولادها خلال الجرف الصامد.
مشكلة حكم
عباس سيصل الى البيت الابيض بأيدي فارغة، حتى عندما سيتم الحديث هناك عن حلبة اخرى -غزة. وكما كتب هنا فان الرئيس الفلسطيني قرر وقف التمويل للقطاع دون أن تسمح حماس للسلطة الفلسطينية بتسلم بعض المسؤوليات في ادارة القطاع (وقد تهربت من ذلك حتى عندما توفرت لها فرصة حقيقية للمساعدة في اعادة بناء القطاع فور الجرف الصامد). ومن هنا جاء الضغط الذي تمارسه السلطة على حماس من خلال تقليص رواتب عشرات آلاف موظفي السلطة في القطاع. وفي نفس الوقت اندلع الجدل بين السلطة وحماس حول دفع ضريبة السولار الذي يتم ارساله الى القطاع، الأمر الذي يضر بتوفير الكهرباء للقطاع بشكل بالغ. وقد انخفض تزويد الكهرباء في القطاع الى 3 – 4 ساعات يوميا في بعض المناطق. ويوم امس، أعلنت السلطة عن اجراء آخر يزيد من الخناق على القطاع. فهي ستكف عن الدفع لإسرائيل مقابل تزويد الكهرباء لغزة.
لكن خطوة عباس لم تحقق أي شيء في الوقت الحالي. فحماس مصممة على تمردها وليست مستعدة لتسليم السلطة أي صلاحيات في غزة. واذا اختار البيت الابيض استخدام احد الادعاءات البارزة التي يطرحها نتنياهو، والذي يقول إنه لا يمكن التقدم مع عباس لأنه لا يمثل فعليا كل الشعب الفلسطيني، وليست لديه سيطرة في غزة، فانه لن يكون لدي عباس أي رد على ذلك.
من وجهة نظر اسرائيل، فان المشكلة هي أن الصراع بين السلطة الفلسطينية وحماس ليس صراعا نتيجته صفر، يخدم فيه تراجع مكانة حماس المعسكر الفلسطيني الاكثر اعتدالا، وبالتالي يخدم اسرائيل بشكل غير مباشر. عندما تكون ظروف الحياة الاساسية في غزة بائسة الى هذه الدرجة، ليس هناك ما يضمن أن صراع القوى الداخلي لن يتحول الى عنف ضد اسرائيل. وقد اعترف نتنياهو في الاسبوع الماضي في الكنيست بأنه لم يرغب بالحرب الاخيرة مع حماس في صيف 2014، بل تم جره الى ذلك في اعقاب اختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون والتصعيد الذي تلاه على حدود القطاع.
التسخين البطيء لوعاء الضغط في غزة عن طريق ازمة الرواتب وضائقة الكهرباء بالذات مع صوول فصل الصيف، يزيد من فرص اشتعال الحريق. وفي منطقتنا هناك ميل طبيعي للتصرف بعقلانية أقل عندما تزداد درجة الحرارة في الخارج.
يسيرون على البيض
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" ان وزير الامن ليبرمان يجلس في موسكو، في مؤتمر دولي للأمن، ويعقد لقاء شخصيا مع وزير الدفاع الروسي، في مركزه المصالح المشتركة لروسيا واسرائيل في سورية، ومن حوله، في المؤتمر، 20 وفد أمني كبير – بما في ذلك وزير الدفاع الايراني – وبعد بضع ساعات من اللقاء يتم النشر بان إسرائيل هاجمت مطارا في دمشق دون أن يرمش له جفن. الهجوم الاسرائيلي في سورية هو نوع من العمليات التي يجب ان يصادق عليها وزير الأمن. واذا كانت اسرائيل تقف خلف الهجوم بالفعل، فان وزير الأمن – قبل، بعد أو اثناء اللقاء مع نظيره الروسي – اصدر للجيش ضوء أخضر بتدمير عتاد عسكري في العاصمة السورية في ذروة المؤتمر الذي ينتقد السياسة الامريكية في العالم، مع التشديد على سورية. اذا لم تكن هذه وقاحة اسرائيلية – فماذا تكون؟
يمكن الافتراض ان وزير الدفاع الروسي، الجنرال سيرجيي شويغو، يتساءل لماذا لم يشركه صديقه الاسرائيلي في مخططاته. وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده امس، سئل الناطق بلسان بوتين عما اذا كانت اسرائيل قد أبلغت موسكو مسبقا بالهجوم. وكان الجواب لغزا: “بين موسكو واسرائيل يوجد تعاون في المعلومات في قنوات مختلفة. وهيئات الاركان العامة لدينا تحافظ على حوار دائم”.
يبث الروس بان الهجوم المنسوب لإسرائيل لا يقلقهم. وهو ما لم يمنعهم في الماضي من اطلاق طائرات غير مأهولة باتجاه الاراضي الاسرائيلية لأسبابهم العسكرية. كما أن الطائرة غير المأهولة التي اسقطها امس صاروخ باتريوت في الجولان لا ترتبط، كما يبدو، بالهجوم على المطار في دمشق. فالروس، كما يمكن الافتراض، يتعقبون اعمال سلاح الجو بشكل خاص والجيش الاسرائيلي بشكل عام داخل سورية، بما في ذلك استخدام منظومة التنصت المنوع SIGINT. يتعاونون مع اسرائيل ولكنهم لا يتوقفون عن جمع المعلومات عن نشاطها العسكري.
بعد الهجوم الذي نفذه سلاح الجو قبل نحو شهر في مطار تي 4 في قلب سورية استدعي السفير الاسرائيلي والملحق العسكري في موسكو الى محادثة توبيخ، وتلقى نتنياهو مكالمة هاتفية قاسية من الرئيس بوتين. ما يميز الهجوم في تي 4 والهجوم اول أمس هو حقيقة أنه قبل شهر هاجمت اسرائيل موقعا قريبا جدا من منشآت روسية في سورية، وهذه مسالة ليست مستعدة روسيا لاحتمالها. لكن، طالما لا تتضرر مصالح روسيا فافعلوا ما تشاءون.
قبل نحو شهر، عندما كانت اسرائيل قلقة من امكانية أن تمارس موسكو الضغط لتقييد النشاط الاسرائيلي ضد استمرار تهريب السلاح الايراني – السوري لحزب الله، ادعى ليبرمان بان الروس لن يحترموا اسرائيل اذا ما تراجعت امام التوبيخ. وهو محق. فالبيان الذين اصدره الكرملين امس، بعد الهجوم، كان بمثابة "فروة": “على كل الدول الامتناع عن اعمال يمكن ان تؤدي الى تصعيد في منطقة غير مستقرة على اي حال”. اما الناطقة بلسان الخارجية الروسية فقد كانت أكثر تشددا، إذ شجبت الهجوم ولكنها لم تذكر امكانية أن تكون اسرائيل هي المقصود. بل ان الروس كانوا اكثر تكتما من وزير شؤون الاستخبارات والمواصلات، اسرائيل كاتس، الذي قال صباح امس ان الهجوم في دمشق يتطابق مع السياسة الاسرائيلية.
إذن الامريكيون يؤيدون، والروس لا يهمهم حقا ان احترق عتاد ايراني. كما أن حقيقة احتراق العتاد الروسي الذي يباع للسوريين في الطريق الى حزب الله، لا يقلقهم، لأن الايرانيين سبق ودفعوا ثمنه على اي حال. ايران تدعم دمشق بمليار دولار في السنة، ويتسل قسم صغير من هذا المبلغ الهائل الى حزب الله في لبنان.
قيام سورية بالرد على اسرائيل – من دون دعم روسي –هو مسألة اشكالية. لأنه لا توجد للروس مصلحة في دخول اسرائيل بكل القوة ضد نظام الاسد كنتيجة لرد سوري. في مثل هذا الوضع ستصفق إدارة ترامب لاسرائيل وهذا لن يكون مريحا للروس. ليس صدفة انهم احتضنوا الطائرات الحربية السورية واخضعوها لحمايتهم. وكل هذا لضمان عدم قيام الاسد بارتكاب عمل احمق.
ومع ذلك، لا تزال اسرائيل بحاجة للسير على البيض وشن الهجمات فقط اذا كان تدمير الهدف حيويا ويتعلق بأمنها مباشرة. من السهل الوقوع في اغواء تصفية الحساب مع حزب الله وتخفيض سقف الاهداف. ولكن هذا تصعيد يمكن أن يتفجر في وجوهنا. يجب أن نتذكر بان الحديث يدور عن نظام سوري ضعيف، ولكنه يائس. ولدينا معه حسابات حرجة اكثر، تتعلق بالتسلل الايراني الى هضبة الجولان.
لماذا لم نقصف في ايران
يكتب ناحوم برنياع في "يديعوت احرونوت" ان ثلاثة اسرائيليين فقط على قيد الحياة، قادوا الدولة كرؤساء للحكومة، فقط ثلاثة مروا بفرن الصهر هذا، مع المسؤولية والقوة والتجربة والفهم الدولي الذي يكسبه لهم هذا المنصب. بنيامين نتنياهو لا يرد على الاسئلة: خلال ولايته الحالية يتحدث عن نفسه بشكل أحادي الجانب، من خلال التغريد على الفيس بوك، واهود اولمرت ممنوع من الاجابة على الاسئلة، لأسباب معروفة. ايهود براك وحده يمكنه الرد.
التقيت مع ايهود براك، هذا الاسبوع، في محادثة استغرقت بضع ساعات. وسألته هل تعتقد بأن الصراع بين امريكا وكوريا الشمالية يمكن أن يتحول الى حرب.
"ذات مرة"، قال براك، “خلال لقاء مع مسؤول في الحكومة الصينية سألته ما هو رأيه بكيم جونغ أون، رئيس كوريا الشمالية. فأجابني ما الذي تريدونه منا. لقد تعلم عندكم في الغرب (هذا صحيح، فقد درس كيم في مدرسة داخلية لأبناء الأثرياء في سويسرا).
"الأمر المميز في هذا الصراع هو أن فيه أكثر من لاعب غير متوقع. أمام كيم جونغ أون يقف رئيس امريكي من الصعب معرفة ما الذي ينوي عمله. في ظل عدم اليقين تكمن ميزة معينة، لكنه تكمن المخاطر ايضا.
"خلال المئة يوم الاولى لإدارة ترامب حدثت عدة امور ايجابية. لقد انفصل بسرعة كبيرة عن الجنرال مايكل فلين وأحضر مكانه الجنرال ماكماستر مستشارا للأمن القومي. وهو رجل جيد حسب كل الآراء؛ كما قلص ترامب تأثير المتطرف ستيف بانون وطبّع آلية مجلس الامن القومي. هذا يثبت قدرته على التعلم. وفي المقابل يعيد كتابة المبادئ التي يسير حسبها رئيس الولايات المتحدة.
"خذ مثلا، قراره بتنفيذ القصف في سورية. المغزى من هذه العملية لا يقترب من المدح الكبير الذي صدر عن نتنياهو. لقد اختار ترامب توجيه الضربة الأكثر محدودة في القائمة، ورغم ذلك فاجأ الجميع.
" الولايات المتحدة لا تزال الدولة الأقوى في العالم. ميزانية الدفاع الامريكية أكبر من ميزانيات الأمن في الصين وروسيا والمانيا واليابان وفرنسا ودول اخرى معا. عندما يقول رئيس الولايات المتحدة كفى، يكون لذلك مغزى".
قلت لبراك إن ترامب دخل خلال هذه الفترة القصيرة في صراع مع روسيا ومع الصين ومع كوريا الشمالية وومع ايران.
"روسيا تعتبر قصة مختلفة”، قال براك، “رغم جميع التناقضات فان بوتين يقف في نهاية المطاف على رأس دولة اوروبية، مسيحية. ترامب يقوم بتحليل شخصيته. الاماكن التي يوجد فيها خطر حدوث خطأ هي ايران وكوريا الشمالية، وبشكل مختلف، الصين. هناك اعتبارات الهيبة وهناك صعوبات في فهم الخصم مسبقا. يمكن للازمة أن تندلع حول ابحار سفينة امريكية بجانب احدى جزر بحر الصين الجنوبي أو طلوع طائرة. الصينيون يقولون لقد حان الوقت كي يفهم الامريكيون بأننا متساوين. ومثلما أن الامريكيين لا يوافقون على اقتراب طائراتنا من شواطئ سان فرانسيسكو، فنحن ايضا لا نوافق على اقتراب طائراتهم من شواطئنا. سماؤنا مثل سماءهم.
"في نهاية المطاف تجمع حول ترامب عدد من الاشخاص المتينين. وعلى الرغم من ذلك، فانهم ليسوا معصومين عن الخطأ. التفكير الجماعي والانجرار وراء الرأس، والقراءة الخاطئة للمخاطر – يمكن ان تحدث، وقد سبق وحدثت".
يجب أن نفاجئ
قلت لبراك إنني أريد العودة الى السنوات التي كان فيها وزير أمن في حكومة نتنياهو. لقد دفعت أنت ونتنياهو نحو عمل عسكري اسرائيلي ضد ايران. ما الذي أردتماه بالفعل؟ هناك ثلاثة احتمالات. الاول، أردتم الحرب. الثاني، اعتقدتم أن التهديد الاسرائيلي سيدفع الامريكيين الى تشديد العقوبات. والثالث، اعتقدتم أن العمل العسكري المحدود من ناحيتنا سيضطر الامريكيين الى الدخول في حرب واسعة مع ايران.
وقال براك: "هدفنا كان دفع الامريكيين الى تشديد العقوبات والقيام بالعمل ايضا. وأنا كنت صقرا اكثر من نتنياهو.
"لقد افترضنا أن الامريكيين يعرفون كل شيء- ايضا عن العملية ومعارضتها من قبل رئيس الاركان اشكنازي، ورئيس الموساد دغان ورئيس الاستخبارات العسكرية يادلين، ورئيس الشباك ديسكن. عرفنا أنه يوجد لدينا من يتحدثون معهم يوميا. تحدثت مع الرئيس بوش وفيما بعد مع الرئيس اوباما. واوضحت لهما انه عندما يتعلق الامر بمسؤولية اسرائيل عن أمنها، فنحن سنتخذ القرارات وليس هما. الرئيسان لم يحبا خططنا، لكنهما احترما حقنا في اتخاذ القرارات. وفي مرحلة ما سألني وزير الدفاع الامريكي عن فترة الانذار المسبق التي سنمنحها للأمريكيين. فقلت له يجب أن نفاجئ، لا يمكننا اعطاءكم أكثر من بضع ساعات. ستتم صياغة بياننا بطريقة لا تعرض حياة جندي امريكي واحد للخطر.
"ورغم معارضتهم لذلك، إلا أنهم أوضحوا بأنه اذا هاجمنا فانهم سيوفون بكل التزاماتهم لإسرائيل".
قلت لبراك إن المعارضين زعموا أنكم استثمرتم 11 مليار شيكل في الاستعدادات، وذهبت هباء.
"الاستثمار كان مبرر تماما. لقد بنينا قدرات. ويجب أن نتذكر بأن المشروع النووي الايراني لم يختف، بل تك تأجيله لعشر سنوات".
الحصول على الملكة
قلت له ان مئير دغان ادعى بأن العمل العسكري لم يكن ناجعا، بل كان سيسهل على ايران دفع المشروع النووي، وقد وصف نقاشاتكما بحفل الويسكي والسيجار.
"دغان وصفنا كمجموعة تبتهج للحرب، وهذا ليس صحيحا. لقد كان الهدف من العملية هو أن تكون الوسيلة الاخيرة. ايران لم تختر مشروعا نوويا يشبه مشروع ليبيا أو جنوب افريقيا من اجل الردع، بل اختارت طريق كوريا الشمالية. السلاح النووي في أيدي ايران سيغير الوضع الاقليمي بشكل أساسي، وقد يصبح مشكلة وجودية بالنسبة لإسرائيل.
"المعارضون قالوا إن ايران ستحتاج الى سنوات قليلة من اجل استكمال المشروع. وهذا غير صحيح. عندما قصفنا المفاعل النووي في بغداد لم يكن بمقدورنا معرفة كم سيحتاج العراقيون بالضبط من اجل اعادة اعماره. الطرف الثاني يخشى في العادة اعادة بناء ما تم تدميره. تحدث أمور اخرى".
هذا صحيح، تقريبا، ايضا بما يتعلق بالمفاعل الذي قامت اسرائيل بقصفه في سورية (حسب المصادر الاجنبية).
"في اسرائيل يصادقون على عملية فقط عندما تتوفر أضلاع المثلث الثلاثة – القدرة التنفيذية والشرعية الدولية والحاجة الى العمل الفوري وعدم التأجيل.
"المشروع النووي لا يشبه السيارة التي يمكن قصفها طالما أنها مكشوفة في الشارع، انه يشبه القطار الذي يدخل الى النفق رويدا رويدا، وكل عربة تدخل الى النفق تقلص نجاعة العمل. هذا هو معنى حيز الحصانة.
"معارضة رئيس الاركان للعملية لا تمنعها بالضرورة. فالمستوى السياسي هو الذي يقرر. ولكن عندما تم طرح العملية للنقاش في 2010 قال اشكنازي: لا توجد لدينا قدرة على التنفيذ. وعندما يقول رئيس اركان بأنه لا توجد قدرة على التنفيذ، فان المصادقة لا تجتاز الحد المطلوب. للأسف، المعارضون حصلوا على دعم معنوي من الرئيس شمعون بيرس. وأنا لم أنجح في اقناعه أو في اقناع المعارضين الآخرين على الرغم من استثمار ساعات كثيرة في ذلك.
"لقد سألني اوباما عن المعارضة لدينا. فقلت له ألا تعرف ظواهر كهذه لديكم؟ عندما ينظر المعارضون الى الأعلى فانهم يشاهدوننا؛ وعندما ننظر نحن الى الأعلى لا نجد أحد. المسؤولية تقع علينا.
"في 2011 كان رئيس الاركان بيني غانتس. وقال اعتقد ان العملية خاطئة، لكننا نملك القدرة على التنفيذ. وقمنا بعقد اجتماع لمجلس الوزراء الثمانية واعتقدنا أنه اذا وافق الوزراء على ذلك فان المجلس الوزاري سيوافق ايضا. قمنا بتقسيم العمل. نتنياهو أخذ على مسؤوليته اقناع يعلون وشطاينتس. وقال لي ولليبرمان بأن كل شيء سيكون جيدا. وعندها تحدث يعلون وشطاينتس ضد العملية".
هل تعتقد أن بيبي ندم؟.
"لست متأكدا من أنه بذل جهدا كبيرا للإقناع. فبين سنة واخرى زاد الشك لدي حول تصميمه على العمل. اقترحت عليه التقدم في الموضوع الفلسطيني، اذا لم يكن من اجل الاتفاق، فعلى الاقل من اجل التأييد الدولي الواسع للهجوم على ايران. قلت له إن هذا الامر مثل الشطرنج، انت تضحي بالبيدق من اجل الحصول على الملكة. يحتمل أن الامر الذي أخافه هو الحاجة الى عمل شيء في الموضوع الفلسطيني".
أو أن حجم القرار هو الذي ردعه. فهو يخشى من تحمل المسؤولية عن قرار يعارضه جميع رؤساء الاجهزة الامنية.
"هذا محتمل. فبيبي لا يحب اتخاذ القرارات، بينما أنا أحب.
"في العام 2012 دحرج نتنياهو افكار كثيرة، وأنا كنت اعارضها. كررت موقفي: لن نعرض حياة أي جندي امريكي للخطر".
ثقة من نوع آخر
احدى المغامرات السياسية الاقل نجاحا لبراك كانت شق حزب العمل في 2011 واقامة كتلة صغيرة باسم “الاستقلال”، والتي ضمنت بقاء نتنياهو في رئاسة الحكومة.
سألت براك: لماذا؟
"فقط بسبب ايران. لقد رأيت مدى صعوبة تمرير قرار وأنا في الداخل، وعرفت أنه سيكون أصعب عندما أكون في الخارج. وعندما لم أنجح في اقناع زملائي في حزب العمل انفصلت. هناك أمور أهم من الحزب”.
سألته: ما هو رأيك بالخطاب المعارض للاتفاق الذي ألقاه نتنياهو أمام مجلسي النواب والشيوخ؟.
"بعد يوم من توقيع الولايات المتحدة على الاتفاق النووي مع ايران، استدعاني نتنياهو للتشاور. في حينه كنت خارج السياسة، وقلت له إن الاتفاق سيء. لا يجب اخفاء موقفنا، ولكن في نفس الوقت لا يجب نقل الصراع الى الكونغرس. هذا ليس مجديا، فرص النجاح ضعيفة. يكفي أن تلقي خطابا في مؤتمر "آيباك" وتتحدث في مؤسسات الكونغرس حسب المتعارف عليه.
"إلا أن ما كان يهمه هو الظهور هناك. لم يستطع مقاومة الاغراء. اذا كان يجادل الرئيس علنا فهو كبير مثل الرئيس. اضف الى ذلك انه اراد خدمة اليمين في الحزب الجمهوري، والامر انتهى بضرر كبير".
لماذا ضرر؟ سألته.
"لأنه فوت الفرصة بعد توقيع الاتفاق. كان يمكن التوصل في حينه الى مساعدة بمبلغ 45 مليار دولار لعشر سنوات وليس 38 مليار. وكان يمكن توسيع التعاون الاستخباري والتوصل الى تفاهمات حول شروط تشديد العقوبات، وكان يمكن ايضا الحصول على وسائل تمكننا من العمل العسكري ضد السلاح النووي في ظل الظروف الجديدة. وكان بالإمكان التوصل الى ثقة مختلفة تماما".
لماذا تعتقد أن اوباما كان سيوافق على اتفاق كهذا؟
"لأن اوباما ليس ساذجا. فقد ادرك أن ايران ستلتزم بالاتفاق في البداية، عندما يكون الامر مناسبا لها. ولكنها ستعود فيما بعد لاستئناف المشروع النووي. الحل هو اعطاء اسرائيل الوسائل التي تمكنها من العمل. وهذا ما عمل نتنياهو على احباطه في خطابه في الكونغرس".
مع الأوراق قريبا من الصدر
يكتب الجنرال احتياط، يعقوب عميدرور، في "يسرائيل هيوم" انه بين الفصح، عيد الحرية، ويوم الكارثة، وبين يوم الكارثة ويوم الذكرى وعيد الاستقلال، من الصعب جدا على المرء أن يكتب برأس صاف عن الاحداث اليومية. فالمشاعر والذكريات تغمر الفكر والروح معا. ولكن بالذات في سياقات دروس التاريخ يجب أن نتذكر بان دولة صغيرة كدولة اسرائيل ملزمة بان تأخذ في الحسبان، في افعالها، العالم المحيط بها والواقع الذي تعمل في اطاره، كي تتجنب اقحام نفسها في اوضاع من شأنها أن تجعل من الصعب عليها حماية مصالحها. العبارة الأساسية في السياق الوطني يجب أن تكون واضحة: "على اسرائيل الاهتمام بأن تتمكن من الدفاع عن نفسها بنفسها". هذا ينطوي على معاني كثيرة في الحياة العملية، وليس في المجال العسكري فقط.
لقد حدثت مؤخرا عدة تغييرات في المحيط السياسي، وكل واحد منها ينطوي على محفزات التأثير الكبير. فقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب الهجوم على سورية والاستعدادات التي يقوم بها مقابل كوريا الشمالية تشير الى انه يريد ان يعيد للولايات المتحدة مصداقيتها كقوة عظمى، المصداقية التي فقدتها في عهد براك اوباما، خاصة بعد امتناعها عن استخدام القوة العسكرية حين اجتاز الاسد بشكل واضح الخط الأحمر الذي حدده الرئيس اوباما، وبعد أن وافقت الولايات المتحدة، بخلاف تصريحاتها، على السماح لإيران بحيازة دائرة تخصيب نووي نشطة، حتى وان كانت مقلصة.
نشر القوة الروسية في سورية تم في موعد قريب من التوقيع على الاتفاق النووي مع ايران، من خلال استغلال الضعف الامريكي الذي ظهر للجميع. كيف سيكون الرد الروسي على “خطوات اعادة المصداقية” للولايات المتحدة من خلال استخدام القوة والتهديد باستخدام القوة؟ هذا ليس واضحا بعد، ولكن آثار هذا الصراع، الذي يجري بعضه على مقربة من اسرائيل، يمكن ان تكون هامة للغاية. اسرائيل تملك مصلحة مباشرة في نتيجة الحرب في سورية، التي تحولت بعد العملية الامريكية الى جزء من الصراع بين روسيا والولايات المتحدة. اسرائيل لا ترغب برية ايران أو حزب الله قريبا منها، كجزء من القوات المسيطرة في سورية. غير أنهما، ايران وحزب الله، هما المساعدان الرئيسان لسورية في مساعيها للحفاظ على نظام الاسد. لن يكون من السهل المناورة بين هذه القوات المتضاربة، ولكن يجب عمل ذلك بالحذر الجدير بدولة صغيرة ولكن بتصميم لا يسمح بتجاهل المصلحة الاسرائيلية.
خوف من الرد التركي
التغيير الثاني يكمن في شكل الانقلاب التي يحدث في تركيا، والذي بلغ ذروته في الاستفتاء الشعبي، الذي سيحول الدولة، عند تطبيقه، الى “دكتاتورية منتخبة” يتمتع فيها من ينتخب للرئاسة بصلاحيات غير محدودة تقريبا. الشعب التركي، كما ظهر في الاستفتاء الشعبي، منقسم الى قسمين متعارضين بشدة الواحد مع الاخر. تماما كما في الولايات المتحدة وفي بريطانيا، فان المدن الكبرى، الاكثر تطورا، والتي تحافظ على تواصل مع العالم، تختلف عن المناطق القروية الاكثر تقليدية (في تركيا – بالمعنى الديني للكلمة، وفي فرنسا وانجلترا – بالمعنى الاجتماعي – القومي للمصطلح)، التي تنطوي على نفسها دفاعا عن قيمها، من خلال اختيار يتعارض مع مفهوم العالم الليبرالي والمنفتح على العالم.
تركيا السنية والاكثر تحفظا ستكون أقرب الى مفاهيم “الاخوان المسلمين” وسيكون من الصعب عليها العمل بتعاون مع الدول السنية العربية كمصر، السعودية والاردن – أيضا، لان العرب لن يوافقوا على زعامة تركية. ذاكرة السلاطين الاتراك الذين حكموا العالم العربي قبل نحو مئة سنة لا تزال أقوى من أن يتم تجاهلها. سيكون من الصواب التقدير بانه في المستقبل يمكن أن تظهر ايضا خلافات غير بسيطة بين الشيعة بقيادة ايران وبين تركيا، التي تدعي قيادة السنة. في الوضع الناشئ يمكن لإسرائيل ان تشكل العنصر الاهم في منظومة شرق أوسطية واسعة تبرز فيها ثلاثة مراكز ثقل: العربي – السني، الشيعي – الايراني والتركي. لا يعتبر أي مركز ثقل من هذه المراكز “صديقا طبيعيا” لدولة اليهود، ولهذا يجب عليها المناورة بشكل ذكي واستغلال قدراتها كي تحسن علاقاتها مع كل من يبدي الاستعداد لذلك، وفي نفس الوقت تحبط كل من يهددها. هذا يبدو معقدا، وهو بالفعل معقد وحساس جدا. ولكنه يكمن فيه مجال لنشاط اسرائيلي يعرف كيف يستغل على نحو سليم الفوارق والخصومات بين هذه العناصر الثلاثة الكبرى، وقدرة اسرائيل على المساهمة حسب الحاجة في تقدم المصالح المشتركة. لقد تحدثوا ذات مرة عن “حلف الاقليات” الذي تكون فيه اسرائيل عنصرا هاما. اما اليوم، فان ما يحرك مثل هذه التحالفات، بالذات مع الدول العربية – السنية، فهي مصالح الدفاع القائم ومنع نجاح من يريدون خرق الوضع الراهن، خاصة ايران وعناصر سلفية في أوساط العالم السني.
نتيجة الحرب ضد الدولة الاسلامية في العراق وسورية يمكنها أن تؤدي بطريقة ملتوية الى تعزيز المكانة المستقلة للأكراد في العراق وربما في سورية ايضا. تحقق مثل هذه الخطوة سيؤدي الى تغيير واسع في الجغرافية – الاستراتيجية للمنطقة. ومعناه العملي هو تقسيم سورية والعراق بناء على خطوط هيكلية طائفية ودينية، وهي خطوة يمكن أن تؤدي الى تفككهما التام في المستقبل. التهديد الاكبر التي سيشكله الاستقلال الكردي سيكون ضد تركيا، التي تعيش فيها الاغلبية الساحقة من الشعب الكردي. فانفصال الاكراد عن تركيا له معان اقليمية كبيرة للغاية، وعليه فان الاتراك سيفعلون كل ما في وسعهم، بما في ذلك اجتياح المناطق الكردية في سورية لمنع مثل هذا التطور، خاصة في ضوء امتناع الولايات المتحدة عن دعم الاكراد. في سورية نفسها لا يبدو أن نهاية المعارك قريبة، أو ان  تكون اعمال القتل المتبادل على وشك الانتهاء. لقد كان يخيل للروس (للحظة) بانهم نجحوا في جعل المعارضة تصل الى حافة الاستسلام حول طاولة المفاوضات، بعد الصدمة التي خلفها احتلال حلب من قبل الحكومة بمساعدة القوات الشيعية وسلاح الجو الروسي. لكن استخدام الاسد للسلاح الكيميائي ودخول الولايات المتحدة الى الصورة –غيرا الوضع ولا يبدو أن المحادثات ستتواصل الان.
التقسيم حسب الدين؟
هذه بعض الاحداث الجارية، وذلك دون أن نذكر الضغط الداخلي في الاردن وفي مصر – الجارتين خلف الحدود الاكبر لإسرائيل – والفلسطينيين. من هذا الاستعراض يفهم بان على اسرائيل أن توضح، ايضا، من خلال الاستخدام (المقنن) للقوة العسكرية، بان هناك خطوط حمراء من الافضل ألا يتجاوزها مختلف الأعداء، وان اسرائيل ستمنع نشوء تهديدات جديدة وهي في مهدها، حتى بثمن المواجهة العسكرية. ففي دولة صغيرة، على خلفية الدروس من تلك الاحداث التي يتميز بها التقويم اليهودي الان، من الصحيح أن تكون اسرائيل حذرة – ولكن حازمة.

التعليـــقات