توقع خبراء سويسريون أن تشهد تجارة النفط الدولية خضات هذه السنة، نتيجة المخاوف من حصول مواجهات حادة بين الولايات المتحدة وإيران. وسيكون الاتفاق النووي الأميركي - الإيراني الذي أُبرم في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، فتيل القنبلة التي يمكن انفجارها في أي لحظة، تاركة خلفها عدم الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية.
إذ قرر الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب معاداة إيران مجدداً، علماً أن العقوبات الدولية التي رُفعت عن طهران منذ أقل من سنة، بعدما بدأت عام 2011 وضعضعت اقتصادها بقوة، ربما تعود مجدداً بضغوط أميركية.
في سياق متصل، يفيد محللون في زيوريخ، بأن العقوبات الأوروبية والسويسرية التي فُرضت على النفط الإيراني في تموز (يوليو) 2012، آلت إلى تراجع الصادرات النفطية الإيرانية نحو 700 ألف برميل يومياً، بعدما قفزت إلى 2.5 مليون برميل يومياً عام 2011. ولا شك في أن عدائية ترامب لحكومة طهران جاءت بعد اختبار الصواريخ البالستية الذي بدأته منذ فترة قصيرة. ويبدو أن هذه التجارب العسكرية والصدام الأميركي - الإيراني العنيف، ستطيح أحلام دول الاتحاد الأوروبي وسويسرا معاً. إذ تأتي الإدانة الأوروبية - السويسرية للتجارب الصاروخية الإيرانية، في موازاة قلق غربي عميق من الأوضاع الراهنة.
ولفت مراقبون في المعهد الاقتصادي الدولي في برن، إلى أن دول القارة القديمة راهنت على إيران بعد رفع العقوبات الاقتصادية والمالية في شكل شبه كامل عنها، كفرص تجارية كبيرة ستجعل المستثمرين الأوروبيين والسويسريين يعتقدون بأنهم وجدوا فرصة ثمينة للتوسع التجاري في إيران الجديدة والخالية من عقوبات دولية. إذ يقدّر السويسويون العائدات من الخدمات والسلع في الأسواق الإيرانية، بحوالى 800 بليون دولار. ويُعتبر قطاع السيارات واعداً بامتياز، بما أن بيع أكثر من 14 مليون مركبة في الأسواق الإيرانية في شهور قليلة، ينتظر الفرصة المناسبة. كما بلغت أرقام الصادرات النفطية الإيرانية إلى القارة الأوروبية مستويات قياسية تعيدنا إلى ما كانت عليه الحال في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011.
ولن تضر التوترات الأميركية - الإيرانية القارة القديمة فحسب، بل ستطاول شركات أميركية نسجت أحلاماً ذهبية للأسواق الإيرانية. فبعد انتخاب ترامب وقبل توليه منصبه في البيت الأبيض، وقّعت الخطوط الجوية الإيرانية عقداً مدته عشر سنوات مع شركة «بوينغ» الأميركية لشراء 80 طائرة بقيمة 16.6 بليون دولار. وأوضح خبراء سويسريون أن هذا العقد هو الأكبر في تاريخ «بوينغ» منذ 37 سنة، سيمكّنها من توظيف مئة ألف شخص.