رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 19 شباط 2017

الإثنين | 20/02/2017 - 10:11 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 19 شباط 2017

رجال ترامب حاولوا منع تمرير قرار ضد المستوطنات في مجلس الامن

تكتب "هآرتس" ان مجلة "فورين بوليسي" نشرت يوم الجمعة، ان رجال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاولوا قبل حوالي شهر من تسلمه لمنصبه، منع المصادقة على قرار مجلس الامن المتعلق بالمستوطنات الاسرائيلية. وحسب التقرير فان رجال الفترة الانتقالية الذين اعدوا لتسليم زمام السلطة لترامب، وعلى رأسهم مايكل فلين، الذي تم تعيينه مستشارا للأمن القومي، واقيل في الاسبوع الماضي، اطلقوا حملة دبلوماسية حثيثة من اجل احباط القرار الذي صودق عليه في كانون الاول الماضي.

واضاف التقرير انه قبل عدة ساعات من المصادقة على القرار، في 23 كانون الاول، توجه رجال ترامب الى وزارة الخارجية الأمريكية وطلبوا الحصول على ارقام الهاتف والبريد الالكتروني ووسائل الاتصال الاخرى مع سفراء ووزراء خارجية الدول الاعضاء في مجلس الامن. وقال مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية انه تم رفض الطلب خشية المس بالمخططات الدبلوماسية لإدارة اوباما.

لكن رجال ترامب قاموا، حسب التقرير، بتفعيل الضغط على دول مثل مصر وبريطانيا لكي تعارض القرار. وقال دبلوماسي في مجلس الامن: "لقد تعرضنا للضغوط من قبل اسرائيل ومن قبل رجال ترامب".

وحسب مسؤول امريكي رفيع، فقد حاولت نيكي هايلي، السفيرة الحالية للولايات المتحدة في الامم المتحدة، التوجه في حينه الى سابقتها في المنصب سمانثا باور، واجرت اتصالات هاتفية مع مكتبها وعبر هاتفها الشخصي، لكن باور لم ترد على الاتصالات في ضوء تخوف مستشاريها من محاولة الضغط عليها لفرض الفيتو على القرار.

وحسب التقرير فقد اتصل فلين بعدد من سفراء الدول الاعضاء في مجلس الأمن، ومن بينها الاورغواي وماليزيا. واكد متحدث من البعثة الماليزية في الامم المتحدة بأن فلين "حاول الاتصال مع ممثلنا الدائم رملان بن ابراهيم".

يشار الى ان مجلس الامن اتخذ القرار في شهر كانون الثاني بتأييد 14 دولة وامتناع الولايات المتحدة فقط.

مستوطنون يعتدون على رعاة من مجمع تل الخيمة في غور الأردن

تكتب هآرتس" نقلا عن عائلة فلسطينية من مجمع تل الخيمة، في شمال غور الأردن، ان مستوطنين قاما، يوم الجمعة، برشق الحجارة على قطيعها، ما اسفر عن قتل خروف واصابة ماعز وخروف آخر. وقد هرب الخروف المصاب ولم يرجع حتى يوم امس. وقال ابناء عائلة أيوب، لنشطاء تعايش، امس السبت، ان المستوطنين اقتربا من راعيين من ابناء العائلة اثناء قيامهما برعي القطيع على مسافة كيلومترين من مضارب العائلة، وقاما بشتمهما ورشق الحجارة على القطيع. وقال الراعيان انهما يعرفان اسم احد المستوطنين.

ويشار الى ان مجموعة من المستوطنين اقامت منذ شهر ايلول بؤرة استيطانية على رأس التل المجاور لمجمع تل الخيمة، ومنذ ذلك الوقت وهم يمنعون الرعيان من الوصول مع قطعانهم الى المنطقة. وقال ابناء العائلة ان رشق الحجارة على القطيع واصابة الخرفان هو تصعيد واضح.

وكان ثلاثة مستوطنين قد اعتدوا قبل اسبوع على ثلاثة رعيان آخرين في شمال القطاع ووصل الى المكان جنديان قاما بتقييد اثنين من الرعيان واحتجازهما لمدة ساعتين. وحسب ما يقوله نشطاء "تعايش" و"محسوم ووتش" فان العديد من الفتية اليهود الذين تسربوا من المدارس الدينية ينتشرون في المنطقة ويهددون الرعيان لمنعهم من رعاية مواشيهم في المنطقة.

ويذكر هذا العمل بما كان يفعله المستوطنون من "عيمق شيلو" طوال سنوات، بالمزارعين الفلسطينيين لطردهم من اراضيهم، وبالتالي الاستيلاء عليها وزرعها.

الاصلاحيون اليهود ضد تعيين فريدمان سفيرا لدى اسرائيل

تكتب "هآرتس" ان حركة الاصلاحيين اليهود في الولايات المتحدة، وهي احدى اكبر الحركات اليهودية هناك، اعلنت معارضتها لتعيين ديفيد فريدمان سفيرا للولايات المتحدة في اسرائيل. وهذه هي المرة الاولى التي تتخذ فيها الحركة موقفا ضد تعيين كهذا.

وكتب رئيس اتحاد اليهود الاصلاحيين، ريك جايكوبس، في بيانه ان المقصود لحظة مصيرية، واضاف: "لم نعارض أبدا تعيين أي سفير للولايات المتحدة، لكننا نفعل ذلك الان بسبب الحاجة الملحة من جهتنا للإعراب عن تخوفنا من هذا التعيين الهام. تصريحنا نابع من محبتنا العميقة لإسرائيل وتخوفنا من ان دعم الحزبين (الجمهوري والديموقراطي) طويل السنوات لإسرائيل بات مطروحا الان على الكفة".

وفي البيان الذي تم توقيعه من قبل رؤساء كل التنظيمات اليهودية الكبيرة التابعة لحركة الاصلاحيين، كتب بأن فريدمان "يفتقد الى القدرات الأساسية المطلوبة للمنصب"، و"يفتقد الى الميزة المطلوبة لهذا المنصب الحساس". وتم نشر هذا البيان بعد تحدث فريدمان مع جايكوبس شخصيا، وبعد سماع ممثلي الحركة للاستجواب الذي اجري لفريدمان في مجلس الشيوخ، يوم الخميس الماضي.

وجاء في البيان انه لا شك بأن فريدمان يحب اسرائيل بعمق، لكن هذا لا يكفي من اجل تحويله الى شخص يستحق هذا المنصب. كما جاء في البيان انه لا يمكنه لعب دور بناء. وحسب اقوال جايكوبس "يبدو ان آرائه المتطرفة في القضايا الرئيسية المرتبطة بحل الدولتين وحدود اسرائيل والمستوطنات ومكان السفارة الامريكية، وجدت انعكاسا لها في البيت الابيض. هذه المواقف تسبب الضرر للسلام وللعلاقات الراسخة بين الولايات المتحدة واسرائيل".

وفي تعقيبها على اعلان فريدمان خلال الاستجواب عن تخفيف مواقفه السابقة بِشأن حل الدولتين والمستوطنات والسفارة، قالت حركة الإصلاحيين في بيانها، ان المواقف المخففة التي اعلنها فريدمان خلال الاستجواب لا تستبدل تاريخا طويلا ومفصلا من تعامله مع اسرائيل، والذي انعكس في تصريحاته وتبرعاته.

نتنياهو يطلع حكومته اليوم على فحوى محادثاته مع ترامب

تكتب "يسرائيل هيوم" انه بعد الاستقبال الدافئ والتصريحات حول اللقاء الممتاز مع الرئيس دونالد ترامب، يصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى جلسة الحكومة، اليوم، لكي يشرح للوزراء ما الذي يتضمنه "كبح المستوطنات" الذي طلبه منه ترامب فوعده بفحصه. وكان عدد من وزراء الحكومة، من احزاب مختلفة، قد اعلنوا، امس، انهم لن يوافقوا على تجميد البناء في المستوطنات او مواصلة فرض القيود على البناء في القدس.

ومن المتوقع ان يطلع نتنياهو الوزراء خلال جلسة الحكومة على زيارته في الأسبوع الماضي الى واشنطن، واللقاء الذي اجراه مع ترامب، وكذلك اجتماعه بنائب الرئيس مايك فينس، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، وسلسلة من اعضاء مجلسي النواب والشيوخ. وبعد ذلك، سيعقد نتنياهو اجتماعا للمجلس الوزاري السياسي – الأمني المصغر. ومن المتوقع قيام نتنياهو باطلاع الوزراء على التفاصيل المعروفة، وكذلك السرية، خاصة المتعلقة بايران وسورية.

في الموضوع الملح من ناحية سياسية، سيوضح نتنياهو للوزراء بأنه وافق على فحص طلب الرئيس ترامب، ولذلك قرر "تشكيل طاقم للحوار مع البيت الابيض في موضوع البناء في المستوطنات، بهدف التوصل الى تفاهمات". وفي اطار فحص موضوع المستوطنات، وافق نتنياهو، ايضا، على اعادة فحص قرار اقامة مستوطنة جديدة لمستوطني عمونة سابقا. ولم يكشف ديوان نتنياهو أي تفاصيل حول هذا الموضوع.

وخلال جلسة الحكومة سيتظاهر سكان عمونة سابقا مطالبين رئيس الحكومة بتنفيذ وعده. وجاء في دعوة تم توجيهها الى السكان امس: "صباح غد سنجتمع مقابل جلسة الحكومة مطالبين: هدمتم؟ ابنوا. وعدتم؟ نفذوا! عمونة اقتلعت، السكان لا يزالون في الفندق بدون حل. سنطالب رئيس الحكومة بتنفيذ التزامه في الاتفاق الموقع معنا واقامة مستوطنة فورا، كما اعلن في يوم الاخلاء".

وترك نتنياهو سلسلة من المسائل المفتوحة والمثيرة، ومن بينها قانون التسوية (المصادرة)، ضم معاليه ادوميم وكتل المستوطنات ونقل السفارة الامريكية الى القدس. وقد قوبلت كل الخطوات الاسرائيلية في هذه القضايا بشجب شديد من جانب الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي. وفي موضوع عمونة، جاء الاحتجاج الشديد ايضا بسبب قيام نتنياهو، ولأول مرة، بتغيير القرار الاسرائيلي المعلن منذ اتفاقيات اوسلو، بعدم بناء مستوطنات جديدة وراء الخط الاخضر. وحتى الان، تم توسيع المستوطنات داخل مناطق خرائطها، وتم تسميتها احياء جديدة داخل مستوطنات قائمة، او تم انشاء بؤر غير قانونية وغير رسمية، وصودق عليها في النهاية او تم اخلاؤها. وبعد اللقاء مع ترامب ليس من الواضح ما هو الحل الذي سيعرضه على سكان عمونة سابقا.

وقال رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت، انه سيطالب رئيس الحكومة بإزالة العقبات امام البناء في القدس ويهودا والسامرة. وقال بينت: "عشية سفره تحدثنا بعمق عن مسألة البناء وحددنا معايير لمواصلة البناء، اولا في القدس. اليوم لا يزال التجميد قائما في القدس، مثلا في حي تلبيوت جنوب. يجب الان فتح كل شيء امام البناء الحر، في القدس وفي يهودا والسامرة. سنستمع الى رئيس الحكومة، وسنفهم ما تم الاتفاق عليه ونلخص التقدم".

في السياق، سئل وزير الامن افيغدور ليبرمان، في القناة الثانية، حول حل الدولتين، فقال: "نحن ندعم دولة يهودية. نحن نريد دولة اسرائيل كدولة يهودية وليست كدولة ثنائية القومية. بالنسبة لي، يجب الانفصال عن الفلسطينيين، حتى اولئك الذين يقيمون في وادي عارة (داخل الخط الاخضر). لا يوجد سبب يجعلنا نوافق على دولة فلسطينية من دون أي يهودي واحد، بينما نكون نحن دولة يشكل فيها العرب 20% من سكانها. وبشأن الضم والبناء في يهودا والسامرة، المسألة ليست تصريحات او محاولة تحقيق مكاسب انتخابية قصيرة الاجل. هذا اولا نتيجة لتفاهماتنا مع الولايات المتحدة".

نتنياهو يغادر اليوم في زيارة الى سنغافورة واستراليا

كتبت "يسرائيل هيوم" بعد يومين من عودته الى البلاد، يعود رئيس الحكومة لمغادرة اسرائيل اليوم، في زيارة طويلة تشمل استراليا وسنغافورة. وسيلتقي نتنياهو في سنغافورة مع الرئيس طوني طان، ورئيس الحكومة لي هاسيان لونغ، ويناقش معهما توثيق العلاقات بين الدولتين في عدة مجالات. كما سيزور نتنياهو الكنيس اليهودي هناك.

بعد ذلك سيغادر الى استراليا، ويلتقي مع رئيس حكومتها مالكولم ترينبول. وسيشارك نتنياهو في حدث كبير سيجمع رجال اعمال اسرائيليين واستراليين. كما سيجتمع بالحاكم العام سير بيتر كوسغاروف، ورئيس المعارضة بيل شورطون ورؤساء الجالية اليهودية. كما سيزور نتنياهو مدرسة يهودية.

وفي الشهر القادم، ايضا، يتوقع قيام نتنياهو برحلتين طويلتين الى الخارج، الى الصين بمناسبة مرور 25 عاما على اعادة العلاقات بين البلدين، ثم الى الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر اللوبي اليهودي ايباك.

ليبرمان: "لدينا ثلاث تهديدات: ايران وايران وايران"

تكتب "يسرائيل هيوم" ان وزير الامن افيغدور ليبرمان، اجتمع خلال مشاركته في مؤتمر ميونخ، مع وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس، في اول لقاء يجمع بينهما منذ تسلم ماتيس لمنصبه.

وحسب بيان صدر عن مكتب ليبرمان، فقد تحدث الوزير وماتيس عن ادارة حوار مفتوح وتعاون مشترك "من اجل تعزيز امن اسرائيل والحفاظ على المصالح الامريكية في المنطقة". وناقش ليبرمان وماتيس عدة قضايا، اهمها ايران.

وقال ليبرمان ان المشاكل الثلاث الاساسية التي ستواجه اسرائيل والولايات المتحدة، هي "ايران، ثم ايران، ثم ايران". واضاف: "يجب بناء تحالف حقيقي وناجع لمواجهة الارهاب الذي تنشره في العالم، وانشغالها في تطوير الصواريخ، والتسلح النووي". كما قال ليبرمان ان كوريا الشمالية وايران هما طرفان لمحور الشر، الذي يندمج فيه حزب الله ونظام الاسد في سورية. وايران هي حلقة الوصل. وجاء من مكتب ليبرمان انه اتفق مع ماتيس على العمل بإصرار ضد ايران.

اسبوع حاسم للجندي ازاريا: الثلاثاء يصدر قرار العقوبة

كتبت "يسرائيل هيوم" ان الاسبوع الجاري سيكون الاسبوع الحاسم بالنسبة للجندي اليؤور ازاريا، حيث سيصدر يوم الثلاثاء قرار العقوبة التي سيفرض عليه بعد ادانته بقتل المخرب الجريح في الخليل. وكانت النيابة العسكرية قد طلبت سجنه لفترة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، من دون تخفيض الاشهر التي امضاها في معتقل مفتوح في قاعدة نحشونيم. كما طلبت النيابة تخيض رتبة ازاريا الى عريف.

في المقابل طلب محامو ازاريا فرض السجن عليه حتى عامين فقط، بما في ذلك الفترة التي امضاها في المعتقل المفتوح. كما قالوا انهم يعتقدون بأنه يكفي فرض السجن مع وقف التنفيذ عليه في ضوء حقيقة تواجده لفترة طويلة داخل معتقل مفتوح، ولأنه وعائلته عانوا بما يكفي.

جهات استخبارية: احتمال حصول حزب الله على صواريخ يحنوط الروسية

تكتب "يديعوت أحرونوت" انه يسود التخوف الكبير من ان حزب الله حصل على اسلحة استراتيجية من شأنها تغيير توازن القوى على الحلبة البحرية في الشرق الاوسط، حسب ما تبين خلال محادثات اجرتها جهات استخبارية غربية خلال اليومين الأخيرين في اطار مؤتمر الأمن الدولي المنعقد في ميونخ. وتم تناقل المعلومات بين عدة جهات استخبارات غربية، ويعتمد على مصادر وصفت بأنها "جيدة جدا".

وحسب هذه المصادر فانه على الرغم من الجهود الكبيرة جدا المنسوبة الى اسرائيل، لمنع حزب الله من تهريب اسلحة خلال السنوات الخمس الماضية، الا ان التنظيم تمكن، كما يبدو، من تهريب كمية معينة (كما يبدو حتى ثمانية) من صواريخ يحنوط، وهي صواريخ شاطئ بحر روسية الصنع، وتقابل صواريخ S-300 المضادة للطائرات، وتعتبر من افضل الصواريخ في العالم. ويتم اطلاق هذه الصواريخ من الشاطئ وتصل الى مسافة 300 كلم، وحسب المعروف فانه لا توجد حاليا منظومة حرب الكترونية يمكنها مواجهة هذه الصواريخ او تشويشها. وقدرت اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية منذ زمن بأن حصول حزب الله على صواريخ يحنوط من شأنه ان يهدد بشكل كبير حركة سفن سلاح البحرية الاسرائيلي، والاسطول السادس الامريكي والسفن المدنية في البحر المتوسط، بالإضافة الى تهديد حقول الغاز الطبيعي التابعة لإسرائيل في البحر.

وليس من المستبعد ان تكون بعض الهجمات التي شنها سلاح الجو الاسرائيلي، حسب مصادر اجنبية، على قوافل ومستودعات الاسلحة التي كان يفترض نقلها من سورية الى حزب الله في لبنان،  كانت تهدف الى تشويش وصول صواريخ يحنوط لحزب الله. وفي شهر كانون الاول الماضي، بعد هجوم تم نسبه لإسرائيل، قال وزير الامن افيغدور ليبرمان، ان "لدى اسرائيل عدة خطوط حمراء، لن تتخلى عنها، من بينها تهريب الاسلحة المتطورة او اسلحة كيماوية الى حزب الله". والان يتبين حسب المعلومات التي وصلت مؤخرا، انه اذا كانت اسرائيل هي التي وقفت فعلا وراء الهجمات، فانه ليس من المؤكد انه تم تدمير كافة القوافل. وفي كل الأحوال، يمكن بواسطة ايران ايصال الصواريخ لحزب الله بطرق اخرى.

مقالات

المهم ان القدس هي لنا الى الأبد

يكتب يونتان انغلاندر، في "هآرتس" ان الناطقين بلسان الليكود والبيت اليهودي، يدأبون على الاعلان من فوق كل منصة، ومن تحت كل شجرة يانعة، ان هذه البلاد هي "لنا". نفتالي بينت يفسر لنا اصحاح "اذهب" (الأمر الالاهي لإبراهيم الخليل بالذهاب الى ارض كنعان – المترجم)، موشيه فيجلين في كل استوديو تلفزيون يستعد لاستقباله، وبطارية من وزراء اليمين عشية تمرير قانون مصادرة الأراضي – في خطابات حماسية، لا تنطوي على أي خطر سياسي أو تأثير على نتيجة التصويت التي كانت معروفة مسبقا.

بينت "هذه البلاد لنا"، الكين "البلاد لنا"، اوكونيس "هذه البلاد لنا"، لنا، لنا، لنا. كالأطفال الذين انتزعت منهم العابهم. ساسة اليمين ينجحون بصياغة علاقتهم مع ارض اسرائيل بمصطلحات الملكية فقط. اما الابعاد الاستراتيجية والمعاني الاخلاقية والاضرار الاجتماعية فيتم قذفها كلها تحت عجلات جرافة الاستيطان وراء الخط الاخضر، بينما لا يتم ابدا عرض اهمية او فائدة ذلك الاستيطان الا "كحق طبيعي" للشعب اليهودي على ارض اسرائيل. وبكلمات مبسطة، رغم ان هذه الارض ليست لنا من ناحية قانونية، الا انها لنا.

ليس من الضرورة صياغة العلاقة بين شعب وبلاده بمصطلحات ملكية الأرض. الاولاد الامريكيين يعتبرون الارض مصدر حياة ويطمحون الى اقامة نظام تكافلي واتصال روحي معها. في روسيا والهند يتم أنسنة الكيان السياسي بصورة الأم: امنا روسيا، وامنا الهند؛ العلاقة الرمزية التي تشتق من ذلك هي الانتماء والالتزام، وبالتأكيد ليست الملكية. الدستور ويمين الولاء في الولايات المتحدة يركزان على الانسان والله. اما الأرض فيتم عرضها كمسألة عملية وليست جوهرية.

ولكن، الحقيقة هي انه لا حاجة للإبحار الى تلك المناطق البعيدة. فالصهيونية غالبا لم تقوم بصياغة علاقتها مع ارض اسرائيل بشكل يشبه صاحب الأراضي وعقاراته. لقد اعترف هرتسل بالأهمية التاريخية والثقافية لأرض اسرائيل بالنسبة لليهود، لكنه لم يعتبر العودة الى البلاد بالذات شرطا حتميا لإقامة الدولة. دافيد بن غوريون، في تصريحاته الاكثر حدة في هذا المجال، والتي يحب اليمين اقتباسها، يتحدث عن "حقنا على الأرض". ومناحيم بيغن كان يستخدم مصطلح الحق. هناك فجوة كبيرة تفصل بين الحق والملكية. هذه هي الفجوة بين الجيل الذي لم يتثقف في احضان الاقتصاد الليبرالي الجديد، والجيل الذي لا يعرف أي شيء آخر غيرها.

في العالم الرأسمالي الليبرالي الجديد، يطغى الحق بالملكية على بقية الحقوق ويتحول الى كل شيء. كما كتبت عيريت لنور، احدى المناصرات لمفهوم "بدون حق الملكية – لا يوجد شيء" (وفي سياق آخر ومصادف تماما: "هذه الدولة لنا تماما"). ليس من المفاجئ، اذن، ان بينت ونتنياهو، المليونيران، هما قائدا المعسكر الذي يعتبر الملكية على الأرض جوهرا ايديولوجيا. ويمكن العثور على نتائج هذا المفهوم الضيق الأفاق، في القدس: السكان افتقدوا الأمن، الفقر خرج عن السيطرة، جودة الحياة وصلت الى ادنى مستوياتها التاريخية، الأحياء الشرقية تعاني من الاهمال، لا يوجد تخطيط للمستقبل – لكن المهم هو: القدس لنا، لنا، لنا الى الأبد.

حوار الأسياد هذا يملي الحلول التي يولدها. كلها تتمحور حول ما نستعد لإعطائه للفلسطينيين، وما لا يوافقون على تقبله. هذا النهج الأبوي، الذي يتعامل مع ارض اسرائيل كأنها كعكة تعود لليهود، وهؤلاء على استعداد لتقديم شريحة منها للفلسطينيين، او شريحة ونصف في أقصى حد، لن تقود الى شيء باستثناء الارهاب واستمرار التدهور الاخلاقي والاجتماعي لدولة اسرائيل.

هناك حاجة الى تغيير المفاهيم. الموضوع الجوهري هو ليس من هم المالكين للأرض، وانما كيف يتم استغلالها. ما هي الحاجة الاسرائيلية الكامنة في ملكية حي في القدس، لا يوجد للجمهور اليهودي أي استغلال لها؟ ما هي حاجة الفلسطينيين الى ملكية ارض اقيمت عليها مستوطنة، ومن الواضح انه لن يتم اخلاؤها الى الأبد؟ الجمهوران يطمحان الى الحياة الكريمة والعدالة، ويستحقان ذلك، وكلاهما سيضطران الى استخدام الارض ذاتها من اجل تحقيق هذا الطموح. لا يوجد اصحاب للأرض، وفي هذه الأثناء  يوجد لها ضحايا فقط.

اليهود والمسلمين، يمكن أيضا، مثل البطاطا المقلية

يكتب امير اورن، في "هآرتس" انه في اكثر الأيام الكئيبة لحرب 1973، يوم التاسع من تشرين الاول، طلبت غولدا مئير السفر سرا الى واشنطن لعقد اجتماع لساعة واحدة مع ريتشارد نيكسون. لكن هنري كيسنجر قفز وقال انه يمنع خروج غولدا لهذه الرحلة اليائسة، والتي لن يتم بالضرورة الحفاظ على سريتها، وستلمح للدول العربية بأن اسرائيل اصيبت بالفزع. لكن ما لم يتقاسمه كيسنجر مع محاوريه الاسرائيليين هو الجانب الثاني للكآبة: فنيكسون كان يقف امام الاستقالة القسرية لنائبه الفاسد سبيرو اغينيو، فيما كان هو متورطا حتى عنقه في فضيحة ووترغيت. وحتى صيف العام التالي اضطرت غولدا ونيكسون للاستقالة.

عندما حضر بنيامين نتنياهو الى دونالد ترامب، كان كلاهما يواجها منزلقا مشابها. نتنياهو تظاهر بالمبتهج من اجل اثارة انطباع المستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت، الذي ينظر الى نتنياهو كرئيس حكومة ناجح، في خضم زخم سياسي يمنع قطعه من خلال تقديم لائحة اتهام. اما شركائه في الحكومة، فيحاول نتنياهو اقناعهم بأنه ليس من المفيد اسقاطه، في ضوء مسودة لائحة الاتهام، لأنه استرد قوته على القيام بأحابيل سياسية – امريكا معه، والعرب يفتقدون الى مكان يهرعون اليه.

ترامب هو طفيلي. لكنه طفيلي ثري جدا، نجح بحل اللغز وانتخب للرئاسة. ومع ذلك بقي ذلك الطفيلي الذي يحمل بسلوكياته الخجل والعار للأمة الامريكية. اذا واصل هكذا، ستجد المنظومة السياسية، بحزبيها وبإضافة من وول ستريت واذرع تطبيق القانون، الطريق لدفعه الى الخارج – بواسطة التحقيقات الجنائية، باتهام من قبل مجلس الشيوخ، بتمرير حياته. وسيصبح مايك فينس، نائبه القاتم ولكن غير المسبب للضرر، بمثابة جيرالد فورد، الذي قال ملاطفا بعد ركل نيكسون "انتهى كابوسنا القومي الطويل". فينس سيطلق صافرة تهدئة مشابهة.

منذ خروج كلمات "دولتان، دولة واحدة" من فم ترامب، وقبل مجيء التوضيحات، كان من الواضح انه لا فائدة من التحليل المدروس. فترامب هو رجل عقارات. لا يهمه ان كان مالك احد الطوابق في البرج سيقيم فيه كله او سيحوله الى اربعة منازل ويؤجرها. المهم الحصول على الاتفاق، بين البائع والشاري او بين المؤجر والمستأجر، ما يعني انه يملك كل جانب حق الفيتو. بالنسبة للشرق أوسطي، منذ تخلى الأردن عن طموحه بالسيطرة على الضفة الغربية، اصبح الفيتو الأهم في ايدي الفلسطينيين. رفضهم سيفشل الاتفاق الثنائي، والذي لن يتم من دونه تحقيق اتفاق اقليمي، متعدد الدول، وهو الهدف الذي سعى اليه بوش الأب وجيمس بيكر منذ مؤتمر مدريد في 1991.

الانطباع الشعبي، وكأن حل الدولتين هو نموذج تعامل قديم، ليس صحيحا. انه ابن 15 سنة، منذ خطاب بوش الابن في حزيران 2002، في اعقاب عملية "السور الواقي". لقد جذب الارهاب الفلسطيني الجيش الاسرائيلي الى الضفة، واثمر لأول مرة عن دعم امريكي للدولة الفلسطينية. العلاقات الدافئة بين بوش، الاكثر جمهوريا من ترامب، وبين رئيس حكومة الليكود اريئيل شارون، لم تساعد شارون على دفع سياسته، بل على العكس، لقد تراجع شارون عنها وتمت مناورته حتى الانسحاب من غزة.

عندما ردد "دولتان، دولة واحدة" – ولماذا ليس ثلاث دول تشمل غزة – خرجت من فم ترامب اصداء التعليم الأساسي للحساب للأطفال، من واحد حتى ثمانية، باستخدام حبات البطاطا، بدلا من اسرائيل وفلسطين. "حبة بطاطا واحدة، حبتا بطاطا، ثلاث واربع حبات بطاطا، خمس حبات بطاطا، ست حبات بطاطا..." اليهود والمسلمين، كلهم بطاطا، ويمكن ايضا ان يكونوا مثل البطاطا المقلية.

سيتم تجميد الاستيطان، عمليا، تماما كما في سنوات اوباما، والضم لم يكن ولن يكون، لأنه يتعارض مع القرار 242، وسيقود خلال دقائق الى الغاء اتفاقيات السلام مع مصر والأردن. الفارق الوحيد بين ترامب وسابقيه هو ان التفاصيل لا تهمه – المهم هو السطر الأخير فقط، الانجاز الذي سيتم تسجيله له. لكنه لن يتمكن من تحقيقه. الاسرائيليون والامريكيون سيتنفسون الصعداء، بسرعة في ايامنا، عندما سيرجع هو ونتنياهو، كل لوحده، الى بيته المجاور لملعب الغولف. هو في فلوريدا وهذا في قيسارية.

الفلسطينيون بقوا من دون "سند"

يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم"، ان لقاء القمة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. ويمكن ان تتوثق هذه العلاقات بشكل اكبر من الماضي، بل وتشمل تنسيق المواقف والاجراءات بشكل متقارب ودافئ بين حكومة القدس والبيت الابيض. والى جانب الكيمياء الشخصية، بل والهوية الايديولوجية الاساسية بين الزعيمين، التي تعتبر هامة في مسائل كهذه، ساهمت في نجاح اللقاء حقيقة كون ترامب محررا من كل التزام بالتفاهمات والفرضيات التي شكلت قاعدة لسياسة واشنطن في المسائل الجوهرية في الشرق الاوسط طوال العقود الأخيرة.

لقد اثارت القمة في اسرائيل، خاصة في وسائل الاعلام، تأثرا كبيرا بسبب ما ظهر كتراجع اسرائيلي، بترحيب من قبل ترامب، عن الالتزام بمبدأ حل الدولتين، وفي الوقت نفسه، تراجع الولايات المتحدة، وبتشجيع من اسرائيل، عن السياسة المتعددة السنوات والتي ترفض مشروع الاستيطان في يهودا والسامرة وتعتبره عقبة مركزية امام السلام.

هذا التغيير في السياسة الامريكية ينطوي على معاني دراماتيكية ليس فقط بالنسبة لإسرائيل، وانما، اولا، بالنسبة للجانب الفلسطيني، لأن ترامب دمر، بضربة واحدة، كل مبنى الاستراتيجية الفلسطينية خلال العقدين الاخيرين، وفي جوهرها تدويل الصراع ومحاولة استغلال المؤسسات الدولية من اجل الضغط على اسرائيل، وفي نهاية الأمر املاء حل عليها يتفق مع المصالح الفلسطينية، والا يتم فرض عقوبات سياسية واقتصادية على اسرائيل ويتهم قادتها بارتكاب جرائم حرب ويقدمون الى المحكمة الدولية في لاهاي.

قمة الانجازات التي حققها التوجه الفلسطيني يكمن في تبني مجلس الامن الدولي قبل حوالي شهر، لقرار يشجب المستوطنات. لقد تم اتخاذ القرار بفضل قرار الولايات المتحدة، بإدارة اوباما، الامتناع عن فرض الفيتو.

الان، من المشكوك فيه ان الفلسطينيين سيتمكنون من مواصلة هذا المسار. فإصرار ترامب على وقف الخطوات المختلفة في الامم المتحدة، يتفق مع وجهته التي ترى في هذه المؤسسات التي تمول واشنطن غالبيتها بسخاء، عبئا على الولايات المتحدة، عائقا على دربها، او جهات معادية تعمل من اجل التخريب على المصالح الأمريكية الحيوية.

لهذا السبب بالذات، من المثير الاكتشاف بأن شوارع العالم العربي قللت من التأثر من قمة واشنطن ونتائجها، كما لو ان تغيير التوجه من قبل ترامب نحو مشاكل المنطقة لا يتعلق بالدول العربية، بل ربما يخدم اهدافها. لأن التوجه الجديد نحو مشاكل المنطقة يختلف عن توجه الرئيس اوباما، ويتفق مع مصالح مصر التي شبعت من مرارة الانتقادات التي وجهتها اليها الولايات المتحدة بسبب الاطاحة بسلطة مرسي في تموز 2013، بل ويتفق مع مصالح السعودية التي تطالب بموقف امريكي اكثر حسما ضد ايران.

اذن، لقد ادار العالم العربي ظهره للمسألة الفلسطينية. وهي لا تزال تحظى باهتمام اجزاء من الجمهور العربي، ويمكنها ان تشكل دائما اداة ناجعة للتنفيس والانتقادات الموجهة الى الانظمة العربية او الغرب. لكنه انتهت الايام التي كانت فيها الدول العربية مستعدة للدفع بالعملة المحلية وللتضحية بمصالحها من دون تفكير من اجل القضية الفلسطينية. وهذا يتعمق بشكل خاص في ضوء الانقسام الفلسطيني بين حماس والسلطة الفلسطينية، ورفض الاخيرة تبني توجها واقعيا يدفعها نحو اهدافها.

في غياب الدول العربية، تجندت اوروبا للخروج ضد خطوات ترامب، لأن من شأنها هدم محاولات الاوروبيين القيام بدور ما في السياسة الاقليمية. ولكن من دون الولايات المتحدة، وفي ضوء بوادر انهيار الاتحاد الاوروبي من الداخل، لا تعتبر اوروبا عاملا له وزنه.

ولم يتبق اذن، الا اصحاب الشأن، الفلسطينيين، الذين يطلب منهم اليوم اعادة النظر في سياستهم. لقد اختارت حماس طريقها عندما انتخبت المسؤول الرفيع في الجناح العسكري، يحيى سنوار، قائدا لها في غزة. ويمكن للسلطة الفلسطينية، في المقابل، ان تقرر الاعتماد على استئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل. لقد ثبت في الماضي ان هذه المفاوضات هي افضل طريق لتحقيق التقدم، ولكن اذا قررت مواصلة الانتظار، يمكنها الاكتشاف بأنها فوتت الموعد.

ارتباك في العالم العربي

تكتب سمدار بيري، في "يديعوت أحرونوت" انه لم يُصب أي زعيم من قادة دول المحور المعتدل في العالم العربي، بالتطرف، وعمليا، لم ينطق ببنت شفة ردا على التصريحات التي خرجت من المؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب ونتنياهو. كما لم تصدر تعقيبات على العبارة التي احتلت العناوين، والتي حدد فيها ترامب بدون مبالاة بأنه لا يهمه اذا تم اختيار دولة واحدة او دولتين.

المحللون في الجانب الثاني يبحثون عن الكلمات ولا يبذلون أي جهد لإخفاء اليأس. بالنسبة للمهذبين في المجموعة يعتبر ترامب لغز، وهناك من هم مستعدون للقسم بأنه في الأساس جاهل في شؤون المنطقة ويفضل القفز على الحفر. من جهة، دفن ترامب الدولة الفلسطينية، وحرر نفسه من ذلك حين طلب من نتنياهو "التخفيف قليلا" من البناء في المستوطنات. ومن جهة ثانية، بالذات بفضل نتنياهو الذي يفهم الأبعاد الخطيرة، لن يتم (حاليا؟) نقل السفارة الامريكية الى القدس. لقد حذر الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط من انهم "اذا فعلوا ذلك، فسيفتحون ابواب جهنم". ولكي يقنع بأقواله، يطرح الامين العام رقما مفزعا، عشرات الملايين، الذين سيكونون مستعدين للخروج الى الشوارع والتجند "لعمليات" إذا أصرت الادارة على ذلك.

حسب تخميني فان الحكام والمستشارين وكل من يتواجد في دائرة صناع القرار في العالم العربي، لم يفوتوا حتى ثانية واحدة من اللقاء في البيت الأبيض. بالنسبة لهم، حصل نتنياهو على اكثر مما كان يحلم. ومع ذلك فقد سمع ترامب ما سمعه من الملك الأردني عبدالله، وفتح قناة اتصالات مع السيسي في مصر، وقفز رئيس "سي. أي. ايه" الى رام الله، وفي قصر الملك سليمان في الرياض، وجدوا قنالا لتحويل رسائل الى واشنطن. الى أي حد يريد ترامب غمر اقدامه في مستنقع الصراع؟ لقد القى بعبارة غير ملزمة حول مؤتمر اقليمي. من جانبه، فليختاروا حل "ادخل – اخرج" كما يطلبون الطعام في مطاعم السوشي. اولا سلام كبير، وبعد ذلك الصراع مع الفلسطينيين، والله كبير.

في خضم هذه الدوامة، دخلت التغريدة الخرقاء التي نشرها الوزير ايوب القرا على تويتر. اذهب واقنع الجانب الثاني بأن كل ما سعى اليه هو البحث عن عنوان. اذهب واقنعهم بأن وزير شؤون لا شيء، لا يفهم شيئا حين يصر على ان نتنياهو ذهب لإنهاء صفقة مع ترامب تقضي بإنشاء دولة فلسطينية بين غزة وسيناء على حساب السيسي.

يوم الخميس مساء، شاركت في نقاش طويل في البرنامج الاخباري في قناة الجزيرة، حول قضية سفيرنا في القاهرة العالق في القدس منذ الصيف، بسبب تحذيرات امنية خطيرة. كان مقابلي شخصان، محرر صحيفة في القاهرة، وايمن نور المعارض المصري الذي هرب الى تركيا. كلاهما وجها المشاهدين الى التغريدة غير الاخلاقية التي نشرها القرا. هذا وزير اسرائيلي، قال المتحدث من القاهرة وهو يصر على ترويج نظرية المؤامرة الجديدة. سفيركم بقي في القدس من اجل الضغط على السيسي كي يتنازل عن مناطق في سيناء. الان، اذهب واشرح بأنه يوجد لدى هذا الوزير تاريخ طويل من الركض وراء الشهرة الاعلامية، وان الدولة الفلسطينية في سيناء هي كابوس وليست حلما لأحد، وان الديموقراطية لدينا مصابة بالخبل.

في نهاية الشهر القادم، من المخطط عقد قمة عربية في عمان. اذا نجحوا بالتغلب على الحروب الداخلية، سيكون هذا الحدث غير لطيف للأذن الاسرائيلية. جهاد الخازن، احد كبار المحللين في العالم العربي، بات منذ الان، يدعو الاردن ومصر الى الاعلان عن الغاء اتفاقيات السلام مع اسرائيل، من اجل دفع ترامب ورسله لتلطيخ اياديهم.

ترامب ينجح بارباك الحكام العرب. لا توجد طريقة لتحليله وفهم مخططاته. كما يبدو فان ايران وداعش في رأس القائمة لديه. وفي هذه الأثناء، في الجانب الثاني، تشكل المسائل الأمنية والازمات الاقتصادية وجع رأس حقيقي. في خارطة الطرق الجديدة للمعتدلين الصامتين لا مفر الا توثيق العلاقات مع القدس.

 

التعليـــقات