كعك السمسم هو الاسم الذي يُطلق على الكعك المقدسي، الكعك الذي تتميز فيه مدينة القدس، والذي يحرص على شرائه أهلها وكل زوارها. أصبح "كعك القدس" سلاحاً يستمدّ قوته وقيمته الوجودية من التراث المقدسي الفلسطيني، وذلك عبر التمسك به لاعتباره يمثل فنية المطبخ الشعبي المقدسي المتجذر في أرضه ووطنه، فالكعك هو من الأطعمة الشعبية الخفيفة السهلة المتناول، والتي ترمز لحكاية شعب يعبق تاريخه بالحضارة العريقة، والتراث الراسخ في أذهان شعب مسلوب الأرض.
الكعك المقدسي هو عبارة عن خبز دائري الشكل مجوّف ومطليّ بالسمسم يحمّص في فرن من الحطب عادة.
يعتبر "كعك القدس" جزء من عبق المدينة، ومن تراثها، ومن صمودها، ومن إصرارها على العروبة، فيبرع خبّازوها في إعداده بطريقة مختلفة بعض الشيء عن غيره من أصناف الكعك.
في الطريق إلى البلدة القديمة وحولها وعند بوابات الحرم القدسي الشريف، يتجوّل وينادي باعة الكعك "يا قدسي يا كعك.. كعك القدس يا كعك"، فيلبّي الكثيرون نداءهم، خصوصاً أهالي الضفة الغربية والأراضي المحتلة من العام 1948 المتلهفون على كل ما يرمز للقدس.
كعك القدس الشهير لا مثيل له، يأكله المصلون مع الفلافل والبيض المسلوق، ويفضّل الزوار شراءه لما يميّزه من مذاق رائع ولكونه وجبة فطور خفيفة للمسافر بعد أداء الصلاة في القدس، وتشتهر القدس بصناعته ويفضلّه زوار المسجد الأقصى في الشهر الفضيل كوجبة سحور.
وقد أدت سياسة الاحتلال التعسفية والتضييق ضد أبناء القدس إلى إغلاق الكثير من مخابر الكعك، فتلك الأفران المقدسية العتيقة المتخصصة في صنع الكعك لم يتبقّ منها إلاّ عشرين مخبزًا تتوزّع في حارة النصارى وباب حطة في شارع الواد، والسعدية، وعقبة السرايا.
القدس حتى الثمانينيات لم تعرف سوى الكعكة "المدوّرة" التي تعلّمها المقدسيون من الأتراك، ثم ابتكر الخبازون فكرة الكعك "الطولي الشكل" عندما بادر خبّازوها إلى إعداد بعض الكعك بهدف الحصول على وقت أقل حتى يجفّ وينضج. وقد حاول الكثيرون تقليد الكعك المقدسي في مناطق رام الله والخليل ومناطق 48 لكنهم لم يتوصلوا للطعم ذاته.
هنا القدس