رئيس التحرير: طلعت علوي

اضواء على الصحافة الاسرائيلية 13 شباط

الإثنين | 13/02/2017 - 07:08 مساءاً
اضواء على الصحافة الاسرائيلية 13 شباط

اضواء على الصحافة الاسرائيلية 13 شباط 2017

نتنياهو يبلغ وزراء حكومته، انه سيعلن امام ترامب التزامه بحل الدولتين، وان جذور الصراع هو رفض الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية

تكتب صحيفة "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اطلع اعضاء المجلس الوزاري المصغر، خلال الجلسة التي عقدت مساء امس الاحد، انه خلال المحادثة الهاتفية التي اجراها مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بعد عدة ايام من تسلمه لمنصبه، اكد له ترامب انه مصر على محاولة التوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين. وحسب نتنياهو فقد قال لترامب انه "يجب بذل كل جهد من اجل الامتناع عن المواجهة معهم".

وقال مسؤول اسرائيلي رفيع مطلع على المحادثة ان نتنياهو اكد امام الوزراء تفاصيل المحادثة الهاتفية مع ترامب في 22 كانون الثاني. وقال للوزراء ان ترامب سأله كيف وهل ينوي دفع العملية السياسية مع الفلسطينيين، فقال له نتنياهو انه يؤيد حل الدولتين والتوصل الى اتفاق دائم، لكن الفلسطينيين رافضين. ومن ثم شرح له الاسباب التي تمنع التوصل الى اتفاق سلام في الوقت الحالي. وحسب المسؤول الرفيع فقد قال ترامب لنتنياهو: "انهم سيرغبون بذلك وسيقدمون تنازلات".

وكشف نتنياهو تفاصيل المحادثة التي اجراها مع ترامب بعد الحاح بينت وشكيد عليه بأن يعرض امام ترامب موقفا يحدد ازالة حل الدولتين عن جدول الأعمال، وقالا لنتنياهو "انت تملك القدرة، انه يقدرك. يمكنك اقناعه بالتخلي عن حل الدولتين".

وقال المسؤول الرفيع ان نتنياهو رد على بينت وشكيد قائلا انه لا يعتقد ان هذا هو الواقع، وخلال ذلك ذكر بمواقف ترامب واكد انه يجب اخذ طابع الرئيس في الاعتبار. وقال نتنياهو: "ترامب يؤمن بالتوصل الى صفقة وبإدارة المفاوضات السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين. يجب الحذر وعدم القيام بأمور تؤدي الى تحطيم الآليات. يمنع الدخول في مواجهة معه". وقال نتنياهو انه ينوي اعلان التزامه بحل الدولتين، ولكن، ايضا، تأكيد رفض الفلسطينيين وحقيقة ان جذور الصراع هي ليست المستوطنات او الاراضي وانما عدم استعداد الفلسطينيين للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.

وحسب المسؤول الرفيع فقد حاول وزير الامن افيغدور ليبرمان مساعدة نتنياهو وقال للوزراء ان اول لقاء بين الزعيمين يهدف في الأساس الى خلق الكيمياء وعلاقات الثقة، بينما المسائل الجوهرية اقل اهمية ويمكن مناقشتها خلال اللقاءات القادمة. وقال ليبرمان انه سيصل في الاسبوع المقبل الى واشنطن ويلتقي مع وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس.

وقال المسؤول الرفيع انه تم تخصيص جزء كبير من الجلسة للسياسة التي ستعرض امام ترامب في موضوع البناء في المستوطنات. امام وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس، فقال لنتنياهو انه يجب الطموح الى التوصل مع ترامب الى تفاهمات في موضوع البناء داخل منطقة النفوذ في المستوطنات وكذلك في القدس الشرقية بدون قيود. وحسب كاتس فان "الحديث عن نسبة 8-10 في المئة فقط من الأراضي وهذا لا يتعارض مع أي مفاوضات مستقبلية".

واعرب الوزراء شكيد وبينت وزئيف الكين وياريف ليفين عن موافقتهم وقالوا ان هذه هي التفاهمات التي يجب الطموح اليها مع ترامب. واخرج بينت وثيقة تسلمها من المستوطنين من اجل تسليمها لنتنياهو خلال الجلسة، وقال انه كتب في الوثيقة ان قيادة المستوطنين تعتقد بأنه يجب التوصل الى تفاهمات مع ترامب حول البناء غير المحدود داخل مناطق نفوذ المستوطنات. وقال بينت لنتنياهو: "نحن نعتمد عليك، انا اؤمن بك يا رئيس الحكومة".

وقال المستشار السياسي لنتنياهو، يونتان شختر، للوزراء، انه تبين من فحص اجراه بأن ترامب شخصيا لم يعرب ابدا عن دعم للبناء في المستوطنات، خلال فترة الانتخابات وان من اطلق تصريحات بهذا الشأن هم مستشاروه فقط. لكن ترامب، وخلافا لتصريحات شختر، عبر بالذات عن دعمه للمستوطنات خلال الحملة. وقال خلال لقاء منحه لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية في أيار 2016، ان اسرائيل يجب ان تواصل البناء في المستوطنات.

ورد نتنياهو بحذر خلال الجلسة، وقال ان مسألة البناء في المستوطنات معقدة وان هذه هذ احدى القضايا التي سيناقشها مع ترامب. وقال المسؤول الرفيع ان نتنياهو لم يلتزم امام الوزراء بأن هذه هي سياسة البناء في المستوطنات التي يمكنه التوصل اليها مع ترامب، لكنه سيحاول.

وقد استغرق النقاش السياسي – الامني اربع ساعات ونصف. وبعد الجلسة جاء من مكتب نتنياهو ان النقاش "كان طويلا، عميقا واساسيا". كما جاء بأن الوزراء عرضوا مواقفهم بشأن المسائل المطروحة على الجدول – ايران، سورية، الفلسطينيين والعلاقات مع ادارة ترامب. وجاء من ديوان نتنياهو ان "كل الوزراء وافقوا على وجود اهمية كبيرة لتوثيق العلاقات مع الولايات المتحدة على مستوى الادارة والمستوى الشخصي, الاجواء خلال النقاش كانت مريحة وموضوعية."

وقال وزير الامن الداخلي غلعاد اردان انه يجب على نتنياهو ان يناقش مع ترامب، امكانية ضم غوش عتصيون ومعاليه ادوميم التي تعتبر جزء من الكتل الاستيطانية التي ستبقى في ايدي اسرائيل. وقال انه يجب التحدث مع ترامب عن "السلام الاقتصادي"، وعرض مشاريع تقودها الولايات المتحدة في المناطق. وقال ان "ترامب هو رجل اعمال، والمبادرات الاقتصادية يمكنها ان تحاكيه". كما طلب اردان من نتنياهو ان يناقش مع ترامب دفع قانون فدرالي ضد المقاطعة ليس فقط بشأن اسرائيل وانما، ايضا المناطق التي تسيطر عليها، وقال: "هذا هو الرد على قرار مجلس الامن الذي يحاول التمييز بين اسرائيل والمستوطنات".

"يجب التصرف بحكمة مع ترامب"

وتضيف "هآرتس" ان نتنياهو قال خلال جلسة وزراء الليكود، صباح امس، انه "بعد ثماني سنوات من التوجيه المركب خلال فترة اوباما، يجب الان، ايضا، في فترة ترامب، مواصلة التصرف بحكمة". وأضاف نتنياهو: "صحيح انه سيكون من المريح اكثر لإسرائيل خلال فترة ترامب مما كان عليه الأمر في فترة اوباما، لكن هذا لا يعني انه لن تفرض قيود".

وجاء تصريح نتنياهو هذا، على خلفية مطلب وزير التعليم نفتالي بينت بأن يعلن نتنياهو خلال اجتماعه بترامب يوم الأربعاء، بأن حل الدولتين ليس ذي صلة. وتطرق نتنياهو الى المواجهات السياسية داخل الليكود وبين الليكود والبيت اليهودي، حول اللقاء المرتقب مع ترامب، وقال: "قد تحصل خلافات، لكن لا يجب ان تتم على الملأ. لا يوجد خلاف جوهري بيننا وهذا يسبب الضرر فقط".

وقال نتنياهو، ايضا، انه لا يوجد خلاف كبير داخل الليكود بشأن السلوك امام ترامب، مضيفا: "انا اعرف ترامب منذ سنوات، لكني التقي فيه لأول مرة في اطار مناصبنا الرسمية".

واعلن الوزيران زئيف اليكن واوفير اوكونيس معارضتهما للدولة الفلسطينية، بينما اعرب الوزير يوفال شطاينتس عن دعمه لقيامها. وقال: "من يعتقد انه يمكن التنصل من خطاب بار ايلان لا يفهم الواقع الدولي. حتى ان لم يتواجد شريك اليوم، سيبقى هذا هو المبدأ الموجه".

وهاجم بعض وزراء الليكود الوزير بينت. وقالت الوزيرة ميري ريغف انه "لن يعلم احد رئيس الحكومة كيف يدير الدولة"، فيما قال اوكونيس: "يجب عدم الاهتمام بكل تغريدة ينشرها، فهذا يضخمها فقط".

وكان نتنياهو قد لسع بينت خلال جلسة الحكومة، امس، وقال: "اسمع وافهم ان هناك تأثر كبير عشية اللقاء (مع ترامب) مع انواع عديدة من المحفزات لها. لكن محفزي هو واحد – المصلحة القومية لإسرائيل. هذا يحتم سياسة مسؤولة وموزونة وهكذا انوي التصرف. لقد وجهت العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة بشكل مدروس وهكذا سأواصل الان".

المحكمة العسكرية تقرر اعادة محاكمة شرطي فلسطيني ادين قبل 16 عاما بقتل جندي

تكتب "هآرتس" ان محكمة الاستئناف العسكرية قررت اعادة محاكمة شرطي فلسطيني كانت المحكمة قد ادانته بقتل الجندي يوسف ابرامي خلال عملية التنكيل بالجنديين الاسرائيليين في رام الله في العام 2000. وفي القرار الذي صدر عن رئيس المحكمة، العقيد تسبي ليكاح، تقرر اعادة محاكمة الجندي فايز خليل مغاري، بعد 16 عاما من تقديم لائحة الاتهام الأصلية ضده.

وكان مغاري قد اعتقل في كانون الاول 2000، واتهم في اللائحة التي تم تقديمها ضده في 2001 بعدم منع مخالفة، لأنه لم يمنع شرطيا آخر من قتل الجندي ابرامي، وهو احد جنديين (الجندي الثاني هو فاديم نوريزيتش ) دخلا بالخطأ الى رام الله في تشرين الاول 2000 وتم قتلهما من قبل الجمهور الذي اقتحم مقر شرطة رام الله، حيث كانا محتجزين.  وفي عام 2002 تم تعديل لائحة الاتهام ضد مغاري بحيث ادعي بأنه كان احد الاشخاص الذين نكلوا بيوسف ابرامي. وفي 2004 ادين مغاري بالتسبب بالموت وبمخالفات اخرى، من بينها اطلاق النار في حادث آخر. وفرض عليه السجن المؤبد.

وتمت ادانة مغاري بناء على افادة شخص يدعى حسين اللوح والذي شهد ضد ثمانية اشخاص ادعى انهم شاركوا في عملية التنكيل، من بينهم مغاري. وقد اعترف اثنان من المعتقلين بأنهما شاركا في التنكيل لكنهما لم يتهما مغاري بالمشاركة.

وفي حينه قدم مغاري استئنافا ضد ادانته، فتم رفضه، والتمس الى المحكمة العليا مرتين، وهناك ايضا تم رفض الالتماسين. كما تم رفض طلب بإعادة محاكمته. وبعد هذا كله، في 2015، قدم مغاري طلبا اخر بإعادة محاكمته، واعتمد في طلبه على الادعاء بفشل التمثيل القضائي وادعاءات تتعلق بالأدلة. وقال ان ثلاثة اشخاص اعتقلوا وتم التحقيق معهم بعد ادانته، قدموا افادات من شأنها تغيير الادانة، كما ادعى ان الافادة التي قدمها شخص رابع تم التحقيق معه قبل ادانته لكنه لم يتم تقديم مواد التحقيق الى المحكمة، يمكن ان تغير القرار.

ويعتمد ادعائه المركزي على ان اثنين من المعتقلين الذين تم تجريمهم من قبل اللوح مثله لم يتم تقديمهما الى المحاكمة بتهمة المشاركة في التنكيل، وهذه الحقيقة تقوض الاتهام ضده بشكل كبير، لأن الادلة ضدهما يفترض ان تكون مشابهة، وبشكل خاص حين تنضم هذه الحقيقة الى الفجوات في وصف الحادث كما وصفه اللوح وبين اوصاف قدمها الشهود الآخرين.

وكتب قاضي محكمة الاستئناف انه "في الظروف الخاصة بالحادث يوجد مبرر للانحراف عن مبدأ نهاية النقاش. هذا الاستنتاج يعتمد على مواد ادلة اخرى لم تطلع عليها المحكمة العسكرية حين نظرت في قضية المدعي لأول مرة". ويحدد القاضي ان "مواد الالة التي تم جمعها بعد صدور قرار الحكم تدل على ان الافادة الوحيدة القائمة اشكالية بالنسب لقسم من الضالعين في الحادث، والتي لا تختلف في جوهرها عن موضوع المدعي". وقرر القاضي اعادة الملف الى المحكمة العسكرية لكي تعيد النظر في ادانة مغاري بالتهمة المتعلقة بالتنكيل.

الدولة منحت قروض اسكان لشركة امناه الاستيطانية مقابل رهن اراضي فلسطينية خاصة ادعت الشركة ملكيتها

يستدل من وثائق وصلت الى صحيفة "هآرتس" ان شركة بناء المستوطنات "أمناه" قامت برهن اراضي في الضفة مقابل حصولها على قروض من الدولة، رغم ان الاراضي لم تكن تابعة لها وانما لملاكين فلسطينيين.

ويتبين انه في اواخر سنة 2002 قامت "أمناه" التي يترأسها زئيف حفير، بالتوقيع على وثائق للحصول على قروض من بنك "طفاحوت". ويجري الحديث عمليا عن قروض من الأموال العامة، ما يعني ان الدولة اقرضت "امناه" حوالي خمسة ملايين شيكل، بينما كان البنك مجرد وسيط. وتم استغلال القروض لإنشاء مباني في بؤرتي عمونة وميغرون غير القانونيتين. ومقابل الحصول على هذه القروض قامت "امناه" برهن اراضي فلسطينية خاصة، لم تكن ابدًا بملكية الشركة او أصحابها، مستخدمة تصريحا كاذبا ادعت فيه انها "صاحبة الملكية الوحيدة للأرض".

وفي إطار اتفاقيات القروض، التي تم توقيعها في تشرين الثاني وكانون الاول 2002، رهنت "امناه" الاراضي في البؤرتين. وتحمل الوثائق ختم شركة امناه، وتوقيعين يدويين. ويتبين من مقارنة التواقيع بتواقيع حملتها وثائق اخرى انها تواقيع الامين العام لشركة "امناه"، زئيف حفير، والمدير العام دوف ماركوفيتش. وتم التصريح في الاتفاقيتين بأن الراهن هو صاحب الملكية الوحيد للحقوق على العقار المرهون. وفي سنوات لاحقة، بعد الالتماس ضد انشاء البؤرتين صادقت المحكمة العليا على ان الأراضي تابعة للفلسطينيين، وان "امناه" لم تملكها ابدا.

وهذه ليست المرة الاولى التي يتضح فيها بأن الدولة ساعدت على اقامة البؤرتين، لكنها المرة الاولى التي يتضح فيها بأن الدولة قدمت قروض اسكان لإنشاء البؤر. وقالت حجيت عوفران من طاقم تعقب الاستيطان في حركة سلام الان، ان "ما كان معروفا حتى اليوم، والذي تم كشفه في تقرير ساسون، هو ان وزارة الاسكان قدمت البنى التحتية وحولت الاموال الى المجالس الاقليمية او قامت بتمويل البنى التحتية للبؤرة بشكل مباشر." لكنه في التقرير الاخير الذي اعدته سلام الان تظهر وثيقة رسمية لوزارتي المالية والاسكان، تم توقيعها في 1996، وتحمل عنوان "بنك الاسكان"، وتتضمن امرا بتحويل 45 مليون شيكل لتقديم قروض "من اجل انشاء مساكن في بلدتين قرويتين" لشركة "امناه"، الشركة الاقتصادية التابعة للمجلس المحلي، والمجلس المحلي".

وصادق البنك في تعقيبه على انه تم تقديم القروض بناء على طلب الدولة، وتم تسديد القروض. لكن "هآرتس" علمت ان "امناه" لا تزال تدين للدولة بعشرات الاف الشواكل مقابل الهبات المشروطة التي حصلت عليها. وتدين امناه للدولة بمبلغ 89.922 شيكل بقايا ديون البناء في عمونة، و 24.663 بقايا ديون البناء في ميغرون.

نتنياهو يؤكد وقوفه وراء عرقلة تعيين فياض مبعوثا للأمم المتحدة

تكتب "هآرتس"، ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قال في بداية جلسة الحكومة، امس الاحد، بأنه تم اطلاعه قبل عدة ايام حول امكانية تعيين رئيس الحكومة الفلسطينية السابق سلام فياض لمنصب في الامم المتحدة، واكد انه عارض التعيين. وقال للوزراء: "قلت انه حان الوقت كي يتم التعامل بشكل متبادل مع اسرائيل، ولا يمكن تقديم هدايا طوال الوقت للجانب الفلسطيني. حان الوقت قد يقدموا مكانة وتعيينات للجانب الاسرائيلي ايضا، في حال تعيينه".

ففي اعقاب ما تم نشره في "هآرتس" عن عرض منصب رفيع على النائب تسيبي ليفني في الامم المتحدة، تدخلت الوزيرة ميري ريغف في حديث نتنياهو وسألت: "يمكن الفهم من هذا ان تعيين ليفني هو تعيين مناسب ومستحق؟ ليس مؤكدا انها التعيين المناسب". ولكن نتنياهو صمت ولم يرد عليها.

وحسب ما نشرته "هآرتس"، امس الاحد، فقد اتصل الامين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريس، بالنائب ليفني، في نهاية الأسبوع، وعرض عليها منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة. ويوجد في الامم المتحدة الكثير من الشخصيات التي تعمل كوكيل للأمين العام، وفي حال موافقة ليفني على تسلم المنصب، فستكون اول اسرائيلية تشغل هذا المنصب. ويناط هذا التعيين بمصادقة مجلس الامن الدولي.

ودار في اروقة الامم المتحدة، في نهاية الاسبوع، الحديث عن ان عرض هذا الاقتراح على ليفني هو نوع من "صفقة دائرية"، بحيث تتراجع الولايات المتحدة عن معارضتها لتعيين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فيض، رئيسا لبعثة الأمم المتحدة الى ليبيا، مقابل تعيين ليفني لهذا المنصب الرفيع. وجاء من مكتب ليفني، مساء امس، انه "لم يتم تقديم اقتراح رسمي بعد".

وبشكل استثنائي، رحبوا في احزاب اليمين امس، بتعيين ليفني. وكتب النائب بتسلئيل سموطريتش، من البيت اليهودي، على حسابه في تويتر، ان "ليفني في منصب رفيع في الامم المتحدة هي فكرة رائعة. كصهيونية ووطنية وصاحبة تجربة، من المؤكد انها ستقوم بعمل رائع. كفى للتصنيف الفوري يمين ويسار". كما اوضحت وزيرة القضاء اييلت شكيد من البيت اليهودي، دعمها لتعيين ليفني.

كما رحب الوزير يسرائيل كاتس (الليكود) بامكانية تعيين ليفني، وقال لإذاعة الجيش الاسرائيلي انه "اذا كان بمقدور ليفني الاندماج في نشاط الامم المتحدة، فانا اعتبر ذلك ايجابيا". كما رحب رئيس مجلس المستوطنات، سابقا، داني ديان، الذي يعمل قنصلا لإسرائيل في نيويورك، بالتعيين المحتمل، وقال: "سيسرني جدا اذا تم تعيين ليفني لمنصب دولي رفيع. هذا تقدير وخدمة كبيرين لدولة اسرائيل" .

تحميل اسرائيل المسؤولية عن موت اسير فلسطيني

تكتب "هآرتس" ان نادي الأسير الفلسطيني اعلن في نهاية الاسبوع بأن الأسير محمد الجلاد (24 عاما) من طولكرم، توفي في سجن بيلنسون. وحسب البيان فقد اصيب الجلاد بنيران الجنود في شهر تشرين الثاني الماضي، بالقرب من حاجز حوارة، بحجة انه كان ينوي تنفيذ عملية طعن، وتم نقله الى المستشفى.

وحسب رئيس دائرة الاسرى، عيسى قراقع، فقد كان الجلاد مريضا بالسرطان اللمفاوي واحتاج الى علاج طبي. وليس من الواضح ما اذا توفي الجلاد جراء مرضه او متأثرا بجراحه. واضاف قراقع ان الجلاد توفي يوم الخميس، لكنه تم تبليغ عائلته يوم الجمعة فقط. واشار الى ان الجلاد كان معتقلا في المستشفى حتى وفاته، وانه لم يتم تسليم جثته لأسرته بعد.

وحملت السلطة الفلسطينية وحركة حماس المسؤولية لإسرائيل، وادعتا انه عانى من اهمال طبي ولم يحصل على العلاج الطبي لانقاذ حياته. وقالت الحكومة الفلسطينية ان الجلاد كان يعاني من مرض شديد ولذلك فان الادعاء بأنه حاول تنفيذ عملية طعن هو مسألة مشكوك فيها.

المصادقة على طرح قانون المؤذن للتصويت في الكنيست

تكتب "يسرائيل هيوم" ان اللجنة الوزارية لشؤون القانون، صادقت امس، على قانون المؤذن المعدل، الذي يمنع المساجد من استخدام مكبرات الصوت بين الساعة 23:00 ليلا والسابعة صباحا، ويفرض غرامة قيمتها 10 الاف شيكل على كل من يخرق القانون.

وقال رئيس كتلة اسرائيل بيتنا، روبرت اليطوف، احد المبادرين الى القانون الاصلي، ان "القانون يتواجد على جدول اعمال الكنيست، واما نتوصل الى تفاهمات خلال الفترة القريبة او يتم التصويت على القانون. اللجنة الوزارية صادقت في العام الماضي على القانون ونتوقع من الائتلاف التصويت على القانون الاصلي".

المحكمة تقرر إخلاء مستودع الامونيا في حيفا

تكتب "يسرائيل هيوم" ان محكمة الصلح في حيفا، حددت امس، انه يجب إخلاء مستودع الامونيا في حيفا خلال عشرة ايام. ووصف رئيس بلدية حيفا يونا ياهف الذي يقف على رأس المطالبين بتفكيك المستودع منذ 13 عاما، بأنه قرار "شجاع".

وكانت بلدية حيفا قد اصدرت قبل اسبوع امرا مؤقتا بإغلاق المستودع، في اعقاب نشر تقرير خطير عنه قبل اسبوعين، يشير الى خطر مقتل عشرات الاف الناس في حل حدوث تسرب من المستودع. واستأنفت شركة "حيفا كيميكاليم" ضد الأمر، وخلال النقاش الذي اجرته المحكمة امس، قررت القاضية غادة بصول، إخلاء المستودع خلال عشرة ايام، ومنعت شركة "حيفا كيميكاليم" من اعادة ملئه. وحددت ان على الشركة الاهتمام بالعثور على بديل لضمان وجود مخزون من الامونيا المطلوبة لساعات الطوارئ.

وقالت القاضية بصول ان الدولة فشلت حتى اليوم بالعثور على حل للمستودع. وتقرير لجنة الخبراء يشير الى مخاطر امنية كبيرة، ويعرض بدائل. وتحدد اللجنة في تقريرها الذي نشرته البلدية مؤخرا من ان المستودع قد ينفجر في كل لحظة. وقالت القاضية انها اتخذت هذا القرار بسبب المخاطر الواضحة التي تظهرها النتائج. "هذا التقرير يقض مضاجع كل من يطلع عليه، كما ان نقل المواد بالغ الخطورة".

وعقب يوني ياهف على القرار وقال "هذا انجاز اخر في الصراع طويل السنوات. لن نتوقف حتى يتم اخراج مستودع الامونيا من خليج حيفا".

مقالات

كشف وثائق عملية موكيد

تنشر غيلي كوهين في "هآرتس" تقريرا حول الوثائق المتعلقة بعملية "موكيد" – والتي نشرتها وزارة الامن، امس الاحد. وتكتب ان الوثائق تتضمن اوامر العملية التي اطلقت شرارة حرب الايام الستة، والتي قام سلاح الجو الاسرائيلي خلالها بقصف غالبية طائرات اسلحة الجو في الدول المجاورة. وتم نشر الوثائق في اطار نشاطات احياء الذكرى الخمسين للحرب. كما نشرت وزارة الامن التسجيلات الصوتية للأمر العسكري باسقاط طائرة تسللت الى اجواء مفاعل ديمونة النووي، والتي تبين لاحقا انها طائرة اسرائيلية.

وكان الهدف الذي تم تحديده في اوامر عملية "موكيد" هو "شل سلاح الجو المعادي من خلال قصف المطارات وغالبية الطائرات الجاثمة على الأرض". وقال قسم التاريخ في الجيش الاسرائيلي ان حجم القوات الاسرائيلية كان متدنيا مقارنة بأسلحة الجو المعادية في مصر وسورية والاردن والعراق ولبنان. فقد كانت لدى الجيش الاسرائيلي 412 طائرة، حوالي نصفها حربية، و465 طيارا، بينما بلغ مجموع طائرات العدو 826 طائرة و980 طيارا.

ورغم التدني الرقمي، الا ان سلاح الجو الاسرائيلي كان متفائلا بشأن قدراته على شل اسلحة الجو الاجنبية. وقال قائد سلاح الجو الاسرائيلي في حينه موطي هود في افادة تم الاحتفاظ بها في قسم التاريخ: "لم اتعامل بجدية زائدة مع سلاح الجو السوري. كنت اعرف انه يمكن للأمر ان لا يكون لطيفا، لكنه لا يمكن ان يكون جديا. كنت اعرف وكان من الواضح بأننا سنوجه مثل هذه الضربة لسلاح الجو المصري، وانها ستشله. لم يكن واضحا لي بأننا سندمره خلال ثلاث ساعات". واضاف ان "سلاح الجو السوري كان سلاحا غير قوي مقارنة بما انتظرناه من سلاح الجو المصري، وبما ان الأمر تم بسهولة في مصر، فقد اصبح اكثر سهولة في سورية الى حد اننا لم نتوقف للحظة، وانما واصلنا مباشرة بعد مصر الى سورية. بكل بساطة اخذت رباعيات كانت متجهة الى مصر وحولتها الى سورية".

وحسب قسم التاريخ، فقد تم تكريس كافة الطائرات الهجومية الاسرائيلية لمهاجمة مطارات سلاح الجو العربية، باستثناء 12 طائرة ميراج تم الاحتفاظ بها لحماية سماء البلاد.

ووصف هود تنفيذ اوامر عملية "موكيد" بأنه كان "أقرب الى الكمال" ويقول: "لقد رسخ في ذاكرتي انه ابتداء من الثامن من الشهر جلسنا في مقر القيادة، ولم تظهر على شاشات الرادار في الشرق الاوسط أي طائرة في الجو الا طائرات سلاح الجو الاسرائيلي. وخلال سبعة ايام كانت الطائرات الوحيدة التي حلقت في اجواء الشرق الاوسط هي طائرات سلاح الجو الاسرائيلي. لقد حققنا التفوق الجوي المطلق".

وتصف الوثيقة بأنه قبل العملية تخوفوا في الجهاز الامني من امكانية قصف مدينة تل ابيب. ويصف هود ذلك قائلا: "لقد كان هذا الأمر هو الذي تكرر ابتداء من 15 ايار وحتى الخامس من حزيران. تم طرحه كل يوم على الطاولة، بما في ذلك سؤال شخصي عرضه ليفي اشكول (رئيس الحكومة) مرتين على الأقل، في الرواق.. هل يمكننا ضمان عدم قصف تل ابيب. لقد قلت في كل المرات انه يمكنني الالتزام بأن تل ابيب لن تدمر جراء قصف جوي. ستسقط عليها عدة قذائف، لكن هذا اقصى ما يمكن حدوثه. اذا تواجد الناس في الملاجئ، لن يحدث أي شيء، ستنهار عدة بيوت فقط. الوعد بعدم سقوط أي قذيفة عليها كان مسألة غير ممكنة، ولكن اذا قمنا بتدمير القاصفات، فان تل ابيب لن تتعرض لأي هجوم جوي".

في تلخيص العملية اشاروا في قسم التاريخ الى تدمير 469 طائرة معادية – حوالي 70% من طائرات اسلحة الجو العربية التي حاربت بشكل عملي ضد اسرائيل. "لقد تم ضرب اسلحة الجو العربية وهي جاثمة، وتم تدمير غالبيتها" جاء في الوثيقة. يشار الى ان عدد الطائرات الاسرائيلية التي سقطت خلال الحرب وصل الى 46 طائرة، وقتل 24 طيارا، واصيب سبعة وسقط 11 في الأسر.

يشار الى ان احد الطيارين الذين قتلوا كان الرائد يورام هرباز، ربان طائرة اوراجن. لقد سقطت طائرة هرباز خلال العودة من مهاجمة قاعدة لسلاح الجو الاردني، فقد دخلت طائرته الى اجواء المفاعل النووي في ديمونة، وتم اسقاطها من قبل بطارية صواريخ "هوك" الاسرائيلية، جراء الاعتقاد بأنها طائرة معادية.

المحررون في صفقة شليط يقودون الخط المتعنت لحماس في صفقة التبادل.

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان قيادة حركة حماس في قطاع غزة، تقف هذه الايام امام جدول عمل مكتظ، مليء بالضغوط المتناقضة. بعد سنوات من محاولات التودد من جانب حماس، يبدو ان سلطة الجنرالات في مصر مستعدة لدراسة تذويب العلاقات مع الحركة، الأمر الذي ينعكس في تقديم تسهيلات معينة في الحصار المفروض على القطاع. وخلال الاشهر القريبة، يفترض انتهاء العملية المعقدة لانتخابات القيادة الجديدة لمؤسسات حماس.

في هذه الأثناء، تسعى إسرائيل إلى تسريع المفاوضات لإعادة ثلاثة من مواطنيها المفقودين ورفات جنديين اسرائيليين محتجزين في غزة. وفي الخلفية تواصل التنظيمات السلفية تحدي سلطة حماس من خلال محاولات استفزاز إسرائيل، سواء كان ذلك من اجل تصفية الحساب على تعذيب رجالاتها في غزة، او انتقاما لتقرب حماس من مصر التي تحارب ذراع داعش في سيناء.

في كل هذه الخطوات تبرز القوة المتزايدة للجناح العسكري لحركة حماس، على حساب الجناح السياسي المخضرم، الذي قام على مدار سنوات بتوجيه سلوك التنظيم في القطاع، حتى وان لم تنجح القيادة السياسية بتطبيق سيادتها بشكل مطلق على نشطاء الارهاب. حسب نبأ نشرته صحيفة الشرق الاوسط السعودية في نهاية الاسبوع، فان الجناح العسكري يسجل انجازات في الانتخابات الداخلية، على حساب الجناح السياسي.

هذا ادعاء يلائم ايضا انطباع اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية. حاليا يبدو ان اسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس في غزة، سيستبدل خالد مشعل في منصب رفيع اخر، رئيس المكتب السياسي. والمعلوم ان هنية ومن سيستبدله في قيادة غزة (هناك عدة مرشحين بينهم عماد العلمي وخليل الحية) يصغون بشكل اكبر الى تأثير الذراع العسكرية اكثر من مشعل.

وتقود اتجاه تعزز قوة الجناح العسكري، شخصية جديدة نسبيا في القيادة: يحيى سنوار، الذي اطلق سراحه من السجن الاسرائيلي في اطار صفقة شليط في تشرين اول 2011. ويتم وصف سنوار بأنه الرجل القوي في الذراع العسكري، ومن نجح باجتياز المسؤولين الرفيعين الآخرين في الحركة، محمد ضيف ومروان عيسى.

وكانت اسرائيل قد اغتالت في بداية حملة عامود السحاب في تشرين الثاني 2012، احمد الجعبري الذي كان يعتبر رئيس اركان حماس. ومنذ ذلك الوقت يقوم ضيف الذي نجا من عدة محاولات اغتيال اسرائيلية، بقيادة العمل العسكري. ولسنوار دور اكبر في المجال السياسي، ايضا، الى حد جعل جهات امنية اسرائيلية تصفه كأحد رؤساء جناح الصقور في قيادة غزة، من دون مواصلة التمسك بالتمييز الاعتباطي الذي ساد لسنوات، بين القيادتين السياسية والعسكرية في حماس.

يشار الى ان سنوار (55 عاما) نشأ في مخيم اللاجئين في خانيونس في وسط القطاع، في الحي نفسه الذي نشأ فيه المسؤول الرفيع في السلطة الفلسطينية سابقا، محمد دحلان. وكان سنوار من النشطاء الاوائل في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري الذي اقي في بداية الانتفاضة الاولى. وفي 1989 حكم عليه بالسجن المؤبد من قبل اسرائيل، بسبب قتل فلسطينيين اشتبه بتعاونهم مع اسرائيل. وكان شقيقه محمد قائدا لقطاع خانيونس، وضالعا في عملية اختطاف غلعاد شليط في حزيران 2006، والتي قادت بعد خمس سنوات الى اطلاق سراح يحيى.

خلال تواجده في سجن نفحة، ركز سنوار من حوله نشطاء يخلصون له. من بينهم اثنان، تم اطلاق سراحهما معه، ويتسلمان اليوم منصبين مركزيين في اجهزة امن حماس: روحي مشتهى، مسؤول ملف الأسرى، وتوفيق ابو نعيم رئيس جهاز الامن الداخلي في القطاع.

ويملي سنوار الخط المتشدد في حماس، في مفاوضات تبادل الاسرى. فقد وعد فور اطلاق سراحه في 2011، بأنه لن يهدأ حتى يقود الى تسريح كل اسرى التنظيم في اسرائيل، وبالقوة. وحسب التفاصيل التي يجري تسريبها من المفاوضات، يبدو ان سنوار ورفاقه يسعون الى انتزاع تنازلات ثقيلة نسبيا من اسرائيل: اولا، اطلاق سراح 56 من رفاقهم الذين اطلق سراحهم في اطار صفقة شليط واعيد اعتقالهم في الضفة الغربية عشية الجرف الصامد. يلي ذلك محاولة اطلاق سراح الاسرى الاخرين.

وقد نشرت وسائل اعلام عربية في مطلع الشهر، بأن حماس رفضت مؤخرا، اقتراحا اسرائيليا جديدا، كان يفترض ان يقود الى التقدم في الاتصالات. ويصف اشخاص التقوا سنوار بأنه شخص متطرف حتى وفق مصطلحات تنظيمه، ويتحدث بمصطلحات رهيبة عن حرب ابدية ضد اسرائيل.

ليست ثورة وانما تطورا.

يكتب درور أيدر في "يسرائيل هيوم": انا، ايضا، اريد تصريحا تاريخيا في نهاية لقاء ترامب – نتنياهو، انا، أيضا، لا اريد سماع كلمتي "دولة فلسطينية" عديمتي الفائدة. انا، ايضا، اعتقد – مثل غالبية الاسرائيليين، انه لن يتحقق السلام، وان العرب - الفلسطينيين لم يرغبوا ابدا بدولة اخرى الى جانب الدولة اليهودية، وان قيام دولة عربية فاشلة على جبال السامرة – في الوقت الذي تتفكك فيه دول المنطقة -  هي احدى اكبر الخدع في التاريخ. انا اعتقد ان الضغط العالمي على دولة اسرائيل لا ينبع من القلق الصادق على عرب المنطقة (انظروا الى وضع العرب في حماستان قطاع غزة)، وانما من الصراع ضد عودة اليهود الى التاريخ وعودة صهيون.

ولذلك، سيسرني سماع بيان يقول ان التجربة الطويلة السنوات علمتنا بانه يمنع اقامة دولة عربية اخرى بين البحر ونهر الأردن. يمكن لنا ان نضيف بأن خمس او ست دول من بين الدول السبع التي منع ترامب دخول مواطنيها الى الولايات المتحدة، لأسباب أمنية (العراق، سورية، ايران، ليبيا، الصومال، السودان واليمن)، ليست دولا بكل ما يعنيه الأمر. واذا كانت هذه الكيانات السياسية تشكل خطرا، رغم المسافة الكبيرة بينها وبين الولايات المتحدة، فكم بالحري قيام كيان ارهاب سياسي على الجبل، على مسافة بصقة من مراكز السكان في اسرائيل.

لكنه يبدو ان هذا لن يحدث، مهما كانت نوايا نتنياهو في خطاب بار ايلان (من "دولة منزوعة" حتى "أقل من دولة" او دولة "مع تحفظ بشأن السيادة")، فان الواقع العالمي الذي وقف امام ناظريه في 2009 لم يتغير كثيرا عما هو اليوم. اوروبا، روسيا، الصين ودول عربية لا تزال تؤيد الفلسطينيين وتعارض الاستيطان في يهودا والسامرة والقدس. كما ان الأمم المتحدة تغيرت. صحيح انه لا يتواجد في البيت الأبيض رئيس معاد مثل اوباما، لكن لدى ترامب معايير تتعلق ببلاده، ولا تلامس، بالضرورة، المصالح الاسرائيلية. في مقدمة سياسته الخارجية تتواجد ايران وتعزز قوة روسيا (والعلاقة بينها) والصين طبعا. منذ انتخابه تمارس عليه الضغوط لكي ينتظر، يدرس خارطة المصالح ويبني جدول الاولويات. الأمر الأخير الذي يرغب فيه الامريكيون هو مفاجأة او تحديد وقائع على الأرض. ومن جهة ثانية، يسود الانطباع انه خلافا لأوباما، لن تخرج ادارة ترامب من جلدها كي تعارض اذا قمنا بتوسيع البناء داخل حدود المستوطنات (الخط الأزرق).

في ضوء ذلك يصعب توقع مفاجأة من جانب نتنياهو او ترامب، وليتني اكون مخطئا. انا اعرف عن التوقعات الكبيرة في صفوف اليمين الاسرائيلي منذ انتخاب ترامب. لقد حذرت مع تسلمه لمنصبه. انه ليس المسيح، كما ان نتنياهو ليس كذلك. فرجاء حففوا من التوقعات. في نهاية الأمر، النقاش داخل معسكر الغالبية الاسرائيلية هو ليس حول الاهداف، وانما حول طريقة تحقيقها. خلافا للدعاية اليسارية، يلعب الوقت لصالح من بعمل، ونحن نعمل من اجل منع اقامة كيان سياسي اجنبي على الجبل. خلال الـ40 سنة الأخيرة، ارتفع عدد السكان اليهود في يهودا والسامرة من رقم هامشي الى حوالي 430 الف نسمة.

مع كل خيبة الأمل المتوقعة، ما يبدو "كفرصة لا تتكرر"، خلال اول لقاء بين نتنياهو وترامب، هو فاصلة في عملية تاريخية. حتى اذا بقي الوضع على حاله مع سنام "الدولة الفلسطينية" و"حل الدولتين". لكن الاستيطان سيواصل التوسع وتعميق جذوره حتى نصل خلال العقدين القادمين الى حوالي مليون شخص – وسنكون قد حققنا المطلوب. الجيل القادم بعدنا سيفرض السيادة الاسرائيلية على العتبات التي بنيناها له.

الضغط من جهة اليمين هام – وهو هام – اذا كان يهدف الى تحقيق انجازات للاستيطان، وليس لتفكيك الحكومة. لن نحصل على حكومة اكثر يمينية. اضف الى ذلك، ان غالبية الجمهور يدعم المستوطنات، ولكنه يريد ايضا التخلص من الفلسطينيين، ولذلك كان سيوافق على دولة فلسطينية لو وافقوا على مقترحاتنا. هذا يجب ان يدلنا على انه يمنع الضغط على وعي الجمهور اكثر من اللزوم. فغالبيته ايديولوجي. يحظر ان يربط بين مسألة ارض اسرائيل والمعسكرات والفصل.

من الممكن طبعا الموافقة على ان فرض السيادة الكاملة على ارض اسرائيل الغربية سيتم خلال السنوات الخمسين القادمة. لقد علمنا الحكماء ان الخلاص يأتي "خطوة خطوة"، واورثوا لنا مفهوما تاريخيا: نحن لا نؤمن بالثورات كطريقة، وانما بالتطور التاريخي البطيء. صبرا.

زيارة نتنياهو: النظرية التآمرية

يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت احرونوت" انه تم قبل ثلاثة أسابيع في حفل رسمي تدشين أنفاق القسطل. هذه الأنفاق ليست انفاقا تماما، وانما هي في مجمل الأمر ممر جوفي يصل طوله الى 800 متر. وعلى الرغم من ذلك، فقد كلف رئيس الحكومة ووزير المواصلات نفسيهما وحضرا لقص الشريط. وقال نتنياهو في هذه المناسبة بأن فتح الانفاق هو "حدث تاريخي، لأن الطريق الى القدس، عاصمة اسرائيل لم تكن ابدا أقصر".

في هذه الأثناء، اتضح ان الطريق الى القدس لم تقصر بتاتا، بل على العكس – لقد طالت، خاصة في ساعات الاكتظاظ، في حين يتسبب التغيير بإدخال عشرات الاف سكان مبسيرت تسيون الى نوع من الحصار، وان تقصير الطريق سيتم، ان تم، فقط بعد عدة اشهر. باختصار، يوجد هنا حدث مطلق، لكن التاريخ يتأخر في الوصول.

مقابل ماذا تقال هذه الأمور؟ مقابل زيارة نتنياهو الى البيت الأبيض لدى دونالد ترامب. نتنياهو ليس اول زعيم اجنبي يصل الى واشنطن. منذ اداء اليمين الدستوري، استضاف ترامب رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، ورئيس الحكومة اليابانية شينزو آبا. وعقد اجتماعا قصيرا، ومرتجلا مع الملك الاردني عبد الله. وتحدث مع رؤساء دول اخرى عبر الهاتف، ومن بينهم الرئيس الروسي والرئيس الصيني.

لقد خلفت هذه الاتصالات نوع من الاحراج والكثير من علامات الاستفهام. في الجانب المحرج من الحري ان نذكر المصافحة غير الكاملة التي فرضها ترامب على رئيس الحكومة الياباني، والجهل الذي اظهره خلال المحادثة مع بوتين حول اتفاق الحد من التسلح النووي. وكانت المحادثة مع الرئيس الصيني اكثر اهمية. فقد سبق واعلن ترامب فور انتخابه بأنه ينوي التنصل من الاعتراف بالصين الواحدة، والاعتراف بتايوان كدولة. وتم تفسير الاعلان على انه اعلان حرب على الصين. وفجأة تراجع، وبات الأمر وكأنه لم يكن.

الانطباع المتبقي كان صعبا. ترامب يرتجل؛ والأخطر من ذلك ان ترامب يخترع. فادارته لم تحدد حتى الان سياسة مبلورة، وسياسته تتلوى كسائق ثمل، بين مستشارين مختلفين، بين وجهات نظر متضاربة وافكار متناقضة. العامل المشترك الوحيد هو الطموح الى التغيير، الى الاثارة، الى احداث الضجيج. وها نرى، بالذات عشية زيارة رئيس الحكومة نتنياهو، تم القيام بعمل تمهيدي. لقد التقى السفير رون دريمر ومبعوثين من البلاد مع رجال ترامب. وفي اعقاب اللقاء تم صياغة تفاهمات خطية قرأها ترامب عن الورقة.

لقد قام ترامب عشية زيارة نتنياهو، باستضافة شلدون ادلسون، الذي استثمر 120 مليون دولار في حملته الانتخابية، ويستثمر مبالغ ضخمة في دفع نتنياهو. التوقيت لم يكن صدفة: ترامب يفهم العلاقة، انه يعرف بأنه ونتنياهو يتواجدان داخل محفظة ادلسون. بطاقتا اعتماد في جيب رجل واحد.

لقد اثمر العمل الحثيث الذي تم القيام به حتى اليوم، نتائج مفاجئة: الى جانب تصريحات الحب العامة، غير الملزمة، لإسرائيل، والانتقاد التراجعي لتعامل اوباما مع اسرائيل، يصرح البيت الابيض وترامب نفسه، عن معارضتهم الواضحة لتوسيع المستوطنات. انهم يرفضون تطبيق وعودهم الانتخابية، بما في ذلك نقل السفارة الى القدس والغاء الاتفاق النووي. انهم يؤجلون تعيين ديفيد فريدمان، السفير المحبوب على المستوطنات. بالذات ترامب، وبالذات الان.

لدي نظرية تفسر التحول. النظرية التآمرية: ليست لدي نظرة تدعمها، فقط رؤى ظرفية. تخفيض التوقعات تم بناء على طلب نتنياهو. عمليا، هذه هي اللفتة التي قام بها نتنياهو ازاء ترامب عشية اللقاء بينهما.

نتنياهو يواجه معركة ليست بسيطة مع بينت ووزراء في الليكود. هذه المجموعة ترى في انتخاب ترامب فرصة لمرة واحدة، لضم الضفة. نتنياهو يتخوف من الاعلان عن الضم، وليس اقل من ذلك، يتخوف من ازدياد قوة بينت السياسية. انه يتمسك بالوضع الراهن، ويحتاج الى رئيس امريكي يدعمه. اذا حققت الزيارة انجازات فسوف ينسبها الى نفسه، وليس لضغط المستوطنين.

ليس صدفة ان نتنياهو قال خلال جلسة الحكومة، امس، انه خلافا للآخرين، أي بينت ووزراء الليكود، فان ما يهمه من الزيارة هو تعزيز الامن. تعزيز الامن هو الرمز السري للتصريح بشأن ايران. ايران في الداخل، بينت في الخارج.

 

التعليـــقات