رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 10 – 11 شباط 2017

السبت | 11/02/2017 - 06:30 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 10 – 11 شباط 2017

 

ترامب لصحيفة "يسرائيل هيوم": "لست شخصا يؤمن ان التقدم مع المستوطنات يعتبر جيدا للسلام، وموضوع نقل السفارة يحتاج الى دراسة عميقة"

تنشر صحيفة "يسرائيل هيوم" على على صفحتها الأولى ملخصا للقاء اجرته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عشية اللقاء المرتقب بينه وبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يوم الاربعاء القادم. وستنشر الصحيفة اللقاء كاملا يوم الاحد.

وفي رده على سؤال حول خطته لتطوير العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة بعد السنوات الثماني الأخيرة (سنوات اوباما)، يقول ترامب: "ستكون لدينا علاقات افضل. الاتفاق مع ايران كان كارثة بالنسبة لإسرائيل. هذا غير معقول، حتى على مستوى المفاوضات ومستوى التنفيذ. كل شيء في هذا الاتفاق رهيب. كرجل اعمال اعرف التمييز بين الاتفاق السيء والاتفاق الجيد. لا يمكن فهم هذا الاتفاق. ويمكن رؤية كيف تتصرف ايران: بدل ان تشكر اوباما، الذي كان منحازا لصالحها، تصرفت بصفاقة حتى قبل مغادرته للبيت الأبيض. من المؤسف انه تم عقد هذا الاتفاق".

وحول انطباعه من نتنياهو بعد اجتماعه به في ايلول الماضي، وما اذا كانت هناك كيمياء بينهما، يقول ترامب: "نعم، دائما كانت بيننا. رئيس الحكومة هو شخص جيد يريد عمل الأمر الصحيح بالنسبة لإسرائيل ويريد السلام. انه يريد ذلك بشكل كامل. لقد احببته دائما".

وحين سئل ترامب عن موعد نقل السفارة الى القدس، تهرب من الاجابة وقال: "اريد من اسرائيل ان تتصرف بشكل منطقي في العملية السلمية، وان يتحقق السلام بعد كل هذه السنوات، وربما تكون هناك امكانية لسلام اوسع من سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. اريد من الجانبان ان يتصرفا بشكل معقول، ولدينا فرصة لذلك".

مع ذلك اصر مراسل الصحيفة على تكرار سؤاله عن السفارة، فقال ترامب: "انا افكر في ذلك، انا ادرس الموضوع وسنرى ما سيحدث. هذا ليس بالقرار السهل. انه يناقش منذ سنوات. لا احد يريد تنفيذ هذا القرار، وانا افكر فيه بشكل جدي".

وسئل ترامب عن تصريح البيت الأبيض بأن المستوطنات لا تشكل عقبة امام السلام، وهل سيتحدث عن ذلك مع نتنياهو، فقال: "بقيت منطقة محدودة، وفي كل مرة تأخذ فيها الأرض من اجل المستوطنات، تبقى مساحة أقل. انا لست شخصا يؤمن ان التقدم مع المستوطنات يعتبر جيدا للسلام. ولكن نحن نفحص عدة خيارات".

وحول ما اذا سيتم شجب اسرائيل خلال فترة رئاسته، قال ترامب: "لا، انا لا اريد شجب اسرائيل. يوجد لاسرائيل تاريخ طويل من الشجب والمصاعب. لا اريد شجب اسرائيل خلال فترة رئاستي. انا افهم اسرائيل بشكل جيد جدا واقدرها جدا. الاسرائيليون مروا بفترات صعبة جدا. اريد السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وما ابعد من ذلك. اعتقد ان السلام سيكون جيدا بالنسبة لإسرائيل، بل ممتازا وليس جيدا فقط".

وقيل لترامب انه يتحدث دائما عن صفقات جيدة، فهل يعتقد ان على الفلسطينيين تقديم تنازلات، ايضا، فقال: "نعم، بالتأكيد، لن تكون أي صفقة جيدة اذا لم تكن جيدة لكل الأطراف. نحن الان في عملية متواصلة منذ زمن طويل، عقدين. الكثير من الناس يعتقدون انه لا يمكن عمل ذلك، وهناك  من حولي الكثير من الناس الحكماء الذين يدعون انه لا يمكن التوصل لاتفاق. انا لا اتفق معهم. اعتقد انه يمكن التوصل الى اتفاق، ويجب التوصل الى اتفاق".

ديوان نتنياهو: رئيس الحكومة سيناقش مع ترامب "خلق رؤية مشتركة لدفع السلام والأمن"

وفي نبأ آخر حول اللقاء تكتب "يسرائيل هيوم" ان نتنياهو سيكون خامس زعيم يلتقيه ترامب منذ دخوله الى البيت الابيض. وسيغادر نتنياهو الى واشنطن يوم الاثنين القادم وسيمكث في بيت الضيافة الرسمي في البيت الابيض "بليير هاوس". وكان نتنياهو قد نزل في هذا البيت، ايضا، خلال فترة براك اوباما.

وقالوا في ديوان نتنياهو انه سيناقش مع الرئيس ترامب سلسلة من القضايا الحيوية لأمن ورفاهية البلدين وان الهدف هو خلق رؤية مشتركة لدفع السلام والأمن في المنطقة بحيث لا تكون هناك فجوات بين البلدين. وسيركز اللقاء على مسألتي العدوان الايراني والعملية السياسية مع الفلسطينيين. وكان نتنياهو قد اعلن خلال زيارته الى لندن، بأن هدفه هو تطبيق القيود التي فرضها مجلس الامن على تجارب الصواريخ الايرانية وفرض عقوبات تكبح ايران عن مواصلة التقدم في مشروع القنبلة النووية.

كما يتوقع ان يناقش نتنياهو مع ترامب موضوع نقل السفارة الامريكية الى القدس وقانون تنظيم الاراضي والبناء في المستوطنات ومخطط الدولتين.

المجلس الوزاري يناقش، الاحد، السياسة التي سيعرضها نتنياهو على عباس

في هذا الموضوع تكتب "هآرتس" انه من المتوقع ان يعقد المجلس الوزاري السياسي – الامني، يوم الاحد المقبل جلسة خاصة لمناقشة السياسة التي سيعرضها نتنياهو امام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال اللقاء المرتقب بينهما يوم الاربعاء القريب. وسينعقد المجلس قبل يوم واحد من مغادرة نتنياهو، الاثنين، الى واشنطن. ويضغط رئيس البيت اليهودي نفتالي بينت، على نتنياهو لعرض سياسة لا تشمل اقامة دولة فلسطينية.

وكان بينت ووزيرة القضاء اييلت شكيد ووزراء اخرين قد طلبوا من نتنياهو، فور انتخاب ترامب، عقد جلسة خاصة لصياغة سياسة جديدة في الموضوع الفلسطيني وعرضها على ترامب. ويعتبر بينت وشكيد انتخاب ترامب شباك فرص لإزالة حل الدولتين عن جدول الأعمال الدولي او على الأقل شطبه من سياسة الادارة الامريكية.

وخلال الأسابيع الأخيرة، وبشكل خاص في الايام الأخيرة، يمارس بينت الضغط على نتنياهو للتنصل من خطاب بار ايلان الذي القاه في حزيران 2009، والذي اعرب فيه ولأول مرة، عن استعداده لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، تعترف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي. وقال مسؤولون في "البيت اليهودي" ان بينت سيؤكد خلال جلسة المجلس الوزاري ان السياسة التي سيعرضها على ترامب ستشمل مبدأين رئيسيين، الاول، عدم الموافقة على فرض قيود على البناء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية، والثاني، معارضة قيام دولة فلسطينية.

وليس من الواضح ما هو توجه نتنياهو في الموضوع الفلسطيني الذي سيعرضه على ترامب. وكان قد قال بعد عدة ايام من فوز ترامب في الانتخابات، لبرنامج "60 دقيقة" في شبكة CBS الامريكية، انه يريد العمل مع ترامب على دفع حل الدولتين. لكنه منذ ذلك الوقت غير نتنياهو الاتجاه، وفي الأسابيع الأخيرة لا يصدر عنه أي تصريح يوافق فيه على انشاء دولة فلسطينية – لا على الملأ ولا خلال محادثات سياسية خاصة.

وقبل ثلاثة اسابيع، قال خلال اجتماع لوزراء الليكود انه مستعد لمنح الفلسطينيين ما اسماه "أقل من دولة". واشار خلال الجلسة نفسها وفي عدة تصريحات علنية، لاحقة، انه يطالب الجيش بحرية العمل المطلق في الضفة الغربية، ولذلك، اذا قامت دولة فلسطينية فلن تكون ذات صلاحيات سيادية كاملة. واكد رفض الفلسطينيين لذلك.

وخلال لقاء عقده مع رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، يوم الاثنين الماضي، في لندن، رفض نتنياهو الاعراب عن التزامه بحل الدولتين واكتفى بمقولة شاملة التزم فيها بالطموح لتحقيق السلام. وخلال لقاء عقده مع الصحفيين بعد اللقاء، تهرب نتنياهو من الرد على اسئلة الصحفيين حول ما اذا كان يدعم اقامة دولة فلسطينية، وقال: "شرحت لتيريزا ماي موقفي بشأن ما هو الواقعي وغير الواقعي في هذا الوقت. يمكن التفكير طوال الوقت بواقع خيالي".

واجتمع الملياردير اليهودي الامريكي شلدون ادلسون، صاحب صحيفة "يسرائيل هيوم" بترامب ليلة الخميس الجمعة، قبل عدة أيام من وصول نتنياهو الى واشنطن، لغرض مطالبته بتنفيذ وعده بنقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس. ويشار الى ان ادلسون يعتبر احد المتبرعين الكبار للحملة الانتخابية لترامب، الذي وعد خلال الحملة الانتخابية بنقل السفارة، واعرب عن دعمه للبناء في المستوطنات، ولم يصدر عنه أي تصريح مؤيد لإقامة دولة فلسطينية.

وتشير "هآرتس" الى لجوء ترامب منذ دخوله الى البيت الابيض، الى سياسة حذرة في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. حيث اقصى نفسه، لا بل تنصل من تصريحات اطلقها خلال الحملة الانتخابية كوعده بنقل السفارة. وبعد سلسلة من قرارات نتنياهو المتعلقة بتجديد البناء في المستوطنات، سرب البيت الابيض الى صحيفة "جيروزاليم بوست" بأن الخطوات الاسرائيلية لم تكن منسقة مع ترامب وانه يعارضها.

وبعد ساعة من نشر التسريب، نشر البيت الأبيض بيانا رسميا، واكثر ليونة، جاء فيه ان الادارة تعتقد بأن البناء في المستوطنات قد يزعج الجهود المبذولة لدفع العملية السلمية. وفاجأ بيان البيت الأبيض نتنياهو، بل اثار لديه القلق الشديد. وخلال الجلسة التي عقدها مع رؤساء احزاب الائتلاف، يوم الاحد الماضي، عرض موقف البيت الابيض من المستوطنات كمبرر لتأجيل التصويت على قانون مصادرة الأراضي الفلسطينية، الى ما بعد عودته من لقاء ترامب. (لكنه عاد في اليوم التالي ودعم اجراء التصويت على القانون وتمريره وهو ما تم يوم الاثنين).

يشار الى ان ترامب ورجاله، امتنعوا خلال الأسابيع الثلاث الاولى للادارة الجديدة عن اجراء اتصالات مع كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، لكن رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني ماجد فراج، وصل الخميس الى البيت الابيض، واجتمع مع بعض مستشاري ترامب، وعرض امامهم وجهة النظر الفلسطينية. ويشار الى ان القسم الاكبر من اعتدال مواقف ترامب في الايام الاخيرة ينبع عن الرسائل الكثيرة التي تلقاها من قادة في العالم العربي، وفي مقدمتهم الملك الاردني عبد الله، الذي وصل الى واشنطن من دون دعوة، ونجح بترتيب لقاء مع ترامب قبل التقائه بنتنياهو. وكان الاخير يأمل الحصول على ترامب كورقة بيضاء، لكنه سيلتقي الان برئيس امريكي يقترب من المواقف التقليدية للإدارة الامريكية منذ 1967.

مستوطنو عمونة سابقا يطالبون ببناء مستوطنة لهم في منطقة شيلو

تكتب صحيفة "هآرتس" ان المستوطنين الذين تم سحبهم من بؤرة عمونة، قرروا المطالبة بإقامة مستوطنة جديدة لهم في منطقة مستوطنة "غيؤولات تسيون"، في كتلة "شيلو"، التابعة لمنطقة نفوذ مجلس المستوطنات الاقليمي مطيه بنيامين. وتم اختيار المكان من خلال التصويت، بعد قيام السكان في الأسبوع الماضي، بجولة في عدة اماكن في منطقة نفوذ المجلس. وتم فحص مناطق تم اقتراحها عليهم في "نفي تسوف" (حلميش) ومنطقة شارع ألون. واقام المستوطنون بعد ظهر الخميس خيام احتجاج في حديقة الورود في القدس، مطالبين بالمصادقة على اقامة المستوطنة خلال جلسة الحكومة، يوم الاحد المقبل. وقالوا انهم لن يغادروا المكان حتى تقرر الحكومة اقامة المستوطنة الجديدة.

وحسب ادعاء مصادر شاركت في التصويت، فان الجولة التي قام بها المستوطنون قبل التصويت لم تكن جولة رسمية مع رجال الطاقم الذي شكله رئيس الحكومة من اجل اقامة مستوطنة جديدة، لكنها اعتمدت على "معلومات حصلوا عليها من جهات مطلعة على المعطيات المتعلقة بالأراضي الحكومية". وحسب ما قاله احدهم، فان المقصود قطعة ارض يتوقع ان تكون "الاقل اشكالية" من ناحية قانونية لإقامة المستوطنة الجديدة.

وتقع المنطقة التي اختارها المستوطنون على مقربة من التل المواجه لمستوطنة شفوت راحيل، المكان الذي عرض على مستوطني عمونة الانتقال اليه اثناء المفاوضات على إخلاء البؤرة. واعلن المستوطنون في نهاية الاسبوع انهم يرفضون الانتقال الى مكان مؤقت، وسيوافقون على الاقامة فقط في المكان الذي ستقام فيه المستوطنة الجديدة. وقال رئيس لجنة البؤرة ابيحاي بارون للصحفيين، الخميس، انه "حسب الاتفاق الموقع مع الحكومة، وعدهم رئيس الحكومة بإنشاء مستوطنة جديدة لهم حتى نهاية آذار. وعليه فإننا لن ننتقل الى أي مكان مؤقت، رغم الظروف الصعبة التي نعيشها".

وكانت الحكومة قد اقامت اربعة مواقع كرفانات في بؤرة عوفرا المجاورة لعمونة، ليتم نقل المستوطنين اليها، لكنهم لا يسكنون فيها حاليا. كما تم اقامة عشرات الكرفانات في المنطقة الصناعية في شيلو، لنقل قسم من المستوطنين اليها. ونقلت الى هناك ايضا الكرفانات التي تم نقلها من عمونة.

اصابة خمسة اشخاص في عملية اطلاق نار في بيتاح تكفا

تكتب صحيفة "هآرتس" ان خمسة اشخاص اصيبوا، يوم الخميس، بجراح طفيفة جراء عملية لإطلاق النار وقعت بالقرب من سوق بيتح تكفا، وتم نقلهم الى مستشفى بيلنسون في المدينة، سوية مع ثلاثة مصابين بالهلع. واعتقلت الشرطة شابا (18 عاما) من نابلس بشبهة تنفيذ العملية. وجاء من الشرطة ان المخرب اطلق النار باتجاه الناس في السوق، وبعد ذلك اصيب السلاح بعطب، فتناول آلة حادة وطعن مواطنا.

وقال الناطق بلسان الشرطة في لواء المركز عامي بن دافيد، ان "شابا، 18 عاما، من نابلس وصل الى سوق بيتاح تكفا واخذ يطلق النار في شارع البارون هيرش، حتى توقف في مرحلة معينة عن اطلاق النار. وقام مواطنون بملاحقته وحاولوا وقفه. وقد وصل الشاب عن طريق الازقة الى شارع بركوفيتش، ودخل متجرا لتصليح ماكينات الخياطة، حيث تمكن المواطنون من القبض عليه هناك، وسلموه للشرطة التي حولته للتحقيق".

ويفحص الجهاز الامني كيف وصل منفذ العملية من منطقة نابلس الى بيتاح تكفا، وهو يحمل سلاحا مرتجلا. ويسود التقدير بأنه استعان باناس اخرين لاجتياز الخط الأخضر، لأنه لم يحمل ترخيصا بدخول اسرائيل.

ويستدل من معطيات الماضي، التي نشرت بعد موجة الارهاب التي بدأت في 2015، انه بشكل عام، يقوم بتنفيذ العمليات داخل الخط الأخضر، فلسطينيون تواجدوا في البلاد بدون تصريح. وكان الشاباك قد اعلن في الاسبوع الماضي، انه اعتقل عدة نشطاء من حماس في منطقة الخليل، بشبهة التخطيط لتنفيذ عمليات في بنيامينا ووادي عارة، في اماكن كانوا قد تعرفوا عليها خلال عملهم غير القانوني في اسرائيل.

يشار الى انه بعد ساعات وجيزة من وقوع العملية في بيتاح تكفا، تعرض المواطن معاد عامر من مدينة كفر قاسم للاعتداء في المدينة اليهودية بادعاء الاعتقاد بأنه المخرب. واصيب معاد في رأسه وساقيه بشكل طفيف. وتم توثيق الناس وهم يشتمونه ويرددون هتاف "اقتلوه". وقامت قوة من شرطة حرس الحدود باعتقاله ومنعت الجمهور من مواصلة الاعتداء عليه.

وقال شقيقه اسامة في حديث لصحيفة "هآرتس" ان شقيقه كان يقف في محطة الباصات وانتظر الباص المسافر الى كفر قاسم، عندما وقعت العملية. وصرخ بالناس بأن يناموا على الأرض، وتحدث مع اخرين بالعربية، فهاجمه المارة اليهود وصرخوا بأنه مخرب، وركلوه وضربوه على كل انحاء جسده، كما ان الشرطة التي وصلت الى المكان اعتقلته واطلقت سراحه بعد التحقيق معه.

وتم نقل معاد الى مستشفى بيلنسون وهو مصاب في رأسه ويعاني من كدمات في جسده.

مقتل فلسطينيين واصابة اخرين جراء قصف نفق واسرائيل تنفي مسؤوليتها

تكتب "هآرتس" ان وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اعلنت يوم الخميس، ان فلسطينيين قتلا في هجوم اسرائيلي تم تنفيذه فجرا على الحدود بين مصر وقطاع غزة. لكن الجيش الاسرائيلي ينفي قيامه بقصف المنطقة. وقالت قناة الجزيرة في وقت لاحق ان الجيش المصري نفذ الهجوم.

وقال الناطق بلسان وزارة الصحة في غزة، د. اشرف القدرة، ان الهجوم استهدف نفقا لنقل البضائع بين رفح المصرية والقطاع. وحسب شاهد عيان فقد اطلقت طائرة اسرائيلية صاروخا باتجاه فتحة النفق من الجانب المصري ما ادى الى قتل حسام الصوفي (24 عاما) من رفح، ومحمد القرع (38) من غزة. ونتيجة للهجوم اصيب خمسة فلسطينيين اخرين بجراح بين بالغة ومتوسطة، ونقلوا الى مستشفى ابو يوسف النجار في رفح.

وقد تزايدت في الآونة الأخيرة، التقارير حول تجديد العمل في انفاق التهريب بين القطاع ومصر. واعلن الجيش المصري صباح الخميس، ان قوات حرس الحدود المصري دمرت ستة انفاق في الشهر الاخير واعتقلت 15 شخصا حاولوا اجتياز الحدود بشكل غير قانوني. ولم يتطرق الجيش المصري الى التقارير المتعلقة بالهجوم على النفق.

المشتركة تحث غطاس على الاستقالة مقابل طلب تخفيف لائحة الاتهام ضده

تكتب "يديعوت احرونوت" ان القائمة المشتركة تدفع النائب باسل غطاس في اتجاه صفقة تقضي باستقالته من الكنيست لكي لا يتم تفعيل قانون الاقصاء عليه، مقابل طلب تخفيف لائحة الاتهام ضده. ويتهم غطاس بسلسلة من المخالفات الأمنية بعد قيامه قبل شهر ونصف بتهريب هواتف خليوية الى اسرى امنيين في سجن كتسيعوت. وتنسب له لائحة الاتهام مخالفة استخدام ممتلكات لأهداف ارهابية، ادخال وثائق ليس عن طريق ادارة السجن، ادخال اجهزة هواتف الى السجن، الخداع وخرق الثقة من قبل موظف جمهور والحصول على امر ما بالخداع وفي ظروف خطيرة.

وسيجري المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، يوم الاربعاء، استجوابا للنائب غطاس. وعشية ذلك ضم غطاس الى طاقم المحامين الذي يترافع عنه، المحامي افيغدور فيلدمان، صاحب التجربة الكبيرة في تمثيل المتهمين بمخالفات امنية. وينضم فلدمان بذلك الى المحامية ليئة تسيمل والمحامي نمر ادلبي، وسيحاولون معا اقناع مندلبليت بتخفيف لائحة الاتهام وشطب بنود منها، وذلك اعتمادا على الادعاء بأن غطاس لم يعرف ما الذي يتواجد في المغلف الذي قام بتهريبه الى السجن.

ولم ينتظر عدد من نواب القائمة المشتركة جلسة الاستجواب لدى مندلبليت، وطرحوا امام غطاس اقتراحا ينهي هذه القضية المحرجة. وحسب المخطط الذي يجري العمل عليه، يقدم غطاس استقالته من الكنيست، دون ان يتم تفعيل قانون الاقصاء ضده، وفي المقابل يطلب من مندلبليت تخفيف لائحة الاتهام. لكن مندلبليت هو صاحب القرار الاخير في هذه المسألة، وهو لم يتطرق الى الاقتراح بعد. الا ان جهات قانونية في الكنيست قالت ان هذه الامكانية واردة جدا.

يشار الى ان الائتلاف لم يجمع حتى الان كل التواقيع المطلوبة للبدء بإجراءات اقصاء النائب غطاس.

توبيخ السفير البلجيكي بسب اجتماع رئيس حكومته مع قادة بتسيلم ويكسرون الصمت

تكتب "يديعوت احرونوت" ان السفير البلجيكي، اوليفر بلا، وصل يوم الخميس، الى جلسة التوبيخ التي اعدتها له وزارة الخارجية احتجاجا على اجتماع رئيس الحكومة البلجيكية، شارل ميشيل، خلال زيارته الى البلاد، مع قادة "بتسيلم" و"يكسرون الصمت"، خلافا لطلب نتنياهو الذي اجتمع مع ميشيل قبل يوم من ذلك اللقاء وطلب منه وقف التمويل البلجيكي للجمعيات اليسارية التي تعمل ضد الجيش الاسرائيلي.

وكانت في استقبال بلا في وزارة الخارجية، نائبة المدير العام لقسم غرب اوروبا في الوزارة، روديكا رديان غوردون. ولم يتم رفع العلم البلجيكي في المكان، او تقديم ضيافة للسفير. ونقلت اليه غوردون الاحتجاج الإسرائيلي، ووعد السفير بنقل الامور الى حكومته، دون ان يعقب على محادثة التوبيخ.

وقالت مصادر سياسية ان النشر عن لقاء ميشيل مع رجال يكسرون الصمت وبتسيلم اثار غليان نتنياهو، الذي اصدر بيانا غاضبا وامر باستدعاء السفير وتوبيخه. وكان السفير محرجا، ذلك انه يتواجد في البلاد منذ ثلاثة اشهر فقط، ولم يشارك في ذلك اللقاء.

تقارير ومقالات

في الثلاثينيات سموا ذلك في ألمانيا قانون التصديق

يكتب البروفيسور دانئيل بالطمان، استاذ التاريخ في الجامعة العبرية، في صحيفة "هآرتس" انه اذا لم تقم المحكمة العليا بإلغاء "قانون تنظيم المستوطنات في يهودا والسامرة" (كما يتوقع رجال قانون)، فانه سيدخل الى كتاب القوانين الاسرائيلي، الملوث اصلا بكثير من وصمات العار. وحسب مفاهيم انصار القانون في الحكومة والكنيست، فان هذا الاسم صحيح من ناحية الجوهر، وبات يحظى بالاحترام الذي تم تحقيقه بمساعدة ماكنة غسل الكلمات التي استخدمها من صاغوا القانون.

من الواضح كالشمس ان هذا القانون لا ينظم أي مستوطنة في الضفة الغربية، وانما يسمح بسرقة الأراضي التابعة لملكية الجمهور الفلسطيني الخاضع للاحتلال، والذي عاش لسنوات طويلة في جهنم بسبب الارهاب الذي يفرضه عليه الجيش وسلطات الامن، الى جانب العنف الذي تمارسه كتائب المستوطنين.

ولذلك، كان يجب تسمية القانون باسمه الملائم: "قانون حل ضائقة المستوطنين والامبراطورية العنصرية في المناطق". المشكلة الصغيرة هي انه سبق استخدام هذا الاسم في قانون آخر وليس مؤكدا انه يمكن استخدامه مرة اخرى. في المرة السابقة، كان "قانون حل ضائقة الشعب والرايخ"، الذي صادق عليه الرايخستاغ الالماني في آذار 1933. في حينه اطلق على القانون اسم "قانون التصديق". لدينا – "قانون التنظيم". وكما في ذلك الوقت هكذا الآن، سنمنح القانون اسما محترما لا يدل على جوهره الشيطاني.

في الخامس من آذار 1933، وبعد موجة ارهاب ضد حزب اليسار الألماني، في اعقاب احراق الرايخستاغ، جرت الانتخابات. ولكن حتى في ظل الأجواء السياسية العنيفة التي سادت هناك، ومشاعر الطوارئ التي حاول النظام الجديد فرضها، لم ينجح الحزب النازي بتحقيق غالبية في الرايخستاغ تضمن له تغيير الدستور والوصول بشكل قانوني (ظاهرا) الى الوضع الذي كان قائما بحكم الأمر الواقع – تصفية ديموقراطية جمهورية فايمار.

ما الذي حدده القانون ولماذا كان مطلوبا؟ لقد كان القانون قصيرا وجوهريا، يتألف من خمسة بنود فقط. ووضع في بنديه الاولين القاعدة، التي لم يتكهن بها احد في حينه، لتدمير اوروبا وتصفية الشعب اليهودي خلال الـ 12 عاما التالية.

لقد حدد البند الأول انه بالإضافة الى اجراء سن القوانين المتعارف عليه (من قبل البرلمان)، يمكن المصادقة على قوانين في الرايخ من قبل الحكومة فقط. وحدد البند الثاني فان القوانين التي تم سنها من قبل حكومة الرايخ يمكن ان تشذ عما جاء في الدستور، شريطة ان لا تمس بالرايخستاغ. وبعبارة مبسطة: تملك الحكومة صلاحية سن قوانين لا تخضع لإجراءات التشريع المحددة في الدستور، طالما انها لا تمس بالبرلمان الذي سيفقد في كل الأحوال مكانته بعد عدة أشهر. لقد اخترق "قانون التصديق" الحاجز الذي كان معلقا على شعرة، بين دولة القانون والدكتاتورية القاتلة.

الساعون الى تصفية الديموقراطية الاسرائيلية من مدرستي الليكود والبيت اليهودي، لا يمكنهم قطع دعائمها بضربة سيف واحد، كما فعلوا في المانيا. انهم يضطرون للمضي خطوة بعد خطوة، ولكنهم يتقدمون في هذا الاتجاه، مثل تلك السلحفاة العنيدة التي انتصرت في السباق مع الأرنب الذي نام في الطريق.

ما الذي يحدده "قانون التنظيم" في الامبراطورية الكولونيالية في المناطق؟ في كل قانون يهدف الى تحطيم احدى الدعائم الأساسية للديموقراطية – حق الملكية في هذه الحالة – يكون القانون قصيرا وموضوعيا. بعد قليل من التعريفات والتفسيرات ذات الطابع التقني – القضائي، يحدد ان هدفه هو "اتاحة تنظيم المستوطنات في يهودا والسامرة التي اقيمت او تم توسيعها بدون اجراءات التخطيط المنظم، من قبل مدنيين اسرائيليين، بنوايا حسنة، او ان الدولة كانت شريكة في اقامتها وبنائها. في حالات كثيرة تم بناء وتوسيع المستوطنات بمشاركة او بتشجيع من الدولة، رغم انه من ناحية تخطيط لم يتم تنظيمها، واحيانا من دون ان يكون معروفا بأن الأرض تعود لملكية خاصة".

بل يضيف القانون ويفصل ان ترك الوضع على حاله اليوم، او هدم البيوت في هذه المستوطنات الاسرائيلية "يعني المس البالغ بمن يقيم فيها منذ سنوات كثيرة، بحسن نية او بدعم من الدولة. اوامر الانتقال تسعى الى الموازنة كما يجب بين هذا المس وبين المس بملكية الملاكين المسجلين للأرض الخاضعة للتنظيم، او بمن يستحق تسجيله كمالك للأرض غير المنظمة. مشروع القانون يقر بالحاجة الى تنظيم المستوطنات والاحياء، وبأن تنظيمها هو حل ملائم اكثر من تخريب المستوطنات او بيوت عشرات ومئات العائلات".

من هو الذي يحدد عمليا ما اذا تم سرقة الأرض بنوايا حسنة وبدون معرفة ان المقصود أراضي خاصة؟ من يستطيع اصلا التصديق بأن ملتهمي الاراضي في المستوطنات فعلوا ذلك بنوايا حسنة بعد ان ظهر على جدران عمونة عنوان يقول انه في أرض اسرائيل لا يملك أحد حق الملكية؟ لكن المقولة الاكثر مثيرة للسخرية هي ان اعادة الأرض المسروقة الى اصحابها الفلسطينيين يمكن ان تمس بشكل بالغ بمن يعيش عليها منذ سرقتها.

من المثير معرفة ما اذا كانت حكومة اسرائيل مستعدة لتطبيق هذا المعيار ايضا بالنسبة لفلان من الناس الذي عاد الى مدينته في 1945 من الاتحاد السوفييتي الذي نفي اليه، ودخل للإقامة في بيت مهجور ليهودي تم طرده الى اوشفيتس، والان يرفض اعادة البيت الى احفاد ذلك اليهودي. فهو لم يكن من طرد اليهودي من بيته. أي نفاق يكمن في الادعاء الاسرائيلي بشأن الظلم الذي سيصيب من انتزع بالقوة عقارا ليس له، بينما لا يستطيع المسروق والمحروم من الحقوق حتى التوجه الى المحكمة للمطالبة باستعادة ما سرقوه منه.

هذا القانون ينضم الى سلسلة طويلة من "قوانين التصديق" القائمة في كتاب القوانين الاسرائيلي: قانون النكبة، قانون الجمعيات، قانون "يكسرون الصمت"، قانون القومية، مشاريع القوانين المطروحة على الجدول بشأن كم افواه رجال الاكاديمية، ما لا يحصى ولا يعد من الأوامر والنظم التي خرجت من تحت ايدي النواب الأقزام الذين صوتوا على كل ما يدعمه بتسلئيل سموطريتش. تماما مثل اعضاء الرايخستاغ الجبناء الذين قرروا فقدان وعيهم ومنح صولجان السلطة لهتلر بشكل قانوني.

النسخة الاسرائيلية لقانون "حل ضائقة الشعب والرايخ" ليست مجرد قانون حقير وعنصري اخر. واذا بقي على حاله، ستتحول اسرائيل الى عضو في جمعية مشكوك فيها تضم دولا مثل تركيا، روسيا، بلاروس، طاجاكستان، تركمنستان ودول مشابهة في افريقيا. ولن تبقى دولة ديموقراطية ليبرالية.

ولذلك تبقى طريق واحدة امام كل مواطن اسرائيلي يؤمن بأنه لا يزال من الممكن دفع العربة الى الوراء: اعلان المقاطعة على الملأ للاستعمار العنصري في المناطق، واقناع الآخرين في الخارج بمقاطعة الدولة التي تتدهور نحو هاوية لا عودة منها.

المصالح والتحالفات التي تقف وراء التوتر الأمني في الجنوب

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" انه في الوقت الذي يتمحور فيه كل الجدول السياسي في اسرائيل حول التحقيق مع رئيس الحكومة، وتشعب قضية الغواصات، والزيارة القريبة لنتنياهو الى واشنطن، ينضج في الأيام الأخيرة التوتر الأمني الذي يمكن في ظروف معينة ان يصل الى تصعيد ملموس. هذا يحدث على الجبهة الجنوبية المعقدة التي تتصارع فيها اسرائيل وحماس، ويتدخل فيها بشكل بارز – واحيانا من خلال تحالفات مؤقتة – لاعبان اخران، مصر والذراع المحلية لداعش – ولاية سيناء.

ما يتم التبليغ عنه في وسائل الاعلام يتعلق بأحداث لا يمكن اخفائها، من اطلاق الصواريخ وحتى التفجير الخفي في الانفاق. لكنه تغلي تحت الأرض مصالح متناقضة ومؤامرات مشتركة. من شأن الادارة غير الصحيحة للأزمة، كما حدث في صيف 2014، ان تؤدي الى الانفجار، حتى وان كان ذلك لا يظهر الان كهدف مرغوب فيه بالنسبة للأطراف الأساسية.

ملخص الاحداث حتى الان: يوم الاثنين الأخير، سقط صاروخ في منطقة مفتوحة في النقب الشمالي، وكما يبدو تم اطلاق نيران من اسلحة خفيفة من القطاع في منطقة كيبوتس كيسوفيم. وتم نسب اطلاق النار لتنظيم سلفي متطرف استفز من خلال ذلك حركة حماس على خلفية اعتقال وتعذيب رجاله. اسرائيل التي تحمل حماس المسؤولية الادارية عن كل اطلاق للنيران من غزة، ردت بسلسلة من الهجمات الصاخبة على اهداف كثيرة تابعة للتنظيم، والتي انتهت مرة اخرى بأعجوبة، بعدة اصابات طفيفة. وفي اليوم التالي هدد وزيران من المجلس الوزاري المصغر، نفتالي بينت ويوآب غلانط، باحتمال وقوع حرب في غزة خلال عدة أشهر.

مساء يوم الاربعاء تم، ولأول مرة منذ ثلاث سنوات، اطلاق قذائف من سيناء على ايلات، وتمكنت منظومة القبة الحديدية من اسقاط ثلاث قذائف، بينما سقطت الرابعة في منطقة مفتوحة. واعلن ذراع داعش مسؤوليته عن اطلاق القذائف. وبعد عدة ساعات وقع انفجار في نفق على الحدود بين مصر ورفح، اسفر عن قتل فلسطينيين واصابة خمسة. واعلنت حماس ان الانفجار نجم عن قصف جوي اسرائيلي، وادعت مصادر امنية في غزة ان القصف جاء ردا على قصف ايلات.

لقد حدث هذا كله في الوقت الذي يحدث فيه التقارب المفاجئ بين حماس ومصر، بعد سنوات من العداء الفظ من قبل الجنرالات في القاهرة ازاء القيادة في القطاع، والتي يعتبرونها جناحا لخصمهم في مصر، حركة الاخوان المسلمين. منذ الانقلاب العسكري في القاهرة في صيف 2013، شددت مصر الخناق على القطاع. وادى الاغلاق المتعمد لمعبر رفح، الى جانب الرد الاسرائيلي البطيء على الازمة الاقتصادية لدى حماس، الى اندلاع الحرب بعد سنة. ومنذ ذلك الوقت عملت اسرائيل على تأجيج التوتر بين القاهرة وغزة، ايضا من خلال عرض معلومات استخبارية (موثوقة) حول التعاون السري بين حماس وجناح داعش في سيناء.

لكنه يلاحظ حدوث تغيير في الأشهر الأخيرة. لقد خفف المصريون الضغط على معبر رفح، وتصل وفود امنية من حماس الى القاهرة، لمناقشة العلاقات بين الجانبين. وقبل عدة ايام تم تصوير جولة لمسؤولين فلسطينيين كبار في المنطقة الحدودية في رفح، رافقها وعد من حماس بالحفاظ على الهدوء على الحدود، ومواصلة كبح التنظيمات السلفية في القطاع والابتعاد عن رجال داعش في سيناء.

في الخلفية تحرك شيء، ايضا، في الاتصالات غير المباشرة بشأن صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل وحماس. في الأسبوع الماضي، نشرت "هآرتس" عن شقيق لمسؤول رفيع في حماس تحتجزه اسرائيل، والذي يعاني من مرض نفسي. وردا على ذلك قالت مصادر فلسطينية ان حماس رفضت اقتراحا بإطلاق سراحه مقابل اطلاق سراح الاسرائيلي ابرا منغيستو المحتجز في غزة. وهذا الاسبوع نشرت الجزيرة عن فشل التوصل الى صفقة اوسع. يبدو ان حماس لا تزال تبحث عن صفقة شليط 2، أي اطلاق سراح عدد كبير من الاسرى الفلسطينيين مقابل جثتي الجنديين والمواطنين الاسرائيليين الثلاثة المفقودين في غزة.  وتدور المساومة حول عشرات الاسرى الذين تم اطلاق سراحهم في صفقة شليط وعادت اسرائيل واعتقلتهم في الضفة الغربية في 2014 بعد اختطاف ثلاثة شبان اسرائيليين في غوش عتصيون.

رغم خيبة الأمل من العمل العسكري في القطاع خلال الجرف الصامد، الا انه تم خلال العامين والنصف المنصرمين، تسجيل هدوء نسبي في القطاع. منذ انتهاء الحرب تم اطلاق 45 قذيفة من القطاع، سقطت كلها، باستثناء اربعة قذائف، في مناطق مفتوحة. واصيب جندي واحد خلال هذه الفترة بالقرب من الحدود، لكنه لم يتم اصابة او قتل أي مواطن. لا شك ابدًا بأن حماس تتسلح وتستعد للحرب القادمة، لكنه يجب التمييز بين محفز الضرر الحقيقي، الكامن في تجديد الانفاق الهجومية، وبين خطوات هدفها اثبات الحكم، كبناء مواقع رصد على طول السياج. هذه خطوة لها فائدة تكتيكية معروفة ومحدودة بالنسبة لحماس. القلق الذي تثيره في صفوف سكان بلدات غلاف غزة يبدو مبالغا فيه، والنقاش حوله يتجاهل حقيقة ان الجيش الاسرائيلي ايضا يتدرب ويعد قواته للمواجهة القادمة.

اطلاق القذائف من قبل داعش على ايلات يخدم هدفين. الاول، والواضح جدا، هو الانتقام من اسرائيل التي يتهمها التنظيم بتقديم المساعدات الهجومية والاستخبارية لمصر في حربها ضده في سيناء، والثانية، يمكن ان تكمن في نقل رسالة لحماس على خلفية تقربها من مصر. بالذات بسبب تزامن الاحداث، من المشكوك فيه ان الحادث في نفق رفح يرتبط بإطلاق النار على ايلات. يمكن ان يكون، ايضا، ناجما عن حادث عمل او تصفية حسابات على خلفية اخرى لا نعرف تفاصيلها.

في السطر الأخير، يوجد هنا تراكم استثنائي من الاحداث، يرفع من مستوى التوتر لدى صناع القرارات في كل جانب. التصريحات المتحمسة في الجانب الاسرائيلي، حتى وان كان يكمن فيها مكسب سياسي هامشي، لن تساعد على تهدئة الاجواء. يبدو ان المصلحة الاسرائيلية الواضحة هي الحفاظ على الردع وتأخير الحرب القادمة في القطاع، مهما امكن. من شأن سياسة اخرى ان تقود الى التورط الزائد في حرب متواصلة، ستعيد الجيش للغرق في مستنقع غزة لسنوات طويلة، حتى ان اسفرت عن اسقاط حكومة حماس، كما يعظ بعض الوزراء.

قوموا، اخرجوا من بين شعبي انتما وبنو اسرائيل

يكتب غدعون بيغر، في "هآرتس" انه في موعظة الاسبوع الاخير، يقول فرعون ملك مصر لموسى وهارون، “قوموا، اخرجوا من بين شعبي انتما وبنو اسرائيل جميعا” (سفر الخروج 31:12). وقد أدت هذه الدعوة الى انفصال بين اسرائيل عن مصر وبداية تشكلهم كشعب. “واتخذكم لي شعبا و اكون لكم الها” (سفر الخروج 7:6). يبدو أنه يكمن في هذه الدعوة حل للصراع على دولة إسرائيل، الذي يتواصل منذ مئة سنة، ويشغل بال سكان البلاد واحيانا العالم له.

 منذ بداية وجود الحركة الصهيونية ثار النقاش حول الملكية والسيادة على الارض، التي كانت تسمى في عهد الحكم البريطاني “ارض اسرائيل” على لسان اليهود، و “فلسطين” على لسان العرب. كل طرف رأى نفسه مرشحا لان يكون صاحب السيادة، بينما يكون الطرف الاخر تابعا لسيادته. لقد طرحت اقتراحات كثيرة لحل النزاع، من السيادة المشتركة وحتى تقسيم الارض بين الحركتين القوميتين.

 لقد طرحت فكرة التقسيم بتوصية من قبل لجنة رسمية بريطانية (لجنة بيل) منذ 1937، وبعد ذلك في قرار التقسيم الذي طرحته الامم المتحدة في تشرين الثاني 1947.كلاهما، التوصية والقرار، قاما على اساس المبدأ الذي يقول ان الاراضي المسكونة بشكل اساسي باليهود تكون في الدولة اليهودية، والاراضي التي يسكن فيها العرب تكون في نطاق الدولة العربية. كما أن هذه الفكرة موثقة في اساس الصيغة المعروفة باسم “دولتين للشعبين”.

 المشكلة المركزية في كل هذه المشاريع هي أنها جزئية، لأنه في كل اقتراح تبقى بلدات وسكان احدى القوميتين في نطاق الدولة القومية الاخرى. في مشروع التقسيم الذي أقرته الامم المتحدة في 1947، كان يفترض بنحو 300 ألف عربي في عشرات البلدات أن يبقوا في نطاق الدولة اليهودية، ونحو 20 بلدة يهودية ( 4 بلدات غوش عصيون، بلدات الجليل الغربي وغيرها) وفيها نحو 20 الف يهودي، كان يفترض أن يبقوا في الدولة العربية.

حرب النهضة (“النكبة” بالتعبير العربي) أدت الى تقسيم البلاد بشكل مختلف. فينما بقي في نطاق دولة اسرائيل نحو 150 الف عربي، لم يبق في مناطق الضفة الغربية التي احتلها الاردن، وفي منطقة قطاع غزة، التي احتلتها مصر، أي بلدة يهودية واحدة ولا مواطن يهودي واحد.

هذا التقسيم استمر على مدى 19 سنة. حرب الايام الستة والاستيطان اليهودي الضخم في مناطق يهودا والسامرة (وفي قطاع غزة حتى تفكيك المستوطنات هناك في 2006) خلق واقعا مشابها لعهد الحكم البريطاني، حيث كانت بلدات يهودية وعربية في كل المنطقة، الذي تسيطر عليه عمليا دولة واحدة – إسرائيل.

على مدار العقود الاخيرة طرحت اقتراحات مختلفة مثل “دولتين للشعبين” ولكنها كلها رفضت في الأساس بسبب حقيقة مركزية واحدة: كلها عادت الى فكرة التقسيم، دون ان تخلق دولتين قوميتين واضحتين. كما أن محاولة اقتراح نقل “كتل الاستيطان” اليهودية الى نطاق دولة اسرائيل مقابل تحويل اراض بحجم مشابه، مسكونة بالعرب او خالية من الناس، الى الدولة الفلسطينية، كانت ستبقي نحو 70 الف يهودي أو أكثر في عشرات البلدات، التي ستكون هناك حاجة لإخلائها ونقلها الى نطاق دولة اسرائيل، كي تنشأ دولة قومية عربية فلسطينية. ولكن، في دولة اسرائيل كان سيبقى نحو 1.5 مليون فلسطيني، معظمهم – لا سيما المسلمين منهم – لا يقبلون جوهر الدولة اليهودية ورموزها، ولا يرغب معظم الجمهور اليهودي بوجودهم داخل الدولة القومية اليهودية.

وعليه، فلتقم دولتان قوميتان، دولة إسرائيل والدولة الفلسطينية، وتعلنان “قوموا، اخرجوا من بين شعبي”. بمعنى، النصف مليون يهودي الذين يعيشون في اراضي الدولة القومية الفلسطينية العتيدة، ينتقلون الى دولة اسرائيل – دولة القومية اليهودية، وكل الفلسطينيين الذين يعيشون في دولة إسرائيل اليوم، باستثناء الدروز، المسيحيين والشركس، ينتقلون الى نطاق الدولة الفلسطينية.

هذه الانتقالات تتم سواء بتبادل الاراضي – منطقة “المثلث” ووادي عارة تنتقل الى الدولة الفلسطينية مع سكانها، مثل كتل الاستيطان المحاذية للخط الاخضر، التي تنتقل الى دولة اسرائيل. الاخرون ينتقلون – سخنين الى اريئيل، وعرابة الى عمانويل وهكذا دواليك. هؤلاء يحصلون على مناطق واراضي اولئك، او تعويض كامل عن ممتلكاتهم من الارض، اذا لم يرغبوا في ذلك.

واضح ان مثل هذه الخطوة ستمس بالحياة الطبيعية لأكثر من مليون نسمة، ولكنها ستؤدي في نهاية المطاف الى تنفيذ قاعدة “دولتين للشعبين” بكامل معناها. في أرض بلاد اسرائيل الانتدابية تقوم دولتان، واحدة دولة الشعب اليهودي وفيها أقلية درزية مسيحية، والثانية دولة قومية فلسطينية، لا تكون فيها بلدات يهودية على الاطلاق.

فهل يمكن لاحد أن يدفع معجزة هذه الخطة، التي نفذت في الماضي في دول كثيرة؟ سيدعي المحتجون غياب الانسانية بل العنصرية، العلنية أو المبطنة. ولكن اصحاب الرؤية البعيدة، سيرون دولتين قوميتين، محاذيتين الواحدة للأخرى، تقيمان حياة من التعاون والسلام في ظل الحفاظ على الهوية القومية لكل واحدة منهما.

القبة الحديدية ادخلت الجبهة الداخلية الى حالة تهاون

 ينشر يوآب ليمور في "يسرائيل هيوم"، لقاء موسعا مع قائد الجبهة الداخلية المنتهية ولايته الجنرال يوئيل ستريك، يقول فيه انه لا يشك بأن الجبهة الداخلية الاسرائيلية ستصمد في الحرب القادمة وستمنح الجيش الوقت للمحاربة، لكنه سيكون على الجيش تقليص فترة الحرب قدر الامكان لكي يقلص الضرر الذي سيصيب الجبهة الداخلية".

ويحدد ستروك، الذي سينتقل لتسلم قيادة المنطقة الشمالية، بأن جاهزية الجبهة الداخلية جيدة اكثر مما يسود الاعتقاد، لكنها لا تزال ناقصة، ويقول: "توجد اكثر من نصف كأس مليئة، رغم انه يجب ان يكون من الواضح بأن الحرب القادمة ستكون تجربة من نوع اخر، اكثر تحديا، ومع اضطراب وظيفي كبير، لكنه يمكن مواجهتها اذا تصرفنا بشكل مناسب".

المواطن العادي ليس مستعدا للحرب؟

"المواطن هو ليس عنواننا. لن تنشغل زوجتي بمسألة ما اذا سيسقط هنا 1000 او 500 صاروخ يوميا خلال الحرب. الحكاية هي قادة الرأي في اوساط الجمهور الاسرائيلي. هؤلاء هم عنواننا".

الحكومة والسلطات المحلية مستعدة؟

"بذلنا جهدا كبيرا، خاصة بين رؤساء السلطات المحلية، وحاولنا من جهة شلهم ومن جهة اخرى جعلهم يستعدون. هناك اماكن نجحنا فيها بشكل اكبر، واماكن بشكل اقل. نقطة الارتكاز هي مفهوم المسؤولية. يمكننا القيام بعمل ممتاز، ولكن اذا لم يفهم رئيس السلطة المحلية حتى العمق مسؤوليته الكاملة، فلن يساعد أي شيء".

ومن اين الثقة بان الجمهور سيمنحكم الدعم والوقت؟

"لأن هذا ما يعلمه التاريخ. انظر الى البريطانيين الذين صمدوا خلال القصف النازي في الحرب العالمية الثانية، وانظر الى جبهتنا الداخلية. متى لم يمنح المواطنون الوقت المطلوب للجيش من اجل تحقيق اهداف الحرب؟"

وهذا سيصمد في الاختبار حتى في حال سقوط الاف القذائف يوميا في الحرب القادمة؟

"نعم، الجبهة الداخلية ستمتص القذائف، لكن غالبيتها لن تكون دقيقة، ستسقط في مناطق مفتوحة ولن تكون فاعلة، وقسم صغير سيكون دقيقا، مضرا وقاتلا. من دون الدخول في الارقام المطلقة، يمكنني التحديد ان 0.9% فقط مما سيسقط هنا سيكون دقيقا".

ورغم ذلك، في المجموع الكلي سيكون هنا ضرر ليس صغيرا وعدد ليس قليلا من المصابين.

"ولذلك سنضطر لتقليص ايام الحرب، واعتقد اننا نعرف كيف نفعل ذلك. 50 يوما تعتبر فترة طويلة جدا بالنسبة لإسرائيل، وبشكل عام لكل مجتمع غربي يريد انهاء الامور بسرعة، مع حسم مطلق وصورة انتصار واضح".

"الروح الجماعية هي الانتصار"

من اجل الاستعداد للحرب القادمة، المتوقع ان تكون مختلفة، مع الاف الصواريخ يوميا، في السيناريو الشمالي، ومئات الصواريخ في السيناريو الجنوبي، طورت قيادة الجبهة الداخلية مبادئ "الصمود الراسخ" التي تشمل تسع مركبات وفي مقدمتها الدفاع، التواصل الوظيفي والانضباط المدني.

ويقول ستريك: "الجزء الاول يتحمله الجيش تماما، بالتركيز على الجبهة الداخلية، ويشمل كل مركبات الحماية، التحذير، الانقاذ، وحتى الاعلام الذي نتحمل مسؤوليته في حالات الطوارئ. اما الامور الاخرى فترتبط بالأخرين، مثلا، ضمان الكهرباء بشكل متواصل في كل بيت، ووسائل الاتصال والغذاء والعلاج الطبي. يجب ان يهتم احد بفتح عيادات موحدة في اماكن محمية وضمان وجود طواقم طبية، وان تواصل الدولة انتاج ما تحتاجه حتى في ساعات الطوارئ. هذا يبدأ بالحكومة ويمر بالسلطات المحلية ثم المواطن، ويجب ان يتم ذلك لأنه جزء من حصانتنا".

وهل يحدث هذا كله؟

"لقد تحسنا كثيرا، وانا افضل النظر الى نصف الكأس المليئة. اين لا اشعر بالاطمئنان؟ مثلا في ما يتعلق بالسلطات المحلية التي تعتبر عاملا هاما في عمل الجبهة الداخلية، فهي لا تضم كلها اصحاب مناصب ملائمة ومدربة، يمكنني التأكد من انهم سيقومون بمهامهم ويقدمون الخدمات كما يجب. يقلقني اننا لم ندرب السلطات المحلية بشكل نوعي خلال العامين الاخيرين، وامل ان نحقق ثورة في هذا الامر هذه السنة".

الجمهور الاسرائيلي منضبط؟

"انا اكن الاعتماد الكبير للجمهور الاسرائيلي، ولكن في الحرب القادمة سيصادف امور لم يصادفها من قبل، ولذلك يجب ان يغير الحالة الذهنية لديه".

أوضح.

"لن ننجح بإسقاط كل ما يتم اطلاقه الى هنا، وسيصل عدد كبير من القذائف الى الأرض، اكثر من الماضي. هذا يعني ان المفهوم  بأنه توجد لك قبة فوق رأسك تحمي المجال المدني بشكل فوري، يجب ان يتغير".

انت تقول عمليا ان نجاح القبة الحديدية ادخل الجمهور في حالة تهاون، رغم انها اسقطت هذا الاسبوع القذائف التي اطلقت على ايلات؟

"بشكل قاطع، وبالتأكيد خلال الحرب مع حزب الله. من المؤكد ان الأمر سيبدو مختلفا بالنسبة لمن يعيشون بالقرب من الحدود، لأن حزب الله يملك قدرة على تفكيك كل هذه المنطقة مع القذائف ذات الوزن الكبير. ولذلك فان الانضباط المدني مهم جدا من اجل تقليص الثمن الذي سندفعه".

هل ستعرفون كيف تقدمون التوجيهات في الوقت المناسب؟

"يجب علينا ان نستطيع اولا الدخول الى رأس المواطن، لكي نتأكد من انه يفهم وينفذ توجيهاتنا، لأن قرار الدخول الى الغرفة المحكمة او الخروج الى مطلع الدرج او النزول من طابقين يمكن ان يكون الفارق بين الحياة والموت".

انتم مستعدون لإخلاء عدد كبير من السكان؟

"الوضع الافضل هو بقاء السكان في بيوتهم، لأن هذا هو المكان الاكثير طبيعي لهم. حزب الله يملك قدرات على تركيز الجهود ضد البلدات. من لا يملك القدرة على ادارة روتين الحد الادنى من حالة الطوارئ او لا يملك مكان الاحتماء المناسب ولديه مكان اخر يسافر اليه، فليفعل ذلك".

وهل تملكون القدرة على تقديم حلول منظمة لوضع كهذا؟

"هناك نظام في اسرائيل مفاده ان كل سلطة محلية يجب ان تكون قادرة على استيعاب حوالي 4% من حجم مواطنيها، وهي تحصل على ميزانية لهذا الغرض. ما الذي يعنيه ذلك؟ ان يدخلوا المواطنين الى مدرسة ما، وهناك يحصلون على كل شيء. هذا ليس فندقا بخمسة نجوم، وانما حل طارئ. نحن سنطمح طبعا لإخلاء اقل ما يمكن من السكان وعمل ذلك بشكل انتقائي".

خلال الجرف الصامد ركزت حماس على المدنيين في البلدات المجاورة للسياج لأنها ميزت كونهم نقطة ضعف.

"سيحاول العدو مفاجأتنا في الحرب القادمة، القيام بعملية تسلل ما الى اراضينا والسيطرة على منطقة معينة وعزلها لفترة ما".

السيطرة على موقع؟ على كيبوتس؟

"مثلا. وهذا سيحتم علينا تغيير المفهوم والفهم بأننا امام شيء مختلف، والاستعداد له. من المفضل عدم تواجد المواطنين حيث لا يجب ان يتواجدوا، لأنه يوجد فرق كبير بين بلدة يوجد فيها جمهور وبلدة خالية. واذا تعرضت بلدة لتهديد النيران المباشر، بواسطة الصواريخ والقذائف، ويسود التخوف من تسلل مخربين اليها، لا توجد أي مشكلة بإخلائها من اجل تقليص عدد المدنيين الذين سيواجهون الخطر، وايضا لتمكين الجيش من العمل بحرية".

وماذا بالنسبة للروح التي تقول اننا لن نخلي البلدات؟

"الروح هي روح الانتصار. يجب الانتصار، والاخلاء هو وسيلة. البلدة ليست جزء من مفهوم الدفاع العسكري، وانا لا ارى أي سبب يجعل مسنة عمرها 85 عاما في مسغاف عام او منارة تجد نفسها محاصرة ومقطوعة ومعزولة، لأن العدو تسلل الى بلدتها. افضل ان يجد العدو البلدة خالية، ولي كجيش سيكون اسهل جدا الوصول اليه ومعالجته حين لا يتواجد المدنيون في المكان".

باختصار، في الحرب القادمة، سيتم إخلاء كل من يقيم قرب السياج الحدودي في الشمال او في غزة.

"لا اعرف ان كان سيتم إخلاء الجميع لأننا نعد لأكثر مما تم عمله، لكنه سيتم إخلاء مدنيين. قادة الاقسام في لواء الانقاذ يعرفون تماما من سيتم اخلائه والى اين. الحكمة هي ان يتم ذلك في الوقت المناسب، لأنك اذا قمت باخلائهم بشكل مبكر جدا قد تسبب ضررا، واذا تأخرت يمكن ايضا ان تسبب الضرر".

وماذا مع مركب الوعي. فالعدو سيقول اذا اخليت البلدات انه انتصر لأنك هربت.

"ليس مهما ما الذي سنفعله وما سنقوله، فهو سيقول ذلك في كل الاحوال. يجب علينا ان نحكي حكايتنا، وتجهيز النفوس لذلك. اعتقد ان المدنيين باتوا يفهمون وجود خطة كهذه".

الملاجئ توفر حماية ليست سيئة

حسب كل التقديرات، ستشمل الحرب القادمة اصابة واسعة للبنى التحتية في اسرائيل. ستريك يقدر انه في قسم من المناطق ستنقطع الكهرباء ليوم او يومين، وربما لوقت اطول. ويقول: "الكهرباء مصيرية. انها تؤثر على كل شيء، ولذلك نحن نستعد مع شركة الكهرباء من اجل تقديم حلول طارئة. لكن هناك امور يمكن للمواطنين عملها، مثلا، شراء مولدات صغيرة".

أي البنى المصيرية تتوقع اصابتها ايضا؟

"الاتصالات تعتبر بالغة الاهمية، وافترض انها ستشوش لفترة ما. لكنه لن تكون هناك مشاكل في الماء ولا الغذاء، ولا حتى العلاج الطبي.

مواد خطيرة؟ مستودع الامونيا في حيفا؟

"وقعت قبل اسبوع على تصريح للمحكمة يقول ما لدينا من ناحية مهنية، واقمنا منظومة من اجهزة الاستشعار التي ترصد الوضع هناك".

وما الذي سيفعله ذلك امام صاروخ؟

"هذا لا يساعد، ولكن من اجل التسبب بضرر ملموس – كالذي تصفه وسائل الاعلام – تحتاج على الاقل الى سلاح جو، ولذلك فان هذا لن يحدث. انا اقول بمسؤولية: بعض ما يقال وينشر هو اساطير".

أي ان القذيفة والصاروخ لا يمكنهما التسبب بكارثة؟

"لا".

ومع ذلك، اليس من الصواب اخراج المواد من هناك؟

"لست وزير شؤون البيئة. ومع ذلك من المؤكد انه من الصواب اخراجها، ولكن امام التهديد القائم نحن نوفر ردا مناسبا، وفي كل الاحوال سنقلص في ساعات الطوارئ كمية المواد هناك، ولن تصل السفينة. هل يمكن اصابة السفينة بشكل مفاجئ؟ بالتأكيد نعم. كما يمكن اصابة الكنيست بشكل مفاجئ، فهل نقوم بإخلائها؟"

الا يقلقك امكانية انهيار مباني في تل ابيب؟

"لن تنهار مباني. ربما يتم اصابة مباني بشكل شديد، ربما يسقط قتلى، لكنه لن تسقط مباني بالكميات هنا".

ولا حتى من صاروخ يحمل 750 كلغم من المتفجرات؟

"لن يحدث ذلك، وانا اعتمد على اكبر الخبراء في البلاد. لدينا هنا بناء جيد، مع ملاجئ ومطالع ادراج توفر حماية ليست سيئة".

ما هي فجوات الحماية في المدن الكبرى؟

"في حيفا، مثلا، توجد حماية في 60% فقط من المباني".

في تل ابيب، الارقام متشابهة.

"في تل ابيب سيكون حجم الاضطراب اقل بكثير. صحيح ان ما سيصل سيكون اثقل واكثر اشكالية، لكنه سيتم اسقاط غالبيتها، وفي كل الاحوال لا توجد لديهم كمية كافية من الصواريخ طويلة المدى التي يمكنهم اطلاقها على كرمئيل او عكا".

ما هو الأمر الملح عمله اليوم؟

"تسريع تدعيم المباني في اسرائيل. الفارق بين بناية من سنوات الخمسينيات او السبعينيات التي مرت بهزة ارضية وبين بناية تم تدعيمها هو بين 50 -100 مدني محاصرين، وبعضهم قتلى. الأمر الثاني هو معرفة كيفية نقل المسؤوليات بسرعة. حاليا تتحمل الشرطة هذه المسؤولية، والجيش يساعد فقط، لكنه حسب رأيي يجب منح المسؤولية للجيش".

لماذا؟

"الشرطة حققت تقدما كبيرا في السنوات الاخيرة، ولكن الجيش هو منظومة تتدرب، ومزودة بمعدات وقدرات لوجستية وجوية واستخبارية وقوى بشرية اكبر."

أنت أعظمهم

يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت احرونوت" انه عشية سفر نتنياهو الى واشنطن لإجراء اول لقاء مع ترامب في البيت الابيض، تهب رياح الحرب من جهة قيادة السلطة في اسرائيل. احدى كتل الحرب هذه تجذب باتجاه غزة. وعلى رأسها يقف ليبرمان، وكتلة حرب أخرى تجذب باتجاه ايران. وعلى رأسها يقف نتنياهو. هذه الاسطر لا تهدف الى تخويف الاسرائيليين: ففي مجال التخويف هناك محللون أكثر تحمسا مني. لا توجد حرب بعد، لكن رياح الحرب تهب بشدة، وهناك من يريد تأجيجها.

سنبدأ بالحرب الصغيرة التي تستهدف غزة. افيغدور ليبرمان دخل الى وزارة الأمن من اجل هدف واحد: تأسيس قاعدة جماهيرية يمكنها جعله المرشح الطبيعي والمطلوب لمنصب رئيس الحكومة. المهمة التي أخذها على عاتقه معقدة وليست سهلة التنفيذ. وهي تحتم، ضمن امور اخرى، العودة الى الليكود. هذا سيحدث في وقت ما لأن ليبرمان استنفد كل ما يمكنه الحصول عليه من "اسرائيل بيتنا"، وبقي العبء فقط: التحقيقات والاتهامات الجنائية والناخبين الذين اختفوا. الموالون له في مؤسسات الليكود، وهم كثر، سيهتمون بفتح الباب أمامه. وهو يثبت لهم في الوقت الحالي أنه الوزير الاكثر اخلاصا لنتنياهو. أكثر من هنغبي وأكثر من غلانط. ليبرمان سيقف وراء نتنياهو في جميع التحقيقات وسيتحدث في صالحه وسيصلي من اجله، واذا سقط لن يجلس في الظل ويبكي: الدموع ستسيل لوحدها.

المهمة تحتاج الى أكثر من ذلك: الانتقال من اليمين الراديكالي الى اليمين المعتدل. كل اليمين يتوجه يمينا ونتنياهو ايضا. ولكن ليبرمان يذهب الى اليسار. الرجل الذي سافر حتى المحكمة العسكرية في كاستينا لمساندة اليؤور ازاريا هو الشخص الذي يدافع عن المحكمة الآن، والشخص الذي استخف بعمل قيادة الجيش في كل مناسبة يمثل الآن بإخلاص جنرالات هيئة الاركان ويدافع عن تعيينهم، وهو قلق مثلهم من أي خطوة سياسية تؤدي الى اشعال المناطق أو تزعج اصدقاءنا في العالم.

في اليوم الموعود يمكنه القول: أنا فقط كنت وزيرا للخارجية ووزيرا للأمن، أنا املك تجربة وأنا براغماتي وأحظى بالاحترام في البلاد وفي العالم. أنا الوريث.

في موضوع واحد فقط، يرتبط ليبرمان الجديد بليبرمان القديم: غزة: ذات مرة قال: “لو كنت وزيرا للأمن لكنت سأقول للسيد هنية: إما أن تعيد الجثث والمواطنين خلال 48 ساعة وإما ستموت”. هذه الاقوال تم تصويرها وتوثيقها وتم بثها مرة تلو الاخرى. وهي تلاحقه. حكومة اسرائيل مع ليبرمان وبينت اقترحت على حماس صفقة سخية جدا – تضم أسرى أحياء وجثث. وحماس رفضت الاقتراح نهائيا، ونشرته وسخرت من اسرائيل في وسائل الاعلام. السيد هنية لم يمت، انه يعيش ويرفس. ونتنياهو على استعداد لممارسة هذه اللعبة والانتقال مع هنية من الجرف الصامد 1 الى الجرف الصامد 2 وعدم السماح لغزة لا بالعيش ولا بالموت. ليبرمان يسعى للاحتكاك.

قدما نحو طهران

في أقصى الحالات ستكون غزة مجرد ملاحظة هامشية خلال اللقاء بين نتنياهو وترامب. الموضوع الرئيسي سيكون ايران. نتنياهو يصل الى واشنطن في توقيت جذاب. ايران قامت بإجراء تجربة على صاروخ بعيد المدى. ترامب رد محذرا. وايران اعلنت بأنها تستهتر فيه، فهددها ترامب وارسل حاملة طائرات. وحسب ما تم تسريبه لصحيفة “وول ستريت جورنال”، يسعى ترامب لدق اسفين بين روسيا وايران. إنه يؤمن بأنه هو وبوتين سيلقنان الدرس لآيات الله.

هناك عدوان لدودان لإيران في حكومة ترامب. وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الامن القومي مايكل فلين. لقد حارب كلاهما في العراق قبل عقد وشاهدا بأم اعينهما كيف يقتل الايرانيون الجنود الامريكيين عمدا. ولم يغفرا لهم ذلك. في الاجهزة الامنية الاسرائيلية يحترمون ماتيس جدا ويحترمون قلين بشكل أقل.

في كل ما يتعلق بايران يقف هذين الرجلين الى جانب نتنياهو. ترامب سيسأله ما الذي تقترحه. وسيرد نتنياهو بعدد من الاقتراحات، بدء بفرض العقوبات الاقتصادية وانتهاء بتحسين أو الغاء الاتفاق النووي. لقد جاءته فرصة لا تعوض.

رغم ذلك يمنع جعله ينجح زيادة عن اللزوم. اذا اقنع ترامب بقصف ايران، فان رد ايران الفوري لن يكون على الاراضي الامريكية بل في اسرائيل، بصورة آلاف الصواريخ التي سيتم اطلاقها من لبنان وسوريا. اضافة الى ذلك، عندما تتعقد الحرب، كما يحدث في الحروب، سيقوم المعارضين للحرب في امريكا بوضع اسرائيل على كرسي الاتهام. واذا كان هناك كرسي يكره نتنياهو الجلوس عليه، فهو هذا الكرسي.

بسبب الاشقر

ليس من الصعب تخيل المقطع الذي سيتطرق الى الفلسطينيين خلال اللقاء. ترامب وفهمه الاستراتيجي، نتنياهو وتملقه. بعض الكلمات ستبدو كأنها أخرجت من تسجيلات بيبي – نوني.

ترامب: بيبي، الفلسطينيون سيئون، سيئون جدا. اسوأ ما في الوجود. كيف تتعامل معهم؟.

نتنياهو: سيدي الرئيس، أنت محق، لقد أصبت، انهم سيئون جدا.

ترامب: رائع، رائع. لقد غردت باسمك على تويتر. كتبت، اسألوا بيبي. لقد قام ببناء جدار بينه وبينهم ومنذ ذلك الحين لا يوجد ارهاب، صفر من الارهاب. ومن المؤكد ان الفلسطينيين دفعوا ثمن ذلك.

نتنياهو: ممم.. ليس بالضبط. ذلك الجدار كان على الحدود المصرية. أنا قمت ببنائه، أما الحدود مع الفلسطينيين فلا يمكنني اغلاقها كليا لأنه يوجد مستوطنون في الجانب الآخر. وبينت واييلت شكيد. هل يمكن أن أقول لهما ماذا يفعلان؟.

ترامب: فظيع، فظيع، فظيع. كلهم يؤيدون هيلاري. هم والمحاكم. ووسائل الاعلام. لو كنت في مكانك لطردتهم جميعا.

نتنياهو: لا يمكنني ذلك.

ترامب: ما هذا؟.

نتنياهو: لا يمكنني. بسبب الاشقر.

ترامب: من، أنا؟ أنا أشقر.

نتنياهو: ليس أنت، بل ذلك الاشقر. فهو لا يوافق على طرد المستوطنين.

ترامب: ذلك الاشقر؟ (يضحك)، لقد تبرع بـ 100 مليون دولار، وكل ما قدمته له هو دعوة زوجية لحضور مراسم أداء القسم. لم يسبق أن دفع أحد في تاريخ الانسانية، مثل هذا المبلغ الكبير مقابل هذا الشيء القليل. وأنتم اليهود بالذات تحبون المال. المال، المال، المال: هذا ما يوجد في رأسكم. اسأل ستيف بانون، مستشاري الرئيسي، فلديه نكات كثيرة عن اليهود. حتى ايفينكا تضحك، وهي منكم.

نتنياهو: أنا أتوسل، يا سيدي الرئيس، لا تنتبه لليهود الذين يتذمرون لأنك فتحت الباب للاسامية. إنهم من اليسار المتطرف. (يهمس) “يكسرون الصمت”، لكن الاشقر هو موضوع آخر. في كل مرة اثير غضبه – يضرب ضربته ولا تظهر صورة سارة في الصحيفة. وعندها، لا تسأل ماذا يحدث لي في البيت. هذا ما قلته ايضا لمحققي الشرطة: لا تسألوا ماذا يحدث لي في البيت. لا اعرف من أين تصل هذه الزجاجات الوردية والى أين تذهب. وكذلك المجوهرات. أنا أقول ذلك من منطلق جيد، وليس من منطلق سيء.

ترامب: الموقع الجيد يذكرني بشيء. لقد شاهدت صورتك في لندن مع تريزا ماي. إسمع، لديها ساقان…، هل شاهدت؟ هل شاهدت؟.

نتنياهو: (مصاب بالفزع) أطلب منك بكل وسيلة ممكنة، لا تخرج موضوع السيقان لوسائل الاعلام. لا اريد تصعيب الأمر، لكن لدي ما يكفيني من المشاكل. كل يوم هناك شيء يقتلني.

ترامب: إنها مهنة، توجيه وسائل الاعلام.

نتنياهو: أنت فنان مبدع.

ترامب: صحيح، أنا فنان مبدع، وأنت ايضا.

نتنياهو: لا، أنت أعظم من الجميع.

ترامب: هل تريد سيجار؟ ملتشين كان هنا وترك سيجار لك، على الحساب.

بالبصق والحساسية

الارضية في بيت آفي غيسار، حاخام عوفرا، مملوءة بالصناديق. ابنته تمار الدار غيسار قامت بإخلاء منزلها على طرف المستوطنة، وسكنت بشكل مؤقت لدى والديها. البيت سيهدم: إنه احد البيوت التسع في عوفرا التي تقرر هدمها. كل عوفرا تقريبا، 500 منزل، بنيت على اراضي فلسطينية خاصة، مسجلة في الطابو، لكن المنازل التسع هي حالة في حد ذاتها. لقد صدر الأمر، وتم استنفاد الاجراءات، وتم التمديد وانتهى. السكان ينوون تقديم طلب جديد لتأجيل التنفيذ بذريعة أن قانون التنظيم، الذي تمت المصادقة عليه هذا الاسبوع في الكنيست، يسمح بتبييض المنازل، لكنهم يعرفون أن الثغرة القانونية اغلقت. أحد المنازل كان في طور البناء، سبع عائلات استأجرت منازل في عوفرا، والعائلة التاسعة قررت البقاء حتى اليوم الاخير. سيصل آلاف رجال الشرطة وسيكون احتجاج كبير. الشبان الذين خرقوا النظام في عمونة تم اعتقالهم وأطلق سراحهم فورا، وسيعودون لخرق النظام. رجال الشرطة سيتلقون البصق وسيفرغون غضبهم على المتدينين المتزمتين والبدو. هكذا تريد الدولة: بالبصق، بالتصميم وبحساسية.

كما كتبت في السابق كان هدم عمونة مسألة زائدة. فهي لم تقدم فائدة للفلسطينيين وسببت الضرر للنضال ضد المستوطنات. والأمر نفسه بالنسبة للمنازل التسع في عوفرا. الجمعيات التي تقدم هذه الدعاوى تتبنى شعار حقوق الانسان عبثا. انها تعرف أن كل انتصار تكتيكي على الجبهة القانونية سيؤدي بالضرورة الى هزيمة استراتيجية على الجبهة السياسية.

صاحب الارض الفلسطيني لن يسترد حقله، ولن يحصل على التعويض. ولكن مقابل كل منزل يتم هدمه سيتم تبييض بؤرة اخرى وستتدفق الملايين، وسيتم القيام بخطوة اخرى نحو الأبرتهايد. “لن يكون، لا لي ولا لك”، قالت المومس في محكمة سليمان. لقد وافقت على شطر الطفل الذي زعمت أنه ابنها، الى نصفين. هذه العبارة من سفر الملوك أ، تم اقتباسها في الملصقات التي علقت على المنازل التي ستهدم في عوفرا.

"الهدم"، قال الحاخام غيسار، "هو عمل مجحف واحمق. على المدى القريب هذا مؤلم، لكننا سنربح على المدى البعيد. انظر ماذا حدث في المحكمة العليا في هذا الاسبوع. جمعية “يوجد قانون” قدمت دعوى ضد مستوطنة تفوح غرب، المحكمة أمرت باخلاء 17 كرفان، لكنها سمحت بالبناء على مئات الدونمات من الاراضي الحكومية".

غيسار (59 عاما)، غير متحمس للقانون الجديد، "نحن لا نريد التنظيم، نحن نريد المصادرة. في رمات اشكول صادروا، في "تلة هميباتير" صادروا، فليصادروا هنا ايضا. القانون الدولي يسمح بالمصادرة من اجل احتياجات السكان المحليين. الفلسطينيون محليون ونحن ايضا محليون.

"تعال نقوم بالخطوة الاولى، نعلن عن سيادة اسرائيل في المناطق C. وهذا سيوفر مناطق بناء جديدة للدولة، التي تعتبر احدى أكثر الدول اكتظاظا في العالم الغربي، وهذه الأرض ميراث من الاجداد. تماما.

"حسب رأيي، يجب اعطاء العرب الذين يعيشون في المنطقة، وعددهم 100 – 150 ألف، حقوق مدنية متساوية. اذا ارادوا أن يكونوا سكان كما في شرقي القدس فليكونوا. واذا أرادوا أن يكونوا مواطنين فليطلبوا المواطنة. قبل شهر وصلت مجموعة من الفلسطينيين الى عوفرا، 30 شخص تقريبا، وعلى رأسهم كان الشيخ التميمي. وقالوا: أنتم سكان عوفرا لديكم علاقات مع السلطات. رتبوا لنا الحصول على حقوق السكان.

"في قانون التنظيم ايضا، يجب حسب رأيي، اعطاء العرب الحقوق التي يحصل عليها اليهود. بلدة في التجمعات البدوية لتثبت بأن الدولة ساعدتها وقدمت لها الخدمات – من حقهم الحصول على التنظيم".

قلت له: ستدخل في خلاف مع سموطريتش.

"فليكن"، قال غيسار

في هذه الأثناء، قلت له، لديك خلاف مع سلسلة من حكومات العالم.

غيسار لم يفزع. “الآن، الحمد لله، لا يمكن اتهامنا بأننا نفسد العلاقة مع الولايات المتحدة. عندما تقول اسرائيل ماذا تريد، فانه يمكنها الوقوف في وجه الانتقادات الدولية. أنت تتذكر العاصفة التي ثارت عندما تقرر البناء في هار حوماه في القدس. كم هو جيد أنهم بنوا هناك”.

اذا كان الامر بسيطا، فلماذا لا يفعل السياسيون في اليمين ذلك؟

"لأن هناك خوف وتردد". قال.

 

التعليـــقات