رئيس التحرير: طلعت علوي

"1.7 مليار دولار أمريكي قيمة الدعم الياباني للفلسطينيين"

الجمعة | 21/04/2017 - 09:14 مساءاً
"1.7 مليار دولار أمريكي قيمة الدعم الياباني للفلسطينيين"

 

السفير الاقتصادي تلتقي سفير اليابان لدى فلسطين تاكيشي او كوبو - Takeshi Okubo

كيف يقيم سعادة السفير العلاقات الفلسطينية اليابانية؟
اسمحوا لي بدايةً، أن أؤكد على المكانة الخاصة لفلسطين في قلبي.هذه المرة الثانية التي يتم فيها تعييني سفيرا للشؤون الفلسطينية وممثلاً لليابان لدى فلسطين. وأستطيع أن أقول بأنني مارست حق العودة إلى فلسطين، وسوف اعمل لتعزيز أواصر الصداقة وتقوية التعاون المتبادل بين الشعبين.

ما هي آخر المستجدات على منطقة أريحا الزراعية الصناعية JAIP  ، المشروع الريادي الياباني ضمن مبادرة "ممر السلام والازدهار" الذي انطلق عام 2006؟  ما هي القيم المالية التي تقدم لهذا المشروع؟

تعتبر الزراعة والصناعات الزراعية في الضفة الغربية قوة دافعة للتنمية الاقتصادية المستدامة. ونحن نرى إمكانات هائلة في مدينة أريحا، حيث أنها أقدم مدينة في التاريخ البشري وتعتبر البوابة الشرقية للشعب الفلسطيني إلى العالم.

في البداية أودّ التأكيد على أن مشروع JAIP هو حلم يتحقق ويكبر يوما بعد يوم، وهذا يعكس قوة علاقات الصداقة والتعاون بين اليابان وفلسطين. وهنا يجب ان اوجه الشكر لوزارة الاقتصاد الوطني والهيئة العامة للمدن الصناعية والمناطق الصناعية PIEFZAلجهودهم من اجل تحقيق هذا الحلم.

في فلسطين، ندرك تماماً، أن هناك العديد من أصحاب المشاريع الصغيرة ومتوسطة الحجم يعملون على تحقيق رؤيتهم للمساهمة في الاقتصاد وبناء السلام وخلق فرص عمل. ونحن لدينا قناعة قوية بأن الشركات الصغيرة والمتوسطة سوف تلعب دوراً حيوياً في إنعاش الاقتصاد الفلسطيني الذي يعتبر أساس التنمية المستقبلية. فعلى سبيل المثال،في بلدي اليابان، 99.7٪ من الشركات هي شركات صغيرة ومتوسطة،وهي تعتبر العمود الفقري للاقتصاد الوطني.


منذ مارس 2016، تم توقيع 39 عقداً لمستأجرين جدد مع الشركة المطورة JAIPCO. ومن الممكن القول بأن معظم البنية التحتية للمرحلة الأولى والتي تشمل شبكة الاتصالات والطرق والكهرباء وشبكة الماء والصرف الصحي والمباني وربطها مع مدينة اريحا قد أصبحت جاهزة من خلال تقديم اليابان لمساعدات تصل الى ما يزيد عن 95 مليون دولار امريكي.

نحن سعداء أن هناك شركتين، Palolea (لإستخلاص فوائد ورق الزيتون) والتي جرى تشغيلها في نوفمبر 2015، وشركة FMH (للتغليف) والتي جرى تشغيلها في يناير 2016. وهناك العديد من الشركات التي تبني مصانعها الخاصة الآن وأخرى تقوم بتركيب الآلات في المصانع لبدء اللإنتاج.

منطقة اريحا الصناعية الزراعية(JAIP)، لا تعني فقط انتاج البضائع وتصديرها، وانما لها معنى أعمق يتمثل بالشعور بالكبرياء الوطني والاستقلال الإقتصادي، لذا أتطلع ان يتوجه المزيد من رجال الاعمال الفلسطينين الى اريحا للاستفادة من هذه الفرصة الواعدة للاستثمار، وأن يكونوا جزءً من أسرةJAIP، فإن مستقبل الاقتصاد الفلسطيني بين أيديكم.

ما طبيعة مشروع إنشاء تغطية وإظهاء فسيفساء قاعة الحمام الكبير في قصر هشام - أريحا " والذي يعتبر جزءا من مبادرة "الممر السياحي"؟

خلال زيارة الرئيس محمود عباس إلى اليابان في شهر فبراير الماضي، تم التوقيع على اتفاقيات وتبادل المذكرات بين وزير الاقتصاد الوطني السيدة عبير عودة وبيني بحضور الرئيس محمود عباس للتصميم المفصل ل "مشروع إنشاء  تغطية  وإظهار فسيفساء  قاعة الحمام الكبير في قصر هشام - أريحا ".

يفترض أن يساهم هذا المشروع في إنشاء "ممر للسياحة" تحت إطار مبادرة "ممر السلام والازدهار" التي تهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أريحا والأغوار من خلال التعاون بين بلدان المنطقة التي تشمل اليابان وفلسطين وإسرائيل والأردن. اضافة الى ذلك فإن السياحة في فلسطين ومنطقة الاغوار واعدة جدا بوجود اماكن سياحية كثيرة ومهمة مثل قصر هشام. لذا السياحة ستكون احد ركائز الاقتصاد الفلسطيني في المستقبل خصوصا بعد الاستقلال. 

قصر هشام، هو موقع تراثي ثقافي وسياحي في اريحا، يمثل البناء الإسلامي من القرن السابع، ويفتقر هذا الموقع إلى مرافق تغطية وإظهار فسيفساء  قاعة الحمام. وهناك شعور بالقلق بسبب وجود مخاطر وأضرار يمكن أن تدهور وضع أرضية الفسيفساء. نحن نأمل من خلال مساعدتنا، أن نحمي هذا الموقع وان يكون متاحا لكل العالم للاستمتاع بزيارته في المستقبل.

ما طبيعة المساعدات اليابانية الجديدة للشعب الفلسطيني (78,210,200 دولار) التي تم الاعلان عنها في اليابان؟

لقد دعمت اليابان الشعب الفلسطيني منذ عام 1993 في شراكة مع جايكا والمنظمات الدولية واليابانية والمنظمات غير الحكومية الفلسطينية، حتى وصل هذا الدعم حتى الآن إلى حوالي 1.7 مليار دولار أمريكي.
 
كما أعلن رئيس الوزراء في العام الماضي عن حزمة جديدة من المساعدات تصل إلى أكثر من  78,000,000 دولار للشعب الفلسطيني، أكثر من نصف هذه الحزمة الجديدة يذهب لدعم إعادة الإعمار والفئات المهمشة في قطاع غزة. حيث تركز بشكل محدد على
(1) دعم اللاجئين الفلسطينيين من خلال الأونروا.
(2) دعم الموازنة الفلسطينية مع البنك الدولي
(3) دعم العائلات التي فقدت منازلها في الحرب الأخيرة
(4)دعم تحسين سبل العيش في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي وقطاعات التعليم من أجل دفع إعادة إعمار غزة إلى الأمام ومن ثم التحول إلى التنمية.
بالإضافة إلى تلك المساعدات، ستقوم اليابان بصرف 1,500,000 دولار لدعم إعادة تأهيل المنازل المتضررة جزئيا في قطاع غزة من خلال مؤسسة بكدار.

أيضا أود الحديث عن المساعدات التي تستهدف رفع الروح المعنوية واعطاء الامل للشباب في غزة حيث قمت بزيارتها قبل ايام واحتفلنا بافتتاح دوري طوكيو لكرة القدم وتنس الطاولة للشبان والشابات. يعبر هذا المشروع عن مدى التزام حكومة اليابان اتجاه شباب فلسطين قادة المستقبل المشرق.

وهنا أود إرسال رسالة للشعب الفلسطيني عامة ولأهل قطاع غزة خاصة، وهي إن مفتاح نجاح اليابان في إعادة إعمار البلاد بعد الحروب والكوارث الطبيعية المتتالية هو التشبث والتمسك بالأمل.  وخاصة بعد أن ضرب الزلزال الكبير عام 2011 وأيضا الزلزال الأخير الذي ضرب منطقة جنوب غرب اليابان، أصبح الشعب الياباني يردد شعار “Fukutsu no Seishin” والذي يعني "لا لليأس ولا للإستسلام" حيث لهذا الشعار عمقاً ثقافياً يعكس روح الأمل والمثابرة والصلابة. يجب علينا الصمود ومواجهة الظروف الصعبة التي نمر بها والاستمرار في العمل.

5. ما طبيعة التعاون في مجال المنح الدراسية والدورات التدريبية في اليابان ؟

لدى الشعب الياباني إعتقاد راسخ بأن التعليم هو العامل الأكثر أهمية في بناء الأمم. وبعد الحرب العالمية الثانية، إعتمدت اليابان على التعليم لتنهض من تحت الرماد حيث لا يوجد لدينا أي موارد طبيعية إلّا أرادة الشعب الياباني.

وبناء على هذا الاعتقاد، فإن اليابان تتعاون دائماً مع فلسطين لتنمية مواردها البشرية. فالوكالة الدولية للتعاون الياباني(JICA) توفر الكثير من البرامج التدريبية للفلسطينيين في مختلف المجالات. وقمنا أيضاً ببناء المئات من الغرف المدرسية في جميع أنحاء فلسطين لتحسين البيئة التعليمية.

كما أود أن أؤكد على أهمية "منحة MEXT"المنحة الدراسية المقدم من الحكومة اليابانية للفلسطينيين، حيث تقدم منحة دراسية كاملة للطلبة الفلسطينيين المتفوقين لإكمال دراساتهم العليا في الجامعات اليابانية.

منذ عام 1997، شارك 56 طالبا فلسطينيا من الضفة الغربية وقطاع غزة في هذا البرنامج وحققوا إنجازات أكاديمية عالية أثناء الدراسة وحصلوا على مواقع عمل مرموقة بعد دراستهم في اليابان. ونحن الآن بصدد البدء في الدعوة لتقديم الطلبات لبرنامج المنح الدراسية للعام المقبل.

أود أيضاً أن أشارك المستمعين بخبرٍ أسعدنا جميعاً بخصوص أحد الطلبة من خانيونس السيد محمد شرّاب، والذي يدرس حالياً في جامعة كيوشو، حيث فاز بالميدالية الذهبية لأفضل بحث علمي على مستوى اليابان لعام 2015، في مجال علاج الأورام بتقنية التبريد.

أعتقد أن هؤلاء الطلاب المميزين لن يساهموا فقط في تنمية المجتمع الفلسطيني بعد عودتهم من اليابان، وإنما سوف يبنون الجسور بين الشعب الياباني والفلسطيني في المستقبل.

أجرى المقابلة رئيس التحرير في استوديو اذاعة raya fm في رام الله.

التعليـــقات