رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 2 شباط 2017

الخميس | 02/02/2017 - 01:49 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 2 شباط 2017

 

قبل الانتهاء من إخلاء عمونة: نتنياهو يعلن عن بناء مستوطنة جديدة في الضفة

استمرارا للاستهتار الاسرائيلي بالمجتمع الدولي وقراراته التي تعتبر الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير مشروع ويتعارض مع القانون الدولي، وتمشيا مع سياسة السلب والنهب وتوسيع الاستيطان وتدمير كل فرصة لتحقيق حل الدولتين، والتي تحظى بدعم صامت من قبل الادارة الامريكية الجديدة، اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، امس، وقبل الانتهاء من إخلاء بؤرة عمونة، قرار انشاء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية. وتكتب هآرتس، ان ديوان نتنياهو اعلن قرار تشكيل طاقم خاص لدفع بناء المستوطنة الجديدة استمرارا للتفاهمات التي توصل اليها ديوان نتنياهو مع سكان البؤرة. وفي حال تطبيق هذا القرار، ستكون هذه هي المرة الاولى التي تقرر فيها الحكومة انشاء مستوطنة جديدة في الضفة، منذ اكثر من 20 سنة.

وجاء من ديوان نتنياهو ان الطاقم سيضم ممثلين عن مستوطني عمونة، مساعد وزير الامن للاستيطان، ورئيس الطاقم في ديوان نتنياهو. وسيبدأ العمل فورا من اجل العثور على مكان لإقامة المستوطنة الجديدة. وحسب الاتفاق مع المستوطنين، فانه في حال عدم مصادقة المحكمة العليا على "مخطط عمونة" (السيطرة على أراضي فلسطينية مجاورة بحجة انها املاك غائبين لإنشاء البؤرة – المترجم) تلتزم الحكومة بانشاء مستوطنة جديدة لهم حتى نهاية آذار 2017.

وكانت المحكمة العليا قد رفضت "مخطط عمونة"، امس، وقرر القضاة بغالبية صوتين، القاضي سليم جبران والقاضي يورام دنتسيغر، انه لا يمكن تنفيذ مخطط "فك الشراكة" في القسائم المجاورة للبؤرة، ولذلك لا يمكن نقل المستوطنين اليها. اما القاضي نيل هندل فقد ايد المخطط وبقي اقلية.

وقتال رئيس البيت اليهودي، وزير التعليم، نفتالي بينت، ردا على قرار المحكمة انه سيطلب من الحكومة المصادقة على اقامة مستوطنة لسكان عمونة، مضيفا ان "هذا سيكون الرد الصهيوني المناسب، ويجب تنفيذه بأسرع ما يمكن". اما رئيس الائتلاف الحكومي دافيد بيتان (الليكود)، فقال مهاجما المحكمة العليا، ان "العمل القضائي تحول الى تحدي قضائي". وحسب رأيه فقد كان على المحكمة العليا دعم موقف المستشار القانوني والجهاز القضائي.

وجاء قرار المحكمة، امس، في اعقاب الالتماس الذي قدمه تسعة فلسطينيين، ورئيس مجلس بلدة سلواد، القريبة من عمونة، بواسطة جمعية "يوجد قانون". وادعى الملتمسون ملكيتهم للأرض او ارتباطهم بها. وستنشر المحكمة قرارها المفصل في وقت لاحق.

إخلاء عنيف للبؤرة

وتتناول الصحف الاسرائيلية بتوسع الاحداث التي رافقت إخلاء بؤرة عمونة امس، والمقاومة العنيفة من قبل المستوطنين والاف انصارهم الذين وصلوا الى المكان وتصدوا للشرطة، التي دخلت الى المستوطنة بدون أي سلاح، وامتنعت وفق اوامر عليا، عن الرد على أي استفزاز من قبل المستوطنين.

وفي هذا الشأن تكتب "هآرتس" انه انتهى امس صراع قضائي دام نحو عشر سنوات، لاخلاء بؤرة عمونة. وبعد اربع سنوات من التزام الحكومة بهدم البؤرة، بناء على قرار المحكمة العليا، وبعد تأجيل تلو آخر، بدأت الشرطة صباح امس الاربعاء بإخلاء البؤرة. وعلى الرغم من تعهد مستوطني عمونة امام المحكمة العليا في كانون الاول الماضي، بإخلاء البؤرة بدون مقاومة، وتم بناء عليه تأجيل التنفيذ من 25 كانون اول الى مطلع شباط، الا ان عملية الاخلاء قوبلت بمقاومة عنيفة، خاصة من قبل الشبان الذين وصلوا من مستوطنات اخرى ومن اسرائيل، للاحتجاج على الهدم.

وحتى منتصف الليلة الماضية، اصيب 23 شرطيا بجراح طفيفة، وشرطية بجراح متوسطة خلال المواجهات التي قام خلالها المعتصمون برشق قوات الشرطة بزجاجات مليئة بالدهان ومواد التنظيف والحجارة والزجاجات الفارغة. كما اصيب عدد من المستوطنين بشكل طفيف. وتم اعتقال 13 مشبوها بالاعتداء على الشرطة وخرق النظام العام في البؤرة. وقالت الشرطة انه تم إخلاء 11 عائلة بارادتها. وتواصلت عملية الإخلاء خلال ساعات الليل، وبعد ان يتم اخلال كل المتواجدين في البؤرة سيبدأ هدم البيوت.

نفاذ الصبر

عشية بدء عملية الاخلاء وصل الى البؤرة مئات الشبان، غالبيتهم في جيل طلاب المدارس. وتمكنوا من الوصول الى البؤرة فقط من خلال التسلق على الجبل من جهة مستوطنة عوفرا. وانتظر الشبان هناك في البيوت التي استضافتهم بالعشرات. لكن العدد كان يقل عن الذين وصلوا في المرة السابقة عندما كان يبدو انه سيتم الاخلاء، قبل التوصل الى اتفاق مع الحكومة. 

وقبل ساعات الفجر استيقظ الشبان للاستعداد لقوات الشرطة التي اعتقدوا انها ستفاجئهم قبل بزوغ الشمس. لكنه حتى الساعة الثامنة صباحا، كانت تتواجد حول المستوطنة فقط القوات التي وصلت قبل ليلة لسد الطرق. وحاولت قوات الامن في الصباح اقناع العائلات بإخلاء البؤرة من دون الاضطراب المخطط. وحسب الشرطة فقد غادرت حوالي تسع عائلات البؤرة في الصباح. الا ان المعتصمين لم يتأثروا. وتدريجيا بدأ صبر المستوطنين ينفذ، اذ واصلت الشرطة انتظار تلقي الأمر بالتحرك باتجاه البؤرة.

وقبل دقائق من الساعة الحادية عشرة، بدأت القوات بالتسلق على الطريق المؤدي الى البؤرة. وقام المعتصمون بإشعال اطارات امامهم واقامة الكثير من الحواجز. وتوجه سكان من البؤرة الى الشبان وطلبوا منهم الامتناع عن العنف وعدم الدخول في مواجهات مع الشرطة. لكن العشرات من الشبان خرقوا هذه التوجيهات. ومع وصول اول شرطي الى البؤرة تم رشقه بالبيض. وتدخل رئيس مجلس المستوطنات ابي روئيه، وصرخ على الشبان الذين تحلقوا حول الشرطي، لكن الشبان لم يتأثروا، وقالوا له: "سنفعل ما نشاء".

ومع تقدم القوات على الطريق المؤدي الى البؤرة، بدأ الشبان برشقهم بالحجارة، وكلما تقدمت القوات داخل البؤرة، كلما اصيب افرادها، اما جراء مواد حارقة، كما يبدو مواد تنظيف، او شظايا الزجاج والمسامير التي تم نثرها على الطرق. وحتى الساعة الخامسة مساء، ابلغت الشرطة عن اصابة 16 شرطيا.

ومرت ساعتان منذ وصلت الشرطة الى البؤرة، وحتى بدء إخلاء البيوت. وعندما وصلت القوات الى الكنيس، توقفت بصمت امام مشهد الشبان الذين سدوا الطريق واشعلوا النيران، ورددوا هتافات هدفت الى استفزاز القوات واخراجها عن هدوئها، او جعلها ترفض تنفيذ الاوامر. وعند الساعة الواحدة ظهرا، تلقت الشرطة امرا بالتحرك باتجاه البيوت.

في البداية ركزت الشرطة على ازالة الحواجز والمتاريس التي اقامها الشبان على الطرق وعلى مداخل البيوت، لكنها امتنعت عن الدخول الى البيوت، فيما كان المعتصمون في الداخل يرددون الهتافات والمناشدات بعدم اخلائهم، ثم جاءت الشتائم واللعنات وهتافات التحقير والبصق على افراد الشرطة، بل والاعتداء على بعضهم.

وفي بعض الكرفانات، قام المعتصمون بتقييد انفسهم الى الأثاث لمنع اخلائهم. وكان من الواضح ان قوات الشرطة تلقت اوامر بالتعامل الحساس واللطيف مع المستوطنين، الى درجة ان الكثير ممن رشقوا القوات بالمواد والحجارة لم يتم اعتقالهم. لوحظ في بعض الحالات ان قوات الشرطة استجدت تماما الشبان عدم اجبارها على استخدام صلاحية الاعتقال. وفي المجمل العام اعلنت الشرطة عن اعتقال 13 معتصما حتى الساعة العاشرة ليلا.

وكان البارز، كعبرة مستفادة من الاخلاء السابق في 2006، وصول القوات بدون أي سلاح او حتى هراوات، ما جعل عملها بطيء جدا. وقال احد قادة المعتصمين: "انهم لا يحملون العصي والسلاح، وهذا يقيدهم تماما". وبالفعل فقد تأخر بدء إخلاء البيوت كثيرا، وفي الساعة الخامسة مساء كانت غالبية البيوت لا تزال مليئة بالمعتصمين. وتواصل الاخلاء حتى الساعة 11 ليلا، حيث اعلنت الشرطة انه لا يزال هناك معتصمون في اربعة بيوت، بالإضافة الى الاعتصام الكبير في الكنيس.

الصراع على الرواية

في ساعات المساء اعلنت الشرطة انها ستواصل الاخلاء خلال ساعات الليل، رغم انها كانت تفضل الانتهاء من ذلك في ساعات النهار. واعلنت وزارة الامن ان هدم البيوت سيبدأ فقط بعد الانتهاء من إخلاء البؤرة كلها من السكان والمعتصمين، واخلاء أثاث واغراض المستوطنين.

وتواصل الصراع على الرواية طوال الوقت. فالسكان ادعوا المرة تلو الاخرى، وامام قوات الامن ايضا، انه لا يوجد أي مبرر لإخلاء البؤرة، وان الارض لا تتبع لفلسطينيين معينين، ولم تكن مزروعة ابدا. لكن هناك اصحاب لهذه الأرض، وحسب سجلات الادارة المدنية فقد كانت مزروعة، على مستويات مختلفة، طوال السنوات، ولم يتوقف اصحاب الارض عن زراعتها الا قبل حوالي 20 سنة، عندما اقيمت البؤرة.

وقال الوزير نفتالي بينت خلال نقاش في الكنيست، امس، انه "من فقدان السيطرة المؤلم على الجبل، سننطلق لفرض السيادة الاسرائيلية على يهودا والسامرة. ومن انقاض بيوت عمونة سنبني مستوطنة جديدة". وقال انه سيتم في مطلع الاسبوع القادم التصويت بالقراءتين الثانية والثالثة على قانون مصادرة الأراضي الفلسطينية الخاصة الذي اعتبره "سيضع حدا لطريقة الاقتلاع القضائية". وحسب اقواله فانه "بفضل المعركة في عمونة تم انقاذ الاف العائلات من إخلاء بيوتها". ودعا من اسماهم "رواد العصر من مستوطني يهودا والسامرة الى رفع رؤوسهم".

من جهته قال وزير الامن الداخلي، غلعاد اردان، ان "هذا يوم صعب ومحزن لشعب اسرائيل"، ودعا النواب وقادة الجمهور الى "العمل لتهدئة الاوضاع والامتناع عن نشاطات او تصريحات يمكنها ان تزيد الوضع خطورة". وقال: "لن نتسامح مع رفع يد او رشق حجر على شرطي او جندي".

وقال وزير الامن افيغدور ليبرمان، الذي تواجد في اريئيل: "قلبي مع المستوطنين. اعتقد ان الشفقة وتفهم احتجاجهم الهادئ هو الأمر الاكثر طبيعي في دولة ديموقراطية – الحق الاساسي للسكان بالاحتجاج". واعرب عن امله بأن يبقى صوت الاحتجاج في اطار القانون، رغم الالم والغضب.

وقال رئيس المعارضة، ورئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ: "انا اتفهم الم العائلات التي تم اخلاؤها. هذا يوم صعب". ودعا المستوطنين الى احترام قرار المحكمة وعدم اللجوء الى العنف. كما دعا قوات الامن الى التعامل بانضباط وبذل كل شيء من اجل انهاء الاخلاء بدون اصابات.

وقالت النائب تسيبي ليفني، ان "إخلاء كل شخص من بيته صعب دائما ونتفهم الم العائلات، ولكن في اليوم الذي تنفيذ فيه اسرائيل القانون، لن يكون ابدا، كما تم الادعاء، يوم اسود للصهيونية. من المهم ان لا يتحول هذا اليوم الى يوم صعب واسود لشرطة اسرائيل وقوات الجيش".

من جهته وصف النائب بتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي) اخلاء عمونة بالاغتصاب، واتهم السلطة القضائية بالاغتصاب. وقال: "عندما يتم اغتصاب امرأة فهذا مؤلم، وما يفعلونه هنا هو اغتصاب وحشي ويتجهون نحو القاء الناس خارج بيوتهم ليس لذنب اقترفوه، ولن يسفر هذا الأمر عن أي شيء جيد. السلطة القضائية تغتصبنا، تغتصب الحكومة ومنتخبي الجمهور".

وردت رئيسة حركة "نعمت" غاليا فولاخ، على تصريح سموطريتش، وقالت: "فقط من لم يجرب الاغتصاب يمكنه استخدام هذه الحالة الرهيبة لأغراضه السياسية. يجب ان يحذر منتخبو الجمهور بشكل اكبر في تصريحاتهم. اغتصاب النساء هو عمل رهيب يستحق الشجب فقط".

وهاجمت النائب اييلت نحمياس فاربين (المعسكر الصهيوني)، تصريح سموطريتش، وقالت ان "الاستهتار بالاغتصاب غير محتمل. تصريح النائب سموطريتش حين قارن بين إخلاء عمونة واغتصاب امرأة هو قول تعيس ينطوي على فقدان القوة على الحكم الاخلاقي والقيمي بشكل مطلق".

وقالت ان الاغتصاب يتعارض مع مبادئ الاخلاق والقانون ولا يمكن مقارنته بإخلاء عمونة الذي يطبق القانون وقرار المحكمة العليا. مقولته هذه تمس بآلاف النساء والرجال الذين تعرضوا للاغتصاب. من المؤسف ان سموطريتش لجأ الى الشعبوية والبحث عن العنوان السريع".

كما هاجمت النائب ميخال روزين (ميرتس) النائب سموطريتش، وقالت انه "تجرأ على المقارنة بين إخلاء عمونة واغتصاب امرأة. بصفاقته المتجاوزة للحدود، حاول الربط بين القهر العنيف والعدواني، القهر غير القانوني وغير الاخلاقي، وبين تنفيذ قرار المحكمة، وتطبيق القانون ومنع سرقة أراضي خاصة. كل استخدام لكلمة اغتصاب في اطار التطرق الى عمل ليس اغتصابا، يمس بالكفاح ضد العنف الجنسي. هذا استهتار فظيع بهذه الجريمة".

وتطرقت النائب ستاف شفير (المعسكر الصهيوني)، الى إخلاء البؤرة وقالت ان "حكومة نتنياهو الضعيفة لا تستطيع الحسم لصالح المصالح الأمنية الاسرائيلية، وتفضل تسويق الرؤية الصهيونية من اجل البقاء السياسي. في ظل حكومة نتنياهو فقط، الذي يرتعد من كل قرار، يحظى من يهدد جنود الجيش وسلطة القانون بتعويض قيمته عشرات الملايين من اموال دافع الضرائب الاسرائيلي. هذه السياسة الكارثية تقود الى نهاية الصهيونية، ويمنع السماح باستمرارها.

اما النائب طلب ابو عرار (القائمة المشتركة) فقد انتقد تعامل قوات الامن خلال إخلاء ام الحيران مقابل تعاملها خلال إخلاء عمونة، وقال: "في ام الحيران لا يأخذون في الاعتبار الاطفال والنساء وتم الهدم في ساعات الليل، لأن المقصود هناك عرب. اما في عمونة فيتم الإخلاء في ساعات النهار ومن خلال المفاوضات رغم العنف ضد رجال الامن". واضاف: "الصحف الاسرائيلية تصف سكان عمونة بالمساكين، اما سكان ام الحيران فتنعتهم بالإرهابيين".

كما تنشر "يسرائيل يهوم" سلسلة من ردود الفعل، وتقدم لذلك بالقول ان إخلاء بؤرة عمونة سبب الحرج لنواب الجناح اليميني للخارطة السياسية، وعلى رأسهم نواب البيت اليهودي. هكذا مثلا، خلال المواجهة التي وقعت في عمونة بين النائب اورن حزان (الليكود) والنائب بتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي)، هجم الأول على الثاني وصرخ فيه: "قل لبينت ان يذهب الى البيت. لأن من ينظر في عيون هؤلاء الناس ويقول لهم "لا تنزلوا عن الجبل" ويأتي لالتقاط الصور والابتسام ويروج الشعارات، وبعد دقيقة يجلس في البيت، لا يستحق ان يتواجد في الكنيست".

بعد ذلك تحدث سموطريتش عن الاخلاء وقال: "هذا يوم حزين، هذا مؤلم، نهاية يوم تضطر فيه الحكومة الى القيام بعمل رهيب – تدمير مستوطنة مزهرة في ارض اسرائيل – فعلنا كل شيء لمنع ذلك، وبشكل خاص نبذل كل شيء من اجل ضمان ان تكون هذه هي المرة الأخيرة". بعد ذلك شبه سموطريتش الاخلاء بالاغتصاب الوحشي.

وتعرض الوزير اوري اريئيل لدى وصوله الى عمونة، للهجوم من قبل ناشط يميني هتف في وجهه: "كيف لا تخجل.. لقد صرخت على زبولون اورليف قبل 11 سنة لأنه لم يخرج من الحكومة، وانت لا تزال تجلس فيها. اخرج من الحكومة.. تخليتم عنا".

وقالت وزيرة الثقافة ميري ريغف خلال النقاش في الكنيست: "هذا يوم حزين لشعب اسرائيل وللاستيطان في يهودا والسامرة. الاخلاء كان إخلاء قضائيا وليس سياسيا. المقصود إخلاء تم بسبب قرار المحكمة العليا. اتوقع من المحكمة العليا ان تنزل من الجبل الى الشعب وتصادق على المخطط والاتفاق مع حكومة اسرائيل بشأن املاك الغائبين وان ترجع عمونة الى الجبل كما تم الاتفاق".

وقالت ان قانون "التنظيم" الذي حظي بمباركة رئيس الحكومة سيطرح بعون الله يوم الاثنين القريب وسيوفر بشكل صحيح ومناسب الرد لمئات والاف السكان، والتنظيم لمئات الاف البيوت في يهودا والسامرة".

وقال بينت في الكنيست ان "هذا يوم صعب. يجب قول الحقيقة. بدأنا المعركة وامامنا قرار نهائي ومطلق من المحكمة العليا. جئنا الى عمونة، نظرنا في عيون السكان؛ كنا نعرف اننا نخوض معركة خاسرة ولم نتنازل. يدا بيد مع سكان عمونة قلبنا كل حجر، حاولنا كل امكانية واستخلصنا كل خطوة من اجل انقاذ عمونة. للأسف المعركة على عمونة لم تنجح. خسرنا معركة، لكننا ننتصر في المعركة على ارض اسرائيل".

وقالت الوزيرة اييلت شكيد ان "المستوطنين نجحوا بتغيير اتجاه سفينة الاستيطان. لقد نجحوا لأنهم في مواجهتهم الشجاعة الزمونا على التوقف عن ترك الحلبة القضائية لتنظيمات اليسار المتطرف، وبناء بديل قضائي يعزز ما يعتبر واضحا لنا من ناحية اخلاقية – حق اليهود باستيطان كل اراضي اسرائيل. بفضل عمونة نجحنا بالإمساك بقرني الثور ووقف الـ LAWFARE."

وكتب الوزير ياريف ليفين في الفيسبوك عن رفض المحكمة العليا المصادقة على مخطط عمونة، بأنه "ذر الملح على جرح إخلاء سكان عمونة. رفض المخطط يثبت مرة اخرى الانقطاع المطلق لقضاة المحكمة العليا عن الشعب".

وكتب الرئيس الاسرائيلي في الفيسبوك ان "هذا يوم صعب والصور قاسية. في هذا اليوم قلبي مع المستوطنين الرواد، الذي صعدوا الى الجبل من خلال محبة البلاد.. اشد على ايدي الشرطة والجنود المسؤولين عن تنفيذ مهمتهم بحساسية وبدون خلل. كلهم ابناؤنا. كلهم اولادنا".

السلطة الفلسطينية لا تعقب

وتكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس مجلس محلي سلواد، عبد الرحمن ابو صالح، احد الملتمسين ضد نقل عمونة الى الاراضي المجاورة على الجبل، قال ان "الحل الوحيد للمستوطنين الذين تم اخلاؤهم هو العودة الى اوروبا، المكان الذي جاؤوا منه. وكان ابو صالح يتحدث لقناة القدس. وفي ردها على هذا التصريح قالت حركة "يوجد قانون" التي قدمت الالتماس باسم اصحاب الاراضي الفلسطينيين "اننا نرفض بشكل قاطع هذه المقولة. يبدو ان الامور قيلت في لحظة تحمس والم. من الواضح ان رجال عمونة هم مواطنون اسرائيليون ومكانهم في دولة اسرائيل وليس في أي مكان اخر".

وفي السلطة الفلسطينية تعقبوا إخلاء عمونة بتأهب، لكن المسؤولين في السلطة، حافظوا على مستوى منخفض وامتنعوا عن اطلاق تصريحات بشأن إخلاء عمونة. وقال مسؤول رفيع في السلطة لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان "الأمر بعدم التعقيب في موضوع عمونة جاء مباشرة من مكتب الرئيس في رام الله". مع ذلك قامت وسائل الاعلام الرسمية في السلطة الفلسطينية، بما فيها التلفزيون الرسمي ومحطات الاذاعة ووكالة الانباء الرسمية بنقل تقارير مباشرة من الاخلاء في عمونة، من خلال ابراز المواجهات بين قوات الامن والمستوطنين.

"واشنطن تهدد السلطة الفلسطينية بعقوبات اذا توجهت الى المحكمة الدولية ضد اسرائيل"

تكتب "هآرتس" ان القيادة الفلسطينية هددت بالتوجه الى المحكمة الدولية ضد اسرائيل، في اعقاب القرارات الاسرائيلية الأخيرة بشأن تسريع البناء في مستوطنات الضفة الغربية، لكنه يبدو انها تتخوف من الاقدام على هذه الخطوة. فقد قالت مصادر دبلوماسية عربية وغربية لصحيفة "هآرتس" ان جهات امريكية حولت رسالة واضحة الى القيادة الفلسطينية، مفادها ان كل توجه الى المحكمة الدولية سيجر خطوات شديدة ضد السلطة، وفي مقدمتها اغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ووقف المساعدات الاقتصادية للسلطة، وخطوات اخرى من شأنها المس بمكانة السلطة ومنظمة التحرير.

وبروح التهديد بالتوجه الى المحكمة الدولية في لاهاي، قال نبيل ابو ردينة، الناطق بلسان الرئيس الفلسطيني، امس، "ان القيادة الفلسطينية بدأت مشاورات مع جهات دولية للرد على التصعيد الاسرائيلي وتسريع البناء في المستوطنات". لكنه يبدو في الواقع بأن الفلسطينيين يحذرون من اتخاذ خطوات عملية في المحكمة الدولية، بسبب التخوف من رد الادارة في واشنطن.

وقال مسؤول فلسطيني رفيع لصحيفة "هآرتس" انه بين الأوامر التي وقعها ترامب، في الاسبوع الاول من ولايته، كان، ايضا، امر بشأن تطبيق قرار الكونغرس الذي اتخذ خلال فترة اوباما، باتخاذ خطوات ضد السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير في حال توجهها الى المحكمة الدولية. وقال المسؤول الفلسطيني: "حتى بوجود قرار الكونغرس، بنت القيادة على التوجه الى محكمة لاهاي كوسيلة رئيسية لصد الاستيطان، لكن الرسائل التي وصلت من واشنطن مؤخرا كانت واضحة – ان خطوة كهذه ستجر ردا امريكيا شديدا، وهناك من تحدث عن اعادة المنظمة الى قائمة التنظيمات الارهابية".

وعلمت "هآرتس" ان الرسالة وصلت الى القيادة الفلسطينية بواسطة القنصلية الأمريكية، التي اجرت محادثة هاتفية مع احد المسؤولين الفلسطينيين الكبار، المرتبط مباشرة بالرئيس عباس، وليس عن طريق البيت الابيض او وزارة الخارجية".

وردت رام الله بشدة على الرسالة الامريكية، وقالت مصادر رسمية انها محاولة لتدمير الاستراتيجية الفلسطينية كلها في السنوات الأخيرة – استراتيجية التخلي عن الكفاح المسلح والعنيف لصالح العمل الدبلوماسي مع مؤسسات الامم المتحدة والمجتمع الدولي، من اجل التوصل الى حل الدولتين. وقال المسؤول الفلسطيني ان "كل القرارات التي اتخذت منذ الاعتراف بفلسطين في الهيئة العامة للأمم المتحدة في 2011، وحتى قرار مجلس الامن في كانون الاول الاخير (ضد المستوطنات)، كان جوهرها انقاذ حل الدولتين. سياسة نتنياهو، خاصة في الآونة الأخيرة، مع تسريع بناء الاف الوحدات الاسكانية امام الصمت الامريكي، تعني تدمير كل فرصة لحل سياسي مستقبلي".

ونشرت وزارة الخارجية الفلسطينية بيان شجب شديد اللهجة لقرار اسرائيل بناء الاف الوحدات الإسكانية في مستوطنات الضفة، واعتبرته يحول حل الدولتين الى وهم. كما شجبت شخصيات فلسطينية رفيعة، من بينها الامين العام للمنظمة صائب عريقات، القرار وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل والعمل فورا ضد البناء في المستوطنات. لكن الجهات الفلسطينية اوضحت ان القرار النهائي بشأن التوجه الى المحكمة الدولية لم يتخذ بعد، بسبب التهديد الأمريكي.

وستعقد القيادة الفلسطينية اجتماعا لمناقشة الموضوع قريبا، بهدف اتخاذ قرار. وقال مصدر فلسطيني مطلع "ان التهديد الأمريكي ملموس، لكن الامريكيين وادارة ترامب يتحدثون عن تطبيق حل الدولتين. وفي المقابل يسمحون لنتنياهو بمواصلة سياسته المدمرة للحل ويمنحونه الدعم. هذا غير معقول. نحن سنواصل العمل على الصعيد الدولي من اجل انقاذ حل الدولتين. ونتوقع من المجتمع الدولي عمل ذلك".

اوروبا تشجب توسيع الاستيطان

وتكتب "هآرتس ان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، فدريكا موغريني، قالت امس الاربعاء، ان قرار الحكومة الاسرائيلية المصادقة على بناء وتخطيط 6000 وحدة اسكانية جديدة في المستوطنات في شرقي القدس والضفة الغربية، يهدد حل الدولتين وجعله غير ممكن.

وقالت في بيانها ان "القرار يشير الى توجه مقلق. هذا الأمر يتحدى الفرص العملية لتطبيق حل الدولتين الذي يواجه الخطر المتزايد ويصبح مستحيلا. الاتحاد الاوروبي يعارض بشدة هذه السياسية، ويتأسف لأن اسرائيل تواصل تنفيذ ذلك رغم القلق الدولي المتواصل الذي طرحناه بدون توقف على كل المستويات."

كما شجبت فرنسا، امس الاربعاء، بيان وزير الامن ليبرمان بشأن قرار بناء اكثر من 3000 وحدة اسكان جديدة في المستوطنات. وجاء في بيان وزارة الخارجية الفرنسية ان "فرنسا تشجب هذا القرار وتذكر مرة اخرى بأن المستوطنات تتعارض مع القانون الدولي، وخاصة قرار مجلس الامن 2334، وتهدد بشكل خطير فرص تحقيق السلام العادل والمستديم".

وقال الناطق بلسان الخارجية الفرنسية ان "السلطات الاسرائيلية اعلنت امس عن المصادقة على بناء 3000 وحدة اخرى في المستوطنات في الضفة الغربية. خلال اسبوع واحد اعلنوا عن حوالي 6000 وحدة اسكان، وهو رقم يضاعف كل مخططات البناء التي صودق عليها في 2016".

نتنياهو يلتقي تريزا ماي، الاحد المقبل

ذكرت "هآرتس" انه من المتوقع ان يسافر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يوم الاحد، الى لندن، لالتقاء رئيسة الحكومة البريطانية تريزا ماي. وسيكون هذا هو اللقاء الاول بينهما منذ دخول ماي الى داونينغ 10 في تموز الماضي، بعد استقالة ديفيد كاميرون، اثر خسارته في الاستفتاء الشعبي حول الانسحاب من الاتحاد الاوروبي. ويأتي اللقاء بين نتنياهو وماي بعد اسبوعين من لقاء الاخيرة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقبل اسبوع ونصف من لقاء نتنياهو وترامب.

وكان نتنياهو قد طلب الغاء اللقاء مع ماي، في اعقاب الكشف عن اسهام بريطانيا بشكل رئيسي في صياغة مشروع قرار مجلس الامن 2334 في موضوع المستوطنات، ودفعه للتصويت. وقال دبلوماسيون من اسرائيل والغرب ان رجال قانون بريطانيين عملوا مع الفلسطينيين على صياغة القرار قبل توزيعه من قبل مصر. وقام البريطانيون بذلك سرا ومن دون تبليغ اسرائيل. وبعد تراجع مصر عن تقديم مشروع القرار للتصويت في مجلس الامن، توجه البريطانيون الى نيوزيلاندا وحثوها على مواصلة دفع القانون والتصويت عليه حتى بمعارضة مصر.

وقبل ثلاثة اسابيع اعترف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، خلال نقاش سياسي، بأن بريطانيا كانت ضالعة في صياغة القرار، وقال: "اريد التذكير بأن بريطانيا كانت ضالعة عن قرب في صياغة القرار 2334. لقد بادرت مصر الى هذا القرار لكننا دعمناه فقط لأنه تضمن صياغات جديدة بشأن الارهاب الرهيب الذي تعاني منه اسرائيل يوميا".

وعشية دخول ترامب الى البيت الأبيض، غيرت بريطانيا من خطها العلني في المسألة الاسرائيلية – البريطانية. فقد نشر ديوان ماي بيانا ضد خطاب وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، وانتقدت خطته بشد. وبعد عدة ايام منعت بريطانيا اتخاذ قرار في مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بتبني البيان الختامي بمؤتمر السلام في باريس، والذي كانت بريطانيا قد رفضت التوقيع عليه في المؤتمر، علما ان وزير خارجيتها لم يشارك في مؤتمر باريس ولا حتى السفير البريطاني لدى باريس، وانما تم ارسال مندوب صغير جدا للتعبير عن عدم رضا بريطانيا على الخطوة الفرنسية.

وبعد المؤتمر نشرت وزارة الخارجية البريطانية بيانا قالت فيه ان بريطانيا تتحفظ من نتائج المؤتمر لأن من شأنه تصليب الموقف الفلسطيني في كل مفاوضات مستقبلية. كما اكدت انها تحفظت من عقد المؤتمر لأنه عقد خلافا لموقف اسرائيل، وقبل عدة أيام من اداء الرئيس ترامب لليمين الدستوري.

دليل قاطع يفند مزاعم الشرطة بشأن حادث قتل ابو القيعان

تكتب صحيفة "هآرتس" ان الشريط الذي التقطته قناة الجزيرة خلال الاحداث في قرية ام الحيران، يفند ادعاء الشرطة الاسرائيلية ووزير الأمن الداخلي، غلعاد اردان، بأن المرحوم يعقوب ابو القيعان قاد سيارته بينما كانت اضواؤها مطفأة، ولهذا تم الادعاء بان عدم اشعال اضواء السيارة عزز الافتراض بأنه كان ينوي دهس الشرطي ايرز ليفي. لكن شريط الجزيرة يوضح بشكل لا يقبل التأويل، ان اضواء سيارة ابو القيعان كانت مشتعلة. وفي هذا السياق، ايضا، وبعد اسبوعين من الحادث، اعلن الشاباك انه لم يتم العثور حتى الان على دليل يربط ابو القيعان بتنظيم داعش، وهو ادعاء كان طرحه اردان والقائد العام للشرطة ايضا.

وحسب معطيات الشرطة وشهود عيان فقد حدثت عملية الدهس عند الساعة 5:57، فيما كان الظلام يعم المنطقة. وفي ظهر ذلك اليوم، نشرت الشرطة شريطا تم تصويره من مروحية تابعة لها، وادعت انه "يمكن من الشريط رؤية المخرب يقف الى جانب الطريق واضواء سيارته غير مشتعلة، وفي اللحظة التي شاهد فيها المحاربين حث السيارة نحوهم واصابهم". لكنه لا يمكن في الشريط الذي تم تصويره بواسطة كاميرا حرارية رؤية ما اذا كانت اضواء سيارة ابو القيعان مطفأة فعلا. وكرر الوزير اردان ادعاء الشرطة بشأن الاضواء وادعى ان الأمر يثبت بأن السائق قصد تنفيذ عملية، حيث قال: "طابع عمله.. الخروج من البيت مع اضواء غير مشتعلة.. كان طابع مخرب خرج لتنفيذ عملية".

وقامت قناة الجزيرة ببث شريط تم تحليله من قبل مجموعة من نشطاء تنظيمات Forensic Architecture التي تجمع مواد حول الحادث في ام الحيران. وفي الشريط تظهر اضواء سيارة ابو القيعان مشتعلة، بشكل واضح قبل اسراعها. وفي المقابل يسمع دوي اطلاق للنيران واصوات افراد من الشرطة يصرخون "اطلق النار"، وعندها فقط سارعت سيارة الجيب. وتأكد النشطاء من ان السيارة الظاهرة في الشريط هي سيارة ابو القيعان، من خلال مقارنة الشريط مع شريط الشرطة وشريط اخر صورته ناشطة في Forensic Architecture.

وكان العديد من شهود العيان قد اكدوا في يوم الحادث بأن سيارة ابو القيعان تدهورت باتجاه قوات الشرطة بعد تعرضها للنيران، وقالوا انهم شاهدوا السائق يفقد السيطرة على السيارة. كما يظهر في شريط الشرطة بأن السيارة تسرع بعد اطلاق النار عليها. وفي حينه نفت الشرطة رواية الشهود التي قوضت الادعاء بأن عملية الدهس كانت متعمدة.

وبينت نتائج تشريح جثة ابو القيعان بأنه اصيب بعيارين، الاول في ركبته اليمنى، والثاني، والذي قتله، في صدره. ولكن نتائج التشريح لا توفر جوابا على السؤال حول ما اذا كانت اصابة ابو القيعان هي التي جعلته يسرع السيارة وما اذا كان يسيطر عليها عندما اصطدمت بالشرطي. وبيّن التشريح بأن ابو القيعان توفي نتيجة نزيف دموي استمر نحو 15 دقيقة بعد اطلاق النار عليه، وانه لو تم تقديم العلاج له على الفور لكان يمكن انقاذ حياته. ويشار الى ان تقرير الطب الشرعي لم يسلم للشرطة حتى اليوم.

ورفضت الشرطة الرد على سؤال "هآرتس" حول ما اذا كانت لا تزال تتمسك بالادعاء بأن ابو القيعان قاد سيارته دون ان يشعل الاضواء، وقالت ان حادث دهس الشرطي لا يزال يخضع للتحقيق من قبل ماحش ولذلك تمتنع الشرطة عن التعقيب. وجاء من مكتب اردان ان "الوزير اعتمد على نتائج التحقيق الذي اجرته الشرطة كالمعتاد. منذ اللحظة التي بدأت فيها ماحش التحقيق نحن ننتظر النتائج".

ويشار الى ان ماحش قررت التحقيق في ظروف الحادث لكنها لم تبدأ التحقيق بعد، وانما تقوم بجمع افادات من قوات الشرطة وشهود عيان، الى جانب التقارير التي اعدتها الشرطة في يوم الحادث.

وفي مسألة الادعاء بأن ابو القيعان كان عل علاقة بتنظيم داعش، يذكر ان الشرطة كانت قد ادعت بأنه كان ناشطا في الجناح الجنوبي للحركة الاسلامية، و"يجري فحص علاقته بداعش". وفي ظهر يوم الحادث، اعلنت الشرطة انها عثرت في بيت ابو القيعان على "مواد كثيرة" تم ارسالها للفحص المهني – خاصة ثلاثة اعداد من صحيفة "يسرائيل هيوم" صدرت في 2015، والتي ظهرت على اغلفتها عناوين عن عملية دهس في الخليل، وزرع قنبلة من قبل رجال داعش في طائرة روسية. وقال القائد العام للشرطة روني الشيخ، خلال جنازة الشرطي ايرز ليفي ان "الجميع يعرفون بان المخرب كان معلما في مدرسة سبق اعتقال ستة معلمين منها اختاروا تدريس ايديولوجية داعش". لكن الشاباك الاسرائيلي قال لصحيفة "هآرتس" ان التحقيق لم يكشف حتى الان تماثل ابو القيعان مع داعش. وقال الجهاز ان التحقيق لم ينته بعد.

وقال رئيس القائمة المشتركة النائب ايمن عودة، معقبا على نشر الشريط ان "قناع اكاذيب واخاديع الشرطة يتواصل كشفه". وطالب عودة الشرطة بكشف كل المواد المصورة لديها. كما طالب وزير الامن الداخلي والقائد العام للشرطة بتحمل المسؤولية عن النتائج المأساوية للحادث والاستقالة فورا".

طرح مشروع قانون المؤذن للتصويت يوم الاحد

تكتب "يسرائيل هيوم" ان اللجنة الوزارية لشؤون القانون ستناقش يوم الاحد القريب، قانون المؤذن، في صيغته الجديدة، التي توصل اليها النائب موطي يوغيف مع رئيس الائتلاف دافيد بيتان. ويشمل القانون منع الآذان في ساعات الليل فقط، الأمر الذي يسمح لنواب الاحزاب الدينية بدعم القانون، وذلك خشية ان يشمل المنع في ساعات النهار، اسماع صافرات السبت ايضا.

وتم اعداد نص القانون بالتنسيق مع كل كتل الائتلاف الحكومي والجهات ذات الصلة في المكاتب الحكومية.

مقالات

الاخلاء الوهمي

تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان شرطة اسرائيل والجيش الاسرائيلي، اثبتوا امس، انهم عندما يريدون فانه يمكنهم ان لا يكونوا عنيفين كعادتهم. المستوطنون اثبتوا، ان قوة الابتزاز لديهم لم تنته، وانهم لا يرتدعون عن استخدام كل وسيلة من اجل مراكمة المزيد من الانجازات. واثبتت الحكومة وغالبية وسائل الاعلام في اسرائيل انها ستتعاون دائما مع التلاعب الساخر من قبل المستوطنين، الذين سجلوا، امس، انتصارا ملموسا.

لقد نفذت قوات الشرطة والجيش، امس، قرار المحكمة وقامت بإخلاء حفنة من المستوطنين الذين بنوا بيوتهم على اراضي خاصة مسروقة. كان يجب تنفيذ هذا الاخلاء منذ زمن، انه مسألة مفهومة ضمنا في دولة قانون، وما كان يجب ان يتحول الى قضية قومية تشغل منذ اشهر طويلة صناع القرارات والجمهور. لكن المستوطنين، وبمساعدة الحكومة، قرروا تحويل المفهوم ضمنا الى دراما ملفقة – وكل هذا من اجل تمهيد الأرض لسن قانون المصادرة الفاحش في الأسبوع القادم.

وبالمناسبة، هكذا، ايضا، هدمت الحكومة منازل في ام الحيران وقلنسوة، كعملية "بطاقة ثمن" حكومية هدفت الى تخفيف تأثير إخلاء عمونة في صفوف نشطاء اليمين، الذين يعتبرون بأنه يحق للمستوطنين عمل ما تهواه انفسهم في المناطق المحتلة.

لقد كان واضحا منذ البداية، ان استعراض الاخلاء الذي تم امس، هدف فقط لخدمة هذه الأهداف. المستوطنون في عمونة كانوا يعرفون منذ البداية بأنهم يستوطنون على ارض خاصة مسروقة، لكن هذا الأمر لم يوقفهم. ولذلك فانهم لا يستحقون أي شفقة او تعويض. ان استعدادهم بالذات ضد قوات الامن التي جاءت لتطبيق القانون هو العمل الاشد خطورة. لا يصعب التكهن كيف كانت الشرطة سترد، لو كان راشقوا الحجارة ومواد التنظيف عليهم هم عرب اسرائيليين او فلسطينيين.

كما ان التعويضات الحكومية – بصورة التصريحات بشأن بناء الاف الوحدات في المناطق ردا على عمونة – هي جزء من العرض الكاذب والمخطط مسبقا. ومثلها، ايضا، تصريح وزير التعليم نفتالي بينت، امس، بأن المستوطنين "خسروا المعركة".

هذه مقولة خاطئة: المستوطنون انتصروا امس في معركة اخرى. مقابل هذا الإخلاء شبه الوهمي، وعلى كل الدراما التي رافقته، سيبتزون المزيد والمزيد من الانتصارات لمشروعهم الاجرامي. لقد وعد بينت بإقامة مستوطنة جديدة، ووزير الامن ليبرمان وعد ببناء 3000 وحدة اخرى، ووزير الامن الداخلي غلعاد اردان، قال ان "هذا يوم صعب ومحزن لشعب اسرائيل".

اليوم الذي ينفذ فيه القانون في اسرائيل هو ليس يوما محزنا. لولا المقاومة العنيفة والابتزاز من قبل المستوطنين، لكان يمكن ان يكون يوما يبعث على الرضا، وبالتأكيد في نظر الوزير المسؤول عن تطبيق القانون في الدولة.

اعددت القمح والعدس للزراعة

تنشر "هآرتس" مقالة كتبتها مريم حامد، احدى الملتمسات لإخلاء بؤرة عمونة، والتي تملك قطعة ارض فيها. وكتبت حامد: "يبدو لي أنني لن انجح بالنوم هذه الليلة. اسمي مريم حامد، انا ابنة 83 عاما، ولدت ونشأت طوال حياتي في قرية سلواد في الضفة الغربية.

ابي كان يملك أراضي زراعية، وقام بفلحها بعرق جبينه على مدار سنوات طويلة. انا اتذكر ان القسائم المختلفة كانت مزروعة بالأشجار المثمرة – كرم تين، كرم زيتون، ومزروعات اخرى. عندما كنت طفلة كان ابي ينقلني على ظهر الحمار لكي اصل الى تلك القسائم.

بعد وفاة أبي، ورثنا انا وشقيقي الأراضي. على هذه الأراضي اقام مستوطنون اسرائيليون في 1996 البؤرة التي يسمونها "عمونة".

إخلاء المقتحمين من ارضي، امس، كان يوما مثيرا بشكل خاص بالنسبة لي. لقد انتظرت هذه اللحظة طوال سنوات كثيرة، وآمنت دائما بأنها ستأتي في نهاية الأمر. هذا كل ما اردته، انا لا ازال اريد العودة الى ارضي بأمن وسلام، من دون مشاكل مع احد وحسب القانون.

لم افهم ابدا، كيف يمكن للمستوطنين الحضور واخذ ارضي، والقول لي ان هذه هي ارادة الله. هذه مصادرة للأرض. اخذوا ارضي رغما عن ارادتي، انا فرحة لأن هذا انتهى اخيرا.

النضال الذي ادرناه من اجل استعادة الأراضي كان طويلا ومنهكا، ونجحنا بفضل صبرنا وصمودنا الراسخ، وايماننا بعدالة الطريق، والمساعدة ممن وقفوا معنا ودعمونا طوال هذه الطريق وهذه السنوات.

يصعب علي التعبير عن مشاعري بالكلمات. ما كنت اريد عمله هو الخروج من البيت وتوزيع الحلويات على كل الناس في القرية لشدة سعادتي. اريد توزيع الحلوى على الناس، لأنني سأعود الى ارضي. سأعود لزراعتها. اريد تقاسم هذه اللحظة الخاصة مع عائلتي وجيراني. هذا يثير مشاعري جدا، الى حد انني اطير لشدة الفرح.

عشرون عاما لم أزر ارضي. هذا وقت طويل جدا. لكنني لا ازال اذكر جيدا الايام التي عشناها قبل وصول المستوطنين. كيف كنا نبقى في الأرض ونفلحها من الصباح وحتى المساء.

باستثناء الأشجار المثمرة كنا نزرع الطماطم، الخيار، الفقوس والبامية. الأرض كانت معطاءة جدا ومنحتنا غلة وفيرة.

نعم، حقيقة ان ارضي أعيدت الي تعيدني الى ايام طفولتي، ال ذكرياتي مع العائلة، الى المحبة والفرح. هذا شعور خاص اتمناه لكل من فقد ارضه او أي شيء ثمين كهذا. بعد سنوات كثيرة تعود الي مشاعر الثقة والأمن بالحياة.

بعد سنوات من الانتظار والصبر، لا يمكنني اكثر انتظار لحظة عودتي لفلاحة ارضي كما في السابق. لقد اعددت القمح والعدس لزرعها، بل حتى معدات العمل التي حافظت عليها طوال سنوات.

اخوتي، عزاؤنا في بناء الدولة

يوجه درور ايدر، في "يسرائيل هيوم" رسالة الى المستوطنين الذين يناديهم باخوتي واخواتي، ورواد عمونة، ويكتب: طوال يوم امس كنت معكم بأفكاري وقلبي، مثلي مثل الكثير من هذا الشعب الذي تألم للإخلاء ويقر بالعرفان لكم على دوركم في تعزيز تمسكنا بأرض اسرائيل.

السنوات التي جلستم خلالها على الجبل لم تذهب عبثا مع الاخلاء. لقد علمتمونا انه حتى في عهدنا الساخر يمكن طرح رؤية، محاربة الرياح وتحقيق الصهيونية. في احلامي، شاهدت سلسلة طويلة من النساء والرجال مع اولادهم، كلهم يرتدون ملابس بيضاء، ينزلون من الجبل في مسيرة ويتوجهون الى مكان الاستيطان القادم. فانتم رسل جمهور، ولستم مجرد اناس مستقلين. كان يمكن لهذه الصورة ان تكون مثيرة للانطباع بشكل كبير، تجذب من خلفها الجماهير الواسعة في البلاد والعالم. لكننا لم نحظ بها.

هذه ساعة العمل. ربما بعد 20 سنة سنرى بأن إخلاء عمونة كان محفزا على توسيع الاستيطان على الجبل، عشرات اضعاف حجمه الان. مثل زهرة يتطاير سداها وتنزرع في اراضي عدة، هكذا رياح عمونة ستزرع الكثير من المستوطنات، وسيكون عزاؤنا في بناء البلاد.

من المهم ان نتعلم من هذا الحادث، وليس البكاء عليه فقط. اعداء الاستيطان يبحثون عن كل تصدع من اجل تقويض سيطرتنا على ارض حياتنا، حتى بثمن الدمار الذي لا يمكن البناء بعده. المدعون لن يصلوا الى الجبل بعدكم. المكان سيبقى خرائب، تذكار لجنحة ام الطفل الميت التي قالت عن الطفل الحي: "لن يكون لا لي ولا لك – اقطعوه". نضالكم ليس شخصيا. وهذه المسألة ثبتت في التصريح الصفيق لرئيس مجلس قرية سلواد الذي ساعدته حركة "يوجد قانون" على تقديم الالتماس ضد اعادة توطينكم على القسائم المجاورة: "الحل الوحيد لمن تم اخلاؤهم من عمونة هو العودة الى اوروبا، المكان الذي جاؤوا منه". لقد قصد، ايضا، يهود تل ابيب والبلاد كلها. تاريخ الصراع من اجل العودة الى صهيون في عبارة واحدة. "المكان الذي جاؤوا منه" هو هناك تماما. على الجبل ومن حوله. من هناك هاجر اباؤنا وامهاتنا في اعقاب احتلالات أشور وبابل وروما، وايضا في اعقاب الاحتلال الاسلامي في القرن السابع الذي احضر العرب الى بلادنا من الصحراء العربية. من هنا نفينا والى هنا حلمنا بالعودة طوال مئات السنين.

من لا يفهم ان بندول التاريخ يعيد الشعب اليهودي الى بيته سيزرع الريح وفي النهاية سيحصد العاصفة التي ستجرفه من هنا.

قرار المحكمة العليا كان متوقعا. ويجب تنفيذه، لأنه جزء من سلطة الملكوت، من بنيان الدولة. لكن تغيير روح المحكمة العليا بشأن حقنا على هذه الارض يعتبر وصية يجب تنفيذها. من يقتبس بيني بيغن في معارضته لقانون "التنظيم" فليتفضل ويقتبس ايضا، دعوته لتوطين بلادنا بكل مناطقها، في يهودا والسامرة وكل الجبل على كل المليون دونم من اراضي الدولة هناك.

عندما زرتكم قلت لمن استمع إلي، انه في هذه اللحظة التاريخية لا يمكنكم النظر "الى الاعلى" واتهام البالغين المسؤولين، لأنه في رحلة الرسل طويلة السنوات لشعبنا انتم تتواجدون الان "تحت الحمالة" وليس هناك من يأتي لاستبدالكم. انتم البالغون المسؤولون. انتم ايضا. نخبة جديدة تستبدل القديمة في عملية معقدة انتم جزء حيوي منها، ولم يعد بالامكان اتهام الدولة. انتم، انتم ايضا – الدولة. امة كاملة تنظر اليكم – قسم منها نظرات تقدير، وقسم بحسد، وقسم بخوف. افهموا ذلك.

العالم تغير

يكتب ايتان هابر، في "يديعوت احرونوت" انه كان من الصعب جدا، بل من المستحيل، مشاهدة صور الاخلاء في عمونة. وعلي ان اعترف: لقد بكيت.

الصراخ، التدافع، الشتائم، رشق الحجارة واقامة المتاريس: ساعات المشاهدة غير المتناهية في البث التلفزيوني للإخلاء لا يمكن ان تترك مواطني الدولة غير مبالين. ان كانوا يهود واسرائيليين. ولكن من الواضح ان هناك من يبتهجون. سنوات كثيرة من الغطرسة، العجرفة الاستيطانية، مليارات الشواكل التي تم سكبها، وسلطة قاسية (تسمى مستنيرة) تحكم ملايين الفلسطينيين الذي يريدون لنا السوء، بدت وكأنها حظيت بالعقاب. اليوم، غدا، ستتجول بين خرائب عمونة القطط الهرمة فقط.

ليس صدفة ان حوالي الف شاب من غير سكان البؤرة اجتمعوا هناك من اجل تخليص الكرفانات من ايدي 3000 شرطي وشرطية وصلوا لإخلائها. من الواضح انه، اذا كانت احزاب اليمين تمثل حوالي نصف سكان الدولة، فان نصف قوات الامن لم تحب ما اجبرت على عمله. ولكن كل واحد وواحدة منهم عرف امس، انه من دون سلطة القانون في اسرائيل – لن تكون لنا دولة.

لقد دأب المستوطنون طوال سنوات كثيرة على عمل كل ما تهواه انفسهم. استهتروا بالحكومة وبرجال القانون. والان، للمرة الثالثة خلال جيل، وصل دور الحكومة لكي تستهتر بهم. من المناسب الانتباه: هذه هي المرة الثالثة التي يجري فيها إخلاء مستوطنات – وكان دائما قادة اليمين هم الذين اقروا ذلك. وكان اكبرهم: مناحيم بيغن، الذي اخلى لواء يميت، اريك شارون الذي اخلى غوش قطيف، والان بنيامين نتنياهو (الذي سلم ايضا الخليل في اطار اتفاق اوسلو). ليس صدفة ان زعماء اليمين الثلاثة اخذوا على عاتقهم هذا القرار الصعب: لقد فهموا، وان كان متأخرا، بأن النظرية التي ساروا على طريقها على مدار سنوات طويلة، غير قابلة للتطبيق.

في 2017، لم يعد بالإمكان الغناء "ضفتان للأردن، هذه لنا وهذه ايضا"، وتصديق ذلك. العالم لن يسمح بذلك. رجال غوش ايمونيم والمسؤولين الذين لا يزالون يريدون لنا ان نهزأ بالعالم، لا يعرفون اين يعيشون. العالم تغير. هم وورثتهم في عمونة، في الكنيست وحول طاولة الحكومة، يعرفون جيدا الضغط على الغدد الصحيحة لكي يظهروا للعالم على الملأ ما الذي يعينه إخلاء بؤرة صغيرة، تضم 40 عائلة، على قمة جبل اجرد. انهم يعرفون جيدا انه اذا لم يصب العالم كله، وخاصة الرئيس الأمريكي، بالصدمة، ويسكب انهار من الدموع، ربما يتم إخلاء كل المستوطنات في يهودا والسامرة، مع مئات الاف المستوطنين في الكتل الاستيطانية.

متى سيحدث هذا؟ ربما يحدث بعد شهر، بعد سنة او بعد خمس سنوات، وربما بعد 50 سنة. العالم والفلسطينيين يملكون الوقت. التاريخ سيتذكر بصعوبة مناحيم بيغن الذي قال "اذا طلبوا مني في مؤتمر السلام في كامب ديفيد اعادة ولو مستوطنة واحدة لمصر، فسأحمل حقيبتي واسافر فورا الى البيت". لسبب ما، يتذكر التاريخ الامور الجيدة فقط.

 

التعليـــقات