رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 29 كانون الثاني 2017

الإثنين | 30/01/2017 - 10:37 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 29 كانون الثاني 2017

نتنياهو يأمر بتسريع سن مصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية!

تكتب صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أمر رئيس الائتلاف الحكومي دافيد بيتان، بتسريع طرح مشروع قانون مصادرة الاراضي الفلسطينية (المسمى قانون التنظيم) للتصويت عليه في الكنيست. وقد ابلغ رئيس طاقم العاملين في ديوان نتنياهو هذا الأمر لوفد من سكان مستوطنة عوفرا، خلال اجتماعه بهم، يوم الاربعاء الماضي. وتكتب صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من نتنياهو انه سيتم التصويت على هذا القانون هذا الاسبوع.

وحسب الصحف فقد تم يوم الخميس الماضي دعوة اعضاء اللجنة البرلمانية الخاصة التي تضم ممثلين من لجنة الخارجية والأمن ولجنة القانون، لمناقشة مشروع القانون وطرحه للتصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة. وستجتمع اللجنة يوم غد الاثنين.

وحسب ادعاءات تنقلها "هآرتس" عن مقربين من نتنياهو، فقد عمل الأخير خلال الأسابيع الأخيرة على تعليق هذا القانون. كما قال وزير الامن ليبرمان في تصريح له قبل عدة اسابيع بأنه كما يبدو لن يتم سن هذا القانون نهائيا.

وخلال جلسة الحكومة التي عقدت في الاسبوع المنصرم، طرح موضوع انهيار الاتفاق مع عمونة، فقال نتنياهو انه لا يفكر بالعودة الى قانون المصادرة، الذي يتضمن بندا يلغي قرارات المحكمة العليا بشأن البؤر والمباني التي اقيمت على اراضي فلسطينية خاصة. واضاف بأن "المستشار القانوني للحكومة يعارض هذا القانون، أيضا، ويجب ان نكون مسؤولين على الحلبة الدولية".

لكن نتنياهو الذي عارض، ظاهرا، مشروع القانون لدى طرحه بسبب تأثيره على الوضع السياسي لإسرائيل، صوت الى جانب القانون في الكنيست، بعد نجاح الوزير نفتالي بينت بتمريره في اللجنة الوزارية لشؤون القانون بدعم من وزراء الليكود. وتم التصويت على القانون في القراءة الاولى في الكنيست رغم الانتقادات السياسية والقانونية له. ومنذ ذلك الوقت تم تجميد القانون.

والى جانب ذلك، تقول "هآرتس" و"يسرائيل هيوم" ويديعوت احرونوت" في تغطيتها لهذا النبأ، ان نتنياهو، أمر يوم الاربعاء الماضي، بدفع خطة لبناء 68 وحدة اسكان جديدة في مستوطنة عوفرا، في اطار محاولة للتوصل الى اتفاق مع اصحاب تسعة بيوت من المستوطنة يفترض اخلاؤها بناء على قرار من المحكمة العليا، بسبب اقامتها على اراضي فلسطينية خاصة.

وقال مسؤول اسرائيلي رفيع انه خلال اللقاء الذي جرى يوم الاربعاء الماضي، بين رئيس مكتب نتنياهو يوآب هوروبيتس، وسكان من عوفرا في موضوع البيوت المعدة للهدم بعد عشرة ايام، ناقش هوروبيتس مع السكان مسائل تتعلق بتنظيم مكانة المستوطنة، كالمصادقة على خارطة بناء المدينة. واوضح للسكان بأن نتنياهو سيصادق على دفع خارطة لبناء عشرات الوحدات الاسكانية الجديدة، بدلا من البيوت التسع المعدة للهدم.

وكانت المحكمة العليا قد امرت في 2015 بهدم البيوت التي اقيمت على اراضي فلسطينية خاصة من قبل شركة الاستيطان "امناه".

المكسيك تحتج على مساندة نتنياهو لقرار ترامب انشاء جدار بينها وبين الولايات المتحدة

كتبت "هآرتس" ان مسؤولين كبار في وزارة الخارجية المكسيكية، اجروا مساء امس (السبت) اتصالا مع السفير الاسرائيلي لدى المكسيك، يوني بيلد، ونقلوا اليه احتجاجا شديد اللهجة من وزير الخارجية لويس فيدغاري، على ما كتبه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تأييدا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بناء جدار فاصل بين البلدين. وقال مسؤول رفيع في القدس ان الغضب المكسيكي الكبير جعل ديوان نتنياهو ووزارة الخارجية يصدران بيان توضيح لما كتبه نتنياهو.

وكتب نتنياهو باللغة الانجليزية على حسابه في تويتر: "الرئيس ترامب محق. انا بنيت جدارا على الحدود الجنوبية لإسرائيل واوقف كل الهجرة غير القانونية. كان النجاح كبيرا. هذه فكرة عظيمة". وبهذه العبارة اقحم نتنياهو نفسه مباشرة بالنقاش السياسي في الولايات المتحدة حول سياسة ترامب، ولكن أيضا، وربما بشكل اكبر، اقحم نفسه في الازمة الخطيرة التي نشأت بين الولايات المتحدة والمكسيك والتي ادت الى الغاء اللقاء بين الرئيسين الامريكي والمكسيكي. وكان ترامب قد قال لشبكة فوكس، في نهاية الأسبوع، بأنه استلهم من اسرائيل كل ما يتعلق ببناء الجدار على الحدود المكسيكية.

وفي اعقاب الاحتجاج المكسيكي، وبعد عدة ساعات، نشر ديوان رئيس الحكومة ووزارة الخارجية توضيحا جاء فيه ان "رئيس الحكومة تطرق الى الظروف الخاصة بإسرائيل والى التجربة الهامة التي اكتسبناها، والتي نحن على استعداد لتقاسمها مع امم العالم. هذا لا يعني الاعراب عن موقف بشأن العلاقات بين الولايات المتحدة والمكسيك".

مسؤول في الحزب الجمهوري: تأخير قرار نقل السفارة تم بطلب من اسرائيل

ادعى الرئيس المشترك لفرع الحزب الجمهوري الامريكي في اسرائيل، مارك تسيل، في حديث ادلى به لصحيفة "هآرتس" مساء امس السبت، ان التأخير بصدور قرار امريكي بشأن نقل السفارة الى القدس جاء بناء على طلب اسرائيلي. وفي اطار محادثته مع "هآرتس" اقتبس تسيل مصادر اسرائيلية وامريكية، وقال ان "ترامب يدعم نقل السفارة بشكل قاطع، ولم يطرأ أي تغيير على موقفه. لكنه يحذر بسبب المخاوف التي طرحتها جهات اسرائيلية مسؤولة".

مع ذلك اضاف تسيل، الذي قاد حملة ترامب الانتخابية بين اليهود الاسرائيليين الذين يحملون الجنسية الامريكية، انه متأكد من ان نقل السفارة سيتم في نهاية الأمر. وقال: "لقد صرح ترامب في اكثر من مرة بأن ادارته ستحترم رغبة الحكومة والشعب الاسرائيلي في المسائل المتعلقة بدولة اسرائيل عامة، وبالقدس خاصة". واضاف: "لا يوجد دليل افضل على ذلك من عدم الرد التاريخي على الاعلان الاسرائيلي في الأسبوع الماضي، عن بناء 2500 وحدة اسكان في يهودا والسامرة.. انا اعتقد ان اسرائيل ستمنح الضوء الاخضر لنقل السفارة، وعندما يتم ذلك، ستنتقل السفارة الى القدس".

من جهته قال ترامب لشبكة "فوكس نيوز" الامريكية، امس الاول، انه "لا يزال من المبكر لأوانه الحديث عن نقل السفارة الامريكية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس"، واضاف انه ليس معنيا بالحديث عن الموضوع في الوقت الحالي. وينضم تصريح ترامب هذا الى ما قاله الناطق بلسان البيت الأبيض، شون سبايسر في بداية الاسبوع الماضي، من أنه "لم يصدر قرار بعد" في هذا الموضوع، وان الادارة لا تزال "في المراحل الأولى من اجراءات اتخاذ القرار". ويتناقض تصريح ترامب هذا مع ما قاله لصحيفة "يسرائيل هيوم" قبل عدة ايام، من أنه "لا ينسى" وعده الانتخابي بشأن السفارة.

يعلون يؤكد: نتنياهو الغى مناقصة الغواصات وعقد صفقة مع الشركة الالمانية

تكتب "هآرتس" ان وزير الامن السابق موشيه يعلون، كشف خلال الافادة التي ادلى بها امام الشرطة في موضوع صفقة الغواصات، ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كان ضالعا بشكل مباشر في الغاء المناقصة التي نشرتها وزارة الامن في حينه لشراء الآليات البحرية، لكي يتم شراؤها من شركة "تينسكروب" الالمانية. وحسب ما نشرته القناة الثانية، مساء امس السبت، فقد ادعى يعلون خلال افادته بأن نتنياهو اجرى اتصالات مع جهات رسمية في المانيا لشراء الآليات البحرية من شركة "تينسكروب"، من دون معرفة وزارة الأمن الاسرائيلية.

يشار الى انه في اطار قضية الغواصات، التي تسمى "الملف 3000"، يسود الاشتباه بأن دافيد شمرون، محامي نتنياهو وابن عمه، مثل ميخائيل غانور، مندوب الشركة الالمانية الذي وقع مؤخرا على مذكرة التفاهمات لبناء ثلاث غواصات جديدة لإسرائيل. وكان نتنياهو قد دفع في بداية الأمر نحو شراء ثلاث غواصات تضاف الى الاسطول الاسرائيلي الذي يضم تسع غواصات، كما طلب شراء سفينتين حربيتين مضادتين للغواصات. الا ان يعلون والجهاز الأمني عارضوا الصفقة، فأزيل الموضوع عن الطاولة. وبعد استقالة يعلون من منصبه، سافر رئيس مجلس الامن القومي الى المانيا مع ممثل وزير الامن الجديد افيغدور ليبرمان، واجرى مباحثات بشأن شراء الغواصات. وفي تشرين الاول الماضي، صادق المجلس الوزاري على مذكرة التفاهمات التي تقضي بشراء ثلاث غواصات جديدة ستستبدل ثلاث غواصات قديمة.

التحقيق في ملفات الفساد: الاشتباه بحصول نتنياهو على رشاوى من اربعة رجال اعمال اخرين

في اطار التحقيقات الجارية ضد نتنياهو في قضايا الرشاوى والفساد، تكتب "هآرتس" ان الشرطة الاسرائيلية تشتبه بأن اربعة رجال اعمال اخرين، بالإضافة الى ارنون ميلتشين، قدموا رشاوى لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزوجته سارة وابنه يئير، حسب ما نشرته القناة العاشرة مساء الجمعة. وحسب التقرير، فقد حول رجال الاعمال مجوهرات لأبناء عائلة نتنياهو، وادلوا بإفاداتهم في هذا الشأن امام الشرطة. وأضاف التقرير انه تم استجواب ابناء عائلة نتنياهو حول الموضوع خلال التحقيقات معهم.

وحسب جهات مسؤولة في الشرطة، كما نشرت القناة الثانية، فان ديوان نتنياهو يحدد ثلاث ساعات للتحقيق مع رئيس الحكومة في كل مرة، الأمر الذي يسمح له بالتشاور مع محاميه، وبالتالي المس بالتحقيق. وتم يوم الجمعة التحقيق للمرة الثالثة مع نتنياهو في منزله في القدس.

كما نشر بأن التحقيقات الكثيرة مع ممول صحيفة "يديعوت احرونوت" وموقع "ynet"، نوني موزيس، والتي استغرق كل واحد منهما في التحقيقين الأخيرين حوالي عشر ساعات، يعقد الصورة من ناحية رئيس الحكومة. فموزس يعرض امام المحققين وثائق وتسجيلات للمفاوضات التي اجراها مع نتنياهو على مدار سنوات، ابتداء من 2009 وحتى 2015، حول تخفيف حدة النشر ضد نتنياهو في الصحيفة والموقع مقابل عمل نتنياهو على اضعاف الصحيفة المنافسة "يسرائيل هيوم".

كما نشر امس، ان المنتج الهوليودي ميلتشين، الذي يسود الاشتباه بأنه قدم رشاوى لعائلة نتنياهو بشكل منهجي وبمبالغ وصلت الى مئات الاف الشواكل، ادعى خلال افادته في الشرطة بأنه قدم "الهدايا" على مدار فترة طويلة . وقال للمحققين انه تم تقديم الهدايا بناء على طلب العائلة التي كانت تُذكره بين الحين والآخر بتجديد المخزون، كما سبق ونشرت "هآرتس". وقال ميلتشين ان عائلة نتنياهو شرحت له بأنه لا يوجد ما يمنع تقديم الهدايا لها من ناحية قانونية.

وقال ميلتشين انه قدم الهدايا كجزء من علاقات الصداقة بينه وبين نتنياهو، وانه لم يتوقع الحصول على شيء في المقابل من العائلة، وليست له مصالح تجارية في اسرائيل. وادعى ان العلاقات بينه وبين نتنياهو هي جزء من منظومة العلاقات بين رجال اعمال وشخصيات رسمية رفيعة. واكد خلال التحقيق معه ان تكلفة الهدايا بلغت مئات الاف الشواكل، معتبرا ان هذه المبالغ ليست ذات اهمية بالنسبة له. وبرأيه فان احتفاظه بالإيصالات لم يتم على سبيل امتلاك ادلة، وانما كجزء من الادارة المالية السليمة.

وجاء من ديوان نتنياهو، تعقيبا على تقرير القناة الثانية: "نحن نشهد طوفان من التسريبات الكاذبة والمغرضة التي تهدف الى تشويه سمعة رئيس الحكومة وعائلته، وتحقيق انقلاب سلطوي ليس في صناديق الاقتراع. خلافا لما ادعته التسريبات الكاذبة التي نشرتموها، لم يحدث ابدا ان كان هناك تزويد دائم لأي شيء، ولم تكن هناك املاءات او طلبات من قبل عائلة نتنياهو. ما كان هو هدايا متبادلة بين اصدقاء جيدين. وبالمناسبة فان من حدد مدة التحقيقات هي الشرطة وليس ديوان رئيس الحكومة".

اطلاق النار على سيارة اسرائيلية قرب مستوطنة نيلي

نقلت "هآرتس" عن الناطق العسكري الاسرائيلي قوله، يوم الجمعة، ان فلسطينيا قام ظهر الجمعة بإطلاق النار على سيارة اسرائيلية، بالقرب من مستوطنة "نيلي" في وسط الضفة الغربية، ولاذ بالفرار. وقد اصيبت السيارة بأضرار لكنه لم يتم اصابة ركابها. وخلال ليلة الجمعة – السبت، اعتقل الجيش مشبوهين بإطلاق النار من بلدة دير ابو مشعل، وسلمهما للشاباك الاسرائيلي. وقال الشاباك في بيان له ان الاسلحة التي عثر عليها في حوزة المعتقلين تم تسليمها لقوات الامن وتحويل المشبوهين للتحقيق.

يشار الى ان هذا هو حادث اطلاق النار الرابع في الضفة، خلال ثلاثة ايام.

اسرائيل ترفض السماح لرياض من غزة بالوصول الى القدس لتلقي العلاج

كتبت "هآرتس" ان اسرائيل ترفض السماح لداود ابو حزيمة، اللاعب السابق في المنتخب الفلسطيني القومي لكرة الطائرة، بالخروج من قطاع غزة منذ سنة، لإجراء عملية جراحية في ركبته. وقد لعب ابو حزيمة (30 عاما) وهو من سكان جباليا، في نادي اتحاد الزوايدة في غزة، وفي المنتخب القومي الفلسطيني. وفي 2014 اصيب بتمزق عضلي في ركبته اليمنى، ومنذ ذلك الوقت توقف عن اللعب.

وقال ابو حزيمة انه لا يمكن اجراء عملية كهذه في غزة، ولا يوجد في غزة كلها طبيب عظام واحد يعرف كيف يجري عملية كهذه. وفي 2016 تم توجيهه من قبل وزارة الصحة الفلسطينية لإجراء العملية في مستشفى المقاصد في القدس الشرقية، لكن الشاباك لا يسمح له بدخول اسرائيل. وحسب ابو حزيمة فقد قدم خلال السنة المنصرمة ما لا يقل عن ست طلبات لكنه تم رفضها جميعا بادعاء انه ممنوع امنيا من دخول اسرائيل. وتوجهت جمعية اطباء لحقوق الإنسان الى السلطات الاسرائيلية باسم ابو حزيمة، لكنها تلقت جوابا مفاده بأن العلاج المطلوب لا ينضوي ضمن العلاجات المنقذة للحياة ولذلك فانه ليس عاجلا.

وقال ابو حزيمة انه لم يكن ابدا ناشطا في أي تنظيم وليس له أي ماضي امني، وحالته الصحية تسوء ويتخوف من عدم الشفاء من الاصابة، الأمر الذي سيؤدي الى فصله من المنتخب، وقال ان "الرياضة هي نقطة الضوء الوحيدة في حياتي، وكل ما اطلبه هو الحق الأساسي بتلقي العلاج الطبي وعدم اطفاء هذا الضوء".

يشار الى ان اسرائيل ترفض توجهات عشرات الفلسطينيين من القطاع الذين يطلبون الوصول الى مستشفيات القدس الشرقية والضفة للعلاج، بمزاعم امنية.

وحسب عبد ابو شحادة، الذي عالج طلب ابو حزيمة من قبل "اطباء لحقوق الإنسان" فان هذه الحالة "تثبت السيطرة الاسرائيلية المطلقة على صحة الفلسطينيين سكان القطاع. اسرائيل هي التي تقرر أي وضع طبي يبرر تلقي العلاج واي وضع لا يبرر ذلك، من خلال استخدام ذرائع مختلفة تخرق في مجملها الحق الأساسي لسكان القطاع بتلقي العلاج".

وقال الشاباك ان "ابو حزيمة دخل من القطاع الى اسرائيل عدة مرات في 2015 وفي 2016 منع من الدخول لأسباب امنية. وفي اطار فحص طلبه يجب ان يخضع للتحقيق، وعلى اساس التحقيق يتقرر موضوع دخوله الى اسرائيل".

اليوم سيصادق على نشر تقرير المراقب بشأن الجرف الصامد

تكتب "يسرائيل هيوم" انه سيتم اليوم المصادقة في اللجنة الفرعية للجنة مراقبة شؤون الدولية في الكنيست، على نشر تقرير مراقب الدولة حول سلوك المجلس الوزاري خلال عملية الجرف الصامد في غزة، والذي يمتد على 120 صفحة. ومن المتوقع نشر التقرير على الملأ بعد اسبوعين.

وقالت رئيسة لجنة مراقبة شؤون الدولة في الكنيست، النائب كارين الهرار (يوجد مستقبل) ان اللجنة صادقت في الاسبوع الماضي، على نشر التقرير، لكن في ضوء التحفظات التي تم تقديمها من قبل الشاباك بشأن مقطع معين من الوثيقة، تقرر تأجيل القرار، وسيتم اتخاذه اليوم.

وكان ممثل الشاباك قد ادعى خلال جلسة مغلقة عقدتها اللجنة في الأسبوع الماضي، ان نشر المقطع المعين في التقرير يعتبر اشكاليا ومن شأنه المس بأمن الدولة، وفي اعقاب ذلك قررت اللجنة تكليف مندوب الشاباك مناقشة الأمر مع رجال مراقب الدولة الذين كتبوا التقرير، لكي يتم تغيير النص او الغاء الفقرة نهائيا من التقرير.

ويحمل الجزء الاول من التقرير الذي سيصادق على نشره اليوم، اسم "طرق اتخاذ القرارات في المجلس الوزاري حول قطاع غزة قبل الجرف الصامد ومع بدايتها"، وسيتم نشره خلال شهر شباط مع الجزء الثاني المتعلق بتهديد الأنفاق والذي يتناول الجانب الاستخباري للعملية ويشمل التعامل مع الحلول التكنولوجية لكشف الأنفاق.

ويوم امس تطرق وزير المالية خلال فترة الجرف الصامد، وعضو المجلس الوزاري في حينه، النائب يئير لبيد (يوجد مستقبل) الى الموضوع وقال خلال مشاركته في برنامج "سبت الثقافة" في غبعات شموئيل: "هذا لم يكن مجلسا وزاريا وانما مؤتمر صحفي في بث حي. مجلس وزاري لا يجري نقاشات حقيقية وانما ينشغل كل واحد من اعضائه بكيفية الظهور على انه الافضل في وسائل الاعلام وتحقيق مكاسب سياسية خلال الحرب. لا يمكن للأمر ان يتواصل هكذا على المستوى القومي ويجب تصحيحه".

جنرالان في الاحتياط انضما الى حزب العمل

تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس حزب العمل السابق ايهود براك، سيعقد اليوم، اول اجتماع علمي في اطار حزبي، للمنتدى الفكري الرئيسي في حزب العمل. ويأتي ذلك في ظل النشر عن اقتراح براك على النائب ستاف شفير المنافسة على رئاسة الحزب. وحسب ما نشر فقد قال براك ان حزب العمل يظهر كجسم منهك ويحتاج الى قيادة شابة.

وقالت النائب شفير انه سيسرها انضمام ايهود براك الى الحزب، كما يسرها ان ينضم الى الحزب بيني غانتس وغابي اشكنازي، مضيفة "نحن نعرف ان 99% من الذين خدموا في القيادة الأمنية يتفقون مع مواقف معسكرنا".

وقال النائب ايتان بروشي، امس، ان "المؤتمر هو ليس من اجل ايهود براك وانما من اجل حزب العمل. دائما كان في الحزب صقور وحمائم، لكنه لم تكن فيه ابدا شخصيات ما بعد الصهيونية".

الى ذلك ستجري اليوم الجولة الثانية لانتخاب الامين العام لحزب العمل، بين المنافسين عران حرموني ويائير فينك. وفيما يحظى حرموني بدعم رئيس الحزب يتسحاق هرتسوغ، يحظى فينك بدعم النائب شيلي يحيموفيتش.

في السياق نفسه، اعلن الجنرالان (احتياط) يوم طوف ساميا، وعميرام ليفين، في نهاية الأسبوع، عن انضمامهما الى حزب العمل. ورحبت قيادة الحزب بانضمامهما الذي يأتي بعد اعلان الوزير السابق ابي غباي عن انضمامه للحزب. وقال هرتسوغ ان "انضمام الجنرالين هو بشرى هامة اخرى للحزب. اواصل دعوتي للشخصيات الاخرى الجيدة والمستقيمة التي تريد المشاركة في قيادة التغيير في الدولة الانضمام الينا، لنواصل بناء وتوسيع البديل والكتلة التي ستستبدل السلطة".

من جهته قال غباي، خلال مشاركته في برنامج سبت الثقافة في حولون، امس، انه لم يقرر بعد ما اذا سينافس على قيادة الحزب، لكنه سينافس على مكان في القائمة.

 

مقالات

ساعدوا ميرتس، لا تنضموا اليها

ينتقد المدير العام لحركة "سلام الآن" ياريف اوبنهايمر، في مقالة نشرها في "هآرتس" طريقة انتخاب ممثلي حركة ميرتس للكنيست، وسد الأبواب امام انفتاحه لاستيعاب عناصر مؤثرة. ويكتب ان ميرتس  وصفت نفسها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بأنها بيت اليسار، ودعت كل من يعتبر نفسه شريكا لطريقها الى عدم الوقوع في اغواء الأحزاب الأخرى والتصويت لها. ولكن بين معركتي الانتخابات، وبدل ان تكون بيت اليسار، تعتبر ميرتس في الأساس بيتا لنشطائها ورجالاتها، نادي اعضاء مغلق، احاط نفسه بأسوار ودستور لا تسمح لأي شخص جديد بالانضمام والتأثير على طريقها. يوجد في ميرتس اشخاص ممتازين يشعرون، وبحق، بأنهم يحملون الحمل الثقيل على اكتافهم فقط. انهم على حق، فهم لوحدهم، والى حد كبير باختيار منهم. هذا ليس قضاء وقدر، ويمكن للأمور ان تتغير.

ميرتس هو الحزب الديموقراطي الوحيد الذي يواصل التقليد الخاطئ لانتخاب ممثليه بطريقة المركز، او حسب المصطلح المغسول – المؤتمر. ومن هم اعضاء المؤتمر؟ الاشخاص الذين تم ادخالهم الى كتل مجندي المنتسبين الكبار الذين يسيطرون على الجهاز. احد الذين شاركوا في انتخاب المؤتمر يقول انه عند الدخول الى الصندوق تسلم نموذجا يضم اسماء عشرة اشخاص لم يسمع عنهم من قبل، وذلك وفقا لاتفاقيات بين النواب والنشطاء المركزيين في البلدة، وهؤلاء قسموا بينهم اعضاء المؤتمر الذين سيتم انتخابهم. ليس صدفة انه اثناء النظر في قوائم الاعضاء يمكن العثور بسهولة على ابناء عائلات نواب القائمة واقربائهم والمقربين منهم.

وهكذا يتم سد باب الاندماج في قيادة ميرتس امام اشخاص جدد، إلا اذا نشأوا في الحزب وكانوا ضالعين طوال سنوات في العمل السياسي.

يوجد دور مصيري لحركة ميرتس في جذب الخارطة السياسية كلها نحو اليسار. لذلك يجب عليها تعزيز قوتها وعرض بديل لحزب العمل، بل حتى ليوجد مستقبل. لكنه لا يمكن لها عمل ذلك اذا لم تعرض في الانتخابات القادمة منتخب احلام اليسار. يوجد خارج الجهاز السياسي اشخاص رائعين يؤثرون بطريقتهم على المجتمع الاسرائيلي، صحفيون، اكاديميون، نشطاء في القطاع الثالث، وفي الحركات غير البرلمانية، والمؤسسات، واين لا. لكنه لا يملك احدهم أي فرصة للاندماج في القائمة، الا اذا كانوا ينوون ترك اعمالهم ومشاغلهم المؤثرة، والانتساب وتجنيد اعضاء لميرتس فقط في بلدات معينة، يمكنهم فيها عقد صفقات لضم اعضاء الى المؤتمر. كما انه يجب عليهم الأمل بأن يسمح الجهاز بانتخاب مؤتمر جديد، قبل اجراء الانتخابات العامة.

دستور ميرتس يمضي الى ابعد من ذلك، فهو لا يسمح بانتخاب ممثل لميرتس لأي منصب، من دون المرور بفترة تدريب لأربعة اشهر. وهذا القيد لا يسمح لمرشحين جدد بالانضمام الى الحزب وطلب منحهم الثقة، في حال تم تبكير موعد الانتخابات. هذه ليست الطريقة الملائمة لتنمية قيادة سياسية يسارية، هذه ليست الطريقة لجعل ميرتس ترتقي، بل هذه هي الطريقة الملائمة للاهتمام بأن تبقى القيادة القائمة مغلقة ومحمية في مواجهة أي شخص جديد، يريد الاندماج وان يصبح جزء منها.

يدعي المؤيدون لطريقة المركز، ان طريقة الانتخابات الداخلية (البرايمرز) هي طريقة فاسدة ومفسدة، وان الاحزاب التي لجأت اليها، لم تنجح بالضرورة في الانتخابات. صحيح انه توجد لطريقة البرايمرز الكثير من العيوب، لكن البديل القائم اسوأ بكثير. طريقة البرايمرز تسمح لجمهور ناخبين اكبر واوسع بالتأثير، وتحبط غالبية الصفقات، وتمنح فرصة متساوية للناس الذين ينشطون في الحياة العامة خارج الجهاز الحزبي، للمنافسة والاندماج.

من يريد طريقة انتخابات من دون صفقات ومجندي المنتسبين، يمكنه العودة الى اللجنة التنظيمية. من يريد طريقة انتخابات ديموقراطية ومستقيمة قدر الامكان، يتحتم عليه زيادة حجم الجهاز الناخب بشكل كبير، وفتح الصفوف واختيار طريقة البرايمرز، بل حتى البرايمرز المفتوح. الادعاء بأن الاحزاب التي تبنت البرايمرز ضعفت بسبب ذلك مبالغ فيه. فالليكود مع البرايمرز حقق ارقاما قياسية، والعمل ارتفع وهبط، وحتى الاحزاب ذات اللجان التنظيمية، كأحزاب يوجد مستقبل، واسرائيل بيتنا وكلنا، لم تضعف بسبب ذلك. كل الأحزاب باستثناء ميرتس، بدون علاقة بطريقة الانتخابات الداخلية فيها بذلت جهود لتجنيد اشخاص يتمتعون بسيرة عامة خارج الحلبة السياسية، وتشكيل قائمة منوعة.

من ينتقدون طريقة البرايمرز يشيرون الى التكلفة العالية للحملة القطرية، ولكن بعض المرشحين في احزاب اخرى اثبتوا ان السيرة النضالية العامة، السلوك الاعلامي الصحيح والقدرة على تجنيد التبرعات والمساعدة من قبل جمهور المؤيدين الواسع، تلغي التعلق بالتبرعات الكبيرة، سيما ان هذا ما يجب ان يظهره منتخبو الجمهور حين يصلون الى الكنيست.

رئيسة الحزب زهافا غلؤون، فهمت الاشكالية الكامنة في الطريقة، وتصارع ضد الجهاز، بهدف تغييرها -  ولكن بدون نجاح حتى الان. بين الذين اصبحوا مغروسين عميقا في الداخل، لا تتوفر الرغبة بالتغيير، وهز السفينة. حتى الانتخابات تعتبر ميرتس ميراثا خاصا لنشطائها، وفي يوم الانتخابات تطالب كل اليساريين بالتصويت لها وانقاذها من الفناء.

لن يستمر هذا الوضع. الطريق الوحيدة للتوضيح لرجال ميرتس مدى حتمية التغيير هي في المرحلة الاولى، وبكل بساطة، عدم الانتساب الى الحركة. لا فائدة من دفع رسوم العضوية من دون الحصول على الحق الأساسي بانتخاب اعضاء الكنيست. الانتساب الى الحزب ضمن الدستور الحالي يعني الموافقة على الطريقة ومواصلة تحصن ميرتس داخل نفسها. الان بالذات، حين تفتح ميرتس مجددا باب الانتساب، هذا هو الوقت المناسب لكي نقول لها بكل أدب "لا، شكرا" واشتراط الانتساب بتغيير الطريقة وبمنح المنتسبين حق التصويت في انتخابات داخلية لقائمة الكنيست.

ميرتس تضم اعضاء وعضوات ونواب كنيست ممتازين، ونشطائها هم اناس يتمتعون بالأخلاق والضمير. ليس لديهم ما يتخوفون منه. مكانهم مضمون في القيادة، لكن ميرتس هي ليست ممتلكات خاصة او احتكار، وعليها الانفتاح – ايضا للمنافسة. في الانتخابات القادمة، يجب على ميرتس المفاخرة بأسماء جديدة في انتخابات داخلية مليئة بالتوتر والاثارة، وبقائمة طويلة، منوعة ورائعة من الشخصيات البارزة جدا في العمل الشعبي اليوم. هكذا فقط يمكن ليس فقط محاربة نسبة الحسم، وانما تشكيل بديل قوي، عاصف ومثير للالهام، يمكنه اخذ اصوات من المركز واعادتها الى اليسار.

مستشار الانقلاب

يكتب امير اورن، ان بنيامين نتنياهو استخدم 27 كلمة، كعدد اعضاء الكنيست الذين قادهم في 2009، حين شكل الحكومة واجتاز تسيبي ليفني التي تغلبت عليه بعدد الأصوات (كما حدث مع هيلاري كلينتون امام ترامب) لصياغة أمر حملته ضد ابيحاي مندلبليت: "ضغط من رجال الاعلام والسياسيين على المستشار القانوني وجهات القانون، لكي يقدموا لائحة اتهام بكل ثمن ضد رئيس الحكومة. هذه محاولة لتنفيذ انقلاب سلطوي بطريقة غير ديموقراطية".

محاكمة منتخب جمهور مشبوه بعمل جنائي لا تناقض الديموقراطية: بل انها ملخص الديموقراطية. الناخبون يحتمون، بواسطة "جهات تطبيق القانون" التي يهاجمها نتنياهو، من منتخبيهم الذين خرقوا ظاهرا، القوانين التي اقسموا بتنفيذها. الديموقراطية الوحيدة التي يعرفها نتنياهو هي الصفقات – صفقات بين رؤساء هذه القوائم وتلك، من اجل ضمان السيادة لمن لم يحصل على اكثر من ربع الأصوات. منذ لحظة توقيع الصفقة، هذه هي السلطة وكل تحدي لها، حتى على خلفية الشبهات الجنائية، يعتبر محاولة انقلاب. ليس انقلابا يعتمد على حركة حاشدة، وانما انقلاب يجري تنفيذه من قبل جهات تتمتع بالقوة داخل النخبة المسيطرة.

عندما يواجه سياسي مصاعب، يصرخ "انقلاب". هكذا ادعى نتنياهو، سوية مع وزير امنه السابق ايهود براك ضد رئيس الأركان السابق غابي اشكنازي في قضية "هرباز". مراقب الدولة والمستشار القانوني للحكومة بحثا وتوصلا الى عدم وجود أي أساس للادعاء. بين هذا وذاك تغيرت حالة براك، الذي كان طوال اربع سنوات المتعاون مع نتنياهو واكتشف الضوء فقط بعد انفصاله عنه. وهرب براك الى نيويورك، وتحول من مُتَهِمْ الى مُتَهَم. عندما ينسب نتنياهو الضغط الى اعلاميين وسياسيين، فانه يقصد براك ايضا، رغم انه ليس من الواضح اليوم الى أي مجموعة ينتمي.

لكن شوكة نتنياهو ليست موجهة الى الضاغطين وانما الى المضغوط. الضباط الشبان برئاسة الكولونيل ناصر حملوا على اكتافهم زعيما دمية، الجنرال نجيب. المنطق الحديدي الذي قاده بالطريقة العلمية، السبب والنتيجة من "لا يوجد شيء" مرورا بـ"لأنه" وصولا الى "لن يكون شيء"، انعكس. الان، رغم انه لا يوجد شيء، والملف سينتهي بالبراءة المحرجة للنيابة، يمكن ان يتم تقديم لائحة اتهام. مندلبليت سيخضع للضغوط "بكل ثمن"، سينكسر، وسيقدم نتنياهو للمحاكمة. هذا سيكون انقلابا بمشاركة – سلبية ولكن فاعلة، بإرادة او رغما عن – المستشار القانوني. لقد عينوه لكي يكون المتستر، وخلال سنة تحول الى منقلب.

ليس مهما ان مندلبليت خاض على مدار اشهر طويلة، معركة صد ضد المطلب العادل بالتوقف عن ازعاج الشرطة والانتقال من الفحص الى التحقيق، وهو ما فعله في نهاية الأمر في غياب مفر آخر. هذا كان في وقت سابق. اما الان فهو العدو ويجب ان يكشف وجهه، ويقوض الثقة العامة بشرعية قراراته. بعد لحظة سيلوح نتنياهو ضده بلافته ويسيطر على المكان الذي ابعدت الشرطة منه ميني نفتالي، في التظاهرات امام بيت مندلبليت في بيتاح تكفا.

اذا كان المواطن الثاني، ورغم انه يعرف التفاصيل جيدا، في حالة محددة وليس في عبارات شاملة، يشكك ببراءة قرارات النائب العام، فلماذا يثق بجهاز تطبيق القانون المواطن العادي الذي يتغذى فقط على ما يقوله له السياسيون، من امثال نتنياهو ورجال الاعلام الذين التقى ممولهم في الخفاء مع نتنياهو.

وهذا ليس آخر الاضرار الرسمية التي يحملها نتنياهو في حقيبته. بقي اثنان ايضا. اولا، مشروع قرار حكومي بإقالة مندلبليت، كما فعل ريتشارد نيكسون في "مذبحة مساء السبت" في خضم حرب يوم الغفران – اقالة المدعي الخاص في ملف ووترغيت واستقالة وزير القضاء ونائبه. بعد ذلك، وامام الالتماسات الى العليا، مواجهة مباشرة مع المحكمة العليا، التي سيتم شجبها هي ايضا كضاغط وهش. كيف تباكى نتنياهو في تمسكه بالسلطة؟ كل الوسائل مشروعة.

قراءة اتجاه دونالد ترامب

يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" انه منذ لحظة دخوله الى البيت الأبيض، لم يتوقف دونالد ترامب عن المفاجأة، بل وربما التسبب بخيبة أمل لكل من توقع بأن الرئيس الجديد سيسارع الى التمشي مع خطوط السياسة الامريكية التقليدية ويتقبل بخنوع املاءات القيادة الرفيعة في وزارتي الخارجية والدفاع في واشنطن.

في نهاية الأسبوع الماضي، وقع ترامب على امر يمنع دخول اللاجئين الى الولايات المتحدة من سبع دول مواجهة وازمة، لم تعد تدير شؤونها بشكل منتظم: سورية، ليبيا، العراق، الصومال، السودان واليمن، والتي ضم اليها ايران أيضا. من هذه الدول جاء الكثير من منفذي العمليات في انحاء اوروبا وتركيا، بل حتى في الولايات المتحدة، خلال السنوات الأخيرة.

لقد تم وصف الأمر الذي وقعه ترامب من قبل معارضيه ومنتقديه كخطوة ضد المسلمين حيث كانوا، لكن الحقائق تختلف. انه لا يقيد دخول الزوار من الدول الاسلامية والعربية الحليفة لواشنطن، كمصر او السعودية، بل حتى تركيا. والمقصود خطوة موضعية تهدف الى منع الدخول غير المراقب للمهاجرين من الدول التي تتواجد فيها بشكل مكثف، بل احيانا تسيطر عليها، تنظيمات الارهاب الاسلامية الراديكالية التي اصبحت، وللأسف، مؤثرة وحظيت بدعم اجزاء واسعة من السكان المحليين.

حتى قادة اوروبا الذين يسارعون حاليا الى انتقاد ترامب، يدرسون خطوات مشابهة امام حتمية الموازنة بين الرغبة بمساعدة ملايين اللاجئين الذين يهربون من مناطق الحروب، وتم في حالات كثيرة طردهم من اماكن سكناهم على ايدي حكامهم او من يؤيدون المحاربين، وبين الاعتراف بأنه الى جانب العبء الاجتماعي والاقتصادي غير المحتمل الذي تطرحه موجة الهجرة الى دول العالم، تضم  موجات المهاجرين مؤيدين او مؤيدين محتملين لتنظيمات الارهاب الناشطة في الدول التي يصلون منها.

يمكن طبعا، الشعور بعدم الارتياح امام تصريح ترامب بأنه سيمنح الأولوية لطالبي اللجوء المسيحيين القادمين من هذه الدول لأنه يعتقد ان الاقليات المسيحية تتعرض للملاحقة في الشرق الاوسط ، او حسب قوله "قطع الارهابيون رؤوس الجميع لكنهم فعلوا ذلك بشكل اكبر للمسيحيين". لكنه يجب الاعتراف بأنه خلافا للمسلمين الباحثين عن ملاذ من هذه الدول، والذين يمكن ان يجدوا المأوى والملاذ في العالم العربي، الاسلامي بكامله، فان المسيحيين في الشرق الاوسط، هم اقلية تندثر وتواجه الخطر فعلا.

خطوة اخرى يسعى اليها الرئيس ترامب، هي اقامة مناطق امنية في سورية، وهي خطوة كان يجب ان يقوم بها الرئيس اوباما مع بداية الازمة في هذا البلد قبل ست سنوات. الان ينوي ترامب توجيه خطوط حمراء لبشار وبوتين، من خلال زيادة التدخل الامريكي في الازمة السورية. يمكن لعملية منهجية للحفاظ على خطوط حمراء كهذه ان تقود الى نتائج دراماتيكية بثمن منخفض. ولأن بشار الأسد وبوتين ضعيفان اكثر مما يبدوان فسيكونان اول من سيرمش. ومن شأن خطوة كهذه ان تعيد للولايات المتحدة هيبتها في صفوف حلفائها، وتتيح لها التحول الى لاعب ناشط على الحلبة السورية، وخاصة ان تكون شريكة، الى جانب بوتين، في الحل الذي سيتجاوب مع مصالحها ومصالح حلفائها، وليس فقط مصالح روسيا وايران.

خطوة اخرى يدرسها ترامب هي تقليص التبرعات التي تقدمها الولايات المتحدة لتنظيمات  الامم المتحدة التي تعمل خلافا للسياسة الامريكية. على الحلبة الفلسطينية هناك وفرة من هذه التنظيمات التي ادى نشاطها الى تأخير التوصل الى حل للصراع. مثال على ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا) التي يركز وجودها على الاهتمام بجهاز مضخم من الموظفين واصحاب المناصب، والى جانب ذلك ترسيخ مشكلة اللاجئين تحت ستار محاولة حلها.

الحديث عن خطوات اولية تدل على نية عدم الانجرار وراء الأحداث، وانما محاولة املاء جدول اعمال عالمي واقليمي جديد يتفق مع مفاهيم الرئيس المنتخب. هذا الأمر يتعارض مع التقييمات التي قالت ان ترامب سيتعامل بسلبية ويركز فقط على مشاكل الولايات المتحدة الداخلية. العكس هو الصحيح، فخطوات ترامب تدل على رغبة بتغيير الديسك والانفصال عن الجمود الذي اصاب السياسة الامريكية في سلسلة من المسائل الاساسية خلال العقد الأخير، وهذا، ايضا، امر جيد.

حرب دينية

تكتب اورلي ازولاي، في "يديعوت احرونوت"، انه اذا فكرتم بإرسال هدية الى دونالد ترامب، فان السيرة الذاتية لهاري ترومان ستكون الخيار الممتاز.

لو كان ترومان يجلس في مكتبه في البيت الأبيض ويوقع بوتيرة نارية على اوامر كما يفعل ترامب، ولا يسمح لليهود الذين نجوا من معسكرات الابادة ومعسكرات التركيز بالدخول الى بلاده، لما كانت الجالية اليهودية قائمة اليوم. لقد تدافع الناجون على شواطئ القارة وهم لا يملكون أي شيء، فزعين، جائعين، يفتقدون الى الأمل- وفتحت امريكا لهم ابوابها على مصراعيها.

بعد عشرات السنوات يجلس على كرسي ترومان في البيت الأبيض رئيس قرر "استهداف" المسلمين: انه يمنع دخول اللاجئين الى الولايات المتحدة. المسيحيون نعم، المسلمون لا.

العالم يتعقب بقلق، ولكن يجب الاعتراف انه بدون مبالاة ايضا، المذبحة التي يرتكبها الاسد ضد ابناء شعبه. وفي لفتة انسانية ليس هناك ما هو اسمى منها، قرر اوباما استيعاب لاجئين من سورية، كما فعلت دول اوروبا، خاصة المانيا. وبجرة قلم اغلق ترامب الابواب، وليس فقط امام اللاجئين من سورية، بل سد الباب ايضا امام اولئك الذين هربوا من فظائع النظام في اليمن والعراق وايران وصوماليا. المسلمون الى البيت.

ما يفعله ترامب الآن، هي حرب دينية. كما يبدو لا يوجد الى جانبه احد يفهم ما هي الابعاد، ولكن على يهود الولايات المتحدة الفهم، كما انهم تجندوا لمساعدة السود في صراعهم من اجل المساواة في الحقوق في ايام مارتين لوثر كينغ، عليهم الان، ايضا، الوقوف كالسور المنيع وتفعيل اموالهم وقوتهم وتأثيرهم من اجل اختراق الباب الذي سده ترامب بغطرسة وعدم اكتراث.

هذا، ناهيك عن ان الحرب ضد الاسلام كما يديرها ترامب، ستضخم الارهاب فقط. كل الأبحاث تظهر ان عدم اغلاق معسكر غوانتينامو الكريه خدمت جيدا الجهاز الدعائي لتنظيمات الارهاب، كما ستفعل طرق التعذيب التي اعادها ترامب الان.

ربما ينجح ترامب ببناء سور، لكن يجب على العالم المتنور التجند من اجل منعه من وضع القفل الفولاذي على الباب.

هنية ينتظر التتويج

تكتب سمدار بيري في "يديعوت احرونوت"، ان اسماعيل هنية، الذي يشار اليه كزعيم مقبل لحركة حماس، عاد الى غزة بعد غياب طويل. لقد كانت هذه اول رحلة لهنية خارج القطاع منذ اسقاط نظام الاخوان المسلمين في مصر والاطاحة بمرسي، حليف حماس، وانتخاب خصمه المرير – السيسي.

طوال خمسة اشهر تجول هنية في منطقة الخليج الفارسي بذريعة الحج الى الاماكن المقدسة في السعودية، والتي لم تكن حجة مقنعة. ليس سرا ان مناسك الحج لا تستغرق اكثر من اسبوع، ولكن هنية استغل ايامه ولياليه من اجل اجراء مشاورات حول القضايا الملحة في العاصمة القطرية الصديقة لحماس، الدوحة.

على الجدول طرح موضوع انتخاب خليفة – وريث لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي الذي يتمتع بالكاريزما. في حماس التي تدار كتنظيم سري، تعتبر هذه الخطوة ملتوية، بدون هدف ملزم. لا توجد قائمة منافسين على منصب الامين العام، لا توجد حملة انتخابية. مجلس "الشورى"، نوع من البرلمان، يعرف الشخصيتين الرائدين: موسى ابو مرزوق المخضرم الذي يجلس في مصر، وهنية الذي لا ينوي نقل مقر اقامته من مخيم الشاطئ في القطاع. طالما تواجد في غزة، سيخضع الامين العام لرحمة مصر، ومصر السيسي ستواصل اعتبار حماس تنظيما خطيرا.

من جهة، تسعى مصر لتكون في صورة كل ما يتعلق بسلوك حماس، ومن جهة اخرى، يسود صراع بينها وبين رعاة حماس في تركيا وقطر. وفي المقابل يشتبه خالد مشعل ومجموعته بأن الاستخبارات المصرية تتلقى الاستشارة من اسرائيل في خطواتها ضد التنظيم.

منذ الاطاحة بمرسي، اغلقت مصر معبر رفح، واربكت حركة الشاحنات الى القطاع، واغلقت مئات انفاق التهريب بهدف شل الاقتصاد البديل لغزة. في هذه الحالة، تحتكر اسرائيل اقتصاد مليونين مواطن في القطاع، ويمكن لمنسق اعمال الحكومة في المناطق اغلاق الصنبور في كل لحظة.

اذا سألتم الخبراء في اسرائيل ما هو الأمر الاكثير مثيرا للقلق – القطاع او الضفة الغربية، ستحصلون على جواب جارف: اسرائيل لا تتوقف عن تعقب مخطط حماس لاستغلال الازدواجية السلطوية في مدن الضفة. من جهة، عزز ابو مازن مكانته في السياق السياسي، ومن جهة، ضعفت مكانته في الشارع، وحماس لا توفر الجهود في محاولة الايقاع بين السلطة الفلسطينية واسرائيل في محاولة للسيطرة على الضفة.

المفارقة هي ان نتنياهو وابو مازن يمقتان بعضهما البعض، لكنهما يصرحان معا عن رغبتهما بالعودة الى العملية السياسية، وكلاهما لا يثقان بالمفاوضات. ابو مازن يفضل التذمر في المؤسسات الدولية، ونتنياهو يصادق على بناء آلاف الوحدات الاسكانية الجديدة في الضفة الغربية من اجل قتل الحل مع الفلسطينيين. وهاكم المفارقة الثانية: مع كل تحفظاته من ابو مازن، لم يوفر نتنياهو في الجهود من اجل ضمان انعقاد مؤتمر فتح السابع. لقد قامت اسرائيل بتنفيذ اعتقالات عشية المؤتمر لضمان عدم قيام انصار حماس بعرقلة الحدث. وهكذا نجح ابو مازن، مع كثير من المساعدة من انصاره لدينا، بإدخال الموالين له فقط الى المناصب الرفيعة.

اذا حفرت بشكل اعمق لدى الخبراء، سيصرون على التحديد بأن ابو مازن لا يدعم الارهاب، وان التنسيق الامني يتواصل، وان قادة الاجهزة الأمنية تعلموا كيف يتغلبون على الانتقاد في الجانب الفلسطيني. عندما تكون حماس هي العدو المشترك، تجري الجهود ضدها بتعاون ملفت.

لا يوجد تاريخ للاعلان عن الامين العام الجديد لحماس. حتى ان كانت فرص هنية تبدو افضل، فانه يمكن لبرلمان حماس ان يقرر تمديد ولاية مشعل لسنة اخرى لعدة اسباب: صراع الوراثة في ميح ابو مازن، الحرب في سورية، العلاقة الاشكالية مع مصر، المصالحة التي لا يريدها احد فعلا بين فتح وحماس، وترامب في البيت الابيض.

اذا قررت الادارة الامريكية نقل السفارة الى القدس، ستتجند حماس لإشعال الضفة. واسرائيل من جانبها ستواصل تصيد مصانع الاسلحة في الضفة وموجات الاعتقال الليلي. عندما سيرغب الشارع الفلسطيني بإرسال ابو مازن اخيرا الى البيت، ستحرص اسرائيل على ان لا ترفع حماس رأسها.

التعليـــقات