رئيس التحرير: طلعت علوي

منظمة العمل الدولية تظهر وجود 150 مليون مهاجر في القوى العاملة العالمية

السبت | 14/01/2017 - 02:49 مساءاً
منظمة العمل الدولية تظهر وجود 150 مليون مهاجر في القوى العاملة العالمية

 

 جنيف (أخبار م. ع. د.) – يبلغ عدد العمال المهاجرين 150.3 مليون من أصل قرابة 232 مليون مهاجر في العالم، وفقَا لدراسة جديدة أجرتها منظمة العمل الدولية.

وتظهر الدراسة وعنوانها "تقديرات منظمة العمل الدولية بشأن العمال المهاجرين في العالم" أن العمال المهاجرين يشكلون 72.7 في المائة من أصل 206.6 مليون مهاجر بعمر العمل (15 سنة وما فوق)، بينهم 83.7 مليون ذكور مقابل 66.6 مليون إناث.

وقال غاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية معلقًا على التقرير: "يمثل هذا التحليل مساهمة هامة من جانب منظمة العمل الدولية في دعم الدول الأعضاء لوضع أجندة العام 2030 للتنمية المستدامة، وخصوصًا فيما يتعلق بمقاصد الهدف 8 بشأن حماية جميع العمال، بمن فيهم المهاجرون، والهدف 10 بشأن تطبيق سياسات هجرة جيدة الادارة. وسيكون لدى صناع القرار بيانات حقيقية يبنون سياساتهم عليها".

إن هجرة العمالة ظاهرة تحدث في كل مناطق العالم، ولكن نصف العمال المهاجرين (48.5 في المائة) تقريبًا يتركزون في منطقتين واسعتين: أمريكا الشمالية، وأوروبا الشمالية والجنوبية والغربية. ولدى الدول العربية النسبة الأكبر من العمال المهاجرين كحصة من جميع العمال وبنسبة 35.6 في المائة.

 الشكل 1 توزيع العمال المهاجرين حسب المناطق ©م.ع.د.


تبحث الدراسة أيضًا توزع اليد العاملة المهاجرة ضمن مجموعات صناعية عريضة. فالغالبية العظمى من العمال المهاجرين تتركز في قطاعات الخدمات، حيث يبلغ العدد 106.8 مليون عامل بنسبة 71.1 في المائة من الاجمالي، يليها القطاع الصناعي، ويشمل التصنيع والانشاء 26.7 مليون (17.8 في المائة) والزراعة 16.7 مليون (11.1 في المائة). ويشكل العمال المنزليون7.7 في المائة من مجموع العاملين المهاجرين.

وقال مانويلا تومي، مديرة قسم المساواة وظروف العمل في منظمة العمل الدولية: "تظهر هذه الدراسة التقديرية أن الأغلبية العظمى من المهاجرين يهاجرون بحثًا عن فرص عمل أفضل. ونعتقد أن تطبيق منهجية متماسكة سيضيف كثيرًا لقاعدتنا المعرفية عن الهجرة ويوفر أساسًا قويًا لوضع سياسات فعالة للهجرة".

ارتفاع معدلات مشاركة العمال المهاجرين في القوى العاملة


بشكل عام، تكون نسبة المهاجرين في القوى العاملة أكثر من نظرائهم المواطنين. ويعزى ارتفاع معدلات مشاركتهم في القوة العاملة أساسًا إلى ارتفاع نسبة النساء المهاجرات في القوى العاملة (انظر الشكل 2).

الشكل 2: معدلات مشاركة المهاجرين وغير المهاجرين في القوى العاملة العالمية حسب الجنس (2013) ©م.ع.د.


تشير البيانات المستخدمة لحساب التقديرات في التقرير إلى العمال المهاجرين في بلدان المقصد، وتحصي أعداد المهاجرين لعام 2013. وتمثل البيانات المستمدة من 176 بلدًا ومقاطعة 99.8 في المائة من سكان العالم في سن العمل (15 سنة فما فوق) ممن شملتهم هذه الدراسة.

تركيز خاص على العمال المنزليين المهاجرين


يركز التقرير أيضًا على أهمية الأعداد العالمية الكبيرة للعمال المنزليين المهاجرين وعلى التفاوتات الملحوظة بين الجنسين في هذا القطاع.

يعتبر العمل المنزلي أحد القطاعات الأقل تنظيمًا في الاقتصاد، ولذلك يحظى باهتمام خاص من جانب منظمة العمل الدولية. وبسبب التركيز على العاملات المهاجرات والرؤية الضعيفة للقوة العاملة في هذا القطاع غالبًا ما نشهد حصول أشكال متعددة من التمييز في الوقت نفسه.

يشكل المهاجرون 11.5 مليونًا من قرابة 67.1 مليون عامل منزلي في العالم، أي 67.1 في المائة. ونحو 73.4 في المائة (أو 8.5 مليون) من جميع العمال المنزليين المهاجرين هم من النساء. ويستضيف جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي أكبر حصة، بنسبة 24.0 في المائة من إجمالي عدد العاملات المنزليات المهاجرات في العالم، تليها أوروبا الشمالية والجنوبية والغربية، بنسبة 22.1 في المائة من الإجمالي، والبلدان العربية بنسبة 19.0 في المائة.

ومع تشيّخ المجتمعات والتغيرات السكانية والاجتماعية-الاقتصادية الأخرى، من المرجح أن تواصل حركة العمال المنزليين المهاجرين زخمها في العالم بأعداد كبيرة لتلبية احتياجات خدمات الرعاية والعمل المنزلي.

ويختتم رفائيل دييز دو ميدينا، مدير قسم الإحصاء في منظمة العمل الدولية: "تحظى قضية الهجرة، من نواح كثيرة، بمركز الصدارة في أجندة التنمية المستدامة لعام 2030. ويحتاج المهاجرون إلى العمل، ولكن من المؤكد أيضًا أنه الكثير من اقتصادات بلدان المقصد ستحتاج إلى عمال جدد في السنوات المقبلة. وسيحتاج العالم إلى بيانات ومؤشرات أكثر وأفضل ليتابع هذه التدفقات. ويضع هذا التقرير معيارًا جديدًا للحصول على أرقام عالمية صحيحة لتوجيه صنّاع السياسات".

يتزامن هذا التقرير مع الذكرى الأربعين لاتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 143 بشأن العمال المهاجرين في ظروف مسيئة وتعزيز تكافؤ الفرص ومعاملة العمال المهاجرين، التي تبنّاها مؤتمر العمل الدولي لعام 1975.

الشكل 3 العمال المنزليون المهاجرون حسب الجنس ©م.ع.د.

 

التعليـــقات