رئيس التحرير: طلعت علوي

حصاد الاعتداءات الاسرائيلية في مدينة القدس خلال العام 2016

الإثنين | 09/01/2017 - 09:45 مساءاً
حصاد الاعتداءات الاسرائيلية في مدينة القدس خلال العام 2016
 
(حصاد تهويد القدس 2016)
 
رام الله – أصدر مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقريره السنوي(حصاد تهويد القدس) حول أبرز اعتداءات دولة الاحتلال في مدينة القدس خلال العام 2016 .
 وجاء في التقرير ان سلطات الاحتلال قامت بتصعيد اعتداءاتها القمعية والتعسفية  ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في مدينة القدس ،  حيث تعمل منذ العام 1967 على تغيير معالم مدينة القدس التاريخية  من خلال مشاريع تهويدية كبيرة وضخ ميزانيات ضخمة لاظهار الطابع اليهودي وتسويق الرواية اليهودية المزيفة ، بالاضافة الى ذلك تقوم سلطات الاحتلال بالتضييق على المواطنين الفلسطينيين في المدينة من خلال فرض الضرائب والغرامات والمخالفات العالية عليهم بالاضافة الى محاولة أسرلة التعليم وسياسة سحب الهويات وسن قوانين جديدة وهدم ومصادرة المنازل والعقارات لاجبار المقدسيين على الهجرة من مدينة القدس واحلال المستوطنين اليهود مكانهم ، وذلك لقلب المعادلة الديمغرافية في المدينة المقدسة ، واليكم اهم ما جاء في التقرير:
 
مشاريع تهويدية في المدينة
تم وضع حجر الاساس "لمشروع وجه القدس " او بوابة القدس " الذي سيقام على مساحة (211) دونما، في المدخل الغربي لمدينة القدس والذي سوف يحتوي على مراكز تجارية و سياحية وفنادق، ومراكز ترفيه .
كما تم الكشف مؤخراً عن مخططات لتحويل محيط المسجد الاقصى الى مجمع من الكنس اليهودية وطمس وتهويد المعالم الإسلامية العريقة من خلال التخطيط لإقامة كنيس يهودي كبير أسفل وقف "حمام العين" على بعد أمتار من الحائط  الغربي للمسجد الأقصى ، بالاضافة الى بناء كنيس آخر قرب حائط  "البراق" ، وبدء اقامة الطابق الرابع من "بيت شترواس" جنوب المسجد الأقصى مما ادى الى تدمير وتخريب آثار عريقة اغلبها من الفترات الاسلامية ، كما أقرت المحكمة المركزية الإسرائيلية للشؤون الإدارية مشروع "بيت الجوهر" التهويدي، على مساحة (1.84) دونمًا، ومساحة بنائية تصل إلى (2985) مترًا مربعا ، تشمل بناء طابقين فوق الأرض وآخر تحت الأرض غرب المسجد الاقصى.
كما شرعت أجهزة الاحتلال بوضع اللمسات الأخيرة للبدء بتنفيذ مشروع بناء كنيس «جوهرة إسرائيل» في حي الشرف في قلب البلدة القديمة بالقدس المحتلة، بتكلفة نحو (48) مليون شيكل ، حيث سيبنى الكنيس اليهودي على أنقاض وقف إسلامي وبناء تاريخي إسلامي من العهد العثماني والمملوكي، وتبلغ المساحة البنائية الإجمالية للكنيس نحو (1400) متر مربع، ويتألف من 6 طبقات.
وفي نفس السياق  كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مدينة القبور اليهودية التي يتم بناؤها هذه الأيام في أعماق الأرض بالقدس بسبب مشكلة النقص في الأراضي المخصصة كمقابر للموتى من خلال انفاق ضخمة تحت جبل الرحمة في القدس المحتلة. في الوقت الذي لم تسلم فيه قبور الموتى من المسلمين حيث هدم موظفوا سلطة الآثار الاسرائيلية عدة قبور في باب الرحمة الواقعة في الجانب الشرقي من المسجد الأقصى ونبش قبور وتحطيم شواهد قبور أخرى في المقبرة، التي تضم بين جنباتها رفات عدد من الصحابة .
كما اعلن وزير المواصلات الاسرائيلي عن مخطط لربط مدينة القدس بالمستوطنات المحيطة بها بشبكة القطارات الخفيفة سيمتد على مسافة 22 كم  ويربط بين مستوطنات  جنوب القدس بشمالها مرورا بمركز المدينة والتخطيط لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية وأماكن تجارية وفنادق، على طول مسار القطار الخفيف .
 
استهداف سلوان
 الى ذلك اعلن عن مخطط تهويدي جديد رصد له اكثر من مليون شيكل لمشروع حفر نفق سياحي جديد تحت حي وادي حلوة في منطقة سلوان ، كما تمت المصادقة على مخطط جمعية العاد الاستيطانية المعروف باسم "مجمع كيدم – عير دافيد- حوض البلدة القديمة"، المنوي إقامته على مدخل حي وادي حلوة ببلدة سلوان، والذي يهدف لإقامة مبنى ضخم من 6 طوابق لاستخدام علماء ودائرة الآثار الإسرائيلية . كذلك تعمل جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية على الاستيلاء على اكبر عدد ممكن من منازل المواطنين في منطقة وادي حلوة بسلوان من خلال اوراق ومستندات مزورة وبدعم من بلدية الاحتلال في مدينة القدس ، حيث تم خلال العام الماضي الاستيلاء على مبنيين في بلدة سلوان ومنزل يعود لعائلة قرش في البلدة القديمة من القدس .
 
تغييير اسماء الشوارع
وفي نفس السياق واستمراراً لمسلسل التهويد  تقوم سلطات الاحتلال بتغيير اسماء الشوارع في البلدة القديمة بمدينة القدس حيث كان آخرها احد المفارق بشارع الواد التي قتل فيها اثنين من المستوطنين ، ويشار إلى أن إسرائيل قامت بتغيير أسماء نحو  (300) شارع منذ احتلال المدينة حتى اليوم في مدينة القدس .
الى ذلك قامت وزارة السياحة الاسرائيلية  باعداد خارطة سياحية لمدينة القدس تظهر عشرات الكنس والمعابد والاماكن الدينية والسياحية اليهودية وتخفي المواقع الاسلامية والمسيحية في تزوير واضح للواقع الاسلامي والمسيحي في مدينة القدس
 
الاستيطان في المدينة
 وضمن سياستها لتهويد المدينة طرأ زيادة حادة على وتيرة الاستيطان في مدينة القدس ومحيطها ، وأوضح سليمان الوعري مدير المركز ان سلطات الاحتلال قامت بالاعلان والتخطيط وطرح عطاءات والمصادقة على بناء نحو (19000) وحدة سكنية جديدة ، وأن هذا الرقم لا يعني ما تم بنائه خلال 2016، وانما ما تحضر له سلطات الاحتلال من مخططات لتكون جاهزة للتنفيذ في القريب العاجل عندما تسنح الاوضاع السياسية بذلك .
 
الشهداء والمعتقلين
قامت سلطات الاحتلال بقتل (24) مواطناً في محافظة القدس من بينهم  "7" اطفال معظمهم تم اعدامهم اما على الحواجز العسكرية المنتشرة في كافة احياء مدينة القدس وبلداتها او بادعاء محاولة طعن جنود ، كما قررت شرطة الاحتلال الاسرائيلي منع دفن شهداء القدس المحتجزين لديها داخل قراهم  وبلداتهم .
 الى ذلك  كان مواطنوا محافظة القدس الأكثر عرضة للاعتقال خلال العام 2016، باعتقال (2029) مواطناً، بينهم (757) طفلاً، و(79) سيدة، من اصل(6970) مواطناً اعتقلتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال العام 2016 في كافة محافظات الوطن ،بالاضافة الى تطبيق سياسة الاعتقال المنزلي وسياسة الابعاد عن المدينة لعشرات المقدسيين .
 
هدم منازل المقدسيين
 وفي اطار سياسة التضييق على حياة الفلسطينيين في مدينة القدس هدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي خلال عام 2016 نحو (309) منزلاً ومنشاة  بحجة عدم الترخيص مما ادى تشريد عشرات الاسر الفلسطينية مع العلم ان سلطات الاحتلال تفرض قيودا مشددة واجراءات معقدة لاصدار رخص البناء للمقدسيين ، كما قامت بلدية الاحتلال بمضاعفة تعرفة "الارنونا " فيما يتعلق "بالعقارات الفارغة " نحو خمس مرات لاجبار المقدسيين على تركها.
 
الاعتداءات على المسجد الاقصى
وفي الوقت الذي يتم فيه التضييق على المصلين من دخول المسجد الاقصى ، فقد تم رصد اقتحام اكثر من (15880) مستوطن للمسجد الاقصى وباحاته خلال عام 2016 بمرافقة شرطة وجنود الاحتلال وهي النسبة الاعلى على مر السنوات السابقة ، بالاضافة الى عشرات الاقتحامات لشرطة الاحتلال الخاصة والتي تخللها اطلاق قنابل الغاز السامة والاعيرة والمطاطية مما ادى الى سقوط عشرات الاصابات في صفوف المصلين ، كما قام الاحتلال بقطع مخصصات التأمين الوطني عن مرابطين ومرابطات في المسجد الأقصى تعرضوا للاعتقال وأبعدوا عن باحاته . في ذات الوقت منعت سلطات الاحتلال الجهات القائمة والمشرفة على المسجد الاقصى وباحاته من القيام  باعمال الصيانة  ومشاريع ترميم او تطوير فيه . وفي اطار انتهاك حرية التدين والعبادة تعمل اللجنة الوزارية الاسرائيلية لشؤون التشريع على ما يسمى" بقانون المؤذن" وذلك لطرح التصويت عليه في الكنيست الاسرائيلي  والقاضي بمنع اطلاق الاذان عبر مكبرات الصوت في مدينة القدس والاراضي المحتلة عام (1948)  من الساعة الحادية عشرة  ليلا الى الساعة السابعة صباحا بحجة ازعاج اليهود المحيطين بالمساجد .
التعليـــقات